الوَضْعِيَّة الإِدْمَآجِيَّة :
* فِي يَوْمٍ مِنْ أَيّآمٍ مَضَتْ ، و بَعْدَ انْتِهآءْ فَتْرة مسَآئيَّةٍ مِنَ الدِّرَآسَة ، خَرَجْتُ مِنَ المَدْرَسَةِ قَآصِدَةً البَيْتَ كَعَآدَتِي .
* وَ فِي طَرِيقِي ، صَآدَفْتُ طِفْلآَ يَذُوقُ مرَآرَ الحَيَآةِ ! لقَدْ جَعَلَ مِنْ سَآعدَهِ وِسَآدَتَهُ، مُرْتديّآ مَلآَبِسَ رَثّة لآ تَقِي مِنْ بَرْدٍ ، فيَآ لهُ مِنْ مَنْظَرْ ! . دَنَوْتُ مِنْهُ لِأَسْتَفْسِرَ عَنْ حآلِهِ ، لَكنّ سُرْعَآنَ مآ أَجآبَنِي مَظْهَرُهُ و جِلْدُهُ المُقشَعِرّ عَنْ ذلكَ ، لَقْدْ كَآنَ كَالقطِّ المُتشرِّدِ ، يَرْتَجِفُ بَرْدآً مُحآوِلآً إخْفَآءَ مُعآنآتِهِ ، مآسِكآ لِبَطْنِهِ الخآوِيَّةِ التِي لَمْ تهضم الطَّعآم لمدَّة اَيّآمْ ! و النَّآسُ مآرِّينَ بِهِ غَيْرُ شَآعِرِينْ ! . تَأثَّرْتُ عِنْدَمَآ رَأَيْت ذَآك المُتشرِّدِ الذِي فَقَدَ وآلِدَآهُ فَمآبَآلُكَ مَأوآهْ ! فَاسْتَغْرَبْتُ مِنْ زَمآنِنَآ هَذآ مُتسَآئِلَةً "أَوَأَصْبَحتِ الحَيَآةُ للقويّْ؟ ، حَيْثُ لآَمَكآنَ للضَّعِيفِ معَهُ ، أَلآَ وُجُودَ لِرَحْمَةٍ فِي قُلُوبِ الخَلْقْ و البَشَرْ؟ .." ! ، ثُمَّ اسْتَنْتَجْتُ أَنَّ الحَلّ الوَحِيدَ لِإِنْقآذِ ذَلك المُتشرّد هوَّ أَخذهُ مَعِي إِلَى البَيْتِ لِنَصْطحِبهُ إِلَى مَرَكِزْ متخصص لرعآيته ، أَيَنَ تُوجدُ جُرْعَةٌ مِنَ الرَّحمة و الشَّفَقَة فِي قُلُوبِ عآمِلِيهِ .
* مِنْ خِلآَلِ هَذآ المَشْهد الذِي رَأيْتُهُ ، عَلِمْتُ أَنَّ الله هوَّ الرَّحمَنُ الرَّحِيمْ اللَّطِيفُ بِعِبَآدِهِ الفُقَرَآءْ ، فَلَوْلآَ مُسَآعدته لَهُمْ بِرَحْمَتِهِ لَأَصْبَحْتِ الشَّوآرِعُ مَكآنآً يَمُوتُ فِيهِ الفُقَرآء و المتشرّدينَ بَرْدآ و جُوعًآ !
مُحآولَة مُتوآضِعة ، تقبَّلُوهآ مِنِّيْ