أنا .............. هنا - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أنا .............. هنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-27, 18:39   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة your mind مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أنا ضعيف جدا في مادة الفلسفة أو بمعنى آخر لم أتقبلها كمادة من اليوم الأول

فانا لا أعرف كيف أتصرف و من أين أبدأ و ما هي النمنهجية التي اتتبعها لدراسة هذه المادة

إضافة أني لا أتوفر على دروس أو مقالات

فانا انصحك بكتاب السامي فهو بالفعل غني عن التعريف ادرس به لعلك تستفسد به
و انا هنا اذ اردت اي شيء
و الله ولي التوفيق








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-03-27, 19:54   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
your mind
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية your mind
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-27, 23:18   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
Ryma rourou
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية Ryma rourou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام اريد ان اسئلكم عن التقويم النقدي في النثر ماذا فيه من اسئلة










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-29, 14:20   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
Ilies Milan
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أريد مقالة في الجشطالت والظواهرية وفي الأبداع وفي العادة والإرادة وشكرا مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-29, 17:12   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
amel mimi1991
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام اختي ادا ممكن مقالة تاع العدالة و شكر[










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:31   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=your mind;3993066686]

بارك الله فيك
[/QUOTE
و فيك بارك الرحمان
اهلا و سعلا
نحن هنا في الخدمة
و الله ولي التوفيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:34   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ryma rourou مشاهدة المشاركة
سلام اريد ان اسئلكم عن التقويم النقدي في النثر ماذا فيه من اسئلة
و عليكم السلام
اهلا و سهلا
في الاغلب التقويم النقدي في النثر يكون اما عن المقال و فنو و خصائصو و اهم اعلامو
و قد يكون عن النثر العلمي المتأدب و اهم خصائصه و من هم رواد ه
و ربما قد يعطيك نص من كتاب ادب المهجر مثل ميخائيل نعيمة و يقلك الخصائص هذا الاتجاه او المذهب
او خصاص عصر ابن خلدون وهذه الاخيرة قلما تطرح لانها تختص في الشعر اكثر من النثر
و الله ولي التوفيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:37   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العدالة الاجتماعية : هل تتحقق بالمساواة أو التفاوت​
المقدمة: من ان وجد الإنسان وهو يعيش حياة الفطرة والت تسيرها القوانين الطبيعية ، لكن تطورت حياته وأصبحت أكثر تنظيما من ذي قبل ،وأصبح اجتماعي الطبع لا يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة ،وذا المجتمع تسير مجموعة من القوانين التي تنظم حياة الفرد منا العدالة الاجتماعية التي ي ذلك التوافق والتلازم بين الحقوق والواجبات أو كما عرفا برود ون "...ذلك الاحترام المتبادل الذي يشعر بيه المرء تلقائيا للكرامة الإنسانية لأي إنسان مما كان وفي كل ظرف تكون هذه الكرامة موضع تهديد و أيا كانت هذه المخاطرة التي تتعرض لها بسبب تصديها لدفاع عنها.."وقد حدث جدال في الأوساط الفلسفية حول تحقيق العدالة الاجتماعية، فهناك من يرى أنها تتحقق بالمساواة وهناك البعض الأخر أنها تتحقق بالتفاوت، فهل العدالة الاجتماعية تتحقق بالمساواة أو التفاوت؟​
محاولة حل المشكلة::​
الموقف الأول "المساواة": يرى بعض المفكرين والفلاسفة إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالمساواة بين الأفراد وهذا ما أكد "فلاسفة القانون الطبيعي"،باعتبارهم ان المساواة هي أساس العدالة الاجتماعية ، وان الذين كانوا يعيشون حياة الفطرة يتمتعون بالمساواة المطلقة ومارسوا حقوقهم الطبيعية على أكمل وجه هذا إضافة إلى أن الناس متساوون في القدرات العقلية و الجسدية وان وجد اختلاف فو بسيط إضافة إلى أن الناس متساوون جميعا في القدرة على التعلم ّ، والمساواة بين الحقوق والواجبات هو ما يحقق العدالة الاجتماعية ،وإضافة إلى الذين أكد على المساواة نجد "فلاسفة نظرية العقد الاجتماعي حيث يرى هؤلاء أن العدالة تقوم على المساواة بين الأفراد من منطلق أن الأفراد تعاقدوا من الخروج من حالة الفطرة إلى الحياة الاجتماعية أكثر تطور وتنظيم حيث كانوا يتمتعون بمساواة مطلقة في المجتمع الطبيعي و بانتقالهم إلى المجتمع السياسي أصبحت حياتهم أكثر تنظيما تخاف على مساواتهم الطبيعية و من هنا أصبحت المساواة شرطا أساسيا لقيام العقد و بهذا تتحقق العدالة ،وذا إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على المساواة كأساس لتجسيد العدالة والتي تأثره بها الثورات التنويرية بفرنسا،وهذا ما أ كده "جون لوك "باعتبار انه هناك قوانين ثابتة ومطلقة تطبق على الأفراد الفقير والغني والحاكم والمحكوم ، وذا مؤكده الفلسفة الاشتراكية باعتبار أن مبادئ الاشتراكية تقوم على المساواة بين الإفراد أي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج،​
النقد: بالرغم من أهمية ما أتى بيه أنصار المساواة إلا انه لا يمكن للعدالة أن تتحقق فقط بالمساواة لأنها قد تتحقق بالتفاوت والفكرة التي أكد عليها فلاسفة القانون الطبيعي لا يمكن الأخذ بها بشكل مطلق لأنه لا يمكن تحقيق مساواة مطلقة ولان الناس مختلفون في القدرات العقلية والجسمية وذا إضافة إلى ما أكده فلاسفة العقد الاجتماعي لا يمكن التسليم به لا يمكن أن تحقق المساواة في المجتمع لا يؤدي كل واجباته وكل لا يأخذ كل حقوقه وبهذا يحدث تفاوت ومن جهة أخري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يطبق بشكل مطلق على ارض الواقع.وما أكده جون لوك بثبات إلى قوانين غير وارد في تاريخ البشرية.​
الموقف الثاني " التفاوت ": يرى بعض المفكرين والفلاسفة إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالتفاوت بين الإفراد وهذا ما أكده أنصار الفلسفة الكلاسيكية من بينهم أفلاطون الذي قسم المجتمع إلى ثلاث طبقات طبقة الحاكمة والجنود والعبيد والتي تقابل مستويات النفس الثلاثة العاقلة و الغضبة والشهوانية وهذا التقسيم يؤكد على التفاوت وهذا ما أكده أرسطو" حيث أعتقد أن الناس يولدون عبيدا بالفطرة ولا يصلحون إلا للعبودية والعدل في هذا المنطق انه يضع كل فرد في مكانه الطبيعي . وهذا إضافة إلى أنصار التفاوت نجد الفلسفة الحديثة والتي تؤكد على مبدأ التفاوت من بينهم "هيغل الذي يؤكد على التفاوت بالأخص بين الأمم فهو يعتقد أن الأمة التي تصل إلى الفكرة المطلقة يحق لها إن تملك كل الحقوق وتسيطر على الأمم الأخرى الضعيفة وهذا ما أكده"نيتشه الذي قسم المجتمع إلى طبقتين الأسياد والعبيد و أن من الطبيعي أن يكون للأسياد كل الحقوق.وهذا ما أكده النظام الرأسمالي الذي يقر بالتفاوت خاصة في الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ويظهر التفاوت بظهور طبقة مالكة وطبقة عاملة ، وهذا إضافة إلى ما نجده عند علماء العلوم الطبيعية الذين يؤكدون على التفاوت خاصة من الناحية العضوية وما يحتم الاختلاف في القدرات و اداء الواجبات وهنا يظهر التفاوت إضافة الى الأوضاع الاجتماعية للإنسان فهناك الفقير والغني وبهذا هناك الاختلاف وتفاوت وهذا ما يحقق العدالة الاجتماعية.​
النقد: بالرغم من أهمية ما أتى به أنصار التفاوت إلا انه لا يمكن للعدالة الاجتماعية ان تتحقق بالتفاوت المطلق بين الأفراد لأنه يجب إن تتحقق أيضا بمبدأ المساواة في عدة مجالات كما أن مأتى به أنصار الفلسفة الكلاسيكية يعد ظلم واستغلال إضافة الي ما أتى به أنصار الفلسفة الحديثة يؤدي إلى انتشار معظم أنواع الفساد وانتشار الحروب وما أتى به الرأسماليون يؤدي إلى ظهور الطبقية و فكرة البيولوجيين فقد فرقوا بشكل مطلق بين الأفراد وهذا ما يؤدي إلى اختلال التوازن داخل المجتمع.​

التركيب : من هنا يمكننا القول ان العدالة الاجتماعية تتحقق بالجمع بين المساواة والتفاوت معا وذلك بان تقوم على مبادئ موضوعية تعكس ممارستها الواقعية وهذا ما أكده زكي نجيب محمود أن العدالة الاجتماعية تتحقق في تحديد مجالات الحياة وتقسيمها .​
الخاتمة : نستنتج أن العدالة تتحقق بالمساواة والتفاوت .فالمساواة في داخل المجتمع والتفاوت في القدرات أي قدرات الأفراد وبهذا تتحقق العدالة الاجتماعية​










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:38   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amel mimi1991 مشاهدة المشاركة
سلام اختي ادا ممكن مقالة تاع العدالة و شكر[
اتمنى ان تستفيدي منها اختي الغالية
و الله ولي التوفيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:39   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ilies Milan مشاهدة المشاركة
أريد مقالة في الجشطالت والظواهرية وفي الأبداع وفي العادة والإرادة وشكرا مسبقا
طرح المشكلة: يتفوق الانسان عن بقية الكائنات الأخرى بفضل وظائفه العقلية العليا؛ كالإدراك و الذاكرة و اللغة و التخيل ؛ هذا الأخير ينقسم الى نوعين تخيل تمثيلي يسترجع فيه الانسان الصور و يمثلها في عقله بعد غياب الأشياء المحسوسة التي أحدثتها،و تخيل إبداعي يبتكر فيه صورا جديدة غير مألوفة تتجاوز الواقع و هذا ما يجعل الانسان كائنا مبدعا و الإبداع يعرف بأنه تركيب شيء على غير مثال سابق و القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشكلات التي نعيشها. لكن تحديد طبيعة الإبداع و الشروط المتحكمة فيه اختلف حوله المفكرون و الفلاسفة فمنهم من يرجع عملية الإبداع الى شروط نفسية و ذاتية خاصة بالمبدع و منهم من يرجعها الى شروط اجتماعية و الى الحاجات التي يطلبها المجتمع، من هنا يمكننا التساؤل : هل الإبداع يتولد نتيجة صفات خاصة و ذاتية أم أنه يعود الى البيئة الاجتماعية و الثقافية ؟
محاولة حل المشكلة : عرض منطق الأطروحة: يذهب كثير من علماء النفس و الفلاسفة الى أن الإبداع يعود الى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع و تميزه عن غيره من الناس نذكر منها حدة الذكاء و قوة الذاكرة و سعة الخيال و خصوبته، و الاهتمام الكبير و الإرادة و الشجاعة و الجرأة و الصبر و الرغبة في التجديد إضافة الى مختلف الانفعالات من عواطف و هيجانات متعددة و أهم رواد هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون (1859-1941) Henri Bergson و طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد (1856-1939) Sigmund Freud.
الحجج و البراهين : فقد حلل فرويد ظاهرة الإبداع بردها الى الأفكار و الذكريات و الرغبات اللا شعورية ذلك أن العمل الإبداعي في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي يعمل المبدع على تحقيقها عن طريق التعويض إذ يعوض النقص الذي يعاني منه من خلال أعماله الفنية فالجاحظ أبدع في فن الأدب كتعويض لشكله الخارجي الذي لم يكن جميلا و ليوناردو دافنشي (1452-1519) Léonard De Vinci الرسام الايطالي الشهير أبدع في فن الرسم لأنه كان ابنا غير شرعي لرجل ارستقراطي رفض الاعتراف به كابن فقد حاول تعويض تجاهل أبيه له.
و ما يثبت أن الإبداع يعود الى شروط نفسية متعلقة بذات المبدع و التي ترتكز على ثلاث جوانب : الجانب العقلي، و الجانب الإرادي، والجانب الانفعالي: ففي الجانب العقلي يكفي استقراء و تتبع حياة المبدعين في مختلف المجالات يكشف أنهم يمتازون بقدرات عقلية خارقة هيأتهم لأدراك المشاكل القائمة و إيجاد الحلول لها فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء و العبقرية ؛ وقوة الذاكرة؛ و سرعة البداهة؛ فالذكاء يعني سرعة الفهم و القدرة على حل المشاكل النظرية و العملية؛ وهو يساعد المبدع على طرح المشكلات طرحا صحيحا و إيجاد الحلول الجديدة لها يقول هنري برغسون : « يتضمن الاختراع تحويل المخطط الى صور ».
كما أن أصل كل إبداع هو التخيل الإبداعي فكلما كانت قدرة الانسان على التخيل كبيرة كلما استطاع تصور حلول أوسع للمشاكل التي تعترضه ﺇذ يستطيع المبدع أن يحول الصورة العقلية المجردة الى شيء حسي و صورة مشخصة ( سواء لوحة فنية أو قصيدة شعرية أو فلما سينمائيا أو رواية أدبية...الخ) حيث يقول العالم الرياضي و الفيزيائي الفرنسي باسكال (1623-1662) Pascal :« التخيل قوة رائعة عدوة للتعقل »؛و يقول أيضا :« لا يستطيع التخيل أن يجعل المجانين حكماء و لكنه قادر على جعلهم سعداء ».
و يشترط الإبداع ذاكرة قوية فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا الى معلومات و خبرات سابقة- والتي تقتضي تذكرها- لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام و العناصر الأولية للإبداع ؛ حيث يقول المخترع الأمريكي الكبير إديسون صاحب أعظم الاختراعات منها المصباح الكهربائي (1847-1931) Edison : « لا يمثل الإلهام ﺇلا عشر العبقرية أما الأعشار التسعة المتبقية فهي عمل و جهد ».
و فيما يتعلق بالجانب الإرادي الذي يشمل قوة العزيمة و استمرارها لأن عملية الإبداع طويلة و شاقة و هي مبنية على المعاناة الدائمة، فحين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه : «إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوء الشمس» ؛فرد بخطاب قال فيه: «ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء»، كما أنأديسون قبل اختراعه للمصباح الكهربائي قد حاول أكثر من 1000 محاولة لهذاالاختراع العظيم و لم يسمها محاولات فاشلة بل سماها تجارب لم تنجح .. ولناهنا أن نتعلم من هذا المخترع الصبر والثقة بالنفس و التفاؤل. ﺇذ يقول: « تعلمت 1000 طريقة خطأ لصنع المصباح ».
بالإضافة ﺇلى أن المبدع يتصف بالشجاعة الفكرية و الأدبية و الروح النقدية و الميل الى التحرر فقد كان باستور (1822-1895) Pasteurشجاعا جدا عندما غامر بتجريب لقاح داء الكلب على طفل صغير بعدما كان قد جربه على الحيوانات فقط فقد كانت الكنيسة تمنع التجريب على البشر و تعاقب من يقوم بذلك ونفس الصفة تحلى بها المستكشف البرتغالي كريستوف كولومبس (1450-1506) Chrisophe Colomb عندما غامر بحياته و حياة بحارته بحثا عن الهند من طريق الغرب، و التاريخ يثبت أنه ما من مكتشف أو مخترع توصل ﺇلى إثبات افتراضاته بعد فترة زمنية قصيرة و إنما دامت مجهوداتهم لسنوات فقد قضى القديس أوغسطين (354-430 م) Saint Augustin 34 سنة حتى أخرج كتابه مدينة الله الى الوجود و الرسام الايطالي ليوناردو دافنشي بقي 4 سنوات و هو يرسم لوحته الشهيرة الموناليزا Mona Lisa.
أما الجانب الانفعالي فيتعلق بالميل و الرغبة و الاهتمام الشديد، فالأحوال النفسية الانفعالية لها تأثير قوي في عملية الإبداع واستقراء حياة المبدعين و تتبع أقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الإبداع و أثنائه يؤكد دورها ،فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي هنري بوانكاري (1854-1912) Henri Poincaré بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة وجد فكرة مهمة حول الهندسة اللااقليدية و هو يضع رجله على سلم الحافلة حيث يقول : « ﺇن الحظ يحالف النفس المهيأة » و يقصد بذلك أن الانسان الذي يبذل مجهودات كبيرة يكون له حظ من النجاح، و العالم نيوتن Newton لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة و إنما كان يفكر باهتمام بالغ و تركيز قوي في ظاهرة سقوط الأجسام و ما سقوط التفاحة ﺇلا مناسبة لاكتشاف قانون الجاذبية حيث يقول : « ﺇنني أضع موضوع بحثي نصب عيني دائما و أنتظر سطوع الأنوار الأولى رويداﹰ رويداﹰ الى أن تتحول الى ضياء ساطع ».
وقد كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرضا شديدا، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر.
وحتى الشعراء متفقون في نسبة إبداعاتهم الى قوة غامضة تنبع من أعماق أنفسهم فيكلموك عن شياطين الشعر و هذا الشاعر السوري نزار قباني يصف لحظة كتابته الشعر فيقول : « ﺇنّ الشعر يهبط كالمفاجأة السعيدة و يجيء مثل الطائر الليلي من الجزر البعيدة ».
تعتبر الأحوال الانفعالية مادة الاختراع الفني و الأدبي فالمخترع أو المبدع يعاني ما تعانيه الحامل من آلام الولادة ﺇلا أنه عندما يبلغ غايته و يوفق ﺇلى تحقيق ما يفكر فيه يشعر بلذة عظيمة لا تعدلها لذة فالإبداع في جميع حالاته و مراحله ممزوج بالشوق و الحماسة و السرور أو الغم،و الفرح أو الحزن فالانفعالات القوية تنشط المخيلة التي هي أصل الإبداع فقد اجتمعت عواطف المحبة الأخوية و الحزن الشديد عند الخنساء فأبدعت في شعر الرثاء كما أن أرخميدس (287-212 ق.م) Archimède خرج من الحمام عاريا لشدة فرحه عندما اكتشف قانون طفو الأجسام و أخذ يصرخ في شوارع أثينا وجدتها وجدتها، و قد رقص العالم البريطاني و الفيزيائي دافي ( 1778-1829) Davy في مخبره عندما اكتشف البوتاسيوم Potassium و في كل هذا يقول برغسون : « ﺇن كبار العلماء و الفنانين يبدعون و هم في حالة انفعال قوي » و يقول أيضا : « ﺇن العظماء الذين يتخيلون الفروض و الأبطال و القديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية لا يبدعونها في حالة جمود الدم و إنما يبدعون في جو حماسي و تيار دينامي تتلاكم فيه الأفكار ».
النقد:صحيح أن العوامل الذاتية لا غنى عنها في الإبداع لكنها لا تكفي وحدها في غياب محيط اجتماعي مناسب لأن بعض المجتمعات تقتل روح الإبداع و تحول دون تفتق المواهب و ظهورها و ما يثبت ذلك ظاهرة هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة التي لا توفر لمبدعيها ما يحتاجونه الى الدول الغنية المتطورة التي تقدر المبدع و تعطيه الأولوية مقارنة بالأفراد العاديين و خير مثال على ذلك الرسام الهولندي الشهير فان غوغ (1853-1890) Van Gogh الذي مات منتحرا و الحسرة تملئ قلبه لأنه لم يستطع أن يكسب رضا النقاد و لم يبع أي لوحة و هو حي حتى أن إحدى السيدات اشترت لوحة له بعد وفاته بفترة قصيرة لكي تسد بها فجوة كانت في سقف بيتها ثم بعدما بدأ الناس يقدرون أعماله الفنية-بعد فوات الأوان- نزعتها من السقف و باعتها بثرة طائلة تجاوزت الملايين. و المبدع أيضا مهما كان يملك من صفات ذاتية تدل على عبقريته فانه يخضع رغما عنه لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه و ما يحمله من قيم و مبادئ أخلاقية تحدد نوع الإبداع و مجاله كما هو الحال مع فني الرسم والنحت الذين دار حولهما جدال كبير بين علماء الإسلام بين محرم و مبيح جعل من وتيرة تطور هذين الفنيين متحفظة في المجتمعات الإسلامية مقارنة بما وصل إليه فن الرسم في أوروبا ، إضافة الى أن العوامل الذاتية التي لا تجد المناخ الاجتماعي و الثقافي المناسبين مصيرها الزوال فهي تبقى مجرد طاقات كامنة في المبدع كالبذرة التي تذبل و تموت حين لا تجد التربة الصالحة و الرعاية الملائمة لنموها.
عرض نقيض الأطروحة: في المقابل يرى علماء الاجتماع و على رأسهم الفرنسي دور كايم (1858-1917) Durkheim أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى و هي تقوم على ما يوفره المجتمع من شروط مادية و معنوية للمبدع فالإنسان حسبهم كائن اجتماعي بطبعه و أن جميع وظائفه العقلية و منها التخيل الإبداعي لا تنمو ﺇلا في المجتمع و أن الإبداع يرتبط بدرجة نمو المجتمع و حاجاته فالمبدع يبدع لمجتمعه لا لنفسه .
الحجج و البراهين: فالإبداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية لأنه يحدث إما لجلب منفعة أو دفع ضرر فالحاجة الاجتماعية هي التي تدفع الى الإبداع حتى قيل : «الحاجة أم الاختراع » ﺇذ تظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا فإبداع كارل ماركس (1818-1883) Karl Marxلفكرة الاشتراكية إنما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق و هي الطبقة العمالية التي كانت خاضعة لقهر و ظلم الرأسماليين، و اكتشاف العالم الفيزيائي و الرياضي الايطالي تورشيلي (1608-1647) Torricelli لقانون الضغط الجوي جاء كحل لمشكلة زراعية و اجتماعية طرحها الفلاحون عند تعذر ارتفاع الماء ﺇلى أكثر من 10.33م فقد شاعت فكرة لأرسطو بين الناس تقول أن الطبيعة تخشى من الفراغ أي أن الطبيعة تملا الفراغ في كل الأحوال ،و من جهة أخرى سجل تورشيلي ما لاحظه سقاؤوا فلورنسا( مدينة في ايطاليا ) في حيرة من أمرهم من أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10.33م و أمام هذه الوضعية اضطر تورشيلي الى الفصل في القضية فإما أن يأخذ بفكرة أرسطو و يرفض حادثة امتناع الماء عن الصعود في المضخات أو العكس فقد حتم عليه الموقف دراسة الظاهرة و تفسير طبيعتها و أثبت أن وجود قوة الضغط الجوي هي السبب في تحديد ارتفاع الماء في الأنبوب فكلما كان الضغط أقوى كان ارتفاع الماء أعلى بالتالي وجد مخرجا لهذه المشكلة الاجتماعية.
ﺇن عملية الإبداع ترتبط بحالة العلم و الثقافة السائدة في المجتمع فالبيئات الاجتماعية و الثقافية المتشابهة تؤدي ﺇلى ظهور نفس الإبداعات و لعل هذا ما يفسر لنا تشابه الاختراعات و الإبداعات المعرفية في أوروبا في القرن الثامن عشر فقد اكتشف نيوتن الإنجليزي (1642-1727) Newton و ليبنتز الألماني (1646-1716) Leibnitz حساب اللانهايات في الرياضيات في زمان واحد من غير أن يكون لأحدهما صلة بالآخر، ونفس الحدث تقريبا وقع مع ريمان و هو عالم رياضي ألماني (1826-1866) Riemann و العالم الرياضي الروسي لوباتشيفسكي (1793-1856) Lobatchevski بخصوص إبداع هندسات جديدة مخالفة لهندسة إقليدس القديمة و في ذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جاك بيكار Jacques Picard :« لا يمكن حصول كشف علمي أو اختراع جديد ﺇلا ﺇذا كانت حالة العلم نسمح بذلك، فإذا سمحت حالة العلم بذلك تولد الاختراع و نما بالضرورة، و كثيرا ما يتوصل العلماء ﺇلى اختراعات واحدة في زمان واحد ».هذا من الناحية الايجابية لدور المجتمع منة خلال توفير شروط الإبداع الملائمة.
أما ﺇن لم تكن شروط الإبداع متوفرة في المجتمع فانه لن يحصل و لن يتحقق و ما يثبت ذلك أنه من المحال و المستحيل أن يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ميلادي لأنه كاختراع يقوم على نظريات علمية فيزيائية لم تكن متوفرة و معروفة في ذلك الوقت و لم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ديكارت Descartes لأن الجبر و الهندسة لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما و لم يبدع شعراء كبار مثل امرؤ القيس ،و زهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد الشعر المسرحي في عصرهم لأن المسرح كفن لم يكن معروفا حينذاك و لأنه يقوم على المسارح و هي بناءات كبيرة و العرب في الجاهلية كانوا يسكنون الخيام و كانوا دائمي الترحال و التنقل ، وتعذر على المخترع الأندلسي و العالم الفلكي عباس بن فرناس (توفي سنة 887م) الطيران لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر؛ فقد عمد عباس بن فرناس الى تغطية جسمه بالريش كما مد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره و نحن نعرف الآن في عصرنا أن عضلات الانسان لا تكفي للقيام بمهمة الطيران.
كما أن التنافس بين المجتمعات و سعيها الى إثبات وجودها يجعل كل مجتمع يحفز أفراده على الإبداع و يوفر لهم شروط ذلك، فالتنافس العسكري بين الو.م.أ و الاتحاد السوفياتي سابقا أثناء الحرب الباردة أدى الى الإبداع في مجال التسلح و اختراع القنبلة النووية، ونفس الشيء في غزو الفضاء، و أيضا اليابان لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العامية الثانية فقد خرجت منها مدمرة لكن تنافسها الاقتصادي مع الو.م.أ و أوروبا الغربية جعل منها قوة اقتصادية خلاقة و مبدعة( صناعة السيارات؛ الالكترونيات؛ صناعة الرسوم المتحركة...).
يرتبط الإبداع أيضا بالتحفيز و التشجيع و المكافآت التي تقدمها الدول لمبدعيها حيث يكثر الإبداع لدى الدول التي تخصص ميزانيات ضخمة للبحث العلمي كاليابان؛ و الو.م.أ ؛و ألمانيا و ؛فرنسا ،فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تسخر الملايير من الدولارات في بناء المخابر و تجهيزها بمختلف الوسائل الحديثة و المتطورة و التي تمكن علمائها من الاكتشاف بالتالي الرقي و الازدهار للمجتمع الأمريكي، وما المستوى و المكانة التي تحتلها في العالم ﺇلا دليل على ذلك. إضافة الى أن الشعراء في أزهى عصور الحضارة الإسلامية كانوا يأخذون ذهبا مقابل أشعارهم.
ﺇن البيئة الاجتماعية لا تكتفي بحمل العلماء على الاختراع فقط بل تهيؤ لهم الحلول التي يجب أن يتبعوها و الأنماط التي يجب أن ينسجوا على منوالها أبحاثهم، فالمجتمع إذن ينظم خيال المبدع لذا قال لاكومب Lacombe (فيلسوف فرنسي من أصل بلجيكي توفي سنة 1904): « ﺇن الاختراع تنظيم اجتماعي للتخيل التلقائي و غرض هذا التنظيم يلخص بأمرين : أولهما أنه يقيد العقل بهدف اجتماعي فيفكر العالم في نفع الجماعة و يفكر الفنان في إثارة عواطفها و إرضائها، و ثانيهما نقد التراكيب الجديدة التي ولدها التفكير التلقائي و حذف ما لا يتفق منها مع الأهداف الاجتماعية ».
زيادة على أن كل عمل إبداعي و فني إنما ينتج عن تأثير العرق و البيئة و الزمان حيث يقول الفيلسوف الفرنسي تين (1828-1893) Taine :« ﺇن ﺇنتاجات الفكر البشري كانتاجات الطبيعة الحية، لا توضح الا بتأثير البيئة، ﺇنك لا تفهم أثرا فنيا أو فنانا، أو جملة من الفنانين ﺇلا ﺇذا تصورت منازع الفكر العامة و اتجاهات الأخلاق و العادات في زمانهم ».و من الذين أيدوا وجهة النظر هذه نجد الفيلسوف الفرنسي و عالم الاجتماع ليفي بويل (1857-1939) Lévy Bruhl الذي اعتبر أن الدين و الأخلاق و العلم والفن آثار اجتماعية بالذات و أن كل تبدل في هذه الأوضاع إنما ينشأ عن تأثير التبدلات الاجتماعية،فإبداع المثل الأخلاقية يتولد من الحوادث الاجتماعية و الدليل على ذلك أن القيم الأخلاقية الجديدة كالحرية و حقوق الانسان قد تولدت في صدر المسيحية و الإسلام و عصر النهضة و الثورة الفرنسية و الثورة الصناعية و غيرها من ثورات القرن التاسع عشر و العشرين و ما ينطبق على تولد المثل الأخلاقية ينطبق أيضا على تولد الاختراعات فالعوامل التي تبعث عليها عوامل اجتماعية.
النقد: صحيح أن للبيئة الاجتماعية أهمية كبيرة في توفير شروط الإبداع، لكن الاختراع الجديد كثيرا ما كان ثورة على الأوضاع القديمة و أن المجتمع كثيرا ما يكون عائقا أمام المبدع لأن المجتمع نتيجة تأثير العادات و التقاليد يكره كل تجديد و تبديل و المبدع بطبعه يحاول تجاوز الواقع حيث يقول العالم الفرنسي لوروي (1686-1759) Le Roy :« كل تركيب جديد يتولد من تحليل نقدي سابق »، فالناس لا يرتاحون للجديد لأنهم ألفوا القديم ﺇذ يقول لوروي أيضا: « يتراءى للمعاصرين أن المخترع مصاب بالمس، وذلك على قدر ما يخترع و على نسبة ما يحتاج ﺇلى تصورات لا وجود لها في الأفكار المنتشرة في زمانه »، و مما يلفت النظر أن مخترعي نظريات ما بعد الطبيعة يحشرون مع المجانين و أن المبدعين الاجتماعيين (في علم الاجتماع) و الأخلاقيين يعدون ثوريين و فوضويين، و أن المبدعين في الفن يعتبرون غير متزنين حتى أن العلماء أنفسهم لا يفهم كلامهم أحد عند إتيانهم بالأفكار الجديدة فيتهمون بمخالفة نظرياتهم للحس السليم و عدم معقوليتها و ما حدث لسقراط Socrate الذي قتل بسبب أفكاره لخير مثال على ذلك .
و لو كان الإبداع راجعا لعوامل اجتماعية فقط لكان كل الأفراد الذين يعيشون في بيئة واحدة و متشابهة مبدعين و الواقع يكذب ذلك، ﺇذ كثيرا ما يظهر مبدعون في بيئات اجتماعية متخلفة و غير مناسبة و العكس قد يحصل أحيانا فقد تتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة و لا يوجد مبدعون مثلما هو حاصل في المنتخب الفرنسي لكرة القدم فمعظم لاعبيه ليسوا من أصل فرنسي بل اغلبهم عرب و أفارقة.
التركيب: الإبداع ظاهرة معقدة تتداخل في ظهوره عوامل بعضها ذاتي يتعلق بالذات المبدعة، و بعضها الاخر موضوعي متعلق بالبيئة الاجتماعية و الثقافية فالأطروحتان متكاملتان و ليستا متعارضتين، فالإبداع لا يكون ﺇلا بتوفر الشروط النفسية و الاجتماعية معا.
الرأي الشخصي: لكن حسب اعتقادي فان الشروط النفسية و الذاتية في عملية الإبداع أكثر أهمية من الشروط الاجتماعية ذلك أن المجتمع كثيرا ما يظلم المبدع و يقاوم جرأته و في تاريخ العلوم أمثلة كثيرة تدل على المقاومة التي لقيها المخترعون في زمانهم مثال ذلك أن قول الفيثاغوريين (و هم أتباع فيثاغورس (572-497 ق.م) Pythagore ) بالعدد الأصم اعتبر شناعة منطقية و قول نيوتن بالجاذبية العامة اعتبر غير معقول و قولالعالم الفلكي الايطالي غاليلي (1564-11642) Galilei بدوران الأرض حول الشمس و بأنها كروية اعتبر مخالفا لمبادئ الكنيسة حتى أنه دفع حياته ثمنا لأفكاره ، وحتى نابليون بونابارت (1808-1873) Napoléon Bonaparte قال عن العالم الطبيعي الفرنسي لامارك (1744-1829) Lamarck الذي اشتهر بنظريته في تحول الأنواع و ذلك بعد أن اطلع على نظرياته أنه مشعوذ، كما اعترض العديد من علماء النفس على نظرية اللاشعور، وما أكثر العلماء الذين صعب عليهم قبول نظرية النسبية التي جاء بها العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين (1879-1955) Albert Einstein و رفض العديد من النقاد العرب الشعر الحر و هاجموا من يكتبه، حتى أن الشاعر السوري نزار قباني ضرب بالبيض و الطماطم في إحدى أمسياته الشعرية بمصر لأنه انتقد نكسة 1967 ضد إسرائيل، وحتى المخترع الأمريكي إديسون تعرض للسخرية من قبل أستاذه و هو طفل صغير فبعد أيام قليله من الدراسة أرسله مدرسه إلى أمه وأرسل معه خطاباً يقول فيه بأن تجلسه في المنزل أفضل له لأنه غبي وفاسد.
حل المشكلة: نستنتج في الأخير أن الإبداع ما هو ﺇلا ثمرة تكامل العوامل النفسية و الاجتماعية فهو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية وفق حاجة المجتمع لذلك، فالمبدع يتميز بخصائص نفسية و عقلية خارقة و متطورة كقوة الذاكرة و سعة الخيال و الذكاء الخارق مع الميول القوية و الرغبة و الاهتمام و الانتباه و العواطف الجياشة إضافة إلى الجو الذي يوفره المجتمع من شروط و إمكانات مادية ومعنوية تساعد المبدع و تشجعه و تقدر مواهبه، وهذا ما حدث مع إديسون الذي تميز بالعبقرية و الإرادة القوية وقد لقي التقدير و الدعم من المجتمع الأمريكي فعندما توفي أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا في تلك الليلة، بحيث قبله كانت هكذا. و في ذلك يقول عالم النفس الفرنسي ريبو Ribot:« مهما كان الإبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي » .









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:42   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ilies Milan مشاهدة المشاركة
أريد مقالة في الجشطالت والظواهرية وفي الأبداع وفي العادة والإرادة وشكرا مسبقا
فية حول العادة والإرادة
يقول جون جاك روسو : * خير عادة أن لا نتعلم أي عادة * حلل وناقش
* هل تؤدي العادة دائما وظيفة ايجابية في التكيف مع الواقع ؟
الطريقة: جدلية :
مقدمة :
إذا كانت العادة سلوكا مكتسبا يتميز بالآلية و التكرار لأفعال اكتسبها الإنسان في الماضي، ألا يكون الإنسان في هذه الحالة سجين هذا الماضي ؟ وتكون العادة بذلك سلوكا سلبيا يقيد إرادة الإنسان في التغيير ؟ ولكن في المقابل لو تخيلنا حياة الإنسان بدون العادة لوجدناها سلسلة من التفكير المستمر و الممل في الأمور التافهة و البسيطة .
ومن هنا نطرح التساؤل التالي : هل العادة سلوك سلبي أم ايجابي ؟
وكيف يمكن للإنسان أن يتخلص من سلبيات العادة ليستفيد من ايجابياتها ؟
العرض :
يرى بعض الفلاسفة أن العادة سلوك يؤثر سلبا على حياة الإنسان و يظهر هذا التأثير من خلال الجمود الذي يطغى على سلوك الإنسان ، ومن أهم الفلاسفة الذين تبنو هذا الموقف الفيلسوف الفرنسي ‏‎kiss‎‏ رمز تعبيري جون جاك روسو *الذي اعتبرها بمثابة السجن للإنسان الذي يتعود على سلوكات معينة بحيث لا يستطيع التخلص منها وتقف أمام كل تجديد أو تغيير و تضعف بذلك إرادة الإنسان حتى تنتهي تماما هذه الإرادة بفعل تحكم العادة في سلوك الإنسان ، بالإضافة إلى أن الأفعال و السلوكات الني تعود عليها الإنسان يقوم بها دون وعي منه أي دون تفكير وبذلك تذهب أهم ميزة في الإنسان ألا وهي التفكير أو العقل ، وقد سار في نفس الاتجاه عالم الاجتماع الفرنسي *إميل دوركايم * الذي اعتبر العادة تعرقل كل إبداع وكل تجديد ، ويقول الفيلسوف الفرنسي *اوغست كونت* * العادة جمود * .
كذلك هناك بعض العادات السيئة التي لا يستطيع بعض الناس الإفلات منها مثل التدخين و القمار وغيرها من السلوكات التي تتعارض مع القيم الدينية و الأخلاقية .
ولكن إذا كانت العادة جمود يجب القضاء عليه ، فإننا لا نستطيع في هذه الحالة أن نتصور حياة الإنسان بدونها ، إن الإنسان في المراحل الأولى من حياته يتعلم المشي و الكلام ليمشي بعد ذلك بسهولة دون أن يتعثر ويتكلم كذلك بسهولة وطلاقة ، فهذا الموقف قد اغفل أن للعادة دور هام في التكيف مع محيط الإنسان
من هذا المنطلق رأى فلاسفة آخرون بان العادة لها دور أساسي في حياة الإنسان و بالتالي نظروا إليها نظرة ايجابية تقوم على اعتبار العادة المحرك الأساسي لسلوك الإنسان وتكيفه مع متطلبات الواقع ، ولعل أهم هؤلاء الفلاسفة نجد الفيلسوف اليوناني *أرسطو * الذي اعتبر أن العادة أداة في يد الإنسان تساعده على القيام بكل الإعمال بسهولة إلى درجة انه شبه العادة بالغريزة حين اعتبرها طبيعة ثانية . بالإضافة إلى أن العادة تساعد على الاختصار في الجهد والوقت الذي تستغرقه بعض الأعمال ، كذلك يرى الفيلسوف الفرنسي
*مان دي بيران* أن العادة تقرب ادراكاتنا الحسية من الدقة و السهولة و السرعة لترتفع بها إلى قمة الكمال ومن ناحية أخرى فان العادات الاجتماعية تساهم في تماسك المجتمعات وتقرب الأفراد من بعضهم البعض .
غير أننا لو نظرنا إلى هذا الموقف نظرة ناقدة لوجدنا فيه بعض النقائص ، منها أن العادات ليست كلها حسنة إذ أن هناك الكثير من العادات السيئة التي تضر بصاحبها و بالمجتمع كعادة الإدمان على المخدرات كذلك العادات تقتل روح المبادرة و التجديد
إن العادة يمكن أن تكون على وجهان مختلفان ،أي سلاح ذو حدين إما أن تكون سيئة وروتينية وقاتلة لأي مبادرة وتجديد ، وإما أن تكون حسنة ومساعدة على التكيف مع الواقع ، ويجب على الإنسان الواعي المدرك اخذ كل ما ينفعه منها والتخلي عن كل ما من شانه أن يضره منها ، وبالإرادة فقط يستطيع الإنسان إن يتخلص من كل العادات السيئة التي اكتسبها
خاتمة :
وهكذا نستنتج في الأخير أن العادة سلوك مكتسب لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نتخلى عنه ، ولكن ما نستطيع فعله هو اختيار العادات التي نتعلمها و اكتساب الإرادة القوية للإقلاع عنها حين نرى فيها فسادا وانحرافا .









رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 17:44   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
biba.fbi
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية biba.fbi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilies milan مشاهدة المشاركة
أريد مقالة في الجشطالت والظواهرية وفي الأبداع وفي العادة والإرادة وشكرا مسبقا
عذرا اختي بالنسبة للظواهرية و الجيشطالت لم افهم قصدك بالتحديد ارجو التوضيح و سأساعدك ان شاء الله
و الله ولي التوفيق









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
..............


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc