فتاوي وأحكام مع الدكتور العلامة يوسف القرضاوي .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتاوي وأحكام مع الدكتور العلامة يوسف القرضاوي ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-10-26, 08:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي فتاوي وأحكام مع الدكتور العلامة يوسف القرضاوي ..

السلام عليكم
أكبر ما يشغل عامة المسلمين هو مدى ارتباط سلوكاتهم ومستجدات حياتهم اليومية بما جاءت به تعاليم ديننا السمح من أحكام ..ولاشك أن حاضر أمتنا يختلف حتما عن ماضيها ومااستجد في حياة المسلم اليوم لم يكن حادثا في ماضيه .فانبرى ثلة من العلماء وعلى رأسهم الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي .يتصدون لهذا الزخم من المستجدات ..مبرزين أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان وأن اسلامنا لم يُصب بالوهن والكلل مثلما حدث لأديان أخرى في مواجهة سيل مستجدات العصر والحداثة ..فليس لحادثة منأى من أن يصيبها سهم حكم من أحكام الشريعة ولالنازلة الا وأن تكون صيدا لرأي أهل العلم والفقه .فحمدا لله على ما انعم به علينا من نعمة الإسلام ..
أنتقي لكم أيها الأحبة ما تطاله اليد من أسئلة وأجوبة عليها في رحاب فيض علم الشيخ الدكتور العلامة القرضاوي حفظه الله ..وبارك الله في متابعتكم الطيبة ..ويتبع مع المشاركة اللاحقة في هذا الموضوع .









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-10-26, 09:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي مفاتيح الرزق

مفاتيح الرزق


السؤال
ما نصيحتكم لمن ضُيِّق عليه في الرزق؟
جواب فضيلة الشيخ



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فنصيحتي لك أخي الحبيب، وجميع المسلمين مطلوبة طلب وجوب، حيث جعلها الرسول الكريم خلاصة الدين، كما رواه عنه صاحبه تميم الداري، في الحديث الذي رواه مسلم، وهو من أحاديث الأربعين النووية: "الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"، وهذه النصيحة تتمثل في عدة أمور، مأخوذة من الكتاب والسنة.

وقبل أن أذكر لك نصيحتي بتفاصيلها أود أن تعلم: أن الضيق والسعة في الرزق مسألة نسبية، فكم من أناس يحسبون أنهم في ضيق، ولكن البركة تجعل ضيقهم واسعا، والقناعة بما رزق الله يكفيهم، والرضا بما قسم الله يغنيهم، والشاعر يقول:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
وفي الحديث: "ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".
ويقول الشاعر:
إذا كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء!
فهذه أول ما أنصحك ونفسي به، فقد تملك الكثير، ولكنه لا يقنعك ولا يغنيك، لأنك أبدا تقول: هل من مزيد.
وعلى كل حال، أبدأ ببيان الأسباب التي يوسع الله بها على الإنسان في رزقه الحلال، وهي كما يلي:

أولا: تقوى الله تبارك وتعالى:
وهذه أول أسباب سعة الرزق وبركته، فقد وعد سبحانه المتقين بذلك، فقال في كتابه الكريم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:2-3]، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96]، وقال تعالى عن أهل الكتاب: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[المائدة:66] .
وتقوى الله تكون بفعل ما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر.

ثانيًا: التوبة والاستغفار:
فمن طبيعة الإنسان أنه ضعيف، كما قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[النساء:28]، لا ينفك عن التقصير والعصيان، والمخالفات، في ترك المأمور، وارتكاب المحظور، وإن من مخاطر الذنوب أنها سبب من أسباب حرمان الرزق والبركة فيه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ" رواه أحمد وحسنه مخرجوه لغيره.

وما حُرم اليهود من الطيبات إلا بسبب ظلمهم ومعاصيهم، قال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[النساء:160-161] .

ولكي ينجو الإنسان من هذه التبعات، ويحفظ عليه رزقه، ولا تضره المعصية، كان من الواجب عليه أن يلجأ سريعًا إلى ربه، تائبًا مستغفرًا نادمًا على ما وقع منه من ذنوب وخطايا، فالاستغفار يهدم الذنوب، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها، كما أنهما سبب من أسباب الرزق، قال تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}[هود:52] .
يقول ابن كثير: (أمر هود عليه السلام قومه بالاستغفار، الذي فيه تكفير الذنوب السالفة، وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسَّر الله عليه رزقه، وسهَّل عليه أمره، وحفظ شأنه) أهـ.

وقال سبحانه على لسان نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[نوح:10-12]. يقول القرطبي رحمه الله: (في هذه الآية والتي في هود دليلٌ على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار) أهـ.

ويقول ابن كثير رحمه الله: (أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدرَّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخلَّلها بالأنهار الجارية بينها)أهـ.

وقد روى مطرف عن الشعبي أن أمير المؤمنين عمر خرج يستسقي بالناس، فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فقيل له: ما سمعناك استسقيت. فقال: طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر – أي المطر – ثم قرأ: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً".

وشكا رجل إلى الحسن البصري الجدب، فقال له: (استغفر الله)، وشكا آخر الفقر، فقال له: (استغفر الله). وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً، فقال له: (استغفر الله). وشكا إليه رجلٌ جفاف بستانه، فقال له: (استغفر الله). فقالوا له في ذلك: أتاك رجال يشكون أنواعاً، فأمرتَهم كلهم بالاستغفار. فقال: (ما قلتُ من عندي شيئاً، إن الله تعالى يقول في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} .

ثالثا: بر الوالدين وصلة الرحم:
وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها:
ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". وما رواه البخاري أيضًا من حديث أنس بن مالك أن رسول الله قال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" رواه البخاري. وقد عنون البخاري رحمه الله على هذين الحديثين بقوله: (باب من بُسط له في الرزق بصلة الرحم) .

وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي أهْلهِ، مَثْرَاةٌ فِي مَالِه، مَنْسَأَةٌ فِي أَثَرِهِ" وقال مخرجو المسند: إسناده حسن. وصححه الألباني.

وروى الإمام أحمد أيضًا من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" وقال مخرجو المسند: إسناده قوي، وفي الأدب المفرد: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (مَنِ اتقى ربه، ووصل رحمه، نُسّىءَ في أجله -وفي لفظ: أُنسيء لَهُ فِي عُمُرهِ- وَثَرَى مَالُهُ، وأحبَّه أهله) .

فهذه جملة من الأحاديث، يتبين للمتأمل فيها، قيمة صلة الرحم، وثمراتها، والتي من أهمها: البسط في الرزق، والزيادة في العمر، ودفع ميتة السوء، ومحبة الأهل، وأولى الناس بصلتهم هم الوالدان وذوو القربى، ثم الأدنى فالأدنى.

وتكون الصلة بأشياء كثيرة، منها: الإحسان إليهم، وزيارتهم، ومودتهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، وإعانة فقيرهم، واحترام كبيرهم، ومواساتهم في أحزانهم، ومشاركتهم في أفراحهم، كما تكون بالدعاء لهم بظهر الغيب، وحسن الظن بهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، ودعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. كما تكون أيضاً بالمال، وبالمساعدة والمساندة في الحاجات والضرورات.. ونحو ذلك.

رابعا: الإنفاق في سبيل الله:
وهذه من أهم أسباب سعة الرزق، وكثير من الناس فرط فيه، بدعوى الخوف من الفقر والفاقة، مع كثرة النصوص الواردة في الحض والحث على الانفاق في سبيل الله من الكتاب والسنة، ومن ذلك:
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ:39]، يقول ابن كثير رحمه الله: (أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به، وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب) .

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:267-268] .

ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك" رواه مسلم، وقوله: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا" رواه الشيخان.
فكل هذه الأحاديث تحثُّ على الإنفاق في وجوه الخير، وتبشِّر بالخلف من فضل الله تعالى على من أنفق، وترفع من شأن المنفق في القلوب.

خامسا: الإحسان إلى الضعفاء:
فهي من الأسباب التي يرزق الله بها العباد وينصرهم، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث مصعب بن سعد رضي الله عنه، حيث رأى سعد أن له فضلاً على من دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" رواه البخاري. وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ابغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. وفي قصة أصحاب الجنة الذين قصَّ الله خبرهم في سورة القلم العبرة والعظة.

سادسا: استحضار القلب في العبادات:
ومن الأسباب التي يستجلب بها الرزق: تفريغ القلب للعبادة عند أدائها، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملاً صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً، ولم أسد فقرك"، رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول ربكم تبارك وتعالى: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقاً. يا بن آدم، لا تباعدني فأملأ قلبك فقرا، وأملأ يديك شغلاً" رواه الحاكم، وصححه الألباني.
ففي هذين الحديثين وعد الله تعالى مَنْ تفرغ لعبادته بشيئين هما: ملء قلبه بالغنى، ويديه بالرزق.

وليس في الحديث ما يدعو إلى البطالة وترك العمل، والانقطاع عن طلب الرزق، وإنما المراد أن يكون القلب حاضرًا أثناء العبادة، مفرغًا من الشواغل والهموم، التي تشغل العبد عن ربه تعالى، وحينها يستشعر القلب أنه يناجي مالك الأرض والسماء، فيستغني به عمن سواه، فيسعد القلب بالطاعة، وتكثر الحياة بالأرزاق.

سابعا: شكر الله على النعم الموجودة:
ومن أسباب زيادة الرزق، هو شكر الله على النعم السابغة، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم:7]، فالشكر يقيد النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة، وفي ذلك يقول عمر بن عبد العزيز: (قيَّدوا نعم الله بشكر الله، فالشكر قيد النعم، وسبب المزيد). ويكون شكر الله بإقرار القلب بالنعمة، والثناء باللسان على الله، واستعمال هذه النعمة فيما يرضي الله سبحانه.

ثامنا: الزواج:
يقول الله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور:32]، ويقول عمر بن الخطاب: عجباً لمن لم يلتمس الغنى في النكاح، والله يقول: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .

ومن الأشياء التي جعلها الإسلام سببًا لنفي الفقر وسعة الرزق: المتابعة بين الحج والعمرة، ففي الحديث عن
تاسعا: المتابعة بين الحج والعمرة:ابن عباس مرفوعا: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" والحديث رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني.
والمتابعة بين الحج والعمرة لها معنيان عند العلماء: الأول: المتابعة بين الحج والعمرة بتكرارهما مرات لمن يستطيع ذلك. والثاني: أن يجعل أحدهما تابعًا للآخر واقعًا على عقبه، فإذا حج اعتمر، وإذا اعتمر حج.

عاشرا: الأخذ بأسباب الكسب:
ولا يكفي ما سبق دون الأخذ بأسباب الكسب، فقد جرت سنة الله ألا ينال رزقه إلا بكدح وسعي، فمن جد وجد، ومن زرع حصد. يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك:15]. فمن مشى في مناكب الأرض الذَّلول، أكل من رزق الله، ومن قعد وتقاعس - بلا عذر- كان جديرا ألا يأكل، إلا أخذًا من حق غيره من المشاة العاملين.

ولهذا دعا الإسلام إلى السعي والعمل، وحذر من البطالة والكسل. {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[الجمعة:10]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده" رواه البخاري. وينفر من سؤال الناس تنفيراً كبيراً فيقول: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم".

وجماع ذلك كله ما ذكرناه في البداية من تقوى الله بعمل الطاعات واجتناب المعاصي، فما استجلبت نعم الله بمثل الطاعة، وما محقت بركتها بمثل المعصية.
وأسأل الله عز وجل أن يمن عليك وعلى المسلمين برزق حلال طيب مبارك فيه. والحمد لله رب العالمين.










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-26, 17:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبوياسين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولما هذا السب والشتم المسلم ليس لعانا ولا الفاحش و أي علماء تقصد في هذا الزمن










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-26, 20:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت يا أستاذ ابا ياسين فالمسلم ليس بالشتام السباب ..نقول بألسنتنا أننا على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن فعالنا تخالف أقوالنا هدى الله الجميع ..










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-27, 15:20   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي هل تعلم اللغات أمر واجب على المسلمين ؟؟

السؤال: هل تعلم اللغات أمر واجب على المسلمين، وخاصة في ظل الأوضاع الحالية، وتشويه صورة الإسلام ؟

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين،وبعد:
من فروض الكفاية الواجبة على مجموع الأمة : تعلُّم لغات الآخرين عند الحاجة إليها، وخصوصًا إذا كان عندهم ما ليس عند المسلمين، من علم يؤخذ أو حكمة تُقتبس، فلا سبيل إلى الانتفاع بما عند غيرك إذا جهلت لغته، ولم يمنع الإسلام من تعلُّم لغات الآخرين، بل دعا إليها باعتبارها وسيلة للتفاهم بين البشر، كما أنها وسيلة لنشر دعوته في العالم، فهي هنا فرض كفاية.

وذلك أن رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسالة عالمية، فهو ـ وإن كان عربيًّا، والكتاب المُنزَّل عليه عربي، وقد أرسله الله بلسان قومه ليبين لهم ـ قد بُعث للناس كافة (ليكونَ للعالمين نذيرًا) (الفرقان: 19). (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) (الأنبياء: 107) (قلْ يا أيُّها الناسُ إني رسولُ اللهِ إليكم جميعًا) (الأعراف: 158).

فلابد من ترجمة بينه وبين أرباب اللغات الأخرى، حتى يمكنه تبليغ الدعوة إليهم، وتلقِّي الإجابة منهم. وقد كان عنده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أصحابه من يعرف الفارسية والرومية والحبشية، ويكفيه هم الترجمة منها وإليها، ولكن لم يكن عنده من يعرف اللغة السريانية التي يكتب بها يهود، فأمر بذلك كاتب وحيه الأنصاري النابغة: ـ زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ ليتقنها قراءة وكتابة، ويستغني بها عن الوسطاء من اليهود في ذلك، وبخاصة أنهم غير مأمونين.

قال زيد : أمرني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتعلمتُ له كتاب يهود بالسريانية وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مر لي نصف شهر حتى تعلمته وحذقته، فكنت أكتب له إليهم، واقرأ له كتبهم. (رواه البخاري، وأبو داود والترمذي) ولعله كان على شيء من المعرفة بها من قبل (لمجاورة الأنصار لليهود) حتى أمكنه أن يحذقها في هذه المدة القصيرة.

ومن هنا حرص كثير من المسلمين ـ في عصور ازدهار حضارتهم ـ على معرفة اللغات، فترجموا منها وإليها، وقال في ذلك الشاعر :
بقدر لغات المرء يكثر نفعه ** فتلك له عند الملمَّات أعوان
فأقبل على درس اللغات وحفظها ** فكل لسان في الحقيقة إنسان! .
والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-28, 16:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

قعود القادر عن العمل حرام

فتوى للكتور العلامة فقيه العصر والزمان . يوسف القرضاوي



لا يحل للمسلم أن يكسل عن طلب رزقه، باسم التفرغ للعبادة، أو التوكل على الله، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. كما لا يحل له أن يعتمد على صدقة يمنحها، وهو يملك من أسباب القوة ما يسعى به على نفسه، ويغني به أهله ومن يعول. وفي ذلك يقول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة (أي قوة) سوي".

ومن أشد ما قاومه النبي عليه الصلاة والسلام، وحرمه على المسلم، أن يلجأ إلى سؤال الناس، فيريق ماء وجهه، ويخدش مروءته وكرامته من غير ضرورة تلجئه إلى السؤال. قال عليه السلام: "الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر". وقال: "من سأل الناس ليثري به مال كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقلل، ومن شاء فليكثر". والرضف هو: الحجارة المحماة.

وقال: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليست في وجهه مزعة لحم". بمثل هذه القوارع الشديدة صان النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم كرامته، وعوده التعفف، والاعتماد على النفس، والبعد عن تكفف الناس.

متى تباح المسألة؟

ولكن الرسول صلوات الله عليه يقدر للضرورة والحاجة قدرها، فمن اضطر تحت ضغط الحاجة إلى السؤال وطلب المعونة من الحكومة أو الأفراد فلا جناح عليه قال: "إنما المسائل كدوح يكدح الرجل بها وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا".

روى مسلم في (صحيحه) عن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال: "أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها، ثم قال: يا قبيصة! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة؛ رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش. ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة! فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش… فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا".(1)

الكرامة في العمل

وينفي النبي صلى الله عليه وسلم فكرة احتقار بعض الناس لبعض المهن والأعمال، ويعلم أصحابه أن الكرامة كل الكرامة في العمل أي عمل، وأن الهوان والضعة في الاعتماد على معونة الناس يقول: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها. فيكف الله بها وجهه خير من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه".

فللمسلم أن يكتسب عن طريق الزراعة أو التجارة أو الصناعة أو في أي حرفة من الحرف أو وظيفة من الوظائف، ما دامت لا تقوم على حرام، أو تعين على حرام، أو تقترن بحرام.

.....................

* من كتاب "الحلال والحرام في الإسلام" لفضيلة الشيخ.

(1) الحمالة: ما يتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال ونحوه .
الجائحة: الآفة تصيب الإنسان في ماله.
القوام: ما يقوم به حال الإنسان من مال غيره.
الحجا: العقل والرأي.










رد مع اقتباس
قديم 2017-10-29, 18:33   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي أيصح حديث أبغض الحلال الى الله الطلاق ؟؟؟

السؤال: يعتمد الكتاب الإسلاميون في حديثهم عن الطلاق وموقف الإسلام منه على الحديث المشهور (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) ولكني قرأت لبعض العلماء المشتغلين بعلم الحديث، ما يفيد تضعيف الحديث المذكور. فهل لديكم أسانيد أخرى لتنفير الإسلام من الطلاق، وخصوصا أنكم استندتم في بعض كتبكم إلى هذا الحديث أيضا؟

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:
ما أثاره الأخ السائل يتضمن عدة نقاط:

1. تصحيح الحديث المذكور ثبوتا ودلالة.

2. بيان ما يعضده من أدلة أخرى من الكتاب والسنة تنفر من الطلاق.

3. بيان ما يؤيده من قواعد الشرع.

أولا: حديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)
رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا. ورواه أبو داود والبيهقي مرسلا -ليس فيه ابن عمر- ورجح أبو حاتم والدارقطني في العلل والبيهقي المرسل. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بإسناد ابن ماجه، وضعفه بعبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف.

قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه معروف بن واصل، إلا أن المنفرد عنه بوصله محمد بن خالد الوهبي.أهـ أقول: ومحمد بن خالد: قال الآجري عن أبي داود لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: ثقة. كذا في تهذيب التهذيب جـ9، ص143. وأخرجه الحاكم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة موصولا بلفظ: (ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق) ثم قال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وزاد بأنه على شرط مسلم (المستدرك وتلخيصه جـ2، ص196).

قال ابن التركماني: فهذا يقتضي ترجيح الوصل، لأنه زيادة، وقد جاء من وجوه (ولهذا رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى الحديث بالصحة، واعترضه المناوي في "الفيض" بما ذكره ابن حجر) (الجوهر النقي مع السنن الكبرى جـ7، ص222، 223). ولكن إن نزل الحديث عن درجة الصحة، فلن ينزل عن درجة الحسن.

ومن الناس من ضعف هذا الحديث من جهة معناه، فقد قال: كيف يكون حلالا ومبغوضا عند الله؟ فهذا تناقض يدل على ضعف الحديث. وأجاب بعضهم: بأن الحديث يدل على أن الحلال ينقسم إلى ما هو محبوب ومبغوض بحسب ما يعرض له، فليس كل حلال محبوبا. وقال الخطابي في معالم السنن: معنى الكراهية فيه ينصرف إلى السبب الجالب للطلاق، وهو سوء العشرة، وقلة الموافقة الداعية إلى الطلاق، لا إلى نفس الطلاق. وقد يقال: الطلاق حلال لذاته، والأبغضية لما يترتب عليه من انجرار إلى المعصية.

ثانيا: إن القرآن الكريم رغب في إمساك الزوجة المكروهة من زوجها، والصبر عليها، إبقاء على الأسرة، وحرصا على استمرارها. قال تعالى: "وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" (النساء:19).

فأما الزوجة المطيعة الموافقة، فلا وجه لإيذائها بالفرقة، وإيحاشها بالطلاق، مع عدم الحاجة إليه، إلا أن يكون ضربا من البغي عليها، ولا سيما إذا كانت ذات أولاد منه. وقد قال تعالى في شأن الناشزات من الزوجات: "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" (النساء:34)، فإذا كان البغي منهيا عنه، ولو على المرأة الناشز مادامت قد عادت إلى حظيرة الطاعة والموافقة، فكيف بالنساء الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله؟!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قدر الحاجة كما ثبت في الصحيح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس ينصب عرشه على البحر، ويبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول: مازلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت أنت! ويلتزمه!".

وقد قال تعالى في ذم السحر: "فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه" (البقرة:102). وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المختلعات هن المنافقات". وفي السنن أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة"؛ ولهذا لم يبح إلا ثلاث مرات، وحرمت عليه المرأة بعد الثالثة، حتى تنكح زوجا غيره. "إذا كان إنما أبيح للحاجة، فالحاجة تندفع بواحدة، فما زاد فهو باق على الحظر"(مجموع فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج33 ص81).

ثالثا: ومن ناحية الأصول والقواعد الشرعية:
1. نجد أن الطلاق، كما قال صاحب "الهداية" من الحنفية: قاطع للنكاح الذي تعلقت به المصالح الدينية والدنيوية (أنظر: رد المختار ج2 ص572 ط.استانبول.).

2. وأنه - كما نقل صاحب "المغنى" من الحنابلة - ضرر بالزوج وبالزوجة، وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما، من غير حاجة إليه، فكان حراما كإتلاف المال، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)(المغني لابن قدامة ج7 ص77 والحديث رواه ابن ماجة والدارقطني، وهو صحيح بمجموع طرقه.).

3. إنه كما ذكر ابن عابدين من متأخري الحنفية -إذا كان بلا سبب أصلا، لم يكن فيه حاجة إلى الخلاص، بل يكون حمقا وسفاهة رأي، ومجرد كفران بالنعمة، وإخلاص الإيذاء بها (بالمرأة) وبأهلها وأولادها… فحيث تجرد عن الحاجة المبيحة له شرعا، يبقى على أصله من الحظر. ولهذا قال تعالى: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) أي لا تطلبوا الفراق(رد المختار السابق).

وبهذا يتضح لنا: أن الحديث صالح للاستدلال به، تعضده الأدلة من القرآن والسنة، كما تؤيده أصول الشرع وقواعده. والله أعلم.










آخر تعديل رَكان 2017-10-29 في 18:34.
رد مع اقتباس
قديم 2017-10-31, 18:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي حكم بيع الأشياء المحرمة

حكم بيع الأشياء المحرمة
نشر بتاريخ 31 Oct 2017 الزيارات 1



د. يوسف القرضاوي

خلق الله الناس على حالة يحتاج فيها بعضهم إلى بعض، فليس يملك كل فرد كل ما يهمه ويكفيه، بل يملك هذا بعض ما يستغني عنه، ويحتاج إلى بعض ما يستغني عنه الآخرون، فألهمهم الله أن يتبادلوا السلع والمنافع بالبيع والشراء وسائر هذه المعاملات حتى تستقيم الحياة، ويسير دولابها بالخير والإنتاج.

وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وللعرب أنواع من البيع والشراء والمبادلات، فأقرهم على بعضها، مما لا يتنافى ومبادئ الشريعة التي جاء بها. ونهاهم عن البعض الآخر مما لا يتفق وأهدافها وتوجيهاتها. وهذا النهي يدور على معان منها: الإعانة على المعصية والغرر والاستغلال، والظلم لأحد المتعاقدين، ونحو ذلك.

فما جرت العادة بأن يقتنى لمعصية حظرها الإسلام، أو يكون الانتفاع المقصود به عند الناس نوعا من المعصية، فبيعه والاتجار به حرام، كالخنزير والخمر والأطعمة والأشربة المحرمة بعامة، والأصنام والصلبان والتماثيل ونحوها، ذلك أن في إجازة بيعها والاتجار فيها تنويها بتلك المعاصي، وحملا للناس عليها أو تسهيلا لهم في اتخاذها، وتقريبا لهم منا.

وفي تحريم بيعها واقتنائها إهمال لها وإخمال لذكرها، وإبعاد للناس عن مباشرتها. ولذا قال عليه السلام: "إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه".
...................
* من كتاب "الحلال والحرام في الإسلام" لفضيلة العلامة.الدكتور الشيخ القرضاوي حفظه الله










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-02, 20:13   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي زيارة الزوجة للوالدين

السؤال:

هل يجوز للزوج المسلم أن يمنع زوجته الألمانية المسلمة من زيارة والديها النصرانيين منعا مطلقا، أو يسمح لها بزيارتهما نادرا، وهل يحبذ الإسلام لمن دخل فيه أن يجفوا أهله ويقطع رحمه؟


جواب فضيلة الشيخ:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد...
لا يجوز للزوج المسلم أن يمنع زوجته المسلمة من زيارة والديها النصرانيين لأنها بمقتضى إسلامها مأمورة ببرهما ومصاحبتهما بالمعروف، بل هذا أمر جعله الإسلام بعد توحيد الله تبارك وتعالى {قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} (الإسراء:23) ؛ وذلك أن أعظم حقوق العباد بعد حق الله سبحانه وتعالى هو حق الوالدين.

حتى الوالدان المشركان لم يمنع الإسلام من برهما مع شركهما، بل لم يمنع من ذلك وإن جاهدا ولدهما على الخروج من الإسلام، والدخول في الشرك، وحاولا ذلك محاولة جاهدة عبر عنها القرآن بالجهاد كما قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن، وفصاله في عامين: أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا} (لقمان:14 – 15) فأمر الله تعالى بعصيانهما في الدعوة إلى الشرك كما امر بمصاحبتهما بالمعروف.

وقد جاءت أسماء بنت أبي بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية، تستفتيه وتقول له: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي مشركة، أفأصلها؟ (أي أحسن إليها وأعطيها بعض المال) قال:"نعم، صلي أمك". قالوا: وفي مثل هذا نزل قوله تعالى في سورة الممتحنة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين} (الممتحنة:81) .

والإسلام قد فرض الوصية للوالدين غير المسلمين كما هو ظاهر قوله تعالى {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين} (البقرة:180) ومن المعروف أن الوالدين المسلمين لا يجوز لهما الوصية، لأنهما وارثان، ولا وصية لوارث.

وإنما المقصود هنا الوالدان غير المسلمين والأقربون غير المسلمين، فإن عدم إسلامهما لم يلغ مالهما من حقوق الوالدية، وكذلك عدم إسلام الأقربين لم يلغ مالهم من حقوق الرحم، وقد قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} (النساء:11) ، والإسلام اعتبر المصاهرة إحدى رابطتين طبيعيتين تربط بين البشر، والرابطة الأخرى هي النسب، قال تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا} (الفرقان:54) .

فلا يجوز إنكار هذه الرابطة الفطرية ولا إهمالها، وينبغي للزوج أن يحسن علاقته بأحمائه، وأقارب زوجته وخصوصا أبويها، وأن يتودد لهم، ويحسن إليهم، حتى يحببهم إلى الإسلام. وإنما انتشر الإسلام في العالم بحسن أخلاق المسلمين، وحسن تعاملهم ومعاشرتهم للآخرين.

ولا يجوز للمسلم أن يمنع زوجته من بر والديها، ينبغي أن يحرضها على ذلك، ويذهب معها إلى زيارتهما، ويدعوهما إلى زيارته في بيته، فهذا مقتضى المصاهرة التي شرعها الله تعالى، فهؤلاء أجداد أطفاله وجداتهم، وإخوانها أخوالهم، وأخواتها خالاتهم، ولهم جميعا حقوق ذوي الأرحام وأولي القربى.

وقد حكى لي بعض الإخوة الفضلاء الذين يعيشون في أوربا أن أصهارهم دخلوا في الإسلام بسبب حسن معاشرتهم لهم ولزوجاتهم، وحدثني آخرون أن أصهارهم على وشك الدخول في الإسلام، ولكنهم ـ وإن لم يدخلوا ـ أصبحوا ألسنة صدق في الثناء على الإسلام وأخلاق المسلمين.

وعرفت من بعض الإخوة أنه كان هناك رجلٌ سيء العشرة، شديد القسوة على امرأته، حتى إنه كان يسبها ويضربها بعنف، حتى إن أولاده منها كرهوه غاية الكره، حتى قال بعضهم لأمه: لأن كبرتُ لأقتلنَ أبي هذا، لأنه يهينك ويؤذيك بغير حق، ولأنتقمنّ منه، ثم فارقت هذا الرجل الظالم بعد أن دفعت له ما دفعت، وعوضها الله برجل مسلم حقيقي، عاملها أكرم معامله، واعتبر أولادها كأولاده، وأظهر من الحب والود ما جعل الأولاد يتعلقون به، ويحبون الإسلام من خلاله، وكذلك أهلها.

وعرفت وأنا في اليابان منذ أشهر، أن رجلا من هؤلاء المسلمين الأجلاف الغلاظ منع زوجته من زيارة أبيها، وكان مريضا، ثم اشتد عليه المرض، فكررت الطلب، وكرر الرفض، ولما يئست من ذلك الزوج أعلنت ردتها عن الإسلام، والعياذ بالله!

إن حسن المعاملة يحبب الإسلام إلى الناس ويدخلهم فيه أفواجا، وإن سوء المعاملة ينفر الناس من الإسلام ويخرجهم منه بعد دخولهم فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله.










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-09, 18:48   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
divanojake
بائع مسجل (أ)
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 21:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف أرد ما أخذته من مال الدولة؟

السؤال: كنت وأنا صغير في المدرسة أقوم بأخذ الكراسات وبعض الكتب من المخزن سرًّا وخفية, وكنت أعتقد أن هذه أموال حكومية ولا يلحقني في ذلك شيء, وكنت أعطي هذه الكراسات والكتب لأخي, الذي كان يعمل تاجرا, ليبيعها، وأقول له: المدرسة قد سلمت لي هذه الأشياء. وأنا الآن لا أعرف عددها, ولا قيمتها التي باعها بها أخي, وسؤالي هو: كيف يصحِّح الإنسان هذا الأمر؟ ويتخلص من أثر هذا الحرام؟ وأنا الآن نادم أشد الندم على هذا الشيء الذي حصل.

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
شيء طيب أن ضمير هذا الأخ استيقظ, والتوبة ممكنة من أي ذنب, لا يمكن أن يسد الشرع باب التوبة, الذي عليه الآن أن ينظر هذه الأشياء كم تساوي بالتقريب, ويتصدق بها على الفقراء في دولته، لأنه لن يستطيع أن يعيدها للدولة, وأسأل ربنا أن يغفر للأخ السائل له ما مضى إن شاء الله.

وأحب هنا أن أنبه إلى أن الإسلام حذر أشد التحذير من أخذ المال العام بغير حق؛ لأن لكل واحد من أبناء الشعب فيه حقًّا، فإذا اختلس شيئًا أو انتهبه دونهم، فقد ظلمهم جميعًا. وأمسوا كلهم خصماءه يوم القيامة.









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-15, 21:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
dahem
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-17, 09:25   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي حكم التأمين

السؤال: ما الحكم في أنواع التأمين المختلفة؟

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
أولا أحب أن أقول: لا يوجد فقيه واحد أباح التأمين إباحة مطلقة؛ فلم يفتح أي فقيه الباب على مصراعيه، أعظم من قال بإباحة التأمين وأشهرهم وأبلغهم هو الفقيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا حفظه الله، هو أول من نادى بذلك بقوة، وكتب فيه كتابا، وكان ذلك في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للآداب والفنون أيام الوحدة بين مصر وسوريا وقدم هذا، ثم قدمه للمؤتمر الاقتصادي الذي عقد سنة 1976م في مكة المكرمة وطوره وأصبح له كتاب كبير في هذا، هو لم يقل بإباحة التأمين الحالي بعُجَرِه وبُجَرِه لا.. هو يقول: لا بد أن نخلصه من الشوائب.

الفقهاء الذين تحدثوا في قضية التأمين:

الشيخ الزرقا، ومثله الشيخ الخفيف رحمه الله، ومثله الشيخ عبد الله بن زيد المحمود هنا في قطر له رسالة في أحكام التأمين، وهؤلاء طبعا الذين أجازوا التأمين من حيث هو عقد؛ يعني قالوا: التأمين كعقد لا غبار عليه، إنما الذي لم يجزه التأمين من حيث التطبيق الحالي، فإذا استطعنا أن نزيل الربا فمن الممكن أن يدخل فيه الربا، وممكن الشركة نفسها تتعامل بالربا، نزيل الشروط الفاسدة، إذا كان هناك غرر فاحش نحاول أن نقلل من هذا الغرر..

بعض شركات التأمين تستغل حاجة الناس إلى هذا التأمين؛ فترفع من قيمة التأمين، وتأخذ أشياء كثيرة جدا وتربح أرباحا هائلة، ليس فقط بقدر التكلفة وتربح ربحا مقبولا، لا بل تربح ربحا كبيرا جدا والناس مضطرون؛ فالذين أجازوا هذا قالوا: لا بد لكي يكون التأمين حلالا، وهم يرون أن العقد لا حرج فيه في حد ذاته، يقولون لك: لا بد أن نخلصه من شوائبه هذه حتى يكون حلالا.

هناك من يمنعون التأمين التجاري والتأمين عن الحياة، وأكثر الفقهاء يمنعونه وأنا منهم، إنما التأمين على الأشياء على الأموال على الممتلكات أقرب إلى الحِل، حتى إننا كنا في سنة 1972م في ندوة في ليبيا دعت إليها الجامعة الليبية وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية والعربية هناك، وكان من ضمن الموضوعات التي بحثت في هذه الندوة كان موضوع التأمين، والجميع قالوا: لا داعي للتأمين على الحياة، إنما التأمين على الممتلكات يجوز في عصرنا، إلى أن يوجد البديل الإسلامي الخالص،

وهنا المفروض أن تكون محاولاتنا في البديل الإسلامي، والبديل الإسلامي هو التأمين الذي يطلق عليه "التأمين التعاوني" الذي لا يكون القصد فيه الاسترباح؛ فشركات التأمين هي شركات تحاول أن تربح، تربح من حاجات الناس إلى الأمن فهي تربح وتربح أرباحا فاحشة؛ فالفقهاء في عصرنا حاولوا أن يوجدوا البديل، وهذه مهمة الفقه؛ فبدل أن يقول للناس هذا حرام، قالوا البنوك الربوية حرام؛ فماذا نفعل؟ هاتوا بديلا.

وكانوا يقولون: مستحيل أن يوجد بديل، فلا تحلموا باقتصاد بغير بنوك ولا بنوك بغير فوائد، ولكن أمكن عمل بنوك بغير فوائد، وقام البديل عن البنوك الربوية، يبقى أيضا إيجاد البديل عن شركات التأمين الربوية التي هي جزء من النظام الرأسمالي الذي ورثناه -فيما ورثناه- عن الاستعمار؛ فنحن لم ننشئ هذه الأشياء، نحن ورثنا هذه الأشياء، كان الاستعمار في بلادنا وأنشأ هذه الأشياء، وورثنا هذه الأشياء من تراث الاستعمار، البديل هو التأمين التعاوني.

والله أعلم.










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-19, 22:42   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي حكم سداد الديْن عن الميت

حكم سداد الديْن عن الميت


السؤال: رجل تُوُفِّيَ وعنده ابن وبنت وزوجة, وله راتب بعد وفاته, ثمانمائة ريال, هل يصح أن يؤخذ من الراتب أربعمائة ريال ليسد بها دينه, وأربعمائة ريال لأولاده وزوجته؟ مع العلم أن عليه من الديون عشرين ألف ريال.

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
الأَوْلى أن نريحه في قبره بأداء هذا الدين, حتى لا يُعذَّب بسبب دينه؛ لأن الإنسان إذا مات وهو مدين يعذب على هذا الدين, خصوصًا إذا كان قادرًا في وقت من الأوقات أن يسدِّد ولم يسدِّد, يقول أبو هريرة: كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدَّيْن، فيسأل: "هل ترك لدينه من قضاء؟ ". فإن حُدِّث أنه ترك وفاء صلَّى عليه، وإلا قال: "صلًّوا على صاحبكم". فلما فتح الله عليه الفتوح قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن تُوُفِّي وعليه دين فعليَّ قضاؤه"(1).

لا يصلي النبي صلى الله عليه وسلم على المدين زجرًا للناس أن يستدينوا ويموتوا ولم يقضوا ديونهم؛ لأن حقوق العباد مشدَّد فيها, ولا تُبنى على المسامحة, وإنما تبنى على المشاحَّة. بل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُغفَر للشهيد كلُّ ذنبٍ إلا الدَّيْن" (2).

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله؛ إنْ قُتلتُ في سبيل الله، صابرًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبِر، أيكفِّرُ الله عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فلما أدبر الرجل، ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمر به فنودي له. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف قُلْتَ؟ ". فأعاد عليه قوله. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: "نعم، إلا الدين. كذاك قال لي جبريل" (3).

فالديون فيها تشديد, فإذا كان هذا الأخ توفي وعليه عشرون ألف ريال, وله معاش يُصرف نحو ثمانمائة ريال فلا مانع أن يأخذ أهله أربعمائة ريال, والأربعمائة ريال الأخرى يسدد بها دينه على مدى خمسة وعشرين شهرًا, وإن كانوا من أهل اليسار والغنى فليسسدوا عنه دينه، فإذا كانوا يحبون هذا الشخص المدين ويريدون أن يخففوا عنه هذا العذاب يسدِّدوا هذا الدين, فعن جابر قال: تُوُفِّي رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه، فقلنا: تصلي عليه. فخطا خُطًى، ثم قال: "أعليه دين؟ ". قلنا: دينارين. فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال: أبو قتادة الدينارين عليَّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحَقُّ الغريمِ وبرئ منهما الميت؟ " قال: نعم. فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: "ما فعل الديناران؟ " فقال: إنما مات أمس. قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتُهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآن بَرَّدْتَ عليه جِلْدَه"(4).

..................
(1) رواه مسلم في الفرائض (1619).
(2) رواه مسلم في الإمارة (1886) ، وأحمد (7051) ، والحاكم في الجهاد (2554) ، عن عبد الله بن عمرو.
(3) رواه مسلم في الإمارة (1885) ، وأحمد (22585) ، والترمذي (1712) ، والنسائي (3157) ، كلاهما في الجهاد، عن أبي قتادة.
(4) رواه أحمد (22/405) ح(14536) ، وقال مخرجوه: إسناده حسن، والحاكم في البيوع (2/ 58) ، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-22, 15:49   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
علي المنتصر بالله
عضو جديد
 
الصورة الرمزية علي المنتصر بالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الطرح اخي بوركتم










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc