علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-01, 18:09   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
إكليل
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اخ رمزي .

أحببت أن أسألك سؤالا فقد سبق لي و أن سمعت أن حركة الدوناتيين كانت مناهضة للكنيسة إجمالا و إنطلقت من الغرب و بالظبط من معسكر وكانت ثورة إجتماعية بامتياز









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 18:23   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 10 مشاهدة المشاركة
ثانميرث أوما رمزي[ /QUOTE] thawiza


ثانميرث أختي thwizat10









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 18:27   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إكليل مشاهدة المشاركة
شكرا اخ رمزي .

أحببت أن أسألك سؤالا فقد سبق لي و أن سمعت أن حركة الدوناتيين كانت مناهضة للكنيسة إجمالا و إنطلقت من الغرب و بالظبط من معسكر وكانت ثورة إجتماعية بامتياز




ليس من السهل تناول حركة بحجم الدوناتية في أسطر معدودات، لكن بإيجاز أقول أنها حركة جزائريةو نشأت في الجزائر وقيادتها كانت في الأوراس ، ثمر خرجت من محيطها الأوراسي وتحولت إلى حركة دينية عالمية ، ورغم ذلك لم نتل حظها من البحث في الجزائر و الكثير يجهل حقيقة هذه الحركة و"فلسفتها " وموقفها من مسيحية الأناجيل المكتوبة .
الدوناتية نسبة إلى ابن الأوراس الأب "دونا " كانت حركة ثورية قادها الأب دونا ضد روما وأعوان روما في الجزائر وفي سبيل هذه الغاية " الوطنية" ومن أجل تحقيق هذا الهدف الوطني واستقلال الجزائر عن روما ،كان لابد من أيديولوجية "استقلالية، "انفصالية " عن المؤسسة الكنسية في روما فتكفل عظيم الأوراس الأب دونا الذي كان يقود نضال شعبه ضد الهيمنة الرومانية، بتأسيس" مسيحية جزائرية" وذلك لكي يسحب البساط من تحت اقدام رجال الدين في روما ويضرب بقوة أيديولوجية الوساطة الكهنوتية ما جعله يعود إلى المسيحية الأولى، مسيحية المسيح التي تعني رفض ألوهية المسيح وتعده بشرا
هذه الدعوة الدوناتية في جوهرها رفض التثليث الكنسي و الأقانيم الثلاثة والعودة إلى صفاء التوحيد، ينتهي لامحالة إلى تقويض المؤسسة الكنسية ورجال الكهنوت








تطور ثورة دوناتوس:

لم تظهر الثورة الدوناتية في شمال إفريقيا وبالضبط في نوميديا إلا عندما تبنى الإمبراطور الروماني تيودوز العقيدة المسيحية دينا رسميا للدولة الرومانية منذ391م، فاستغل دوناتوس الفرصة فأسس مذهبا مسيحيا أمازيغيا مستقلا ألا وهو "المذهب الدوناتي". فأقبل الأمازيغيون على هذا المذهب الجديد للتخلص من نير الاستعمار الروماني، ومن الظلم والضيم والعبودية والذل والعار. وهذا ماجعل الأمازيغيين يعطون لكنيستهم صبغة قومية لتدافع عن مطالب السكان المحليين وتحميهم من تجبر القوات الرومانية وطغيان المستغلين من الأرستقراطيين ورجال الدين الكاثوليك الرومانيين.

ومن ثم، شكل القس دوناتوس – كما قلنا سابقا- حركة ثورية دينية واجتماعية وسياسية قامت بدور تاريخي هام ما بين 4 قبل الميلاد و429 ميلادية. وقد انشق دوناتوس عن المذهب المسيحي الذي أراد الإمبراطور الروماني تيودوز فرضه على الشعوب الخاضعة لحكمه منذ تبنيه له سنة 391م " وقد تسبب هذا الانشقاق في مجابهات دموية كثيرة استمرت تقريبا حتى مجيء الوندال لشمال إفريقيا سنة439م" وقاد دوناتوس في إطار ثورته الدينية مجموعة من رجال الكنيسة الأمازيغيين الرافضين للسلطة الرومانية والتي أدت إلى ما يسمى بالثورة الدوناتية نسبة إلى دوناتوس Donatus. وتمتاز هذه الحركة الدوناتية الدينية بأنها ذات صبغة أمازيغية متمردة عن الحكم الروماني وتعاليم الكنيسة الرسمية.

وعليه، فإن دوناتوس كان يدعو إلى مذهب ديني جديد يقوم على إقرار المساواة بين الناس، ويعمل على مساعدة الفقراء ولا يعترف بأية سلطة غير سلطة الإله الخالق، وكان يأمر الأمازيغيين بطرد كبار الملاك من أراضيهم وأصحاب النفوذ من المسيحيين الكاثوليك من بلادهم.

وقد انتشرت الدوناتية في الكثير من الولايات والممالك الأمازيغية وخاصة في ولاية أفريكا وولاية نوميديا ، وتشكلت ميدانيا مجموعة من التنظيمات العسكرية التي كانت تهاجم مزارع الأرستقراطيين الرومان لتحرير عبيدها وأقنانها المظلومين.

بيد أن هناك من الباحثين من يقسم الحركة الدوناتية إلى مجموعتين: مجموعة دوناتية تستغل الدين لتحقيق مصالحها ومآربها الشخصية، وهي عصابة من العبيد الأمازيغيين المتوحشين الذين يثورون و يغتصبون وينهبون قصد الوصول إلى أطماعهم المادية، وقسم آخر من الدوناتيين الذين حافظوا على مبادئهم الأخلاقية ومعتقداتهم الدينية ينتهزون الفرصة السانحة لمجابهة الرومان ضمن رؤية دينية وسياسية معقولة ومقبولة. وفي هذا يقول أحمد توفيق المدني الباحث الجزائري: " عندما مات أسقف المغرب المدعى مانسوريوس وقع الخلاف في تسمية خليفته وترشح لذلك الراهب ساسليان، لكن أنصار الفتنة أبوا الموافقة على هذه التسمية وكان زعيم المعارضين راهب قرية بربرية يدعى دونات (Donate).

وتألف عندئذ جند من أشد الدوناتيين تعصبا وأخذوا يجوبون أطراف البلاد بدعوى ضم جميع المسيحيين إليهم، وكان أغلب هؤلاء الدوناتيين من العبيد الآبقين وممن لا يملكون في هذه الدنيا غير أجسامهم، فاتخذوا لنفسهم مذهبا اجتماعيا هو خليط من الشيوعية والفوضوية. ويقولون إنهم يريدون أن يقروا مبدأ المساواة التامة في الرزق بين الناس، وأنهم لا يعترفون بأية سلطة، وطفقوا كذلك يتجولون وانقلبوا عصابة نهب وسلب ترتكب الفظائع وتقوم بالذبائح، ولم يبق لهم من الصبغة الدينية أي شيء، فتعقبتهم الجنود الرومانية وقطعت في آخر القرن الرابع دابرهم، لكن الدوناتيين الحقيقيين وأغلبهم من أبناء البربر ظلوا محافظين على قوتهم وصلابتهم يترقبون سنوح فرصة للانقضاض على أعدائهم، وكانت حركتهم سياسية ترمي إلى التحرير، متقمصة في ثوب حركة دينية.

وأعظم أسباب هذا الهيجان هو النظام الاستعماري الروماني الذي ملك الأرض بيد ثلة منتفعة وحرم منها جماعة الناس.".

ويتبين لنا من هذا أن الدوناتية تنقسم في طبيعتها إلى حركتين: حركة ثورية إرهابية شيوعية فوضوية، وحركة دينية معتدلة مناضلة متعقلة في خططها الإستراتيجية في التعامل مع القوات الرومانية. ولكن الدوناتية في جوهرها حركة اجتماعية تدافع عن الفقراء والمظلومين وتقف في وجه الإقطاعيين الارستقراطيين الذين استحوذوا على أجود الأراضي فحولوا أصحابها الأمازيغيين إلى عبيد أرقاء، كما استغل رجال الدين الكاثوليك سلطتهم الدينية في شمال إفريقيا فبدأوا في نهب خيرات البرابرة والسيطرة على ممتلكات الأمازيغيين وثرواتهم، وحولوهم إلى عبيد أذلاء بدون أرض ولا مأوى، وتركوهم بطونا جائعة تبحث عن الخبز بدون جدوى. وهذا ما أفرز حركة "الدوارين" ، وفجر الثورة الدوناتية لتنادي بالمساواة والتغيير الجذري عن طريق طرد المستغلين من أراضي تامازغا. لكن المستغلين الرومان سارعوا إلى الدفاع عن المذهب الكاثوليكي الذي كان يمثله القديس أغسطنيوس ضد المذهب الدوناتي الذي كان مذهبا عقائديا اجتماعيا وثوريا، يؤمن بالفعل والتغيير وفضح التسلطن الروماني.

هذا، وقد سبب هذا الصراع الديني في مواجهات دموية:"عكست بوضوح الصراع الاجتماعي في ولايات روما الشمال إفريقية، ويتجلى ذلك في كون الإمبراطور والدولة الرومانية ومن ورائهما الملاك الكبار ساندوا الكنيسة الكاثوليكية الرسمية ضد دوناتوس وأتباعه الأمازيغ، وقاموا باضطهادهم لما شكلته المبادئ التي اعتنقوها من خطر على امتيازاتهم، ذلك أن دوناتوس الذي عانق قضايا الفقراء والمضطهدين نادى بإبعاد وطرد الأشرار- وقصد بهم كبار الملاك والمرابين وذوي النفوذ- من الجماعة المسيحية، فكانت الدوناتية بذلك عقيدة الثورة التي فجرها الأمازيغ واستمر لهيبها إلى زوال الحكم الروماني، ولم يزد التنكيل والاضطهاد الرومانيين الدوناتوسية إلا تجذرا وأتباعها إلا تشبثا بتعاليمها، لكونها تعبر عن آلامهم وآمالهم في العدل والمساواة."

ومع اكتساح الثورة الدوناتية لكثير من ولايات شمال إفريقيا وسرعة انتشارها بين الفقراء والضعفاء الأمازيغيين، قررت الحكومة الرومانية الضرب على أيدي الدوناتيين والقضاء عليهم نهائيا. لذلك أرسلت روما أحسن قواد جيشها رفقة قوات عسكرية عاتية سنة 411 م للتنكيل بالدوناتيين، فشتتتهم بقوة وعنف وقضت على أتباع هذه الحركة الدينية ، وسلمت أملاكها وكنائسها للمسيحيين الكاثوليك، في النفس الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية على وشك التداعي و السقوط والاضمحلال.

3. نتائج الثورة الدوناتية:

من النتائج التي حققتها الثورة الدوناتية أن المقاومة الأمازيغية في شمال إفريقيا ستتجاوز المقاومة العسكرية إلى نوع آخر من المقاومة تتمثل في النضال الديني والاجتماعي. وسيحارب الأمازيغيون الإمبراطورية الرومانية المسيحية بنفس السلاح العقدي للتخلص من نير الاستعمار ومناهضة الاضطهاد والاستغلال. وستعمل الثورة الدوناتية على إشعال الكثير من الثورات والفتن ، و ستساهم في ظهور الكثير من الجماعات المتمردة عن السلطة الرومانية وخاصة ما يعرف بالثوار" الدوارين" الذين كانوا يدورون حول مخازن الحبوب يريدون سرقتها بسبب الجوع وكثرة الفاقة.

هذا، وقد ساهمت هذه الحركة الدوناتية في اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وتأجيج الصراع الديني وتناحر السلطتين: الدينية والسياسية على المستوى المركزي في العاصمة الرومانية، وانبثاق الصراع العقائدي

بين الدوناتية والعقيدة الكاثوليكية. وفي هذا الصدد يقول عبد الله العروي:"تهافت المغاربة على الحركة الدوناتية ( نسبة إلى الأسقف دونات) المنشقة وأعطوا لكنيستهم صبغة قومية واضحة دون أي اعتبار لمفهوم الكثلكة، أي الجماعة، محور كل مسيحية تكيفت مع واقع التفاوت الاجتماعي.

تسبب الانشقاق الدوناتي مدة قرن كامل في مجابهات دموية كثيرة. قاد المعركة من الجانب الكاثوليكي أوغسطين، متكلا كليا على السلطة المدنية ومستفيدا من الرعب الذي استولى على كبار الملاكين بسبب ما احتوت عليه الحركة الدوناتية من أهداف ثورية اجتماعية. انتصر أوغسطين سنة 412 لكنه لم يتلذذ بالانتصار إلا مدة قصيرة. استولى على إفريقيا الشمالية سنة 439 الوندال الموالون لبدعة أريوس فاستغلوا ضد الكاثوليكيين تلك الوسائل العنيفة التي استعملها هؤلاء ضد الدوناتيين. انتقمت الكنيسة الإفريقية لنفسها في النهاية، باستدعاء البيزنطيين وإعانتهم على طرد الوندال، لكن بعودة المنطقة إلى حظيرة الإمبراطورية فقدت الكنيسة الاستقلال الذي ما فتئت تحارب من أجله منذ أواسط القرن الثالث.".

وعلى الرغم من هجوم الرومان على الدوناتيين للقضاء عليهم ، وما ترتب عن ذلك من تشتيت لوحدتهم والتنكيل بثوارهم، إلا أن الدوناتية ظلت نزعة دينية وثورة عارمة يؤمن بها كل الأمازيغيين. وبالتالي، لم تستطع القوات الرومانية أن تمحي الدوناتية من قلوب الأمازيغيين الذين آمنوا بها ذهنا ووجدانا وعاطفة وممارسة. وفي هذا الصدد يقول محمد بوكبوط الباحث الأمازيغي المغربي:"شن الرومان حربا لاهوادة فيها ضد الدوناتيين باعتبارهم محرضي الثوار، لكن النتيجة كانت عكس ما سعى إليه الرومان، إذ تجذرت الدوناتية في أوساط الأمازيغ تعبيرا منهم على الإصرار على التمسك بهويتهم والحفاظ على كينونتهم المتميزة عن المحتلين الرومان، ومن ثم، كانت الدوناتية رد فعل مذهبي واجتماعي من جانب الأمازيغ ضد القوالب الفكرية والدينية التي كانت تسعى مؤسسات الاحتلال دولة وكنيسة صهر الأمازيغ فيها لاحتوائهم وطمس هويتهم.".

وهكذا، يبدو لنا أن الحركة الدوناتية قد ساهمت بشكل كبير في تدهور الإمبراطورية الرومانية وسببت في اضمحلالها بكل سرعة ليحل محلها الوندال الغزاة والبيزنطيون العداة.



ونستنتج - مما سبق ذكره - أن دوناتوس الزعيم الديني الأمازيغي قد قاد الحركة الدوناتية في بلاد تامازغا باعتبارها حركة ثورية اجتماعية مناهضة للاحتلال الروماني و سياسة الرومنة ونزعة التمسيح.

وعلى أي حال، فقد استهدف دوناتوس مقاومة القوات الرومانية ورجال الدين الكاثوليك الذين كانوا يباركون الاحتلال ويعترفون بشرعية الاستغلال واسترقاق الساكنة المحلية ويناصرون الأرستقراطيين الذين كانوا يحتكرون ثروات الشعب الأمازيغي، وفي نفس الوقت يعرضونه للجوع والفقر والاضطهاد.

وعليه، فالحركة الدوناتية حركة ثورية اجتماعية اشتراكية، وثورة راديكالية جماهيرية تؤمن بفعل التغيير الميداني وترفض الاستلاب الديني المسيحي وتحارب كل أشكال الرومنة والاستغلال

الفاحش.











عثمان سعدي :

من مآسي الجزائر المستقلة أنها استمرت تطبق في العمق تشويه تاريخها الذي رسمه المستعمرون الفرنسيون، وتسدل ستارا من التعتيم على أهم شخصية دينية مسيحية أمازيغية جزائرية مغاربية وهو الأب دونا Donatus، الذي مات شهيدا دفاعا عن الشعب الأمازيغي في مواجهة الاستعمار الروماني، مات في سجون روما بإسبانيا سنة 355 م، قبل أن يولد بسنة خصمه القديس أوغستين الروماني واليد اليمنى القوية للاستعمار الروماني بنوميديا وموريطانيا أي بالمغرب الكبير. ومن المحزن أن ترفع الدولة الجزائرية اسم أوغستين وتهمل دونا الأمازيغي
المولود بمدينة نفرين جنوبي ولاية تبسة.


لقد رسم المؤرخ الفرنسي ش أ جوليان شخصية الأب دونا فقال: ''على امتداد أربعين سنة كان هذا المصارع الرهيب بارزا على الأحداث، ومن غير شك فإن التطور السريع للدوناتية يعود الفضل في تحقيقه له. كانت تتجمع في شخصيته سائر عناصر القائد والمنظم الأصيل والمستقيم، والعقائدي، والخطيب المفوه والكاتب الصلب، والمدرب والمكون للرجال، كان قاسيا على نفسه مثلما هو على الآخرين. كان أنوفا شرس الطبع، كان يفرض المواقف على أساقفته الذين كانوا يعبدونه كالإله'' (2)

دخول المسيحية إلى المغرب

بعث المسيح وقاومه اليهود، وبعد انتقاله إلى رحمة الله، استمرت المسيحية بين أحضان اليهودية حتى سنة 65 م، ومنذ هذا التاريخ قرر رهبان المسيحية الانفصال عن اليهودية، وأعلنوا أنهم تجاوزوها. دخلت المسيحية روما سنة 61 م. حاربها الرومان لأنهم كانوا يعتبرونها امتدادا لليهودية، التي كانت محاربة من الرومان. يقول زكي شنودة: ''في عهد نيرون سلط عليهم أقسى أنواع العذاب سنة 68 م، فقد ألقى بهم للوحوش الضارية، وأمر فطليت أجسام بعضهم بالقار وأشعلت لتكون مصابيح بعض الاحتفالات التي كان يقيمها نيرون في حدائق قصره'' (3). كانوا يعتبرون بروما من الأنجاس فلا يسمح لهم بدخول الحمامات والأماكن العامة.

مات المسيح شهيدا واضطهد أتباعه فاضطروا للتخفي، واختفى الإنجيل الأصلي، وقام بعد عقود بعض أتباع المسيح بتحرير أناجيل مستوحاة من ذكريات عن طبيعة المسيح وأقواله، وكتبوها بغير لغة المسيح التي كانت اللغة الآرامية وهي إحدى اللغات العروبية القديمة. يقول ويل ديورنت في كتابه قصة الحضارة: ''صارت المسيحية في تعاليم بولص نصف يونانية، وأضحت في المذهب الكاثوليكي نصف رومانية... كان بولس رومانيا'' (4).

ويعتبر بولس المولود باليونان هو واضع اللاهوت المسيحي، ومن كتاباته انحدر جل الأناجيل التي حررت في نهاية القرن الأول الميلادي.. فالكاثوليكية نمت في بيئة الوثنية الأوروبية فجاءت عقيدتها غير مؤسسة على التوحيد، بينما نشأت المذاهب الشرقية ومنها الدوناتية في بيئة الأديان ولهذا جاءت عقيدتها مؤسسة على التوحيد أي تؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح. دخول المسيحية إلى المغرب عن طريق مصر والمشرق وليس عن طريق أوروبا يبدو أن المسيحية دخلت المغرب عن طريق مصر والمشرق منذ القرن الأول، وما يسجله المؤرخون أنها دخلت المغرب في القرن الثاني الميلادي، وارتبط دخولها باضطهاد المسيحيين من الأباطرة الرومان الذين كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة يعبدون، وبلغ أوج هذا الاضطهاد بالمغرب بين 295 و299 م في عهد الإمبراطور دقلديانوس ,Deocletion حيث سقط المائات من النوميديين والموريطانيين أي المغاربة شهداء، في أثناء محاكم التفتيش التي نصبها الأمبراطور المذكور. وخير من وصف هذا الاضطهاد العالم المصري الدكتور أحمد شلبي حيث قال: ''سجل القرن الثالث صورا من أبشع أنواع تعذيب المسيحيين، وذلك في عهد الأمبراطور دقلديانوس (284 ـ 305)، فقد أمر بهدم الكنائس المسيحية، وإعدام كتبها المقدسة وآثار آبائها، وقرر اعتبار المسيحيين مدنسين تسقط حقوقهم المدنية، وأمر بإلقاء القبض على الكهان وسائر رجال الدين وتجريعهم العذاب ألوانا. ونفذت هذه التعليمات في جميع المناطق، فامتلأت السجون بالمسيحيين، واستشهد الكثيرون بعد أن مزقت أجسادهم بالسياط والمخالب الحديدية، أو أحرقت بالنار، وقد سمــي عصره عصر الشهداء'' (5).

صدر مرسوم 304 الذي فرض تفتيشا عاما لصالح الآلهة الرومانية الوثنية، وأجبر رجال الدين والأساقفة على تطبيق عملية التفتيش والتبليغ عن المسيحيين وحرق كتبهم، فمن عصا الأمر قتل مثل ما حدث للأسقف مارسولوسMarculus الذي رفض أمر التفتيش فنقل لقرطاج وأعدم. وقد اكتشف العالم الفرنسي الأثري بيير كورسيل في رأس الكلب كنيسة دوناتية مطمورة، وتعاون رجال الدين العديدون مع محاكم التفتيش فاعتبروا من الشعب المغربي خونة للمسيحية.

وعندما مات الأمبراطور الظالم وجاء بعده الأمبراطور قسطنطين أصدر مراسيم التسامح سنة 307 م، وعندما عين على رأس أسقفية قرطاج، التي تشرف على المسيحية في كل المغرب، الأسقف كوسيليوس Caecillius الذي تعاون مع محاكم التفتيش، اعترض الأساقفة النوميديون أن يتولى قيادة المسيحية بالمغرب خائن للمسيحية، وتمكن الأب دونا من جمع سبعين أسقفا نوميديا قدموا عريضة رفض تعيين الأسقف الخائن، وتأسس نتيجة لذلك المذهب الدوناتي، كان النوميديون يقولون بأنهم يمثلون الشهداء، والجهة التي تعارضهم تمثل خونة المسيحية. وتجمع باوروبا ثمانية عشر أسقفا إيطاليا وغاليا ورفضوا طلب النوميديين وأصروا على تعيين الأسقف الخائن كوسيليوس، ورفعت المسألة للأمبراطور قسطنطين فثبّت الخائن في منصبه بقرطاج، وأرسل مفتشين لنوميديا فقامت معارضة من مسيحيي نوميديا جوبهت بقمع دموي سقط خلاله العديد من المسيحيين النوميديين.

ومثلما يقول ش أ جوليان: ''وتسبب هذا الموقف من الدولة في انتشار واسع للدوناتية، وتحولت الكنيسة الرسمية المنتصرة إلى هيئة تفتيشية فقامت بطرد الدوناتيين من الكنائس بقوة الجيش التي قتلت العديد منهم''. وأمام صمود الدوناتيين ورفضهم سيطرة الأمبراطورية على الكنيسة الإفريقية، وتحوّلهم إلى ثورة وطنية اجتماعية، أصدر الأمبراطور قسطنطين سنة 317 م أمره باعتبار الدوناتيين خارجين على القانون، وأمر الجيش بالدخول للمدن والقرى بالأوراس ومصادرة الكنائس الدوناتية وتسليمها للكاثوليك الرسميين، وكانت أشد المواجهات دموية جرت في مدينة باغاي بالأوراس.

الاختلاف اللاهوتي واللغوي بين الدوناتية والكاثوليكية

ويختلف المذهب الدوناتي عن الكاثوليكي لاهوتيا، فهو يؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح مثل المذاهب المشرقية المصرية والسورية، ويقول الدكتور شلبي: ''الطبيعة الواحدة للمسيح تقول بأن المسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، ففي المسيح أقنوم واحد تم بعد الاتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج وهو مذهب أقرب إلى التوحيد. أما الكاثوليكية فمذهب الطبيعتين والمشيئتين وقد اعتنقته كنيسة روما التي تقول بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين هما الإله والإنسان'' (6). كما تختلف الدوناتية عن الكاثوليكية لغويا وثقافيا، فلغة المذهب الدوناتي هي الفينيقية أي الكنعانية. فالدوناتيون يصلّون في كنائسهم بالفينيقية. توجد بالمغرب الكبير منذ القدم وقبل الإسلام لغة فصحى هي الفينيقية التي تعتبر لغة الحضر والدواوين والعبادات، محاطة بلهجات أمازيغية شفوية، وكلاهما ينتميان إلى أرومة واحدة هي العروبية، وخير من يوضح هذه المسألة هو المستشرق الفرنسي هنري باسيه H.Basset يقول: ''إن اللغة البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة بالمغرب سبعة عشر قرنا وهو أمر عظيم'' (7)، أي أن هذه اللغة استمرت قائمة كلغة فصحى بالمغرب منذ دخول الفينيقيين المغرب في الألف الثانية قبل الميلاد، وحتى الفتح الإسلامي ونشر اللغة العربية العدنانية التي خلفت طبيعيا الفينيقية العروبية. ومعنى هذا أن الرومان الذين سيطروا على المغرب منذ 146 ق. م لم يستطيعوا فرض لغتهم وثقافتهم الرومانية على سكان المغرب الأمازيغ، وهذا يؤكد شرقيتهم بل وعروبيتهم.

وأمام إصرار الدوناتيين على موقفهم، وازدياد عقيدتهم صلابة في إطار وطنية تتوق للتحرر من الاستعمار الروماني، وتجاوب الشعب معهم، اضطر الأمبراطور قسطنطين سنة 321 م إلى إصدار تعليمات بوقف عمليات القمع ضد الدوناتيين الذين رفعوا شعار (نحن أبناء الشهداء في مواجهة أبناء الخونة)، كما أطلق الأب دونا صيحته المشهورة (لا علاقة للمسيحية بالإمبراطور والإمبراطورية، الله أرسل المسيح لإنصاف المستضعفين). لكن اعتبار المذهب الدوناتي استمر غير شرعي. وأمام شعبية دونا أمرت الإمبراطورية بإلقاء القبض عليه ونقله إلى إسبانيا، حيث سجن في سجون الرومان ومات هناك بالسجن سنة 355 م.

الثورة الدائرية

الاضطهاد الديني، وسرقة الأرض، والثورة، بهذا طبع العهد الرومني بالمغرب. وأمام عملية سرقة أرض الفلاحين الأمازيغ من الكولون الإقطاعيين الرومان، تكونت حركات ضد اللوتيفوندات، أي ضد مزارع الكولون. وأهم هذه الحركات ثورة الدائريين Circoncellions كما سماهم المؤرخون الرومان، ومعناها الثوار الدائرون من مزرعة كولونيالية إلى مزرعة، يثوّرون الفلاحين الأمازيغ بالمزرعة على الإقطاعي، ويطالبون بتصفيتها وعودة الأرض للفلاحين، وقد برزت هذه الثورة منذ سنة 340 م، مرتبطة بتاريخ بروز الحركة الدينية المغاربية. كانت ثورة الدائريين في حاجة إلى دعم ديني فربطت نفسها بالدوناتيين الذين كوّنوا معها ثورة اجتماعية ووطنية. ويصف ش أ جوليان هذه الثورة فيقول: ''إن القمع ولد ثورة حقيقية بروليتارية، وفي موازاة مع الدواناتية، وفي البداية بدون اتصال رسمي معها، تبلورت حركة اجتماعية صرفة، وهي ثورة الدائريين Circoncellions _ Circum cellas وهم الذين يتنقلون بين مخازن الحبوب الرومانية، مدفوعين بالبؤس الكبير للعمال الفلاحين، الذي أسست عليها الحضارة الرومانية. فقد سلمت الإمبراطورية هؤلاء البؤساء لاستغلال الأرستقراطية الرومانية أو المترومنة، التي كانت تبنى على عرق البرنوس. بين الفلاحين والملاكين لم يكن هناك أي ارتباط لا ثقافي ولا لغوي ولا ديني، بل كانت هذه العناصر كلها تتناقض بين الطرفين. وقد استُغلت هذه البروليتاريا الريفية وبخاصة في نوميديا الصراع بين الكاثوليك والدوناتيين وانتظمت في عصابات تثير الرعب بين الملاكين... كانوا بتصرفون كمطبقين للعدالة، كانوا يكرَهون السادة والأثرياء، فعندما يلتقون بسيد راكبا لعربته ومحاطا بعبيد، ينزلونه، ويُصعدون العبيد بالعربة ويأمرون السيد أن يجري راجلا، ويفتخرون بأنهم جاءوا لتطبيق المساواة على الأرض، ويحثون العبيــد على التحرر'' (8).

وتصف المؤرخة الفرنسية أوديت فانييه Odette Vannier في دراسة نشرتها سنة 1926 عن الدوناتية، تصف الثورة الدائرية والدوناتية فتقول: ''كان الدائريون ينزلون من عربته الكولون ويركبون العبد الذي كان يجرها، ويربطونه أمام العربة ويأمرونه يجرها، فيحولون السيد إلى عبد والعبد إلى سيد... كانوا يهاجمون مخازن الحبوب فيجمعون حبوبها ويوزعونها على الفلاحين الفقراء... كانوا يتعرضون لناقلي أموال الضرائب فيسطون عليها ويوزعونها على الفقراء''. (9).

واستمرت الدوناتية في الصعود وتحولت إلى مذهب شعبي جماهيري مما جعل الإمبراطورية تراجع موقفها من منعه، فما أن نُصّب الإمبراطور يوليان F.C.Julianus وهو ابن أخت الإمبراطور قسطنطين، حتى أصدر مرسوما سنة 362 م بإعادة الاعتبار للمذهب الدوناتي، فأعيدت له كنائسه. حاول الرومان تدجينه وجعله مؤيدا لاستعمارهم للمغرب، لكن الدوناتيين المخلصين لطموحات الشعب الأمازيغي البربري استمروا في النضال ضد الاستعمار وضد المذهب الكاثوليكي الداعم للاستعمار.

الدوناتيون وثورة فيرموس

امتد نفوذ الدوناتيين إلى دعم الثورات البربرية ضد الاستعمار الروماني، فلجأ الثائر فيرموس سنة 372 م للدوناتيين طالبا دعم ثورته فدعموه، فقد استطاع هذا الثائر بفضل الدوناتيين تحقيق تحالف بين بعض القبائل البربرية، وشن حربا ضروسا على الجيوش الرومانية فاحتل عاصمة موريتانيا مدينة شرشال وإيكوسيوم (مدينة الجزائر)، ومثلما يقول ش أ جوليان ''كان فيرموس مسيحيا ومن غير شك كان دوناتيا. أرسلت روما جيشا بقيادة أفضل قادتها وهو تيودوس فحط في مدينة جيجل، ونظرا لعدم التوازن بين القوتين هزم جيش فيرموس سنة 375 م. وتمكن الرومان من القضاء على فيرموس بالتآمر مع أخيه غيلدون فانتحر فيرموس عندما علم بخيانة أخيه. وفي 376م أصدر الإمبراطور غراتيان Gratien أمرا بتجديد منع المذهب الدوناتي بعد ثبوت مشاركته في ثورة فيرموس.

ويبدو أن غيلدون القائد البربري عندما شعر بأن أخاه لا يستطيع الصمود أمام الجيوش الرومانية، فكر في حيلة يبقي فيها زمام الأمور بين البربر بدل القضاء على العائلة، فقرر التضحية بأخيه فيرموس متظاهرا باستعداده للتعاون مع الرومان. ورحب الرومان بذلك فعينوه كونت إفريقيا سنة 386م. وما أن سيطر على الأمور حتى أعاد الاعتبار للمذهب الدوناتي وانصاع حلفاؤه الرومان لقراره، وهذا يشير إى أن غيلدون لم يكن خائنا، وإنما مناورا. كان يعد العدة مع الدوناتيين لتحرير الشعب البربري من الاحتلال الروماني، واستمر في إعداده من 376م وحتى سنة 396م السنة التي أعلن فيها الثورة ضد الرومان مدعوما من الدوناتيين. ويقول رشيد الناضوري: ''ولم يستمر غيلدون في موالاته للسادة الرومان طويلا بعد تبوئه المناصب العسكرية الرومانية في المغرب، بل سرعان ما انقلب عليهم قائدا ثورة بربرية جديدة سنة 396م، واستخدم الرومان وسيلتهم التآمرية بتحريض أخيه مقزيل ضده وتكررت المأساة وانتحر غيلدون'' (10).

ويقول ش أ جوليان: ''كان غيلدون يملك بين يديه أقوى سلاح وهو منع تزويد روما بالقمح، وفي إمكانه تجويع روما وإيطاليا، وفي سنة 396 م أعلن الثورة وأوقف إرسال القمح، وقد قام الوندالي ستيليسون Stilicon حاكم غرب الإمبراطورية بالاحتياط للكارثة فصادر قمح الغالة وإسبانيا، واجتمع مجلس الشيوخ الروماني وأعلن غيلدون عدوا لروما'' (11).

خوفا من تجويع الشعب الروماني جندت روما جيشا ضخما لمحاربة غيلدون، وأسندت قيادته لأخ آخر لغيلدون وهو ماقزيل فهزم غيلدون، وخشي الرومان من تمرد ماقزيل فدبروا له عملية اغتيال خفية. ونظرا لأهمية غيلدون وثورته فقد نظم الشاعر الروماني كلوديان Claudien قصيدة طويلة في هذه الثورة ''ركز فيها على الرعب الذي اجتاح الإمبراطورية من جراء المجاعة التي تسبب فيها هذا الثائر البربري الدوناتي، وكيف هب الإله الروماني نيبتون في سماء إفريقيا فأغرق غيلدون في أمواجه، ومكن الأمبراطوريَين ثيودوس وأبيه اللذين صارا إلهين رومانيين، وكيف اعتبر ستيليسون ماقزيل غير مشرف لروما بأن يقود جيشا رومانيا ضد المتمردين. وقد لخص هذا الشاعر الروماني قوة هذه الثورة البربرية، وأهمية المغرب في حياة الشعب الروماني واقتصاده، والدور الذي تلعبه الأرستقراطية الزراعية الرومانية بالمغرب ولوتيفونداتها في تمويل روما بالقمح النوميدي، والتي تقع تحت حماية المذهب الكاثوليكي، وتعتبر الدوناتية عدوها اللدود. وتقول الموسوعة الحرة: ''وانهزم غيلدون سنة 398م ولكنه ترك وراءه الدوناتيين في قمة قوتهم''.

ظهور القديس أوغستين ومحاربته للدوناتيين

وظهر القديس أوغستين، فوجد بلاد البربر قد صارت كلها دوناتية مثلما يقول ش أ جوليان. دونا أمازيغي من الأوراس، أما أوغستين فهو روماني، تقول عنه الموسوعة الفرنسية ''يونيفرساليس'': ''ولد القديس أوغستين مواطنا رومانيا، هو من رومان إفريقيا، عاش مخلصا ثابت الإخلاص للحضارة الرومانية''. (12). اشتد القمع القاسي الذي مورس ضد أتباع غيلدون ليشمل الدوناتيين أيضا، واعتقل أوبطا أسقف تيمفاد الذي كان مستشارا لغيلدون وروح الثورة البربرية، واغتيل في السجن، واعتبر شهيدا من الدوناتيين، وعن ش أ جوليان يذكر ب مونسو P.Monceaux ''أنه كانت الدعاية المنطلقة من اللوتيفوندات مدعومة بقوة ملاّكي الأرض الكبار الذين يعملون على اعتناق مُزارعيهم الكاثوليكية، وتحقيق الوحدة الدينية في أراضيهم بنوميديا''. ويعقب ش أ جوليان بما يلي: ''إن هؤلاء السادة يرون أن الكاثوليكية هي الضمان لرضوخ البروليتاريا الفلاحية'' (13).

وهنا برز القديس أوغستين فطالب باجتماع مجلس الأساقفة وأملى عليه القرارات، وراح يرسل الشكاوى ضد الهراطقة ويعني بهم الدوناتيين. ومثلما يقول ش أ جوليان: ''كان يعد للتدخل المباشر للسلطة في النزاع الديني، وبطلب من مجمع الأساقفة الكاثوليك بقرطاج محاربة الهراطقة، وقرر الإمبراطور اعتبار الدوناتية هرطقة وخارجة على القانون في 12 فبراير سنة 405 م، وهكذا تدخل القمع الرسمي فزاد من الانتقام الفردي، وراح الأساقفة الكاثوليك يبلغون للشرطة أسماء خصومهم الدوناتيين، وانطلق ملاك الأرض بنوميديا، بما فيها الإقطاعية التي استأجرها أوغستين، ينشرون نشاطهم المحموم ضد الزندقة... لكن في نوميديا قاومت الدوناتية القمع بشكل قوي جعل أوغستين يحذر الإمبراطور من قوته، وظهر الدائريون من جديد يهاجمون اللوتيفوندات، واندلعت الثورة الاجتماعية''. (14). ويلاحظ من هذا النص أن أوغستين كان يملك لوتيفوندية من أرض الفلاحين الأمازيغ المسروقة.

ندوة قرطاج

وأمام هذا الوضع الذي رآه مناسبا عمل أوغستين على عقد ندوة تحت شعار توحيد الكنيسة، واعتمد أن يكون الأساقفة الكاثوليك بها أكثر من الأساقفة الدوناتيين، كان عدد الأساقفة 565 أسقف، منهم 286 كاثوليكي و279 دوناتي، وكانت الدعوة تقول بأن الجدال سيدور بين المذهبين، والطرف الذي يتغلب سيعمم مذهبه بإفريقيا، ويبدو أن الدوناتيين كانوا متغلبين على الكاثوليك بالحجة مرتكزين على حقيقة أن المسيحية والتي يؤمنون بها تنصف المقهورين، والشعب المغربي مقهور من الاستعمار الروماني ومن اللوتيفوندة التي تمثله. ويبدو أيضا أن الكثير من الأساقفة الكاثوليك الأمازيغ الشبان بدأوا يميلون للحجج الدوناتية، وعندها غادر أوغستين القاعة وقصد الوالي الأمبراطوري بقرطاج واتفق معه على أن يوقف الحوار، وترسل القوات العسكرية لتعتقل الأساقفة الدوناتيين وهذا هو الذي حدث يوم 26 جوان 411 م. ثم حل المذهب الدوناتي بأمر إمبراطوري فصودرت كنائسه وممتلكاته لصالح الكاثوليكية. ويعلق ش أ جوليان فيقول: ''لقد وجد الدوناتيون أنفسهم أنهم ليسوا في ندوة ولكن أمام محكمة يرأسها الوالي الروماني مارسيلينوس Marcellinus الذي يعتبر كاثوليكيا متعصبا يتهمونه بعديم الذمة'' (15)، ومن غير شك فإن هذا الوالي كان يتصرف بنصائح أوغستين.

استمر الدوناتيون يمارسون طقوسهم في السر تحت قيادة غودينتيوس أسقف تيمفاد، وأميريتوس أسقف شرشال، وانطلق الثوار الدائريون يغتالون الكولون، ويحرقون اللوتيفوندات، وردت السلطة بالقمع، ومثلما يقول ش أ جوليان: ''وهكذا العنف ولد العنف في دائرة جهنمية... وبفضل أوغستين خرج الكاثوليك في كفاحهم منتصرين، لكن الكثير من الانضمامات للكاثوليكية لم تكن سوى صورية شكلية. لقد انطلق حقد أصم كامن ضد الأمبراطورية والكنيسة الرسمية والأرستقراطية الزراعية المتضامنة في القمع الذي استمر بلا رحمة، إلى أن انهارت هذه لسلطة الثلاثية تحت ضربات الوندال'' (16).

كان أوغستين يؤيد بل ويدعو لقمع الدوناتيين، يقول: ''ينبغي أن تتدخل السلطة العامة وتزرع الرعب لإعادة الهراطقة للأصالة المسيحية. باسم كلمة المسيح أجبروهم بالقوة على الدخول''. ومثلما يقول ش أ جوليان كان أوغستين يعتبر قهر الدولة مبررا وشرعيا. مات أوغستين في عنابة وهو يدافع عن الاستعمار الروماني في مواجهة الغزو الوندالي، وخالف بذلك طموحات الشعب المغربي الذي رحب بالوندال أملا في تخليصه من ظلم روما على يد هؤلاء القادمين الجدد، من باب عدو العدو صديق.

مذهب الوندال المسيحي الأريانية أي الأريوسية

من الغريب أن الوندال يدينون بالأريانية نسبة إلى مؤسسها الأمازيغي أريوس المولود ببرقة ليبيا سنة 256م، والمتوفى سنة 336 م، أي قبل تسعة عشر عاما من وفاة دونا، برقة في العهد الرماني كانت تسمى قورينا CYRENAIE.

ومن غير شك فإن تنسيقا ما كان قائما بين أريوس ودونا الأمازيغيين، هذا بالجزائر الحالية وذاك بليبيا الحالية تحت الاستعمار الروماني. تتفق الأريانية، أي الأريوسية، مع الدوناتية في الطبيعة الواحدة للمسيح، أي في نكران صفة الألوهية عن المسيح، ويرتبط المذهبان بمذهب الأنطاكية مذهب بولس الأنطاكي السميساطي الموحدة أيضا. وفي أثناء بعث الإسلام في القرن السابع الميلادي، كانت الأريوسية منتشرة بالشام وبشمال الجزيرة العربية، وفي مراسلة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهرقل، إمبراطور الرومان، ذكر سيد المرسلين الأريوسية. فالوندال الذين يدينون بمذاهب الأريانية، أي الأريوسية، وجدوا في مذهب الدوناتية نفس العقيدة الموحدة فتعاونوا معهم مذهبيا وحرروهم سياسيا من الاستعمار الروماني اللوتيفوندي.

وبالفعل فقد تحققت أماني الشعب الأمازيغي عندما استطاع في بداية العهد الوندالي استرداد أراضيه المسروقة وتصفية اللوتيفوندات، كما استطاع الدوناتيون ممارسة طقوسهم بحرية، واسترداد كنائسهم. يقول المؤرخ المصري السيد عبد العزيز السالم: ''انضم الدوناتيون باعتبارهم خصوما للكاثوليك إلى جانب الوندال، إذ اعتبروهم مخلّصين لهم من نير الرومان، ووجدوا في دخولهم البلاد سيفا مسلطا على خصومهم الذين أذاقوهم من صنوف الاضطهاد ألوانا ـ مثلما ورد في كتاب Cambridge medievial history ـ. كذلك لم يتردد البربر، الذين طالما عانوا من استبداد الرومان بهم وتعسفهم، في الانضمام إلى جانب الغزاة منذ اللحظة الأولى'' (17).


كتب ومؤلفات الدوناتية

كان الأب دونا هو الكاتب الكبير، الذي ألف كتابا مهما عنوانه ''الروح القدسية''، لكنه لم يصلنا بسبب حرق الكاثوليك تحت قيادة أوغستين لسائر الكتب الدوناتية، وقد ورد ذكر هذا الكتاب من بعض رجال الدين الكاثوليك. كما ورد من هؤلاء ذكر كتب لأساقفة دوناتيين من أمثال: غودانتيوس أسقف تيمفاد الذي وصف بأنه رجل من حديد، حيث تمكن من منع مصادرة كنيسته مهددا بأنه سيحرقها ويحرق نفسه معها إن تقرر مصادرتها ولم تصادر بالفعل، وانطلق في توجيه رسائل جدلية قوية إلى أوغستين لم تصلنا طبعا. وكذلك كتابات بيتليانوس أسقف سيرتا الذي وصف بأنه خطيب مفوّه، ورئيس بالفعل للمذهب، الذي اشتهر بخطبه، وبرسائل الهجو التي وجهها لأوغستين، وبكتاب عن التعميد. لكن كل هذه الكتب وردت كإشارات من بعض الكاثوليك. مما يدل على أنه كانت هناك خطة منظمة قام بها أوغستين والكاثوليك قضت على هذه الكتب والمؤلفات الدوناتية التي كتبت بالفينيقية واللاتينية. ويذكرنا بهذا الموقف جريمة حرق مكتبة قرطاج عندما دمرت على يد الجيش الروماني سنة 146 ق.م.

وخير من لخص رسالة الدوناتية الموسوعة الفرنسية ''يونيفيرساليس''، تقول: ''لقد تحول المذهب الدوناتي إلى ثورة ضد الظلم الاجتماعي والاحتلال الأجنبي، ولاقى صدى في الأوساط التواقة لاستقلال إفريقيا. وهو يشبه المذاهب القبطية والسورية، المؤسسة على الطبيعة الواحدة للمسيح. وقد اختلف عن الكاثوليكة في عدة نقاط، أهمها اللغة، فلغة الدوناتية ليست اللاتينية. كما اختلف عنها في وقوفه مع مطالب عمال الفلاحة البربر ضد اللوتيفوندات، هذه المطالب التي انضوت تحت المظلة الدواناتية. وبالرغم من أن هذا المذهب محافظ متشدد عقائديا، إلا أنه يصنف كمذهب تقدمي اجتماعيا، حيث يرفض استعمال المسيحية من طرف الإمبراطورية الرومانية التي تتناقض أعمالها مع طموحات الفقراء''. (18). إن المؤرخين الأوروبيين يؤمنون بأن أوغستين هو قديس الاستعمار الروماني ومن بعده الفرنسي. يقول بوجولا: POUJOULA الصديق الحميم للماريشال بوجو قائد جيش الاحتلال الفرنسي للجزائر، في تصريح له أمامه، وهو يزور الجزائر سنة 1844 م: ''تحية يا كنيسة إفريقيا الحديثة، ابنة سيبريان وأوغسطين، لقد استُخرجتِ من القبور بواسطة عبقرية وإيمان بلدي، إنني أعتز شامخ الأنف لأنني أراك بُعثت من جديد تحت علم بلدي.. إن حربنا بإفريقيا هي امتداد للصليبية''. ويذكر شارل أندري جوليان أن البابا أرسل رسالة تأييد لاحتلال الجزائر قال فيها: ''ضرورة افتكاك الأرض التي شرفها القديس أوغستين من البرابرة''. كما أعطى الكاردينال لافيجري اسم أم أوغستين القديسة مونيكا ـ سان مونيك لقرية من القريتين اللتين بناهما في الشلف لإيواء اليتامى الجزائريين لمجاعة 1868 .

مصير الدوناتية

وسقط الوندال وعاد البيزنطيون، وتعاملوا مع المذهب الدوناتي بالمنع. وبعد قرن جاء العرب العدنانيون المسلمون للمغرب، وحدث الفتح الإسلامي. هل استمر الدوناتيون طوال هذا القرن يمارسون مذهبهم في السر فجاء الإسلام فاعتنقوه؟ أم أن المسلمين الفاتحين وجدوا المذهب الكاثوليكي بالمغرب معزولا بين المحتلين البيزنطيين، منبوذا من المغاربة لأنه يمثل الاستعمار، فتلاشى بمجرد أن اختفت السلطة التي كانت تحميه؟ ولعل هذا هو الذي يفسر لماذا اختفت المسيحية من المغرب العربي. لقد استمر المسيحيون بالمشرق العربي، لأنهم كانوا يمارسون مذاهب مشرقية شبيهة بالمذهب الدواناتي بالمغرب نابعة من بيئتهم وليست ممثلة للمستعمر. ويذهب بعض المؤرخين الأوروبيين إلى أن المذهب الدوناتي كان السبب في جعل الإسلام يلغي المسيحية بالمغرب. يقول المؤرخ الديني البريطاني فريند W.H.C.Frend في كتابه الكنيسة الدواناتية: ''إن الدوناتية كانت المقدمة لإلغاء الإسلام للمسيحية وللثقافة الرومانية: إنه التفقير التدريجي للمجتمع الفلاحي الذي ولّد اليأس والثورة، والكنيسة الدوناتية لم تكتف بدعمها وإنما هيجتها: يكفي ملاحظة دعمها لثورة فيرموس، ولعلاقاتها مع الدائريين، لمعرفة أن الدواناتية كانت تمثل العقيدة في شكلها المتطرف'' (19). ومعنى هذا أن الدوناتية لعبت دورا في إبقاء الشعب الأمازيغي بالمغرب بعيدا عن الرومان، ثائرا على وجودهم، ومرتبطا بالثقافة المشرقية العروبية عن طريق استعمال اللغة الفينيقية، وعندما جاء الفاتحون العرب بلغتهم العدنانية وبإسلامهم المبني على التوحيد وجد فيهما المغاربة الأمازيغ ما يتناسب مع معتقداتهم وثقافتهم العروبية. وهذا هو الذي يفسر لماذا لم تبق المسيحية بالمغرب العربي.





(1) سبق لي أن نشرت مقالا في صحيفة ''اليوم'' عدد 20/12/1999 انتقدت فيه تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتمثال نصفي للقديس أوغسطين للبابا لدى زيارته الرسمية للفاتيكان، وقلت له كان عليك أن تقدم له تمثال الأب دونا الأمازيغي الأصيل بدل أوغسطين الروماني. وعندما عقد المؤتمر الدولي عن القديس أوغسطين سنة 2001 بالجزائر ـ فندق الأوراسي ـ نشرت مقالا انتقدت فيه المؤتمر نشر في ''الشروق اليومي'' عدد 29/03/.2001 ثم دار حوار بالمكتبة الوطنية في شهر رمضان 2006 حول أوغسطين بحضور أقطاب اللوبي الفرنكفوني وأقطاب المسيحية وعلى رأسهم هنري تيسيي، تكلموا بالفرنسية، وتكلمت بالعربية فبينت أن أوغسطين كان اليد اليمنى للاستعمار الروماني وأنه روماني ابن رومانية، وأن الأب دونا هو الذي يمثل المسيحية الجزائرية المغاربية المناضلة، فحاورني تيسيي بالعربية، فقد زاملني في الخمسينيات من القرن الماضي في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اللغة العربية. وعندها طلب مني الدكتور الأمين الزاوي أن أعد محاضرة عن الأب دونا، فأعددتها وحدد يوم 11/04/2007 لإلقائها، وحضر الجمهور للمكتبة الوطنية لكن فوجئ الجميع بإلغاء المحاضرة، هل تدخلت سلطات عليا لإلغائها حفاظا على ابن الجزائر البار أوغسطين؟ وعند ذاك قررت نشرها في مجلة ''حولية مجمّع اللغة العربية'' بطرابلس ليبيا، في عدد ديسمبر 2008، الذي أنا عضو فيه. وها أنا أنشرها على صفحات ''الخبر الأسبوعي''.

ملاحظة: توجد في العهد الاستعماري قرية قرب مدينة شلغوم العيد ـ شاطودان سابقا ـ اسمها ساندونا saint donat، يتصور الكثير من الباحثين الجزائريين أن المقصود هو دونا النفريني الجزائري، والحقيقة أن المقصود هو القديس دونا الذي عاش في القرن السابع الميلادي بمدينة ديزنصون َُثَفَّمل الفرنسية، سمى المستوطنون الفرنسيون بالمنطقة القرية المذكورة باسمه. أما دونا فلقبه أب لم تمنحه الكنيسة الأوروبية لقب قديس لأنها تعتبره هرطقيا.


(2) Paris 1956 219Afrique du Nord T2 P _: Histoire de L Ch.A.Julien
(3) زكي شنودة: تاريخ الأقباط، ص 101

(4) ويل ديورانت: قصة الحضارة، ج 11، ص 248 ـ 249، الترجمة العربية، القاهرة 1964

(5) أحمد شلبي: مقارنة الأديان ج 2 ص 61 القاهرة 1967

(6) المرجع السابق ص 161

(7) Revue Africaine V62 p340 : H.Basset

(8) ش أ جوليان مرجع سابق ص216

(9) Revue Africaine V67-1926 P13-28 O.Vannier

(10) رشيد الناضوري: المغرب الكبير ج 1 ص 328 القاهرة 1966

(11) ش أ جوليان، مرجع سابق ص 222

(12) 796P 2T E.Universalis

(13) المرجع السابق ص 223

(14) المرجع السابق ص 223 ـ 224

(15) المرجع السابق ص 224

(16) المرجع السابق ص 225

(17) السيد عبد العزيز : المغرب الكبير ج 2 ص 9 القاهرة 1966

(18) 759, P5: T E.Universalis

(19) : The Donatist Church , Oxford , 1952 W.H.C.Frend



************************************************** **************************************










اضطهد الامازيغ بعد اعتناقهم المذهب الدوناتي من طرف الامبراطورية الرومانية :
يقول شارل أندري جوليان: ”وتسبب هذا الموقف في انتشار واسع للدوناتية، وتحولت الكنيسة الرسمية المنتصرة إلى هيئة تفتيشية فقامت بطرد الدوناتيين من الكنائس بقوة الجيش التي قتلت العديد منهم” وأمام صمود الدوناتيين ورفضهم سيطرة الأمبراطورية على الكنيسة الإفريقية، وتحوّلهم إلى ثورة وطنية اجتماعية، أصدر الأمبراطور قسطنطين سنة 317 م أمره باعتبار الدوناتيين خارجين على القانون، وأمر الجيش بالدخول للمدن والقرى بالأوراس (الجزائر) ومصادرة الكنائس الدوناتية وتسليمها للكاثوليك الرسميين، وكانت أشد المواجهات دموية جرت في مدينة باغاي بالأوراس.
واستمرت الدوناتية في الصعود وتحولت إلى مذهب شعبي جماهيري مما جعل الإمبراطورية تراجع موقفها من منعه.
ظهر القديس أوغسطين فوجد بلاد الأمازيغ قد صارت كلها دوناتية مثلما يقول شارل أندري جوليان.







*********************************************




والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 18:39   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
إكليل
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك .










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 18:52   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إكليل


اقتباس:
بارك الله فيك .




وفيكي بارك الله









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 19:32   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***





شاعر الثورة الجزائرية محمد الشبوكي

هو محمّد بن عبد الله الشبايكي، المدعوّ الشّيخ الشبوكي، من قبيلة الشبايكيّة، إحدى بطون أولاد حميدة من الفرع الأكبر للنّمامشة. أحد أعلام الرّبع الأوّل من هذا القرن، وُلِد رحمه الله عام 1916 م، ببحيرة الأرنب إحدى بَوَادِي مدينة الشّريعة، بمنطقة ثليجان بولاية تبسّة. علمه وشيوخه:
تتلمذرحمه اللهبادئ ذي بدئ على والده؛ فحفظ جزءا من القرآن الكريم، ثمّ التحق بكُتّاب الأسرة، فحفظ القرآن كلَّه، وعددا من المتون العلميّة والمتنوّعة، ومجموعة من أشعار العرب القديمة.
رحلته في طلب العلم:
وفي أوائل الثّلاثينيّات انتقل إلى واحة "نفطة" بالجنوب التّونسي؛ لتلقّي المبادئ العلميّة عن شيوخه الأجِلاّء، نذكر منهم:
الشّيخ محمّد بن أحمد - الشّيخ إبراهيم الحدّاد - الشّيخ محمّد العروسي العبّادي - الشّيخ التابعي بن الوادي رحمهم الله جميعا وجزاهم عن بثّ العلم والمعرفة أحسن الجزاء.
وفي عام 1934 م تحوّل الشّاعر إلى تونس العاصمة؛ لمواصلة الدراسة بجامع "الزّيتونة"، إلى أن أحرز شهادة التّحصيل سنة 1942 م.
أبرز المحطّات في حياته :
عاد رحمه الله من تونس إلى وطنه الجزائر، وانضمّ إلى سلك التّعليم في المدارس الحرّة تحت إشراف "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" في كلّ من : مدرسة تهذيب البنين والبنات بمدينة تبسّة, ومدرسة الحياة في مدينة الشّريعة, ومدرسة التّربية والتعليم بمدينة باتنة شرق الجزائر.
وفي الوقت عينِه، كان مشاركا في النّضال السّياسي الوطنيّ، وعضواً عاملاً في حركة "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين"، ثمّ عضواً في مجلسِها الإداريّ في مرحلتها الأخيرة.د
التحاقه بثورة التّحرير المباركة:
لمّا اندلعت ثورة التحرير الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954 م، التحق الشّيخ محمّد الشبوكي عمليّا عام 1955، وانضمّ إلى أوّل خليّةٍ ثوريّة أُسِّست بـ"الشّريعة" في ولاية تبسّة، وقد كُلِّف بالتّوجيه والإعلام، وبثِّ الدّعاية للثّورة.
ومنذ اندلاع الثّورة التّحريرية، وُجِّهت أصابعُ الاتِّهام إلى كلّ أنصار "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" وإلى الشّعب الجزائريّ كلِّه، فكانت الدّائرة الاستعمارية تُحكِم حلقاتِها على كلّ من شارك في تعليم اللّغة العربيّة، أو نشر في الشّعب مبادئَ الإسلام.
في سجون الاستعمار:
في ليلة باردة من شهر فبراير من سنة 1956، ألقت السّلطات الفرنسية القبضَ على الشّاعر، ووُضِع في المعتقلات الوحشيّة الّتي بقي فيها ستّ سنوات كاملة.
تعرّض محمّد الشبوكي إلى أنواع كثيرةٍ من التّعذيب، وهو يعترف بذلك فيقول:" تعرّضنا في المعتقلات إلى أنواعٍ كثيرة من الممارسات اللاّإنسانية ! ومن الأمثلة على ذلك أنّ الجنودَ الفرنسيّين كانوا يقتحمون علينا الزِّنزانات ونحن نائمون، وبأيديهم عِصِيٌّ، فيشرعون فيضربِنا وتفتيشِنا بكلّ وحشية ".
وكانت نيّة الاستعمار من وراء الاعتقالات إرغامَ الشّعب على عدم التّعامل مع الثّورة، وإبعاده عنها بقدر الإمكان، وبثّ فكرة أنّ المجاهدين ليسوا إلاّ جماعة متمرِدة لا تستغرق عمليّة القضاء عليهم إلاّ أيّاما معدودةً، غير أنّ سفينة الحرّية كانت تجري عكس رياح هذه النيّة الاستعماريّة، فلم تزد المعتقلاتُ وأنواعُ القمع والتّعذيب للمعتقلين إلاّ تصميما على التّلاحم، والالتفاف حول الثّورة.
وللعلم نصيب في المعتقل:
قرأ الشبّوكي رحمه الله مجموعةً كبيرةً من الكتب الأدبيّة في تلك المعتقلات، إلاّ أنّ المستعمرَ كان كما قال الشّيخ الشّبوكي:" يُحاصرنا ويُمزّق الكتب أو الأوراق الّتي يجدها بحوزتنا ! وعلى الرّغم من أنّني كتبتُ العديد من القصائد الشّعرية - وأنا في المعتقل – فإنّ الاستعمارَ أحرقَها كلَّها ! ولم تنْجُ من سطوته إلاّ بعضُ الأشعار القليلة جدّا ".
الشبّوكي السّجين المعلّم:
قام الشبّوكي رحمه الله بِمَهمَّةِ التّعليم لكلّ الإخوة المعتقَلين الّذين هم بحاجة إلى ذلك، فيقول:" وكنّا نؤدّي هذا العمل بطريقة مُحكمةٍ،وآتت نتائجَها الطيّبة، بحيث عندما أطلقوا سراحي وجدتُ الكثير ممّن كانوا يتعلّمون عندنا في المعتقلات قد واصلوا تعلُّمَهم، حتّى أصبحوا بعد ذلك إطاراتٍ مثقّفةً بعد أن كانوا أميّين أو أشباهَهم ".
ندوات تحت الصّفيح:
يقول رحمه الله:" ومن ذلك: عقدُ النّدوات الأدبيّة داخل الغرف القصديرية الّتي نسكنها، رُغم الموانع الّتي تفرضها حراسة المعتقل، ففي(بوسوي) -مثلا- حُشِرت نخبةٌ معتبرة من الأدباء والشّعراء والمعلّمين في مكان واحد، واستطعنا بذلك أن نُكوِّن حركةً ثقافيّة توجيهيّة قويّة؛ فكانت مرحلةً من أثمن مراحلِ حياتنا في المعتقلات ".
نسيم الحرّية:
أُطلق سراحُه رحمه الله من هذه المعتقلات يوم 13/03/1962 م، فعاد إلى مهنةِ التّعليم أستاذَ في الثّانويّة، ثمّ أصبح عضواً بالمجلس الإسلاميّ الأعلى، ورئيساً بالمجلس الشّعبي البلدي ببلديّة الشّريعة في ولاية تبسّة من 1963 إلى غاية 1975.
ثمّ كان عضوا بالمجلس الولائي بتبسّة من 1975 إلى غاية 1979، حيث انتُخِب رئيساً للمجلس الشّعبي الولائيّ، وأخيرا نائبا بالمجلس الشّعبي الوطني في مرحلته الثّالثة.
وفاته رحمه الله:
تُوُفّي شاعرُ العلمِ والجهاد الأستاذ الدّكتور الحاج محمّد الشبوكي عن عمر يناهز 89 سنة، وذلك يوم الاثنين 6 جمادى الأولى 1426هـ الموافق لـ 13 جوان 2005.
ولكنّه خلّفَ لنا كلماتٍ كانت أحسنَ دعاية للثّورة الجزائريّة، وأشنعَ تصوير لأعدائه، فألهب بقصائده النّفوس إلهابا، وأيقظها من غفلتها إيقاظا, وهو الّذي هيّأ النّفوس لتغيير الواقع، وجعلها تستهين بالموت, ومن أهمّ قصائده نشيد الثّورة، رائعة " جزائرنا ":
جزائـرنا يا بـلاد الجـدود *** نهـضنا نحطّم عـنك القيود

ففيك برغم العِـدا سنسـود *** ونعصف بالظلـم والظـالمين

سلاماً سلاماً جـبالَ البـلاد *** فأنتِ القـلاع لنا والـعماد

وفيك عقـدنا لـواء الجهاد *** ومنك زحـفنا على الغاصبين

قهرنا الأعـاديَ في كـلّ واد *** فلم تُجْدِهم طـائرات العماد

ولا الطّنك ينجيهم فـي البواد *** فباءوا بأشلائـهم خاسـئين

وقائعُـنا قـد روت للـورى *** بأنّا صمدْنَا كأُسْـدِ الشّـرى

فأوراسُ يشـهَد يومَ الوغـى *** بأنّا جهـزنا على المعـتـدين

سلوا جبل الجرف عن جيشنا *** يـخبركم عن قُوى جـأشـنا

ويُعْلِمُكم عن مـدى بطشنا *** بجيش الزّعـانفـة الآثـميـن

بجرجرة الضّخم خضنا الغمار *** وفي الأبيـض الفخم نلنا الفخار

وفي كلّ فجٍّ حَمَيْنا الذّمـار *** فنحن الأبـاةُ بنـو الفاتِحِيـن

نعاهدكم يا ضحايا الكفـاح *** بأنّا على العهـد حتّـى الفلاح

ثِقُوا يا رفاقي بأنّ النّجـاح *** سنقـطـف ثِمَـاره باسـمين

قفوا واهتفوا يا رجال الهمم *** تعيـش الجبـال ويَحْيا الشّمم

وتحيا الضّحايا ويَحيا العَلَم *** و تحيا الدّماء، دمـا الثّائريـن

شاعر الثورة الجزائرية محمد الشبوكي

إن الشعر العربي في عمومه وعلى تعدد مضامينه واختلاف صوره ومظاهره يعـد من ثروتنا الأدبية التي تجمعنا في توحد دائم الاتصال والترابط الذي يتحول إلى قوة مما يجعل لهذه القوة مدلولات حيوية,وإذا كان الشعر انتفاضة وجدانية وشدوا روحيا وأريجا ينبعث من تجاويف القلب فيكون الشعر السياسي هو أكثر ألوان الحياة الأدبية مواكبة لواقع المجتمع هادفا إلى ترسيخ مكانة الفئة التي ينتمي إليها الشاعر السياسي.
وتساعد الصورة النضالية في إلقاء الضوء على الحركات السياسية التي أثرت الأدب في الكثير من النواحي وقد انعكس تأثيرها على الشعر بصورة خاصة فالشعر فن متصل بالوجدان وموضوعه الإحساس والشعور ومجمل عواطف النفس البشرية وغايته الإثارة والإيحاء والارتفاع بالذات عن الواقع ورتابته بقيمه التعبيرية الجمالية, فالشاعر لا يتعرض للاعتبارات السياسية من زاوية العلم ولا يعرضها بأسلوب العالم ومنطقه وإنما يضفي عليها من فنه ليجعلها جزءا من القوة الروحية في المجتمع,ويكسبها من حرارة قلبه وأعماقه لتنفعل في النفوس وتستجيب لمؤثراتها .
فالشاعر من حيث الأسلوب هو الباعث على التأمل المحرك للعواطف وهو لا يخاطب العقل بالقياس والمنطق وليست غايته الإقناع بالجدل والبرهان بل يسلك إلى ذلك سبيل التأثير الشعوري الوجداني الذي يمتلك النفوس بالأخيلة البيانية والصور البليغة فيلجأ إلى التضخيم والمبالغة ويختار العبارة الدالة مكتفيا بالإشارة والتلميح دون الإحاطة والاستقصاء .
يتألف ديوان الشاعر السياسي المجاهد محمد الشبوكي من 200 صفحة تقريبا ويحتوي على 121 قصيدة بين: وطنية منها : لبيك يا ثورة الشعب ـ إلى النصر هبوا ـ جيش التحرير الوطني ـ قم وانشد.
ودينية منها : المجد في القرآن ـ عودوا إلى القرآن ـ مناجاة هلال رمضان ـ ليلة القدر .
وأناشيد ثورية منها : دولة الشعب ـ من ملحمة الثورة ـ واصل جهادك ـ لولا نوفمبر ـ جزائرنا ـ نشيد الجهاد .
ومقطوعات اجتماعية تحمل في طياتها ذكريات ومناسبات ذاتية مرت في حياة الشاعر الكبير ثم قصائد إخوانية وجهها: إلى الصديق المبروك ـ والشيخ المتصابي , ثم قصائد متنوعة الأهداف والأغراض.
لكن بعد الإعلان عن بداية الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954م كان لابد من نشيد يردده الثوار في كثير من المناسبات حتى في المعارك فكان نشيد (جزائرنا) الذي ألفه المناضل محمد الشبوكي الأثر الكبير في نفوس المناضلين والجميل في الأمر أن هذا النشيد لم يزل يردد عند كل مناسبة وطنية ويحفظه الكبير والصغير إلى الآن بالإضافة إلى النشيد الوطني الجزائري (قسما) .
نسب الشاعر : هو محمد بن عبد الله الشبايكي الملقب الشبوكي من أسرة آل الشبوكي الحميدية من قبيلة اللمامشة الذي ولد عام 1916م بمنطقة ثليجان التابعة لدائرة الشريعة في ولاية تبسة.
علمه وشيوخه : تتلمذ بادئ ذي بدئ لوالده فحفظ جزءا من القرآن الكريم ثم التحق بكتــّاب الأسرة فحفظ الٌقرآن كله وعددا من المتون العلمية والمتنوعة ومجموعة من أشعار العرب القديمة.
وفي أوائل الثلاثينيات انتقل إلى واحة نفطة بالجنوب التونسي لتلقي المبادئ العلمية عن شيوخه الأجلاء نذكر منهم : الشيخ محمد بن أحمد ـ والشيخ إبراهيم الحداد ـ والشيخ محمد العروسي العبادي ـ والشيخ التابعي بن الوادي رحمهم الله جميعا وجزاهم عن بث العلم والمعرفة أحسن الجزاء ,وفي عام 1934م تحول الشاعر إلى تونس العاصمة لمواصلة الدراسة بالجامعة الزيتونية إلى أن أحرز شهادة التحصيل سنة 1942م .
أبرز المحطات في حياته : عــاد من تونس إلى وطنه وانخرط في سلك التعليم في المدارس الحرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كل من: مدرسة تهذيب البنين والبنات بمدينة تبسة ,ومدرسة الحياة في مدينة الشريعة ,ومدرسة التربية والتعليم بمدينة باتنة ,وفي الوقت عينه كان مشاركا في النضال السياسي الوطني وعضوا عاملا في حركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم عضوا في مجلسها الإداري في فترتها الأخيرة.
ألقت القبض عليه السلطة الفرنسية في شباط عام 1956م بسبب نشاطه الثوري وزجت به في المعتقلات وفي العام نفسه كان قد ألف نشيد جزائرنا وهو في سجنه الذي بقي محتجزا فيه مدة ست سنوات حيث أفرج عنه يوم 13 آذار 1962م .
بعد خروجه من المعتقل عـاد إلى مهنة التعليم كأستاذ ثانوي وواصل نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني وشارك في المجالس التالية :
1. المجلس الإسلامي الأعلى عضوا
2. المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشريعة رئيسا
3. المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة عضوا ثم رئيسا
4. ونائبا بالمجلس الشعبي الوطني في فترته الثالثة .
5. كان عضواً قيادياً في ح** الشعب بمنطقة الشرق الجزائري.
6. كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.
7. له ديوان مطبوع من قبل المتحف الوطني للمجاهد.
ولقد أجاد الشاعر محمد الشبوكي فكان أحسن دعاية للثورة الجزائرية وأشنع تصوير لأعدائه فألهب بقصائده النفوس إلهابا وأيقظها من غفلتها إيقاظا, وهو الذي هيأ النفوس لتغيير الواقع وجعلها تستهين بالموت, ومن أهم قصائده نشيد الثورة :
جزائرنا يا بلاد الجدود .................. نهـضنا نحطم عـنك القيود
ففيك بـرغم العـدا سنسود .............. ونعصف بالظلـم والظـالمين
سلاما سلاما جـبال البلاد ..................... فأنت القلاع لنا والـعماد
وفيك عقدنا لـواء الجهاد ................. ومنك زحـفنا على الغاصبين
قهرنا الأعـادي في كـل واد ................ فلم تجدهم طـائرات العماد
ولا الطنك ينجيهم في البواد .................. فباءوا بأشلائهم خاسـئين
وقائعنا قد روت للورى ........................... بأنا صمدنا كأسد الشرى
فأوراس يشهد يوم الوغى .................... بأنا جهـزنا على المعتدين
سلوا جبل الجرف عن جيشنا .................. يخبركم عن قوى جـأشـنا
ويعلمكم عن مدى بطشنا ....................... بجيش الزعانفة الآثـميـن
بجر جرة الضخم خضنا الغمار........... وفي الأبيض الفخم نلنا الفخار
وفي كل فج حمينا الذمار........................ فنحن الأباة بنو الفاتحين
نعاهدكم يا ضحايا الكفاح .................... بأنا على العهد حتى الفلاح
ثقوا يا رفاقي بأنا النجاح ........................ سنقطف ثماره باسـمين
قفوا واهتفوا يا رجال الهمم ..................تعيش الجبال ويحيا الشمم
و تحيا الضحايا ويحيا العلم ............... و تحيا الدماء، دماء الثائرين


وقد جاء في تعريف هذا الديوان الذي قام بطباعته المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر:
"يتشرف المتحف الوطني للمجاهد أن يضع بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب القيم الذي بدون شك سيسهم في إثراء المكتبة الوطنية والثقافة الإنسانية ويضيف لبنة إلى صرح تاريخ شعبنا العريق في النضال والتضحية".
المتحف الوطني للمجاهد
عام 1995
وقد قدم السيد محمد الطاهر فضلاء لديوان الشاعر فقال : وبعد فها هو الديوان بين يدي فما المطلوب مني أن أقدمه من هذا الديوان ؟ الشعر في الديوان ؟ أم شاعر الديوان ؟ وكلا الأمرين صعب المرتقى عسير الوصول فيه إلى غاية المرتجى... فمحمد الشبوكي هو ذاك الصوت الذي أضناه الشوق وبرحه الجوى وخنقته العبرة من الأسى فغدا يحاكي في زفراته أنين العود المتقطع الرنين المكدود الصوت المبحوح الأنفاس والنغم:


هذه صورتي وهذا شعوري .............. عبرا عـن حقيقتي وضميري
في محياي قد بدا لون إحساسي .......... وضـاءت مسرتي و**وري
أنا أهوى الحياة تصفو مجاريها .............. وتشـدو بكـل لحـن نضير
وبقلبي الخفوق ينبوع شعر ............... في قوافيه غبتطي وسروري


وقد رد الفضل في طبع وإخراج هذا الديوان إلى اثنين:
الأول : الأستاذ الفاضل بشير فاضلي رئيس مركز الحسابات بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.
الثاني : ولده البار الدكتور سعدان شبايكي أستاذ الاقتصاد بجامعة قسنطينة ـ سابقا ـ أما الآن فهو رئيس ومدير المركز الجامعي د. يحيى فارس بالمدية, وقد كان لي شرف لقائه يومي 14ـ 15 أيار 2006 في الملتقى الدولي حول التعليمية والبيداغوجيا والعلاقة بين الجامعة والمحيط ,الذي كان تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقد شكرهما في أبيات ودعا لهما بالتوفيق والنجاح في أعمالهما فقال :


أبا فاضل الأخلاق شكرك واجب ....................... علّــــي فخـذه بالوداد معطـرا
ودمت نصير الضاد تعلي لواءها ............ وتبغي لها في الصبح أن تحمد السرى
ويا ولدي سعدان عشت موفقـا ................... إلى الخير ممدوح الخصال موقــرا
ترافقك الحسنى بكل ثنية ............................ ويلقـــاك نجم السعد دوما مبشرا


وقد أهدى الشاعر الشبوكي هذا الديوان إلى الشعب الجزائري الوفي لثوابته ومقوماته الأصيلة والذي كان على موعد مع التاريخ في ثورة التحرير المباركة فاسترجع حريته واستقلاله وسجل مواقف بطولية تردد دويها في أقاصي العالم وأدانيه . وإلى أرواح أولئك البررة الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر .
الشريعة 5 محرم 1415 هـ
الموافق 15 جوان 1994م
و جاءت مختلف قصائد هذا الديوان بمواضيعها واتجاهاتها ومفرداتها الجزلة القوية والتزامها التقاليد والأصول الأساسية للشعر العربي تدل على مكانتها العميقة البعيدة المدى والتي تدعو إلى هذا الأصل الأصيل دون أن تقف في معارضة الصور الشعرية الحية المترقرقة الزاهية بألوان زنابقها الحمراء والقرنفلية ..
مع التشدد في ملازمة المعارف وذلك الأسلوب الناعم في أحاديث الهمس, فالشاعر وإن جأر وجاهر بأفكاره المبدئية المرتبطة في مذاهب الشعر العربي بالأصلاء من شعرائه كقوله في ذكرى ابن باديس:


قـم ليوم العلم واهتف بالنشيد واقتبس شعرك من عبد الحميد
واذكـر الأمجاد من تاريخه فهـو للأمجـاد ذو سفر مجيد


فإن الشاعر الأصيل الوثيق الصلات بخصائص الشعر العربي على مدى مراحله هو شاعر يحنو ويحن ,إلا أنه يذود بنفسه ذيادا قاسيا صارما يخطو فيه خطو شيوخ الصوفية وشعرائها وتتلمس تلك العزائم الشداد في مثل قوله في ملحمة الثورة :


حي على الجبال أخي وحي على المدفعـا واحمد إلهـك شاكرا متخشعـــا
واهتف بأبطال الجهاد منوهــا بـالشعب قد أبلى البلاء الأروعـا


وكان شاعرنا قويا فتيا شديد الوقع في عنفوانه رفيع المقام في استنهاض الهمم يجلجل ويشدو :
أيها العرب يا بني الثورة الكبـ ـرى ألسنا ذوي النفوس الأبيه
أين إيماننا وغيرتنا المثـ ـلى وأين الفدا و أيـن الحميه
ما لنا اليوم يستبـد بنا الضيـ ـم ونرضى في أرضنا بالدنيه
هـذه القدس قبلتنا الأو لى ومهــد الهداية النبويـه


ويقول السيد محمد الطاهر فضلاء : وأشهد أني ما قرأت لشاعرنا الكبير شعره عن تونس وأهلها إلا اعترتني هزة لا أدري ما هي من بين الأحاسيس:


حي عني إن زرت تونس يوما دار ليلى واقرأ عليها السلاما
وتلطف وقل لها إن قلبـي فـي هواك لما يزل مستهاما
أنت يا دار موئلي ومزاري وسأبقى أغشاك عام فعامـا
فيك وقعت مزهري وتخير ت قصيدي وصغته أنغامـا
ويقول أيضا :
يا تونس الأنس يا أرض الجمال ويا مهد الفنون ويا روض التلاحين
تحيتي يا بلادا قد شغفت بها منـذ الشباب.. وإنـي جـد ممنون
أ**اب تونس إني ما نسيتكم ذكـراكــم بقيت دومـا تنـاجيني


ويقول الشاعر محمد الشبوكي : أنه سلك في هذه المجموعة الشعرية طريقة الوضوح في الشكل والمحتوى كما أشار في المقدمة صفحة (10) وهي الطريقة التي ارتضاها الشاعر في نظم الشعر بعيدا عن أسلوب الرمزية وما يؤدي إلى التهويم في آفاق ضبابية تجعل من المضمون فارغا متلاشيا مع السراب حسب رأيه,فالشعر في نظره هو ما كان معناه يسبق لفظه في الوضوح والإشراق فيطرب له السمع وتهتز له النفس وإلا فهو كما قال الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:


إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا أن يقال له شعر


كما أن الشعر شذى ينبعث من زهرة إلى زهرة ينبغي أن يكون بريئا من كل ما يشوب العفوية والبراءة وقد حاول شاعرنا الكبير محمد الشبوكي ـ طبعا بقدر الإمكان ـ أن يكون وفيا لمنهجه الذي ارتضاه لنفسه ويقدم العذر عما يتخلل بعض هذه المجموعة الشعرية من النقائص فيقول :
"عذري هو أنني أتعاطى نظم الشعر لا لأظهر براعة فيه أو تفوقا ,ولا أقصد من ورائه إلا تلبية الضمير وترضية النفس وترجمة الخواطر.
وقد نظمت هذه القصائد في أوقات متباعدة حينا ومتقاربة أحيانا في الزمان والمكان فنظم بعضها في المعتقلات أثناء الثورة الجزائرية المباركة وبعضها الآخر نظم بعد إشراق شمس الاستقلال أما ما نظمه الشاعر قبل الثورة فقد ضاع كله كما قال :
"فبعد إطلاق سراحي من المعتقلات ورجوعي إلى المنزل لم أجد مكتبتي التي أملكها فقد عبث الجيش الفرنسي الذي احتل المدرسة التي كنت أديرها والمسكن الذي كنت أسكنه بجانبها وعاث فسادا في كل ما تركت في المدرسة والمنزل ولا غرابة في ذلك, ويتساءل الشاعر منذ متى كان جيش الاحتلال الفرنسي يحترم الثقافة أصلا ؟؟ "




*********************************************

يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 19:47   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***






نافذة على الشعر الشاوي في الجزائر .....مترجم الى العربية







روعة التعبير بلغة الأم
يتميز الإبداع الشعري في منطقة الأوراس بتعدد ألسنة الشدو: عربية، فرنسية، أمازيغية. فإذا كانت الأسماء الشعرية التي تكتب بلغة المتنبي معروفة مثل: أحمد الطيب معاش، أحمد شنة، الزبير دردوخ، عبد الله العشي، طارق ثابت، جمال رميلي..ونفس الأمر ـ وربما بدرجة أقل ـ شعراء اللغة الفرنسية مثل: علي رحمون، نصيرة بلولة، لزهر بعزيز، فريدة بلفراق..إلا أن شعراء اللغة الأمازيغية (الشاوية) ـ ورغم عددهم المعتبر ـ إلا أن حظهم في الشهرة والإنتشار قليل، ومن قائمة هؤلاء نذكر: صالح بزالة، عبد الله خلفة، بشير عجرود، عادل سلطاني، فطيمة يحيى باي، الجمعي لحماري، أم أوراس..الخ.
إعداد: نورالدين برقادي
مؤلفات شعرية بالشاوية


أدى غياب دعم نشر الكتاب الشعري الأمازيغي من قبل دور النشر وغيرها من المؤسسات المكلّفة بالكتاب إلى قلة هذه المؤلفات:
صدر ديوان "مومنا" للشاعر عبد الله خلفة، سنة 2000، ويعد هذا الديوان أول كتاب يصدر بالشاوية. اختار الشاعر الخط العربي لكتابة أشعاره.
صدر ديوان "ثاسليث أونزار" أي قوس قزح، للشاعرة والمذيعة ربيعة دريدي سنة 2008، فضلت الشاعرة رسم حروف ديوانها بالخط العربي.
إلى جانب اهتمامه بالأدب الشعبي والبحث في الموسيقى التراثية الأوراسية، للكاتب والمذيع محمد الصالح ونيسي، تجربة في كتابة الشعر الشاوي، وقد اختار لديوانه الشعري عنوان: "تامتنا ن ومنزو" أي الغيث المبكر. الديوان كتب بالخط اللاتيني وهو من نشر المحافظة السامية للامازيغية سنة 2008.

مقطع من قصيدة: "حُقـاص نَ تْسلْيِيـن" للشاعر بشير عجرود
أيّا ؤزيكْ انّان..
أيّا لّوقّا فلاّسن.. اقّارن..
اتْعاواذن ئمْغارن..
فْ (حُقاصْ) باب ؤييس املّال
آق تْحوْمنْ ئزدّاغ..
ذِيهَجْرسْتْ يزنوز.. أنبْذو يسّاغ..
ئخضّب ذُورغ /.. ئرقْ ذ اوْراغ..
ما يْخطـْمدْ ف تزدّاغثْ سى هْزدّاغ..
ؤيوّيدْ ألاّغْ /.. ألاّغْ..
آسْ ذِين اهْفسّخْ هْفوكثْ..
هتْروسْ هْمورث..
هتّيرارْ سُو زيزا.. هتْزوّق سُوشامْلال..
فُو يورْ ما يغْبا ؤيُورْ..
يقّاردْ نتّا ذق ؤولاونْ ئفقْهرْ ذيور /.. ؤيور..
اقّارن /.. أرقازنّغ..
سغرْنغْ اسْياي..
ئلولدْ ئبدْ /.. ذ امْناي..
يسّرس ئمْناينْ.. يقّيم فُو قـرْبوصْ نتّا ذ امناي..
ما يسِّيول /.. ئنهْمر زّيملنّسْ.. اتْنحْنْحَنْتْ /.. اتْلحْلحنْتْ
اتْروسنْتْ /.. اقارنْتْ هيغالّين..
ما سْلينت ئلْحثْلثنّسْ..
رفْذنْتْ /.. اتلوْحنْتْ ثيسذنانْ..
سيهيوذي اسْمرْوالنتْ هيعلبويين..
جارْ ؤ جارْ.. اتدّوراينْت هيقيّارين..
اهنْتْيزْلمْ (حُقاص) سْتطّاوين..


ترجمة المقطع إلى اللغة العربية ـ من إنجاز كاتب القصيدة
"خطّاف العرائس..!"
الأوّلون قالوا..
الآخرون عنهم يقولون..
الكبار يعيدون..
عن (خطاف) ذي الحصان الأبيض..
الذي يجوب الحمى..
شتاء يبيع.. وصيفا يبتاع..
مخضب ذهبا.. يلوح اصفرارا..
حين يريد ديّارا من الحمى..
يأتيها من جانب الجانب..
يومها في عليائها تنكسف الشمس
وله تهمد الأرض
تتلاعب بالأخضر.. تتزاوج ألوانا..!
من القمر.. إن أفل القمر
يلوح هو في القلوب.. مكتملا بدر البدور..
يقولون.. السّيّد لنا
ملكنا.. ومن هنا..!
أنزاد واقفا.. فارسا من يومه..
أطاح بالفرسان.. وظل على السرج هو الفارس..
إن صهل/ حمحم (حصانه).. أردفت .. تشهّت..
انقادت.. تزاوجنه (الفارسات)..!
إن تحسّسن حركته
حبلن / اسقطن النسوة بلا ميعاد..
من خوفهن تتوارى الصغيرات..
ما بين.. وبين تندس الصبايا
من أن يلحظهن (خطاف) بعينيه..!



الشاعر في سطور:
ولد الشاعر بشير عجرود سنة 1954 ببلدية المحمل (خنشلة). انتقل إلى عنابة سنة 1965، بحكم عمل والده كجمركي. بدأ كتابة الشعر بالعربية ثم بالأمازيغية. شارك في عدة مهرجانات شعرية أمازيغية. نال عدة جوائز، منها الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي، بأم البواقي في نهاية شهر ماي 2001. أصدر مطلع تسعينيات القرن الماضي شريطا موسيقيا بعنوان: "ثغري ن مازيغ"، سجل فيه بعض أشعاره. يعمل الشاعر في قطاع التعليم.
للشاعر عدة أعمال مخطوطة:
ـ ثغري ن مازيغ أي عشق الأمازيغي (مخطوط شعري).
ـ إيسلان (العرس) (مخطوط شعري).
ـ نص مسرحي بعنوان: "مارّوج" (البركان).


مقطع من قصيدة مطولة بعنوان: "يورنغ ذا زال" للشاعر عادل سلطاني
أَزُول أُومَازيغْ فـــوذرارْ وّ أوراسْ
أَزولْ أَزيـزاوْ فُو ذَرَارْ إينـــوكارْ
مَاسَنْسِنْ يِفِّــي قَاطّـــان وُالاسْ
أقنفي أوقليذ فيــزروا إيـــذورار
يوغرثن يظفر أبريــذ أنـــذداس
أور يكنو يتبــد هـــابديث أووّار
قوذليس أو مزروي يتوامـر يبداس
قوذليس أزقاغ يــزيّـــزو ذادار
قابور اوكنـاو ذارزّو و امّـــاس
أرزّو أوقلـيذْ ليــد ذوا وِّقبـــار
يوغــرثن يمــوثْ آتكفـريناسْ !
هِزريــذّ أقليــذْ يتمتــّا ذاذرارْ
ذا مذيــا يوقور أذواوالو وِّبخاسْ
بوخوس أهنّــاذْ يزّنــزْ أمِجـدارْ
أذرارْ أيهقّـــان يتبدّا يومــاسْ
تانوكري يِثْـنَا ذِينْ قو ستاســارْ
هانوكري هزْغَا قُولْ إن قاتْـزيناس
فوسنّس ييــرار قيراوِن ذامجـار
هانوكري أوقلدون ذا مذيا ذاغراس
تافلويث هبدّ قو بريــذُ وُّســرارْ
أمقُراني أُواسْ ذارقـــازْ أغيلاس
ذا قليذْ يِبدّْ سُوسْـــرَار أنقمــارْ
أمينوكال أمــود قوذرار نيفوغاس
قوزقـــاف أكناو ذا ذرار أهقـار
أنثنــا فلطـرث قيهموثني وذلاس
أقالد ذا قماي قـــو حداد أمغــار
آبورو أومزروي ينفــذك فــلاس
آي ذازال يبد قوذليــس آنـــوكار
نسومرنغ هسفــو قيمران اورياس
تامطـوث هلول سقــو جناو اكندار
لالاثنغ هورهوش ذيمــان اوينّاس
لالاثنغ ذازول قوقــذاح اوجنجــار
لالاثنــغ هوفــق آمودو إينابـاس
نسومرنغ هـــوزّل ذينغ ذا شرشـار
تيقيونت همدا قيهمــورث إن مكناس
قي زوارا هقّـــار أوسمان إيقستـار


ترجمة النص إلى اللغة العربية ـ من إنجاز صاحب القصيدة
"شهرنا قيمة"

سلام ابن الحر على جبل أوراس
سلام أخضر على جبل الثائرين
ماسينيسا سكب في عضال الظلمة
شفاء الملك على مراقب الجبال
يوغرطة نهج طريق أجداده
لم ينحن يقف وقفة الأسد
في سفر التاريخ سجل يبداس
في السفر الأحمر يخضر حياة
في بوابة العدو ينكسر العمق
كسر الملك لا يجديه الجبر
يوغرطة مات يا تاكفاريناس
أرأيت الملك يموت جبلا
بوخوس الخائن خان الأصيل
ذهب مثلا للخيانة تردده الألسن
الجبل الذي يهوي يقف أخاه
ها..صار ثورة في الاحتضار
الثورة سرت في قلب قاتزيناس
كفه تلهو حصادا في الرقاب
ثورة الأمير مثل مقدس
صورة تقف في طريق الشجاعة
المقراني ذلك الرجل الأسد
ملك يقف بشجاعة صاهلة
الشيخ آمود في جبال التاسيلي الثائرة
في عاصفة العدو جبل نبيل
نعود أدراجنا عودة تحكمها الحكمة
المقاومة أبجدية الشيخ الحداد
بوابة التاريخ تنفتح عليه
إنه لقيمة تقف في الكتاب الثائر
لالا فاطمة أضاءت في فصول الشجاعة
إمرأة ولدت من السحابة الراعدة
سلام في مواجهة السفاح
سيدتنا طارت ناداها السفر في الزمكان
انحدرت فينا شلالا
وحدة اكتملت في أرض مكناس
في زوارة ترمي بروق السيوف


الشاعر في سطور:
ولد الشاعر عادل سلطاني يوم: 11/05/1967، بمدينة بئر العاتر (ولاية تبسة)، متحصل على شهادة دولة في التمريض. يعمل بمصلحة تصفية الدّم، متحصل على شهادة ليسانس في علم الإجتماع ويزاول دراسته لما بعد التدرج - ماجيستير - في علم اجتماع الاتصال والعلاقات العامة. يكتب الشعر بالعربية، الفرنسية والأمازيغية.
له مجموعة من الأعمال المخطوطة منها:
ـ مجموعة شعرية باللغة الأمازيغية بعنوان "إيزوران" أي الجذور.
ـ معجم اللغة الأمازيغية (الشاوية).
نال الشاعر عدة جوائز:
- الجائزة الثانية في المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي بولاية تيزي وزو سنة 2003.
- الجائزة الرابعة وطنيا في العكاظية الوطنية للشعر الأمازيغي والشعر الشعبي بالجزائر العاصمة عام 2004






*********************************************

يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 19:50   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***



الشعر الشعبي الاوراسي خلال الثورة الجزائرية
بسم الله الرحمان الرحيم

الاوراس البطلة وميدانها الرحب الفسيح الذي يمثله ادب الشعب لا ادب الخواص , والذي يتسم بالبراءة والعفوية والصدق والاخلاص


زوج اذراري
زوج ذراري طلعوا الجبال هزوا سبته زادوا الرفال
ضربوا ضربة جابو ليشار يا حمودي يحيا لعـــــللام
زوج اذراري
زوج اذراري عقبوا منا هزيت عينية شافو ليـــــه
والله مــــــــــــا انرنـدي واذا مت , مت في جهادية
سي الصالح زيداني
سي الصالح زيداني مسول سياسي
خبرك راه جاني جيش التحرير الوطني



***************
سي الصالح
ســــــــتي الصالح سيد السادات جاني خبرك قالوا مات
خــــــــــــــــــــــــبرنا كل الولايات قالو ما زال في الحياة

***************
بوذراع
بوذراع خلي خمسة والطوريق تحت الشجرة
سي احميد رايس اللجنة سي احميد رايس اللجنة

***************
عبدالله العموري
غبدالله العموري والجيش معاك
لعشاري بين اكتافك واقراد اذهب وتاك

***************
ديغول
حبة اتشينه جبات من بوزينه
يا ديغول روح اعلينا الجزائر راه لينا

***************
بابا
جا بابا حطيت اعيوني نبكي
قال لي اسكتي بنتي
انجيبوا الاستقلال وانولي

***************
ولد امي
الكونفة اللي جات والعسكر في الجيبات
ولد امي تحت الشجرات ما ادريتو حي والامات

***************
الجنود على رجليهم
الجنود على رجليهم والغابة غطات عليهم
اذا ماتوا الجنة ليهم واذا ربحو مبروك عليهم

***************
الجنود على رجليهم
الجنود على رجليهم والثلج اصب عليهم
على جال الحرب شلفطو رجليهم

***************
تشجع الشبان
اتشجعوا الشبان هزو لعـــــــــــــــلام
قصدو الــــــــرفال وربحنا الاستقلال

***************
سي الذوادي
سي الذوادي سركل فرنسا عادت تنادي
قال لها اخرجي من ابلادي
خلي الكرسي لاولادي

***************
لزهر اشريط
اخواني لزهر اشريط والبارود منه يعيط ويقتل اولاد الكفار

***************
يامسيو يا ديغول
يــامسيو يــاديغول دبر واش اتقول
جـــــــك الاسلام بالكور المدغول
الكور: القنابل

***************
ما تبكيش يا لميمة
ما تبكيش يا لميمة ما تبكيش على ابنك شهيد
تبكي مرت القومـي الي باع دينو للرومـــــــي

***************
اميمه ابكات
طلت اميمه وابكات قالت هذا ولدي اللي مات
الحرية راه جــــات وافرنسا رحلـــــــت ولات

***************
مصطفى بن بولعيد
مصطفى بن بولعـــــــيد الشجاعة والقلب لحديد
الكانو والكرتوش جديد حكموك الخباثه باليد

***************
الشيخ العيفه
الضيف الي جانــا يكركر في برنــــــــــــــــوس
هو شيخ الغيفـــه وانا معرفتوش

***************
الشبان الاسم الثاني للجيش
سلونا علــــــــــى الشـــــــــــــبان قوولولهم هذاك الي كان
وقولهم:تنده بالشبان الي يسكنو جـــــــــــــــــبال الاوراس
وكذلك:شباني كهجمـــــــــــــــوا واعلى لبراج خشــــــوا
كتفـــــــــــــــــوا القبطـــــــــــــان وجابـــــــــــــــــوا قشوا



إبن بولعيد....مهندس الثورةالجزائرية وأحد مخرجي بيان أول نوفمبر 1954

قرية كاف العروس :المجاهدة...بلدية غسيرة.....وأرض معركة( إفري أللبلح) الشهيرة

قرية بانيان ...إحدى معاقل الثورة الجزائريةالعظيمة

محمد العربي بن مهيدي...أسطورة الثورة الجزائرية وقاهر جنرالات فرنسا

محرك طائرة فرنسية أسقطها أصحاب هذه القبور فناموا بعدماأستراحوا من ضجيجها وأطمأنوا على سلامة أبناءهم من خطرها من بعدهم

تعبيرفرنسي لانقاش فيه عن حب فرنسا للشعب الجزائري والتونسي

جريمة قتل على الطريقة الفرنسية مع سبق الإصرار والترصد

الوادىالأبيض في الأوراس..أهم المعابر لتنقل المجاهدين بين الجبال والمداشر حيث مساكن أهاليهم

سم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبنا الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون) صدق الله العظيم




*********************************************

يتبع



والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 20:14   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***





طارق ثابت













من مواليد عاصمة الأوراس-باتنة
رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين –فرع باتنة ، ورئيس جمعية شروق الثقافية لولاية باتنة.
تحصل سنة 2008 على شهادة الماجستير –تخصص تحليل الخطاب من جامعة مولود معمري بتيزي وزو.
يشتغل الآن أستاذا بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة العربي بن مهيدي-أم البواقي
يكتب الشعر بنوعيه العمودي والتفعيلة، وقد صدر له:
* إلياذة الأوراس-دار الشهاب- 2002.
*إفضاءات في أذن صاحبة الجلالة-دار الهدى-2007.
شارك في العديد من الملتقيات الأدبية والفكرية داخل الجزائر وخارجها

نموذج من شعره :


.. وتظل تهـرب من فمي كلماتــي...
وروائع النبــض المذاب بذاتـــي..
ويظـل ينكسر الجمــال بأضلعـي
وأظــل أنثر في اللقـا عبراتـي..
مـا عدت أهوى في النجوم بريقهـا!
مـاذا أقـول إذا بكت كلمـاتــي؟!
مـاذا أقول وكل مـا أبغـي انتهـى
وتحطمت مثـل الـزجاج حياتـي..؟!
مـا الحب؛ إن ما عـاد فـي إشراقـه
مجـرى الوجـود وقبسـة الفلـوات
مـا الشعر؛ إن مـا عاد فـي كلماتـه
حلـم الـورى وروائـع القبســات














*********************************************

يتبع



والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 20:40   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***





عزوز نواصري من الشعراء المبدعين المعاصرين

(لمصارة) خنشلة




***من شعره ***


هذه القصيدة التي تشيد ببطولات ثلة من الذين هم احياء عند ربهم يرزقون..
كان ذلك يومي 09/10فيفري1961..بقلب غابات آيث ملول بالأوراس..98شهيدا رووا بدمائهم الزكية تراب الأوراس ..مــــــن بينهم الشهيد( علي سوايعي) قائد الولاية الأولى
بقلم : عزوز نواصري
**





***

(ألا أيها اليـوم ذكرتنــي و هيجت في القلـب أحزانيــه)

تطاولـت في عــزة شامخـا بأنفـك رغم القوى العاتيـــه

وكنت الهــدى في زمان الضياع و أنقذت شعبا من الهاويه

نفمبر يا عزة الشعــب يبغــي المنــى و المنى درة غاليـه

لئن قصـرت في ركابك سنـي فدونك شعري و ألحانيـه

فـأنت الصباح لليل طويـل و مــا أطول الليلة الداجيه!

ســطعت بنارك فجرا غضوبــا تدك أعاصيره الطاغيــه

أريـــد بأرض الجزائر ظلــم فألقيـت بالظلـم في هاويـه

وهب الضراغم من كل صـوب فقالت فرنسا : هي القاضيــه

و جــن صليب حقود فألقــت بأحلافها ،هل تـرى باقيـه؟!

هــــل الحق يخشى تحالف شـر أم الأسد في حربها غافيـه؟

و نــادى بأوراس يوم الفـدا مناد : إلـى الخلـــد أبنائيـه

أتــاك فرنسا الأباة فجني سنأخذك أخـــذة رابـيــــه

أذقهـم علي مرارة موت بأنمـر اليــوم ــن مائيـــه

و صـيــرهم للذئاب جزورا و قلد وسامك أوراسيـــه

محمد هذي جحافل رومـــا و من كل نجس أتت باغيــه

فشد السواعد و اذكر جلالي و مر أزهرا و اقلع الطاغيـه

أإنمر الخلد هلا ذكــــرت دماء تنزت على الرابيـــه

هـي الذكريات فلست بنـاس رفاة لبعلي هنــا ثـاويـه

و أحمدك الشبل نادى: فرنســا سيــذرو جبانك رشاشيه

و أين ابن عمران يزهو شهيـدا ليدنـو مـن الخلد في ثانيـه

و درويش أضحى منارا لجيـل وخلدت الأخضـر الرابيـه

خلت من حجازي ربوعي فمن لفقـــده يذكـر أطلاليه

و أين شريف و شوقي و تومي و أيــن بقيــة أبنائيــه؟

بذاك يخبرنــا سفحهـم وعينـه نحــو السمـا رانيــه

و يذكـر إنمر اليوم عشي و عمار و العصبـــة البـاقيـه

و مـوهوب و الوعر والمصطفى تساموا بأرواحهم ساميـــه

و حماد كان فدى للجزائر و كابرين لم تلهه لاهيـــــه

ولا أغفــل الخلد بوذراع لكن تسـامى إلى جنة عاليــه

وأدركـه في الشهادة رمضا ن ،فاخضرت اليوم أوطانيه

بذلك أخبرنــي ماؤهم فصغت لذكراهـم القافيــه
و حملتـها أكؤسا مترعات و ألسن شـكر لهـم داعيـه

فلـولاهـم اليـوم لم نلتق و لا كنـت أشدو بأنغاميـه

الشاعر عزوز نواصري- الأوراس



*********************************************

يتبع



والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-01, 20:57   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***






الشاعر الرميلي جمال بن عمار







ولد عام 1968 بالمحمل خنشلة - الجزائر .
حاصل على مستوى نهائي آداب .
اشتغل بالصحافة خمس سنوات, ثم انصرف للأعمال الحرة .
شارك في أكثر من خمسين ملتقى أدبياً وفكريا .
دواوينه الشعرية: طلقة في وجه السديم 2001 .
حصل على جائزة القلم الذهبي من جريدة أوراس 1995 .[1]
من مؤلفاته

طلقة في وجه السديم صدر عن دار هومه في 2001[2]
لزهرتي عمرها الثاني عن دار المعرفة [3]
من اشعاره

إنا هنا قد نعيش الهم مزودجاً ...وليس إلاك يا أوراس مدخر
فالواقع المرُّ مستلقٍ على جسدي ...وطفرة الأمس لا حسٌّ ولا خبر
ماذا تبقَّى وقد بيعت أصالتنا ...خلف البحار, وحتى السمع والبصر?
ماذا تبقَّى وقد صرْنا علانيةً ...نهذي.. يضاجعنا الإحباط والضجر?
ماذا أقول وجرح الأمس منتصب...في عمق ذاكرتي يشكو وينفجر?
يلوب في مقل الأيتام منتحباً ...في هُدْب عاشقة يحتله السهر
في عين رائعةٍ تؤوي غياهبنا...عمي البصائر لا نجمٌ ولا سَحَر















*********************************************

يتبع



والله أعلم




















رد مع اقتباس
قديم 2015-05-02, 19:47   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9




علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***الشعراء***














أحمد الطيب معاش

( 1345 - 1426 هـ)
( 1926 - 2005 م)


سيرة الشاعر:

أحمد الطيب معاش.
ولد في قرية سريانة (الأثلاث التابعة لولاية باتنة جنوبي شرق العاصمة الجزائرية)، وتوفي في الجزائر (العاصمة).
عاش في الجزائر وتونس وليبيا وسورية وسويسرا.
تلقى تعليمه المبكر في الكتاب، ثم تابع تعليمه في كل من: مدينة باتنة، مدينة قسنطينة، جامع الزيتونة بتونس، ثم انتسب لكلية الحقوق بدمشق عندما كان بها ممثلاً للثورة الجزائرية والحكومة المؤقتة.
انضم لجيش التحرير (1955)، وكان ممثلاً لثورة الجزائر على رأس وفد رياضي ثقافي في عدد من الأقطار العربية (1958)، وممثلاً لمكتب جبهة التحرير في سورية حتى الاستقلال.
اختير سفيرًا لبلاده في ليبيا (1963) مدة سبع سنوات، انتقل بعدها إلى منفاه الاختياري في أوروبا حتى عودته إلى بلاده (1990).
شارك في عدة مؤتمرات عربية وفلسطينية برفقة الرئيس أحمد بن بلا ومن بعده الرئيس هواري بومدين.
كان عضوًا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعضوًا باتحاد الكتاب الجزائريين.

الإنتاج الشعري:
- «مع الشهداء» - دار الشهاب - باتنة 1985، «التراويح وأغاني الخيام» - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1986، «دواوين الزمن الحزين» (الجزء الأول) - دار الهدى - عين مليلة 2005، وله قصائد نشرت في بعض الصحف الجزائرية، منها: البصائر، المنار، الشعب، الأحرار، البلاد، الشروق الثقافي، الشروق اليومي، وله عدد من الدواوين المخطوطة، منها: «دواوين الزمن الحزين» (ستة أجزاء)،
و«خماسيات السنوات العجاف»، و«علجية»، و«يوميات حرب التحرير».

الأعمال الأخرى:
- «كلمات متقاطعة للتسلية» - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1984 (قصص)، و«شموع لا تريد الانطفاء» - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1990 (قصص)، و«صور من الواقع العربي والإسلامي في عهد النكبة» - الشهاب - باتنة 1990، و«صباح الخير» - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1984 (أحاديث وخواطر).
شاعر قومي غزير الإنتاج، تشكلت مساحات تجربته الشعرية بين القصائد الوطنية والقومية، وقصائد الوصف، وبعض المناسبات، وسرت في بعضها روح إنسانية شفيفة وناقدة تهكمية، اتسمت قصائده بقوة الأسلوب ودقة العبارة وحسن انتقاء المفردة ودقة التصوير، وقد تضمنت بعض قصائده إشارات لأمكنة ذات وجود واقعي شكلت نسيجًا واقعيًا في لغة القصائد كما في قصيدته: «شهداء صبرا وشاتيلا».
منح وسام جيش التحرير الوطني الجزائري، وحصل على جائزة الملك محمد الخامس في الشعر على مستوى المغرب العربي الكبير 1946، ومنحه الزعيم جمال عبدالناصر وسام الاستحقاق 1962، وحصل على وسام الاستحقاق من ملك الأردن، وعلى شهادة التكريم الثقافية من الجزائر 1987، وعلى جائزة محمد بوضياف في الشعر 1992، وجائزة نوفمبر الشعرية من ولاية باتنة 1999، وجائزة وزارة المجاهدين في ذكرى الثورة التحريرية 2001، وجائزة وزارة الثقافة بالجزائر 2003.

مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم قلاتي: ترجمة صاحب الدواوين - دار الهدى - عين مليلة 2005.
2 - صالح خرفي: الشعر الجزائري الحديث - المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر 1984.
3 - أبوالقاسم سعدالله: تاريخ الجزائر الثقافي - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1999.
4 - محمد حجيج: البنية الفنية في ديوان التراويح وأغاني الخيام - رسالة ماجستير (مخطوطة) - جامعة باتنة.
5 - الدوريات:
- الأحرار - 19 من سبتمبر 1999.
- الشروق الثقافي - العدد السابع - 12من أغسطس 1993.






*********************************************

يتبع



والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-02, 20:33   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***المخترعين المعاصرين (المبدعين) ***


محمد لشخب ( خنشلة )

***يخترع آلة لصناعة مختلف نوابض المحركات والآلات و التجهيزات ومختلف المركبات بإعتماده على معدات بسيطة و إمكانيات متواضعة ***
https://www.youtube.com/watch?v=NaA2dqIA8sw




*********************************************

يتبع



والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-05-02, 21:00   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***أصالة (المبدعين) ***




زربية بابار ذات الصيت العالمي بصمة المرأة النمومشية








عرفت بابار بزربية النمامشة التي تجاوزت شهرتها الآفاق وتفوقت على زرابي مختلف البلدان بما فيها زربية بلاد فارس.فحازت على العديد من الجوائز
استخدمت الزربية كوسيلة اتصال بين الزوجة وزوجها البعيد عن حضن العائلة، إذ أنها عبارة عن رموز مشفّرة لا يفكها إلا الزوج. وقد ساعد توفر الصوف بالجهة على ازدهار الزربية، إذ تمارس تربية المواشي بالمنطقة إلى غاية اليوم.
تبيّن ألوان زربية بابار الزاهية ورموزها الجميلة عبقرية المرأة النموشية وإبداعها في إتقان لوحتها التشكيلية البديعة، رغم عدم دراستها لا الزخرفة ولا الهندسة ولا الحساب.
استفادت بابار في السنوات الأخيرة، من متحف للزربية وهو قيد الإنجاز. وتقام بعض التظاهرات الخاصة بهذا النوع من الإرث الحضاري بخنشلة، ولكن بطرق بدائية مرفوقة بالموسيقى التقليدية، في ظل غياب دراسات أكاديمية تكشف أسرار لوحة المرأة النموشية.
ويبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على هذه الزربية من الاندثار أمام غطرسة الآلة الحديثة التي تقضي على جزء من الهوية والخصوصية.







زربية بابار.. موروث أصيل يواجه الزوال





تبقى بلدية بابار جنوبي خنشلة البلدية الوحيدة التي لا تزال عائلات بها تحافظ على صناعة الزربية، التي كانت إلى وقت غير بعيد مصدر فخر لعائلات تنسجها.. ومع أنها تعدّ مفخرة لعائلات بأكملها، غير أن الأخيرة هجرتها لارتفاع تكاليف إيجادها بصعوبة.في ظل منافسة المنتوج المستوردالزربية محلية الصنع تصارع من أجل البقاء صناعة الزربية ببلدية بابار ليست سهلة كما يظن الكثير من الناس الذين يتفاجأون بارتفاع سعرها في الأسواق المحلية، عكس الزربية الصناعية التي تنسجها الآلات الحديثة، أو البحث عن زرابي دول خارجية على غرار إيران. فزربية بابار تقليدية أصيلة داعبتها أنامل نساء وُلدن عليها، وفتحن أعينهن على نسجها.. والغني في سنوات الثورة وعقدين من الاستقلال هو الذي تكون زربية بابار جزء من الأفرشة التي تتزيّن به غرف الضيوف، وحتى الوزراء الذين يزورون الولاية أو شخصيات هامة، رياضية أو فنية أو علمية، يكرمون بزربية بابار التي يبدأون بالتساؤل عنها، ويلحّون حتى تهدى لهم.ولكن لا يعرف أحد كيف تنسج الزربية حتى تصل إلى الزبون في زينتها وأناقتها، فزربية بابار ذات الشهرة العالمية استمدت شهرتها من قيام سكان البلدية القدامى باحتراف هذه الصناعة التقليدية، والتي مع مرور السنوات عادت من جديد لتحتل المرتبة الأولى وطنيا، ثم نالت الشهرة من خلال قيام بعض المهاجرين من المنطقة بتعريفها في الدول الأوروبية، التي صار الكثير من هؤلاء الأوروبيين يتهافتون في طلبها، كما أن مشاركتها في مهرجانات وطنية ودولية جعلتها مطلوبة عند كبار الشخصيات الوطنية والدولية، حيث إن الوزراء والفنانين وشخصيات عالمية ووطنية تكرّم بزربية بابار، التي تقوم الدولة، ممثلة في الولاية أو الدوائر، بشراء هذه الزربية وتقديمها هدية لهؤلاء، نظرا لقيمتها الفنية من خلال الزخرفة والألوان المستعملة، والرسومات الفنية التي تقوم أنامل نساء عجائز وفتيات صغيرات السن في إبداعها، رغم الظروف الصعبة التي تنسج فيها الزربية في أرياف البلدية، التي تقوم نساء بامتهان هذه الحرفة التي كانت إلى وقت قريب النساء يتسابقن في إعداد موادها الأولية، من صوف وغزل وغسل، وصباغة، ونسج. ويطالب أي عريس في هذه المنطقة بشرائها لتكون جزءا من جهاز العروس، المطالبة هي الأخرى بإحضارها من بيت أهلها، أو نسجها في بيتها الزوجية، حفاظا على هذا الموروث الثقافي التقليدي الغالي، فالزربية التي نالت شهرتها من جمالها، وفنها صارت اليوم تعاني من الصمود أمام زرابي صناعية، أو الصينية، وظل الكثير يتهافتون على هذا النوع من الزرابي لسعرها الذي هو في متناول الجميع، أمام غلاء الزربية التقليدية، حيث إن سعرها وصل إلى 35 مليون سنتيم، وهو ما جعل شراءها مقصورا على الأغنياء فقط.وأمام غلاء سعرها تراجع الطلب على زربية بابار حتى عند الأغنياء، ليبدأ الكل في هجرها بمن فيهم الذين يعتبرون عرّابيها، وحتى إقامة مصنع لها في بلدية بابار، وتشجيع فتيات صغيرات في السن، ومنحهن مبلغا ماليا قصد النهوض بالزربية، إلا أن ضعف الإمكانات جعل الفتيات يتعلمن تحت إشراف عجائز مارسن هذه الحرفة، ويملكن تجربة كبيرة في صناعة الزربية التي تبقى رغم التطور الصناعي تصارع من أجل أن تكون تراثا حرفيا يجب الاهتمام به.شاهد من أهلهاالحرفيون يتنقلون إلى مختلف المهرجانات على حسابهم الخاص أكد لنا الحرفيون الذين يحترفون صناعة الزربية بخنشلة أنهم قرروا الاعتزال، والابتعاد نهائيا عن صناعة الزربية، كونهم يعانون من التنقل والذي يكون على حسابهم الخاص، فالتنقل في حافلة رفقة منتوجهم يزيد من التكاليف التي يجب أن يدفعوها في الفنادق التي ينزلون فيها، ويدفعون ثمن الوجبات، وهذا لا يشجع أبدا، يضيف الشيخ عمار، الذي دأب على المشاركة في معارض داخل الوطن وخارجه، مؤكدا أن الاعتناء بالحرف عموما، والزربية خصوصا، يحتاج إلى تدخل الدولة بالإمكانات المادية والتشجيع، وإقامة مصانع قارة لهذه الحرفة في الولايات التي تنتجها، وتوظف فيها يد عاملة مؤهلة، خاصة وأن هناك فتيات تعلمن الحرفة دون أن يتلقين تشجيعا أو تكريما أو وظيفة يقتنين بها مواد أولية، ويجعلنها مصدر رزق لهن.ويقول محدثنا إن الدولة مدعوة للتدخل قصد تسويق المنتوج داخل الوطن وخارجه، وكذا لتساهم في دعم التكاليف الخاصة بالمواد الأولية التي صارت مكلفة جدا لإنتاج زربية طولها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار، كما أن المنسج التقليدي صار وجوده ضروريا لهذه الحرفة التي تحتاج إلى تركيز دقيق، كونها تصنع بدقة متناهية، وهي متعبة تحتاج إلى صغيرات السن من النساء اللواتي يجب أن يتعلمن، ولا يبقين ينسجنها تقليديا.بورتريعبيدي محمد العيدالحرفة صعبة وممارستها أصعب أكد لنا عبيدي محمد العيد، الذي قضى 50 سنة من عمره في هذه الحرفة، أن صناعة الزربية يجب أن تمر أولا على تحضير مادة الصوف التي يشترط أن تكون كثيرة، حيث يقتضي صناعة الزربية أكثر من 10 قناطير من الصوف، الذي يجب أن يغسل جيدا بمنظفات متطورة، حتى يتم نزع كل الشوائب بها، وتصبح بيضاء ناصعة.بعد ذلك تقوم النساء بتنقيتها جيدا، ثم تمرر على مشطين زوجين، ثم مشط فردي، ثم تشكل خيوط مضاعفة حتى لا يتمزق الخيط، ثم تصبغ هذه القناطير عند حرفي خاص بالصباغة ليعطيها ألوانا مختلفة ومنوعة، ثم تعاد إلى الغسل من جديد بنفس الطريقة الأولى، لتزال عنها بقايا الأصباغ التي لم تنفد بعد إلى خيوط الصوف، وتجفف في الشمس مدة ثلاثة أيام، ليركب المنسج الذي يتشكل من عمودين كبيرين الأول سفلي، والثاني علوي، يتوسطهما عمودان، الأول قار في الوسط يتخذ من العمودين الرئيسيين المسافة نفسها تلف عليه خيوط عمودية تتشكل من أكثر من ألف خيط حسب عرض وطول الزربية، ثم يبدأ نسيجها الذي يكون في دقة متناهية من خلال الرسومات التي يجب أن تضعها النساء في مخيلتهن دون الورقة، حيث ينسج مقدار أصبعين في اليوم الواحد نظرا للدقة المتناهية التي تمر بها الزربية، مضيفا أن زربية بطول 3 أمتار على مترين يستغرق نسجها ما بين 6 إلى 7 أشهر.وأكد محمد العيد عبيدي أن القيمة المالية لهذه الزريبة تصل إلى 35 مليون سنتيم، موجها نداء إلى وزير السياحة والصناعات التقليدية لتشكيل لجنة وطنية لإخراج الحرفيين من الدخلاء الذين صاروا ”يبزنسون” بهذا الموروث، وصار الحرفيون الحقيقيون مغيّبين، مطالبا بأن يكون هؤلاء هم الذين يشرفون على المهرجانات والمعارض. كما طالب بإنشاء مصانع خاصة لهؤلاء الحرفيين، وتشجيع الصاعدين في هذه الحرف، وإيجاد حل لمشكل عدم التكفل بالحرفيين الذين يقومون بالتنقل إلى مختلف الولايات على حسابهم الخاص، مؤكدا أنهم يتكبدون خسائر كبيرة.محمد العيد عبيدي الذي له زوجة وابنتان يمارسن المهنة، أكد أنه تحصل على المرتبة الثانية سنة 2012، والأولى بولاية غرداية شهر مارس 2013، مضيفا أنه حضر جميع الصالونات المنظمة للزربية في كل الولايات منها الجزائر العاصمة وغليزان وغرداية وتبسة ووهران وبسكرة، ولا هدف له إلا العمل على حماية هذا الموروث الأصيل من الاندثار. الحرفيات ومشكل الشبكة الاجتماعية عبّرت بنات كانت أمهاتهن وجداتهن يحترفن صناعة الزربية أنهن قضين سنوات في ورشة لصناعة الزربية ببلدية بابار، ولم يلمسن أي مساعدة ولا تشجيع، حيث كافحن لبقاء زربية بلديتهن موجودة، ولكن بالمقابل تمنح لهن مبالغ لا تتعدى 5 آلاف دينار شهريا، مقابل هذا الجهد الكبير. ويتحدثن بمرارة عن إدارة الظهر لهن، ولم يجدن من يأخذ بيدهن لكي يتحصلن على مقابل يُعِيلْنَ به أفراد عائلتهن، مطالبات بتشجيع إنتاجهن، وبيعه في أسواق وطنية وخارجية مادامت زربية بابار تملك شهرة عالمية، ومطلوبة في كثير من البلدان.




تعتبر زربية النمامشة في بلدية ببار الواقعة، جنوب عاصمة ولاية خنشلة بنحو 22 كلم، الصناعة التقليدية الوحيدة بالمنطقة منذ زمن بعيد·
وعرفت هذه الزربية شهرة وطنية ودولية وشاركت في العديد من المعارض داخل وخارج الوطن، ونالت الجوائز الأولى ولا زالت تحتل المراتب الأولى بجمالها وإتقان إنجازها·
وتتميز زربية النمامشة برسوماتها المرتبطة بعادات وتقاليد الشاوية، من خلال إبراز هذه العادات في رسومات بأشكال مختلفة· ويتم إنجاز ونسج الزربية من طرف نساء المنطقة بأدوات تقليدية لا زالت تستعمل إلى هذا اليوم، منها إطارات خشبية وأدوات حديدية وخيوط صوفية يتم غزلها بطريقة يدوية وهي أولى مراحل انجاز زربية النمامشة·

ويغلب اللون ألبني والأحمر والأسود ومزيج من الألوان الأخرى، ويتم اختيار الألوان تماشيا مع الرسومات التي تشكّل الزربية·
وللحفاظ على الصناعة التقليدية التي تشتهر بها بلدية ببار وهي زربية النمامشة، قامت سلطات البلدية بتخصيص قاعة كبيرة داخل مقر البلدية كورشة لصناعة زربية النمامشة من طرف نساء يعملن في إطار الشبكة الاجتماعية·

ولتشجيع المرأة الماكثة في البيت ونساء المنطقة بصفة عامة لصناعة الزربية والمحافظة على هذه الصناعة التقليدية، منحت قروض مصغرة في إطار وكالة الدعم لبعضهن·
وفي نفس السياق، فتحت فروع مهنية بمركز التكوين المهني لتطوير هذه الحرفة وتكوين أكبر عدد من الفتيات والنساء الماكثات في البيت في صناعة الزربية، التي تميزت بها المنطقة للمحافظة على هاته الصناعة التي تدخل في تراث المنطقة مديرية الثقافة انطلقت مؤخرا في مشروع إنجاز المتحف الوطني لصناعة الزربي
ة





*********************************************

يتبع



والله أعلم











رد مع اقتباس
قديم 2015-05-02, 21:41   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :





***المخترعين المعاصرين (المبدعين) ***






البروفيسور محمد بولنوار زيان






إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.






وسام العالم الجزائري في طبعته الخامسة.. نعم للجزائر علماؤها...

السبت, 24 نوفمبر 2012 11:20 عبد العزبز ابن عمر



إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
هنا الجزائر... حيثما اتجهت... شمالا، شرقا، غربا، جنوبا.. ستجد خيرا، الأفق واسع ورحب، وبذور الخير تنبت صلاحا في كل مكان وزمان، ماعليك إلا أن تخلع عنك نظاراتك السوداء، واترك عيونك تُمتَّع، وقلبك يخشع، ونفسك تسمو، وعقلك يبدع... سعيا لإعلاء راية العلم، وحرصا على تقدير من العلماء، حق قدرهم، ورسما للقدوات الخيرة، وزرعا للأمل، وبعثا لحياة الفعل في عروق الأمة، جاءت تظاهرة "وسام العالم الجزائري"... شد الوسام الرحال أول يوم يشتم عبق التاريخ، ويغرس الانطلاقة الواثقة، نحو فجر جديد، ويوما آخر غاص في أغوار الأدب الرفيع، وسما بالمعنى العميق، يطوف بين الأفلاك ويطوع النجوم، ليمهد لحضارة التمكن والتمكين، وأعادها سنة محمودة، وفعلا رشيدا، لما مخر عباب الفكر والفلسفة، يستقرئ المفاهيم، ويربط بينها، سعيا لرسم الحق صورة بينة، ثم عاد للتاريخ بنغمة الوسطية والاعتدال، وبأسلوب سلس يستقر في العقول فتحفظه القلوب، وكم كانت موفقة رحلته، وحكيما قراره لما جلس لمجالس الصلح يقدرها، وطاف بين حلقات الدرس يبجلها، وينحني أمام الجهد، والإخلاص، ويفتك راية التفاني يرفعها....
ويعود الوسام اليوم عودا حميدا في طبعته الخامسة، ليفك شيفرة الغموض، ويفتح أبواب المنطق، ويقرأ لغة الرموز، وليؤكد أن للجزائر علماؤها، وليعلق شرفا، وتقديرا، على صدر أحد أبناء الجزائر البررة، وعالما من علمائها الذين شرفوها وطنيا ودوليا، ورفعوا اسمها عاليا بالعلم والجدية، والإبداع، إنه:
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
ولد البروفيسور محمد بولنوار زيان في التاسع من نوفمبر عام 1966 من والدين مجاهدين، أذاقا الاستعمار المرارة وسطرا في سبيل وطنهما ملاحم الصمود والده لخضر زيان وأمه باهية بوخالفة نشآ وأنشآ ذريتهما بمدينة عين التوتة بولاية باتنة تشرب الإبن محمد روح الجهاد من والديه ومنحه شموخ الأوراس العزة والإصرار على البقاء واستقى من أهل عين التوتة التواضع والبساطة.
مع مضي الأيام والسنين تتشكل شخصية محمد بولنوار ولدا كتوما ذكيا حرا مصرا على النجاح .

دق أول جرس مدرسة للسنة الدراسية 1976-1977 معلنا بداية سنة جديدة وقصة فريدة للطالب محمد بولنوار مع الرياضيات قصة عشق وفطرة وحرية وإبداع رسمت ملامح تفوق، سنة بعد سنة إلى أن وقعت شهادة نجاح في التعليم الأساسي بجدارة فكان نبيل ـ كماكان يعرف بين أهله وأصدقائه ـ الأول في ولاية باتنة
وتتواصل أطوار القصة وتحبك عقدها، عقدة عقدة ويزداد عشق الطالب للرياضيات إلى أن غدت روحا تسري فيه، ومنهج حياة يهديه فكان التحدي شعارا يرفعه في كل موقفٍ صعبٍ يلاقيه وما أكثرها.

ولصقل الموهبة واختبار المستوى شارك محمد بولنوار في عدة مناسبات وطنية ودولية منها أولمبياد الرياضيات على المستوى الوطني، لسنوات عديدة كانت له المرتبة الأولى فيها جميعا، وأخرى في تونس إذ حقق نتائج دولية مشرفة مع ثلة من أدمغة الجزائر الواعدين.

من عين التوتة إلى ثانوية لويس الكبير louis le grand إلى المدرسة المركزية بباريس école centrale de paris، ورغم أن قانون المنح الدراسية بالخارج لم يكن موجودا آن ذاك إلا أن القدر أنصف الرجل مرة أخرى حيث صدر في تلك السنة قانون مفاده منح الطلاب الأوائل في شهادة البكالوريا منحا للدراسة بالخارج
كان عائق اللغة أول ما فكر فيه محمد، لكون مساره التكويني كان منذ البداية باللغة العربية. ولأن ابن باهية (الأم المجاهدة) قد استلذ طعم العوائق والأزمات قرر المضي قدما.

في جامعة أورساي Orsay بباريس حيث تحصل منها على شهادة الدكتوراه الأولى، في الرياضيات التطبيقية كان له لقاء مع أحد عمالقة الرياضيات في العالم، البروفيسور "روجي تمام" ذو الأصول التونسية. كان هذا الأخير يشتغل مدرسا في عدد من الجامعات الفرنسية والأمريكية. هذه العلاقة جعلت محمد بولنوار يستذكر طموحه في الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية والوصول إلى الوكالة الفضائية للأبحاث (النازا)، فكان له ذلك سنة 1997م، بعد حصوله على الدكتوراه الثانية في الرياضيات التحليلية من جامعة إنديانا Indiana University.

بعد التحاقه بالوكالة الفضائية للأبحاث (النازا) والتي لم يلبث فيها إلا سنة واحدة، إيمانا منه " بأن الرياضيات إبداع وليست قيدا"،قرر العودة إلى الجامعة مرة أخرى حيث اشتغل مدرسا وباحثا بجامعة تيكساس لمدة ثلاثة سنوات.

إيمانا منه بأن العمل ضمن الجماعة العلمية هو عمق العلم وحقيقة وجود العالم، فقد اشتغل البروفيسور محمد بولنوار في مختلف مراحل مسيرته العلمية مع أكبر العلماء والمتخصصين في مجاله، كان نتاج ذلك صدور أزيد من خمسين بحثا علميا متخصصا، نشر في العديد من الجرائد والمجلات المحكّمة.

كان هذا غيضا من فيض السيرة المليئة بالإنجازات، والحياة المزدانة بأبهى الوقفات، فيها رسالة مباشرة للأجيال الناشئة، أن هكذا فلتتعلموا، وهكذا فلتتألقوا، بل اسعوا لأكثر وأعلى وأسمى، فالإنسانية في حاجة لشباب خلوق مؤمن يزيح عنها غشاوة الضلالة، ويأخذ بيدها لسبيل الحق والنجاة.







************************************************** **************************************


يتبع

و الله اعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
علماء ، ادباء ، الشاوية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc