الواجب في الفقه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الواجب في الفقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-05-17, 11:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الواجب في الفقه

الوَاجِبُ: مَا يُثَابُ فَاعِلهُ امْتِثَالًا، وَيَسْتَحِقُّ تَارِكُهُ العِقَابَ. هذا تعريف الواجب؛ من حيث حكمُه وثمرتُه العائدةُ على المكلف.



ولو قيل: الواجب ما أمَر به الشارع على سبيل الحتم والإلزام، بحيث يثاب فاعله امتثالًا، ويستحق تاركه العقابَ - لكان أدقَّ؛ لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره.



والواجب لُغَةً: الساقط والواقع، ومنه وجَب البيع؛ أي: وقع، ووجَب الميت؛ أي: سقَط[1]، ومنه قول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ [الحج: 36]؛ أي: سقطت ووجَبت[2].



فائدة [1]: الفرق بين الواجب والفرض:

الفرض هو الواجب عند مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد، والصحيح عند الحنابلة، وهو قولُ أكثرِ أهل العلم.


وقيل: الفرض آكدُ من الواجب، فالفرض ما ثبَت بدليل قطعي - أي: بالقرآن والسنة المتواترة - كالصلاة، والواجب ما ثبت بدليل ظني - أي: بالسنة الآحاد، والقياس - كالعمرة عند من أوجبها، وهذا قول أبي حنيفة، ورواية عن أحمد[3].


فائدة [2]: صيغ الواجب:

من الصيغ التي تفيد الوجوب[4]:

الأولى: فعل الأمر.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43].


مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].


مثال [3]: قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].


الثانية: الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29].

مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7].


الثالثة: اسم فعل الأمر.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 24]؛ أي: الزَموا كتاب الله.

مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [المائدة: 105].

مثال [3]: قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ)[5].



الرابعة: التصريح بلفظ الأمر.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].


مثال [2]:قول الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132].


مثال [3]: عنْ أَبي سُفْيَانَ رضي الله عنه أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: (أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالعَفَافِ، وَالوَفَاءِ بِالعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ)[6].


الخامسة: التصريح بلفظ (فرض)، وما اشْتُقَّ منه.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ﴾ [القصص: 85]؛ أي: أوجب عليك العملَ به[7].


مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ فَرِيضَةً مِنَ اللَّه ﴾ [النساء: 11].


مثال [3]: قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حينما بَعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه إِلَى اليَمَنِ: ((ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ))[8].


السادسة: التصريح بلفظ (كتب)، وما اشتُقَّ منه.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 183].

مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178].

مثال [3]: قول الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ﴾ [البقرة: 216].


السابعة: التصريح بلفظ (وجب)، وما اشتُقَّ منه.

مثال [1]: قول النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الغَسْلُ))[9].


مثال [2]: قول رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((تَعَافُّوا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ))[10].


الثامنة: لفظ (الحق)، وما اشتُق منه.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 241].

مثال [2]: قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّمَا عَبْدٍ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، فَلَهُ أَجْرَانِ))[11].

مثال [3]: قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((أَتَحْلِفُونَ، وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟))[12].


التاسعة: أسلوب (له عليك كذا)، وما اشتُق منه.

مثال: قول الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].


العاشرة: ترتيب الذم والعقاب على الترك.

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ﴾ [الفتح: 13].


مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].


مثال [3]:قول الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].


قال ابن القيم: (يستفاد الوجوب:

♦ بالأمر تارة.
♦ وبالتصريح بالإيجاب، والفرض، والكتْب.
♦ ولفظة (عليَّ).
♦ ولفظة (حق على العباد وعلى المؤمنين).
♦ وترتيب الذم والعقاب على الترك.
♦ وإحباط العمل بالترك، وغير ذلك)[13].



[1] انظر: مقاييس اللغة، مادة «سقط».

[2] انظر: المفردات في غريب القرآن، للأصفهاني، صـ (854).

[3] انظر: روضة الناظر، لابن قدامة (1/ 151-153)، وشرح الكوكب المنير (1/ 351-353)، ومذكرة في أصول الفقه، صـ (12).

[4] انظر: شرح الكوكب المنير (1/ 355-357)، وبدائع الفوائد، لابن القيم، والمهذب في علم أصول الفقه المقارن، د. عبدالكريم النملة (1/ 155-156).

[5] صحيح: رواه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (42)، وأحمد (17144)، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني.

[6] صحيح: رواه البخاري (2681).

[7] انظر: المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، صـ (630).

[8] متفق عليه: رواه البخاري (1395)، ومسلم (19)، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

[9] متفق عليه: رواه البخاري (291)، ومسلم (348)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[10] صحيح: رواه أبو داود (4376)، والنسائي (4885)، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه الألباني.

[11] متفق عليه: رواه البخاري (2547)، ومسلم (1666)، عن أبي موسى رضي الله عنه.

[12] متفق عليه: رواه البخاري (7192)، ومسلم (1669)، عن سَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ رضي الله عنه.

[13] انظر: بدائع الفوائد، لابن القيم (4/ 3).









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc