اعْتِكَاف الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ:

[زهرة المسيلة]

• عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرِ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ" [1].


الاعتكاف في اللغة: الحبس والمكث واللزوم.


وفي الشرع: المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة [2].


• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ"، قَالَ نَافِعٌ: وَقَدْ أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ يَعْتَكِفُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَسْجِدِ [3].


مَتَى يَدْخُلُ مَنْ أَرَادَ الاعْتِكَافَ فِي مُعْتَكَفِهِ؟

• عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ [4] وَإِنَّهُ أَمَرَ بِخِبَائِهِ فَضُرِبَ [5]، أَرَادَ الاعتكاف فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ، وَأَمَرَ غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِبَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ نَظَرَ فَإِذَا الأَخْبِيَةُ فَقَالَ: " آلْبِرَّ [6] تُرِدْنَ" فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ [7]، وَتَرَكَ الاعْتِكَافَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الأَوَّلِ مِنْ شَوَّالٍ" [8].


الاجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ:

• عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ[9] وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ [10] وَجَدَّ [11] وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" [12].


• قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ" [13].


بعض الأحكام المتعلقة بالاعتكاف:

1) يصح الاعتكاف بلا صوم.

2) ويجوز في أي وقت، وأفضل هذه الأوقات العشر الأواخر من رمضان، وفي الأوتار منها.

3) العشر الأواخر تبتدئ بغروب الشمس ليلة العشرين من رمضان.

4) يلزم الاعتكاف في حال النذر، فلو نذر أن يعتكف وجب عليه الوفاء بنذره.

5) إن نذر الاعتكاف فمات قبل الوفاء اعتكف عنه وليه.

6) يكون الاعتكاف في المساجد، وأفضل منها الجوامع، وأفضلها المساجد الثلاثة، ولا يصح في غيرها كالبيوت.

7) المرأة كالرجل، فلها أن تعتكف ما لم يكن في اعتكافها فتنة.

8) وقت الاعتكاف يصرف في الطاعات الخاصة كالصلاة -في غير وقت النهي - والذِّكر والدعاء وقراءة القرآن وغيرها من العبادات.

9) قراءة القرآن في الاعتكاف أفضل من طلب العلم؛ إلا إذا كان العلم لا يحصل إلا في هذا الوقت.

10) لا يخرج المعتكف من معتكفه إلا لما لا بد له منه، كأن يحتاج إلى طعام أو دواء ولا يوجد من يحضره، ويجوز له الخروج إن اشترط ذلك، كأن ينوي الاعتكاف وعيادة مريض، فإن خرج لغير حاجة، أو دون أن يشترط، بطل اعتكافه.

11) يجوز أن يزوره أحد أقاربه أو أصدقائه أو جيرانه ويتحدث إليه بعض الوقت.

12) ويبطل الاعتكاف بالجماع وإن اشترطه، لقوله تعالى: ï´؟ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ï´¾ [البقرة: 187] [14].

13) يستحب للمعتكف أن يجتنب ما لا يعنيه وما لا فائدة منه.

14) يجوز للمعتكف استخدام الجوال لقضاء حاجة أو ضرورة، وكذلك استخدام جهاز الحاسوب.

15) يخرج المعتكف من اعتكافه إذا انتهى رمضان، وينتهي رمضان بغروب الشمس ليلة العيد.



[1] متفق عليه.

[2] النووي شرح مسلم (8 /54).

[3] رواه مسلم.

[4] بداية الاعتكاف من أول النهار. النووي شرح مسلم (8 /56).

[5] فيه دليل على جواز اتخاذ المعتكف لنفسه موضعاً من المسجد ينفرد فيه مدة اعتكافه ما لم يضيق على الناس، وإذا اتخذه يكون في آخر المسجد ورحابه لئلا يضيق على غيره وليكون أخلى له وأكمل في انفراده. النووي شرح مسلم (8 /56).

[6] البر أي الطاعة، وهو بهمزة الاستفهام ومده على جهة الإنكار عليهن. النووي شرح مسلم (8 /56).

[7] قوض أي أزيل. النووي شرح مسلم (8 /56).

[8] رواه مسلم، وفي الحديث: جواز اعتكاف النساء لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهن، وإنما منعهن بعد ذلك لعارض، وللرجل منع زوجته من الاعتكاف بغير إذنه. النووي شرح مسلم (8 /57).

[9] أحيا الليل أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها. النووي شرح مسلم (8 /57).

[10] أيقظ أهله أي للصلاة في الليل. النووي شرح مسلم (8 /57).

[11] جد أي اجتهد في العبادة زيادة على العادة. النووي شرح مسلم (8 /57).

[12] رواه مسلم، وشد المئزر بكسر الميم هموزاً أي الإزار، قيل: هو عبارة عن الاجتهاد في العبادة زيادة على عادته في غيره، ومعناه التشمير في العبادات يقال: شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له وتفرغت، وقيل: كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات. النووي شرح مسلم (8 /57).

[13] رواه مسلم، في الحديث: أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، واستحباب إحياء لياليه بالعبادات. النووي شرح مسلم (8 /57).

[14] سورة البقرة: (آيةظ،ظ¨ظ§).

[كمال بدر]

جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة عن هذا الطرح الطيب المبارك ... تقبلي تحياتي.

[زهرة المسيلة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بدر

جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة عن هذا الطرح الطيب المبارك ... تقبلي تحياتي.

شكرا لك اخي الفاضل على مرورك الكريم