تاريخ المسرح الجزائري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تاريخ المسرح الجزائري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-05, 22:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سفير اللغة و الأدب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سفير اللغة و الأدب
 

 

 
إحصائية العضو










B9 تاريخ المسرح الجزائري





تاريخ المسرح الجزائري
الجزء الأول



مدخل:
بعيدا عن الجدل القائم حول البداية الحقيقية لنشأة المسرح الجزائري. و عن الأشكال المسرحية التي كانت قائمة قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر.
كظهور مسرح الظل وعرائس القراقوز في النصف الأول من القرن التاسع عشر. حيث تحدثت الباحثة أرليت روث:بأن بعض الباحثين شاهدوا عروضا لخيال الظل في الجزائر في 1835. الشيء الذي أكده الأستاذ مخلوف بوكروح أيضا:
ظهرت في المغرب العربي والجزائر خاصة؛ لعبة القراقوز كشكل مسرحي في بعض المدن الساحلية القريبة من الموانئ الجزائرية ..ولسنا نعرف بالضبط متى إنتقلت هذه اللعبة إلى شمال إفريقيا والجزائر خاصة . إذ لا نجد لها أثر في كتب المؤرخين والرحالين قبل الاحتلال.
أو كما يعتبر البعض عرض الحلقة عرضا مسرحيا في الأسواق العمومية. ونوعا مسرحيا أصيلا. ويعيدون أصل المسرح الجزائري إليه:
إذ كان المداحون يقيمون بتشخيص أبطال قصص عنترة والرأس الغولة . ورواية بعض الأساطير والخرافات الشعبية.وكانت رواية هذه القصص تتم عن طريقين: إما في شكل الحلقة المعروفة في الأسواق الشعبية حيث كان الراوي يستعين في بعض الأحيان ببعض الشخصيات أخرى تقوم بالرد على الشخصية الرئيسية في الحلقة. ويعتبر هذا الشكل شكلا مسرحيا بدائيا. وأما بطريقة المداح الذي يقوم بدور المغني ويؤدي المدائح الدينية الأنبياء والرسل مثل قصص سيدنا يوسف و إسماعيل عليهما السلام>
غير أن الحقيقة خلاف ذلك، فإذا أردنا التحدث عن المسرح بمفهومه الأرسطي. لا يمكن إلاّ أنّ نرجعه إلى بدايات القرن الماضي 1920. حيث الزيارات التي قام بها المسرحيين من الشرق العربي؛ إلى بلاد المغرب بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة. فكانت الزيارة الأولى إلى الجزائر لفرقة سليمان القرداحي في عام 1908.
غير أن هذه الزيارة لم تترك أي أثرا يذكر. اللّهم بعض المحاولات المحتشمة التي قام بها بعض الجزائريين بعد هذا التاريخ، فكانت كل النصوص المعروضة في أغلبها أعمالا كتبها الأوربيون أو مشارقه وعلى كل حال أداها جزائريون.

ويمكن أنّ نرجع الإرهاصات الأولى إلى العمل الجبار، الذي قام به الأمير خالد الجزائري،- وهنا لفتة إلى ربط العمل المسرحي بالعمل السياسي منذ بداياته الأولى-. فكلاهما جاءا عن طريق رجل واحد؛ فكان هذا الرجل السياسي بمثابة الشعلة التي أوقدت فتيل الفن المسرحي بالجزائر. وهذا حين حضر مأدبة عشاء، أقامها جورج أبيض بمناسبة نيله لشهادة التمثيل، بالمعهد البلدي لباريس.
وبعد إنهاء الحفل، طلب الأمير خالد من جورج أنّ يبعث له بعض المسرحيات عند وصوله لقاهرة سنة 1911 بعث له مسرحية مكبث لوليام شكسبير والمروءة والوفاء لخليل اليازجي ومسرحية الشهيد لحافظ إبراهيم.
وعليه أنشأ الأمير خالد ثلاثة جمعيات ثقافية، في كلّ من الجزائر، البليدة والمدية.وقدم أول عرض: المروءة والوفاء. بمنزل القاضي عبد المؤمن سنة 1912 .ولم تؤت هذه العروض أُكلها،ولم يكن تأثيرها ذي بال. حتى جاءت زيارة جورج أبيض إلى الجزائر 1921 فها هو علالو يقول في مذكراته:
أما بالنسبة لنا نحن العاصميون.فإنّ المسرح لم يظهر بمعناه الحقيقي إلاّ في سنة 1921 ، بمناسبة مرور الممثل المصري، في جولة ل مع فرقته عبر شمال إفريقيا، حيث قدم على خشبة الكورسال مسرحية ثارات العرب. وهي دراما مقتبسة عن(بور غراف)لفكتور هيجو. وصلاح الدين الأيوبي، دراما مقتبسة عن الطلسم؛للسير ولتر سكوت.وكانت عروضا رائعة برز فيها الممثل التراجيدي الكبير جورج أبيض. ولكن ومع الأسف أمام جمهور ضئيل ثم تلتها فرقة عز الدين سنة 1922 من هنا كانت البداية الحقيقية للمسرح الجزائري بمفهومه الأرسطي.ولكن يجب أن ننبه هنا بالفكرة القائلة بأن المسرح الجزائري تأثر بالمسرح الفرنسي. فهي فكرة لا أساس لها من الصحة. إذ عدنا واستقرئنا التاريخ الإستدمار للجزائر وجدناه ركز على سياسة الأهالي؛ التي تحيل مباشرة إلى جدلية العبد والسيد التوماس هبسية .
إلى حد ما ونحن لا نعتقد أن السيد البرجوازي الفرنسي المحتل، يقبل أن يتقاسم وعبده الجزائري [ البيكو.] امتيازاته الجمالية. مع أننا والحال كذلك نقر كل الإقرار بأن المسرح كفن دخيل على الأمة العربية عامة. وليس من إبداعها في شيء. وإن سلمنا بالفكرة فلا يمكنها أن تخرج عن التأثير عن طريق قراءة أعمال عمالقة المسرح الفرنسي كموليار وراسين وكورناي وفكتور هيجو. وهنا سؤال يفرض نفسه بقوة الحتمية التاريخية: من أين جاء هذا المسرح؟

وللابتعاد عن الجدل التاريخي مراحل تطور المسرح الجزائري، نعتمد التقسيم المرحلي الذي قام به الباحث أحمد بيوض في كتابه المسرح الجزائري.
باعتباره أحسن كاتب لحد الساعة قام بدراسة تاريخية شاملة.وهو تقسيما أكثر عقلانية من تقسيم بوعلام رمضاني في كتابه المسرح الجزائري بين الماضـي و الحاضر. أو التقسيم الذي قام به محمد الطاهر فضلاء في مجلة ثقافة.
المرحلة الأولى 1926/1931:
يمكن هنا الحديث عن تأسيس نادي الترقي على يد العلماء والمثقفين ثقافة عربية؛ وفي مدة وجيزة أصبح هذا النادي مركز إشعاع فكري كبير.
وساهم هو الآخر في تنشيط الحركة المسرحية في بدايتها و بطبيعته (المسرح الجزائري.) كان يعمل سواء من حيث اللغة التي كان يكتب بها؛ حيث تراوحت من بداياتها من اللغة الفصيحة إلى اللغة الثانية:
أي العامية المهذبة أو القائمين عليه و هم من الأهالي مسلمي الجزائر أمثال علالو،و رويشد القسنطيني، ومحمد منصالي، و عبد العزيز لكحل، و ابراهيم دحمون، وباش تارزي، وبن يوسف، وإسماعيل بونطة، وبن زغودة , ومحمد السعودي، وغيرهم على تبليغ رسالة مقومات الأمة كالدين الإسلامي عن طريق محاربة الشعوذة و الآفات الاجتماعية كالخمر، والمخدرات، والدفاع عن اللغة العربية بلغة المسرح الجزائري في حد ذاته عن طريق عرض مسرحيات ذات موضوع تاريخي، وكانوا بدورهم يستعملون الفصحى ويمهدون لعروضهم بكلمات ابن باديس : الجزائر وطننا،الإسلام ديننا، اللغة العربية لغتنا.إذ يقول علالو:
لقد كان المسرح في بداياته مرحلة من مراحل اليقظة الوطنية في ذلك الوقت. فلم تكن المسرحيات التي اقتبسناها من حكايات ألف ليلة و ليلة تسلي فقط جمهورنا؛ ولكن تذكر مواطنينا بعظمة وسمو الأمة العربية التي هي أمتهم. لكن البداية الحقة لهذه المرحلة بدأت بمسرحية: جحا التي عرضت في 12/04/1926 إلى 23/03/1927 ولقد نالت هذه المسرحية نجاحا كبيرا. ثم جاءت مسرحية: أبو الحسن أو النام اليقظان.
المقتبسة عن ألف ليلة وليلة. ويذكر علالو في مذكراته بأن جريد (لاديباش ألجريان) الصادرة بتاريخ: 24/03/27 علقت على المسرحية تقول:
لابد لي أن أعترف على أنني لا أفقه من اللغة العربية شيء. حتى تلك العربية المحكية، التي يستعملها السيدان: علالو ودحمون في مسرحيتهما أبو الحسن أو النائم اليقظان. ومع ذلك فلقد تمتعت كثيرا بمشاهدة هذه الكوميديا...إنني لم أكن أقهقه كما كان يفعل الجمهور لردود أبو الحسن السريعة، وردود أمه، وكذلك ردود الخليفة؛ لكنني كنت أفهم تعبيراتهم الإشارية …ثم لابد من الاعتراف بأن مجهودهما يستحق التشجيع. حيث جعلا المسرح في متناول جمهور غفير.
تفيد هذه الفقرة؛ بأن هذه الفترة كانت، البداية الطموحة. التي خلقت جمهورا، بدأ يتذوق متعة هذا الفن الجديد على ذوقه المعتاد. ذوقه المعتمد على أسلوب الحكي والحلقات.ومنه نستشف أن المسرحي علالو كان بحق الحجر الأساس في حياة المسرح الجزائري.
ففي هذه الفترة،كتب هذا الأخير مسرحيات عدة منها: الصيد والعفريت، عرضت في 16/05/28 وهي كوميديا غنائية في أربعة فصول وخمس لوحات. مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة يقول عنها علالو:
لقد نشرت جريدة الصحافة الحرة [لا بريس ليبر.]21/05/28 تعليقا مطولا قالت فيه: إن المسرح العربي بفض هذه المسرحية .. قد فرض وجوده ..فلقد كان الأداء في غاية الإتقان، ويروق لنا أن ننوه بالمقدرة الكاملة للمثل دحمون الذي مثل باتقان دور الساحرة،ثم دور الشيطان كما السيد علالو وهو مؤلف وممثل آخر... وقد أدى الممثل باش تارزي دور الأمير بيسر مع أنه حديث العهد بالمسرح.
كما قدمت مسرحية الخليفة والصياد في 06/04/31 . وتلتها مسرحية حلاق غرناطة في 05/05/31 ويرى أحمد بيوض أن أعمال علالو، كلها تعالج مواضيع إجتماعية؛ كمشكلة الزواج بفارق السن الكبير بين الزوجين؛مسرحية (زواج بوعقلين). وهاجم تعاطي المخدرات التي كانت منتشرة في ذلك الحين، في الأوساط الشعبية المسحوقة التي كانت تعاني البطالة والجهل المطبق. فقدم مسرحية (عنتر الحشايشي) في 26/02/31.
وبذلك يمكن القول أنّ هدف علالو المسرحي كان تربوي إصلاحي بالدرجة الأولى.الشيء الذي أكده علالو نفسه: ولكني شخصيا كنت أتجنب الخوض في الأمور السياسية ..فمسرحية زواج بوعقلين تعالج مشكلة التفاوت الكبير في السن ما بين الزوجين...وعنتر الحشايشي عالجت تعاطي المخدرات… وهكذا.وهناك هدف مهم جدا كنا نسعى لتحقيقه؛ وهو التأسيس والتأصيل المسرح الجزائري وفي المرتبة الثانية من حيث التأسيس للمسرح الجزائري؛ يأتي أب الفكاهة الجزائرية. الممثل والمؤلف رشيد القسنطيني. الذي قدم أعمالا ذات أهمية بمكان نذكر منها: زواج بوبرمة في 22/03/28.
والتي عالج فيها شره السمسار- وكان هذا السمسار من أصل يهودي- لدرجة أنه أصبح يسمسر في العقود أكثر قداسة في المجتمع الجزائري؛ عقد الزواج.

كانت هذه المسرحية تنبو عن موهبة قوية في الكتابة الكوميدية؛فهي لا تخلو من الطرافة والمتعة الهادفة. المنتهية إلى توعية الجماهير إلى خطورة هذه الآفة الإجتماعية.بغرض حمله على التفكير والتطهر منها.وفي 10/02/29 قدم كوميديا بعنوان: زغير بان وشروطو؛ وهي أقرب ما تكون إلى حكايات ألف ليلة وليلة.كما فعل زميله علالو. ثم مسرحية لونجا الأندلسية في 21/02/30 ومسرحية بوسبسي 18/01/32.ولقد لاحظ أحمد بيوض عوامل نجاح الانطلاقة المسرحية إلى العوامل التالية:
مواضيع المسرحيات ذات هدف مزدوج: الترفيهية والتوجيه التربوي والسياسية.نجاح الممثلين من علالو إلى إبراهيم دحمون فالقسنطيني وباش ترزي في أداء أدوارهم.اللغة العامية التي كانت تقدم بها المسرحيات, لغة الأوساط الشعبية العريضة. تقديم العروض المسرحية ممزوجة بعروض غنائية لجذب جمهور مسرحي من جهة، وجمهور الغناء والرقص من جهة ثانية. تقديم العروض المسرحية يوم الجمعة، تخصيص وقت للرجال وآخر للنساء. مصادفة الانطلاقة المسرحية شهر رمضان المبارك، حيث يبحث الجمهور خلاله عن أماكن لقضاء السهرات.
كانت لهجة جلّ المسرحيات لاذعة، فدمت بطريقة ساخرة متهكمة عن سلوكيات المسلمين غير الصحيحة.فعكست بذلك الكثير من القضايا الإجتماعية.
مستعينين في ذلك بالموروث الثقافي الحكائي؛ سواء الشفوي منه أو المكتوب؛ كألف ليلية وليلة.
وكان الهدف من وراء هذه الأعمال خلق تربية دينية، تحارب مظاهر الشعوذة والتخلف. حتى يتمكن من ترسيخ هوية الشعب الجزائري؛ عن طريق تأثير الهوية العربية الإسلامية لهذا الشعب.
المرحلة الثانية : من 1932 إلى 1939 :
تعتبر هذه المرحلة، كرحلة البروز الحقيقي للمسرح الجزائري. بحيث ظهر للوجود مشروع فيوليت؛ وظهور الأحزاب السياسية. وتأثيرها على الحياة الاجتماعية، مع بداية ظهور الوعي الوطني الناتج عن الحركة الوطنية و الإصلاحية. الشيء الذي جعل من المسرح يتأثر بهذا الجو العام. وتطورت في هذه المرحلة أعمال الكاتب المسرحي رشيد القسنطيني؛ واستعمل في كل أعماله لهذه الفترة لهجة شديدة النقد والتهكم على سلوكيات الشعب الجزائري.
حيث خضع مسرحه للظروف التي أملاها الواقع السياسي والاجتماعي. فكان عليه أن يستعمل اللهجة العامية. بمضامين تدور أساسا حول ضرورة النضال السياسي؛ وإبراز تاريخ وهوية شعبنا. ومن أهم أعماله في هذه المرحلة: زيد عليه في 02 جانفي 1933. باب الشيخ في أبريل 1933. هماز في جانفي 1934.
ويظهر في هذه المرحلة أيضا دور باش طارزي؛ككاتب مسرحي، فكتب مسرحية: فاقـو. والتي عرضت في 08/05/1934 . ثم مسرحية على النيف عرضت في 22/12/1934.
ومن هنا بدأت الإدارة الاستعمارية تحس بخطر المسرح. خاصة وقد اصبح له جمهور عريض، في كل أرجاء الوطن. لذلك جاءت الإدارة الفرنسية: بقانون 02 /11/1938 الذي أصدره الحاكم العام LEBENU لحضر النشاط الغنائي ة الدرامي الذي يمس الوجود الفرنسي في الجزائر.
خاصة مع تطور موقف الحركة الوطنية، من أحزاب سياسية وحركة إصلاحية؛ حيث بدأت فكرة الاستقلال أو الاستقلال الذاتي أو حقوق المواطنة، تظهر في قاموس الحركة الوطنية . و واصل القسنطيني أعماله فقدم مسرحيات منها: يا حسراه عليك في 03/06/1936. ليختمها بمسرحية آش قالوا التي عرضها في 19/02/1938. إلى أن وافته المنية في 02/05/1944 وبذلك خلى الجو لمحي الدين باش طارزي. فأصبح الكاتب والممثل والمخرج والمغني ومدير الفرقة، ومدير المسرح العربي بدار الأوبرا. و قد قدم في هذه الفترة مسرحيات كانت أغلبها مقتبسة؛ خاصة عن المسرح الفرنسي.

المؤلف الكوميدي موليار بالتحديد. إذا إقتبس بمطلب من حكومة فيشي مسرحيات منها: سليمان اللوك عن le malade imaginaire والمشحاح عن l’avare و المجرم عن tartufe و عيواز الزقطي عن les fourberies de scapin. … كما اقتبس عن محمد منصالي مسرحية في سبيل الوطن المكتوية باللغة العربية و عنوانها ب: في سبيل الشرق. ومسرحية اللهبال عن زواج بوبرمة.
وهكذا اقتبس باش طارزي عن كل شيء.عن المسرح الفرنسي؛ عن المسرحيين الجزائريين الذين سبقوه. –إنّه حقا الأب الروحي لكلّ اقتباس جزائري؛ وبذلك ترك لنا تقليدا مازلنا نمارسه إلى يومنا هذا. - و رغم أن باش طارزي لم يتصدى للسياسة مباشرة إلا أنه لم يسلم من مقص الرقابة:
حيث منعت في سنة 1937 عرض مسرحيات كثيرة مثل : فاقو، الخداعين، بني وي- وي، في عهد بلدية غازان gazane

في إعتقادي جاء هذا المنع لما أثاره مشروع فيوليت الاندماجي. من تضارب المواقف السياسية والاجتماعية ما بين الحركة الوطنية والإصلاحية من جهة. و حفاظ الأقلية المدمرة الكولون على الإدارة الاستعمارية من جهة أخرى.
فما كان على باش طارزي إلا أن يمارس سياسة مسك العصا من الوسط و عليه نجد احمد بيوض يدافع عليه. حينما وصف لفليسي موقف باش طارزي بالغامض واللاشجاع. ووصف مسرحياته بالرديئة، ولا تخدم مواطنيه. الذين كان يزج بهم في غياهب السجون إثر مواقفهم السياسية أو الإصلاحية فيقول أحمد بيوض:
و مهما يكن، فإن للرجل محاسنه ومساوئه. وإن النظرة الأحادية الجانب لا تنصف لا الرجل و لا أعماله ... ولهذا رأينا من الواجب، أن نعترف بجميل إنسان كرس حياته لخدمة المسرح الجزائري. في ظروف استعمارية صعبة.
و في هذه الأثناء بادر موسى الخداوي بالبلدية بإنشاء فرقة مسرحية تابعة للكشافة الإسلامية: الإقبال التي ضمت العديد من الشباب: منهم محمد الثوري واحمد تركالي. أسس هذا الأخير فرقة مسرحية. من بين أعضائها: حسان الطيب وعبد الرحمن عزيز. وكان أول مؤلف لها محمد التوري.ففي سنة 1936 مسرحيتان: الكيلو و علاش رايك تالف .
و لقد عرفت هذه الفرقة جولات عدة داخل الوطن؛ في قسنطينة ووهران ومستغانم وخارج الوطن؛ في المغرب وبعض دول المتوسط. لكن سرعان ما حلت والتحق أعضاؤها بمحي الدين باش طارزي عام 1942.
و في سنة 1937 عرفت وهران المسرح المدرسي. عن طريق مدرسة الفلاح الحرة التي تأسست على اثر المؤتمر الإسلامي في جوان 1936. و هي تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.واهتمت هذه الفرقة:
بتقديم مسرحيات تاريخية و دينية تتناول وحي الامة عن طريق عرض النماذج التاريخية التي لعبت دورا ايجاريا في مسيرة الامة الإسلامية مثل:
مسرحية عمر بن الخطاب أو مسرحية بلال؛ الذي يشكل رمزا للتمسك بالعقيدة والقدوة في الصبر في سبيل الحفاظ عليها








 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc