السياسة المالية في الفكر التقليدي * النظرية الكلاسيكية * - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السياسة المالية في الفكر التقليدي * النظرية الكلاسيكية *

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-20, 22:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hamidekh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي السياسة المالية في الفكر التقليدي * النظرية الكلاسيكية *

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد إخواني بحث حول السياسة المالية في الفكم التقليدي








 


قديم 2013-03-21, 00:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أخي
هذا هو الملف ارجو من الادارة عدم حذفه للافادة

https://www.4shared.com/file/52702001...9E%C3%98%C2%A9










قديم 2013-03-21, 00:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

و هذا الرابط من منتدانا ان حذف الآخر
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=37195
بالتوفيق أخي
لا تنسانا بصالح دعائك










قديم 2013-03-21, 19:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
princess abir
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية princess abir
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي انا عندي السياسة المالية في الجزائر










قديم 2013-03-22, 15:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
طالعي هذه المذكرة الجزء التطبيقي منها تجدين ما تبحثين لإي آخرها : العنوان :
لسياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن الاقتصادي دراسة تطبيقية على الجزائر خلال الفترة 1990-2004
تجدينها متوفرة
حميليها
موفقة ان شاء الله
لا تنسيني بصالح دعائك










قديم 2013-03-22, 15:48   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل السادس
السياسة المالية المطبقة خلال الفترة 1990- 2004





مقدمة الفصل
إنّ السياسة المالية لأيّ دولة ما هي إلاّ البرنامج الذي تخططه تلك الدولة وتنفذه مستخدمة فيه مصادرها الإيرادية وبرامجها الإنفاقية لإحداث آثار مرغوبة وتجنب أثار غير مرغوبة على كافة متغيّرات النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وذلك لتحقيق أهداف المجتمع(عمالة كاملة، استقرار ونمو اقتصادي، توازن في ميزان المدفوعات، التوازن الاقتصادي العام، تقليص الفجوة في الدخول بين أفراد المجتمع....الخ).
وتعدّ الموازنة العامة لأيّ دولة في العالم بصفة عامة هي المعبّر الصادق عن أهداف تلك السياسة وكذلك الوسيلة الرئيسية لتحقيق رقابة السلطة التشريعية على أداء السلطة التنفيذية لوظائفها وتنظيمها لموارد الدولة وضمان حسن استخدامها، ويتفق ذلك مع وضع الموازنة للدولة في الجزائر تماما إذ أنها البرنامج المالي للخطة عن سنة مالية مقبلة والمصمم لتحقيق أهداف محدّدة وذلك في إطار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية طبقا للسياسة العامة للدولة، وقد عكست الموازنة العامة للدولة خلال الفترة محل الدراسة العديد من الأهداف الذي اختلف البعض منها من سنة لأخرى وظل البعض الأخر كما هو دون تغيير، وذلك وفقا للظروف التي يمر بها الاقتصاد الجزائري خلال تلك المرحلة.
كما أنّ فترة الدراسة عرفت عدة إجراءات تصحيحية* راديكالية في السياسة الاقتصادية بصفة عامة والسياسة المالية بصفة خاصة* إما بهدف تصحيح الاختلالات التي اشتدت خطورتها إبتداء من منتصف الثمانينات مما جعل السياسة المالية تحضى بجانب من الاهتمام من صانعي القرار، والسياسة المالية هي أساسا إما سياسة إنفاقية أو سياسة ضريبية أو مزج من السياستين معا، وهناك تكامل هام وقوي بين كل من السياسة المالية والسياسة النقدية في تحقيق الأهداف الاقتصادية عموما، حيث أنّ السياستين تستهدفان أهدافا واحدة بالإضافة إلى أنّ السياسة النقدية كثيرا ما تملك جزءا مهما من الدين العام، أو تديره لحساب السياسة المالية بغرض تمويل عجز الموازنة العامة.
ولهذا نحاول في هذا الفصل التعرض إلى التطوّرات التي عرفتها السياسة المالية في ظل الإصلاحات الهيكلية التي انتهجتها الجزائر، وهنا يظل السؤال مشروعا ما موقع التوازن الاقتصادي العام بشقيه الداخلي والخارجي من هذه الإصلاحات؟

وفي محاولة للإجابة على السؤال نقسم هذا الفصل إلى المباحث التالية:
المبحث الأول: السياسة الانفاقية العامة في الجزائر؛
المبحث الثاني: سياسة الإيرادات العامة في الجزائر؛
المبحث الثالث: الموازنة العامة في الجزائر؛
المبحث الرابع: التوازن الاقتصادي العام الجزائري.





















المبحث الأول: السياسة الإنفاقية العامة في الجزائر
تعتبر النفقات العامة إحدى أدوات السياسة المالية التي تقوم السلطات المالية بتنفيذها من خلال الموازنة العامة للدولة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي يرمي المجتمع إلى تحقيقها خلال فترة زمنية معينة.
سنحاول هنا تسليط الضوء على السياسة الانفاقية ومعرفة إسهامها في التنمية الاقتصادية وكذلك معرفة مظاهر الفشل ليتأتى وضع سبل العلاج المناسبة وذلك من خلال النقاط التالية.
1- تعريف النفقات العامة وتصنيفها في الجزائر
تمثل النفقات العامة الصورة التي تعكس نشاط الدولة وأداة تحقيق أهدافها وتوجيه اقتصادها وضمان الاستقرار الاقتصادي في البلاد، ويمكن تعريف النفقات بأنها المبالغ المالية التي تصرفها الدولة إشباعا للحاجات العامة وتحقيقا لتدخلها الاقتصادي والاجتماعي في إدارة مجتمعها الإنساني.
إنّ المعايير التي نراها ضرورة موضوعية في الإنفاق العام هنا هو من الوجهة الاقتصادية معيار الشفافية، أو ما يقابله من الوجهة الحقوقية صدق التعامل في النفقة العامة مع السلطة التشريعية، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار أنّ المجتمع الذي تتعامل معه هو مجتمع إنساني يفرض الانتباه إلى نظريات العلوم السلوكية والأخلاقية عند مخاطبته باتخاذ القرارات حتى تستطيع الوصول إلى أهدافنا من خلال وجدان الشعب، وهذا ما قصدناه بعبارة المجتمع الإنساني التي تضمنها التعريف المذكور أعلاه.
تقسم النفقات العامة في ميزانية الجزائر إلى قسمين: نفقات التسيير، نفقات التجهيز، وهذا طبقا للتفرقة بين طبيعة النفقات حيث تجمع النفقات المتشابهة والمتجانسة من حيث طبيعتها والدور الذي تقوم به والأثر الذي يحدثه والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الدولة حسب كل نوع من أنواع النفقات.
1-1- نفقات التسيير
1-1-1- تعريفها
هي تلك النفقات التي تخصص للنشاط العادي والطبيعي للدولة، والتي تسمح بتسيير نشاطات الدولة والتطبيق اللائق للمهمات الجارية، وبصفة عامة هي تلك النفقات

التي تدفع من أجل المصالح العمومية والإدارية، أي أنّ مهمتها تضمن استمرارية سير مصالح الدولة من الناحية الإدارية، حيث أنّ نفقات التسيير تشمل على نفقات المستخدمين ونفقات المعدات.
1-1-2- تقسيم نفقات التسيير
حسب المادة 24 من قانون 84-17 تنقسم نفقات التسيير إلى أربعة أبواب هي :
أ- أعباء الدين العمومي والنفقات المحسومة من الإيرادات: يشمل هذا الباب على الاعتمادات الضرورية للتكفل بأعباء الدين العمومي بالإضافة إلى الأعباء المختلفة المحسومة من الإيرادات ويشمل هذا النوع خمسة أجزاء هي:
- دين قابل للاستهلاك( اقتراض الدولة)؛
- الدين الداخلي- ديون عائمة(فوائد سندات الخزينة)؛
- الدين الخارجي؛
- ضمانات( من أجل القروض والتسبيقات المبرمة من طرف الجماعات والمؤسسات العمومية)؛
- نفقات محسومة من الإيرادات( تعويض على منتوجات مختلفة).
ب- تخصيصات السلطة العمومية: تمثل نفقات تسيير المؤسسات العمومية السياسية وغيرها، المجلس الشعبي الوطني، مجلس الأمة، المجلس الدستوري...الخ، وهذه النفقات مشتركة بين الوزارات.
ج- النفقات الخاصة بوسائل المصالح: وتشمل كل الاعتمادات التي توفر لجميع المصالح وسائل التسيير المتعلقة بالموظفين والمعدّات ويضم ما يلي:
- المستخدمين- مرتبات العمل؛
- المستخدمين- المنح والمعاشات؛
- المستخدمين- النفقات الاجتماعية؛
- معدّات تسيير المصالح؛
- أشغال الصيانة؛
- إعانات التسيير؛
- نفقات مختلفة.
د- التدخلات العمومية: تتعلق بنفقات التحويل التي هي بدورها تقسم بين مختلف أصناف التحويلات حسب الأهداف المختلفة لعملياتها كالنشاط الثقافي، الاجتماعي والاقتصادي وعمليات التضامن وتضم:
- التدخلات العمومية والإدارية( إعانات للجماعات المحلية)؛
- النشاط الدولي( مساهمات في الهيئات الدولية)؛
- النشاط الثقافي والتربوي( منح دراسية)؛
- النشاط الاقتصادي(إعانات اقتصادية).
- إسهامات اقتصادية(إعانات للمصالح العمومية والاقتصادية)؛
- النشاط الاجتماعي( المساعدات والتضامن)؛
- إسهامات اجتماعية( مساهمة الدولة في مختلف صناديق المعاشات...الخ).
إنّ كل نفقات التسيير المحصورة في الأبواب الأربعة تقسم في قانون المالية في الجدول- ب- الملحق بقانون المالية بالشكل التالي:
- النفقات الخاصة بالباب الثالث والرابع حسب الوزارات، حيث يحدّد قانون المالية المبلغ الإجمالي للإعتمادات الموجهة لكل دائرة وزارية ثم يتكفل المرسوم بتوزيع هذه الاعتمادات الإجمالية لكل جزء، وفصل حسب طبيعة كل نفقة.
- النفقات الخاصة بالباب الأول والثاني المشتركة بين كل الوزارات أو التي لا ترتبط بوزارة معينة في ميزانية النفقات المشتركة في أسفل الجدول – ب- بعد تخصيص الاعتمادات الموجهة لكل وزارة كما هو مبيّن في الجدول- ب- التالي:















الجدول رقم(06 ): توزيع الاعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة 2006 حسب كل دائرة وزارية( الجدول ب)
الدوائر الوزارية المبالغ (دج)
رئاسة الجمهورية......................................... ...........................
مصالح رئيس الحكومة .................................................. ............
الدفاع الوطني............................................ ...........................
الداخلية والجماعات المحلية........................................... ...............
الشؤون الخارجية.......................................... ..........................
العدل............................................. ....................................
المالية........................................... ...................................
الطاقة والمناجم.......................................... ...........................
الموارد المائية........................................... ..............................
المساهمة وترقية الاستثمارات....................................... .................
التجارة........................................... .....................................
الشؤون الدينية والأوقاف.......................................... ...................
المجاهدين......................................... ..................................
التهيّئة العمرانية والبيئة........................................... .....................
النقل............................................. ....................................
التربية الوطنية........................................... .............................
الفلاحة والتنمية الريفية........................................... .....................
الأشغال العمومية.......................................... ..........................
الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات........................................ .......
الثقافة........................................... ...................................
الاتصال........................................... ..................................
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة......................................... ................
التعليم العالي والبحث العلمي............................................ .............
البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.......................................... .........
العلاقات مع البرلمان.......................................... ........................
التكوين والتعليم المهنيين.......................................... ...................
السكن والعمران.......................................... ...............................
الصناعة........................................... ..................................
العمل والضمان الاجتماعي......................................... .....................
التشغيل والتضامن الوطني............................................ ................
الصيد البحري والموارد الصيدية........................................... ..........
الشباب والرياضة.......................................... ..........................
السياحة........................................... ......................................
4375766000
1872229000
224766775000
173130484000
20413738000
19423923000
26211667000
3364963000
4625415000
269295000
2999487000
8112033000
110081456000
749551000
4423943000
222036472000
21143889000
2798151000
70315276000
4271339000
3553324000
911384000
85319925000
1051631000
103955000
16985289000
4915473000
394262000
19524195000
47867107000
701061000
10629291000
818283000
المجموع الفرعي 1118161032000
التكاليف المشتركة 165285945000
المجموع العام 1283446977000
المصدر: قانون رقم5-16 المؤرخ في 31/12/2005 المتضمن قانون المالية لسنة 2006.



1-2-نفقات التجهيز
1-2-1- تعريفها
تمثل تلك النفقات التي لها طابع الاستثمار الذي يتولد عنه ازدياد الناتج الوطني الإجمالي PNB وبالتالي ازدياد ثروة البلاد ويطلق على نفقات التجهيز اسم ميزانية التجهيز أو ميزانية الاستمثار وتكون هذه النفقات من الاستثمارات الهيكلية الاقتصادية الاجتماعية والإدارية، والتي تعتبر مباشرة باستثمارات منتجة ويضيف لهذه الاستثمارات إعانات التجهيز المقدمة لبعض المؤسسات العمومية.
وبصفة عامة تخصص نفقات التجهيز للقطاعات الاقتصادية للدولة( القطاع الصناعي، الفلاحي....الخ) من أجل تجهيزها بوسائل للوصول إلى تحقيق تنمية شاملة في الوطن.
إنّ نفقات الاستثمار تمثل المخطط الوطني السنوي الذي يتم إعداده في قانون كوسيلة تنفيذية لميزانية البرامج الاقتصادية، حيث أنّ هذه النفقات توزع على شكل مشاريع اقتصادية توزع على كافة القطاعات.
إنّ تمويل نفقات التجهيز يتم من قبل الخزينة العمومية للدولة بنفقات نهائية كما قد يتم تمويلها بنفقات مؤقتة في شكل قروض وتسبيقات الخزينة أو من البنك أي خلال رخص التمويل.
1-2-2- تقسيم نفقات التجهيز
يتم تقسيم نفقات التجهيز حسب المخطط الإنمائي السنوي وتظهر في الجدول- ج- الملحق بقانون المالية حسب القطاعات وحسب المادة 35 من قانون 84-17 توزع نفقات التجهيز على ثلاثة أبواب: استثمارات منفذة من طرف الحكومة، دعم استثماري، نفقات رأسمالية أخرى، والتصنيف الذي تعتمد عليه التصنيف الوظيفي الذي يسمح لها بإعطاء وضوحا أكثر تأثير لنشاط الدولة الاستثماري وعليه تدون نفقات التجهيز وفق ما يلي:
أ- العناوين: تقسم نفقات التجهيز إلى ثلاثة عناوين(أبواب) وهي:
- الاستثمارات التي تنفذ من طرف الدولة وتتمثل في النفقات التي تستند إما إلى أملاك الدولة أو إلى المنظمات العمومية؛
- إعانات الاستثمار الممنوحة من قبل الدولة؛
- النفقات الأخرى برأسمال.
ب- القطاعات: تجمع نفقات التجهيز في عناوين حسب القطاعات( عشرة قطاعات) هي: المحروقات، الصناعة التحويلية، الطاقة والمناجم، الفلاحة والري، الخدمات المنتجة، المنشآت الأساسية الاقتصادية والإدارية، التربية والتكوين، المنشآت الأساسية الاجتماعية والثقافية، المباني ووسائل التجهيز، المخططات البلدية للتنمية مع الإشارة إلى أنّ القطاع قد يضم عدد معين من الوزارات.
ج- الفصول والموارد: تقسم القطاعات إلى قطاعات فرعية وفصول ومواد حيث نتصور بطريقة أكثر وضوح ودقة وذلك حسب مختلف النشاطات الاقتصادية التي تمثل هدف برنامج الاستثمار، حيثث أنّ كل عملية تكون مركبة من قطاع، وقطاع فرعي، وفصل ومادة. كأن نقول مثلا العملية رقم2423 فهي تشمل على:
- القطاع 2................................الصناعات التحويلية؛
- القطاع الفرعي 24......................التجهيزات؛
- الفصل 242.............................الصلب؛
- المادة2423.............................التحويلات الأولية للمواد.
ويمكن توضيح تصنيف نفقات التجهيز في الجدول –جـ- الموالي:













جدول رقم( 07): توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة 2006 حسب القطاعات الجدول- جـ-
القطاعات رخص البرامج اعتمادات الدفع
الصناعة........................................... ..............
الفلاحة والري............................................. ......
دعم الخدمات المنتجة........................................... .
المنشآت القاعدية الاقتصادية والادارية............................
التربية والتكوين.......................................... .......
المنشآت القاعدية الاجتماعية والثقافية...........................
دعم الحصول على السكن........................................
مواضيع مختلفة............................................ .....
المخططات البلدية للتنمية........................................








-
229588000
44390000
1166121000
241114000
103900000
150554000
242431000
42800000
-
112918000
42122000
312772000
118772000
59206000
131068000
200077000
42800000








المجموع الفرعي للاستثمار 2220868000 1019735000
آجال استحقاقات تسديد سندات الخزينة
ممتلكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي...................
-
3895000
دعم النشاط الاقتصادي(تخصيصات لحساب التخصيص الخاص وخفض نسب الفوائد).......................................... .
-
238358000
البرنامج التكميلي لفائدة الولايات................................ 150000000 80000000
احتياطي لنفقات غير متوقعة 6000000 6000000
المجموع الفرعي للعمليات برأس المال 156000000 328253000
مجموع ميزانية التجهيز 2376868000 1347988000
المصدر: قانون رقم 5-16 المؤرخ في 31/12/2005 المتضمن قانون المالية لسنة 2006.





2- تطور الانفاق العام(نظرة عامة)
يعكس تطور الانفاق العام بمختلف بنوده تطوّر مسؤولية الدولة عن تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وما توفره من شروط صحية للتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية في كافة دول العالم عامة وفي الجزائر خاصة والتي تنازعها التوجهات ما بين

تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي وإعطاء دور القطاع الخاص وتشجيع انسياب رؤوس الأموال الأجنبية لتمويل مشروعات التنمية وما يتضمنه من الخفض التدريجي لدور الدولة وترشيده، والسير قدما نحو تبني آلية السوق والوفاء بمتطلبات إبرام اتفاقيات التثبيت(الاستقرار) والتصحيح الهيكلي مع المؤسسات المالية الدولية، وبين تحقيق الرفاهية للمواطن الجزائري وما يترتب عليه من زيادة النفقات التي ترفع مستوى المعيشة وتحقيق مستويات توظف لشريحة عريضة من أبناء المجتمع، هذا فضلا عن النهوض بأعباء الأمن والدفاع التي تكفل الأمن والحماية للمجتمع وبما يتلاءم مع التطوّرات الداخلية والخارجية.
وفي ظل ذلك الإطار تميزت السياسة الإنفاقية في الجزائر خلال الفترة محل الدراسة بنمو الإنفاق العام وارتفاع معدّلاته سواء نفقات التسيير منه أو نفقات التجهيز، وهو ما يمكن أن نطلق عليها- بالسياسة الإنفاقية التوسعية-، ويرتبط نمو الإنفاق العام وتصاعد معدّلاته ارتباطا وثيقا بالتطوّرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها الجزائر إبان تلك الفترة، وبالتوسع الظاهر في الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية...الخ، بالإضافة إلى النفقات العسكرية إلى جانب التوسع في الإنفاق الاستثماري لتمويل المشاريع الاقتصادية ذات المنفعة العامة( مشاريع خطط التنمية). ومع أنّ حجم النفقات العامة في سنة 1990 كانت متواضعة إذ بلغت 136.5 مليار دج ارتفعت إلى 420.13 مليار دج ( كما هو موضح في الجدول الموالي)، وتزايّدت بمعدّلات مرتفعة لتصل في منتصف عشرية التسعينات نهاية سنة 1995 إلى 759.61 مليار دج أي أنّ نسبة الزيادة بلغت 80.8 وقد استمرت هذه الزيادة في النفقات العامة إذ بلغت في نهاية الألفية الثانية 1999، 961.682 مليار دج أي بزيادة 26.6% ارتفعت هذه النسبة في النفقات العامة مرة ثانية خلال سنة 2004 حيث بلغت النفقات العامة 1775300 مليار دج بنسبة زيادة قدرها 82.25% كما تكشف لنا أرقام النفقات العامة أنّ السياسة الإنفاقية خلال النصف الثاني من التسعينات ليست أكثر توسعية من سابقتها، وذلك أنّ نسبة الزيادة في النفقات العامة في عام 1999 لم تبلغ سوى 26.6% بالمقارنة بسنة 1995. والجدير بالذكر أنّ السياسة الإنفاقية للأربع سنوات الأولى من الألفية الثالثة شهدت تطوّرات هامة حيث عاودت الزيادة مرة ثانية إذ بلغ حجم النفقات سنة 2004، 1775300 مليار دج أي أنّ نسبة الزيادة بلغت 82.25% بالمقارنة مع سنة 1999.

جدول رقم ( 08): تطوّر نفقات الموازنة العامة خلال الفترة 1990- 2004
الوحدة: مليون دج

السنوات نفقات التسيير نفقات التجهيز
مجموع النفقات
النفقات نسبتها إلى مجموع النفقات% النفقات نسبتها إلى مجموع النفقات
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 88800
153800
276131
291417
330403
473694
550596
643555
663855
774695
856193
963633
1097716
1199042
1156635 65.05
72.52
65.72
61.14
58.34
62.35
75.98
76.14
75.81
80.55
72.67
72.94
70.79
68.41
65.15 47700
58300
144000
185210
235926
285923
174013
201641
211884
186987
321929
357395
452930
553649
618665 34.95
27.48
34.28
38.86
41.66
37.65
24.02
23.86
24.19
19.45
27.33
27.06
29.21
31.59
34.85 136500
212100
420131
476627
566329
759617
724609
845196
875739
961682
1178122
1321028
1550646
1752691
1775300
SOURCE: ONS Rétrospective Statistique(1970- 2002), Edition 2005.
- المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، مشروع تقرير الظرف الاقتصادي والاجتماعي لسنة 2003- 2004.







شكل رقم( 18 ) يوضح: تطور نفقات الموازنة العامة خلال الفترة 1990- 2004


















المصدر: من إعداد الطالب
وإذا نظرنا إلى النفقات العامة من ناحية تقسيمها إلى نفقات التسيير( الجارية) ونفقات التجهيز(استثمارية) يمكن الخروج بملاحظتين هامتين:
- الأولى: فيما يتعلق بنفقات التسيير يكشف الجدول أنّ هناك اختلالا هيكليا بينها وبين النفقات الاستثمارية(التجهيز)، فقد بلغت نفقات التسيير نسبة متوسطة خلال الفترة كلها حوالي 69.55% من إجمالي النفقات العامة وقد بلغت أقصاها خلال سنة 1999 حيث مثلت حوالي 80.55% من إجمالي النفقات العامة، ووصلت إلى أدنى نسبة لها عام 1994 حيث بلغت 58.34% وهي ما يمكن أن نطلق عليها نقطة توازن نسبي وبالتالي لكي تتجه السياسة الإنفاقية اتجاها صحيحا ينبغي خفض النفقات التسييرية وزيادة نفقات التجهيز.
أما إذا نظرنا إلى نفقات التسيير كقيمة مطلقة نجد هناك تضخما كبيرا حيث ارتفعت من 88800 مليون دج سنة 1990 إلى 1156635 مليون دج أي أنها تضاعفت عدة مرات.
- الثانية: أما نفقات التجهيز فبرغم من محدوديتها للسنة 1990 والبالغة 47.700 مليار دج أي بنسبة 34.95% من إجمالي النفقات العامة، وهي نسبة متدنية إذا ما قورنت بنفقات التسيير إلاّ أنها خلال النصف الأول من التسعينات أخذت في التزايّد في شكل إنفاق على المشاريع الانمائية وبعد أخذت في التناقص إلى غاية نهاية فترة التسعينات. وما يتضح من الجدول السابق أنّ نفقات التسيير خلال الأربع سنوات الأولى من الألفية الثالثة، أين أخذت
في تزايّد متتابع شأنها في ذلك شأن نفقات التسيير لكن نسبة نفقات التجهيز كانت بنسبة منخفضة هذا يعكس ضعف الاستثمار خلال هذه الفترة في المشاريع الاقتصادية والاجتماعية العمومية.

3- تحليل تطوّر نفقات التسيير
خلال بداية فترة الدراسة 1990 كان الاقتصاد الوطني يختنق من جراء تسديد المديونية التي كانت تستحوذ على حوالي 67% من المداخيل الخارجية، وكانت الموارد المتبقية تتوزع على واردات غير قابلة للتقليص كالأدوية مثلا.
عند تفحصنا لنفقات التسيير خلال فترة الدراسة يسمح لنا بملاحظة أنّ هذه النفقات عرفت تفاقما حادا وكان لها الدور الرئيسي في زيادة النفقات العامة إذ استحوذت على نسبة تتراوح ما بين 58.34% كحدّ أدنى سنة 1994 و 80.55% كحد أقصى من إجمالي النفقات وهذا سنة 1999، ويرجع التزايّد في نفقات التسيير إلى اعتبارات سياسية واجتماعية بالإضافة إلى اعتبارات اقتصادية.
يعود الارتفاع المتتالي لهذا النوع من النفقات لسيطرة الدولة من خلال تحملها للمهام الأساسية المنوط بها كالتسيير المنتظم للإدارة العمومية المركزية منها والمحلية، والتعلم والصحة...الخ.
حسب الجدول الموالي( توزيع نفقات التسيير) يتضح أنّ باب وسائل المصالح العامة يحتل الصدارة يليه باب التدخلات العمومية ثم باب الدين العام الذي أخذ حصة لا يستهان بها وفي الأخير باب السلطات العمومية، وينطوي الاتجاه الصعودي لنفقات التسيير عن ثلاث أنماط من الانفاق هي:
- ففي النمط الأول خلال الفترة 1990-1995 لقد بلغت نفقات التسيير 88800مليون إلى نسبة 65% من النفقات العامة، ارتفعت إلى 276131 مليون سنة 1992 وقد قفزت إلى 473644 مليون سنة 1995 غير أنّ نسبتها انخفضت إلى 62% من النفقات الإجمالية؛
- أما في النمط الثاني والسائد خلال الفترة 1995- 1999 والذي انعكس فيه أثر الإصلاحات الهيكلية مع النفق عليها بين الحكومة الجزائرية وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، حيث استهدف ترشيد الاتفاق العام، لقد بلغت نفقات التسيير سنة 1996،

550596 مليون دج إي نسبة 76% من إجمالي النفقات ارتفعت هذه النفقات إلى حدّها لأقصى من إجمالي النفقات 80.5% سنة 1999 أي 774695 مليون دج.
جدول رقم( 09) توزيع نفقات التسيير حسب الأبواب خلال الفترة 1990- 2004
الوحدة: مليون دج
السنوات الدين العام السلطات العمومية التدخلات العمومية وسائل المصالح المجموع
1990 - - - - 88800
1991 - - - - 153800
1992 61512 291 128585 85743 276131
1993 43945 241 156185 91046 291417
1994 46453 661 182655 100634 330403
1995 105869 1054 251018 115753 473694
1996 88959 1455 317909 142273 550596
1997 109381 1886 352569 253710 643555
1998 110793 4830 380869 242550 663855
1999 126432 5099 331708 311456 774695
2000 162251 - 335749 358193 856193
2001 147536 - 361738 454359 963633
2002 137200 - 408470 552046 1097716
2003 - - - - 1199716
2004 - - - - 1156635
SOURCE: ONS Retrospective Statistique(1990- 2002), Edition 2005.
ا- المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي والاجتماعي، 2003، 2004.
هنا نجد أنّ نفقات التسيير تضاعفت أربع مرات مقارنة مع نفقات التجهيز، وتعكس هذه الوضعية كلفة تسيير الخدمات العمومية ومستوى نفقات كبيرة غير قابلة للتقليص زيادة إلى أنّ هذه المرحلة شهدت نقص في الاستثمارات.
أما في النمط الثالث للإنفاق والسائد خلال الفترة 2000- 2004 فإنّ نفقات التسيير بقيت دائما ذات الدور الرئيسي في زيادة الإنفاق العام ولكن عند مستوى أقل من المستوى السائد في النمط السابق إذ انخفضت نسبة نفقات التسيير إلى إجمالي النفقات العامة من 80.55% سنة 1999 إلى 65.15% سنة 2004 أما إذا نظرنا إلى نفقات التسيير كقيمة مطلقة نجد هناك تزايّد مستمر حيث ارتفعت من 174.695 مليون دج سنة 1999 إلى 1156.635 مليون دج سنة 2004. وهكذا لا تزال نفقات التسيير من حيث الحجم مرتفعة أكثر من نفقات التجهيز تنخفض من سنة لأخرى، وقد نتج هذا النمو في نفقات التسيير أساسا عن:
- الارتفاع الشديد في قيمة التمويلات الخارجية +40%؛

- ارتفاع الإعانات المقدمة للهيئات سيما فونال FONAL +100.6%
وقد تراجعت الفروع الأخرى لنفقات التسيير بشكل متبايّن بالمقارنة مع سنة 2002 مثلا فقد سجل بالفعل تراجع في الديون العمومية -13.8% والقيمة العقارية -17.1% وأخيرا المعدّات والتموينات -14.2%. من المفروض أنّ هذه الزيادة في نفقات التسيير تؤدي إلى نتائج معتبرة في الجهاز الاقتصادي وهذا يطرح مشكل نجاعة النفقات العمومية وبهذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض النقائص:
- تسيير عشوائي في نفقات التسيير، تضخم أجور موظفين الدولة؛
- إنّ النفقات الاجتماعية لا تصل إلى مستحقيها، ويترتب على ذلك ضرورة التعجيل في إعادة تنظيم الاقتصاد بصفة عامة والمصالح العمومية بصفة خاصة.
4- تحليل تطوّر نفقات التجهيز
تشكل نفقات التجهيز أهمية خاصة وخاصة في ظروف الدول النامية ومنها الجزائر التي تفتقر إلى الهياكل الأساسية والبنية التحتية والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والتي تعتبر المقومات الأساسية لأحداث تنمية اقتصادية جادة وهو ما يكسب خطط التنمية الاقتصادية أهمية خاصة في توسيع الطاقة الإنتاجية للاقتصاد. وعلى هذا الأساس وضعت الحكومة الجزائرية على عاتقها مسؤولية تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي عن طريق السياسة المالية والنقدية التي تلعب دورا هاما في مجال التكوين الرأسمالي. ونستطيع بشيء من اليسير معرفة مراحل تطوّر نفقات التجهيز خلال فترة 90- 2004 وإلى إي مدى أسهمت في خدمة أهداف التنمية الاقتصادية وبداية سعت خطط التنمية المتلاحقة إلى زيادة الإنفاق الاستثماري حيث بلغت عام 1990، 47.700 مليون دج، وتمثل 34.95% من إجمالي النفقات، كما أنّ نفقات التجهيز هذه تضاعفت عام 1995 إلى أكثر من 06 مرات بالمقارنة مع السنة الأولى من فترة الدراسة حيث بلغت 285.923 مليون دج، واستمرت نفقات التجهيز في تزايّد إذ وصلت عام 2000 إلى 321.929 مليون دج أي نسبة 27.33% من إجمالي النفقات.
ومما سبق يمكن تقسيم تطوّر نفقات التجهيز حسب الفترات التالية:
- خلال الفترة 1990- 1995 عرفت تزايّد مستمر نتيجة تنشيط النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار الذي يتطلب توفير تجهيزات البنية التحتية مع إعطاء الأولوية إلى إتمام البرامج الجارية والمقدرة في نهاية سنة 1994 ب 330مليار دج ؛
- أما خلال الفترة 1996- 1999 خلال هذه الفترة عرفت نفقات التجهيز تذبذب حيث انفضت سنة 1996 نتيجة التدابير السياسية التي اتخذت لخفض الانفاق وترشيده، غير أنها عادت للارتفاع مرة ثانية سنة 1997، 1998 وذلك نتيجة تشجيع الاستمثار وبالأخص في القطاعات الحساسة مثل الري، التربية...الخ بالإضافة إلى الاستمرار في البرامج الجارية والمقدرة نهاية سنة 1997بـ: 449.4 مليار دج ، ارتفاع تكاليف الاستثمار الذي تسبب فيه خفض قيمة الدينار الجزائري والانفاق اللازم لإعادة إصلاح البنية التحتية التي لحق بها الضرر نتيجة للصراع المدني.
خلال سنة 1999 انخفضت نفقات التجهيز مرة أخرى مقارنة بسنتي 97- 1998، ويمكن تفسير هذا التراجع بالإجراءات الحذرة التي اتخذت بعد تقلبات سوق النقط خلال 1998 وخلال الثلاثي الأول من سنة 1999 بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة لوقف الأشغال الكبرى التي شرع في إنجازها ميدانيا، غير أنّ هذه الإجراءات لم تكن ملائمة وبالفعل إذا استؤنفت أشغال مشروع متوقف فإنّ تكلفته الأولية تتضاعف مرتين وأحسن دليل مترو الجزائر ومطار الجزائر.
أما الفترة 2000- 2004 مع بداية الألفية الثالثة عاودت نفقات التجهيز إلى التزايد من سنة لأخرى حيث بلغت سنة 2000، 321.929 ملين دج ثم انتقلت إلى 618.665 مليون دج سنة 2004 أي بنسبة 34.85% من إجمالي النفقات العامة، كما سجلت نفقات التجهيز معدل نمو أسرع بالمقارنة مع نفقات التسيير، طبقا لبرنامج تنفيذ مشاريع المنشآت القاعدية والمشاريع الأخرى التي تمت مباشرتها في إطار برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي الذي تبنته الحكومة ابتداء من سنة 2001 ضمن أفق حماية المكتسبات المحققة في مجال التوازنات الاقتصادية المالية الكلية،حيث خصصت الموارد للإبقاء على الأولويات القطاعية التي حدّدتها الحكومة كقطاع الفلاحة والريّ والسكن والتعليم والكهرباء الريفية،

الغاز...الخ. وذلك للاستجابة أكثر إلى متطلبات الشعب المتعددة وخاصة الشغل والسكن مع إعطاء الأولوية إلى إنهاء البرامج الجارية قبل الانطلاق في مشاريع جديدة كإنهاء مترو الجزائر، مطار الجزائر، الطريق السريع شرق- غرب.
من خلال تحليلنا لتطوّر النفقات العامة يظهر الانشغال بانعكاسات الزيادة السريعة لها والقدرة على تحمل توازنات الميزانية على المدى المتوسط وتتعلق المسألة بالنفقات المتكررة للدولة، وكذلك بقدرة السلطات العمومية على تمديد الجهود على مستوى الميزانية من أجل دعم إنشاء مناصب الشغل هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما زال الاقتصاد الوطني يعاني من العديد من النقائص ومنها ضعف الاستثمارات المنتجة والمنشأة للثروات وضعف وسائل الإنجاز وتندرج إشكالية التشغيل بصفة خاصة ضمن هذه الضغوط التي تحول دون إنشاء الثروات مما يتطلب الضغط على آليات أخرى على مستوى السياسات.
جدول رقم(10 ) يوضح نسبة النفقات العامة إلى الناتج الداخلي الخام PIB خلال الفترة 1990- 2004.
الوحدة %
السنوات نسبة النفقات الإجمالية إلى PIB نسبة نقفات التسيير إلى PIB نسبة نفقات التجهيز إلى PIB
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 24.62
24.60
39.09
40.06
38.07
37.88
28.19
30.40
30.94
29.70
28.57
31
34.17
36.83
33 16.01
17.84
25.69
24.49
22.21
23.62
21.42
23.41
23.45
23.93
20.76
22.62
24.19
25.19
21.5 8.61
6.76
13.40
15.57
15.86
14.26
6.77
7.26
7.49
5.77
7.81
8.38
9.98
11.64
11.5
المصدر: من إعداد الطالب بناء على معطيات الجداول السابقة.

المبحث الثاني: سياسة الإيرادات العامة في الجزائر
عمدت السياسة الإيرادية خلال الفترة محل الدراسة على تنمية وتنويع مصادر الإيرادات العامة وزيادة حصيلتها لمواجهة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما اعتمدت السياسة الإيرادية والضريبية على وجه الخصوص اعتمادا كبيرا على الجباية البترولية والتي تجاوزت نسبتها في كل السنوات أكثر من 50 من إجمالي الإيرادات العامة للموازنة، وبهدف فهم تطوّر الإيرادات العامة في الجزائر خلال الفترة 1990- 2004 نتناول في هذا المبحث النقاط التالية.
1- مفهوم الإيرادات العامة وتصنيفها في الجزائر
تعتبر الإيرادات العامة الوسيلة المالية للدولة لتغطية نفقاتها وقد تطوّر مفهومها من أداة لتزويد الخزينة العامة بالأموال اللازمة لها إلى أداة للتأثير في الحياة العامة وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية إلى جانب غرضها المالي في ظروف تطوّر فيها حجم النفقات العامة نتيجة تطوّر وتنوع الحاجات العامة.
تعددت أنواع الإيرادات العامة وتشعبت،فهناك موارد تأخذها الدولة دون مقابل مثل الهبات والإعانات، وأخرى لها صفة تعاقدية كإيرادات الدولة من أملاكها، وثالثة موارد إجبارية سيادية كالضرائب حسب القانون المتعلق بقوانين المالية 84-17 لاسيما المادة 11 منه تصنف إيرادات الميزانية العامة في الجزائر إلى:
أ- إيرادات ذات الطابع الجبائي وكذا حاصل الغرامات؛
ب- مداخيل الأملاك التابعة للدولة؛
ج- التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤداة والأتاوي؛
د- الأموال المخصصة للهدايا والهبات والمساهمات؛
هـ- التسديد برأسمال للقروض والتسبيقات الممنوحة من طرف الدولة من الميزانية العامة وكذا الفوائد المترتبة عنها؛
و- مختلف حواصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها؛
ح- مداخيل المساهمات المالية للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي المرخص بها قانونا.
وبتفحص الإيرادات السابقة يمكن تصنيف إيرادات الموازنة العامة إلى قسمين: إيرادات إجبارية، إيرادات اختيارية.
1-1- الإيرادات الإجبارية
تتمثل في مجموع الاقتطاعات التي تحصل عليها الدولة بصفة إجبارية ودون مقابل في المداخيل الجبائية والغرامات والحصص المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية وتتمثل فيما يلي:

1-1-1- الإيرادات الجبائية
تتكون من مختلف الضرائب والرسوم والمصنفة في الجدول –أ- من الموازنة العامة كما يلي:
- الضرائب المباشرة: وهي الضرائب التي تفرض على مختلف أنواع المداخيل كالأرباح الصناعية والتجارية والأرباح غير التجارية والمرتبات والأجور....الخ؛
- حقوق التسجيل والطابع: وهي الضرائب الموضوعة على بعض العقود القانونية وكل الوثائق الموجهة للعقود المدنية والقضائية مثل حقوق تسجيل نقل الملكية، وطوابع جوازات السفر وبطاقة التعريف...الخ؛
- الضرائب غير المباشرة: وتتكون أيضا من الضرائب غير المباشرة على الاستهلاك لكنها تخص فقط المنتجات غير الخاضعة للرسوم على رقم الأعمال( كالذهب والكحول...الخ)؛
- الضرائب على رقم الأعمال: وتفرض على مجموع المواد الاستهلاكية وبالتالي فهي ضرائب غير مباشرة على الاستهلاك؛
- الحقوق الجمركية: يخضع لهذا الرسم جميع الموارد الموجهة للتصدير والاستراد؛
- الجباية البترولية: تتكون من مجموع إقتطاعين هما: ضريبة على إنتاج البترول السائل والغاز هذا من جهة وضريبة مباشرة على الأرباح الناتجة عن نشاطات البترولية المتعلقة بالبحث والاستغلال والنقل عبر القنوات؛
1-1-2- الحصة المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية
وتمثل نسبة من الأرباح الصافية للمؤسسة بعد اقتطاع اشتراكات العمال حيث أنّ هذه الضريبة تخضع للقواعد المطبقة في مادة الضرائب على الأرباح التجارية والصناعية.
1-1-3- الغرامات
وتتمثل في العقوبات المالية الصادرة عن هيئة قضائية مثل المحكمة، مجلس المحاسبة...الخ، كما قد تفرضها هيئة إدارية مثل مفتشية الأسعار، مفتشية الجمارك.

1-2- الإيرادات الاختيارية
يتكون هذا النوع من الموارد على المشاركات والمساهمات المدفوعة إيراديا من طرف الأشخاص مقابل استفادتهم بسلعة أو خدمة ما دون غيرهم من طرف الدولة ومنها:
1-2-1- مداخيل أملاك الدولة
وهي الموارد التي تحصل عليها الدولة مقابل تصفيتها لثرواتها الطبيعية كالمناجم والغابات ...الخ أو استغلالها في شكل إجازة أو خدمة أو رخصة ومن هنا يمكن أن نميّز نوعين من مداخيل أملاك الدولة وهي:
أ- مداخيل التصفية: وتتمثل في الموارد التي تحصل عليها الدولة نتيجة تصفية ثرواتها حيث يتم تدبيرها بشكل اتفاقي بين الدولة والمستفيد من خلال نقل ملكيتها عن طريق التنازل مثل الأراضي التابعة للدولة، المساكن، المتاجر، ...الخ.
ب- مداخيل الاستغلال: هذا النوع من الموارد يتم تدبيرها من خلال الإيجار أو الخدمة أو الرخصة التي يستفيد منها الأشخاص( طبيعين أو معنويين) الخواص أو العموميين ومن هذه الموارد نذكر: مداخيل استغلال المناجم والمقالع، مداخيل الغابات، مداخيل استخراج المنتجات من أملاك الدولة، مداخيل رخص إنشاء محطات توزيع المشتقات البترولية على حافة الطرق العمومية، مداخيل أشغال نقل وتوزيع المياه والكهرباء والغاز المنشأ بالطرق الوطنية، مداخيل استغلال الغابات...الخ.
1-2-2 التكاليف المدفوعة مقابل الخدمات المقدمة من طرف الدولة
تمثل هذه المداخيل كل المكافآت التي تحصل عليها الدولة مقابل استعمال خدماتها ويمكن أن نميّز ثلاث أنواع من هذه المداخيل المحصلة:
- المكافآت المحصلة من النشاطات الصناعية والتجارية للدولة مقابل ما تؤديه من خدمات؛
- المكافآت المحصلة من النشاطات المالية للدولة مثل ما تقدمه من نشاطات مصرفية؛
- المكافآت المحصلة من النشاطات الإدارية.
1-2-3- أموال المساهمات والهدايا والهبات
هذا النوع من الموارد تقدم للدولة بدون مقابل وتتمثل في الإسهامات المالية المقدمة من طرف الأفراد بمحض إرادتهم بهدف تمويل نفقة عمومية. وبصفة عامة يمكن

القول أنّ الإيرادات العامة النهائية المطبقة على الميزانية العامة للدولة المعروضة عموما حسب الطبيعة القانونية والمصنفة في الجدول – أ- الملحق لقانون المالية في بابين هما: الموارد العادية، الجباية البترولية كما هو موضح في الجدول التالي:
جدول رقم (11 ) يوضح الإيرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة 2006 الجدول- أ-
إيرادات الميزانية المبالغ( بآلاف دج)
1- الموارد العادية
1-1- الإيرادات الجبائية:
001- 201- حاصل الضرائب المباشرة.......................................... ..
002-201- حاصل التسجيل والطابع........................................... ....
003-201- حاصل الرسوم المختلفة على الأعمال.................................
( منها الرسم على القيمة المصافة على المنتجات المستوردة........................
004-201- حاصل الضرائب غير المباشرة........................................
005- 201- حاصل الجمارك........................................... ...........

168140000
21610000
303090000
117880000
850000
117080000
المجموع الفرعي(1) 610770000
1-2- الإيرادات العادية:
006-201- حاصل دخل الأملاك الوطنية...........................................
007-201- الحواصل المختلفة للميزانية......................................... ..
008-201- الإيرادات النظامية.......................................... ...........
12500000
10000000
-
المجموع الفرعي(2) 22500000
1-3- الإيرادات الأخرى:
الإيرادات الأخرى............................................ ........................
118650000
المجموع الفرعي(3) 118650000
مجموع الموارد العادية 751920000
2- الجباية البترولية:
011-201- الجباية البترولية......................................... .............
916000000
المجموع العام للإيرادات 1667920000
المصدر: قانون 05- 16 المؤرخ في 31/12/2005 المتضمن قانون المالية لسنة 2006.

2- سمات النظام الضريبي الجزائري
يتضمن التشريع الضريبي مجموعة القوانين والأنظمة والتعليمات والإجراءات والقواعد والأساليب التي تحدد النظام الضريبي في بلد ما، في حين النظام الضريبي هو مجموعة الفوائض المالية التي تفرض الدولة اقتطاعها من المكلفين خلال زمن معين،
ويشترط في هذه الفوائض أن تكون مشتقة من بيئتها مراعية للتطوّر التاريخي للبلاد والواقع الاجتماعي والمستوى الاقتصادي وأن تعلن بقرارات سياسية.
تعدّ الضرائب أحد الأدوات الرئيسية للسياسة المالية والتي يعد دورها الدور التمويلي إلى دورا أكثر عمقا في توجيه النشاط الاقتصادي كمواجهة الضغوط التضخمية ومعالجة التفاوت الكبير في مستويات الدخول تحقيقا لمبدأ العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، وبهذا الشكل لم تعد الضريبة محايّدة بل أداة لتوجيه النشاط الاقتصادي.
إذا كانت الأنظمة الجبائية للدول النامية تمتاز بتعدد صور هيكلها الجبائي فإنّ هذه الأنظمة الجبائية تشترك في عدة خصائص والجزائر باعتبارها دولة من الدول النامية فقد امتاز نظامها الجبائي الموروث عن الاستعمار بمجموعة من الخصائص والمميّزات كتشعبه( وجوده عدة أصناف) حيث كل صنف مستقل عن الآخر، وقد عملت الحكومة بهذا النظام مع إدخال عدة تعديلات عليه من سنة لأخرى حتى أصبح على ما هو عليه حاليا.
المتتبع للنظام الضريبي الجزائري يلاحظ أنّه مرّ بعدة مراحل:
- المرحلة الأولى مباشرة بعد الاستقلال أين تميّز هذا النظام بنقص كبير في الإطارات والخبرة مما حتّم على الحكومة الاحتفاظ بالنظام السائد وقت الاستعمار؛
- المرحلة الثانية تميّزت بإصلاحات شكلية حيث عرفت الضريبة في هذه المرحلة دورا حياديا( تمويل الخزينة)؛
- المرحلة الثالثة حيث عرف النظام الضريبي خلال هذه الفترة إصلاحات جذرية، أين تمّ التخلي عن نظام الضريبة النوعية وحلّ محلّه نظام الضربية الشامل، كما أنّ هذا التغيّر تزامن مع الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي انتهجتها الدولة الجزائرية بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتى يتماشى النظام الضريبي الجزائري مع الأحداث العالمية والأنظمة الضريبية الأخرى، بالإضافة إلى النظام الاقتصادي الوطني الذي تحوّل من نظام مخطط إلى نظام يعتمد على آليات السوق( اقتصاد السوق)، والهدف الأساسي من هذه الإصلاحات عصرنة النظام الضريبي على المستوى التشريعي والتنظيمي.
سوف نركّز في إشارتنا هذه إلى مميّزات النظام الضريبي الجديد بعد إصلاحات 1991.

2-1- مميّزات النظام الضريبي بعد الإصلاحات
كانت تطبق الجزائر مع مطلع التسعينات من القرن الماضي نظاما ضريبيا معقدا ومشوها بدرجة كبيرة مع تعقيده نظرا للعدد الكبير من أنوع الضرائب والمعدّلات بالإضافة إلى عدم استقراره حيث منذ الاستقلال وهو يعرف تعديلات سواء في إطار قوانين المالية السنوية أو في إطار قوانين أخرى ذات صلة بالنشاط الاقتصادي، وبهدف إزالة هذه العراقيل التي أصبحت تعيق عملية التنمية الاقتصادية من جهة وعصرنة النظام الضريبي وتبسيطه والوصول إلى شفافية أوضح في إطار فرض الضريبة من جهة ثانية عجلت الحكومة بوضع إصلاح شامل للنظام الضريبي المعتمد شمل الإصلاح الجانب التشريعي من حيث التشريعات الجديدة والتنظيمي من حيث تنظيم وإعادة تنظيم الإدارة الجبائية. وهكذا منذ سنة 1992 أدت الإصلاحات إلى إزالة بعض المشكلات المرتبطة بتصميم النظام الضريبي الجديد وأدخلت ضرائب جديدة وفقا لمتطلبات اقتصاد السوق، حيث أنّ هذه الإصلاحات سمحت من جهة للأشخاص الطبيعيين من التعامل مع ضريبية واحدة للدخل، أما الأشخاص المعنويين فأوجبت عليهم الضريبة على أرباح الشركات من جهة أخرى.
وهكذا كان قانون 90-36 (المادة 38) المتضمن قانون المالية لسنة 1991 قد وضع حد لنظام الضريبة النوعية والتكميلية والتخفيضات المفرطة التي تحرم خزينة الدولة من موارد مالية جد هامة، فكان إصلاح 1992 بهدف تحقيق أهداف الضريبة المعاصرة فأدى إلى تحسين نظام الضرائب المباشرة وغير المباشرة على النحو التالي:
فيما يتعلق بالضرائب المباشرة تمّ إنشاء ضريبتين جديدتين على الدخل، الأولى تعلقت بالأشخاص الطبيعيين وتمثلت في الضربية على الدخل الإجمالي IRG وهي ضريبة أحادية على دخل الأشخاص الطبيعيين، حيث أدمج فيها عدد كبير من الضرائب المطبقة على المداخيل المختلفة لشخص ما. ومنه يعتبر هذا التحوّل ما هو إلاّ تبسيط للنظام الضريبي السابق الذي يتميّز بتعدد الضرائب، الثانية تفرض على الأشخاص المعنويين والمتعلقة بالضريبة على أرباح الشركات IBS بحيث أنّ هذه الضريبة تعتبر الاختيار الحالي لمختلف الدول وذلك تحت مدلول تطبيق ضريبة مستقلة على خلاف ما كان عليه في السابق حسب النظام النوعي، والهدف من هذا الإصلاح هو تنظيم اقتصادي بفضل التخفيض في نسبة الاقتطاعات الضريبية الأمر الذي يعطي تحفيزا أكبر للاستثمار وذلك

بالاستفادة من مختلف الامتيازات الممنوحة في هذا المجال. وفيما يتعلق بالضرائب غير المباشرة كان العنصر المهم في الإصلاح هو إدخال ضريبة القيمة المضافة TVA وكانت هذه الضريبة أكثر بساطة من نظام الضرائب غير المباشرة السابقة، وسمحت بتوسيع القاعدة الضريبية وإحداث خفض كبير في المعدّلات الأعلى.
أشرنا سابقا أنّ الهدف من النظام الضريبي الجديد( بعد الإصلاحات) هو تبسيط النظام الضريبي، وتخفيف العبء الضريبي حيث هذا الأخير يحفز المؤسسة على مزاولة نشاطها والتوسع فيه، كما أنّه قد يشجع تكوين مؤسسات جديدة، ومن شروط نجاح أيّ نظام ضريبي وجود إدارة ضريبية فعالة تسهر على تطبيقه ومتابعته، وفي هذا الإطار سجلت سنة 1992 مجموعة إجراءات أتخذت من أجل الحفاظ على الأهداف الأساسية للإصلاح الضريبي خاصة والاقتصادي عامة من أجل استرجاع وتيرة النمو الاقتصادي، هذه الوضعية الجديدة تتطلب من الإدارة الضريبية الفعالية والمردودية ومن أجل ذلك وضعت خطة استراتيجية طموحة بهدف إعادة تنظيم الإدارة الجبائية.
لقد جاء المرسومان 90- 196، 60-91 اللّذين تبنا مبادئ اللامركزية واستقلالية الإدارة الجبائية في تسييرها لهذا ظهرت الإدارة الضريبية في شكلها والمتمثل فيما يلي:
- على المستوى المركزي نجد المديرية العامة،
- على المستوى الجهوي نجد الميديرة الجهوية؛
- على المستوى الولائي نجد المديرية الولائية؛
- المصالح الخارجية والمفتشيات والقباضات.
والملاحظ أنّ هذا التنظيم الجديد يمتاز بالوحدوية وهذا ما يهدف إليه المشرع قصد الوصول إلى جباية تستطيع أن تؤدي أهدافها وخاصة التمويلي، هذا ما أدى بالحكومة إلى توفير طرق وأساليب في الربط في التحصيل وفي التنازع من أجل حسن توافق مع المجتمع المعاصر ومع المعطيات التي أفرزتها الإصلاحات الاقتصادية المنتهجة.
إضافة إلى ما سبق لقد تمّ إعطاء نوع من الاستقلالية للإدارة الجبائية في تسيير شؤونها، كما قامت الإدارة الضريبية بإعداد مخطط معلوماتي بموجب المرسوم 210- 92 أين تمّ إنشاء مديرية مكلفة بقيادة هذه العملية، حيث تمّ إدخال الإعلام الآلي في كل المستويات، بعد أن كانت هذه العملية تتمركز على المستوى المركزي، بالإضافة

للإجراءات السابقة راحت تعمل الإدارة المركزية والجهوية على التقرب من المواطن عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة أو مطبوعات بالإضافة إلى استعمال وسائل الإعلام المختلفة.
إنّ وجود إدارة ضريبية فعالة ينعكس إيجابيا على مردودية النظام الضريبي السائد. وأخيرا يمكن توضيح هيكل النظام الضريبي بعد الإصلاحات في الجدول التالي:











الجدول رقم(12 ) يوضح هيكل النظام الضريبي لسنة 2004.
الضريبة المعدل
I- الضرائب المباشرة:
- الضريبة على الدخل الإجمالي IRG؛

- الضريبة على أرباح الشركاتIBS؛
- الرسم على النشاط المهنيTAP؛
- الدفع الجزافي VF .
II- الرسوم المماثلة الخاصة:
- الرسم العقاري؛
*- على الأملاك المبنية؛







- الضريبة على الثروة IP؛

- رسم التطهير TA







III- الضرائب غير المباشرة:
- الرسم على القمية المضافة TVA؛

- الضرائب غير المباشرة على الاستهلاك( الكحول، التبغ، الذهب، الفضة، البنزين)
جدول متصاعد بحيث الدخل المعني لا يتجاوز 60000 دج بينما أعلى معدّل 40 الموافق للدخل الذي يزيد عن 3240000 دج
يوجد معدّلين هما: 15، 30؛
2
3




3 بالنسبة للأملاك المبنية بأتم معنى الكلمة؛
10 بالنسبة للأملاك المبنية للاستعمال الكلي الموجودة في مناطق محدّدة؛
5 خاص بالأراضي التي مساحتها أصغر أو تساوي 500متر مربع؛
7 خاص بالألأراضي التي مساحتها أكبر من 500 وأصغر أو تساوي 1000 متر مربع؛
10 بالنسبة للأراضي التي مساحتها أكبر من 1000 متر مربع؛
5 خاص بالأملاك التي توجد في مناطق غير حضرية.
3 بالنسبة للأراضي الفلاحية.
جدول متصاعد بحيث الدخل المعفي يقل أو يساوي 12000000 دج بينما أعلى معدّل يساوي 2.5 الموافق للدخل الذي يزيد عن 50000000 دج.
150 دج للعائلة التي توجد في بلدية لا يتجاوز عدد سكانها 50000 نسمة؛
200 دج للعائلة التي توجد في بلدية التي عدد سكانها أكبر أو يساوي 50000 نسمة؛
400 دج للمحل التجاري الذي يوجد في بلدية عدد سكانها لا يتجاوز 50000 نسمة؛
500 دج للمحل التجاري الذي يوجد في بلدية عدد سكانها أكبر أو يساوي 50000 نسمة.



معدلين هما: 7، 17؛

حسب جدول يحدّد فيه رسم قيمي.

المصدر: ناصر مراد، الإصلاح الضريبي في الجزائر، منشورات بغدادي، 2003، ص ص 149، 151.


3- تحليل تطور إيرادات الموازنة
عرفت إيرادات الموازنة العامة للدولة زيادة مستمرة خلال فترة الدراسة التي استمر اعتمادها بدرجة كبيرة على متحصلات الصادرات البترولية.
3-1- مساهمة الجباية العادية في إيرادات الموازنة
شهدت إيرادات الجباية العادية تطورا ملحوظا إذ انتقلت من 71.700 مليون دج خلال سنة 1990 إلى 241.992 مليون دج سنة 1995 واستمرت ه\ه الزيادة لتصل 329.828 مليون دج سنة 1998 حيث بلغت مساهمتها في الإيرادات الإجمالية 42.5 وهذا راجع للأداء الجيد لحصيلة الضرائب الخاصة بالتجارة، كما ارتفعت حصيلة الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة على الواردات نتيجة تحرير التجارة الخارجية وتوسيع نطاق المبادلات، كما اتجهت الضرائب نحو الارتفاع وذلك نتيجة التدابير المتخذة ضمن برنامج التصحيح الهيكلي الذي جاء فيها رفع معدل الضريبة على الدخل الإجمالي IRG والتقليل من الإعفاءات من الرسم على القيمة المضافة بالإضافة إلى رفع معدل الضريبة على الأرباح المعاد استثمارها من 5 إلى 33 زيادة على انتعاش الضرائب غير المباشرة.
غير أن الجباية العادية عرفت تدهورا ابتداء من سنة 1999 حيث بلغت 314.013 مليون دج و 233.502 كليون دج سنة 2000، إن كان هذا الانخفاض يعرقل نتائج النمو فإنه يطرح مشكل تحصيل الضرائب الناتج عن غياب المتابعة الجبائية الصارمة لكبار المكلفين بالضرائب، ضيق قاعدة الجباية العادية، وتجدر الإشارة إلى الخسارة التي تعاني منها الخزينة العمومية نتيجة الغش والتهرب الضريبي بالإضافة إلى انخفاض الضرائب على الأجور IRG نتيجة لتزايد عمليات التسريح للعمال وغلق المؤسسات.
لقد شهدت إيرادات الجباية العادية تطورا ملحوظا ابتداء من سنة 2001 حيث بلغت 398238 مليون دج أي نسبة 26.4 من الإيرادات الإجمالية، وقد استمرت في التحسن من سنة لأخرى لتصل سنة 2004 إلى 471.200 مليون دج ما يمثل 45.8 من الإيرادات الإجمالية وبمعدل نمو 23.6 هذا التحسن في إيرادات الجباية العادية راجع لعدة عوامل نذكر منها تطبيق تقنية الاقتطاع من المصدر فيما يخص الضريبة على الدخل الإجمالي، والإجراءات المتخذة من طرف الدولة في محاربة الغش الضريبي


والتهرب الضريبي، بالإضافة لتحسن الوضعية المالية للمؤسسات التابعة للقطاع الخاص بفضل التشجيعات التي قدمتها الدولة للقطاع الخاص ومن ثم ارتفاع حصيلة الضريبة على أبراح الشركات IBS.
وأخيرا يمكن تطوير مردود الجباية العادية أكثر عن طريق متابعة صارمة لكون الجباية العادية أكثر استقرارا وأقل تذبذبا من الجباية البترولية وهذا يساعد على الاستقرار الاقتصادي.
3-2- مساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة
تلعب الجباية البترولية دورا هاما في إيرادات الموازنة العامة للدولة ومن ثم تغطية النفقات العامة، حيث يشكل هذا النوع من الجباية المصدر الأساسي للإيرادات العامة.
وقبل التطرق لدور الجباية البترولية يمكن الإشارة إلى أنها عرفت تزايد مستمر من بداية التسعينات إلى غاية بداية الألفية الثالثة 2002 ما عدا التذبذب الذي لحق بها سنة 1993 وكذلك سنة 1998.
من الجدول رقم13 يتضح أن الإيرادات الجبائية البترولية خلال سنة 1990 بلغت 76.200 مليون دج ثم ارتفعت إلى 161.500 مليون دج سنة 1991 ويعود ذلك إلى الطلب الكبير على الموارد البترولية بسبب حرب الخليج وقد استمرت في الزيادة لتصل إلى 564.765 مليون دج سنة 1997 أي بنسبة 60 من الإيرادات الإجمالية.
ثم تراجعت سنة 1998 إلى 378.556 مليون دج بسبب انخفاض سعر برميل النفط رغم هذا تبقى مساهمتها أكبر من مساهمة الجباية العادية ثم تحسنت باستمرار إلى غاية 2001 أين بلغت 956.389 بنسبة 63.52 من الإيرادات الإجمالية أي انخفاض مساهمتها ويرجع هذا الارتفاع إلى التحفيزات والتشجيعات للشراكة الأجنبية، أما انخفاض مساهمتها فيرجع إلى ارتفاع إيرادات الجباية العادية وهو ما تسعى إليه الدولة بهدف تنويع إيراداتها.
ثم تراجعت الجباية البترولية ابتداء من سنة 2002 لتصل إلى 836.060 مليون دج سنة 2003 وحينها بلغت نسبة مساهمتها في موارد الميزانية نسبة 47.80 وهي أصغر نسبة بعد سنة 1994 أي بنسبة تراجع قدرها 2.2، ويمكن تفسير هذا التراجع بانخفاض أسعار تصدير المحروقات الغازية التي عانت من آثار تراجع أسعار النفط الخام.

عرفت إيرادات الجباية البترولية تحسن سنة 2004 حيث بلغت 862.200 مليون دج بمعدل نمو 3 وبنسبة 49.55 مساهمة في إيرادات الميزانية، إن هذا الارتفاع النسبي لأسعار النفط سمح للجزائر أن ترفع من احتياطات الصرف بصفة معتبرة إذ بلغت 43.1 مليار دولار نهاية 2004، وهذا ما يزيد من قوة مقاومة الاقتصاد الوطني إزاء الصدمات الخارجية، وللتذكير أن انهيار أسعار النفط سنة 1998 انعكس على احتياطات الصرف أين بلغت 4.4 مليار دولار نهاية 1999 وأدت هذه الأزمة على غرار أزمة 1986 إلى انهيار الادخار ومن ثم الاستثمار والنمو.
وهكذا رغم أهمية الجباية البترولية في تمويل خزينة الدولة فإنها تبقى مورادا غير مستقرا لارتباطه ومن ثم الاقتصاد الوطني بعدة عوامل خارجية منها:
سعر الصرف، سعر البرميل الخام، الطلب على المحروقات على المستوى الدولي، بالإضافة إلى الظروف المناخية، ومن هنا تظهر حتمية تطوير إيرادات الجباية العادية.
















يمكن أن نورد مجموعة من الجداول التي تتناول تطوّر إيرادات الموازنة، ومعدّلات العبء الضريبي، ومساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة.

االجدول رقم(13 ) يوضح تطوّر إيرادات الموازنة خلال الفترة 1990- 2004.
الوحدة: مليون دج
السنوات نوع الإيرادات مجموع الإيرادات

الجبائية منها البترولية غير الجبائية
1990 147300 76200 5200 152500
1991 244200 161500 4700 248900
1992 302664 193800 9200 311864
1993 300687 179218 13262 313949
1994 398350 222176 78831 477181
1995 578140 336148 33591 611731
1996 786600 495997 38557 825157
1997 878778 564765 47890 926668
1998 708384 378556 66127 774511
1999 874888 560121 75608 950496
2000 1069739 836237 55422 1125161
2001 1354627 956389 150899 1505526
2002 1255412 942904 177388 1432800
2003 1401624 836060 116049 1517673
2004 1603400 862200 15000 1618400

- ONS, Rétrospective Statistique( 1970- 2002), Edition 2005.
- المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي والاجتماعي للسنوات 2000، 2001، 2002، 2003، 2004.
- صندوق النقد العربي، التقرير الاقتصادي العربي الموحد للسنوات 2002، 2003، 2004.














الجدول رقم(14 ) يوضح تطوّر معدّلات العبء الضريبي خلال الفترة 1990- 2004. الوحدة: مليون دج
السنوات الحصيلة الجبائية الناتج الداخلي الخام العبء الضريبي
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 147300
244200
302664
300687
398350
578140
786600
878778
708384
874888
1069739
1354627
1255412
1401624
1603400 554388.1
862132.8
1074695.8
1189724.9
1487403.6
2004994.7
2570028.9
2780168
2830490.7
3238197.5
4123513.9
4260810.7
4537690.6
4758693.8
5379697 26.56
28.32
28.32
25.27
26.78
28.83
30.60
31.61
25.02
27.01
25.97
31.79
27.66
29.45
29.80
المصدر:
- ONS, Rétrospective Statistique (1970- 2002), Edition 2000.
- ONS, Synthèse De Comptabilité Nationale (1990-1996).
- المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي والاجتماعي لسنة 2004.

الجدول رقم(15 ) يوضح مساهمة الجباية البترولية في إيرادات الموازنة خلال الفترة 1990- 2004.
الوحدة مليون دج
السنوات الإيرادات الكلية الجباية البترولية نسبة المساهمة 
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 152500
248900
311864
313949
477181
611731
825157
926668
774511
950496
1125161
1505526
1432800
1517673
1618400 76200
161500
193800
179218
222176
336148
495997
564765
378556
560121
836237
956389
942904
836050
862200 49.97
64.88
62.14
57.08
46.56
54.95
60.10
60.94
48.62
58.92
74.32
63.52
65.80
47.70
49.55
المصدر: من إعداد الطالب بالاعتماد على بيانات الجدول السابق.





الجدول رقم(16 ) يوضح مساهمة الجباية العادية في إيرادات الموازنة خلال الفترة 1990- 2004.
الوحدة: مليون دج
السنوات مجمل الإيرادات الجباية العادية نسبة المساهمة
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 152500
248900
311864
313949
477181
611731
825157
926668
774511
950496
1125161
1505526
1432800
1517673
1618400 71700
82700
108864
121469
176174
241992
290603
314013
329828
314767
233502
398238
312508
565564
741200 47
33.22
34.9
38.7
36.9
39.5
35.2
33.8
42.5
33.11
20.7
26.4
21.8
37.2
45.8
المصدر: من إعداد الطالب بالاعتماد على بيانات الجدول السابق.

المبحث الثالث: الموازنة العامة للدولة في الجزائر
الموازنة العامة كأداة لقياس مدى تطوّر الممارسة الديمقراطية في المجتمع، ومن خلالها تقوم الحكومة بتخصيص الموارد المتاحة لتغطية النفقات اللازمة لإشباع الحاجات العامة، ومن ثمّ تعتبر الموازنة العمة للدولة قلب النظام المالي وجوهره.

1- النظام المالي في الجزائر
شهدت الجزائر عبر تاريخها من العهد العثماني مرورا بالعهد الاستعماري الفرنسي حتى استقلالها أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة تختلف من فترة لأخرى انعكس هذا على النظام المالي الذي عرف هو الآخر عدة تطوّرات تجسدت نتائجها على الموازنة العمة للدولة، ولهذا نحاول أن نتطرق في عجالة لمراحل تطوّر النظام المالي الجزائري في النقاط التالية.
1-1- النظام المالي في المرحلة العثمانية
خلال هذه المرحلة لم يكن هناك تنظيم معين تخضع له الجزائر بل كانت تسير وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وخلال فترة العثمانيين اعتمدت الدولة الجزائرية تنظيما

ماليا معتمدا على مصادر دخل محدّدة مثل باقي الأقطار الإسلامية، حيث تخضع تنظيمات مصادر الدخل في جوهرها لأحكام الشريعة الإسلامية بالإضافة إلى التشريعات العثمانية ويمكن توضيح كل من النظام الضريبي ووجوه الإنفاق كما يلي:
- النظام الضريبي في العهد العثماني يتميز بتعدّد المصادر حيث أنّ هذا النظام لم يستثني أيّ مادة إلاّ وخضعت للضريبة كما يتصف بالواقعية أي يأخذ واقع البلاد ونفسية الآهالي كما يستعين الحكام في عملية التحصيل بشيوخ القبائل وأعيان المناطق لما لهم من نفوذ روحي وقبلي.
- وجوه الانفاق العام: جميع النفقات تتحملها خزينة الدولة ويمكن تقسيم النفقات إلى صنفين هما:
الأول يتعلق بالنفقات الضرورية للمحافظة على الامن الداخلي والخارجي بالإضافة إلى مرتبات الحاكمين والجنود ونفقات التجهيزات الحربية؛
أما النوع الثاني: هذا النوع يساهم في الخزينة العمومية بصورة غير مباشرة عن طريق بيت المال، مؤسسة أوقاف الزكاة، وتعتبر الميزانية العمومية هي القلب النابض للدولة وكانت تمثل رمز سياسة الميزانية العامة للدولة الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي.
1-2- النظام المالي في فترة الاحتلال الفرنسي
غداة دخول الفرنسيين لم يكن هناك تنظيم قائم يخضع له مالية الدولة وكانت تسير وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
تعود بداية ظهور النظام الموازني إلى سنة 1833 حيث قامت لجنة خاصة إلى تقسيم النفقات الخاصة بالجزائر إلى:
- قسم خاص بالحرب وتدعيم النفقات العسكرية؛
- قسم سمي بالميزانية ويدعمّ النفقات المدنية.
كما تمّ دعم إجراء تنظيم الميزانية في المجال الإداري سنة 1834 بأمر تعيين حاكم عام لأملاك الفرنسيين في شمال إفريقيا كلف بإعداد النفقات والإيرادات السنوية والأعمال المنتظر القيام بها تحت وصاية الحرب ويبعث بها إلى وزير الحسابات العمومية، استمرّ الوضع كذلك إلى غاية 1838 سنه تركيز مجموع الصلاحيات في يد مدير المالية طبقا

لأمر 31/10/1838 لكن مع مجيء الماريشال بيجو على رأس الجزائر توقفت إجراءات تطبيق الأمر السابق، ونظرا لزيادة نفقات الحرب مع الأمير عبد القادر- طيّب الله ثراه- طلب الحاكم العام قروض إضافية.
سنة 1844 تمّ اقتراح إدماج الميزانيتين وخضوعها لوزير الحرب وقد أقترح قانون 04/08/1844 المحدّد لميزانية سنة 1845 أنّه ابتداء من سنة 1846 كل الإيرادات والنفقات باستثناء ذات الطابع المحلي والبلدي ستخلف بميزانية الدولة وقد تمّ ذلك فعلا بإصدار أمر 17/01/1845 الذي جعل كل من النفقات والإيرادات المحلية والبلدية في نفس الوثيقة سميت بميزانية البلديات الجزائرية والمقاطعات ثم الدوائر الجزائرية يصادق عليها سنويا من الدوائر الفرنسية.
عرفت الميزانية الجزائرية ومكانتها في الميزانية الفرنسية تغيرات كثيرة خلال الفترة 1845- 1900 يمكن تقسيمها إلى:
- المرحلة الأولى 1845- 1860 التي قسمت إلى فترتين:
*- الفترة من 1846- 1858 أين كانت الميزانية تعدّ وتلحق بوزير الحرب ثم الفترة 1858- 1860 حيث كان يخوّل ذلك إلى الوزارات الخاصة بالجزائر.
- المرحلة الثانية والتي تعرف باسم الاستقلالية المالية الممتدة من 1860- 1881 أين كان الحاكم العام ومساعديه هو الذي يحضر مشروع الميزانية ويرسله إلى وزارة الحرب الذي يلحقه بوزارته ثم حولت إلى وزارة الداخلية.
- المرحلة الثالثة الممتدة من 1881- 1920 ألحقت فيها المصالح الجزائرية بالوزارات المعنية.
ابتداء من سنة 1900 أصبح للجزائر ميزانية خاصة تضم نفقاتها وإيراداتها دون أن يعني ذلك الاعتراف بالاستقلال السياسي- التمتع بالشخصية المعنوية-، وكانت تعدّ من طرف الحاكم تحت مراقبة الوزراء( الداخلية والمالية) ومع مرور الزمن والإصلاحات أخذت الميزانية شكل ميزانية الدولة إذ كانت الجزائر أرض مستقلة أكثر من كونها جماعة محلية، وكانت الميزانية الجزائرية تقسم إلى:
- ميزانية عادية: تضم جميع النفقات العادية للجزائر وتغطى بواسطة الضرائب والرسوم حيث تقسم هذه الميزانية إلى قطاعات وكل قطاع يقسم إلى أبواب والباب هو محل المصادقة.

- ميزانية غير عادية: تضم النفقات غير العادية(_الاستثنائية) وتغطى عن طريق القروض والإعانات.
ومن ثمّ أخذت ميزانية الجزائر صفة ميزانية الدولة وهو ما يبرر تزايّدها المعتبر حيث انتقلت من 65 مليون فرنك فرنسي سنة 1900 إلى 25 مليار فرنك سنة 1947 إلى 110 مليار فرنك سنة 1954.
وأخيرا يمكن القول أنّ هذه الميزانية تشمل تدريجيا كل النفقات العامة سواء نفقات التسيير أو التجهيز إلى درجة التي اضطرت فيها السلطات الفرنسية إلى تقسيمها كالميزانية الفرنسية، وما يمكن استخلاصه من تطوّر النظام المالي المعتمد في الجزائر خلال مرحلة الاحتلال الفرنسي هو ابتداء السمة الاستعمارية لهذا النظام والذي يكون لا محالة متميّز للمصالح الفرنسية هذا من جهة ومن جهة ثانية هو أثر نظام الميزانية الفرنسية في النظام المالي الجزائري والذي يستمر إلى عدة سنوات بعد الاستقلال.
1-3- النظام المالي بعد الاستقلال
غداة الاستقلال استمر العمل بالتشريع الفرنسي المتمثل في أمر 02/01/1959 إلى غاية صدور أمر 32- 65 المؤرخ في 31/12/1965 المتضمن قانون المالية لسنة 1966 والذي لم يكن قانونا للمالية لتلك السنة فحسب بل كان يحمل قواعد تنظيم قانون المالية للسنوات المالية حيث ورد فيه عبارة ابتداء من عدة مرات وتجسد ذلك في:
- التقديم المنفصل لميزانية التشغيل والتجهيز؛
- ابتداء من 67 سيحدّد قانون المالية طبيعة ومبلغ مجموع النفقات والموارد للدولة؛
- إدخال قواعد ذات طبيعة جبائية؛
كما أنّ المشروع كان كل مرة أثناء تطبيق الميزانية يدخل كلما كان ذلك ضروريا قواعد جديدة عبر قوانين المالية. وبهدف إلغاء التشريع الفرنسي وكل سماته كان ينبغي سدّ جميع التغيّرات عن طريق قوانين جزائرية وهو ما شرع في التحضير له منذ المؤتمر الاستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني سنة 1980، الذي كان بداية للتحوّل عن المرحلة

البومدينية التي كان فيها كل شيئ مركزيا ويقتضي التحوّل على اللامركزية مع وجود القوانين التي تضبط الممارسات وكان من تلك القوانين.
القانون 17- 84 المؤرخ في 07/07/1984 المنظم لميزانية الدولة والذي يجد سند ومبرر في المادتين 149، 151 من دستور 1976 وأيضا في الأمر الفرنسي 02/01/1959( الذي بقي ساري المفعول إلى غاية 1965).
لقد وضح قانون 17- 84 معنى قانون المالية وأنواعه كما حدّد مصادر موارد الدولة وكيفية الحصول عليها والنفقات وتقسيمها إلى نفقات التشغيل ونفقات الاستثمار والموازنات الملحقة والجماعات والهيئات العمومية والحسابات الخاصة بالميزانية وعمليات الخزينة.
يعتبر قانون 17- 84 القانون المجسد لقانون الموازنة في الجزائر المستقلة، ومع ذلك لم يكن يخلو من النقائص التي تم تلافي البعض منها بواسطة قوانين ومراسيم مختلفة منها:
- القانون 88-05 المعدّل والمتمم لقانون 17-84 المتعلق بقوانين المالية؛
- القانون 90-21 المتعلق بالمحاسبة العمومية مثل ميزانيات وعمليات المجلس الوطني الشعبي ومجلس الأمة...الخ؛
- المرسوم التشريعي 15-93 المؤرخ في 14/12/1993 والمعدّل لبعض مواد القانون 84-17.
بالرغم من أهمية الجانب التشريعي الذي تكفل به القانون المتعلق بالقانون إلاّ أنّ حاجة الاقتصاد الوطني إلى التطوّر ومسايرة التحوّلات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى جعل المالية العمومية أداة فعالة في هذا المجال فإنّ الأمر يتطلب تحديد الإطار المنهجي للميزاينة العامة للدولة في الجزائر.
2- مفهوم الموازنة العامة للدولة في الجزائر
يرتبط مفهوم الميزانية العامة بمجموعة التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلاقتها بالمجال التشريعي.


2-1- تعريف الموازنة العامة في التشريع الجزائري
يعتبر قانون 84-17 القانون المجسّد لقانون الميزانية في الجزائر حيث عرفها في المادة 06 الميزانية بأنها تتشكل من الإيرادات والنفقات النهائية للدولة المحدّدة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفق الأحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها.
كما يعرف قانون 90-21 الميزانية بأنها الوثيقة التي تقدّر للسنة المدنية مجموع الإيرادات والنفقات الخاصة بالتسيير والاستثمار ومنها نفقات التجهيز الداخلة والنفقات بالرأسمال وترخص بها.
من خلال التعريفين السابقين يمكن تعريف الموازنة العامة للدولة في الجزائر هي وثيقة تشريعية سنوية تقرر الموارد والنفقات النهائية للدولة وترخص بها بهدف تسيير وتجهيز المرافق العمومية.
2-1-1- تعريف قانون المالية وأنواعه
لقد اعتمد المشرع الجزائري في تعريفه لقانون المالية على الأمر 02/01/1959( التشريع الفرنسي) حيث جاء به أنّ قوانين المالية تحدّد الطبيعة والمبالغ والتخصيصات لكل الموارد والأعباء العامة للدولة مع مراعاة التوازن الاقتصادي والمالي الذي تحدّده وقد بقي هذا المفهوم سائد إلى غاية صدور قانون 84-17 وقد جاء بهذا القانون في المادة 6 منه إنّ الإيرادات والنفقات النهائية للدولة تحدّد سنويا بموجب قانون المالية كما توزع وفق الأحكام التشريعية، وهي شكل الموازنة العامة للدولة).
من خلال هذه النصوص يتضح أنّ الميزانية تتشكل من الإيرادات والنفقات فهي إذن عبارة عن مجموعة حسابات في حين أنّ قانون المالية يرخص بإيجاز هذه النفقات والإيرادات وبالتالي فهو الحامل للميزانية من مجرد وثيقة حكومية إلى قانون ملزم التطبيق بمعنى آخر أنّ قانون المالية يمثل الرخصة التشريعية لإنجاز الموازنة وبالتالي لا يمكن اعتماد وتنفيذ الموازنة إلاّ من خلال قوانين المالية لأنّ إجازتها تتم من قبل السلطات التشريعية وتكون على شكل قانون وهذه الإجازة من البرلمان شرع في تطبيقها من 1978 سنة تنصيب أول مجلس شعبي وطني سابقا كانت من صلاحية مجلس الثورة.


2-1-2- أنواع قوانين المالية
تضمن قانون 84-17 في المادة 02 مختلف قوانين المالية وهي: قانون المالية السنوي، قانون المالية التكميلي، قانون المالية المعدّل ثم قانون ضبط الموازنة.
أ- قانون المالية السنوي: إنّ قانون المالية يخضع أساسا إلى مبادئ المالية العامة بما يتناسب مع مبدأ السنوية حيث يتضمن الاعتمادات السنوية وحجم الموارد وطبيعتها ومبلغها وطرق تحصيلها، ومنه فإنّ هذا القانون يرخص سنويا الاقتطاعات الضريبية كما يخصص الاعتمادات الخاصة بالتسيير والتجهيز.
إنّ قانون المالية السنوي يتكون من جزئين:
- الأول يتضمن الأحكام المتعلقة بتحصيل الموارد العمومية والطرق والوسائل التي تضمن سير المصالح العمومية والمحافظة على التوازنات العمومية المالية الداخلية والخارجية؛
- أما الثاني يتضمن المبلغ الإجمالي للإعتمادات المطبقة بصدد الموازنة العامة للدولة والموزعة حسب طبيعة النفقة( تسيير، تجهيز).
ب- قانون المالية التكميلي والمعدّل: إنّ الاعتمادات المفتوحة للإدارات العمومية غير محدّدة وغالبا ما يتجاوز المبالغ المقدرة في بداية السنة ولهذا تضطر الحكومة إلى وضع قانون مالية تكميلي يتماشى والتغيّرات الجديدة ثم المصادقة عليه من قبل البرلمان.
إنّ قانون المالية التكميلي يصدر لغرض تغيير تقديرات الإيرادات أو خلق إيرادات جديدة أو الترخيص بنفقات جديدة. إنّ قانون المالية المعدّل هو تصريح بالمطابقة أي التنفيذ الحقيقي للموازنة حسب المصادقة الأولية والتي تمّ تعديلها بمختلف قوانين المالية المصححة بموافقة الحكومة في إطار الحالات الطارئة.
ج- قانون ضبط الميزانية: تناول قانون 84-17 في المادة الخامسة قانون ضبط الميزانية حيث يشكّل الوثيقة التي يثبت بمقتضاها تنفيذ قانون المالية وعند الاقتضاء قوانين المالية التكميلية والمعدّلة الخاصة بكل سنة مالية. الهدف منه هو ضبط النتائج المالية لكل سنة وإجازة الفروقات بين ما تمّ تنفيذه فعلا وما كان متوقع كما يعتبر أداة لرقابة التنفيذ من طرف السلطة التشريعية، كما يعتبر أداة أساسية في تقدير بيانات الميزانيات المستقبلية، ويقوم هذا القانون بعرض النتائج وبالإضافة إلى توضيح البيانات فهو يضبط رصيد الميزانية( فائض أو عجز) الذي تحقق.

2-2- مبادئ الموازنة العامة في الجزائر
تخضع الموازنة العامة في الجزائر في مرحلة تحضيرها وإعدادها لمجموعة من المبادئ أو ما يطلق عليها اسم القواعد الفنية للميزانية التي تهدف إلى تمكين البرلمان من مراقبة النشاط المالي للحكومة ولذلك فهي تتأثر بتغيّر دور الدولة ومدى تدخلها في النشاط الاقتصادي.
ومن البديهي أن يتم إعداد الموازنة العامة في الجزائر على أساس القواعد الفنية التقليدية والتي يمكن حصرها فيما يلي: مبدأ السنوية، مبدأ الوحدة، مبدأ الشمولية، مبدأ التخصيص، مبدأ التوازن.
لقد طرأت على هذه المبادئ عدة استثناءات وعدة تعديلات نتيجة لتطوّر دور الدولة والتغيّرات التي فرضتها التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية والتي كان تأثيرها واضح في النظام الاشتراكي ثمّ التحوّل إلى اقتصاد السوق.
2-2-1- مبدأ السنوية
يقصد به أن ترخيص الموازنة لا يصلح إلاّ لسنة واحدة مقبلة، أي يحدث توقع إجازة نفقات وإيرادات الدولة بالنظر إلى سنة واحدة مقبلة وهو ما يسمح برقابة دائمة من السلطة التشريعية على أعمال السلطة التنفيذية وخاصة فيما يتعلق بالعمليات المالية من جباية وإنفاق وهذا ما يستوجب أن تكون الموازنة دورية والفترة محدّدة، وهذا طبقا لما ورد في قانون 84-17 أنّ قانون المالية يقرّ ويرخص عن كل سنة مدنية بمجمل موارد الدولة ونفقاتها)، والسنة المدنية تضم الفترة 1 جانفي إلى غاية 31 ديسمبر كما هو في الجزائر، وهذا يعني أنّ الحكومة ملزمة بتنفيذ الميزانية خلال سنة إلاّ أنّ هناك عمليات تفوت الإطار السنوي ولهذا ظهر على هذا المبدأ استثناءات ( أي الخروج على مبدأ سنوية الميزانية) وتستنبط هذه الاستثناءات من اعتبارين مختلفين :
- من جهة لاعتبارات فنية وتطبيقية تتعلق بتصحيح آثار مبدأ سنوية الميزانية العامة للدولة؛
- ومن جهة أخرى لاعتبارات سياسية واقتصادية متعلقة بمشاكل الاستثمارات المخططة والبرامج يسمح بإعطاء الترخيص المالي أثر يتعدى كثيرا الإطار الضيّق للسنة، ويمكن

حصر هذه الاستثناءات فيما يلي: عمليات برامج التجهيز، ترحيل الاعتمادات، الميزانية الشهرية، الاعتمادات التكميلية.
2-2-2 مبدأ وحدة الموازنة
يقصد بهذا المبدأ أن تخصص موازنة واحدة تضم كافة النفقات العامة والإيرادات العامة مهما كانت طبيعتها، بحيث يكون التصويت عليها من طرف السلطة التشريعية مرة واحدة وبشكل عام وحسب هذا المبدأ على الإيرادات والنفقات العامة للدولة أن تظهر في بيان واحد، ثم تصنف بشكل مفصل ومتجانس حتى يسهل التعرف على المركز المالي للدولة كما تمكّن أيضا من عملية التحليل والمقارنة ومن ثمّ التأكد من وجود توازن أو عدمه في الموازنة العامة للدولة.
كما يسمح هذا المبدأ للسلطة التشريعية القيام بعملية المراقبة والتعرف على السياسة المالية المعتمدة من طرف الحكومة إلاّ أنّ التطوّر الذي لحق بالسلطة المالية للدولة وتعدد وظائفها لهذا أظهرت بعض الاستثناءات على مبدأ وحدة الموازنة ويمكن ذكرها فيما يلي:
- الميزانية الملحقة: هناك بعض المؤسسات العمومية لا تتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة عن شخصية الدولة، فتعتمد الدولة منحها ميزانية مستقلة إلاّ أنّ هذه الميزانية تلحق الموازنة العامة وهذا ما نصّ عليه قانون 84-17 في المادة 44- 45 ( مثل الموازنة الخاصة بالبريد والمواصلات)؛
- الحسابات الخاصة بالخزينة: تمثل هذه الحسابات التعديل الثاني على مبدأ وحدة الموازنة العامة للدولة في الجزائر وقد خصص قانون 84-17 لهذه الحسابات 14 مادة( 48- 61) وتتمثل هذه الحسابات في الحسابات المفتوحة في كتابات الخزينة تقيّد فيها عمليات الإيرادات والنفقات لمصالح الدولة، التي تجريها تنفيذا لأحكام قانون المالية ولكن خارج الميزانية العامة للدولة ، وقد صنّف قانون 84-17 هذه الحسابات إلى: الحسابات التجارية، حسابات التخصيص الخاص، حسابات التسبيقات، حسابات القروض، حسابات التسوية مع الحكومات الأجنبية كالمساعدات للدول.

2-2-3- مبدأ شمولية الموازنة العامة
ويقصد بهذا المبدأ إدراج كافة الإيرادات والنفقات في ميزانية الدولة دون إجراء أي مقاصة أو تخصيص بينهما ومنه يكون مبدأ الشمولية مكمل لمبدأ الوحدة، كما أنّ هذا المبدأ يقوم على قاعدتين هما:
- قاعدة الناتج الخام أي أنّ الإيرادات والنفقات تسجل بمبلغها الخام( عدم المقاصة)؛
- قاعدة عدم التخصيص أي أنّ مجموع الإيرادات تخصص لتغطية مجموع النفقات (عدم تخصيص الإيرادات) إلاّ أنّه في حالة عدم كفاية الإيرادات المخصصة لتغطية نفقة ما يجوز للهيئة الإدارية المعنية أن تطلب إعانة من الدولة بهدف تغطية الجزء المتبقي من النفقة ( المادة 8 من قانون 84-17) والمتمثلة في استثناءات مبدأ الشمولية يمكن أن ينص القانون صراحة على تخصيص الموارد لتغطية بعض النفقات)، وتكتسي هذه العمليات حسب الأشكال التالية: الميزانيات الملحقة، الحسابات الخاصة بالخزينة.
2-2-4- مبدأ توازن الموازنة
إنّ مبدأ توازن الموازنة العامة في الجزائر يوضع في إطار خاص، حيث أنّه لغاية سنة 1965 كانت النفقات العامة للدولة( التسيير، التجهيز) تظهر في الموازنة العامة.
وابتداء من مرحلة تطبيق مخططات التنمية بدأت تظهر الإختلالات المالية، حيث برزت مشاكل التمويل فعلى الرغم من تواضع محتوى المخطط الأول 1967- 1969 غير أنّه أحدث مشاكل للخزينة وقد تتفاقم هذه المشاكل وتزداد حدّتها خلال المخططات التنموية الأخرى إن لم تنبع سياسة مالية عقلانية لكون موارد الميزانية العامة للدولة تسيطر عليها الجباية البترولية، الأمر الذي يزيد من حدة مشكل تمويل التنمية واتساع الحاجات الاجتماعية.
وسوف نبحث عن مدى تطبيق مبدأ توازن الموازنة في الجزائر خلال فترة دراستنا هذه، وفي ظل الإصلاحات الهيكلية التي انتهجتها الجزائر بالإضافة إلى معرفة موقع التوازن الاقتصادي من هذه الإصلاحات وهذا ما نتناوله في المبحث الرابع من هذا الفصل والدراسة ككل.

2-3- هيكل الموازنة العامة في الجزائر
لدراسة هيكل الموازنة العامة لدولة ما يجب معرفة المعايير التي تصنف على أساسها عمليات الميزانية سواء تعلق الأمر بعمليات النفقات العامة أو الإيرادات. فقبل صدور قانون 84-17 كانت الجزائر تعتمد على القوانين المستوحاة من التشريع الفرنسي، وبصدور قانون 84-17 الذي أصبح أهم مرجع في المالية العامة والذي تمّ تعديله عدة مرات.
تتكون الموازنة العامة في الجزائر من جانبين : النفقات العامة، الإيرادات العامة.
وهنا نحاول وباختصار التطرق إلى المعايير التي تبوّب على أساسها مكونات الميزانية العامة في الجزائر أي تبويب النفقات العامة في الجزائر، تبويب الإيرادات العامة في الجزائر.
2-3-1- تبويب النفقات العامة في الجزائر
لقد تغيّر نوع التبويب مع تغيّر دور الدولة لما كان دورها تقليدي ساد التبويب الإداري ثم ظهرت عدة أصناف أكثر دقة كالتبويب الإداري والاقتصادي والمالي.
أ- التبويب الإداري: تبوّب النفقات العامة في الجزائر وفق معيارين:
- التبويب حسب الوزارات: أي حسب الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيير؛
- التبويب حسب طبيعة الاعتمادات: أي توزع حسب الحالات على الفصول أو القطاعات؛
ب- التبويب الوظيفي: حسب هذا التصنيف تقسم الوظائف في الجزائر إلى أربعة مجموعات كبيرة وهي:
- الخدمات العامة كالإدارة العامة والأمن؛
- الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم؛
- الخدمات الاقتصادية كالفلاحة والصناعة؛
- النفقات غير القابلة للتخصيص فائدة الدين العام.
علما أنّ قانون المالية لا يقدم صورة عن هذا النوع من التبويب.

ج- التبويب الاقتصادي: يعتبر هذا النوع ذو أهمية بالغة نظرا لتأثير النفقات على الاقتصاد الوطني ككل، وحسب هذا النوع تقسم النفقات إلى:
- نفقات التسيير( النفقات الجارية) ونفقات التجهيز( نفقات الاستثمار)؛
- نفقات المصالح الإدارية ونفقات التحويل أو إعادة التوزيع؛
إنّ نفقات المصالح تهدف إلى مكافأة المنافع والخدمات والأدوات المقدمة للإدارة وهي ضرورية لسيرها ، أما نفقات التحويل تمثل نوع من العدالة في توزيع الدخل الوطني.
د- التبويب المالي: من الناحية المالية تقسم النفقات إلى ثلاثة أنواع وهي:
- النفقات النهائية: وتمثل الحق المشترك في توزيع الأموال العامة حيث أنّه عندما تخرج الأموال العامة فإنّ خروجها نهائي فمثلا دفع راتب موظف أو نفقة ناتجة عن عملية أشغال عمومية فهي تكاليف نهائية؛
- النفقات المؤقتة: تمثل جزء من حركة الأموال الخارجة من الصناديق العمومية بصفة مؤقتة حيث أنّ هذه النفقات تتعلق بالخزينة.
2-3-2- تبويب الإيرادات العامة في الجزائر
تبوّب الإيرادات عكس النفقات التي تبوّب حسب الأهداف التي تحققها، ولذلك فإنّ تبويب الإيرادات ينسجم مع التبويب القانوني بالإضافة إلى التبويب الاقتصادي.
أ- التبويب القانوني: يستند هذا النوع على أساس استخدام القوة العمومية من طرف الهيئات المخوّل لها ذلك خلال عملية التحصيل للإيرادات العامة، حيث يمكن للسلطات العمومية أن تلجأ إلى السلطة القانونية عند تحصيل الإيرادات واللجوء إلى التدابير الآمرة والناهية التي خولها لها القانون.
ب- التبويب الاقتصادي: يعتمد على مصدر الاقتطاع ومن هنا يمكن ان نميّز بين التبويب قبل الإصلاحات 1991 الذي كان يعتمد على الضرائب على الدخل، الضرائب على رأس المال( الثروة) وضرائب الاستغلال، أما التبويب بعد 1991 كان يعتمد الضرائب على الدخل والضرائب على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة...الخ.
إنّ إيرادات ونفقات الموازنة العامة التي من خلالها يتم التعبير عن اختيارات الموازنة وفقا لمدونة تسمح بترقيم وتبويب عمليات إيرادات ونفقات الدولة وهو ما يعرف بمدونة الميزانية العامة.

- مدونة إيرادات الموازنة العامة أو ما يعرف بالجدول (أ) الملحق بقانون المالية( أنظر المبحث السابق مباشرة).
- مدونة النفقات العامة التي تظهر في جدولين هما الجدول (ب) يتعلق بميزانية التسيير، أما الثاني (ج) خاص بميزانية التجهيز( أنظر المبحث الأول من هذا الفصل).
3- دورة الموازنة العامة في الجزائر
تعرف دورة الموازنة العامة بأنها تلك المراحل المتعاقبة والمتداخلة التي تمر بها ميزانية الدولة، وهذه المراحل متبعة في جميع الأنظمة المالية للدول ويبقى الإختلاف في توزيع المستويات في كل مرحلة والمراحل التي تمر بها الميزانية في الجزائر وهي :

3-1- إعداد الموازنة العامة للدولة
يقصد بهذه المرحلة تحضير الموازنة عن طريق تحديد مبلغ النفقات التي يجب على الدولة تغطيتها بمواردها الجبائية وغير الجبائية لسنة مقبلة، ويجب أن تقدر النفقات قبل الإيرادات وهو ما يلزم الدولة بضمان السير الحسن لمصالحها.
3-1-1- السلطة المكلفة بتحضير مشروع الميزانية
يتولى مهمة تحضير مشروع الميزانية في مختلف دول العالم على اختلاف أنظمتها السلطة التنفيذية ويرجع ذلك لعدة أسباب:
- السلطة التنفيذية هي الوحيدة التي تملك كل المعلومات الضرورية؛
- تملك الهيئات والإطارات المختصة في ذلك لوضع الخطط المستقبلية.
- بمأنّ السلطة التنفيذية هي المكلفة بالإعداد فيتم ذلك عن طريق تظافر جهود السلطات الداخلية للسلطة التنفيذية حيث نجد مجموع الوزارات أين تكلف كل واحدة بتحضير ميزانية دائرتها، ثم تجمع وزارة المالية كل المشاريع الصادرة عن مختلف الوزارات، وبعد ذلك يتم إعداد المشروع الأولي للميزانية العامة من طرف وزير المالية الذي يعرضه على مجلس الحكومة وبعد المناقشة يضبط المشروع النهائي للميزانية الذي سيعرض على السلطة التشريعية( المجلس الشعبي الوطني).
يمكن للسلطات السياسية أن تتدخل في تحضير مشروع الميزانية وذلك لما لها من صلاحيات والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

أولا: مساهمة رئيس الجمهورية: حيث يتمتع هذا الأخير بسلطة كبيرة في تحضير الميزانية لسببين هما:
- ترأسه مجلس الوزراء أين يكون له تأثير على سير المناقشات؛
- باعتباره القاضي الأول في البلاد.
ثانيا: مساهمة رئيس الحكومة: إنّ سلطة رئيس الحكومة تتجلى في توليه ضبط برنامج حكومته وعرضه على مجلس الوزراء أولا والمجلس الشعبي الوطني ثانيا.
وأخيرا أنّ تدخل السلطات السياسية يمكنه إعادة النظر في مشروع الميزانية العامة للدولة.
3-2- إجراءات إعداد مشروع الموازنة العامة
تتميز هذه الإجراءات بمرحلتين أساسيتين هما: إجراءات تقدير الميزانية العامة، إعداد الخطوط الرئيسية للميزانية العامة.
3-2-1- إجراءات تقدير الميزانية العامة
تهدف هذه الإجراءات إلى الوصول بقدر الإمكان إلى نتائج صحيحة.
أ- تقدير النفقات العامة: تقدر نفقات الموازنة العامة على أساس التقدير المباشر من قبل الموظفين المختصين في الوزارات والهيئات العامة، ويجب أن يكون هذا التقدير واقعي وبعيد عن المغالاة حتى يمكن تطبيقه على أرض الواقع، إنّ الطريقة المباشرة المتبعة لتقدير نفقات التسيير تقتضي أن يكون كل مرفق عمومي إداري بتقدير نفقاته مباشرة استنادا إلى الالتزامات المادية المتكرّرة كالأجور والتكاليف الاجتماعية والمصاريف أدوات التسيير وأشغال الصيانة وإعانات التسيير والمصاريف المختلفة.
لقد جاء في قانون 84-17( المادة 25) ينبغي أن تبرر الاعتمادات اللازمة لتغطية نفقات التسيير في كل سنة وفي مجموعها ولا تحوّل الاعتمادات المفتوحة لسنة مالية معينة الحق في تحديدها للسنة الموالية التالية، وهكذا لا يجوز نقل النفقات من سنة لأخرى مما أجبر القائمين على تقدير نفقات التسيير بمراجعة كافة النفقات وتبريرها مهما كان نوعها وحجمها أما تقدير نفقات التجهيز يرتبط بتنفيذ إجراءات الخطة، حيث يمثل مبلغ اعتمادات التجهيز الذي يفتح سنويا بموجب قانون المالية القسط السنوي المرقم من الخطة التنموية، وتجمع الاعتمادات المفتوحة بالنسبة للميزانية العامة وفقا للمخطط الإنمائي السنوي لتغطية نفقات الاستثمار الواقعة على عاتق الدولة.
ب- تقدير الإيرادات العامة: يعتبر الأمر هنا أكثر تعقيدا لأنّ تقدير الإيرادات يقتصر على التنبؤ بكافة المتغيّرات الاقتصادية الداخلية والخارجية وخاصة أنّ إيرادات الميزانية الجزائرية تعتمد بشكل كبير على إيرادات المحروقات والتي هي الأخرى تتأثر بالمتغيّرات الدولية، ما لها من تأثير على أسعار هذه المحروقات.
إنّ تحصيل الإيرادات يقوم على أساس آخر البيانات المتحصل عليها في ميدان التحصيل الجبائي والتي تعتبر كأساس في تقدير إيرادات السنة المقبلة مع إدخال أثر التقلبات الاقتصادية المتوقعة.
إنّ الطريقة المستعملة لتقدير الإيرادات العامة في الجزائر هي طريقة التقدير المباشر والتي تقتضي تقدير العائد المحتمل لكل ضريبة انطلاقا من أحدث المعلومات الاقتصادية مع استرشاد القائمين بالتقدير بالإيرادات التي حصلت في السنوات السابقة.
3-2-2- إعداد الخطوط الرئيسية للميزانية
ويقصد بها مختلف عناوين الميزانية العامة التي يتم إعدادها على مستوى المديرية العامة للميزانية بوزارة المالية وفق منهجية معينة مع ترشيد اختيارات الموازنة، وبعد إجراء التعديلات المحتملة على مشروع الميزانية بعد المناقشات ثم يحوّل على مجلس الوزراء للمصادقة عليه ثم يدمج في مشروع قانون المالية ويودع في مكتب المجلس الشعبي الوطني لاعتماده.
3-3- اعتماد وإقرار الموازنة العامة
إنّ مشروع الميزانية الذي أعدته السلطة التنفيذية لا يكون قابل للتنفيذ إلاّ إذا وافقت عليه السلطة التشريعية، ويقصد باعتماد السلطة التشريعية للموازنة العامة المصادقة على توقعات الحكومة الخاصة بالنفقات والإيرادات العامة للسنة المقبلة والموافقة عليها. وبمجرد إيداع مشروع قانون المالية في مكتب المجلس الشعبي الوطني يحول على الفور للّجنة المالية والموازنة لدراسته بعمق وبعد انتهائها تحرر تقريرا نهائيا بمجمل التوضيحات والتعديلات التي تراها مناسبة ثم يحوّل الملف إلى الجلسة العلنية من أجل المناقشة العامة والتصويت. المناقشة من اختصاص البرلمان المنبثق عن دستور 1996 بغرفتين هما المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة التي لها الصلاحية في إعداد القوانين والتصويت عليها. يعرض مشروع قانون المالية على الغرفة الأولى( المجلس الشعبي الوطني) لمناقشتها والمصادقة عليها ثم يرفع مرة ثانية إلى الغرفة الثانية( مجلس
الأمة) بهدف المناقشة والمصادقة كذلك، وهنا قد يقبل المشروع ويصادق عليه أي تأكيد نتيجة الغرفة الأولى أو يرفض.
وقد نصّ قانون 84-17 في مادته 70 على كيفية التصويت على بنود الموازنة العامة فبدلا من التصويت على كل باب من الموازنة أقر التصويت بصفة إجمالية وهذا على خمس مراحل.
- التصويت بصفة إجمالية على الإيرادات العامة؛
- التصويت بصفة إجمالية على الاعتمادات الخاصة للتسيير حسب كل دائرة وزارية؛
- التصويت بصفة نهائية على الجزء السنوي من الاعتمادات المخصصة للتجهيز؛
- التصويت بصفة نهائية على رخص تمويل الاستثمارات؛
- التصويت بصفة إجمالية على الحدّ الأقصى للنفقات حسب كل صنف.
بعد الموافقة على مشروع قانون المالية من طرف الغرفتين(سواء على حاله أو بعد تعديله) يدخل المشروع المعتمد مرحلته الأخيرة وهي الإقرار وهنا يأخذ صفته الرسمية والشرعية ويوقع من طرف رئيس الجمهورية وينشر في الجريدة الرسمية للدولة.
4- الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة في الجزائر
بعد الانتهاء من إعداد واعتماد الموازنة تأتي المرحلة الأخيرة وهي التنفيذ ومن ثمّ المراقبة على التنفيذ، ويقصد بهذه الأخيرة إنفاق المبالغ المدرجة ضمن الموازنة العامة وتحصيل الإيرادات والمبالغ التي أدرجت هي الأخرى في الموازنة، فإنّ كانت السلطة التنفيذية هي المكلفة بإعداد وتحضير الميزانية لأسباب عدة في حين تتكفل السلطة التشريعية بالمصادقة على المشروع، أما مرحلة التنفيذ من اختصاص الحكومة التي تتولى التنفيذ والمراقبة على التنفيذ من خلال الوزارات والهيئات والمؤسسات التابعة لها أما البرلمان فيقوم بالرقابة السياسية معتمدا على مجموعة من الأدوات القانونية، في حين يمارس مجلس المحاسبة الرقابة القضائية.
4-1- تنفيذ الموازنة العامة في الجزائر
يتم تنفيذ عمليات الميزانية العامة من حيث:
- تنفيذ النفقات عن طريق الالتزام والتصفية والأمر بالصرف؛
- تنفيذ الإيرادات عن طريق إجراءات الإثبات والتصفية والتحصيل.

4-1-1- تنفيذ النفقات
إنّ تنفيذ النفقات يشترط شرطين أساسين هما:
- ترخيص الموازنة: التصويت على الميزانية هو شرط مسبق للتنفيذ العادي للنفقات العامة، كما أنّ قانون المالية يقر ويرخص مجمل موارد الدولة وأعبائها لكل سنة؛
- أصل الدين العمومي: إنّ ترخيص الميزانية لا يعطي حق إنشاء الالتزام بالإنفاق وإنما الانفاق فقط، فإذا كان التصويت على الميزانية هو شرط شكل من أجل تنفيذها فإنّ وجود الدين يمثل الشرط الأساسي لذلك.
تنفيذ النفقات يتم من قبل عونين منفصلين هما: الآمر بالصرف الذي مهمته إصدار الأمر بتنفيذ النفقات أي عمله إداري، أما العون الثاني هو المحاسب العمومي والذي تتلخص مهمته في تنفيذ الأمر الصادر إليه من الآمر بالصرف.
وجود هذين العونين ضروري لتنفيذ الميزانية العامة كل حسب اختصاصه وأنّ عمل كل منهما منفصل عن الآخر أي أنّ هناك فصل في صلاحيات كل منهما وذلك لضمان التنفيذ السليم للميزانية العامة.
إنّ تنفيذ عمليات النفقات العامة تمر بمرحلتين هما: المرحلة الإدارية، المرحلة المحاسبية.
أ- المرحلة الإدارية: يشرف على تنفيذها الأمر بالصرف عبر ثلاثة عمليات هي:
*- الارتباط بالنفقة: هو القرار الذي تصدره هيئة عمومية لتأكد على عاتقها إلتزام والذي ينتج عنه نفقة؛
*- تصفية النفقة: تتمثل في استنتاج دين الدولة وتحديد مبلغه، وعملية التصفية هذه تشمل عمليتين: إثبات الخدمة أي أنّ الخدمة قد تمّ إنجازها فعلا، تحديد مبلغ النفقة أي حساب دين الدولة بدقة والتأكد بأنّه مستحق ولم يدفع من قبل.
*- الأمر بدفع النفقة: هي المرحلة الأخيرة وتتمثل في الأمر الموجه إلى المحاسب بدفع النفقة( حوالة الدفع).
ب- المرحلة المحاسبية: وهي عملية دفع المال إلى دائن الدولة أي أنّ دفع النفقة هو الإجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي ويتولى عملية الدفع شخص يختلف عن الآمر بالصرف وهو المحاسب.

4-1-2- تنفيذ الإيرادات( تحصيل الإيرادات) العامة
إنّ نظام تنفيذ الإيرادات يختلف تماما على نظام تنفيذ النفقات، حيث يلزم قانون المالية الحكومة بتحصيل كل الإيرادات المدرجة(المقدرة) في الموازنة العامة، الإيرادات الأساسية للموازنة هي الإيرادات الجبائية وإيرادات أملاك الدولة وبالتالي إجراءات تنفيذ الإيرادات يختلف باختلاف نوع الإجراءات، والإجراءات العامة لتحصيل الإيرادات تتمثل في ثلاثة عمليات متتالية وهي:
أ- الإثبات: وهو الإجراء الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي، حيث انّ الآمر بالصرف والمحاسب العمومي لا ينشؤون) الإيرادات وإنما يتدخلون لضمان تحققها وتصفيتها؛
ب- الإحالة على التحصيل: أي تحديد المبلغ الصحيح الواقعة على المدين لصالح الدائن العمومي والآمر بتحصيلها؛
ج- التحصيل: يمثل الإجراء الذي يتم بموجبه إبراء الديون العمومية، حيث يصدر الآمر بالصرف أوامر الإيرادات ويرسلها إلى المحاسب العمومي وعملية التحصيل تكون حسب طريقتين:
*- التحصيل بالتراضي: أي أنّ المكلف يدفع الضربية المستحقة بتاريخ الاستحقاق؛
*- التحصيل الجبري: أي أنّ إذا تجاوز تاريخ الاستحقاق فإنّه يجوز للمحاسب العمومي أن يلجأ إلى التحصيل الجبري للديون العمومية.
4-2- الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة
تتزامن مرحلة الرقابة مع مرحلة التنفيذ، حيث أنها ذات أهمية بالغة في التشريع المالي الحديث لكونها وسيلة عملية وفعالة تضمن حسن تنفيذ الميزانية العامة للدولة، أي التزام السلطة التنفيذية بالتطبيق الصادق لبنود الموازنة العامة من إيرادات أو نفقات والمحافظة على المال العام ومن ثمّ تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية التي رسمتها الحكومة.
وتصنف الرقابة العامة إما على أساس وقت الرقابة أو السلطة القائمة بالرقابة وهذه الرقابة تتناول شكل النفقة وليس غايتها فهي إذن رقابة لمدى شرعية النفقة وتطابقها مع التشريعات المعمول بها، وتأخذ الرقابة على تنفيذ الميزانية العامة في الجزائر الأشكال التالية: الرقابة الإدارية، الرقابة القضائية، الرقابة البرلمانية.

4-2-1- الرقابة الإدارية
هي رقابة الهيئة التنفيذية على نفسها وبالتالي هي رقابة داخلية وتقوم بها وزارة المالية من خلال الأجهزة المختصة التابعة لها، ويمكن أن نفرق بين ثلاثة أنواع من الرقابة الإدارية وهي:
أولا: الرقابة السابقة على النفقات التي يلتزم بها: يمارس هذا النوع من الرقابة من قبل الأجهزة التالية:
- رقابة مفتش الوظيف العمومي؛
- رقابة المراقب المالي؛
ثانيا: رقابة المحاسب العمومي أثناء التنفيذ: تكون هذه الرقابة أثناء التنفيذ وبعد تأشيرة المراقب المالي( قابل للدفع)؛
ثالثا:رقابة المفتشية العامة للمالية: يصنف هذا النوع ضمن الرقابة اللاحقة على أعمال المحاسب من خلال ما تمّ دفعه أو تحصيله وتقوم بها هيئة مستقلة تابعة لوزير المالية.
4-2-2- رقابة مجلس المحاسبة
باعتبار مجلس المحاسبة هيئة ذات كفاءة قضائية وإدارية فإنها تعمل تحت سلطة رئيس الجمهورية، وتهدف المراقبة التي يمارسها من خلال النتائج التي يتوصل إليها إلى تشجيع الاستعمال الفعال والصارم للموارد والوسائل المادية والأموال العمومية وترقية إجبارية تقديم الحسابات وتطوير شفافية تسيير المالية العمومية.
4-2-3- الرقابة البرلمانية ( التشريعية)
بمأنّ السلطة التشريعية هي التي تصادق على الموازنة العامة فمن الطبيعي أن تشرف على مراقبة تنفيذها وبالتالي المجلس الشعبي الوطني في الجزائر هو الذي يمارس نشاط الرقابة حتى يبقى وفيا لثقة الشعب، وتهدف هذه الرقابة إلى:
- التحقق من أنّ ممارسة المؤسسات الوطنية وتنفيذ القرارات مطابقان للتشريع والتنظيم المعمول بها؛
- التأكد من التسيير السليم للاقتصاد الوطني؛
- السهر على محاربة التبذير والانحرافات والتلاعب بأموال الشعب؛
- محاربة البيروقراطية والتباطؤ في المهام؛

ويمكن للبرلمان أن يمارس وظيفة المراقبة بواسطة:
- الأسئلة الشفوية أو المكتوبة لأيّ عضو من أعضاء الحكومة؛
- استجواب الحكومة؛
- لجان التحقيق: أي يجوز للبرلمان بغرفتيه إنشاء لجنة وفي أي وقت للتحقيق في قضية ما.
3-2-3-1- قانون ضبط الموازنة: يأتي بعد تنفيذ الموازنة العامة يؤكّد مطابقة العمليات المنفذة أثناء السنة مع الترخيصات الأولية والذي مفاده هو :
أن تقدم الحكومة للبرلمان بغرفتيه عرضا عن استعمال الاعتمادات المالية التي أقرتها لكل سنة مالية.
يقرّ هذا القانون حساب نتائج السنة الذي يشمل على الفائض أو العجز بالإضافة إلى نتائج تسيير عمليات الخزينة، ولهذا يعتبر قانون ضبط الموازنة أداة تمكّن البرلمان من مراقبة نتائج تنفيذ الميزانية العامة للدولة المرخصة.
رغم أهمية هذه الأداة غير أنها قد تكون عديمة الفعالية في الجزائر نظرا لعدم تقديم الحكومة القانون للمجلس الشعبي في معاده القانوني بالإضافة إلى تأخر المصادقة عليه من طرف البرلمان.
5- عجز الموازنة العامة في الجزائر
تعتبر الموازنة أهم أدوات السياسة المالية في تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي وضمان تحقيق التشغيل الكامل من خلال التحكم في حجم الانفاق العام والإيرادات العامة وإعادة توزيع الدخل والثروات من خلال السياسة الضريبية والإنفاقية( أنظر المبحث الأول والثاني من هذا الفصل)، ويمكن توضيح بنود الموازنة العامة في الجزائر من خلال الجدول التالي.

جدول رقم(17 ) يوضح تطوّر بنود الموازنة العامة خلال الفترة 1990- 2004
الوحدة: مليون دج
السنوات النفقات العامة الإيرادات العامة الرصيد الناتج الداخلي الخامPIB نسبة الرصيد إلى PIB 
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 152500
248900
311864
313949
477181
611731
825157
926668
774511
950496
1125161
1505526
1432800
1517673
1618400 136500
212100
420131
476627
566329
759617
724609
845196
875739
961682
1178122
1321028
1550646
1752691
1775300 16000
36800
108267
-162678
-89148
-147886
100548
81472
-101228
-11186
-52961
184498
-117846
-235018
-156900 554388.1
862132.8
1074695.8
1189724.9
1487403.6
2004994.7
2570028.9
2780168.0
2830490.7
3238197.5
4123513.9
4260810.7
4537690.6
4758693.8
5379697 2.88
4.26
-10.07
-13.67
-6
-7.37
3.91
2.9
-3.57
-.0.35
-1.28
4.3
-2.6
-4.9
-3
المصدر:
- ONS, Rétrospective Statistique, 1970-2002, Edition 2005
- المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي والاجتماعي للسنوات، 2000، 2001، 2002، 2003، 2004.
- صندوق النقد العربي، التقرير الاقتصادي العربي الموحّد للسنوات 2002، 2003، 2004.









الشكل رقم(19 ) يوضح تطوّر بنود الموازنة العامة خلال الفترة 1990- 2004.













أما عجز الموازنة فهو عبارة عن حدوث فجوة بين الإيرادات المتوقعة والنفقات المتوقعة للدولة، ويأخذ عجز الموازنة العامة شكلين:
أحدهما أن يكون العجز ناتجا عن ضعف الجهاز الإنتاجي للدولة وعدم قدرة الإيرادات العامة ملاحقة التزايّد في النفقات العامة للدولة، وهذا هو الذي يصيب الدول النامية والجزائر واحدة منها، أما الشكل الثاني للعجز فيكون ناتجا عن إتباع إحدى السياسات الاقتصادية التي تخلق هذا العجز في الموازنة العامة وهذا ما يظهر في اقتصاديات الدول المتقدمة.
يعتبر عجز الموازنة العامة للدولة أحد عوامل الاختلال الأساسية التي تعبث بأوضاع التوازن الاقتصادي العام الداخلي.
وفي الجزائر إنّ تزايّد الإنفاق( أنظر الجدول السابق مباشرة) بمعدّلات أعلى من معدّلات تزايّد الإيرادات العامة أدى إلى نشوء ظاهرة عجز الموازنة والتي تتزايّد معدّلاته من سنة لأخرى الأمر الذي يقتضي منا الوقوف على هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ومن ثمّ محاولة وضع سبل لمعالجة هذا العجز المزمن، هذا ما نحاول التطرق له في المبحث الموالي تحت عنوان التوازن الاقتصادي العام في الجزائر.


المبحث الرابع: التوازن الاقتصادي العام الجزائري
ليست ثمة ريب أنّ قرار الحكومة للإصلاحات الاقتصادية الهيكلية قد جاءت وليدة رغبة صادقة في علاج أزمة الاقتصاد الوطني، التي تراكمت أسبابها عبر فترة طويلة نسبيا، وتمثلت تلك الأزمة في اختلال التوازن الداخلي والخارجي واختلال علاقات النمو بين قطاعات الاقتصاد المختلفة، عجز الموازنة العامة للدولة، عدم تناسب كمية النقود مع عرض السلع.
بهدف الوقوف على وضع التوازن الاقتصادي العام للجزائر وموقعه من الإصلاحات التي انتهجتها الحكومة( أنظر الفصل السابق) خلال الفترة 1990- 2004 نتناول الموضوعات التالية: التوازن الداخلي، التوازن الخارجي، التوازن النقدي.
1- التوازن المالي الداخلي
تتأثر المالية العامة بمختلف التوازنات الخارجية لكون الإيرادات تخضع بدرجة كبيرة لما يطرأ على السوق النفطية كون الإيرادات ترتكز بنسب عالية على الجباية البترولية، واعتبارا لما تمثله الميزانية في تمويل الاقتصاد وإنعاشه، يظهر واضحا مدى تبعية وتيرة الإنعاش لمستوى مداخيل الجزائر من إيرادات المحروقات، أما موارد الميزانية الأخرى( الجباية العادية) فهي مرتبطة بوتيرة النشاط الاقتصادي وهذا الأخير تتحكم فيه المتغيّرات الخارجية بدرجة كبيرة وبالأخص سعر النفط وسعر الصرف.
بالرجوع إلى تطوّر بنود الموازنة العامة( أنظر الجدول رقم ) خلال الفترة 1990- 2004 واستنادا إلى بيانات هذا الجدول يمكن القول بانّ النفقات العامة فاقت الإيرادات العامة، وتبعا لذلك تكبدت مالية الدولة عجز مزمن حيث أن أسباب العجوزات في الموازنة العامة ليست وليدة التسعينات فقط ولكن أيضا في الثمانينات ترجع إلى حدّ كبير إلى توسع الإنفاق العام بوتيرة سريعة لا يمكن مواصلتها حيث فاق معدّلها سرعة الزيادة في قاعدة الإيرادات الضريبية للاقتصاد هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ هذه العجوزات التي عرفتها مالية الدولة تتأثر بدرجة كبيرة بإيرادات الجباية البترولية التي ساهمت في إيرادات الموازنة بنسبة زادت عن 50 طوال فترة الدراسة.
يعتبر عجز الموازنة العامة للدولة أحد عوامل الاختلال الأساسية التي تبعث بأوضاع التوازن الاقتصادي العام الداخلي.


1-1- رصيد الميزانية خلال الفترة 1990- 2004
تغيّر رصيد الميزانية العامة خلال هذه الفترة بتغيّر أسعار المحروقات نظرا لكونه يتأثر بدرجة كبيرة بإيرادات الجباية البترولية.
كان رصيد الميزانية مع نهاية الثمانينات في حالة عجز حيث بلغ سنة 1989( 8100 مليون دج) تحوّل هذا الرصيد إلى حالة فائض مع بداية التسعينات كنتائج للإصلاحات التي انتهجتها الدولة حيث بلغ الفائض 16000 مليون دج سنة 1990 تحسن هذا الفائض إلى 36800 سنة 1991 أي ما يمثل نسبة 2.88، 4.26 من الناتج الداخلي الخام، كما أنّ هذا التحسن في رصيد الميزانية يعود كذلك إلى تضاعف إيرادات الجباية البترولية حيث انتقلت من 76200 سنة 1990 إلى 161500 مليون دج سنة 1991.
لكن هذا الفائض لم يستمر حيث ظهر العجز مرة ثانية ابتداء من سنة 1992( 108267 ميلزن دج) تفاقم هذا العجز سنة 1993 حيث أصبح 162267 مليون دج أي ما يمثل 10.07، 13.67 على التوالي من الناتج الداخلي الخام.
يمكن تفسير ذلك بتراجع أسعار النفط إذ بلغت 17.50 دولار للبرميل سنة 1993عوض 24.34 دولار سنة 1990 مع ما ترتب عن ذلك من انخفاض في الجباية البترولية بالإضافة إلى ذلك ارتفاع النفقات العامة فقد ارتفعت سنة 1993 بنسبة 26.49 كما لا ننسى خدمة المديونية الخارجية أين عرفت أكبر نسبة لها من حجم الصادرات خلال فترة الدراسة حيث بلغت 82.2. ويمكن توضيح ذلك عن طريق الجدول التالي.










الجدول رقم(18 )يوضح تطوّر رصيد الموازنة خلال الفترة 1990- 2004
الوحدة ملبون دج
السنوات الرصيد النسية إلى الناتج الدخلي الخام
1990 16000 2.88
1991 36800 4.26
1992 -108267 -10.7
1993 -162678 -13.67
1994 - 89148 -6
1995 -147886 -7.37
1996 100548 3.91
1997 81472 2.9
1998 -101228 -3.57
1999 -11186 -0.35
2000 -52961 -1.28
2001 184498 4.3
2002 -117846 -2.6
2003 -235018 -4.9
2004 -156900 -3
المصدر: من إعداد الطالب بناء على الجدوال السابقة.
















ويمكن تمثيل المعطيات السابقة في منحنى بياني والمتمثل في
الشكل رقم( 20) يوضح تطوّر رصيد الموازنة خلال الفترة 1990- 2004

المصدر: من إعداد الطالب بالاعتماد على معطيات الجدول السابق.

تقلص عجز الموازنة سنة 1994 إلى 89.148 مليون دج والسبب في ذلك هو الإجراءات المنتهجة من طرف الدولة والمتمثلة في تعميق الإصلاحات الهيكلية، غير أنّ هذا العجز زادت حدّته سنة 1995 بسبب تفاقم حجم النفقات التي كانت وتيرة زيادتها أكبر من وتيرة الإيرادات.
لقد نجحت السلطات في ضبط الأوضاع المالية إلى درجة كبيرة منذ عام 1994 وتحول الرصيد من عجز يعادل ما نسبته 13.67 من الناتج الداخلي الخام سنة 1993 إلى عجز يعادل 6 من الناتج الداخلي الخام رغم هذا التحسن في رصيد الميزانية غير أنّ الاقتصاد الوطني يبقى هشا وعرضة للأوضاع الخارجية وخاصة المتعلقة بأسعار النفط.
انهيار أسعار المحروقات سنة 1998( 12.85 دولار) انعكس على إيرادات الجباية البترولية مما حوّل رصيد الميزانية من فائض يعادل 2.9 من الناتج الداخلي الخام سنة 1997 إلى عجز 101228 مليون دج أي ما يعادل 3.57 من الناتج الداخلي الخام.
إنّ الأوضاع البترولية السلبية سنة 1998 استمرت آثارها إلى غاية نهاية السداسي الأول من سنة 1999 أين سجل سوق النفط تحسنا سمح بتقليص العجز 11186 مليون دج أي ما يعادل 0.35 من الناتج الداخلي الخام، وهكذا عرفت توازنات الميزانية مع نهاية عشرية التسعينات تطوّرا ملحوظا تبعا لتغيّرات أسعار المحروقات.
تغيّرت توازنات الميزانية خلال سنة 2000 بتغيّر أسعار المحروقات نظرا لحصة الجباية البترولية في مجموع إيرادات الميزانية حيث ترتب عن ذلك عجز الميزانية قدره 52961 مليون دج ما يعادل 1.28 من الناتج الداخلي الخام، وخلال سنة 2001 ترتب عن توازنات الميزانية فائض قدره 184498 مليون دج ما يعادل 4.3 من الناتج الداخلي الخام وهذا راجع إلى ارتفاع الإيرادات بمعدّل أكبر من معدّل النفقات. لكن هذا الفائض تحوّل بدخول سنة 2002 إلى عجز رهيب إذ بلغ 117846 مليون دج أي ما يعادل 2.6 واستمر هذا العجز في الارتفاع حيث عرفت توازنات الميزانية سنة 2003 أكبر عجز خلال فترة دراستنا هذه إذ بلغ 235018 مليون دج ما يمثل 5 من الناتج الداخلي الخام، ويعدّ هذا العجز نتيجة التزايّد الكبير في النفقات 13 بالنظر إلى الانخفاض الأول حدة للعائدات ( -3.7) ويعود تفسير انخفاض العائدات إلى مستوى أسعار النفط التي بلغت 19 دولار لبرميل.

استمر هذا العجز خلال سنة 2004 لكن بأقل حدة من سنة 2003 وهذا راجع إلى تفاقم النفقات التي تزايّدت بمعدّل أكبر من معدّل تغيّر الإيرادات.
مما سبق يتضح أنّ الاقتصاد الجزائري تميّز بعجز مزمن في الموازنة العامة للدولة والذي يعتبر أحد عوامل الاختلال الأساسية التي حلت بالتوازن المالي الداخلي، ويمكن حصر أسباب استمرار العجز في أغلب سنوات فترة الدراسة إلى سببين أساسين هما:
- زيادة النفقات العامة للدولة بمعدّلات عالية ومتزايّدة؛
- انخفاض الإيرادات العامة التي تبقى عرضة التغيّرات الخارجية والمتعلقة بأسعار المحروقات على وجه الخصوص لكون إيرادات الموازنة تعتمد بشكل كبير على الجباية البترولية.
وإجمالا فإنّ التوازن الداخلي للاقتصاد الوطني يعاني من اختلال يتمثل في عدم التناسب بين الإيرادات العامة والإنفاق العام وقد تمثلت الإختلالات أساسا في نمو النفقات العامة بمعدّل أعلى من نمو الإيرادات العامة المتاحة محدودة المصادر



2- التوازن المالي الخارجي*
حقق ميزان المدفوعات ككل فائض في أغلب السنوات لفترة الدراسة، ففي السنوات الأولى من فترة التسعينات حقق ميزان المدفوعات ككل فائض متواصل حيث تزايّد من 84 مليون دولار عام 1990 ليصل إلى 302 مليون دولار في سنة 1993.
تحول هذا الفائض إلى عجز ابتداء من سنة 1994 أين بلغ 3999 مليون دولار تطور هذا العجز إلى 5550 عام 1995 ثمّ تراجع ليصل 1700 سنة 1998، وترجع هذه العجوزات في ميزان المدفوعات إلى عجز الميزان التجاري حيث بلغ سنة 1994، 260 مليون دولار بالإضافة إلى عجز ميزان الخدمات وعجز حساب رأس المال لقد سجل الميزان التجاري خلال سنة 1995 عجز يقدر بـ: 700 مليون دولار حيث عرفت الواردات ارتفاع قدر بـ: 19.80 بينما ارتفاع الصادرات يمثل 14.65 جاء هذا الاختلال في تطوّر هيكلة التجارة الخارجية ليعمق من عجز الميزان التجاري.

خلال سنة 1999 حقق الميزان التجاري فائضا قيمته 2958 مليون دولار، وجاء هذا الفائض في مستوى الميزان التجاري نتيجة ارتفاع الصادرات التي بلغت قيمتها 12125 مليون دولار مقابل 9166 مليون من الواردات غير أنّ هذا الفائض لم يكن ممكنا دون الارتفاع الكبير لأسعار البترول حتى وإن حدث ذلك فإنّه مرة أخرى دليل قاطع لمدى تبعية الاقتصاد الوطني للمحروقات.
يظهر ميزان المدفوعات سنة 1999 الاتجاهات التالية:
- استفادة توازن الحساب الخارجي الجاري بسبب ارتفاع أسعار البترول حيث قدّر بـ: 20 دولار بدلا من 900 دولار سنة 1998؛
- توسيع عجز حساب رأس المال ويفسر ذلك بزيادة قيمة رؤوس الأموال المدفوعة على المدى المتوسط والطويل؛
أما خلال الألفية الثالثة( السنوات الأولى) حقق ميزان المدفوعات فائض معتبر ومتواصل. لقد حقق الميزان التجاري سنة 2000 فائض قدره 12300 مليون دولار وترجع هذه النتائج الجيّدة إلى تحسين أسعار المحروقات في السوق الدولية. والجدول الموالي يوضح ذلك.










قديم 2013-03-22, 15:49   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجدول رقم(19 ) يوضح تطور رصيد ميزان المدفوعات للجزائر للفترة 1990- 2004.
السنوات الرصيد

1990 84
1991 529
1992 67
1993 302
1994 -3999
1995 -5550
1996 -1900
1997 1480
1998 -1700
1999 -2410
2000 7789
2001 6190
2002 3650
2003 7590
2004 9100
المصدر: - التقرير الاقتصادي العربي الموحد، سنة 2000، 2002، 2004.
- ONS, Rétrospective Statistique 1970- 2002.


الشكل رقم( 21) يوضح تطوّر ميزان المدفوعات خلال الفترة 1990- 2004

المصدر: من إعداد الطالب بالاعتماد على معطيات الجدول.

في عام 2000 حقق الميزان التجاري فائضا قدره 11.14 مليار دولار، إنّ هذه النتائج تحققت بفضل التحسن الجيّد لأسعار البترول ويعود هذا الفائض إلى مبالغ التصدير المقدرة ب 10.06 مليار دولار ومستوى الاستيراد المقدرة 4.75 مليار دولار دولار. وقد بلغ مبلغ الصادرات خارج المحروقات بـ: 624 مليون دولار وبالرغم من ارتفاع حجم الصادرات خارج المحروقات بالنسبة لسنة 1999 إلاّ أنها تبقى ضعيفة جدا إذ لا تتعدى نسبة 2.9% من مجموع الصادرات.
وما يمكن استنتاجه من هذا المبلغ الزهيد هو عدم وجود سياسة حقيقية لتحفيز الصادرات خارج المحروقات. تميز ميزان المدفوعات خلال سنة 2000 بالاتجاهات التالية:
- تطور الحساب الجاري بشكل إيجابي إلى درجة أن حقق فائض 11% من الناتج الداخلي الخام؛
- استقرار اتجاه حساب رأس المال نحو العجز؛
- وأخيرا يمكن القول أن التوازنات المالية الخارجية كانت مرهونة بأسعار المحروقات بحيث أن انخفاضها يعود حتما على هذه التوازنات.
من الملاحظ استمرارية النتائج الحسنة المسجلة على ميزان المدفوعات خلال الفترة 2000، 2004 ويرجع ذلك لسعر برميل النفط الذي شكل أحد العناصر الأساسية التي تلعب دورا هاما في بناء المالية الداخلية والخارجية، ففي عام 2003 تعززت المؤشرات الخارجية للجزائر خاصة ميزان المدفوعات واحتياطات الصرف في آن واحد بفضل ارتفاع متوسط السعر السنوي لبرميل النفط الذي بلغ 28.9 دولار. وكذا تزايد حجم

صادرات المحروقات التي سجلت ارتفاعا بنسبة 7% بالمقارنة مع سنة 2002، كما ساهمت الظروف المناخية المناسبة للقطاع الفلاحي في تحقيق نفقات الاستيراد التي كانت تشكل عبئا هاما في ميزان السلع والخدمات.
بالمقابل يشكل العجز العام في ميزان الخدمات مصدرا للقلق وأن هذه النتائج السلبية تعد عاملا يساهم في هشاشة تدعيم الوضع الخارجي للجزائر على المدى المتوسط علما أن مسار الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة يتضمن مفاوضات هامة حول الفصل المتعلق بالإتفاق العام حول تجارة الخدمات الذي يعتبر انعكاسات مقيدة سيما أنه يجبر البلدان الأعضاء على فتح كل قطاعاتها للمنافسة الأجنبية.
لقد تجسد تزايد فائض الميزان التجاري خلال سنة 2003 من خلال تدعيم ميزان المدفوعات الخارجية، الذي ساهم بدوره في زيادة تراكم احتياطات الصرف الذي قدر بـ32,9 مليار دولار مع نهاية سنة 2003 أي حوالي ثلاث إضعاف احتياطات سنة 2000 مقابل 23,1 مليار دولار خلال نفس الفترة من سنة 2002.
تشكل مستويات احتياطات الصرف المحققة ضمانا لتموقع أفضل للجزائر على الساحة الاقتصادية الدولية سواء إزاء المستثمرين الأجانب أو ايزاء نظرائهم الوطنين .
و هكذا تواصلت النتائج الحسنة للوضع الخارجي للجزائر خلال سنة 2004 والتي أكدتها المعايير الثلاثة التالية:
تحسن ميزان المدفوعات و حجم احتياطات الصرف، و التحكم في المديونية الخارجية.
سجل ميزان المدفوعات نتائج جيدة خلال سنة 2004 حيث حقق فائضا قدره 9,1 مليار دولار .
و الحدث الظرفي البارز الذي ينبغي الإشارة إليه يكمن في تزايد الواردات هي تلك الخاصية الأساسية لميزان المدفوعات في سنة 2004، فبينما لم يتجاوز مبلغ الواردات 9,35 مليار دولار سنة 2000،قفزت الواردات إلى 18,19 مليار دولار سنة 2004، بزيادة سنوية قدرها 4,4 مليار دولار تستحق هذه الزيادة الهامة من الواردات عناية خاصة، لان اثر الحجم تم في سياق تنفيذ مخطط للإنعاش الاقتصادي و بالتالي هناك ترابط بين انتعاش النمو وبين زيادة الواردات من الخدمات التي بدأت منذ سنة 2003.
بلغت الصادرات 31,71 مليار دولار سنة 2004، و يعتبر سعر البرميل للبترول المتغير الآلي و الحاسم إذا بلغ معدل سعر البرميل 38,6 دولار، و هكذا بعد مرور فترة طويلة

على العلاج الذي كان يتمثل في العديد من التحولات الهيكلية التي تمت في إطار برنامج التعديل الهيكلي، تبقى النتائج الاقتصادية خاضعة إلى التقلبات العنيفة أحيانا لأسعار المحروقات والظروف المناخية.











جدول رقم20 تطور أسعار النفط خلال الفترة (1990-2004)
الوحدة: دولار أمريكي
السنوات سعر البرميل
1990 24,34
1991 21,04
1992 20,03
1993 17,50
1994 16,19
1995 17,41
1996 17,41
1997 21
1998 12,85
1999 13,22
2000 28,07
2001 23,01
2002 24,03
2003 28,02
2004 38,06
المصدر:
, 1992، 1994 ا1990 1991l’algérien en quelque chiffres résultat
- التقرير الاقتصادي العربي الموحد، 2000، 2004
- م- و- إ-إ مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي الاجتماعي السنوات 2000- 2004

و على عكس ما سبق سجل حساب رأس المال عجزا لكن أسباب موضوعية خاصة
و ان البلاد قللتن من الاستدانة و أصبحت تسدد ديونها الخارجية لاسيما التسديد المسبق للديون و هذا العجز هو خيار في السياسة الاقتصادية.
يبرر عجز حساب رأس المال بتسديد المديونية و ذلك بكون سونطراك قامت باستثمارات في الخارج و هذا خلال سنة 2004 قدر عجز هذا الحساب بمبلغ قدره 1,69 مليار دج مقابل 1,37 مليار دولار سنة 2003.
و أخيرا نخلص إلى أن سنة 2004 اتسمت باستمرار الوفرة المالية التي انعكست في التحسن المستمر لميزان المدفوعات عن طريق:
- التراكم المستمر منذ سنة 2000 لاحتياطات الصرف التي تعد من أهم العوامل في مجال الأمن المالي الخارجي من جهة وجعل الاقتصاد الوطني في مأمن من الصدمات الخارجية من جهة أخرى.
- التخلص من حجم المديونية الخارجية.
- الفائض المعتبر الذي حققه الحساب الجاري للميزان المدفوعات بفضل التطور الملائم لسعر برميل النفط.
كان لجميع العوامل انعكاسات ايجابية على الوضع المالي الخارجي للجزائر.
3-التوازن النقدي
انتهجت الجزائر مع مطلع التسعينات عدة إصلاحات اقتصادية و هيكلية و استمرت في تطبيق هذه الإصلاحات طيلة فترة التسعينات و حتى السنوات الأولى من الألفية الثالثة، بهدف المحافظة على التوازنات الاقتصادية العامة، و تهيئة الاقتصاد لتحقيق النمو القابل للاستمرار.
و في هذا الإطار، اعتمدت السلطات النقدية سياسة نقدية تهدف الى تحقيق الاستقرار النقدي و استقرار الأسعار و سعر الصرف، و تنظيم مستويات السيولة المحلية ، بما يتناسب مع متطلبات حركة النشاط الاقتصادي، مع توفير التمويل اللازم للأنشطة الاستثمارية و الإنتاجية لمختلف قطاعات الاقتصاد.
و انطلاقا من هذا نحاول التطرق إلى موضوع التوازن النقدي خلال الفترة 1990-2004 من خلال دراسة و تحليل ظاهرة التضخم التي تعبر عن حالة الاستقرار النقدي، و السيولة الاقتصادية.
3-1- التضخم
واجه الاقتصاد الجزائري خلال سنوات كثيرة من الفترة محل الدراسة ضغوط تضخمية شديدة كما هو موضوع في الجدول الموالي.
أن تذبب معادلات التضخم طيلة الفترة محل الدراسات عن تفاوت الإجراءات و السياسات المتبعة و المحاولات الرامية للحد من الضغوط التضخمية و التي نجحت في بعض السنوات و فشلت في سنوات أخرى.
من الجدول الموالي يتضح أن التضخم عرف عدة مراحل يمكن ذكرها في ما يلي:

- الفترة 1990- 1992 : خلال هذه الفترة عرف التضخم تزايد متواصل حيث بلغ سنة 1992 معدل 31,7% اكبر معدل خلال سنوات الدراسة و تفسير ذلك يرجع إلى عدة عوامل نذكر منها
- التوسع النقدي و المتتالي خلال سنوات هذه الفترة.
- ارتفاع معدلات السيولة.
- تزايد حجم الطلب مع ركود في مستويات الطلب.

جدول 21 تطور معدل التضخم خلال الفترة 1990-2004
الوحدة : %
السنوات معدل التضخم
1990
1991
1992
1993
1994
1995
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004 17.9
25.9
31.7
20.5
29
29.8
18.7
5.6
5.0
2.6
0.34
2.2
1.42
2.6
4.7
المصدر: O.N . S retrospctive statistique 1970.1996 édition
- المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي: مشروع التقرير حول الظرف الاقتصادي و الاجتماعي .لسنوات 2000،2002،2004
- التقرير الاقتصادي الغربي الموحد- سبتمبر 2000.











الشكل رقم 22

المصدر: اعتمادا على معطيات الجدول السابق.
أما سنة 1993 انخفض فيها التضخم إلى معدل (20,5%) أي بـ11 نقطة و ترجع هذه النتائج المشجعة.إلى الإجراءات المتخذة من طرف السلطات النقدية، حيث انخفضت وتيرة التوسع النقدي من 24% إلى 21,62%* ، بالإضافة إلى استقرار مستويات الطلب الكلي.
- الفترة 1994-1995: خلال هذه الفترة ظهر الارتفاع في معدلات التضخم من جديد و كان هذا متزايد من سنة لأخرى إذ بلغ سنة 1995 معدل 29,8 % و يرجع ذلك على الخصوص إلى :
- الركود الذي ميز مستويات العرض الكلي.
- تخصيصات القروض الموجهة للاقتصاد التي لم يكن لها مقابل إنتاجي بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الطلب الكلي.
- الفترة 1996- 1999: خلال هذه الفترة تراجعت معدلات التضخم وهذا ما يؤكد على مواصلة الجهود المتواصلة والرامية للحد من الضغوط التضخمية و نجاحها بداية من عام 1996 و قد بلغ معدل 18,7 فراح هذا
- المعدل يتراجع بصورة متواصلة ليقتصر على معدل 2,6 سنة 1999، و تعود هذه النتائج الحسنة إلى تضافر عدة جهود نذكر منها :
- التحكم في السيولة الاقتصادية، اعتدال وتيرة التوسع النقدي.
- تدني حجم الائتمان المحلي خلال هذه الفترة.
- تراجع مستوى الطلب الكلي بسبب انتشار البطالة التي عرفت خلال السنة اكبر معدل لها (32%)
- الفترة 2000 – 2004 : استمر التضخم في الانخفاض إذ قدرت نسبته سنة 2000 بـ0,34 مقابل 2,6 سنة 1999 و بهذه النسبة للتضخم أصبحت الجزائر من الدول الشريكة الأكثر أهمية و حتى و أن كان يجب بذل المزيد من المجهودات حتى تصبح الجزائر من الدول ذات التضخم المنعدم .
لكن هذه النسبة للتضخم لم تستمر سرعان ما عاد التضخم حيث ارتفع إلى معدل 2.2% سنة 2001 ،ثم تراجع من جديد ليقتصر 1.42%سنة 2002 ثم اخذ معدلات متزايدة من 2.6سنة 2003 ثم 4.7 سنة 2004.
تعود هده النتائج إلى استمرار السيولة المفرطة في السوق النقدية بالإضافة إلى حركة هيكل الطلب على العملة لوسائل الدفع الفورية مثل العملة الائتمانية و الودائع عند الطلب مع ميل أكثر أهمية نحو الودائع عند الطلب .
3-2 السيولة الاقتصادية
عرفت السيولة الاقتصادية معدلات مرتفعة خلال الفترة 1990-2004 لكن إذا كانت نسبة السيولة مرتفعة فذلك يشكل خطر لأنها تعتبر مؤشرا سابقا لعودة زيادة السيولة في الاقتصاد الوطني مما يزيد في التضخم و يقلل من الاستقرار النقدي .
لقد بلغت نسبة السيولة61 % سنة 1990 ثم تراجعت إلى 48 سنة1992 ثم ارتفعت من جديد حيث بلغت 52.7% سنة1993 .



من الجدول الموالي يتضح أن المستوى المعتدل للسيولة إرتبط بالفترة (1995 – 1997 ) حيث عرفت نسبة السيولة سنة 1996 أدنى نسبة لها (35.7% ), و هذا راجع للتطهير النقدي و المالي الذي وضع في إطار برنامج استقرار الاقتصادي الكلي, حيث أن
الامتصاص التدريجي لفوائض السيولة شرع في تحقيق الاستقرار النقدي الذي يبقى الشرط الضروري في استعادة النمو الاقتصادي.
لقد عاودت نسبة السيولة خلال الفترة (1998 – 1999 ) الارتفاع أين بلغت 45% سنة 1999 و هذا الاستقرار في مستوى 45% يفسر بزيادة عمليات إعادة التمويل عن طريق تحويل أموال إعادة الجدولة إلى نقود وهذا يعكس صورة الاقتصاد الوطني الذي طغت عليه العملة النقدية المتداولة, و هذا مؤشر يقلل من الاستقرار النقدي مما يرفع من مستوى التضخم.
و مع مطلع الألفية الثالثة أخذت نسبة السيول في الارتفاع المتواصل حيث بلغت سنة 2000 نسبة
40.2 % و قد قفزت هذه النسبة إلى 71.4% و ذلك سنة 2003 و هي أكبر نسبة خلال سنوات فترة الدراسة.
و للتحكم في الإفراط في السيول قام بنك الجزائر بتكييف أدواته بإحلال تقنية استرجاع السيولة عن طريق المزاد محل الأدوات التقليدية للسياسة النقدية و ذلك منذ أفريل سنة 2002, و أصبحت هذه الأداة التقنية السائدة.
إن الهدف الرئيسي الذي تتوخاه تدخلات بنك الجزائر هو مراقبة التضخم طبقا للمعيار متوسط المدى الذي اعتمدته السلطات في 2000 - 2001 أثناء مناقشات حول مخطط الإنعاش الاقتصادي و لبلوغ هذا الهدف فإن السلطة النقدية المتمثلة في مجلس النقد و القرض تحدد في بداية كل سنة برمجة نقدية من أجل التحكم في وتيرة تطور مختلف العناصر النقدية و جعلها بالتالي تتماشى و الهدف المنشود في مجال التضخم, و عليه أصبح تحقيق نسبة تضخم معتدلة بفضل تضافر سياسة مالية توسعية لكن محصورة في حدود التوازنات المنشودة,و سياسة نقدية حذرة.





جدول رقم 22 تطور الكتلة النقدية خلال الفترة 2004 – 1990 الوحدة مليار دج
السنوات الكتلة النقدية M2 وتيرة التوسع % سيولة الإقتصاد %
1990
343.1 11.5 61.8
1991 416.2 21.3 48.2
1992 515.9 24.0 48.0
1993 627.4 21.6 52.7
1994 723.6 15.3 48.6
1995 799.6 10.5 39.8
1996 919.6 15.0 35.7
1997 1.081.5 18.3 38.9
1998 1.287.9 14.1 45.5
1999 1.454.4 12.9 44.9
2000 1.659.2 14.08 40.2
2001 2.029.2 22.3 49.2
2002 2.901.5 17.3 63.9
2003 3.401.9 17.2 71.4
2004 3.756.2 10.9 69.8
المصدر:
ONS L’Algérie en quelque chiffres 1993 – 1996
ONS Rapport sur a situation économique et sociale année 1999
CNES Rapport sur la conjoncture économique et sociale de l’année 1997,2001, 2004.










خلاصة الفصل السادس
من خلال دراستنا للسياسة المالية المطبقة في الجزائر خلال الفترة 1990- 2004 اتضح لنا أنّ السياسة الانفاقية تميزت بنمو الإنفاق العام وارتفاع معدلاته من سنة لأخرى طول فترة الدراسة نظرا لتوسع نشاط الدولة وقد مثلت نفقات التسيير خلال الفترة كلها حوالي 72% كمتوسط عام بينما مثلت نفقات التجهيز حوالي 37 % من النفقات العامة في أحسن الأحوال.
أما الإيرادات العامة لقد عرفت تزايد متواصل خلال فترة الدراسة التي استمر اعتمادها بدرجة كبيرة على الجباية البترولية حيث مثلت هذه الأخيرة نسبة أكبر من 60% طوال سنوات الدراسة، ولهذا أصبح الاقتصاد الوطني عرضة للمتغيرات الخارجية وخاصة المتعلقة بأسعار النفط.
وكان من نتيجة ذلك أن الموازنة العامة الجزائرية اتصفت بالعجز المزمن والمستمر خلال أغلب سنوات الدراسة ابتداء من سنة 1992 ويرجع استفحال العجز إلى عجز الإيرادات العامة عن ملاحقة الزيادة في الإنفاق العام.
وفيما يتعلق بوضع التوازن العام للاقتصاد الجزائري فإنه يعاني من مشكلات أساسية وجوهرية تعكس في واقع الأمر حقيقة انعدام التوازن البنيوي بصورة عامة، بعابرة أخرى أن الخلل يعتبر هيكليا في الأساس وقد تمثلت الإختلالات في نمو النفقات العامة بمعدلات أكبر من الإيرادات العامة المتاحة والمحدودة المصادر











خلاصة الجزء التطبيقي
صاحب انتقال الجزائر من اقتصاد مخطط مركزيا إلى اقتصاد يعتمد على آليات السوق القيام بعملية ضخمة لإعادة توجيه سياساتها المالية، وتمثلت هذه العملية في مجموعة من الإصلاحات الهيكلية بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية. كانت السياسة المالية في إطار التخطيط المركزي تركز أساسا على تخصيص العائد المحقق من صادرات المحروقات من أجل توفير الخدمات المدنية ذات الحجم الكبير بالإضافة إلى التحويلات والإعانات العامة لكل من الإنتاج والاستهلاك والقيام ببرنامج ضخم من الاستثمارات العامة غير ذات الأولوية.
وفي عام 1986 تدهورت مظاهر الضعف المالي بدرجة كبيرة عندما انخفضت إيرادات الصادرات الهيدروكربونية، وقد نتج عن هذا اختلالات مالية كبيرة التي ما صاحبها من تراكم من دين خارجي حتى أصبحت خدمات المديونية خطرا يهدد الاقتصاد الوطني.
استمرار هذه الإختلالات المالية أجبرت الحكومة على القيام بعمليات تصحيح مالي أكثر قوة في إطار برنامجين بمساندة صندوق النقد الدولي مع مطلع التسعينات كما أن هذه الفترة عرفت ارتفاع حاد في أسعار النفط مما جعل ميزانية الدولة تحقق فائض غير أن هذا الأخير تحول إلى عجز ابتداء من سنة 1992 وهذا راجع لارتباط الاقتصاد الوطني بالإيرادات النفطية.
وبهدف تصحيح الاختلالات المالية والتخفيض من عجوزات الميزانية استمرت الحكومة في تطبيق الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد الوطني عامة والمتعلقة بالسياسة المالية خاصة وقد نجح برنامج التصحيح المنفذ عام 1994 إلى حدّ كثير في تخفيض عجز الميزانية وقد اتخذت الحكومة السياسة الضريبية وسياسة الإنفاق العام كأداة فعالة من أدوات الإدارة الكلية.
وتجدر الإشارة أن السياسة الانفاقية للجزائر خلال الفترة 1990- 2004 تميزت بزيادة معدلات النفقات العامة باستمرار، وأخذت نفقات التسيير حصة الأسد من النفقات الإجمالية ثم تأتي نفقات التجهيز في المرتبة الثانية التي عرفت نوع من الزيادة خلال السنوات الأخيرة من سنوات الدراسة.
أما السياسة الإيرادية تميزت باعتمادها على الجباية البترولية حيث مثلت هذه الأخيرة أكبر من 60% من الإيرادات الإجمالية، غير أنّ الجباية العادية عرفت نوع من التحسن من خلال الإصلاحات الضريبية المنتهجة، والشيء الملاحظ هو أن نسبة زيادة الإيرادات العامة لم تلاحق زيادة النفقات العامة مما أدى إلى نتيجة تمثلت في عجز الميزانية في أغلب سنوات فترة الدراسة وبالتالي أصبح التوازن الداخلي مختل وراجع إلى تأثر التوازن الداخلي بالمتغيرات الخارجية لاعتماده على الإيرادات النفطية.
أما على مستوى التوازن الخارجي حققت الجزائر نتائج حسنة في أغلب سنوات الدراسة وتمثلت هذه النتائج في الفائض الذي حققه ميزان المدفوعات وهذا راجع إلى زيادة صادرات الجزائر وخاصة المحروقات من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، وبالتالي يصبح الاقتصاد الجزائري هشا وعرضة للتغيرات الخارجية .
وأخيرا نخلص إلى أن التوازن الاقتصادي العام للجزائر يعاني من مشكلات أساسية وجوهرية تعكس في واقع الأمر حقيقة انعدام التوازن البنيوي بصورة عامة والمتمثل في العجز الموازني الناتج عن زيادة النفقات بمعدل أكبر من الإيرادات هذا من جهة وتقلب أسعار النفط من جهة أخرى.










قديم 2013-03-22, 15:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لقد وضعتها لك بالتوفيق










قديم 2013-03-22, 15:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
m o u a d
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تنسيني بصالح دعائك
وفقكم الله كلكم










قديم 2013-03-24, 19:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hamidekh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يحفظ خويا
+
كون غير تشوفلي السياسة المالية في أمريكا
و جزاك الله ألف خير










 

الكلمات الدلالية (Tags)
المالية, التقليدي, السياسة, الفكر, النظرية, الكلاسيكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc