الدّرُة العصماء في تسهيل قواعد الإملاء.

[أبو أمامة الباهلي]

إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه.

(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).

(يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُوبكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً).





أما بعد



فاستجابة لطلب بعض الإخوة الأفاضل – جزاهم الله خيراً -، رأيتُ أن أفرد هذه الدروس الميسرة في بابها سميتها "الدّرةُ العصماء في تسهيل قواعد الإملاء"



وتتضمن هذه الدّرة مايلــي:

1- الهمزة في اول الكلمة "همزة القطع والوصل".

2- التاء في آخر الكلمة "المربوطة والمفتوحة".

3- قاعدة مهمة في التفريق بين التاء المربوطة والهاء.

4- قاعدة مهمة في التفريق بين الظاء والضاء.

[أبو أمامة الباهلي]

الدرس الأول: 1- الهمزة في اول الكلمة "همزة القطع والوصل".


ماهــى الهمزة؟

الهمزة من حروف المعاني.



استعمالاتها:

1- تستعمل في النداء، مثل: أبُنيَّ.

2- وفي الاستفهام، مثل: أ سلفيٌ أنت أم إخواني؟.

والهمزة في أول الكلمة إما همزة وصل أو همزة قطع.



أ: همزة القطع:

همزة القطع هي همزةٌ أصلية، تُكتبُ وتنطقُ في أول الكلمة، وعند وصله، وتُرسم في أول الكلمة ألفاً فوقها قطعة على شكل رأس عين هكذا (أ).

مع ملاحظة أنه لايجوزُ ترك همزة القطع، إذ يُعدُّ إهمالها خطأ إملائياً يسبب لبساً عند القاري بينها وبين همزة الوصل، لاسيما في التفريق بين فعل الأمر المبدوء بها، مثل: (اقرأ – اكْتب – اشْرب ... ) .... وهمزة فعل المضارع للمتكلم: (أقرأ – أكتبُ - أشْربُ).

مواضع كتابة همزة القطع:

1- في الحروف التي تبدأ بالهمزة مثل: (إنَّ – أنَّ – أنْ – إلى – أو – أم – إلأ)، ماعدا همزة التعريف في الكلمة المُعرَّفة (أل – مثل: السلفية).

2- في جميع الأسماء المبدوءة بهمزة، مثل: (أسامة – أحمد – إبراهيم ...).

وكذلك الضمائر، مثل: (أنا – أنت – إياك - ...).

3- في أول الأفعال الثلاثية المبدوءة بهمزة، مثل: (أمرَ – أخذَ - ...)، ومصادرها، مثل: (الأمر – الأخذ - ...).

4- في أول فعل الأمر الرباعي، مثل: (أكمل – أكرم – أحسن - ...).

وماضيه، مثل: (أكملَ – أكرمَ – أحسنَ - ...).

قال رسول الله – صل الله عليه وسلم -: (قل أمنتُ بالله ثم استقم).

ومصدره، مثل: (إكمالاً – إكراماً – إحساناً - ...).

5- في أول الفعل المضارع للمتكلم، مثل: (أقرأ – أذاكرُ – أنتظرُ - ...).



مع ملاحظة أن همزة القطع تأتي أولاً وهذا هو درسنا والذي يُكثر فيه الخطأ والزلل، وتأتي وسطاً، مثل: (سأل)، كما تأتي أخراً، مثل: (قرأ).



وبهذا: انتهى الدرس الأول من الدُّرة العصماء، ونسأل الله العلي العظيم أن يكون شرحاً سهلاً يسيراً نافعاً، والحمد لله ربّ العالمين.

ثانياً: همزة الوصل



ماهـــى همزة الوصل؟

هي همزة يتوصل بها المتكلم للنطق بالساكن، أي بالكلمات التي سكن أولها، فهى – همزة الوصل – تُلفظُ في أول الكلمة، وتختفي في النطق عند الوصل بما قبلها، وتُرسمُ ألفاً خالية من القطعة (ء).



مواضعهــا:

1- فعل الأمر الثلاثي المبدوء بهمزة، مثل: (اقرأ – اكتب – اسمع - ...).

2- أمر الفعل الخماسي، مثل: (استمعْ)، وماضيه، مثل: (استمعَ)، ومصدره، مثل: (استماع).

3- أمر الفعل السداسي، مثل: (استغفرْ)، وماضيه، مثل: (استغفرَ)، ومصدره، مثل: (استغفاراً).

4- كلُّ اسم يقبل التعريف بــ (أل)، مثل: (الكتاب – السنة – السلفية – العلماء - ...).

5- بعض الأسماء الموصولة، مثل: (الذي – التي – اللذان – اللتان - ...).

6- بعض الأسماء ، مثل: (اسْم - ابْن – ابْنة – ابْنُم - ابْنان - ابْنتان – ابْنُمَان - اسْت– امرؤ – اثنان – اثنتان – امْرأة).

- أما في جمع: (اسْم – ابْن) فهمزة قطع (أسماء – أبناء).
ن المتأمل في الأخطاء الإملائية يجد أن الأخطاء الشائعة منها تتمثل في الآتي:

1- الهمزات في وسط الكلمة أو آخرها، سواءٌ كانت على الألف أو الواو أو النبرة أو الهمزة المنفردة.

مثال الهمزة على الألف كلمة (سأل - رأى - المرأة).

ومثال الهمزة على الواو (المؤمن - التفاؤل والتشاؤم - تؤجل).

ومثال الهمزة على النبرة - اليء (الوئام - بئر - زئير - رائد - أسئلة).

ومثال الهمزة المنفردة (تفاءل - مبدوء).

2- الألف اللينة في آخر الكلمة أو مايُسمى بالهمزة المتطرفة.

مثل: (الدفء - الشواطئ - التواطؤ).

3- همزة الوصل والفصل، وسبق بيان شئ من ذلك.



4- التاء المربوطة والتاء المفتوحة.

ومثال ذلك (السلفية - سلفيتهُ).

5- اللام الشمسية واللام القمرية.

ومثال ذلك (الَّشمس - الْقمر).

6- الحذف والزيادة.

8- الخلط بين الأصوات المتشابهة أو الحروف المتشابهة رسماً.
2 - التاء في آخر الكلمة (المربوطة والمفتوحة).



- التاء المربوطة



تُرسم التاء المربوطة على هذا الشكل (ـــة).



تعريفها: هى التي يمكن الوقوف عليها بالهاء دون تغيير لمعنى الكلمة



مواضع كتابة التاء المربوطة:

1- في آخر الاسم العلم المفرد سواء اكان مذكراً أم مؤنثاً، إذا فُتح ماقبلها لفظاً أو تقديراً.

ومثال الاسم المفرد المذكر المنتهي بالتاء المريوطة (طلحة الخير - حمزة - معاوية ... وهذه تُسمى اسماء مذكرة معنى لا لفظاً).

ومثال الاسم المفرد المؤنث المنتهي بالتاء المربوطة (فاطمة - عائشة - خديجة - صفية - جويرية ....).



2- في آخر جمع التكسير، إذا لم يكن في مفرده تاء مفتوحة، مثل:

(أساتذة - قضاة - عباقرة - رعاة ...).



3- في آخر الكلمات المؤنثة، مثل:

(آية - سورة - سنة - بدعة - سلفية - خلفية ....).



4- في كلمة (ثَمَّة) الظرفية والتي بمعنى (هناك)؛ للتفريق بينها وبين (ثمة) العاطفة.

مثل: (ثَمَّة) فرقُ بين السنة والبدعة.



5- كما تُكتب التاء المربوطة في صيغة المبالغة، مثل (علّامة - فهّامة - غسالة - على وزن فعالة).



تنبيـــهٌ:

كما أننا ننبه على خطأ كتابة بعض الاسماء الأعجمية بالتاء المفتوحة مثل:

(عصمت - حكمت - شوكت - طلعت - عفت - رحمت (....، والصواب كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (عصمة - حكمت .... إلخ)



والسبب في كتابتها بهذا الصورة الخاطئة - أي بالتاء المفتوحة - هم الأتراك وذلك أيام الحكم التركي للوطن العربي.



ويُقال أنها من أصل فارسي باعتبار أن اللغتين التركية والفارسية لاتوجد بها تاء مربوطة.

على كل حال يجب كتابة هذه الكلمات بالتاء المربوطة؛ لأنها عُربت وانطبقت عليها شروط الاسم المفرد

وهى أن يكون الحرف الذي قبلها مفتوحاً لفظاً أو تقديراً.



ولنا درسُ جديد إن شاء الله - سبحانه تعالى -

والســـلام عليكم ورحمــة اللـــه وبركاتـــه

التاء المفتوحة

التاء المفتوحة: هي التاء التي تُنطق تاء ساكنة عند الوقف عليها في القراءةن وتُكتب مفتوحة في الآتي:

1- في آخر الاسم المفرد الثلاثي الساكن الوسط الذي ينتهي بتاء من أصل الكلمة، مثل:

(زيْت – بيْت – نبْت - ....).

2- في آخر كل اسم غير ثلاثي ينتهي بالتاء، مثل كلمة (نبات).

3- في آخر كل اسم ينتهي بتاء قبلها واو ساكنة، مثل:

(الزيوت – بيروت – عنكبوت).

أو ياء ساكنة كما في (عفريت – كبريت).

أو ينتهي بتاء قبلها كسرة مثل: (صامت).

4- في جمع المؤنث السالم، ومالحق به كما في (الفتيات – الحسنات – السيئات – أولات).

5- في آخر الفعل الملحق به تاء، سواء كان ماقبل التاء متحركاً مثل كلمة (حَفِظَّتْ ....)، أم ساكناً مثل (أدَّيْت ....).

وسواء كانت التاء متصلة بالفعل ساكنة أم متحركة.

6- في المصدر الذي ينتهي فعله بالتاء المفتوحة كما في كلمتي (موت – سُكوت).

7- في الحروف كما في (لات).

8- في اسم فعل الأمر (هات).

9- في اسم الفعل الماضي (هيهات).



الخلاصــــة:

1- التاء المبسوطة هي: التاء التي لانستطيع أن ننطقها هاء عند الوقف عليها.

2- مواضعها:

أ‌- التاء التي تُلحق آخر الفعل هي (تاء التأنيث الساكنة – تاء الفاعل).

ب‌- التاء التي تكون في آخر الأسماء، ولايكون قبلها حرف متحرك بالفتح لفظاً وتقديراً.

ت‌- تاء جمع المؤنث السالم، وما أُلحق به.

ث‌- تاء جمع التكسير إذا كان في مفرده تاء، مثل:

(أصوات – صوت * بيوت – بيت * زيوت – زيت * حوت – حوتة * سكوت – سكتة ....)



التفريق بين حرفي الظاء والضاء



هناك بعض الحروف التي تتشابه في الرسم والنطق إلى درجة يصعب التمييز بينها، وتجعل من بعض الدارسين يخلط بينها فينطق إحدها بدل الأخر

وهذا الخلط يؤدي إلى اختلال المعنى.



فمثلاً كثيراً مانسمع بعض الناطقين بلغة القرآن الكريم حين يتكلم أو يكتب كلمات بها أحرف (الثاء والذال والظاء والضاء) يخلط بينها،

مثل كلمة (ثم المثلثة - يكتبونها أو ينطقونها تم ... أو كلمة ضلال تجدها ظلال ... أو كلمة ذهب تجدها دهب - التاء المهملة .... إلخ).



كيفية إزالة اللبس عن الأحرف: الثاء والذال والظاء:

هذه الأحروف (الثاء - الذال - الظاء . المشالة المعجمة) مخرجها واحد، وهو من بين طرف اللسان، وأطرف الثنايا العليا

ولهذا يُقال لها (اللثوية)نسبة إلى اللثة، وهو اللحم المركب فيه الأسنان (مغرز الأسنان).



أما حرف الضاء:

الضاء المعجمة بدون إشالة مخرجها: "أول حافة اللسان، ومايليه من الأضراس من الجانب الأيسر".



والقاعدة الأساسية لمعرفة مخرج الحرف هى:

"أن تلفظ الحرف بهمزة وصل، ثم تأتي بالحرف بعدها ساكناً أو مشدداً"



ولنا عودة إن شاء الله تعالى في درسٍ جديدٍ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الحريري في منظومته الحلبية



أيها السائلي عنِ الضّـادِ والـظّــا = ء لـكَـيْــلا تُـضِـلّــــهُ الألْـفــــاظُ



إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسـمـع = ها استِماعَ امرِئٍ لهُ اسـتـيقـاظُ



هــيَ ظَمْياءُ والـمـظـالِــمُ والإظْ = لامُ والظَّلْـمُ والظُّبَـــى والـلَّـحـاظُ



والعَظا والظّليمُ والظبيُ والـشّـيْ = ظَـمُ والظّـلُّ واللّظـى والـشّـواظُ



والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظـمُ والـتـق = ريظُ والقَيظُ والظّمـا والـلَّـمــاظُ



والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والـجـا = حِـــظُ والـنّـاظِــــرونَ والأيْقـــاظُ



والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّـن = بوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظـاظُ



والأظــافيــرُ والمظَـفَّـــرُ والـمـــحْ = ظــورُ والحافِظــــونَ والإحْـفــاظُ



والحَظيـراتُ والمَظِـنّـةُ والـظِّـــنّ = ةُ والكاظِمـــونَ والـمُـغْـتــــاظُ



والوَظيفــاتُ والمُــواظِـبُ والـكِـــظّ = ةُ والإنـتِـظـارُ والإلْـظــاظُ



ووَظـيفٌ وظـالِــعٌ وعـظــيمٌ = وظَـهـيـرٌ والـفَــظُّ والإغْـــلاظُ



ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الـظّـا = هِــرُ ثــمّ الـفَـظـيعُ والـوُعّـاظُ



وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَظُّ والـحـنْ = ظَـلُ والـقـارِظـانِ والأوْشــاظُ



وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَفُ الـبـا = هِظُ والجعْـظَـريُّ والـجَـوّاظُ



والظَّرابينُ والحَناظِـبُ والـعُـنْ = ظُبُ ثـمّ الـظّـيّانُ والأرْعـاظُ



والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْ = ظابُ والعُنظُوانُ والـجِـنْـعـاظُ



والشّناظيرُ والتّعـاظُـلُ والـعِـظْ = لِمُ والبَظْـرُ بـعْـدُ والإنْـعـاظُ



هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحـفَـظْ = ها لتَقْـفـو آثـارَكَ الـحُـفّـاظُ



واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تق = ضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقـاظـوا

وقد جمع أبو عمرو الداني - رحمه الله - جميع الكلمات القرآنية التي ورد فها حرف الظاء في الأبيات التالية:



ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا - فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا



وظعنت أنظر في الظهيرة ظلةً - وظللت أنتظر الظلال لحفظنا



وظمئت في الظما ففي عظمي لظى - ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا



أنظـرت لفـظي كـي تيـقظ فــــظه - وحظـرت ظـهر ظهـيرها مـن ظـفرنا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معاني الكلمات:

الشواظ: اللهب، قال تعالى في سورة الرحمن: (يُرْسَلعَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ).

كظم: حبس النَفَس والغيظ، قال تعالى في سورة غافر: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين).

الظعن: السفر

الظمأ: العطش

لظى: نار، قال تعالى في سورة الليل: (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى).


...منقول للأمانة...