الرد على شبهات الموقع التخصصي لدراسة الفكر الوهابي و دعوتهم الصريحة للشرك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على شبهات الموقع التخصصي لدراسة الفكر الوهابي و دعوتهم الصريحة للشرك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-08-17, 15:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الرد على شبهات الموقع التخصصي لدراسة الفكر الوهابي و دعوتهم الصريحة للشرك

بإسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه إلى يوم الدين أما بعد :
إنه من المعلوم أن الصراع القائم في هذه الحياة الدنيا هو صراع بين حزب الله و حزب الشيطان و حزب الله هم أتباع الأنبياء و المرسلين من أهل التوحيد و حزب الشيطان هم أهل الشرك و البغي و الطغيان .
و لطالما إجتهد أهل الشرك بمحاربة أهل التوحيد إنتصارا لمعبوداتهم الباطلة التي يعظمونها فكان همهم كل همهم محاربة أهل التوحيد تارة بتشويه صورتهم و تارة بتلقيبهم بألقاب سيئة و تارة بالتضييق عليهم و غيرها من الأساليب المعروفة التي لم يسلم منها الأنبياء و المرسلون .

لقد إطلعت على مقال في أحد المواقع لمشركي هذا العصر يردون فيه بزعمهم على أهل التوحيد في مسألة إقرار المشركين بتوحيد الربوبية و لأن هؤلاء لا يتبعون إلا اهواءهم فقد كتبوا مقالا غير ممنهج و بعيد كل البعد عن المنهج العلمي و ملؤوه بالحشو و الهراء و تحريف الكلام عن مواضعه بل و بالإستدلال على أنفسهم بإلإقرار بأن صرف العبادة لغير الله شرك و سأحاول أن ألخص شبههم في شبهتين :
الشبهة الأولى : أن المشركون الأولون كان سبب شركهم هو إنكارهم للربوبية .

الشبهة الثانية : أن العبادة لا تكون عبادة إلا إذا صاحبها إعتقاد النفع و الضر إستقلالا أو إعتقاد معاني الربوبية .

يتبع .......









 


رد مع اقتباس
قديم 2023-08-17, 16:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الأولى : أن المشركون الأولون كان سبب شركهم هو عدم الإقرار بالربوبية .

الجواب : لقد بينا في موضوع سابق بالآيات المحكمات البينات الواضحات أن المشركون لا ينكرون إنفراد الله بالربوبية بالجملة فهم يقرون بأنه وحده المدبر الخالق و الرازق و طبعا هذا لا يعني أن إيمانهم بالربوبية كامل لأنه من عبد غير الله مع الله فلابد أن يكون مخلا بالربوبية في وجه من الوجوه و حتى المشركون المعاصرون مخلون بالربوبية لعبادتهم غير الله من الاولياء و الأضرحة ........ ولكن نقطة البحث هي هل بمجرد إقرار الشخص بالربوبية يدخل الإسلام أم أن هناك واجبا زائدا على هذا الإقرار يلزمه ؟
الجواب : طبعا الإقرار بالربوبية في الجملة لا يدخل صاحبه الإسلام إلا إذا أخلص العبادة لله و أفرده بها و لهذا لم يدخل المشركون الأوائل في الإسلام بهذا الإقرار و كان مناط كفرهم هو دعوة غير الله مع الله و ليس لإخلالهم ببغض معاني الربوبية .

قال الله تعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)
فهذه الآية تبين أن مجرد دعاء غير الله شرك بغض النظر عن ما يعتقده هذا المشرك .

و حقيقة العبادة هي التذلل و الخضوع فمتى وجد هذا المعنى في قلب العبد لغير الله فهو مشرك في العبادة و لو لم يعتقد أن ذلك الذي تذلل له و خضع له يملك النفع و الضر ، فالعبادة تأتي من تعظيم المعبود و التذلل له لا من إعتقاد أن هذا المعبود يخلق و يرزق و لهذا إحتج الله سبحانه على المشركين بأنه المعبود الحق ببيان كمال ربوبيته ، أي انه لا ينبغي لكم الخضوع و التذلل و الرجاء إلا لمن يخلق و يرزق و بيده ملكوت كل شيء و لا ينبغي لكم أن تخضعوا و تتذللوا لمخلوقات عاجزة أن تنفع نفسها.

و إستدلوا بقوله تعالى : أغير الله أبغي ربا و هو رب كل شيء .
و لا يعلم هؤلاء المخذولين أن الرب و الإله مثلهما كمثل الإسلام و الإيمان إذا إجتمعا إفترقا و إذا إفترقا إجتمعا و أن الرب قد يراد به المعبود و ذلك مثل حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه عندما سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ قوله تعالى : إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله .... الآية قال : إنا لسنا نعبدهم ، ففهم رضي الله عنه أن المقصود بالأرباب هنا المعبودات و سنعرض بعض تفاسير هذه الآية .

قال الله تعالى : قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

تفسير البغوي :

( قل أغير الله أبغي ربا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : سيدا وإلها ( وهو رب كل شيء ) وذلك أن الكفار كانوا يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ارجع إلى ديننا . قال ابن عباس : كان الوليد بن المغيرة يقول : اتبعوا سبيلي أحمل عنكم أوزاركم ، فقال الله تعالى : ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ) لا تجني كل نفس إلا ما كان من إثمه على الجاني ، ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أي لا تحمل نفس حمل أخرى ، أي : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ، ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ).


تفسير إبن كثير : تعالى : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين بالله في إخلاص العبادة له والتوكل عليه : ( أغير الله أبغي ربا ) أي : أطلب ربا سواه ، وهو رب كل شيء ، يربني ويحفظني ويكلؤني ويدبر أمري ، أي : لا أتوكل إلا عليه ، ولا أنيب إلا إليه; لأنه رب كل شيء ومليكه ، وله الخلق والأمر .
هذه الآية فيها الأمر بإخلاص التوكل ، كما تضمنت الآية التي قبلها إخلاص العبادة له لا شريك له . وهذا المعنى يقرن بالآخر كثيرا في القرآن كما قال تعالى مرشدا لعباده أن يقولوا : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) [ الفاتحة : 5 ] ، وقوله ( فاعبده وتوكل عليه ) [ هود : 123 ] ، وقوله ( قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ) [ الملك : 29 ] ، وقوله ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) [ المزمل : 9 ] ، وأشباه ذلك من الآيات .

تفسير القرطبي : قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون
قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء أي مالكه . روي أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ارجع يا محمد إلى ديننا ، واعبد آلهتنا ، واترك ما أنت عليه ، ونحن نتكفل لك بكل تباعة تتوقعها في دنياك وآخرتك ; فنزلت الآية . وهي استفهام يقتضي التقرير والتوبيخ . و غير نصب ب أبغي و ربا تمييز .

يتبع إن شاء الله ......










رد مع اقتباس
قديم 2023-08-17, 16:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع للشبهة الأولى : إقرار المشركين الأوائل بالربوبية .

و من الأدلة القاطعة على أن المشركين لم يكونوا يعبدون آلهتهم إلا من أجل أن تقربهم إلى الله قوله تعالى : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)

فحاول المشركون المعاصرون التعرض لهذه الآية بالتحريف حينما قالوا : أن هذا كلام المشركين و الله كذبهم حينما قال إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار .
والرد على هذا التحريف يكون من جهتين :
أولا : الكل يعلم أن المشركين كانوا يعادون النبي صلى الله عليه و سلم و يحاربون دعوته و يظهرون دينهم و عقيدتهم فلو كان دعاء هذه الأصنام من أجل القربى إلى الله لا يخرج من الملة و لا يخالف الإسلام لكان هؤلاء مسلمون ماداموا مقرين بهذا الإقرار و لو كانوا يكذبون لكان حالهم حال المنافقين أي أنهم يعاملون معاملة المسلم في الدنيا فلماذا لم يقبل منهم النبي صلى الله عليه و سلم هذا الإقرار و يحكم بإسلامهم !!! فهذا دليل صريح على أن دعاء غير الله و لو على سبيل طلب القربى شرك باللهو لو كان غير ذلك لحكم النبي صلى الله عليه و سلم بإسلامهم على ما ظهر منهم .

ثانيا : الله سبحانه وصفه بالكذب لأنهم إفتروا عليه سبحانه عندما زعموا أن هذه الأوثان تقربهم إلى الله لا أن قولهم هذا كذب .

و سنعرض لكم التفاسير ليتضح للجميع مدى كذب هؤلاء القوم و تحريفهم و تدليسهم .

تفسير البغوي : ( ألا لله الدين الخالص ) قال قتادة : شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : لا يستحق الدين الخالص إلا الله وقيل : الدين الخالص من الشرك هو لله .
( والذين اتخذوا من دونه ) أي : من دون الله ، ) ( أولياء ) يعني : الأصنام ، ( ما نعبدهم ) أي قالوا : ما نعبدهم ، ( إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) وكذلك قرأ ابن مسعود ، وابن عباس .
قال قتادة : وذلك أنهم إذا قيل لهم : من ربكم ، ومن خلقكم ، ومن خلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله ، فيقال لهم : فما معنى عبادتكم الأوثان ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى ، أي : قربى ، وهو اسم أقيم في مقام المصدر ، كأنه قال : إلا ليقربونا إلى الله تقريبا ويشفعوا لنا عند الله ، ( إن الله يحكم بينهم ) يوم القيامة ( في ما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) لا يرشد لدينه من كذب فقال : إن الآلهة تشفع وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذبا وكفرا.

تفسير القرطبي :قوله تعالى : والذين اتخذوا من دونه أولياء يعني الأصنام ، والخبر محذوف . أي قالوا : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى قال قتادة : كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم ؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا : الله ، فيقال لهم : ما معنى عبادتكم الأصنام ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى ، ويشفعوا لنا عنده . قال الكلبي : جواب هذا الكلام في الأحقاف فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة والزلفى القربة ، أي : ليقربونا إليه تقريبا ، فوضع زلفى في موضع المصدر . وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس ومجاهد " والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وفي حرف أبي ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدكم إلا لتقربونا إلى الله زلفى ) ذكره النحاس . قال : والحكاية في هذا بينة .

تفسير إبن كثير : ولهذا قال : ( ألا لله الدين الخالص ) أي : لا يقبل من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله ، وحده لا شريك له .
وقال قتادة في قوله : ( ألا لله الدين الخالص ) شهادة أن لا إله إلا الله . ثم أخبر تعالى عن عباد الأصنام من المشركين أنهم يقولون : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي : إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم ، فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ; ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم ، وما ينوبهم من أمر الدنيا ، فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين به .
قال قتادة ، والسدي ، ومالك عن زيد بن أسلم ، وابن زيد : ( إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي : ليشفعوا لنا ، ويقربونا عنده منزلة .
ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك " . وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثه ، وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، بردها والنهي عنها ، والدعوة إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له ، وأن هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم ، لم يأذن الله فيه ولا رضي به ، بل أبغضه ونهى عنه : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل : 36 ] ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] .
وأخبر أن الملائكة التي في السماوات من المقربين وغيرهم ، كلهم عبيد خاضعون لله ، لا يشفعون عنده إلا بإذنه لمن ارتضى ، وليسوا عنده كالأمراء عند ملوكهم ، يشفعون عندهم بغير إذنهم فيما أحبه الملوك وأبوه ، ( فلا تضربوا لله الأمثال ) [ النحل : 74 ] ، تعالى الله عن ذلك .
وقوله : ( إن الله يحكم بينهم ) أي : يوم القيامة ، ( في ما هم فيه يختلفون ) أي : سيفصل بين الخلائق يوم معادهم ، ويجزي كل عامل بعمله ، ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) [ سبأ : 41 ، 40 ] . وقوله : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) أي : لا يرشد إلى الهداية من قصده الكذب والافتراء على الله ، وقلبه كفار يجحد بآياته [ وحججه ] وبراهينه


يتبع إن شاء الله .....










رد مع اقتباس
قديم 2023-08-17, 18:02   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع الشبهة الأولى : إقرار المشركين الأولين بالربوبية.

و من الأدلة القطعية في أن المشركين الأولين لا يعتقدون النفع و الضر في آلهتهم إستقلالا قوله تعالى : وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)

فهذه آية قطعية الدلالة على أن المشركين إتخذوا أوثانهم شفعاء عند الله و سنعرض لكم التفاسير .

تفسير البغوي : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ) إن عصوه وتركوا عبادته ، ( ولا ينفعهم ) إن عبدوه ، يعني : الأصنام ، ( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله ) أتخبرون الله ، ( بما لا يعلم ) الله صحته . ومعنى الآية : أتخبرون الله أن له شريكا ، أو عنده شفيعا بغير إذنه ، ولا يعلم الله لنفسه شريكا؟! ( في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون )

تفسير إبن كثير : ينكر تعالى على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، ظانين أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتها عند الله ، فأخبر تعالى أنها لا تنفع ولا تضر ولا تملك شيئا ، ولا يقع شيء مما يزعمون فيها ، ولا يكون هذا أبدا ؛ ولهذا قال تعالى : ( قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ) .
وقال ابن جرير : معناه أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض ؟ ثم نزه نفسه عن شركهم وكفرهم ، فقال : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) .

تفسير القرطبي : قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون
قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم يريد الأصنام .
ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهذه غاية الجهالة منهم ; حيث ينتظرون الشفاعة في المآل ممن لا يوجد منه نفع ولا ضر في الحال . وقيل : شفعاؤنا أي تشفع لنا عند الله في إصلاح معائشنا في الدنيا .


تفسير الطبري : القول في تأويل قوله تعالى : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ويعبُد هؤلاء المشركون الذين وصفت لك ، يا محمد صفتهم ، من دون الله الذي لا يضرهم شيئًا ولا ينفعهم ، في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك هو الآلهة والأصنام التي كانوا يعبدونها ، ( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) ، يعني: أنهم كانوا يعبدونها رجاء شفاعتها عند الله (25) قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: (قل) لهم ( أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض) ، يقول: أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض؟ (26) وذلك أن الآلهة لا تشفع لهم عند الله في السماوات ولا في الأرض. وكان المشركون يزعمون أنها تشفع لهم عند الله. فقال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: قل لهم: أتخبرون الله أن ما لا يشفع في السماوات ولا في الأرض يشفع لكم فيهما؟ وذلك باطلٌ لا تعلم حقيقته وصحته، بل يعلم الله أن ذلك خلاف ما تقولون ، وأنها لا تشفع لأحد ، ولا تنفع ولا تضر ، (سبحان الله عما يشركون) ، يقول: تنـزيهًا لله وعلوًّا عما يفعله هؤلاء المشركون ، (27) من إشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع ، وافترائهم عليه الكذب.

و من الأدلة القطعية أن المشركين يعبدون الله هو تلبيتهم المشهورة في الحج لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا تملكه و ما ملك . و قد قال بهذا عبد الله إبن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106).

و من الأدلة القطعية أن المشركين يعبدون الله قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75)أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)

فإبراهيم عليه السلام تبرأ من معبوداتهم و إستثنى منهم الله سبحانه بمعنى أنهم كانوا يعبدون الله مع أصنامهم .

يتبع إن شاء الله ......










رد مع اقتباس
قديم 2023-08-17, 18:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع الشبهة الأولى : إقرار المشركين بالربوبية .

معلوم أن الإقرار بالربوبية هو أمر إعتقادي بينما العبادة هي أمر عملي فالإعتقاد لا يتغير عند الشدة على عكس العمل و قد بين لنا القرآن بشكل صريح أن المشركين في حال الشدة يعبدون الله و يدعونه مخلصين له الدين و عندما ينجيهم الله يشركون به فيعبدون معه غيره.

قال الله تعالى : هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)


تفسير إبن كثير : ثم أخبر تعالى أنه : ( هو الذي يسيركم في البر والبحر ) أي : يحفظكم ويكلؤكم بحراسته ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ) أي : بسرعة سيرهم رافقين ، فبينما هم كذلك إذ ( جاءتها ) أي : تلك السفن ( ريح عاصف ) أي : شديدة ( وجاءهم الموج من كل مكان ) أي : اغتلم البحر عليهم ( وظنوا أنهم أحيط بهم ) أي : هلكوا ( دعوا الله مخلصين له الدين ) أي : لا يدعون معه صنما ولا وثنا ، بل يفردونه بالدعاء والابتهال ، كما قال تعالى : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) [ الإسراء : 67 ]وقال هاهنا : ( دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه ) أي : هذه الحال ( لنكونن من الشاكرين ) أي : لا نشرك بك أحدا ، ولنفردنك بالعبادة هناك كما أفردناك بالدعاء هاهنا.

و قال تعالى : فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)

تفسير إبن كثير : ثم أخبر تعالى عن المشركين أنهم عند الاضطرار يدعونه وحده لا شريك له ، فهلا يكون هذا منهم دائما ، ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) كقوله ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) [ الإسراء : : 67 ] . وقال هاهنا : ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) .
وقد ذكر محمد بن إسحاق ، عن عكرمة بن أبي جهل : أنه لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ذهب فارا منها ، فلما ركب في البحر ليذهب إلى الحبشة ، اضطربت بهم السفينة ، فقال أهلها : يا قوم ، أخلصوا لربكم الدعاء ، فإنه لا ينجي هاهنا إلا هو . فقال عكرمة : والله إن كان لا ينجي في البحر غيره ، فإنه لا ينجي غيره في البر أيضا ، اللهم لك علي عهد لئن خرجت لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد فلأجدنه رءوفا رحيما ، وكان كذلك .

تفسير البغوي : قوله تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك ) وخافوا الغرق ( دعوا الله مخلصين له الدين ) وتركوا الأصنام ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) هذا إخبار عن عنادهم وأنهم عند الشدائد يقرون أن القادر على كشفها هو الله - عز وجل - وحده ، فإذا زالت عادوا إلى كفرهم . قال عكرمة : كان أهل الجاهلية إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام فإذا اشتدت بهم الريح ألقوها في البحر وقالوا يا ربنا يا ربنا .

تفسير القرطبي : قوله تعالى : فإذا ركبوا في الفلك يعني السفن وخافوا الغرق دعوا الله مخلصين له الدين أي صادقين في نياتهم وتركوا عبادة الأصنام ودعاءها . فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون أي يدعون معه غيره وما لم ينزل به سلطانا . وقيل : إشراكهم أن يقول قائلهم : لولا الله والرئيس أو الملاح لغرقنا . فيجعلون ما فعل الله لهم من النجاة قسمة بين الله وبين خلقه .


تفسير الطبري : القول في تأويل قوله تعالى : فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه ( دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) يقول: أخلصوا لله عند الشدّة التي نـزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بالعبودة، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بالله الذي خلقهم ( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ ) يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلَّمهم، فصاروا إلى البرّ، إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) فالخلق كلهم يقرّون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك.

و العجيب أن المشركين المعاصرين عندما يقعون في الكرب يطلبون المدد من معبوداتهم كالحسين و الجيلاني و البدوي و يدعونهم من دون الله حتى في وقت الشدة على عكس المشركين الأوائل الذين كان يخلصون لله و يوحدونه في الشدة و يشركون به في الرخاء ، فبأي حديث بعد هذا يؤمنون !!!.


يتبع إن شاء الله مع الشبهة الثانية .










رد مع اقتباس
قديم 2023-08-17, 23:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثانية : أن العبادة لا تكون عبادة إلا إذا صاحبها إعتقاد النفع و الضر إستقلالا أو إعتقاد معاني الربوبية .

الجواب : هذه الشبهة ليس عليها أي دليل بل فيها تعطيل للنص الذي يدل على أن صرف العبادة لغير الله شرك أكبر إذ أن الذي يعتقد في غير الله النفع و الضر و معاني الربوبية فهو كافر و لو لم يعبده و لهذا فإن عبادة غير الله كفر مستقل و إعتقاد معاني الربوبية في غير الله كفر آخر مستقل .

و أعتقد أن الأدلة السابقة هي نفسها كافية في الرد على هذه الشبهة أيضا و لكن أضيف إلى هذا حديثا قطعي الدلالة في أن عبادة غير الله شرك و لو لم يعتقد في المعبود معاني
الربوبية .
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه : "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يُحَرِّمُونَ ما أحل الله فتُحَرِّمُونَهُ؟ ويُحِلُّونَ ما حَرَّمَ الله فتُحِلُّونَهُ؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم".
[صحيح] - [رواه الترمذي]

فعدي بن حاتم رضي الله عنه إستنكر كلام النبي صلى الله عليه و سلم عندما قرأ الآية التي تبين أن اليهود و النصارى إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و ذلك لأنه لم يكن يعرف المعنى الحقيقي للعبادة فبين له النبي صلى الله عليه و سلم أن طاعتهم في تبديل شرع الله هو عبادة لهم ، فهم لم يكونوا يعتقدون أن الرهبان يخلقون يرزقون و لا أي معنى من معاني الربوبية بل و لم يكونوا يسجدون لهم و لا يركعون له و لهذا إستنكر عدي رضي الله عنه أن النصارى يعبدون الرهبان فبين له النبي صلى الله عليه و سلم أن مجرد طاعتهم في التشريع هو عبادة لهم و ذلك أن الطاعة المطلقة في تحليل الحلال و تحريم الحرام لا تكون إلا لله و هي نوع من أنواع العبادة كالدعاء و السجود .
و بهذا نكون قد رددنا على شبهات هؤلاء المشركين الضالين بفضل الله و تيسير منه و نسأل الله أن يحيينا على التوحيد و يميتنا على التوحيد و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .










رد مع اقتباس
قديم 2023-08-18, 00:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيراً اخي محمد...

فبين له النبي صلى الله عليه و سلم أن مجرد طاعتهم في التشريع هو عبادة لهم...

نعم حقاً...صدق رسول الله صل الله عليه وسلم









آخر تعديل Ali Harmal 2023-08-18 في 00:07.
رد مع اقتباس
قديم 2023-08-18, 16:11   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً اخي محمد...

فبين له النبي صلى الله عليه و سلم أن مجرد طاعتهم في التشريع هو عبادة لهم...

[color="bثlue"]
نعم حقاً...صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
[/color]
و إياك أخي علي
على نبينا الصلاة و السلام









رد مع اقتباس
قديم 2023-09-06, 23:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع من جديد ...










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc