هم يبكي وهم يضحك
في وسط المحيط الهادي يطعم الطعام ويصلح ذات البين ثري جدا يعيش الوسطية عن قناعة فيلقب بالملك انه “لالو محمد يونس” ملك لومبوك المحبوب لكرمه ولمراعاته امور رعيته ما فكر يوما ان يطعم الناس طعاما فاسدا طمعا بالمال، ولا استجار بالغرباء ليخضع الناس لسلطانه، ولم يتعدد بزواج، هو رجل اعمال وموظف ويخضع لقوانين بلاده .
في المقابل ببلادنا العربية التي انعم الله عليها بالخيرات، تجار جشعون، الخير عندهم غايته الاعفاء والتحايل على الضريبة، لا يهمهم ان اطعمونا طعاما مسموما او دواءً فاسداً، وتحميهم قوانين صنعت لأجلهم، ومن خلفهم ملايين الدولارات تحرك اباطرة القانون .
بعيدا عن المسألة القطرية ومقاطعة العرب لها بحجة دعمها الارهاب والذي لا نرى اثرا له في وقف الاقتتال في العراق او ليبيا او سوريا، وبعيدا عن التجاذبات بين الولاء لاسرائيل او ايران او تركيا وبعيدا عن هذا الانبطاح العربي الذي اعتدناه بعيدا عن كل همومنا التاريخية تعالوا نتأمل ان حكومتنا الرشيدة ستصرف راتبا ثانيا للموظفين وهو الامر الذي اطالب به للأسباب التالية :
اولاً قدوة بلالو يونس الذي يعطي الشعب مما اعطاه الله مع ملاحظة ان لالو رجل اعمال ناجح فهو يعطي من ماله بينما حكومتنا ستعيد شيئا يسير مما نهب من جيوبنا، والدافع الثاني انه (حلوان) لتولي ابن رئيس وزرائنا الافخم لمنصبه الجديد، والذي لا يخشى هجاءاً من شاعر وهو على قتل الشعب قادر، ثالثا وهو الاهم لان الناس وصلوا لحالة طفر حقيقية، والتجار اصابهم رعب لقلة مبيعاتهم مما سيحرك السوق قليلا، اما من لا رواتب لهم فسيفتح لهم اصحاب السعادة من النواب والسفراء وأصحاب المعالي والأثرياء بيوتهم وسيعطون الشعب بعض فتاتهم وخطابا يجعلهم يضمنون عودتهم للسلطة وعلى غوشه وحجازي ان يقدموا شيئا ايضا كحلوان على اطلاق سراحهم غير المشروط ونكاية بمن تشفى بهم فالمسامح كريم.
حين كنت اسمع امي تقول هم يبكي وهم يضحك لم اكن ادرك المعنى الدقيق لذلك حتى سمعت بالصراع بين ابن صاحب الدولة وابن معالي الوزير فضحكت حتى نزلت دموعي، وحين تم التعديل الوزاري ايضا ضحكت وبكيت، وحين رأيت ابناء غزة كيف يفترشون البحر وقت الافطار لانه لا كهرباء بكيت لكني عدت اضحك حين رأيت عزيمتهم، واكثر ما ابكاني وأضحكني انقسامنا بين مؤيد ومعارض لقطر وكم الشائعات المهول الذي ارتبط بهذه القضية وانتابني الاسى على فلسطين الارض وكيف ظهر ذلك الفيديو المسيء ليجعل بعضنا يتعاطف مع اسرائيل نكاية بمن اساء للأردن، الان يا امي ادركت ماذا يعني هم يبكي وهم يضحك.
انا لا اريد لشعبي ان يعيش وهم انتظار الراتب الثاني وان حدث وتعطفت الحكومة بالافراج على الناس مع العيد الذي لم يبقى له سوى ايام، فاني سأطالب الموظفين انت ينظروا للمحتاجين من الاسر العفيفة اقتداءً بلالو يونس، مع تأكيدي ان الخبر يندرج تحت بند المضحك المبكي وبنفس الوقت ساسال هل سيتم الصرف ايضا للنواب والوزراء والسفراء، انه رقم مهول لا طاقة لحكومتنا عليه، فلا تتامل كثيرا ايها الشعب المغلوب على امره.