اهم المقالات الفلسفية لا تفوتوها - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اهم المقالات الفلسفية لا تفوتوها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-12, 13:08   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : هل إدراكنا للأشياء يتوقف على التجربة الحسية ؟
الطريقة : جدلية

طرح المشكلة: مما لا شك فيه أن الإحساس هو عملية نفسية فيزيولوجية، ترتبط في أساسها على جملة من الحواس، وهذه الحواس تنقل إلينا صور مجردة من أي معنى، ولكن بعد وصولها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب، تتم عملية تأويل جميع تلك الصور، وذلك بتحليلها وفهمها عن طريق العقل، وبالتالي فهناك مرحلتين، مرحلة أولى: والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساس، ومرحلة ثانية: والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل، ونطلق عليها بالإدراك، لكن طبيعة الإدراك قد أثيرت حولها تساؤلات : فهل إدراكنا للأشياء يتوقف على الحواس أم العقل؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة الأولى : يرى المذهب الحسي أن إدراك الإنسان للأشياء يتوقف على التجربة والإحساس، وليس على العقل والإدراك المجرد ، فقد ذهب الرواقيون قديما إلى أن مقياس المعرفة الحقة ليس تلك الأفكار التي كوناها بأنفسنا وصنعناها بأذهاننا ، بل لابد من العودة إلى المصدر الذي استقينا منه أفكارنا الكلية أي التجربة الحسية، لأن نفس الطفل كما يرى الرواقيون لا تشتمل على أي نوع من المعارف المسبقة أو الفطرية فهو يبدأ في تحصيلها بعديا شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية. كما ذهب الفيلسوف الإنجليزي "جون لوك" إلى أن الإنسان لا يصل إلى المجرد إلا بالانطلاق من الملموس، حيث قال : " الحواس والمدارك هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( أي العقل ) ". كما قال أيضا : " ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا " لأن من فقد حاسة فقد المعاني المتعلقة بها. ويتفق الفيلسوف الانجليزي "دافيد هيوم" مع لوك في رد الإدراك إلى الإحساس، إذ حصر مفهومه في نطاق الانطباعات الحسية الناتجة عن تأثر الأعضاء الحسية بخصائص الأشياء.
النقد:هذا المذهب لم يبحث في جوهر الإدراك،لأن الاعتماد على الحواس لا يمكننا من معرفة كل عناصر الموضوع بدقة، كما أن هذه الحواس قد تخدعنا أحيانا، وهذا ما أكده "ديكارت" بقوله : " كل ما تلقيته حتى الآن على أنه أصدق الأشياء وأوثقها قد تعلمته من الحواس، أو عن طريق الحواس، غير أنني اختبرت أحيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ". كما أننا إذا أخذنا بهذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس.
عرض نقيض الأطروحة : يرى المذهب العقلي أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية، في حاجة دائمة إلى صقل وتجريد عقلي ، ففلاسفة اليونان الكبار أمثال "سقراط" و"أفلاطون" يرون أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة ، بل الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها ، لأن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية . كما ذهب الفيلسوف الفرنسي "ديكارت" إلى عدم إنكار الإدراك الحسي تماما، ولكنه قد قلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل . وقد قال : " العقل هو أحسن الأشياء توزعا بين الناس، إذ يعتقد كل فرد أنه أوتي منه الكفاية، وهو يتساوى بين كل الناس بالفطرة "، كما قال أيضا : " أنا أفكر إذن أنا موجود ".
النقد :لكن إذا كان الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء الإدراك، فإن ذلك يعني بالضرورة أن للإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك، وبدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا، أي كل إدراك يحمل في ثناياه بذورا حسية متنوعة. كما أن الواقع يؤكد عكس ما يقول به المذهب العقلي لأن الطفل الصغير يبدأ في اكتشاف هذا العالم من خلا الأصوات والألوان والأشكال، زد على ذلك إذا كان العقل هو مصدر الإدراك وهو مبدأ فطري في الإنسان، فلماذا لا نملك جميعا نحن البشر نفس المعارف.
التركيب : لقد استطاع الفيلسوف الألماني "كانط" أن يتجاوز مشكلة التعارض بين المذهب العقلي والمذهب التجريبي، حيث ذهب إلى أن عالم الأشياء كما تنقله لنا الحواس هو في الأصل شتات معرفي ، لا يمكن فهمه، والعقل هو الذي يجمع ويربط بين هذا الشتات، لذا فكانط يرى أن المعرفة ما هي إلا تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل، حيث يقول : " المفاهيم بدون حدوس حسية تظل جوفاء، والحدوس الحسية بدون مفاهيم عمياء ". كما كان لنظرية الجشطالت رأي آخر حيث ذهبت إلى أن الصيغة أو الشكل والأرضية التي يكون عليها الموضوع، هي التي تحدد طبيعة إدراكنا، فصيغة الشيء أو شكله وأرضيته له علاقة وطيدة في الكيفية الإدراكية ويؤثر مباشرة في إدراكنا. وكذا بالنسبة للنظرية الظواهرية التي ذهبت إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، فالإدراك يقترن بفاعلية الشعور، ومادام الشعور يتغير فإدراكنا يتغير رغم ثبات موضوع الإدراك أي الشيء المدرك.
حل المشكلة: في الأخير يمكن أن نؤكد أن الإدراك لا يمكن حصره لا في العقل وحده ولا في التجربة الحسية وحدها، بل هو تأليف يقوم على معطيات الحواس وفعالية العقل ، لذا فمن باب منطق الاعتدال والموضوعية أن نصرح بموقف الفلسفة النقدية التي يتزعمها "كانط" حيث ترى أن أصل المعرفة هو اتحاد العقل والتجربة معا، فكانت المعرفة عنده عقلية بقدر ما هي حسية.











 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 13:08   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع: تحليل مقال فلسفي
نص المقال:إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة : « إدراكاتنا المعرفية صادرة عن العقل » أطروحة فاسدة
وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها. فما عساك أن تصنع؟
الطريقة: استقصاء بالوضع
مقدمـة:
يعتبر الإدراك من العمليات النفسية الأشد تعقيدا، وهناك الكثير من العمليات النفسية كالذاكرة والتخيل والذكاء تتدخل لتعقل الشيء المراد معرفته وإدراكه، وبما أن الإدراك عملية تميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى لأن العقل هو الذي يلعب الدور الفعال فيها فلولا العقل لما استطاع الإنسان أن يعرف أو يعقل الأشياء ويصبح كسائر الكائنات الأخرى التي تحس ولكن لا تدرك، وعن أهمية العقل في العملية الإدراكية يمكن أن نتساءل:
إلى أي مدى يكمن دور العقل في عملية الإدراك؟ وهل يمكن أن يكون هناك إدراك دون وجود العقل؟
التحليـل:
1. عرض منطق الأطروحة:
يذهب الاتجاه العقلي إلى ضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك، وهو يرى أن الإحساس لا يمدنا إلا بمعارف أولية في حاجة دائمة إلى تجريد عقلي، وهذا ما أكده قديما الفيلسوف اليوناني سقراط والفيلسوف اليوناني أفلاطون حيث ذهبا إلى أن الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة فكثيرا ما تكون المعرفة الحسية خاطئة أو غير كافية في ذاتها لآن الاقتصار على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة، وقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية، كما يذهب الفيلسوف الفرنسي ديكارت إلى عدم إنكار الإدراك الحسي ولكنه يقلل من إسهاماته في المعرفة مقارنة بالإدراك المجرد القائم على العقل.
2. تدعيم الأطروحة بحجج:
إن أنصار المذهب العقلي منذ العصر اليوناني إلى الآن يعتقدون أن ثمة ما يستوجب التمييز بين الإحساس والإدراك سواء من حيث طبيعة كل منهما أو من حيث القيمة المعرفية المتأتية من كليهما، وهم يعتبرون أن ليست كل إدراكاتنا المعرفية نابعة ـ بالضرورة ـ من الإحساس بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل، ومن بين الحجج التي اعتمدها الاتجاه العقلي:
ـ أن الطفل الصغير يحس بالأشياء ولكنه لا يدركها بينما الراشد يحس ويدرك الأشياء، يقول وليام جيمس:" لا يحس الإنسان الراشد الأشياء بل يدركها "
ـ ليس الإدراك مجرد مجموعة من الأحاسيس، بل هو نشاط مربوط بالعقل، فالفيلسوف آلان يدعونا إلى الحكم على الشكل المبين أمامنا ـ مكعب ـ فنحكم عليه أنه مكعب بالرغم أننا لا نرى حقيقة الشكل الصحيح للمكعب وهذا ما جعل آلان يقول:" الشيء يدرك ولا يحس به".
ـ إن ما نحس به مرتبط بما يعطيه العقل من أحكام بل كثيرا ما يصحح العقل ما تقع فيه الحواس من أخطاء فأنت ترى انكسار العصا عند غطسها في الماء ولكن رغم ذلك تدرك بأنها ليست حادثة فعلية وهذا راجع إلى حكم العقل على ذلك وتصحيحه لما نقل من الأعضاء الحسية (البصر).

3. نقد خصوم الأطروحة:
ترى النظرية الحسية أن إدراك العالم الخارجي متولد من الإحساس، وأن وظيفة العقل عندهم هي بتسجيل كل ما يأتيه عن طريق الحواس وهذا ما عبر عنه كل من جون لوك ودافيد هيوم، لكن إذا أخذنا هذا الموقف فكيف نفسر بعض المفاهيم كمفهوم الكتاب الذي يتصوره العقل خالصا من صفاته الثانوية المتغيرة، في الواقع كل كتاب له: شكل، لون، حجم، أما من حيث تصور الكتاب في العقل هو مرجع للمعرفة، فهذه الصورة يدركها العقل دون أن تمر بالحواس. أما نظرية الجشطالت التي ذهبت إلى إبراز دور العوامل الموضوعية في عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه كل من كوفكا وكوهلر لكنهم بذلك قللوا من أهمية العوامل الذاتية مع العلم أن عملية الإدراك تتم بحضور عاملين اثنين عامل ذاتي وعامل موضوعي، أما النظرية الظواهرية فتذهب إلى أن إدراك العالم الخارجي يقع تحت سيطرة الشعور، وهذا الشعور هو الذي ينظم عملية الإدراك، وهذا ما عبر عنه الفيلسوف هوسرل لكن العالم الخارجي يتجاوز المعطيات المباشرة لشعورنا، لأن الشعور هو الذي يتأثر بالعالم الخارجي الذي هو موضوع إدراكنا.

الخاتمـة:
في الأخير يمكن أن نؤكد أن أولئك الذين يشككون في دور العقل وحتمية العملية الإدراكية هم في حقيقة الأمر يشككون في الإدراك ذاته لأنه لا يمكن تصور إدراك دون عقل، كما لا يمكن تصور إنسان دون عقل، فالإدراك هو عملية عقلية في الأساس. والعقل يتدخل بكل عملياته النفسية في عملية الإدراك وزوال العقل هو زوال القدرة على التعقل والإدراك.


















رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 13:09   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالة جدلية حول الاحساس والادراك

الإحساس والإدراك
الأسئلة:
-
هل الإحساس الخالص وجود؟
-
هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
-
هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أمارتباط بالتجربة الحسية ؟
مقدمة:
يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيطبها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلميةوالفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعيوالآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ماهو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمةفي الواقع فالمشكلة المطروحة:
-
هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباطبالتجربة النفسية ؟
الرأي الأول(الأطروحة):
انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرةعامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لميوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيءالمدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذهالنظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيليةإن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفةالإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء فيالأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا علىيد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائصالمكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتابه [السيكولوجياالألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل فيإدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بلوأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمناالأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعناأمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأنيفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذاافترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري.
نقد:
مايعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أنالحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك.
الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
أسسأنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العاملالأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظريةالاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوملو" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراءالتجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركيةوكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدتعلى منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلكالغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذهالإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لايوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضلوأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عنالعوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفتهذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليسكذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائصومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلماتماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخصالأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي فيإدراكنا.
نقد:
إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعيةوإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقةإدراكنا.
التركيب:
إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز علىالحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفتموقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "مارلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراكليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلابالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلةالتي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلافالشعور والشخصية ككل.
الخاتمة:
ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبطبالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أوالشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور).









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 13:46   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
محاربة الصحراء
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

nnn je pense pas yhotona 3la lidrak hada l3am psk that chhal mn khatra










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:51   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال : أثبت الأطروحة القائلة : " إن اللاشعور حقيقة علمية "
مقالة استقصائية بالوضع حول اللاشعور

المقدمة
تصدر عن الإنسان سلوكات مختلفة لها ظاهر يراه أكثر الناس وباطن يشكلالحياة النفسية والتي يعتبر اللاشعور أحد أجزائها فإذا كان من الشائعإرجاع الحياة النفسية إلي الشعور فإن بعض الأخر يربطها باللاشعور
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نبرهن على أن اللاشعور حقيقة علمية ؟
التحليل :
عرض منطق الأطروحة
إن الأطروحة القائلة "اللاشعور حقيقة علمية أطروحة فلسفية وعلمية في آنواحد حيث أثار بعض الفلاسفة العصر الحديث إلى وجود حياة نفسية لاشعوريةومنهم شوبنهاور كما ارتبطت هذه الأطروحة بمدرسة التحليل النفسي والتيأسسها فرويد واللاشعور قيم خفية وعميقة وباطني من الحياة النفسية يشتملالعقد والمكبوتات التي تشكله بفعل الصراع بين مطالب الهو وأوامر ونواهيالأنا الأعلى وبفعل اشتداد الصراع يلجأ الإنسان إلى الكبت ويسجن رغباته فياللاشعور.
الدفاع عن منطق الأطروحة
إن هذه الأطروحة تتأسس على أدلة وحجج قوية تثبت وجودها وصحتها ومن أهم هذهالأدلة التجارب العيادية التي قام بها علماء الأعصاب من أمثال شاركواالذين كانوا بصدد معالجة مرض الهستيريا وبواسطة التنويم المغناطيسي ثمالكشف عن جوانب اللاشعورية تقف وراء هذا المرض ومن الأدلة والحجج التيتثبت اللاشعور الأدلة التي قدمها فرويد والمتمثلة في الأحلام وفلتاتاللسان وزلات القلم والنسيان وحجته أنه لكل ظاهرة سبب بينما هذه الظواهرلانعرف أسبابها ولا نعيها فهي من طبيعة لاشعورية وهي تفريغ وتعبير عنالعقد والمكبوتات ومن الأمثلة التوضيحية افتتاح المجلس النيابي الجلسةبقوله"أيها السادة أتشرف بأن أعلن رفع الجلسة"
نقد منطق الخصوم
إن أطروحة اللاشعور تظهر في مقابلها أطروحة عكسية"أنصار الشعور"ومن أبرز دعاة هذه الأطروحة ديكارت الذي قال"أنا أفكرأنا موجود"والإنسان في نظره يعرف بواسطة الوعي عالمه الخارجيوعالمه الداخلي"الحياة النفسية"ونجد أيضا سارتر الذي قال"السلوك في مجري الشعور"ولكن هذه الأطروحة مرفوضة لأن علمالنفس أثبت أن أكثر الأمراض النفسية كالخوف مثلا ينتج دوافع لاشعورية ومنالناحية الواقية هناك ظواهر لانشعر بها ولا يفسرها الوعي ومن أهمهاالأحلام.
الخاتمة :
ومجمل القول أن الحياة النفسية تشمل المشاعر و الانفعالات والقدراتالعقلية وقد تبين لنا أن الحياة النفسية أساسها اللاشعور وقد أثبتنا ذلكأما الذين ربطوا الحياة النفسية بالشعور فقد تمكنا الرد عليهم ونقد موقفهمومنه نستنتج الأطروحة القائلة اللاشعور أساس الحياة النفسية أطروحة صحيحةويمكن الدفاع عنها
__________________________________________________










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:52   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : ما علاقة الشعور باللاشعور ؟
الطريقة : مقارنة

مقدمة :
لقد ساد الاعتقاد قديما أن الشعور هو أساس الحياة النفسية، وكل قول بوجود اللاشعور هو قول يجمع بين تقيضين في شيء واحد أي شعور ولا شعور في الحياة النفسية، لكن معطيات علم النفس الحديث اتجهت وجهة أخرى وراحت تقول أن الحياة النفسية قد تكون شعورية مثلما هو معروف ويمكنها أن تكون لا شعورية، ويعرف الشعور بأنه حدس الفكر التام لأحواله وأفعاله الذاتية، في حين يعرف اللاشعور على أنه مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في السلوك دون الشعور بها، فإذا كان يبدو أنه من خلال التعريف أنهما مختلفان ، فما علاقة كل منهما بالآخر في شخصية الفرد ؟

التحليل :
أوجه الاتفاق (( التشابه )) :
ـ الشعور واللاشعور كلاهما حالتان يعيشهما الإنسان، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعيش حالة الشعور كما أنه يعيش حالة اللاشعور.
ـ الشعور واللاشعور كلاهما حالتان نفسيتان، فكل منهما يحتل منطقة في النفس البشرية حسب التحليل النفسي.

أوجه الاختلاف :
الشعور حالة واعية يعيشها الإنسان مصحوبة بالإتنباه والتركيز والإهتمام ، فالعقل يجد شكله الأسمى في الشعور، حيث يجري عملياته كالإستنتاج ، النقد ، المقارنة ... بينما اللاشعور هو حالة غير واعية يعيشها الإنسان وهو يشبه حالة الظلام، وهو يقال على الأحوال النفسية التي خرجت من مجال الشعور.

أوجه التداخل :
إن الحياة النفسية قبل فرويد كانت محصورة في الظواهر الشعورية فقط ، لكن فرويد كشف أن الحياة النفسية تركيبة، ويمثل اللاشعور الجانب العميق منها ، والتداخل القائم بين الجانبين أن ما هو موجود في الشعور قد ينزل إلى اللاشعور ، وأن ما هو موجود في اللاشعور متحفز للصعود إلى الشعور، وفي كل منهما تجري مجموعة من العمليات والنشاطات النفسية.





الخاتمة :
في الأخير يمكن أن نؤكد أن العلاقة بين الشعور واللاشعور هي علاقة تكامل في فهم الحياة النفسية، إذ أصبح علماء النفس يفسرون الكثير من الظواهر التي لا يجدون لها تفسيرا في الشعور باللجوء إلى اللاشعور، لكن الصراع لا يزال قائما حول أهمية كل منهما في فهم الحياة النفسية، وقد جعل فرويد من اللاشعور مركز الثقل في الحياة النفسية والمحرك الرئيسي لسلوك الإنسان.










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:52   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : يقول فرويد : (( إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ، ولنا أدلة كثيرة على وجود
اللاشعور )) حلل وناقش
الطريقة : جدلية

مقدمة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا ، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري ، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية ، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين ، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما ولكن العكس ليس صحيحا فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة . والإشكال المطروح : هل يمكن حصر النشاط النفسي في الحياة النفسية فقط ؟ وهل فرضية اللاشعور فرضية مشروعة ؟

التحليل :
الموقف الأول : يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية ، فكل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري . فابن سينا قد بين أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا . كما أن الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت قد أكد على هذا الموقف حين انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود ، وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ، وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، كما ذهب الطبيب العقلي النمساوي ستيكال (stekel) إلى أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها الأصلي وقد قال : (( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية ( تحجز الشعور) وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )) ، كما يرفض الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر أيضا فكرة اللاشعور ويرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال اللاشعور .
النقد :إن إنكار اللاشعور وعدم التسليم به يبقى جزءا من سلوك الإنسان غامضا ومجهول الأسباب ، لكن هذا الغموض يزول حين نفرض له سببا لا شعوريا حيث أثبتت التجارب فعاليته في السلوك ، وبالتالي فمعطيات علم النفس الحديث قد بينت أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، بل هي أوسع من ذلك ، وقد برهن علماء النفس على أن ما هو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الأحيان لكن قد يتطابق مع أمر آخر غير شعوري .
الموقف الثاني :يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية ، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا ، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ، حيث رأى أن الكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور، وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرضية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها .
النقد : حقا لقد تمكن فرويد من أن يكشف عن جوانب خفية من الحياة النفسية ، وبين الدور الذي يمكن أن يلعبه اللاشعور بالنسبة لنشاط الإنسان ، لكن فرضية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرضية العلمية لأنه لا يمكن التحقق من صحتها دائما ، خاصة وأن تجارب فرويد اقتصرت على المرضى ولم تمتد إلى الأسوياء .
التركيب : إن للحياةالنفسية جانبان متكاملان الشعور واللاشعور ، فالكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها بالاعتماد على الشعور وحده لكون فرضية اللاشعور سلطت الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهومة ، إذن فاللاشعور بالنسبة للعلاج النفسي يعد مفتاحا يشعر أصحابه أنه لا يمكنهم الاستغناء عنه ، ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا ( passe partout ) نفتح به جميع الأبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات التحليل النفسي ، وبناء على هذا تكون الحياة النفسية مبنية على أساس التكامل بين الشعور واللاشعور .
الخاتمة : إن اللاشعورلا يمكنإنكاره في سلوك الإنسان لكن المغالاةفي تقديره وتأثير المكبوتات على تفكير الإنسان وتصرفاته أمر لا مبرر له ، فهذا الرأي يهدم الأخلاق من أساسها مادام يجعل الإنسان ضحية لغرائزه وعبدا لميوله وأهوائه .










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:53   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال :«التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي» دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه، وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما، ولكن العكس ليس صحيحا، فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة. والإشكال المطروح : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة« أنالتحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي »؟ وماهي الحجج والأدلة التي تثبت وتؤكد ذلك؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة: يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور، حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا، وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة، وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، ويعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه، وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور، وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية.
ـ تدعيم الأطروحة بحجج: لقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه، بالإضافة إلى أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع، بل كما نرغب نحن أن تكون، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا، ضف إلى ذلك تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا، كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين، ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا، فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به؟ وأين؟ ومتى؟ ومن كان معنا؟ وكيف افترقنا؟ كما استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال العواطف التي لا نتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك، وأخيرا الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
ـ نقد خصوم الأطروحة: تعتقد النظرية التقليدية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) لكن هذه النظرية قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكدأن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه.











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:54   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : يقول فرويد : (( إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ، ولنا أدلة كثيرة
على وجود اللاشعور )) ماذا يترتب عن عدم التسليم بهذه الفرضية ؟
الطريقة : جدلية


مقدمة : إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا ، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري ، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية ، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين ، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما ولكن العكس ليس صحيحا فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة . والإشكال المطروح : هل يمكن حصر النشاط النفسي في الحياة النفسية فقط ؟ وهل فرضية اللاشعور فرضية مشروعة ؟

التحليل :
الموقف الأول :يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية ، فكل نشاط نفسي هو بالضرورة نشاط شعوري . فابن سينا قد بين أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا . كما أن الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت قد أكد على هذا الموقف حين انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود ، وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ، وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، كما ذهب الطبيب العقلي النمساوي ستيكال (stekel) إلى أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها الأصلي وقد قال : (( لا أومن باللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، ولكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية ( تحجز الشعور) وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )) ، كما يرفض الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر أيضا فكرة اللاشعور ويرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال اللاشعور .
النقد :إن إنكار اللاشعور وعدم التسليم به يبقى جزءا من سلوك الإنسان غامضا ومجهول الأسباب ، لكن هذا الغموض يزول حين نفرض له سببا لا شعوريا حيث أثبتت التجارب فعاليته في السلوك ، وبالتالي فمعطيات علم النفس الحديث قد بينت أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، بل هي أوسع من ذلك ، وقد برهن علماء النفس على أن ما هو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الأحيان لكن قد يتطابق مع أمر آخر غير شعوري .
الموقف الثاني :يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية ، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا ، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور ، والمقصود باللاشعور جملة الدوافع والرغبات المكبوتة التي تؤثر على سلوك الإنسان وتفكيره دون أن يكون شاعرا بها وبكيفية تأثيرها ، وهي تسعى دوما إلى الإشباع مما يجعلها تمارس ضغطا مستمرا على الإنسان إلى حد أنه لا يمكن تفسير سلوكه إلا على ضوء معطيات اللاشعور . ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني
من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ، وهذا على يد أطباء أمثال بروير و شاركو و برنهايم وخاصة الطبيب والمحلل النفساني سيغموند فرويد ، فالكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور . كما أن معالجة مرض الهستيريا قد أدى بأطباء الأعصاب وفي مقدمتهم شاركو على أن أعراض هذا المرض ليس لها سبب عضوي ، إذ أن المريض بهذه الأعراض لا يعاني من الجانب الجسماني وبما أن السبب ليس في الجسم إذن فهو في النفس ولو كان شعوريا لما حدث المرض فالجانب الشعوري يمكن الإفصاح عنه والتعبير عنه ولكن المرض حدث فالسبب لا شعوري. وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرضية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها .
النقد :حقا لقد تمكن فرويد من أن يكشف عن جوانب خفية من الحياة النفسية ، وبين الدور الذي يمكن أن يلعبه اللاشعور بالنسبة لنشاط الإنسان ، لكن فرضية اللاشعور لا ترتقي إلى مستوى الفرضية العلمية لأنه لا يمكن التحقق من صحتها دائما ، خاصة وأن تجارب فرويد اقتصرت على المرضى ولم تمتد إلى الأسوياء .
التركيب :إن للحياةالنفسية جانبان متكاملان الشعور واللاشعور ، فالكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها بالاعتماد على الشعور وحده لكون فرضية اللاشعور سلطت الضوء على حالات نفسية كثيرة لم تكن مفهومة ، إذن فاللاشعور بالنسبة للعلاج النفسي يعد مفتاحا يشعر أصحابه أنه لا يمكنهم الاستغناء عنه ، ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا ( passe partout ) نفتح به جميع الأبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات التحليل النفسي ، وبناء على هذا تكون الحياة النفسية مبنية على أساس التكامل بين الشعور واللاشعور .
الخاتمة :إن اللاشعورلا يمكنإنكاره في سلوك الإنسان لكن المغالاةفي تقديره وتأثير المكبوتات على تفكير الإنسان وتصرفاته أمر لا مبرر له ، فهذا الرأي يهدم الأخلاق من أساسها مادام يجعل الإنسان ضحية لغرائزه وعبدا لميوله وأهوائه .










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:55   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال :«التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي» دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة: إن الفكرة الكلاسيكية التي كانت شائعة إلى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه، وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما، ولكن العكس ليس صحيحا، فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة. والإشكال المطروح : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة إن التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي؟ وماهي الحجج والأدلة التي تثبت صدق ذلك؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة:يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور. ويعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور، حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا، وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة، وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، ويعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه، وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور، وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية.
ـ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : لقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه، بالإضافة إلى أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع، بل كما نرغب نحن أن تكون، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا، ضف إلى ذلك تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا، كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين، ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا، فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به؟ وأين؟ ومتى؟ ومن كان معنا؟ وكيف افترقنا؟ كما استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال العواطف التي لا نتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك، وأخيرا الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
ـ نقد خصوم الأطروحة: تعتقد النظرية التقليدية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) لكن هذه النظرية قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور.
حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكدأن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه وبالتالي الأطروحة القائلة: إن التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي صحيحة وصادقة ويمكن الأخذ بها وتبنيها .
.











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:55   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالة حول الشعور( جدلية) :
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية؟.
طرح المشكلة :إنالتعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامىوالمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم أنالشعور هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليمبهذا الرأي ؟ أو بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها؟
محاولة حل المشكلة :
- عرض الأطروحة :الأولى:يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، إلى الاعتقاد بأنالشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح علىكل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال ، فالشعور والنفسمترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ،ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرىأنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس إلا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دوبيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دونالشعور بها » . وهـذا كله يعني أن الشعور هو أساس الحياة النفسية ، وهو الأداةالوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
الحجة :ويعتمد أنصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وانالنفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذاتقابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، أما اللاشعور فهو غير قابلللمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجودلحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عن الإنسان السّوي انه يشعر ببعضالأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناهوجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكنالجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لايعقل ونفس لا تشعر .وأخيرا ، لو كان اللاشعورموجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ،لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذايعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
النقد :ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء ، حيث يمكن ان نستدلعلى وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي، ورغم ذلك فأثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثمإن التسليم بأن الشعور هو أساس الحياة النفسية وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، معناهجعل جزء من السلوك الإنساني مبهما ومجهول الأسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ،الذي هو أساس العلوم .
عرض نقيض الأطروحة :بخلاف ما سبق ، يذهبالكثير من أنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خباياالنفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيعفي جميع الأحوال – أن يعي ويدرك أسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الأعصابالنمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعورفرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليسهـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشرعلى سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
الحجة :وما يؤكد ذلك، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتناالنفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهر السلوكيةكالأحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الأقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكنمعرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل علىوجودها من خلال آثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الأمراضوالعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع إلى الخبرات والأحداث ( كالصدماتوالرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
- النقد :لا شك أنمدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعوريبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتهاحقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور، الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتةفي اللاشعور.
التركيب :وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسيةكيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعورواللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعوريمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسيةذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانبلاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعوروحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:57   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالة فلسفية:هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق ردهإلى اللاشعور؟

هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق ردهإلى اللاشعور؟
إذا سلمنا بان الإنسان يعيش حياة نفسية شعورية فان ه>االتسليم يدفعنا إلى التقرير بان جميع تصرفات الإنسان واعية ولكن ما هو ملاحظ عندالإنسان العادي انه يسلك سلوكات في بعض الأحيان ويجهل أسبابها إذا ما لفتنا انتباههإليها ، فهل يعني هذا أن الإنسان العادي لا يعيش حياة شعورية فقط أو بالأحرى هليمكن أن تفسير دائما سلوكات الإنسان بأنها سلوكات شعورية ؟ او هل يعي دائما أسبابسلوكه؟

إن هذه التسؤولات المطروحة على تمثل في الفلسفة مواقف متعارضةومتعاندة بين الفلاسفة والعلماء فمنهم من رد جميع تصرفات الإنسان إلى الحياةالنفسية الشعورلية فقط وبالتالي فلا وجود إلى حياة لاشعورية ومنهم من رد سلوكالإنسان إلى الحياة النفسية أللشعورية ولكل هؤلاء حججهم وبراهنهم

ق1 انالموقف الذي يرد جميع التصرفات الإنسان إلى الحياة النفسية الشعورية فقط الاتجاهالكلاسيكي في عصر النهضة الأوربية الذي راس الفيلسوف ديكارت حيث يرى بان ما هو عقليهو بالأساس شعوري ورفض قبول إمكانية وجود عمليات عقلية غير مشعور بها أي لاواعيةعلى اعتبار ان " مادمت كلمة عقلي تعني حين تعريفها شعوري فليس يمكن ان يكون شيءعقلي ولاشعور لنا به" وهذا الراي الاخير اخذ به كل من هوسرل وجان بول سارتر ومما هومعلوم ان الكوجيطو الديكارتي القائل انا افكر اذن انا موجود فان اساس بنائه قائماعلى اثبات الوجود الانساني انطلاقا من مبدا التفكير وماهيته وممارسته الشك الذييحصبل في مجال الوعي او الشعور الانساني وما فعله هوسرل " مؤسس المنهجالفينومنولوجي" في علم النفس هو مجرد تجاوز نطاق الضعف في الكوجيتو الديكارتي عنطريق الربط بين الشعور وموضوع الشعور حيث لايمكن تصور الشعور بدون موضوع ينصب عليهيقول هوسرل: " في كتابه تاملات ديكارتية " " كل شعور هو شعور بموضوع ما او شيء منالاشياء بحيث لايبقلى هناك فاصل بين الدذات والموضوع " وعلى هذا الاساس كان الشعورعند الفلاسفة الكلاسيكين بكل خبراته كالتذكر والتخيل والانتباه والادراك مجالاللتفكيلر او بؤرة له والتعقل بمختلف وظائفه العقلية كالتصور والقياس والاستنباطوالتجريد والتعميم والاستقراء ... فالتفكير عندهم ما نشعر ونعيه من عمليات عقليةوإذا اعتبر ديكارت ان اساس الوجود قائم على الشعور وبنسينا يعتبر قبل ديكارت اناساس اثبات خلود النفس هو شعور وان الانسان كما يقول " اذ تجرد عن تفكيره في كل شيءمن المحسوسات والنعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن ان يتجرد عن تفكيره فانهموجود وانه يستطيع أن يفكر" فان الشعور يعتبر اساس التفسير وتحديد الحقائق داخليةكانت او خارجية فبالشعور نحكم على هذه الشخصية او تلك وباشعور نتمكن من تحديدالعالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقليةمتعددة ومتكاملة وتداعيما لهذاالموقف اما ادراك المرء لذاته لايكون ادراكا غير مباشر وانما ادراك مباشرنة فلا احدمن الناس يتعرف على ذاته بواسطة الغير او بواسطة الناس او بواسطة وسيلة من الوسائلوانما يدرك تخيله واحاسيسه وذكرياته بنفسه فلاوجود للحياة النفسية الا الحياةالشعورية لان وجوده قائم عليه

نقد : اذا سلمنا بماذهب اليه الاتجاهالكلاسيكي في اثبات الحياة الشعورية ورد جميع سلوكات الانسان وفهمها ، فكيف نفسرمصدر بعض السلوكات التي تصدر عن النسان ولايعي اسبابها كالهفوات التي يقع فيهاالانسشان كاخطاء القلم وزلات اللسان وحالة الهذيان

ق2 ان الموقف الذي يردعلى فهم السلوك الى اللاشعور يمثله العالم سيغموند فرويد وحقيقة هذا الموقف ممثلافي تاكيدهç ان كل سلوك وكل فعل يمكن ارجاه الى الشعور الى فهمه كما انه ليس كل شيءفي الانسان قابل الى ان يصبح شعور ا شعوريا مدركا لان الكثير من تجارب الانسانوخبراته وذكرايته وا فكاره هي بالاساس لاشعوريةوبناء على ذلك فان اللاشعور يفترضكمشروع كل المشروعية كما يقول فرويد ومن الأدلة التى برهن بها على اثبات الشعور الىالحياة النفسية ورد السلوك اليه مثل النسيان والهفوات... التي تتجلى في سلوكلالنسان كواقع سيكولوجية غير متمتعة بشهادة الشعور وليست معروفة الاسباب وهذا مايؤديالى التسليم والاعتراف ماع فرويد بان هناك حياة لاشعورية وان اللشعور ليس تعبيرمجازي لاوجود له واقعيا بل ان مفهوم اللاشعور يعبر عن واع سيكولوجي حقيقي تدل عليهعمليات الكبت المسبب للمريض كما اثبته فريد عند الناس المرضى ومن ثمة رفض فريد موقفاللاسفة الذي ينكر امكانية وجود حياة نفسية لاشعورية لانهم لايفرقون ما بين ماهوشعوري وما هو نفسي وانهم لايستطيعون ان يعقلوا ان هناك ثمة شيء نفسي ولاشعور في انواحد وذهب فرويد الى ابعدمن ذلك قصد اثبات اللاشعور ومفعوله على السلوك حيث يرى انحياتنا النفسية هي اساسها لاشعوري بمعنى انتهى الى اعتبار ان كل شيء هو في المقامالاول لاشعوري " وعلى اساس هذا القول بفرضية اللاشعور اقان فرويد التحديد النفسيكاسلبوب في العلاج النفسي او فهم تفسير السلوك بصفة عامة وجعله فيها يعد كنظريةمتكملة في تفسير الحياة النفسية للانسان وكل نشاطته وابداعته المختلفة

.
نقد ان فرضية اللاشعور عند فريد فرضية قابلة للنقض على اساس اللاشعور عند فرويداكتشفه عند الناس المرضى وافترضه كمشروع لا يزال بعد غير قابل للتحقق فلسي بالضرورةاذا كانت عند الالانسان ارعاض عصبية ليس لها يبررها من الناحية العضوية، نبرها منالناحية النفسية بالضرورة ، كذلك ان لايمكن ارجاع جميع النشاطات الى الحياةاللاشعورية لان الجزء الكبير من الحياة النفسية يعيه النسان وهو الشعور. ونتيجة لكلماسبق يمكننا القول الحياة النفسية عند الانسان شعورية ولا شعورية واذا ما لايمكنفهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور.









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 15:58   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
هجيرة رغد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية هجيرة رغد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإشكالية الأولى : إدراك العالم الخارجي
المشكلة الثالثة : الشعور واللاشعور

مقدمة : طرح المشكلة
إذا كنا نحكم على الإنسان بأنه الكائن الحي الوحيد القادر على التحكم في سلوكاته وتوجيهها بشكل حر ومسؤول، فإن ذلك يعود مبدئيا إلى أنه كائن واع لذاته الباطنية من جهة، ولما يحيط بها في العالم الخارجي من جهة أخرى، فلولا الوعي ( الشعور ) لما كان حرا ولا مسؤولا ، بل ولا منتجا لأفكار ولا مبدعا لثقافة وحضارة. لكن هل هذا يعني أن الشعور مصباح يضيء كل جوانب الحياة النفسية ؟ ألا يوجد فينا مجال مظلم لا تتسرب إليه أضواء هذا المصباح ؟
ـ الشعور كإحاطة بالحياة النفسية ومعرفتها:
1 ـ مفهوم الشعور :هو مجموع العمليات العقلية أو الحالات النفسية التي يعيها الفرد ويستطيع استرجاعها في لحظة ما.
الشعور عند علماء النفس هو : (( إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله إدراكا مباشرا وهو أساس لكل معرفة ))
فالشعور إذن : (( هو معرفة النفس لأحوالها وأفعالها مباشرة )).
2 ـ مميزات المعرفة الشعورية :
أ ـ المعرفة الشعورية أولية: لأنها معرفة مباشرة تمارسها الذات بذاتها، بلا وسائط ، لهذا قال لالاند: (( إن الشعور معطى أولي غير متميز، ومادة لكل حياة نفسية )).
ب ـ المعرفة الشعورية ذاتية: فهي ملك خاص، وعالم مستقل مليء بالعواطف والأحلام والرغبات والأفكار والذكريات، ولكن كلها في أعماق الذات وخفاياها النفسية، ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها أو كشفها، فهي من خصوصية (( الأنا )) وحده في الإخبار عنها.
ج ـ المعرفة الشعورية لها هوية : فالمعرفة الشعورية بكل أحوالها وأفعالها، وتعدد مجالات الحياة النفسية وتنوعها إلا أنها متضامنة وأجزاؤها متكاملة في كل، له هوية هو الأنا الشخصي، بمعنى أن المعرفة الشعورية تقوم على إرجاع كثرة الأحوال النفسية وفعاليتها إلى وحدة النفس المدركة (( فالشعور إذن وحدة في كثرة )).
د ـ المعرفة الشعورية لها اتصال: فالحياة الشعورية مضمون متكامل، يعبر عن ديمومة متداخلة الفترات بين الأحوال الشعورية الحاضرة والأحوال السابقة ، ولعل هذا ما أشار إليه ابن سينا حينما اعتبر أن الإنسان السوي إذا تأمل نفسه يشعر أن ما تضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي، وسيظل يشعر بها طيلة حياته أي (( أن الشعور تغير في اتصال )).
ويمكن إجمال القول : (( أن الشعور وحدة في كثرة، وتغير في اتصال )).مل أمل أ أمل أمل
3 ـ مراتب الشعور: إذا كانت المعرفة الشعورية بهذه المميزات، هل معنى هذا أن الموضوعات الشعورية متساوية أمام الشعور، أم أن الشعور بها مراتب ودرجات؟
أ ـ الشعور العفوي : وهو الشعور الذي تعيشه الحياة النفسية بشكل تلقائي طبيعي بعيدا عن القصد والتوجيه الإرادي، فهو نشاط شعوري بسيط، يسجل الواقع كما هو ، غني وزاخر بالموضوعات والحالات الانفعالية، أو العقلية أو الفاعلة، يسيره في الغالب قانون التداعي الحر.
ب ـ الشعور الإرادي ( التأملي ) : وهو شعور قصدي تعايشه الذات المدركة بنوع من اليقظة والتركيز والانتباه، بحيث تعي أحوالها وما يجري في نفسها ومجموع التغيرات التي تطرأ عليها، وقدرتها على تحليل موضوع معرفتها، وأن تنقله إلى الغير، ومثال ذلك ما يفعله الأستاذ مع مشكلة معينة وتفكيك أجزائها، أو تحليل عنصر منها ، هذا يقتضي القصد، والانتباه والتركيز على موضوع المشكلة.
ج ـ الشعور الهامشي : وهي موضوعات أو حالات شعورية، قريبة من الشعور الإرادي، لكنها خافتة وغير واضحة، نظرا لاهتمامنا بموضوعات أخرى أهم منها ( التأملية )، فالتلميذ الذي يركز انتباهه ووعيه مع أستاذه للتعامل مع مشكلة الدرس يشعر في نفس الوقت بما يحيط بم من وسائل وأدوات وأشخاص وفضاء خارجي، لكنه شعور غير واضح وهامشي بالنسبة لموضوع الدرس.
4 ـ طبيعة الشعور: إن الشعور كنشاط لا يخرج عن أن يكون شعورا بالذات، أو شعور الذات بالموضوعات، ويتميز هذا النشاط الشعوري بصفات وخصائص من أهمها :
أ ـ الشعور شخصي ( الذاتية ) :بمعنى أن لكل شخص شعوره الخاص بالمواقف التي يعيشها يوميا مع غيره ، فكل شخص يشعر بأحواله وظروفه شعورا داخليا لا يشاركه فيه أحد ولا يستطيع أي كان أن يعرف طبيعته أو شدته ودرجته ، والدليل على ذلك أن الشعور بالحالات الانفعالية يختلف باختلاف الأشخاص ، فإذا اشترك أشخاص في رؤية موقف مفرح فإن شعور كل منهم بالفرح يختلف عن شعور الآخر، ومن ثمة كان الشعور حالة ذاتية خالصة.
ب ـ الشعور اصطفائي ( الانتقاء ) :إننا لا نأخذ من العالم المحيط بنا كل ما يطرحه هذا العالم من مواقف و أشياء و حوادث بل نختار دائما ما نحتاج إليه ويتماشى مع ميولنا واهتماماتنا ، فالفلاح والطبيب والمعلم والفنان والعالم إذا لاحظوا موقفا ما لا يدركونه بنفس الكيفية أو إذا رأوا شيئا ما لا يدركونه نفس الإدراك ، فما يراه الفنان في الشجرة لا يراه الحطاب ولا النجار ، وما يراه الحطاب أو النجار أو الفنان لا يراه عابر السبيل في الحر الشديد
ج ـ الشعور تيار متدفق و متغير: إن الشعور دائم التغير، في كل لحظة غيره في اللحظة السابقة ، ولذلك تجد أحكامنا تختلف حسب الظروف المحيطة بنا، وأحوالنا تنتقل من الحزن إلى السرور إلى الغضب إلى الشك . إنه تيار متدفق لا يعرف السكون ، والحياة النفسية تتغير من حال إلى حال فهي لا تسير في خط مستقيم، والتعارض القائم بين الحالات النفسية هو ما يمكننا من إدراكها بوضوح فنحن لا نكتشف قيمة الشيء إلا بعد فقدانه ، فقيمة الصحة تدرك بوضوح في حالة المرض، ولحظات السعادة تكتشف في لحظات الشقاء.
د ـ الشعور متصل وواحد ( الديمومة ) : إن تغير الحالات الشعورية لا تعني أن الشعور مركب من وحدات منفصلة ، بل هو بمثابة سلسلة متصلة الحلقات ، يقول وليام جيمس : (الشعور تيار متواصل ومتدفق باستمرار حالاته السابقة تؤثر في حالاته الحاضرة ) إذن فالحالات الشعورية تتعاقب في الزمان مثل تعاقب الليل والنهار طيلة حياة الإنسان .
وـ الشعور كيفي لا كمي وزماني لا مكاني: مادام الشعور ديمومة كما يقول هنري برغسون فلا بد أن يتصف بخاصية الكيفية ، بمعنى أن الحياة النفسية الشعورية نوعية وبالتالي لا يمكن تقديرها تقديرا كميا أو قياسها كما تقاس الأشياء المادية ،والدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نقيس الشعور بالحرية أو الشعور بالسعادة إلى غير ذلك من الحالات النفسية .
الشعور كمبدأ وحيد للحياة النفسية:
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور ، وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت (1596 ـ 1650) من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه
(( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) وأن الشعور باعتباره حدسا يقدم لنا معرفة تامة ولا يخطئ في معرفة ما يجري من حوادث في عالمنا الداخلي وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، إذ لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها بدليل أننا لا نستطيع القول بأن الإنسان يشعر في هذا الحال ولا يشعر في ذاك ، مادام الاستمرار من خصائص الشعور. كما يقول آلان : (( إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره ))، وهذا ما رآه من قبل ابن سينا (980 ـ 1037م) وأوضح أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي ، وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا .
إذن الشعور هو أساس الحياة النفسية من بدايتها إلى نهايتها ، والقول بوجود حياة نفسية لا شعورية هو من باب الجمع بين النقيضين في الشيء الواحد ، فإذا كانت الحياة النفسية في جوهرها شعورية فمن المستحيل أن تكون لا شعورية ، وما دام الأمر كذلك فالشعور يبقى الأساس الوحيد للحياة النفسية .
مناقشة : إن هذه الفكرة قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور . فما هو اللاشعور ؟
اللاشعور كأساس نفسي عميق ومؤثر على السلوك :
1 ـ مفهوم اللاشعور : اللاشعور كلمة نشير بها إلى مجموعة الحوادث النفسية التي لا نشعر بها، وتؤثر في سلوكنا كالذكريات المنسية والأحلام والرغبات المكبوتة .
أو هو مجموعة من الحوادث النفسية التي لا نشعر بها .
2 ـ مقدمات اكتشاف اللاشعور : يعتبر الفيلسوف الألماني ليبنتز ( 1646 ـ 1716 )أول من أكد وجود إدراكات لا شعورية وأتبعه في ذلك فلاسفة آخرون أمثال شوبنهاور و هاملتون ، لكنهم برهنوا على وجود هذه الحالات اللاشعورية برهانا عقليا لم يصمد أمام النقد بسبب تناقض فكرة اللاشعور مع وجود النفس المستند إلى الشعور، إذ كيف تقول عن شيء لا تشعر به أنه موجود؟ لكن لجوء علم النفس في القرن 19 إلى التجريب وتحول علماء النفس من دراسة الشعور إلى دراسة السلوك والتركيز على وحدة الحادثة النفسية ووحدة الشخصية وتكاملها ،وهذا ما جعل الأطباء في القرن 19 يفكرون في المشكلة التي كانت مطروحة وتتعلق بمعالجة مرض الهستيريا، فقد كانوا يرون أن الاضطرابات النفسية والعقلية ترجع إلى أسباب عضوية يمكن علاجها بوسائل مادية كالعقاقير . ولكن الطب في الواقع لم يهتد إلى الأسباب العضوية المفترضة مما حمل بعض الأطباء وفي مقدمتهم بيرنهايم
( 1837 ـ 1919 ) على إرجاعها إلى أسباب نفسية ، فلجأوا إلى استخدام التنويم المغناطيسي لمعالجة مرض الهستيريا ، وهذا ما لفت انتباه الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ( 1859 ـ 1939 ) الذي انشغل بالمشكلة وتتبع معالجة مرض الهستيريا بواسطة التنويم المغناطيسي ، فسافر إلى باريس سنة 1885 لمشاهدة تجارب شاركو (1825 ـ 1913) في التنويم المغناطيسي . ولكن متابعته للتجارب التي قام بها رفيقه الطبيب جوزيف بروير ( 1842 ـ 1925 ) لمعالجة المرض نفسه قد برهنت له بما فيه الكفاية على أن أعراض مرض الهستيريا مصدرها بعض الخبرات الماضية التي ترجع إلى الشعور أثناء عملية التنويم ،فقد لاحظ بروير أن المريض إذا تذكر مرضه شفي منه وزالت عنه أعراضه ، كما لاحظ أنه بالإمكان تخليص المريض من بعض الاضطرابات عن طريق التعبير عما يشعر به . ومن هنا استنتج فرويد أن هناك علاقة وطيدة بين بعض الأعراض العصبية والذكريات المنسية وهي العلاقة التي كشف عنها التنويم .
لكن نتائج العلاج بالتنويم كانت محدودة لأن المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه ، كما أن بعض المرضى ليس لهم قابلية للتنويم مما جعل فرويد يتخلى عنه ويبحث عن وسيلة أخرى ، فاهتدى إلى منهج التحليل النفسي.
3 ـ ظهور التحليل النفسي:
يعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة ، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض ، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية .
4 ـ أدلة وجود اللاشعور : يتلخص مفهوم اللاشعور عند فرويد في تلك الحوادث النفسية الباطنية التي تؤثر في سلوك الإنسان ، وتجعله يقوم بحركات وتصرفات دون وعي ، وقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال الوقائع التالية : تتمثل أولا في النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه . وتتمثل ثانيا في أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع بل كما نرغب نحن أن تكون ، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا. وتتمثل ثالثا في تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ومن كان معنا ؟ وكيف افترقنا ؟
وتتمثل رابعا في العواطف التي لا تتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك وتتمثل خامسا في الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
هذه هي أهم الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور ، ولكن ماهي مكانة اللاشعور في الحياة النفسية ؟
5 ـ مستويات الجهاز النفسي : لقد نظر فرويد للحياة النفسية في ضوء اكتشافه للاشعور نظرة جديدة مخالفة لنظرة علم النفس التقليدي ، متأثرا في ذلك بفكرة الأجهزة السائدة في البيولوجيا وعلى هذا الأساس فقد رأى أن الجهاز النفسي مكون من ثلاث قوى أساسية :
الهو : ويمثل عمق منطقة اللاشعور التي تتجمع فيها الدوافع والميول والرغبات الصادرة عن الغريزة الجنسية والتي يسميها فرويد
( الليبيدو ) أي ميل الإنسان إلى اللذة وتجنب الألم ، وهذه الغريزة الجنسية هي مصدر الطاقة النفسية المحركة لنشاط الإنسان وإبداعاته في مختلف الميادين .
الأنا : والمقصود منه الشعور الذي يصاحب مختلف السلوكات التي يقوم بها الشخص خلال حياته الواقعية ، ويتكون من مختلف الإحساسات والعمليات العقلية ، فالأنا من حيث هو شعور يمثل الذات الواعية التي تتصرف وفق مقتضيات الظروف والأحوال .
الأنا الأعلى : ويتشكل من العادات والتقاليد والمعتقدات والقيم التي اكتسبها الفرد من الأسرة والمجتمع ، وانطبعت في نفسه ، والتي أصبح بموجبها يميز بين الخير والشر وبين الحسن والقبيح وبين الحلال والحرام وبين المباح والممنوع .
وقد حلل فرويد العلاقة بين هذه الأقسام الثلاثة ، وبين أن العلاقة بين الهو والأنا الأعلى هي علاقة تناقض ، ذلك أن الميول والرغبات المتولدة عن الليبيدو تسعى دائما إلى التعبير عن ذاتها في الواقع وتحقق مطالبها بطريقة مباشرة ولكن الأنا الأعلى بمختلف محتوياته يقف في وجهها ويمنعها من الخروج إلى ساحة الشعور فلا تظهر ولا تتحقق ، إذن هناك صراع مستمر بين الدوافع اللاشعورية وبين الأنا الأعلى ، ولكن الأنا أو الشعور يتدخل وينظم العلاقة بينهما فهو من جهة يخضع لأوامر ونواهي الأنا الأعلى ولا يخالفها ، وهو من جهة ثانية يراقب الدوافع اللاشعورية ولا يسمح بالخروج إلا للدوافع المعقولة التي يرضى عنها الأنا الأعلى أما الدوافع المحرمة والممنوعة فيكبتها ، وعلى هذا الأساس فالشعور هو مصدر أو أساس التوافق بين الهو والأنا الأعلى وفشله في إحداث التوازن بينهما يؤدي في نظر فرويد إلى تكوين العقد والأمراض النفسية ، وإذا كان الشعور هو مجرد حارس ، وكان الأنا الأعلى عائقا بالنسبة لإشباع الميول والرغبات ، فهذا يعني أن اللاشعور مصدر نشاط الإنسان وفعاليته في مختلف الميادين فهو إذن الأساس المتين الذي تقوم عليه الحياة النفسية عند فرويد .
6 ـ من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية:
لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردها إلى هاتين الغريزتين فقط : غريزة الحياة ( أو الغريزة الجنسية ) وغريزة الموت ( أو العدوان والتدمير ).
أ ـ دور الليبيدو ( الغريزة الجنسية ): تتجلى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده، ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية، فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر، بل قد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كل محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية، والغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على الميول الجنسية التي تستهدف الإنسال والتكاثر، كما أنها تشتمل على مظاهر الحب والود بين الآباء والأبناء، وحب الذات، وحب الأصدقاء، وحب الحياة ، وحب الإنسانية جمعاء.
ب ـ دور الغريزة العدوانية: أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير ( كما في الحرب ) والعدوان على النفس ( كما في الانتحار )، وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدوا لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة، وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع، ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها.
هل اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها أم يظل مجرد افتراض فلسفي ؟
أولا : بين المنهج العيادي والتفسير النظري:
1 ـ التحليل كمنهج عيادي:
مما لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين، وقد عززت هذه الدراسات الجاني الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يلقى بهم قديما في غياهب السجون، أو يظلون عرضة للسخرية والامتهان.
2 ـ نظرية اللاشعور من الوجهة التفسيرية:
إن إجرائية فرضية اللاشعور تبرز في أن كثيرا من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن أن تفسر عند الوقوف عند الحياة الشعورية في مظاهرها المختلفة، ولذلك فإن مجهود المحلل النفسي يتركز على ملاحظة مظاهر الشعور ذاتها ملاحظة دقيقة ليتمكن من أن يكتشف المظاهر اللاشعورية التي تختبئ وراءها، إنها تساعدنا على إلقاء الضوء على حالات المرض النفسي.
ـ لكن رغم كل هذه النتائج لنظرية فرويد ، هل يعد ما ذهب إليه صحيحا ؟ وهل يوضع في مصاف النظريات العلمية الكبرى أم انه مجرد افتراض؟ إن نظرية اللاشعور عند فرويد ، ومنهج التحليل النفسي الذي أسسه لم يلق الاتفاق ولا الإجماع، بل ثارت ضده الكثير من الاعتراضات، وحتى الرفض الكلي.
ثانيا: الفرضية والفرضيات المضادة:
إن المبالغات التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسسه الرائد قد أدت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أول من عارضوا هذه النظرية ، فالفريد آدلر رأى أن اللاشعور ليس مرده إلى الليبيدو، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور ، وكل ما فسره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور، أما كارل يونغ فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلا جانبا واحدا من المشكلة، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة، وبذلك فقد وضع نظرية في اللاشعور الجمعي، فلا شعورنا ليس مليئا بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء. وفضلا عن ذلك فقد بلغ الاعتراض على نظرية التحليل النفسي إلى حد أن هناك من أنكر حتى وجود اللاشعور، فهذا الطبيب النمساوي ( ستيكال ) الذي قال: (( لا أومن باللاشعور، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى، لكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما تحت شعورية، وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )). كما يرفض ( سارتر ) فكرة اللاشعور، ويعتبره مجرد خداع، حيث يرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال الشعور.

الخاتمة: حل المشكلة
إن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه.










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 16:07   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
محاربة الصحراء
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

mais ma9alat chwiya mahoumch mtwess3in surtout ta3 cho3or faradiya 3ilmiyaaa










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-12, 19:58   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
hamza18
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية hamza18
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يارب يجعله في ميزان حسناتك وبارك الله فيك اختى...foza










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقالات, الفلسفية, تفوتوها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc