أهمية دراسة السيرة النبوية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أهمية دراسة السيرة النبوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-12, 22:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sticoeur
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية sticoeur
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أهمية دراسة السيرة النبوية

أهمية دراسة السيرة النبوية

الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّه الكريم وعلى آله وصحبه الأخيار الطَّاهرين؛ وبعد:
فإنَّ من سديد القول وجميل الحكم قولهم: «إنَّ الأمَّة التي لا تحفظ تاريخها لا تستطيع أن تحفظ حاضرها ومستقبلها»، ذلك لأنَّ حفظ التاريخ هو حفظ جذور الأمَّة وأصولها ومآثر رجالها وسابق أيَّامها، فالتاريخ يُعَدُّ ذاكرة الأمم والشعوب، لذلك حرصت أمم الأرض قاطبة على تدوين ماضيها ورسم أمجادها والاحتفاء بتاريخها؛ ولو كان مليئا بالجور والظلم والجهل والأحداث المؤلمة؛ لأنَّ المهم في ذلك أن يُدرس ويُعرف فيُستخرج منه الدروس والعبر، ويكون نبراسًا يستضاء به للتعامل مع الأحداث في الحاضر والمستقبل، كما تحرص كل أمَّة من الأمم اليوم على تربية النشء على حفظ تاريخ أمَّته وترسيخ معرفته، ليكبر الجيل على حبِّ أسلافه والافتخار بأصوله والاعتزاز بماضيه.
ولا غرو أن يعتني أهل الإسلام بتاريخهم، ويهتمُّوا بحفظه ويجدُّوا في صيانته، ونقله للأجيال المتلاحقة، وما ذاك إلَّا لأنَّ درَّة تاريخ هذه الأمة وتاجه وفاتحته هو سيرة نبيِّها - صلَّى الله عليه وسلَّم -.
وعليه؛ اعتنى العلماء بالسِّيرة النَّبوية العطرة منذ فجر الإسلام وبدأوا تدوينَها في القرن الأوَّل، وتتابعوا على التَّأليف فيها في كتب مفردة شاملة لجميع أبواب السيرة أو بعضها أو في ضمن مصنَّفات تحوي موضوع السيرة والمغازي وغيرها[1]، لذا قال ابن كثير - رحمه الله -: «وهذا الفنُّ مما ينبغي الاعتناء به، والاعتبار بأمره، والتهيُّؤ له»[2].
بل درج السَّلف - رضي الله عنهم - على حث أبنائهم على تعلُّم السيرة النَّبوية والغزوات، وعلَّموهم إيَّاها في الصغر قبل الكبر، قال علي بن الحسين زين العابدين: «كنَّا نُعَلَّمُ مغازيَ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما نُعَلَّم السُّورةَ منَ القرآنِ»[3].
وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: «كانَ أبي يُعلِّمُنا مَغازيَ رسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويَعُدُّها عَلينا، وسَرَاياهُ؛ ويقولُ: هَذه مَآثِر آبائكُم فلا تضيِّعُوا ذِكْرَها»[4].
وهذا لإدراكهم أهمية هذا العلم وحاجة الناس إليه، وضرورة رسوخه في الأذهان، ونحن اليوم أيضًا في أشدِّ الحاجة إلى هذا العلم لنبيِّن للعالم أجمع جمال وصفاء ديننا الحنيف وسيرة نبينا الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي تجرَّأ على الطعن فيه وسبِّه والتشكيك في نبوَّته كثيرٌ من أوباش الكفَّار في مواطن من أصقاع الأرض، فكان لزاما على المسلم الحريص على خير نفسه وغيره أن يلمَّ بسيرة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ويتعلَّم ما يجب أن يتعلَّمه منها، ليكون على بيِّنة من أمره، وليعرف بذلك قدْرَ نبيِّه الذي أوجب الله عليه حبَّه واتباعَه وطاعتَه، وسدَّ جميع الطرق إلى الجنَّة إلاَّ طريقَه، خاصةً وأنَّ الله تعالى سيمتحنه به، ويسألُه في أوَّل نزوله القبرَ، فيقول له المَلَكان: «ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِث فيكم؟»[5]، فعلينا أن نُعدَّ للأمر عُدَّته وللسُّؤال جوابه.
فالسيرة النَّبوية العطرة لا تُقرأ للتسلية والترويح عن النفس، ولا في المناسبات والأعياد والموالد للتباهي والتبرُّك والاكتفاء بذلك؛ وإنَّما تقرأ السيرة لأخذ العبر واستخراج الدُّرر، واستنباط الفوائد والنكت، ونَصبها نبراسا يستضيء بنورها كلُّ مؤمن في هذه الحياة، يجد بها طريق الهداية.
وإليك أخي القارئ في هذا المقام بعض ما يجتنيه دارس السيرة النبوية من فوائد:
1- تحقِّقُ له معرفةَ نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - معرفةً تفصيليَّةً، فيعرف مولدَه ونسبَه وأسماءَه ونشأته ووفاته، وسيقف على أحوالِه وأوصافِه وشمائلِه وخصائصه ودلائل نبوتِه ومعجزاتِه وسياستِه وتدبيرِه وجميعِ غزواتِه وسراياه؛ ولابدَّ أن تورِّثَ هذه المعرفة في النُّفوس حبَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإجلالَه وتوقيرَه وتعظيمَه، ثمَّ إنَّ هذه المحبَّة ستدفعُ بالعبد إلى متابعته في هديه والاقتداء به في سيرته؛ وهذه المحبة وهذا الاقتداء والمتابعة هو أجلُّ ما يجتنى من دراسة سيرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ لأنَّ فيه تحقيقَ الإيمان الذي يوجبُ تقديمَ حبِّ الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جميع المحبوبات، وتحقيقَ مقصودِ الرسالة النَّبوية بالاقتداء والاتساء به - صلَّى الله عليه وسلَّم -، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]، وبذلك يسعَدُ العبد في الدنيا والآخرة، قال ابن القيِّم في «زاد المعاد» (1/69): «وإذا كانت سعادةُ العبدِ في الدَّارين مُعلَّقةً بهدْي النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فيجِب على كلِّ من نَصح نفسَهُ، وأحبَّ نجاتَها وسعادتَها، أن يعرفَ من هَديِه وسِيرتِه وشأنِه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين بهِ، ويدخلُ به في عِداد أتباعِه وشِيعته وحِزبه، والنَّاس في هذا بين مُستقِلٍّ، ومُستكثِرٍ، ومحرومٍ، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفَضل العَظيم».
2- تزيد في قوَّة الإيمان واليقين والثَّبات على الدِّين، فإذا طالع المرء ما قاساه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في دعوته لقومه وما عانى من عنادهم واستهتارهم وتسفيههم له ومحاولة التخلص منه وإخماد دعوته بجميع ما تمكنوا منه من وسائل، وما أصاب الصَّحابة الأوائل الذين اتبعوه في ساعة العسرة من شدَّة المناوءة والمعارضة، ومن التعذيب والاضطهاد وأصناف الأذى والظلم، وأنواع الشَّتم والسِّباب من القريب والبعيد، ثمَّ لم يزدهم هذا كلُّه إلَّا تمسُّكا بدينهم وثباتا على عقيدتهم، سيجد بذلك المطالع لأحداث السيرة قوة إيمان، وزيادة يقين من أنَّ الإسلام حقٌّ، وأنَّ رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقٌّ، وأنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - هم أشرف هذه الأمَّة.
قال ابن حزم في كتابه «الفِصل في الملل والنحل» (2/ 73): «فإنَّ سيرةَ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمن تدَبَّرها تقتَضي تَصدِيقَه ضَرورةً؛ وتَشهَدُ له بأنَّه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقًّا؛ فلَو لم تكنْ لَه مُعجزةٌ غيرَ سيرتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكَفَى».
3- تبعث في نفس المؤمن الدارس لها زيادة اعتزاز بدين الإسلام وقوة حجة؛ لأنَّك إذا وقفت على شمائل هذا النَّبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - الحميدة وأوصافه الجميلة من شجاعة ورباطة جأش، وكرم وجود، ورفق في مواطن اللِّين والرفق، وشدَّة في مواطن الشدَّة والحزم، وحسن سياسة وتدبير، وقوَّة في الصدع بالحقِّ والدعوة إليه، والحرص الشديد على هداية الخلق، ومعاملة جميع أصناف الناس - مؤمنِهم وكافرِهم، وصغيرِهم وكبيرِهم، وذكرِهم وأنثاهم، وعبدِهم وحُرِّهم، وشَريفِهم ووضيعِهم، ومُسالمِهم ومحاربِهم - كلٌّ بما يليق به من غير إفراط ولا تفريط، فلن تجد منه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلاَّ العدلَ والرحمة والإحسان في كلِّ أحواله وأوقاته؛ في الحرب والسلم، في الأمن والخوف، في الرخاء والشدة.
فيدرك دارسُ السِّيرة أنَّه أمامَ أَعْظَم رجل عرفه البشر على الإطلاق، إذ لم يبلغ مرتبته أحد من الناس فهو سيِّد ولد آدم عليه السَّلام، وعَلم بذلك أيضا أنَّ الإسلام جاء بالحكمة، والرحمة والسلام والوئام، وأنَّه جاء بكل خير وإصلاح، محذِّرًا من كلِّ شرٍّ وإفساد.
4- تنيرُ دربَ السَّالك لسبيل الدَّعوة إلى الله؛ لأنَّها التَّطبيقُ العمليُّ للإسلام، وهنا مربَطُ الفَرَس كما يقال، حيثُ إنَّ هذا الجانب من السيرة تناوله الدارسون للسِّيرة بخلفيات عَلِقت بأذهانهم ومناهج ترسَّخت في عقولهم، فالحَرَكيُّ لا يرى السيرة إلَّا أسلوبا من أساليب السياسة، والثوريُّ لا يرى فيها إلا الغزوات والقتال، وهكذا ...، ولو صفت أذهان هؤلاء وتجرَّدت عقولهم من الأحكام المُسبَقة، وصدقت قلوبهم في طلب الحقِّ لوجدوا أنَّ السيرة النبويَّةَ تمثِّلُ التَّطبيقَ العمَليَّ للإسلامِ بجميع جوانبه، وأنَّها الأسلوبُ الأمثلُ والأكملُ في الدَّعوة إلى الله وإصلاحِ المجتمعاتِ، إذ سيجدُ الدَّاعيةُ بغيتَه بتأمُّل أحوال وأطوار هذه السيرة العطرة، ففي حال الضَّعفِ ـ مثلًا ـ والعيشِ تحت وطأة الكفَّارِ وسيطرتِهم فمأخذُه العهدَ المكيَّ، وفي حال الظُّهورِ والتَّمكين فلينظر إلى العَهدِ المدنيِّ، لكن لا يكون ذلك على إطلاقِه، ولا بمعزَلٍ عن فُهوم العلماء الكبار، وتوجيههم لتلك الأخبار والآثار، وتصويبهم لهذه المدارك والأنظار.
والذي يجدر التنبيه إليه في هذا المقام أنَّ المتأمِّل في السيرة سيجد أنَّ قطب رحى الأمر كله هو الدَّعوة إلى توحيد الله عزَّ وجل والنَّهي عن ضده، إذ لم يَغفل عنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في جميع أحواله في ضعفه وقوته، في سلمه وحربه، في خوفه وأمنه، في ظعنه وإقامته، فكذلك ينبغي على الداعية أن لا يشرد ذهنه عن التوحيد أبدًا، وأن يجعله أوَّلَ دعوتِه وآخرَهَا.
5- تُعينُ على فَهم كتاب الله تعالى؛ إذ أنَّ فيها تفسيرًا وبيانًا لكثير من آي القرآنِ الكريم، وتوضيح معانيها بتفصيل، كالآيات التي تحدَّثت عن الغزوات في سورة آل عمران، والتوبة والأحزاب والفتح والحشر ... ؛ فمعظم سورة الأنفال يتحدث عن غزوة بدر، وغالب سورة التوبة يتحدث عن غزوة تبوك، وسورة الحشر فيها الحديث عن جلاء يهود بني النضير، وفي سورة آل عمران آيات كثيرة عن غزوة أحد؛ كما أنَّ في السيرة النبويَّة بيانا لكثيرٍ من أسبابِ النزولِ.
وبهذا يظهر صدق كلام الخطيب البغدادي حين قال: «تتعلَّقُ بمغازِي رسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحكامٌ كثيرةٌ، فيَجِبُ كَتْبُها والحِفْظُ لها»[6].
نعم؛ يجب كتابةُ السِّيرة النبويَّة وحِفظها والاهتمامُ بها ودراستُها بعنايةٍ فائقةٍ، لكن وَفقَ منهج علميٍّ رَصينٍ كما يقرِّره علماء الحديث والسنة المعتبرين؛ والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 01:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العبدالله محمد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله الف خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 02:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
sticoeur
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية sticoeur
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العبدالله محمد مشاهدة المشاركة
جزاك الله الف خيرا

و جزاك الله كل خير انت ايضا









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 14:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




بسم الله الرّحمن الرّحيم


الأخ الفاضل ، بارك الله فيك على هذا الموضوع القيّم ، وجزاك خيرًا إذا تفضّلتَ بذكر مصدر النقل أو على الأقل اسم الكاتب حتّى يتسنّى لنا معرفة مَن كتب الموضوع واجتهد فيه فندعو له بالخير على مجهوده

وكاتب المقال هو الأخ الفاضل توفيق عمروني جزاه الله عنّا خيرًا ، والموضوع هو :


أهمية دراسة السيرة النبوية

https://www.rayatalislah.com/index.ph...06-30-10-43-08


والمصادر في الأسفل وهي كالتالي:


(1) كالبخاري - رحمه الله - ضمَّن كتابه «الجامع الصحيح» كتاب المغازي.
(2) «البداية والنهاية» (3/242).
(3) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195)، وانظر: «البداية والنهاية» (3/242).
(4) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195).
(5) في حديث البراء بن عازب عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الطويل؛ أخرجه أبوداود وأحمد، وهو صحيح؛ انظر: «صحيح الجامع» (1676، 2556).
(6) «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (2/ 195).


نُقل إلى موقع راية الإصلاح من : (مجلة «الإصلاح» العدد 2)











رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 14:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sticoeur
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية sticoeur
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة



بسم الله الرّحمن الرّحيم


الأخ الفاضل ، بارك الله فيك على هذا الموضوع القيّم ، وجزاك خيرًا إذا تفضّلتَ بذكر مصدر النقل أو على الأقل اسم الكاتب حتّى يتسنّى لنا معرفة مَن كتب الموضوع واجتهد فيه فندعو له بالخير على مجهوده

وكاتب المقال هو الأخ الفاضل توفيق عمروني جزاه الله عنّا خيرًا ، والموضوع هو :


أهمية دراسة السيرة النبوية

https://www.rayatalislah.com/index.ph...06-30-10-43-08


والمصادر في الأسفل وهي كالتالي:


(1) كالبخاري - رحمه الله - ضمَّن كتابه «الجامع الصحيح» كتاب المغازي.
(2) «البداية والنهاية» (3/242).
(3) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195)، وانظر: «البداية والنهاية» (3/242).
(4) رواه الخطيب البغدادي في «الجامع» (2/195).
(5) في حديث البراء بن عازب عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الطويل؛ أخرجه أبوداود وأحمد، وهو صحيح؛ انظر: «صحيح الجامع» (1676، 2556).
(6) «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (2/ 195).


نُقل إلى موقع راية الإصلاح من : (مجلة «الإصلاح» العدد 2)


ياركة االله فيك اختي الفاضلة و سيتم دكر المصدر في باقي المواضيع ان شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-14, 21:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي







بسم الله الرّحمن الرّحيم


من فوائد دراسة السّيرة النّبويّة


الشّيخ عبدالرزّاق بن عبدالمحسن العباد حفظهما الله


إنَّ دراسة السيرة النبوية العطرة تعد غذاء للقلوب ، وبهجة للنفوس ، وسعادة ولذة وقرة عين ، بل إنها جزء من دين الله سبحانه وتعالى وعبادة يتقرب بها إلى الله؛ لأن حياة نبينا الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - حياة بذل وعطاء وصبر ومصابرة وجد واجتهاد ودأب في تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى والدعوة إلى دينه عز وجل ،

وفي دراسة السيرة فوائد عظيمة جداً ومنافع متعددة أذكِّر بشيء منها شحذًا للهمم للصبر والمواصلة والعناية بدراسة سيرة نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ؛ فمن هذه الفوائد:

- أن نبيّنا صلى الله عليه وسلم أسوة للعالمين وقدوة لهم ؛ في العقيدة والعبادة والأخلاق كما قال الله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب:21] ، وتحقيق هذا الائتساء به وسلوك هديه صلى الله عليه وسلم متوقف على معرفة سيرته وهديه الكريم عليه الصلاة والسلام .

- الأمر الثاني : أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه القويم يُعَدُّ ميزانا توزن في ضوئه الأعمال ؛ فما كان منها موافقاً لهديه وسلوكه عليه الصلاة والسلام فهو المقبول ، وما كان منها ليس موافقاً لهديه عليه الصلاة والسلام ولسلوكه فهو المردود . وفي هذا المعنى يقول سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى فيما روى الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه العظيم "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" : « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر ؛ فعليه تعرض الأشياء ، على خُلقه وسيرته وهديه ، فما وافقها فهو الحق ، وما خالفها فهو الباطل » .

- الأمر الثالث : في دراسة سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عون على فهم كتاب الله عز وجل ، لأن حياته عليه الصلاة والسلام كلّها تطبيق للقرآن وعمل به ، ولما سُئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن خُلقه عليه الصلاة والسلام قالت : (( كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ )) ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( [القلم:4] والمراد بالخُلق هنا : الدّين ؛ أي على دين كامل وتام ، فهو عليه الصلاة والسلام قد قام أتم قيام بأوامر القرآن فعلاً لها ، ونواهي القرآن اجتناباً وتركا ، وآداب القرآن والأخلاق التي ذُكرت فيه عملاً وتطبيقا ؛ فحياته عليه الصلاة والسلام وسيرته عملٌ تام وتطبيق كامل لكتاب الله تبارك وتعالى ، فمن خلال دراسة السيرة يكون في ذلك عون للمسلم على فهم كتاب الله عز وجل ، وعندما تطالع كتب التفسير ولاسيّما أسباب النزول تجد الارتباط بين نزول آيات القرآن الكريم والسيرة ووقائعها ؛ مما يتبين به الحاجة لدراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في فقه كتاب الله جل وعلا .

- الأمر الرابع : أن في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام تعميقا لمحبّته ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) متفق عليه ، وجاء في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي " ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : (( لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ )) فقال له عمر: " فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الْآنَ يَا عُمَرُ )) .

فتعميق هذه المحبّة وتمكينها وتقويتها في القلب يحتاج من العبد إلى دراسة لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة بأخباره العطرة وحياته المباركة صلوات الله وسلامه عليه ، ليزداد حباً للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، وقد كان في حياته عليه الصلاة والسلام يأتي إليه الرجل وليس على وجه الأرض أبغض إليه منه ؛ فما أن يراه ويرى سيرته وهديه وسلوكه إلا ويتحول من ساعته وليس على وجه الأرض أحب إليه منه، كما قال ثمامة ابن أثال سيد أهل اليمامة حين أسلم (( يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى وَجْهٌ الْأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ )) رواه الإمام أحمد فهي سيرة عامرة بالرحمة ، والرفق ، وطيب المعاملة ، وحسن الأدب والخُلق ، ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) [آل عمران:159] ، وإذا أكرم الله سبحانه وتعالى عبده بمحبة نبيه عليه الصلاة والسلام محبة صادقة ساقته هذه المحبة إلى كل فضيلة ، وكانت عوناً له على تحقيق الاتباع لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومنهاجه القويم ؛ كما كانت حال الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان .

- الأمر الخامس: من فوائد دراسة سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام : أنّها باب من أبواب زيادة الإيمان وتقويته ، وقد قال الله تعالى: ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ )[المؤمنون:69] ؛ فمعرفة الرسول عليه الصلاة والسلام ومعرفة هديه وآدابه وأخلاقه موجبةٌ لمن حصلت له هذه المعرفة للإيمان إذا كان لم يؤمن ، وموجبة لزيادة الإيمان في حق المؤمن . وكم من أقوام دخلوا في دين الله سبحانه وتعالى من خلال وقوفهم على سيرة النبي الكريم وآدابه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ومعاملاته العظيمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، روى الإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ : يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ رَجُلٍ لَا يَخَافُ الْفَاقَةَ وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَجِيءُ إِلَيْهِ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا.


الأمر السادس : أنَّ في دراسة السيرة عونا لفهم الدّين كله؛ عقيدةً وعبادةً وخُلقا ، لأنَّ حياته -كما أسلفت- حياة عمل لهذا الدين ؛ قياماً به ودعوة إليه وتضحية وجِدّا واجتهادا وجهادا لنصرة هذه العقيدة التي هي رأس الأمر وأساس دين الله تبارك وتعالى ، ومن يطالع سيرته عليه الصلاة والسلام يجد أنه أول ما بدأ في دعوته بدأ بالدعوة إلى العقيدة والتوحيد ، ومضى على ذلك سنوات عديدة من حياته لا يدعو إلا للعقيدة والتوحيد كما أمره الله سبحانه وتعالى بذلك ، ثم بعد ذلك جاءت الفرائض والأوامر شيئاً فشيئا ؛ ففي دراسة السيرة دراسة للعقيدة ، ودراسة لمراحل التشريع ، ودراسة لنزول الفرائض والعبادات ، ومعرفة بالتطبيق العملي لدين الله تبارك وتعالى عقيدةً وعبادةً وخُلقا .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مختصر السيرة ص21 : " اعرف ما قصّه أهل العلم من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وقومه وما جرى له معهم في مكة وما جرى له في المدينة ، واعرف ما قصّ العلماء عن أصحابه وأحوالهم وأعمالهم. لعلّك أن تعرف الإسلام والكفر ؛ فإنّ الإسلام اليوم غريب وأكثر الناس لا يميّز بينه وبين الكفر ، وذلك هو الهلاك الذي لا يرجى معه فلاح "


الأمر السابع : أنّ السيرة فيها تعليم للنهج الصحيح في الدعوة إلى الله على بصيرة، والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى حقاً هم أهل الدراية بهديه ونهجه وسيرته صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )[يوسف:108] فالدعوة إلى الله جل وعلا على بصيرة لابد فيها من معرفة هديه ونهجه صلوات الله وسلامه عليه في الدعوة إلى الله عز وجل ، والسيرة النبوية مشتملة على بيان هديه عليه الصلاة والسلام في الدعوة من حيث بم بدأ عليه الصلاة والسلام ، ومن حيث طريقته وأسلوبه صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله عز وجل ، ومن حيث أخلاقه وآدابه وتعاملاته ولين جانبه ورفقه صلى الله عليه وسلم ، إلى غير ذلك من الأمور التي هي مقوِّمات للدعوة إلى الله تبارك وتعالى .

الأمر الثامن : أنّ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نفسها آية من آيات نبوته ، وعلَمٌ من أعلام صدق ما جاء به عليه الصلاة والسلام ، وهي أكبر عونٍ على تصديقه والإيمان به صلى الله عليه وسلم ، فمن طرق معرفة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به معرفة سيرته ، وإلى ماذا يدعو ، وكيف تكون معاملته للناس ، وما هو هديه ، وما هي أخلاقه ، وما هي تعاملاته ؛ ومن يطالع السيرة يجد حياةً عطرة عامرة بالخير والعطاء والخُلق والأدب والكرم والسخاء ، إلى غير ذلك من الصفات الفاضلة والآداب الكاملة الشاهدة بصدقه، حتى شهد كثيرٌ من أعدائه صلى الله عليه وسلم بصدقه لكمال سيرته عليه الصلاة والسلام قبل أن يبعث وبعد بعثه صلى الله عليه وسلم .


الأمر التاسع : أنّ دراسة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام باب عظيم مبارك من أبواب السّعادة ؛ بل إن السّعادة متوقّفة على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا سعادة إلا بسلوك نهجه ولزوم هديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه .

يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد: "ومن هاهنا تعلم اضطرار العباد فوقَ كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به، وتصديقه فيما أخبر به، وطاعته فيما أمر، فإنّه لا سبيل إلى السّعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرّسل - إلى أن قال - وإذا كانت سعادةُ العبد في الدارين معلقةً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيجِب على كلَ من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين به ويدخل به في عِداد أتباعه وشِيعته وحِزبه ، والناس في هذا بين مستقِل ، ومستكثِر ، ومحروم ، والفضلُ بيد اللّه يُؤتيه من يشاء ، واللّه ذو الفضل العظيم " .


الأمر العاشر : أنَّ شمائله وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم تعدُّ منهج حياة لكلِّ مسلم يرجو لنفسه الخير والرفعة والحياة الكريمة في الدنيا والآخرة، يُربّى عليها الأبناء وينشأ عليها الأجيال، وإذا حاد النشءُ عنها حصل لهم الضياع كما هو حال كثير من الشباب والشابات عندما يمموا في قراءاتهم للسير والأخبار نحو سير التافهين والتافهات، وأخبار الضائعين والضائعات من الهمل كيف ترتب على ذلك الانحراف في العقائد والعبادات! والانحلال في الآداب والأخلاق والإختلال في القِيَمِ والموازين، فما أَحوج هؤلاء إلى العودة الصّادقة إلى هذه السيرة العطرة والشمائل المباركة؛ ليقِفوا على هذا المعين المبارك والمنهل العذب الذي مَن وقف عليه واهتدى بهداه تحقق له تمام الصَّلاح والفلاح والسَّعادة بإذن الله, «فالله سبحانه علَّق سعادة الدَّارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهدى والأمن والفلاح والعزّة والكفاية والنُّصْرة والولاية والتأييد وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصَّغَار والخوف والضلال والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة»«زاد المعاد» لابن القيِّم (1/36).


ثم مَن ينظر إلى واقع الناس من حيث العناية بسيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يجد أنّ حالهم كما ذكر ابن القيم رحمه الله بين مقلّ ومستكثر ومحروم ؛ بل إنّهم في هذا الباب:

- إمّا رجل ابتُلي بالجفاء في حق إمام الخلق وقدوة الناس أجمعين ؛ فتجد أيامه تمضي وحياته وأوقاته تمر ولا يعطرها ولا يطيـّبها بدراسة هدي وسيرة خير العباد التي هي زاد يبلّغ إلى رضوان الله ، وإلى هذا يلمح ابن القيم رحمه الله في عنوان كتابه " زاد المعاد في معرفة هدي خير العباد " ، لأن هذه المعرفة المثمرة للعمل هي الزاد للمعاد .

قسم آخر أصيب في هذا الباب بغلوّ وتجاوز للحدّ ، وأصبحت السيرة والعناية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم عنده نوع من المغالاة والإطراء المنهي عنه ، وإحداث البدع التي ما أنزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ، وإحداث المواسم التي تخصص في أوقات من السنة لقراءة القصائد أو المدائح أو أحيانا لقراءة شيء من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ؛ مع تقصير بيّن وتفريط واضح في إتباع هديه ولزوم نهجه صلى الله عليه وسلم ، حتى إن بعضهم ليضيّع الفرائض المكتوبات وفي مقدمتها الصلوات الخمس ولا يضيّع ولا يفوّت تلك الاحتفالات .

-وقسم - وهم خيار الناس - وسط في هذا الباب : لا غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط، وخير الأمور أوساطها لا تفريطها ولا أفراطها.

وينبغي أن يُعلم أنّ دراسة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ليست متوقّفة على قراءة الكتب المؤلَّفة بهذا العنوان "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم " ، لكن هذه الكتب رتّبها أهل العلم وهذّبوها واعتنوا بها تقريـباً وتيسيرًا ، فَمَن تأمّل مثلاً في صحيح البخاري وصحيح مسلم والكتب الستّة وغيرها من كتب الحديث ؛ فهذه في الحقيقة تعدّ دراسة لهديه وسيرته ودعوته صلوات الله وسلامه عليه . وهكذا كتب التفسير كلّها مصادر لتلقّي السّيرة النبوية ؛ فكلّما كان الإنسان ذا عناية بالقرآن والحديث علماً وعملاً وتطبيقاً فهو على خير عظيم في باب دراسة سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، لكن هذه الكتب التي كتبها أهل العلم مختصرة ومطوّلة تقرّب الفائدة وترتّب الموضوع بترتيب حياته عليه الصلاة والسلام بدءً من ولادته فنشأته فبعثه عليه الصلاة والسلام وهجرته إلى غير ذلك من أحداث السيرة العظيمة المباركة .


والله الكريم أسأل التّوفيق لفقه سيرته ودوام العمل بِسُنَّتِه ، اللّهم إنّا نسألك إيمانا لا يرتدّ ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد.














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أهمية, السيرة, النبوية, دراسة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc