من فكر الكواكبي...الاصلاح و التمرد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فكر الكواكبي...الاصلاح و التمرد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-10-05, 11:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










M001 من فكر الكواكبي...الاصلاح و التمرد

من فكر الكواكبي...الاصلاح و التمرد


قبل عدّة سنوات، وخلال فترة انتقاليّة امتدت لسبعة أشهر قضيتها في جدّة بعد انسحابي من جامعة البترول وقبيل توجّهي لبوستن لإتمام دراستي في علوم السياسة، خصّصت جزءًا كبيرًا من وقتي لإتمام قراءة مجموعة من الكتب، ونقدها، ومناقشة أفكارها.
وفي أحد الحوارات مع مجموعة من الأصدقاء طُرح السؤال: إن كان بيدي اختيار كتاب ما ليتم إقراره ضمن المناهج الدراسية بمختلف مراحلها، فماذا سيكون هذا الكتاب؟
لم أتردّد كثيرًا في اختيار الكتاب لعدة أسباب، أهمّها أننا نعيش، كعربٍ، في مرحلة حرجة تتطلب منا كشعوب أن نعي ونفهم ونحدد ما هي العقبة التي تقف أمامنا، ومَن هو الذي يفرض علينا هذه الحياة البائسة والمذلّة، وما الوسيلة التي تساعدنا في الخروج من هذا الجحيم الدنيوي. (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد): هو عنوان الكتاب الذي رشحته حينها، ولا زلت متمسكًا بهذا الرأي، وأظن أن كثيرًا ممن قرؤوا الكتاب يتفقون معي على أهمية محتواه وأفكاره. فالكتاب يجيب عن الأسئلة الثلاثة التي طرحتها باختصار وبأسلوب سلس.
نشر عبدالرحمن الكواكبي -وهو مفكر عربي ولد في حلب وعمل بالصحافة واهتم بالقانون والسياسة- كتاب طبائع الاستبداد عام ١٩٠١، وتتمحور فكرة الكتاب حول الاستبداد السياسي باعتباره أساسَ الانحطاط في العالم العربي. حيث يناقش الكواكبي علاقة الاستبداد بالدين والعلم والأخلاق، وأثره على المجتمعات والحياة بشكل عامّ. وفي مقالتي هذه، سأستعرض أهم أفكار الكتاب.
بدايةً، يعرّف الكواكبي الاستبداد السياسي بأنه وصف يطلق على الحكومة المطلقة التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء، بلا خشيةٍ ولا عقابٍ. أي إنها حكومة تسرح وتمرح بلا قانون يردعها ويردع ممثليها عن ارتكاب الجرائم في حق الشعوب. وينقل عن أحدهم أن: “المستبد يود أن تكون رعيته كالغنم درًّا وطاعة، وكالكلاب تذللًا وتملقًا.”
وعن دور الدين في ترسيخ الاستبداد يقول: “إنه ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله (…) ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدَمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله”. ثم يتساءل متعجبًا: “من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا، وأوجبوا عليهم الصبر إذا ظلموا، وعدوا كل معارضة لهم بغيًا يبيح دماء المعارضين؟”. فانظر عزيزي القارئ كم من الدول العربية تتشابه أحداثها مع وصف الكواكبي، وكم من فقهاء السلطات برروا الظلم والتعسف والقتل، وكم من الشعوب انطلت عليها كذبة “فساد البطانة”، مع أن من بيده تعيين هذه البطانة هم حكّام الدول أنفسهم، فهم المسؤولون أولًا وأخيرًا عن الفساد والاستبداد.
ينتقل الكواكبي من الدين إلى العلم، ويذكر أن من أشد ما يخشاه المستبدون هو ارتفاع وعي الناس وزيادة معرفتهم في العلوم الإنسانية والاجتماعية، كالفلسفة والقانون والسياسة وعلم الاجتماع، بينما هم لا يخشون من أشباه العلماء الذين يملؤون رؤوسهم بالمحفوظات المتناقلة ثم يقفلون عليها.
ويتطرق للحديث عن “العوام”، باعتبارهم الفئة التي يرتكز عليها المستبد ويدعم جبروته بها بقطع سبل العلم عليهم وتجهيلهم. وفي حال بلغ المستبد هذا الهدف فستجده “يغتصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض، فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم، يقولون كريمًا”، وهكذا.
ولكي يحافظ الحاكم المستبد على كرسيه، فقد ينتهج “سياسة الشد والإرخاء، والمنع والعطاء، وإلقاء الفساد وإثارة الشحناء فيما بين أطياف المجتمع كي لا يتفقوا عليه”. وها نحن اليوم نشاهد في واقعنا العربي نتائج الجهل كاقتتال الشيعة والسنة، السنة والأكراد، الأكراد والشيعة، السنة والسنة، البدو والحضر… إلخ، تاركين رؤوس الفساد والاستبداد يرتعون ويمرحون في قصورهم. وبلا شك، فإنه لا سبيل لتخطي هذه الأزمة إلا بالعلم وتنوير العقول.
ويصف الكواكبي الجاهلين من العوام بأنهم أسرى للاستبداد، يترسخ في عقولهم الاعتقاد “بأن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين”. ويرى أن أسرى الاستبداد الراضين به والممتنعين عن مناهضته ومقاومته هم أدنى درجة من الحيوان؛ لأنهم يتحركون بإرادة المستبد لا بإرادتهم الذاتية.
وهؤلاء لا يملّون من ترديد عبارات الضعف والخنوع مثل: الدنيا سجن المؤمن، إذا أحب الله عبدًا ابتلاه، ليرفعوا المسؤولية عن المستبدين ويلقونها على عاتق القضاء والقدر؛ “فيعيشون خاملين خامدين ضائعي القصد.”
ثم يتحدث عن موضوع “التمجّد” الذي يعرّفه بأنه محاولة التقرب من المستبد وطاعته والانقياد لأمره، كالرجل الذي “يتقلد سيفًا (وظيفة) من الحاكم ليبرهن على أنه جلاد في دولة الاستبداد” (كالوزراء والموظفين في الدوائر الحكومية)، فالتمجد بعبارة أخرى هو أن “يصير الإنسان مستبدًا صغيرًا في كنف المستبد الأعظم”.
والمستبد الأعظم يسعى دائمًا لزيادة أعداد هؤلاد المتمجدين. ويضيف، “إنّ المستبد يتخذ المتمجدين سماسرة لتغرير الأمة باسم خدمة الدين أو حب الوطن أو توسيع المملكة”، أو أي أغراض أخرى.
يطرح الكواكبي هذا السؤال على القراء: “كيف ترجون الصلاح وأنتم تخدعون أنفسكم، ترضون بأدنى المعيشة عجزًا تسمونه قناعة، وتهملون شؤونكم تهاونًا تسمونه توكلًا؟”.
ومما يختم به كتابه حديثه عن أبناء جيله: “نحن ألفنا الأدب مع الكبير ولو داس رقابنا، ألفنا الانقياد ولو إلى المهالك، ألفنا أن نعتبر التصاغر أدبًا، وترك الحقوق سماحة، وقبول الإهانة تواضعًا، والرضا بالظلم طاعة، وحرية القول وقاحة، وحرية الفكر كفرًا”.
ثم يوجه رسالته للأجيال الشابة: “أما أنتم، فأرجو لكم أن تنشؤوا على غير ذلك، فتعرفوا قدر نفوسكم في هذه الحياة فتكرموها، وتعرفوا قدر أرواحكم وأنها خالدة تثاب وتجزى، وأن تعلموا أنكم خلقتم أحرارًا لتموتوا كرامًا، فخير الخير للإنسان أن يعيش حرًّا مقدامًا أو يموت”.
أكثر من مئة عام مضت على تاريخ نشر الكتاب، أجاب فيه الكواكبي على أسئلتي التي طرحتها في المقدمة؛ فالاستبداد السياسي هو العقبة، والحكام المستبدون هم الذين يفرضون علينا عيشتنا البائسة، ولكي نخرج من جحيمنا الدنيوي لا بدّ لنا أن نكسر شوكة الخوف من الاستبداد ونطالب بإصلاح شامل.
للأسف، عدة أجيال عاشت وماتت وفشلت في إيجاد حلّ جذريّ لمصائب العالم العربي ومآسيه. فالاستبداد لا زال حاضرًا كما نرى، الدين لا زال يستخدم كأداة لدعم الاستبداد، والجهل لا زال منتشرًا بين الناس.
نحن نعيش اليوم في حقبة زمنية هي الأصعب والأكثر دموية، قد تكون هذه إشارة لتغيير جوهري قادم، وقد نكمل مسيرة الانحطاط العربي لعقود أخرى. فهل سنكون الجيل الذي قصده الكواكبي بقوله: إنكم خلقتم أحرارًا لتموتوا كرامًا؟
تنويه:
المقالة لا تغني أبدًا عن قراءة الكتاب، وهو موجود بصيغة PDF على هذا الرابط:
https://www.assforum.org/web/pdf/mnhe...s/30272530.pdf


منقول بتصرف








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-10-05, 11:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا ينجح المستبد الا اذا وجد من يعينه
سياسيا وعسكريا واهمهم
دينيا

الحرباء قصيدة الشاعر أحمد مطر في هجاء مفتين السلاطين



مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ
عادَ لِيُفتي:
هَـتْـكُ نِساءِ الأرضِ حَلالٌ
إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي:
أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي!
كُلُّ الإرهابِ (مُقاومَةٌ)
إلاّ إن قادَ إلى مَوتي!
نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ (جِهادٌ)
إن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتي!
التقوى عِندي تَتلوّى
ما بينَ البَلوى والبَلوى
حَسَبَ البَخْتِ
إن نَزلَتْ تِلَكَ على غَيري
خَنَقَتْ صَمْتي.
وإذا تِلكَ دَنَتْ مِن ظَهْري
زَرعَتْ إعصاراً في صَوْتي!
وعلى مَهْوى تِلكَ التّقوى
أَبصُقُ يومَ الجُمعةِ فَتوى
فإذا مَسَّتْ نَعْلَ الأَقوى
أَلحسُها في يومِ السَّبتِ!
الوسَطِيَّةُ: فِفْتي .. فِفْتي.
أعمالُ الإجرامِ حَرامٌ
وَحَلالٌ
في نَفْسِ الوَقْتِ!
هِيَ كُفرٌ إن نَزَلَتْ فَوقي
وَهُدىً إن مَرّتْ مِن تَحتي!
***
هُوَ قد أَفتى..
وأنا أُفتي:
العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ.
وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ.
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ..
وَليسَ المُستفتي.
وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ.
وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي!










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التمري, الكواكبي...الاصلاح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc