كتاب المواقف والأمير عبد القادر الجزائري - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كتاب المواقف والأمير عبد القادر الجزائري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-11-13, 00:55   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو محمد عثماني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أختي الفاضلة السيدة الكريمة أم إدريس جزاك الله خيرا على دعائك، وكانت لك جنات الفردوس نزلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأشكر لك جوابك أخي سعداني، وتحياتي الخالصة لك ولأهل قمار ووادي سوف عموما.
ذكرت أخي الفاضل أنك أحلت على مرجعين، تقصد مقدمة الشيخ مفتاح عبد الباقي لكتاب المواقف، طبعة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وكتاب تحفة الزائر، ولا أظن أن الأمر كاف، فلا بد من اقتباسات ونقول مختارة، وتعليقات تشرح بها فهمك للنصوص، ومن ثم توظيفك لذلك في إثبات المواقف للأمير، أما الاكتفاء بالإحالة على مرجع!فأمر غير معهود في النقاش العلمي، وإلا فلا أسهل عليّ من أن أحيلك على القرآن الكريم والحديث الشريف وتنتهي المسألة.
والأميرة بديعة –وأنت تضع ردك على موضوعها- قد لا تكون مقتنية لكتاب المواقف طبعة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وهي التي فيها مقدمة الشيخ مفتاح عبد الباقي، ولا أظن مطالعي هذا الموضوع والذين يكتبون ردودا في مساحته وأنا منهم يملكون بالضرورة تلك الطبعة، فمادمت اقتنيتَ أنت الكتاب فالواجب يقتضي أن تنقل لنا منه ما تراه دليلا على ما ذهبت إليه.
وأنا أطمع يا أخي سعداني في أن تتفضل وتقرأ موضوع السيدة الفاضلة الأميرة بديعة، تقرأه كاملا وتصبر على ذلك.
أو أقترح عليك أن تطالع شبه الملخص لما ذكرته صاحبة الموضوع من أدلة، وقد أكون ذكرت رأيا في الثنايا، فتفضل:
أ- من الأدلة أن بعضمشايخ دمشق أرادوا جمع بعض أفكار الأمير من خلال أجوبة كان يجيبفيها على أسئلتهم، وجمعوا ونقلوا أقوالاً لمن يعتبرونهم علماء مماثلين للأمير، مثل محمود الأرناؤوطي باشا الذي ذكره أحد أصدقاء جد الأميرة بديعة برسالة هي في حوزتها –كما صرحت بذلك- يقول فيها أن محمود باشا كان يرسل من مصر ما ينقله عن العلماء الأعلام ويرسلهم إلى أصحابه ويبتهج بهذا العمل.
ب- كذلك شهادة الشيخ عبد المجيد الخاني بن محمد الخاني، في كتابه (الكواكب الدرية على الحدائق الوردية) قال: (أن والده الشيخ محمد الخاني كان صديقاً للأمير، وكثيراً ما كان يراجعه فيبعض المسائل التي تخفى عليه، ويسأله حل بعض الأمور من كتاب (فصوص الحكم والفتوحات المكية) وغيرها، فكان الأمير لكثرة حبه للخير مع وفرة موانعهوشغله، كان يقيد الأجوبة ويرسلها إليه، أي إلى والده، فكان والده من فرطحرصه على هذه الأجوبة يلحقها بالمواقف بإذنه، فما زال الوالد يضم كل مسألةإلى أخدانها ويقرنها بأقرانها، حتى اجتمع لديه من ذلك ثلاث مجلدات ضخمة، وقد ذيلها والده محمد الخاني بعد وفاة الأمير بالجزء الثالث منها بما وجدهفي كناشة بخطه.
ومما استفادته الأميرة من هذا النص/ الرسالة أن الأمير لم يكن مؤلف الكتاب، بل ولم يكن قائما ومشرفا على تأليفه، وكيف يكون ذلك والأمير يُطلب منه فيستجيب بالكتابة، ثم هو يرسل ولم يسلم رسالته يدا بيد، فهناك شخصية ثالثة بين الأمير ومحمد الخاني، ثم إن الرسالة تستعمل تعبير الضم إلىأخدان وأقران، فضم أجوبة الأمير إلى أخدان وأقران، يعني ضمها إلى كلام ليس من كلام الأمير، وإن كان في موضوعه، كما نبهتْ إلى أن الجزء الثالث من هذا الكتاب كتب بعد وفاة الأمير.
ويبدو لي أن هذا الكتاب (المواقف) كان محمد الخاني قد أنهى جزءا مهما منه، وتعذر عليه تتمة أجزاء منه وقف قلمه عاجزا أو مترددا دونها، فاستعان بالأمير، وحين تصله الأجوبة بعد وقت ما، وعبر واسطة (يلحقها بالمواقف)، والإلحاق هنا في تعبير عبد المجيد الخاني يدل على أن مادة من كتاب المواقف كان لها وجود قبل إلحاق كلام الأمير وضمه إليه، جاء في الصحاح (المُلحق: الدعي المُلْصق، واسْتلحقه أي ادعاه)، وجاء في التهذيب للأزهري (واللحَق ما يلحق بالكتاب بعد الفراغ منه فتلحق به ما سقط عنه).
وتضيف السيدة الفاضلة الأميرة بديعة دليلا آخر، وهو ما ذكره الأستاذ جواد المرابط في كتابه (التصوف والأمير عبد القادر) (وهوأن في أحد مجالس الأمير طلب منه ثلاثة من الزوار السماح لهم وتدوين أحاديثه في مجالسه، فكان ذلك نواة الكتاب الذي عرف فيما بعدبالمواقف).
وكنت أتمنى لو أن الأستاذ جواد ذكر معتمده في ذلك، فهو خبر مهم، ويحتاج إلى توثيق ليطمئن إليه الباحثون، وأنا لا أتكلم هنا عن نفسي.
ومن الأدلة أيضا التي ذكرتها السيدة الفاضلة: "وصية الأمير عبد القادر" ولا يوجد فيها أي ذكر لكتاب (المواقف)، فالمتوفي -كما تقول صاحبة الموضوع- أوصى بمبالغكبيرة للفقراء ولنسائه وغيرهم، فهل من المعقول أن لا يوصي بشيءلطباعة كتاب ألفه؟
وأنت يا أخي سعداني أحلتنا على كتاب تحفة الزائر، ومع أنك لم تنقل لنا النصوص التي تؤكد ما ذهبت إليه، فأذكرك بما قالته السيدة الفاضلة، وهو أنه أعلن عن كتاب (المواقف) في كتاب (تحفة الزائر) الذي صدر عام 1903 ميلادي، أي قبل الانتهاء من الجزء الأول والثاني عام 1911 ميلادي بثمانِ سنوات.
كما أن المعلومات غير الصحيحة التي في كتاب تحفة الزائر كانت السبب في سرقة إخوة المؤلف للكتاب بعد اطلاعهم عليه وإحراقه.
أرجو أن تحيلنا أيها الفاضل في رد قادم إلى أدلة، وسلمك الله وعافاك، وجعل الجنة مثواك.









 


رد مع اقتباس
قديم 2008-11-17, 15:36   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
BILELBEN
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BILELBEN
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على الكتاب ((المواقف والامير عبد القادر ***رحمه الله***))
ملاحظة::{{ممكن جعل هذا الكتاب على شكل ملف pdf ou doc للتحميل وشكرا }}










رد مع اقتباس
قديم 2008-12-22, 02:03   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
فرحات المدائني
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجواد الكربلائي مشاهدة المشاركة
كفاكم ظلما لمن نسبه من نسب رسول الله
وأيّ ظلم رأيته منّا لنسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم ونحن في نقاش علمي مع الأميرة وهي مسرورة بنا ونحن أنزلناها مقام الوالدة، أم أكل الحقد قلبك أن لا ترى من أهل البيت رافضيّا مثلك ولو كنت جادّا لصوّبت أواستحسنت أو أضفت كما يفعل طلبة العلم ولكنّك ما دخلت إلاّ لزرع الفتنة كما فعل جدّك إبن سبأ اليهودي.
نعوذ بالله من أهل البدع والأهواء.









رد مع اقتباس
قديم 2009-02-04, 14:43   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
غزّال بن سعيد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الى الام بديعة الحسني السلام عليكم وبعد اريد ان اسالك الى اي سلف من رفقاء الامير سمي حفيده بالامير سعيد وادعوك للمشاركة في موقع الادارسة العلاقة بين الاجواد والادارسة للاستفادة من علمك والسلام

موقع الادارسة هوhttps://www.aladdarssah.com









رد مع اقتباس
قديم 2009-11-27, 21:38   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
طارق عبدو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية طارق عبدو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-20, 17:51   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
سعداني
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse كتاب المواقف للأمير مفخرة.

السلام عليكم.
كنت في زمن قد مضى، كتبت تنبيهات للقراء الكرام والمشاركين فيما يتعلق بالشخصية الفذة، والعالم الجليل والصوفي المتبحر، الأمير عبد القادر، وذلك فيما يتعلق بنسبة كتاب المواقف إليه، والذي يأبى وللأسف الشديد الكثيرون ممن لم يوافق هذا المشرب هواهم، يأبون نسبته للأمير، ظنا منهم أن في نسبته إساءة لهذا الرجل الفذ، ولقد قدّم لي الستاذ ( عبد الباقي مفتاح) محقق كتاب المواقف، قدم لي مقالا مفيدا لمن أراد الانصاف فوددت ارساله إليكم، آملا أن يجعل القارئ ميزان الشريعة ميزانه، هذا الميزان الذي لا يصطدم مع العقل والمنطق. وإليكم مقال الاستاذ عبد الباقي مفتاخح حفظه الله ,إيانا جميعا:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق وآله وصحبه.

الرد على من أنكر نسبة " المواقف"للأمير عبد القادر

من المعلوم عند كل دارس لسيرة الأمير أن أهم تآليفه وأكثرها انتشارا وشهرة وترجمة وأعمقها أثرا هو كتابه الذي عنوانه الصحيح الكامل المواقف الروحية في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السبوحية)(1) ، وجلّ من كتبوا سيرة الأمير ممن صحبوه طويلا وعرفوه عن قرب، أثبتوا نسبته إليه بكل وضوح، ولأهميته انتشر سريعا خلال حياة الأمير وبعده خصوصا في الأوساط الصوفية، والدليل على هذا، التنويه به أو الاستشهاد بنصوصه في العديد من الكتب التي ظهرت خلال بدايات القرن الرابع عشر خصوصا، وكمثال على هذا النصوص الكثيرة الطويلة التي نقلها منه الشيخ المغربي الشهير محمد بن جعفر الكتاني (1274- 1345هـ) في كتابه الضخم (جلاء الأصداء الغينية) (2) ؛ وكمثال آخر ما نجده في كتاب (جامع كرامات الأولياء) لشيخ الشام الصوفي الشاعر قاضي المحكمة الشرعية ببيروت يوسف النبهاني (1265-1350 هـ)- الذي أخذ الطريقة الدرقاوية الشاذلية عن نفس الشيخ الذي أخذ عنه الأمير أي الشيخ محمد بن محمد بن مسعود الفاسي (توفي سنة 1289 هـ) – حيث خصص للأمير ترجمة ومما قال فيها : (وكان من أكابر العارفين بالله تعالى مع الأخلاق المحمدية و الكمالات الدينية والشهرة التي ملأت الخافقين، ولم يقع في كونه من أفراد عصره خلاف بين اثنين، ومن أجل مناقبه وأعظم كراماته الكبرى المشتملة على كرامات كثيرة لا تعد ولا تحصى : مواقفه التي جمع فيها وارداته الإلهية، وعبر عنها بالمواقف، فقد اشتملت من العلوم والمعارف والأسرار على ما لا يدخل تحت حساب، ولا يمكن أن يستفاد من قراءة كتاب، وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ثم ذكر النبهاني نماذج من المواقف(3).
و قريب من هذا التقييم ما نجده أيضا في كلام العلامة السياسي الأديب أمير البيان شكيب أرسلان (1871-1946م) في كتاب (حاضر العالم الإسلامي) وهو قوله : (وكان المرحوم عبد القادر متضلعا في العلم والأدب، سامي الفكر، راسخ القدم في التصوف، لا يكتفي به نظرا حتى يمارسه عملا، ولا يحن إليه شوقا حتى يعرفه ذوقا، وله في التصوف كتاب سماه المواقف، فهو في هذا المشرب من الأفراد الأفذاذ، ربما لا يوجد نظيره في المتأخرين)(4) .
وحتى الغربيون المستشرقون تفطنوا لأهمية الكتاب وترجموه (5) وأكتفي بما ذكره العلامة "جاك بيرك" (1910-1995م) في كتابه (داخل المغرب) حيث يقول : (إن الروعة الأدبية للعديد من فقرات المواقف قد تقلب عدة مسلمات، وأن النهضة الحقيقية - بلا ريب – قد لا توجد حيث يبحث عنها عادة) (6).
لكن، رغم هذا كله، ظهر في السنوات الأخيرة مع الأسف من يشكك في صحة نسبة المواقف للأمير، بل حتى في تصوفه وأرادوا تعسفا تجريده من الطابع الأساسي لشخصيته و لما تميزت به أسرته، إذ أن أباه وجده وبعض إخوته وذريتهم كانوا من مشاهير الطريقة القادرية في الجزائر وفي الشام (7) . والعجيب أن هذا التشكيك الفاقد لكل سند ابتدع من طرف أشخاص يحبون الأمير ويدافعون عنه،ربما بالخصوص لأنهم من نسله، لكن تكوينهم العقيدي والثقافي جعلهم ينكرون على التصوف وأهله لا سيما الصوف العرفاني السامي المتمثل خصوصا في مشرب الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي (560-638 هـ). فكيف لهؤلاء المنكرين أن يوفقوا إذن بين حبهم لجدهم الأمير الصوفي الأكبري وإنكارهم على التصوف عموما و المشرب الأكبري خصوصا ؟ الحل الذي لجؤوا إليه هو بكل بساطة إنكار كون الأمير كان صوفيا وإنكار نسبة المواقف إليه. لكن هذا الإنكار باطل جملة وتفصيلا لأنه مناقض للواقع مناقضة تامة، ورحم الله الإمام شرف الدين البوصيري القائل في بردته المباركة عن مثل هذه الحالة :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم.
فإننا إذا تأملنا الحجج التي يوردونها تدعيما لإنكارهم، نجدها فارغة من كل محتوى ولا تستند إلا على تساؤلات وهمية، معرضين عن الحقائق الساطعة التي لم يرتب فيها أحد قبلهم.
أول هذه الحقائق، والتي يقر بها حتى هؤلاء المنكرين، هو كما سبق قوله، أن الأمير بإجماع كل من عرفه و أرخ له هو أشهر مدافع عن المذهب الصوفي العرفاني للشيخ محيي الدين بن العربي، ومن المشهور أن الأمير كان في وقته أشهر متكلم باسم هذا المشرب في الشام ، وهو الذي بعث عالمين من أصحابه إلى قونية لتحقيق أوسع موسوعة صوفية للشيخ محيي الدين أي كتابه (الفتوحات المكية) وهو أول من طبعه على نفقته ؛ وكان يدرس كتبه وفي مقدمتها الفتوحات و فصوص الحكم في مجالس يحضرها ثلة من أكابر علماء دمشق، و هؤلاء أنفسهم الذين أكدوا أن كتاب المواقف بكل ما فيه هو حقا للأمير، وما هو إلا امتداد وشروح وتأكيد للمفاهيم المبثوثة في كتب الشيخ محيي الدين، وبالتالي فنسبة المواقف للأمير طبيعية جدا إذ لم يفعل فيها سوى تدوين وكتابة وإملاء ما كان يدرسه من تعاليم للشيخ محيي الدين.
وأشد هؤلاء العلماء التزاما بتلك المجالس و مواظبة على حضورها أربعة، هم : الشيخ محمد الطنطاوي الذي أرسله الأمير قبل وفاته باثني عشر سنة مع الشيخ محمد الطيب المبارك الجزائري (8) لتحقيق كتاب الفتوحات قبل طبعه؛ و الثاني هو علامة الشام الشيخ عبد الرزاق البيطار (9) مؤلف كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) وخصص فيه تراجم مستفيضة للأمير خصوصا ولأبيه ولابنيه محمد باشا و محيي الدين ولأخيه أحمد. وقد أطنب في مدح الأمير و ذكر مناقبه فخصص له 32 صفحة (10)؛ وقد أنكرت السيدة بديعة الحسني هذه الحقيقة الناصعة، فكتبت في كتابها (فكر الأمير عبد القادر حقائق ووثائق) فقالت : (لاحظت أن اسم الأستاذ عبد الرزاق البيطار أقحم في كتاب المواقف، إذ لم أعثر على أي دليل؛ فكتابه " حلية البشر" في تاريخ القرن الثالث عشر الذي وجدته بخط يده في المكتبة الظاهرية تحت الأرقام التالية :7940-7941-7942-8014، وهو من ثلاثة أجزاء، وعبارة عن تراجم للعشرات المشائخ والأدباء، ولم أجد اسم الأمير بينهم ولا ذكر كتاب( المواقف)، وإنما وجدت ترجمة لمحي الدين باشا نجل الأمير المذكور) (11). فمن العجيب أن تجد ترجمة ابن الأمير ولا تجد ترجمة الأمير نفسه التي استغرقت 32 صفحة، وفيها يقول عنه : (وحضرت عليه مع من حضر كتاب فتوحات الشيخ الأكبر، ورسالة عقلة المستوفز، وكتاب المواقف للمترجم المرقوم، وهو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه ونسبت إليه، وكنا لا يرد علينا إشكال في آية أو حديث أو غير ذلك إلا و أجاب عليه بأحسن جواب من فتح الملك الوهاب ... وله نظم بديع ونثر فائق رفيع، غير أن بعضها في الرقائق وأكثرها في الحقائق تدل على سمو معارفه وعلو عوارفه نفعنا الله به في الدارين بجاه سيد الكونين) (12)، وبهذه الجملة أنهى ترجمته. لكن السيد خلدون الدمشقي في تشبثه بأوهن الخيوط للتشكيك في مواقف الأمير، لا ينتقي في إحدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة حول هذا الموضوع، من هذا الكلام الواضح للشيخ البيطار إلا كلمة "ونسبت إليه" ويعقب عليها بعدم تأكيده للنسبة، من دون أن يذكر السيد خلدون الكلام الذي قبلها والمؤكد بالفعل أن المواقف للأمير لا لأحد غيره بتاتا. فأين الموضوعية وأين الأمانة في النقل وأين النزاهة ؟ . وأما مقارنة كلام الشيخ البيطار وترجمته الحافلة للأمير مع دعوى السيدة بديعة بأنها لم تعثر على هذه الترجمة فلا يحتاج إلى تعليق.
أما ثالث الملازمين للأمير وأقربهم إليه، فهو شيخ دمشق إمام النقشبندية بها العلامة الصوفي محمد الخاني (1297-1316 هـ) (13) وهو الذي كلفه الأمير بجمع وتبييض كتاب المواقف، لأنه مؤلف من نصوص كتبها الأمير تلقائيا ابتداء من نفسه ليسجل بعض وارداته العرفانية في القرآن والحديث أو وقائعه الروحية (14)، ومن نصوص أملاها إجابة عن أسئلة طرحت عليه خصوصا من طرف الشيخ محمد الخاني المذكور؛ وتعددت أزمنة وأمكنة تأليفه بحسب الواردات والأسئلة، وكانت تلك الواردات تارة في أمبواز بفرنسا، وطورا في مكة المشرفة، وأخرى في المدينة المنورة، وتارة في لندن، وأغلبها في الشام. وبالتالي فبعض المواقف كتبها الأمير بنفسه كما صرح بذلك في الموقفين 109 و123، و بعضها الآخر أملاها على الحاضرين لدروسه أو الطارحين لأسئلتهم و في مقدمتهم الشيخ محمد الخاني الذي صرح بهذا عند نسخه للموقف 363 حيث يقول (15) وكنت أراجعه كـثيرا في بعض المسائل وأساله حول إشكالات الفتوحات والفصوص وغيرهما، فلكثرة حبه للخير وبذله، مع كثرة أشغاله، كان يقيد ما ظهر له بالكشف ويوضحه ويعطيني إياه، وكنت حريصا عليه فأقيده في المواقف بإذنه، كما يشير إلى ذلك قوله في بعض الموقف "قد سألني بعض الإخوان"؛ والتصريح باسمي في شرح فص شعيب وفص إسماعيل وفص آدم عليهم الصلاة والسلام، وجزاه الله عني خير ما جازى به أحد عن أحد فإن تفضلاته على العبد لا تنضبط، وكنت طلبت منه شرح خطبة الفتوحات وشرح فص آدم، فابتدأهما ولم يتممهما، فوجدت ما كتبه في كناشه مع بعض فوائد أخرى ومبشرات له، من جملتها بعض ما قيدته هنا، فأحببت تقييدها كالذيل لمواقفه خوف ضياعها مستمدا ومستأذنا من روحانيته الشريفة، قدس الله وطهر روحه اللطيفة) (16) ففي هذا الكلام بيان في غاية الوضوح أن المؤلف الحقيقي الأوحد لكل المواقف ليس سوى الأمير، وأن مبيضه هو الشيخ محمد الخاني الذي كلفه الأمير بذلك، ويراجع الأمير ما يبيضه لتلقى بعد ذلك في مجالسه. ومن هنا تدفع الحجة الواهية التي تشبث بها المنكرون لنسبة المواقف للأمير، وهي قولهم لا وجود للنص الذي كتبه الأمير بخط يده وبالتالي فهو منحول منسوب إليه زورا وبهتانا، حتى أن بعضهم تجرأ وأشار إلى أن الشيخ الجليل الثقة محمد الخاني هو الذي ألف المواقف أو على الأقل دس فيها ما ليس منها؛ لكن نقول لهم : البينة على من ادعى، وقد قال تعالى في التحذير من الاتهام بالباطل : (ستكتب شهادتهم و يسألون) (الآية 19 من سورة الزخرف)، فبأي حق و بأي دليل يتهم هذا الشيخ الجليل عالم دمشق المشهور بكل فضل، يتهم بالكذب أو الدس على الأمير فينسب إليه ما ليس له، وما الفائدة التي يجنيها من هذا العمل المشين ؟ مع أن الذين ترجموا له كلهم شهدوا له بالأمانة وأنه كان أقرب المقربين للأمير وأحبهم إليه ولما توفي الأمير أقامه وصيا على أنجاله القاصرين فأحسن خدمتهم وحفظ أموالهم (17)، وهو الذي أم الجنازة على الأمير في جامع بني أمية وواراه بجانب ضريح الشيخ محيي الدين في صالحية دمشق . وأما رابع العلماء الذين أخذوا المواقف عن الأمير، فهو أخوه العلامة شيخ الطريقة القادرية الشيخ أحمد، وهو الذي يقول عنه الشيخ البيطار في ترجمته له : (... وسمع على أخيه الأمير صحيحي البخاري ومسلم في مدرسة الحديث الأشرفية، وحضره في مواقفه الشهيرة، وفي الفتوحات المكية في داره لما قرئت بحضوره بعد تصحيحها على نسخة مؤلفها) (18)؛ ويؤكد الشيخ أحمد هذا الكلام في كتابه (نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة)، فيقول خلال كلامه عن سر الحقيقة المحمدية : (إن توضيح ذلك حسبما ذكره سيادة أخي العلامة العارف بالله تعالى، السيد عبد القادر بن محيي الدين في مواقفه المدهشة وبيّنه من الأسرار المنعشة ...) إلى آخر ما ذكره (19). وفي كتابه هذا أطنب الشيخ أحمد في الدفاع عن مسألة وحدة الوجود، وكما فعل الأمير في العديد من المواقف بيّن مفهومها الإسلامي القرآني الصحيح الذي عليه أهل التصوف السني النقي و المناقض تماما لمفهومها الخاطئ كما هو عند بعض الفلاسفة وبعض أهل العقائد المنحرفة. و لا شك أن هذه المسألة بأبعادها الدقيقة العميقة هي قطب المسائل التي عليها مدار المواقف، وهي بالخصوص التي دفعت محبي الأمير إلى تبرئته منها في زعمهم، بسبب عدم فهمهم للحقيقة الشرعية والذوقية لهذه المسألة العويصة. وفي هذا المعنى يقول الشيخ أحمد في كتابه المذكور : (واعلم أن كل من فتح الحق تعالى عليه الفتح الكبير لابد له من القول بوحدة الوجود ذوقا وشهودا، خلافا لجميع العباد والزهاد وعلماء الرسوم، فإنهم لا يقولون بذلك، لكونهم لم يشموا من تلك الحقيقة رائحة ولا برقت لهم من بروقها لائحة، وهي توحيد الخواص وأهل الاختصاص الذين خصهم الله بعنايته، يقول قائلهم : ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله أو معه أو بعده أو فيه، الأول لأبي بكر و الثاني لعمر والثالث لعثمان والرابع لعلي رضي الله عنهم) (20).
والأمير نفسه كان عليما بعلو المفاهيم التي فصلها قي المواقف بحيث لا يمكن للكثير من علماء الرسوم فهمها، وبالتالي ينكرونها، فقال في بداية خطبة المواقف معرّفا بها : (هذه نفثات روحية، و إلقاءات سبوحية، بعلوم وهبية، وأسرار غيبية، من وراء العقول وظواهر النقول، خارجة عن الاكتساب والنظر في كتاب، قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا (...) و ما قيدتها لمن يقول هذا إفك قديم، ويحجر على الله تعالى، من علماء الرسم، فإننا نتركهم وما قسم الله تعالى لهم، فإذا أظهروا ملاما وخصاما، تلوناوإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ولا نجادلهم، بل نرحمهم ونستغفر لهم، ونقيم لهم العذر من أنفسنا في إنكارهم علينا، وطريقة توحيدنا ما هي طريقة المتكلم، ولا الحكيم المعلم، ولكن طريقة توحيد الكتب المنزلة وسنة الرسل المرسلة والصحابة والتابعين، وإن لم يصدق الجمهور و العموم فعند الله تجتمع الخصوم). ولهذا فرأيي في مطالعة المواقف هو رأي الإمام جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ) في كتب الشيخ محيي الدين، حيث يقول في رسالته (تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي) : (و القول الأفضل عندي في ابن عربي هو اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه إلا الراسخون في العلم)، وهذا هو نفس موقف الأمير حيث يحذر من فهم مواقفه فهما يخرجها عن ظاهر الشريعة كما يحذر من مطالعة كتب العرفان لمن لا يفهم حقيقتها، فيقول في الموقف 358 مثلا .
(... فلا بد من الفرق: عبد ورب، آمر و مأمور (...) وبعض الملاحدة يقول : الحركة والسكون بيد الله، فهو الآمر والمأمور والسامع والمخاطب والمخاطب، فهذا على بصيرة تشقيه وتحول بينه وبين سعادته، وهذا لا يصدر من أحد له علم بالله عن ذوق (...) و لهذه العلة منع بعض أهل الله تلامذته من مطالعة كتب الحقائق لإشرافه على قصور ذلك المريد عن فهمها كهؤلاء الزنادقة. فإن قاصر الفهم لا يخلو إما أن يتناول كلامهم على خلاف ما أرادوه فيهلك مع الهالكين، أو يضيع العمر في النظر في الكتب من غير فائدة، فنهي مثل هذا عن مطالعة كتب الحقائق واجب) (21) .
ورغم كل ما سبق ذكره، تزعم السيدة بديعة أن المواقف لم تعرف و لم تنشر إلا بعد وفاة الأمير، بل تذهب حتى إلى التشكيك في كتاب (تحفة الزائر) لمحمد باشا بن الأمير من دون أي دليل ملموس ولا حجة إلا مجرد التوهم وسوء الظن فقالت حرفيا: (وربما ما جاء في كتابه "تحفة الزائر" عن المواقف كان من دون علم منه، والأرجح أن ناشر الكتابين واحد، فأخذ من هنا ليضع هناك بذكاء كبير) (22) ثم تناقض نفسها في موضع آخر من نفس الكتاب فتقول عن كتاب المواقف أنه ربما كان عبارة عن أوراق متناثرة (23)، لكن الشيخ البيطار الذي يعرفها حق المعرفة وحضر قراءتها عند الأمير يقول أنها كتاب كبير كما مر ذكره .
و كلامها الغريب هذا قريب مما سمعته أيضا من السيد خلدون الدمشقي حين قال في إحدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة أن كتاب المواقف لم يرد ذكره في كتاب (تحفة الزائر) إلا مرة واحدة تقريبا... و أنا شخصيا عددت المرات التي ذكر فيها كتاب المواقف في الجزء الثاني من (تحفة الزائر) فوجدتها لا تقل عن إحدى عشرة مرة (24) منها قوله: [وله (أي الأمير عبد القادر) في فن التصوف المقام الشامخ والباع الطويل والقدم الراسخ، ومواقفه الكريمة أعدل شاهد بكمال ذوقه في تلك المواقف والمشاهد](25)؛ وفي خاتمة الكتاب أورد خطبة المواقف بكاملها بعد أن قال: [وبرع في فنون علوم الشريعة والحقيقة وله تآليف عديدة، وحسبك منها كتاب المواقف في علم الحقيقة، وهو لعقد تآليفه واسطة النظام، ولمطلع مجده بيت القصيد وحسن الختام، ومن أمعن النظر في خطبته أدرك منها فضله وأقر بعلو مرتبته] (26)، وكذلك في مقدمة ديوان والده يذكر الأمير محمد كتاب المواقف فيقول: [ولم أتعرض لذكر ما له من النظم في الحقيقة واللطائف، حيث أنه قدس الله سره أثبتها في كتابه المسمى بالمواقف]؛ فتأمل قوله "أثبتها" أي والده الأمير عبد القادر لا غيره.
وأما دعوى أن المواقف لم تعرف ولم تنشر إلا بعد وفاة الأمير بسنوات فهي أيضا دعوى باطلة، ويكفي في ردها النصوص التي سبق ذكرها، ثم إن جل القصائد التي رثى بها الشعراء الأمير بعد وفاته، كما هي في (تحفة الزائر) ، تذكر اسم هذا الكتاب وأنه أعظم آثار الأمير المكتوبة؛ فمنها مثلا قول الأديب إسحاق أفندي الطرابلسي:
القانت الأواب من أحيت "موا قفه" لنا العربي ذاك الطائي
وقول العلامة عبد الرزاق البيطار:
و "مواقف" شهدت بفضل معارف ضاءت على الأكوان كالنبراس
وقول الشيخ الصالح العلامة محمد بن محمد المبارك الجزائري:
و "مواقف" كالمثاني ذكرها أبدا على طول المدى لا يخلق
و قول الأديب أحمد أفندي وهبي الحلبي:
من بالمواقف بعده يحيي الدجى مستمنحا ذاك التجلي الأعظما
ما زال يقفو إثر محيي الدين حتى حاز حسن جوار ذياك الحمى
فهل ذلك الناشر "الماكر" في زعم السيدة بديعة بأنه دس اسم المواقف في (تحفة الزائر) قد دسه أيضا في كل هذه القصائد ؟ََ أم أنها لم تقرأها ؟
ثم إن الأمير ذكر في المواقف الكثير من أحواله و وقائعه الروحية يشكل مجموعها قسما من سيرته الذاتية، وذكر في موقف قولا لوالده واسم أخيه محمد السعيد (27) فهل بلغ جموح الخيال عند الذين نسبوا المواقف للأمير زورا وبهتانا إلى اختلاق كل ذلك؟ هذا ما لا يصدقه الواقع ولا يقبله المنطق السليم. والغريب الذي لا يكاد يصدق في شأن هؤلاء المنكرين لأصالة المواقف، أنهم هم أنفسهم يستشهدون بنصوص من المواقف في ما يبدو لهم منسجما مع مفاهيمهم، فهم ينتقون منها ما يروق لهم ويرمون بالباقي لا لشيء إلا لأنهم لم يستوعبوه حسب أفقهم المعرفي ... وهذا ما نجده في بعض مقالات السيد خلدون الدمشقي المنشورة في الانترنت وعند السيدة بديعة في كتابها المذكور سابقا، فهي مثلا في الصفحات التي تسبق مباشرة بحثها الذي ينفي نسبة المواقف للأمير تستشهد بنصوص منها على أنها حقا من كلام الأمير (28)، ومع إجهاد نفسها لنفي التصوف عنه تستفتح مختارات من شعره بأشهر وأطول قصائده الصوفية التي بعثها إثر خلوته بغار حراء لشيخه محمد بن محمد بن مسعود الفاسي (29) فكيف نفسر هذا التناقض الغريب؟
وأخيرا:
إذا كان الشخص، ولو كان من أحفاد الأمير، لا يتفق معه في بعض مفاهيمه العرفانية الذوقية السامية، فهو طبعا حر تماما في ذلك، إذ لكل قناعاته ومفاهيمه التي يتسع أفقها أو يضيق، لكن لا يحق له بتاتا أن يتذرع بمزاعم وهمية لينفي عن الأمير ما كان معتزا بأن ينسب هو إليه (30)، وهو ما كان أبناؤه المباشرون أنفسهم معتزون به، حيث أنهم عند وفاة الأمير انتخبوا من بين آلاف برقيات و رسائل التعازي، أربعة أبيات فيها ذكر المواقف، وهي لصديقه الحميم كبير علماء دمشق الشيخ عبد المجيد الخاني (31) ابن الشيخ محمد الخاني ناسخ المواقف السابق ذكره، فنقشت على شاهدة قبره للعبرة والتاريخ، وجعل الشطر الثاني من البيت الأخير يساوي بحساب الجمل عدد 1300 إشارة إلى سنة وفاة الأمير. وهكذا وكما اقترنت المواقف باسمه خلال حياته، اقترنت به أيضا بمماته معه في قبره، لكن الأهم هو انتشارها بعد وفاته شرقا وغربا، ينتشق منها أهل الذوق والعرفان الروح والريحان سائلين لمؤلفها أوسع الرحمة وأكبر الرضوان. و الأبيات هي:
لله أفق صارمشرق دارتي قمرين هلا من ديار المغرب
الشيخ محيي الدين ختم الأولياء قمر (الفتوحات) الفريد المشرب
والفرد عبد القادر الحسني الأمير قمر (المواقف) ذا الولي ابن النبي
من نال من أعلى رفيق أرخوا أزكى مقامات الشهود الأقرب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه عبد الباقي مفتاح بقمار الخميس 16 ذي الحجة 1430 هـ/03-12-2009


تعقيبات ومراجع
رموز المراجع المتكررة :
- المواقف = كتاب المواقف للأمير عبد القادر ، تحقيق عبد الباقي مفتاح ، طبعة دار الهدى ، ميلة الجزائر ، 2007 .
- حلية = كتاب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر للشيخ عبد الرزاق البيطار ، تحقيق محمد بهجة البيطار ، الطبعة الثانية ، دار صادر بيروت ، 1413 هـ / 1993 م .
- فكر الأمير = كتاب فكر الأمير عبد القادر حقائق ووثائق ، للأميرة بديعة الحسني الجزائري ، طبعة أولى ، دار الفكر ، 1424 هـ / 2000 م .
تحفة = "تحفة الزائر" لمحمد ابن عبد القادر الجزائري، منشورات ثالة، الأبيار،الجزائر-2007، الجزء الثاني؛
(1) ذكر الأمير هذا العنوان لكتابه في بداية الموقف 360.
(2) أتم المؤلف كتابته عام 1338 هـ ، و طبع هذا الكتاب هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء كبيرة، بالقاهرة سنة 1425 هـ-2004م، ثم في بيروت بمطبعة الكتب العلمية.
(3) ينظر "جامع كرامات الأولياء" ليوسف النبهاني- دار الكتب العلمية ببيروت، طبعة أولى، 1998 م-1417هـ، الجزء الثاني،ص179-182.
(4) حاضر العالم الإسلامي ، ج2 ، ص . 172 .
(5) أول من ترجم إلى الفرنسية قسما من المواقف هو المستشرق الفرنسي المسلم "ميشال شودكيفيكس" (واسمه الإسلامي: علي عبد الله)، ترجم ترجمة ممتازة 38 موقفا مع مقدمة وتعليقات في غاية الجودة، وذلك في كتاب بعنوان "مكتوبات روحية" (Ecrits spirituels)، ونشرته دار "ساي" (Seuil)، سنة 1982 في 225 صفحة؛ ثم في سنة 1983، ترجم مستشرق فرنسي مسلم آخر وهو "شارل أندري جليس" (واسمه الإسلامي: عبد الرزاق يحي) القصائد التسعة عشر الواردة في بداية المواقف، وذلك تحت عنوان: "قصائد ميتافيزيقية"؛ وفي سنة 1996 واصل الأستاذ الفرنسي المسلم "عبد الله بونو" عمل "شودكيفيكس" فترجم 51 موقفا غير المواقف التي ترجمها هذا الأخير؛ ثم أعاد نشرها مرة أخرى مع زيادات في التعقيبات و الإحالات سنة 2008؛ وفي عام 2000، بذل القسيس الفرنسي ميشال لاغارد مجهودا كبيرا فترجم جميع المواقف في ثلاثة مجلدات ضخمة، مع فهارس شاملة كاملة في غاية الدقة، لكن هذه الترجمة بالخصوص في حاجة ملحة لمراجعتها بدقة وجدية لاشتمالها على العديد من الأخطاء المتنوعة، وقد نشرت في ليدن بهولندا وفي بوسطن وكولونيا.
(6) كتاب (L'intérieur du Maghreb) فصل 14 ص: 512-513، من طبعة قاليمار بباريس 1978.
(7) حول تصوف الأمير تنظر مقدمة المواقف ، تحقيق عبد الباقي مفتاح .
(8) الشيخ محمد الطنطاوي كان من كبار علماء دمشق، يدرس العوم الشرعية في مدارسها ومساجدها، ولد بمصر سنة 1240هـ، واستقر بدمشق بعد دراسته في الأزهر بالقاهرة، وممن أخذ عنه الشيخ أحمد أخو الأمير عبد القادر، قرأ عليه النحو والكلام والبيان والمنطق والوضع والأصول؛ وقد كلفه الأمير بتعليم أبنائه فقام بذلك أحسن قيام، وكان من شيوخ الطريقة النقشبندية، وتوفي سنة 1306هـ، (ينظر "حلية البشر"، ج3،ص: 1284-1288).
وأما محمد الطيب المبارك الذي كان شاعرا أديبا صوفيا، فقد هاجر مع والده من بلده دلس بالجزائر حيث ولد عام 1250هـ، واستقر في دمشق عام 1263، ومات ودفن بالمزة عام 1313 هـ، ينظر حوله كتاب (تاريخ الجزائر الثقافي) لسعد الله بلقاسم طبعة دار الغرب الاسلامي، ببيروت 1998، ج5، ص: 521-522. وقد ورد ذكره في (حلية البشر ج3،ص:1371-1375) في ترجمة والده محمد المبارك (1223-1269هـ) وفي ترجمة أخيه العلامة محمد (1263-1330 هـ، ج3،ص: 345-1368).
(9) الشيخ عبد الرزاق البيطار (1253-1335 هـ) عالم فقيه أديب صوفي مؤرخ من مشاهير علماء دمشق، أشهر تآليفه (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) في ثلاثة أجزاء، وفيه وصف دقيق لفتنة المسلمين التي شهدها هو بنفسه في دمشق عام 1860 هـ، ودور الأمير في إطفائها، ومن كتبه الأخرى "المنة في العمل بالكتاب والسنة" وكتاب "المباحث الغرر في حكم الصور"، وكان صديقا حميما للأمير ولابنه محيي الدين.
(10) " حلية البشر " ج2، ص: 883-915.
(11) "فكر الأمير " ص: 170-171.
(12) "حلية البشر"، ج2، ص904 و ص915.
(13) تنظر ترجمته في "حلية البشر"، ج3 ص1215.
(14) خصص الأمير نحو العشرة مواقف لوصف بعض وقائعه الروحية، وهي المواقف 1/29/30/74/76/84/112/199/256/372؛ أما المواقف الأخرى التي أورد فيها لمحة عن تلك الوقائع فكثيرة جدا تفوق المائة، وتنظر مواقعها في كتاب "المواقف" تحقيق عبد الباقي مفتاح، مطبعة دار الهدى بعين مليلة، الجزائر، 2007م، ج3، ص1309-1312.
(15) كتاب "المواقف" للأمير عبد القادر طبعة الجزائر، 1996م، ج3، ص 98-99.
(16) هذا الكلام من الشيخ محمد الخاني نقله أيضا عنه ابنه عبد المجيد (1263-1315 هـ) في كتابه (الحقائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية) وقد كان هو أيضا من أصحاب الأمير، وبعد ذكره لكلام والده، أتبعه بنص الموقف 365 كما هو في طبعة الجزائر (ص281)، وفي كتابه هذا وصف الأمير بأنه "وارث العلوم الأكبرية".
(17) ينظر "حلية البشر"، ج3، ص1218، نقلا عن جميل الشطي مؤلف كتاب "روض البشر".
(18) تنظر ترجمة الشيخ أحمد أخو الأمير (ولد سنة 1249 في القيطنة مسقط رأس الأمير وتوفي سنة 1320هـ) في "حلية البشر"للبيطار (ج1 ص 304-305) و"تعريف الخلف" للحفناوي (ج2 ص 92-95) ومعجم المؤلفين لكحالة (ج1 ص305)، ومن تآليفه كتاب في سيرة أخيه الأمير، ورسائل صوفية وفقهية.
(19) أول من طبع هذا الكتاب للشيخ أحمد هو محدث الشام الأشهر الشيخ بدر الدين الحسني، طبعها سنة 1324 هـ، وآخر طبعة لها بدار الكتب العلمية ببيروت سنة 1425 هـ (2004م)، والنص الذي أوردناه من هذه الطبعة الأخير ينظر في الصفحة 11.
(20) نفس المرجع الأخير ص18 -19.
(21) المواقف ، ص . 1040 – 1041
(22) "فكر الأمير ، ص: 170.
(23) نفس المرجع السابق.
(24) ينظر ذكر المواقف في المواقع التالية من " تحفة الزائر " : صفحة 218 سطر 6/ ص340 س21/ ص354 س19/ ص399 س19/ ص433 س14-15/ ص435 س17/ ص437 س14/ ص449 س4/ ص465 س8/ ص483 س10/ خطبة المواقف بكاملها ص483-489.
(25) المصدر السابق، ج2، ص433.
(26) المصدر السابق، ج2، ص483.
(27) تنظر مرائي الأمير في الموقف 372، وحكايته مع والده في شأن السحر في الموقف 248، زيادة على وقائعه الروحية المشار إليها في التعقيب 14 السابق.
(28) "فكر الأمير ، ص: 160-161.
(29) المرجع السابق، ص 289-292.
(30) كثيرا ما عبر الأمير عن اعتزازه بانتسابه للصوفية الذين يصفهم بأشرف الأوصاف، سواء في أشعاره أو مواقفه وقد ذكر في الموقف 265 أن أكثر الناس يأبون عليه ما خوله الله من النعم الدنيوية والأخروية، ثم يقول عن نفسه : [... وأما انتسابك إلى الطائفة العلية والفرقة الناجية فذلك عندهم أبعد وأبعد] ويعني بالطائفة العلية السادة الصوفية حسب وصفه لهم في مواقف أخرى.
(31) "تحفة الزائر"، ج2، ص399.










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-21, 15:23   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
khalil1998
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-21, 18:32   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
سعداني
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse كتاب المواقف للأمير مفخرة

السلام عليكم.
كنت في زمن قد مضى، كتبت تنبيهات للقراء الكرام والمشاركين فيما يتعلق بالشخصية الفذة، والعالم الجليل والصوفي المتبحر، الأمير عبد القادر، وذلك فيما يتعلق بنسبة كتاب المواقف إليه، والذي يأبى وللأسف الشديد الكثيرون ممن لم يوافق هذا المشرب هواهم، يأبون نسبته للأمير، ظنا منهم أن في نسبته إساءة لهذا الرجل الفذ، ولقد قدّم لي الاستاذ ( عبد الباقي مفتاح) محقق كتاب المواقف، قدم لي مقالا مفيدا لمن أراد الانصاف فوددت ارساله إليكم، آملا أن يجعل القارئ ميزان الشريعة ميزانه، هذا الميزان الذي لا يصطدم مع العقل والمنطق. وإليكم مقال الاستاذ عبد الباقي مفتاح حفظه الله وإيانا جميعا:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق وآله وصحبه.

الرد على من أنكر نسبة " المواقف"للأمير عبد القادر

من المعلوم عند كل دارس لسيرة الأمير أن أهم تآليفه وأكثرها انتشارا وشهرة وترجمة وأعمقها أثرا هو كتابه الذي عنوانه الصحيح الكامل المواقف الروحية في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف والإلقاءات السبوحية)(1) ، وجلّ من كتبوا سيرة الأمير ممن صحبوه طويلا وعرفوه عن قرب، أثبتوا نسبته إليه بكل وضوح، ولأهميته انتشر سريعا خلال حياة الأمير وبعده خصوصا في الأوساط الصوفية، والدليل على هذا، التنويه به أو الاستشهاد بنصوصه في العديد من الكتب التي ظهرت خلال بدايات القرن الرابع عشر خصوصا، وكمثال على هذا النصوص الكثيرة الطويلة التي نقلها منه الشيخ المغربي الشهير محمد بن جعفر الكتاني (1274- 1345هـ) في كتابه الضخم (جلاء الأصداء الغينية) (2) ؛ وكمثال آخر ما نجده في كتاب (جامع كرامات الأولياء) لشيخ الشام الصوفي الشاعر قاضي المحكمة الشرعية ببيروت يوسف النبهاني (1265-1350 هـ)- الذي أخذ الطريقة الدرقاوية الشاذلية عن نفس الشيخ الذي أخذ عنه الأمير أي الشيخ محمد بن محمد بن مسعود الفاسي (توفي سنة 1289 هـ) – حيث خصص للأمير ترجمة ومما قال فيها : (وكان من أكابر العارفين بالله تعالى مع الأخلاق المحمدية و الكمالات الدينية والشهرة التي ملأت الخافقين، ولم يقع في كونه من أفراد عصره خلاف بين اثنين، ومن أجل مناقبه وأعظم كراماته الكبرى المشتملة على كرامات كثيرة لا تعد ولا تحصى : مواقفه التي جمع فيها وارداته الإلهية، وعبر عنها بالمواقف، فقد اشتملت من العلوم والمعارف والأسرار على ما لا يدخل تحت حساب، ولا يمكن أن يستفاد من قراءة كتاب، وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ثم ذكر النبهاني نماذج من المواقف(3).
و قريب من هذا التقييم ما نجده أيضا في كلام العلامة السياسي الأديب أمير البيان شكيب أرسلان (1871-1946م) في كتاب (حاضر العالم الإسلامي) وهو قوله : (وكان المرحوم عبد القادر متضلعا في العلم والأدب، سامي الفكر، راسخ القدم في التصوف، لا يكتفي به نظرا حتى يمارسه عملا، ولا يحن إليه شوقا حتى يعرفه ذوقا، وله في التصوف كتاب سماه المواقف، فهو في هذا المشرب من الأفراد الأفذاذ، ربما لا يوجد نظيره في المتأخرين)(4) .
وحتى الغربيون المستشرقون تفطنوا لأهمية الكتاب وترجموه (5) وأكتفي بما ذكره العلامة "جاك بيرك" (1910-1995م) في كتابه (داخل المغرب) حيث يقول : (إن الروعة الأدبية للعديد من فقرات المواقف قد تقلب عدة مسلمات، وأن النهضة الحقيقية - بلا ريب – قد لا توجد حيث يبحث عنها عادة) (6).
لكن، رغم هذا كله، ظهر في السنوات الأخيرة مع الأسف من يشكك في صحة نسبة المواقف للأمير، بل حتى في تصوفه وأرادوا تعسفا تجريده من الطابع الأساسي لشخصيته و لما تميزت به أسرته، إذ أن أباه وجده وبعض إخوته وذريتهم كانوا من مشاهير الطريقة القادرية في الجزائر وفي الشام (7) . والعجيب أن هذا التشكيك الفاقد لكل سند ابتدع من طرف أشخاص يحبون الأمير ويدافعون عنه،ربما بالخصوص لأنهم من نسله، لكن تكوينهم العقيدي والثقافي جعلهم ينكرون على التصوف وأهله لا سيما الصوف العرفاني السامي المتمثل خصوصا في مشرب الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي (560-638 هـ). فكيف لهؤلاء المنكرين أن يوفقوا إذن بين حبهم لجدهم الأمير الصوفي الأكبري وإنكارهم على التصوف عموما و المشرب الأكبري خصوصا ؟ الحل الذي لجؤوا إليه هو بكل بساطة إنكار كون الأمير كان صوفيا وإنكار نسبة المواقف إليه. لكن هذا الإنكار باطل جملة وتفصيلا لأنه مناقض للواقع مناقضة تامة، ورحم الله الإمام شرف الدين البوصيري القائل في بردته المباركة عن مثل هذه الحالة :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم.
فإننا إذا تأملنا الحجج التي يوردونها تدعيما لإنكارهم، نجدها فارغة من كل محتوى ولا تستند إلا على تساؤلات وهمية، معرضين عن الحقائق الساطعة التي لم يرتب فيها أحد قبلهم.
أول هذه الحقائق، والتي يقر بها حتى هؤلاء المنكرين، هو كما سبق قوله، أن الأمير بإجماع كل من عرفه و أرخ له هو أشهر مدافع عن المذهب الصوفي العرفاني للشيخ محيي الدين بن العربي، ومن المشهور أن الأمير كان في وقته أشهر متكلم باسم هذا المشرب في الشام ، وهو الذي بعث عالمين من أصحابه إلى قونية لتحقيق أوسع موسوعة صوفية للشيخ محيي الدين أي كتابه (الفتوحات المكية) وهو أول من طبعه على نفقته ؛ وكان يدرس كتبه وفي مقدمتها الفتوحات و فصوص الحكم في مجالس يحضرها ثلة من أكابر علماء دمشق، و هؤلاء أنفسهم الذين أكدوا أن كتاب المواقف بكل ما فيه هو حقا للأمير، وما هو إلا امتداد وشروح وتأكيد للمفاهيم المبثوثة في كتب الشيخ محيي الدين، وبالتالي فنسبة المواقف للأمير طبيعية جدا إذ لم يفعل فيها سوى تدوين وكتابة وإملاء ما كان يدرسه من تعاليم للشيخ محيي الدين.
وأشد هؤلاء العلماء التزاما بتلك المجالس و مواظبة على حضورها أربعة، هم : الشيخ محمد الطنطاوي الذي أرسله الأمير قبل وفاته باثني عشر سنة مع الشيخ محمد الطيب المبارك الجزائري (8) لتحقيق كتاب الفتوحات قبل طبعه؛ و الثاني هو علامة الشام الشيخ عبد الرزاق البيطار (9) مؤلف كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) وخصص فيه تراجم مستفيضة للأمير خصوصا ولأبيه ولابنيه محمد باشا و محيي الدين ولأخيه أحمد. وقد أطنب في مدح الأمير و ذكر مناقبه فخصص له 32 صفحة (10)؛ وقد أنكرت السيدة بديعة الحسني هذه الحقيقة الناصعة، فكتبت في كتابها (فكر الأمير عبد القادر حقائق ووثائق) فقالت : (لاحظت أن اسم الأستاذ عبد الرزاق البيطار أقحم في كتاب المواقف، إذ لم أعثر على أي دليل؛ فكتابه " حلية البشر" في تاريخ القرن الثالث عشر الذي وجدته بخط يده في المكتبة الظاهرية تحت الأرقام التالية :7940-7941-7942-8014، وهو من ثلاثة أجزاء، وعبارة عن تراجم للعشرات المشائخ والأدباء، ولم أجد اسم الأمير بينهم ولا ذكر كتاب( المواقف)، وإنما وجدت ترجمة لمحي الدين باشا نجل الأمير المذكور) (11). فمن العجيب أن تجد ترجمة ابن الأمير ولا تجد ترجمة الأمير نفسه التي استغرقت 32 صفحة، وفيها يقول عنه : (وحضرت عليه مع من حضر كتاب فتوحات الشيخ الأكبر، ورسالة عقلة المستوفز، وكتاب المواقف للمترجم المرقوم، وهو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه ونسبت إليه، وكنا لا يرد علينا إشكال في آية أو حديث أو غير ذلك إلا و أجاب عليه بأحسن جواب من فتح الملك الوهاب ... وله نظم بديع ونثر فائق رفيع، غير أن بعضها في الرقائق وأكثرها في الحقائق تدل على سمو معارفه وعلو عوارفه نفعنا الله به في الدارين بجاه سيد الكونين) (12)، وبهذه الجملة أنهى ترجمته. لكن السيد خلدون الدمشقي في تشبثه بأوهن الخيوط للتشكيك في مواقف الأمير، لا ينتقي في إحدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة حول هذا الموضوع، من هذا الكلام الواضح للشيخ البيطار إلا كلمة "ونسبت إليه" ويعقب عليها بعدم تأكيده للنسبة، من دون أن يذكر السيد خلدون الكلام الذي قبلها والمؤكد بالفعل أن المواقف للأمير لا لأحد غيره بتاتا. فأين الموضوعية وأين الأمانة في النقل وأين النزاهة ؟ . وأما مقارنة كلام الشيخ البيطار وترجمته الحافلة للأمير مع دعوى السيدة بديعة بأنها لم تعثر على هذه الترجمة فلا يحتاج إلى تعليق.
أما ثالث الملازمين للأمير وأقربهم إليه، فهو شيخ دمشق إمام النقشبندية بها العلامة الصوفي محمد الخاني (1297-1316 هـ) (13) وهو الذي كلفه الأمير بجمع وتبييض كتاب المواقف، لأنه مؤلف من نصوص كتبها الأمير تلقائيا ابتداء من نفسه ليسجل بعض وارداته العرفانية في القرآن والحديث أو وقائعه الروحية (14)، ومن نصوص أملاها إجابة عن أسئلة طرحت عليه خصوصا من طرف الشيخ محمد الخاني المذكور؛ وتعددت أزمنة وأمكنة تأليفه بحسب الواردات والأسئلة، وكانت تلك الواردات تارة في أمبواز بفرنسا، وطورا في مكة المشرفة، وأخرى في المدينة المنورة، وتارة في لندن، وأغلبها في الشام. وبالتالي فبعض المواقف كتبها الأمير بنفسه كما صرح بذلك في الموقفين 109 و123، و بعضها الآخر أملاها على الحاضرين لدروسه أو الطارحين لأسئلتهم و في مقدمتهم الشيخ محمد الخاني الذي صرح بهذا عند نسخه للموقف 363 حيث يقول (15) وكنت أراجعه كـثيرا في بعض المسائل وأساله حول إشكالات الفتوحات والفصوص وغيرهما، فلكثرة حبه للخير وبذله، مع كثرة أشغاله، كان يقيد ما ظهر له بالكشف ويوضحه ويعطيني إياه، وكنت حريصا عليه فأقيده في المواقف بإذنه، كما يشير إلى ذلك قوله في بعض الموقف "قد سألني بعض الإخوان"؛ والتصريح باسمي في شرح فص شعيب وفص إسماعيل وفص آدم عليهم الصلاة والسلام، وجزاه الله عني خير ما جازى به أحد عن أحد فإن تفضلاته على العبد لا تنضبط، وكنت طلبت منه شرح خطبة الفتوحات وشرح فص آدم، فابتدأهما ولم يتممهما، فوجدت ما كتبه في كناشه مع بعض فوائد أخرى ومبشرات له، من جملتها بعض ما قيدته هنا، فأحببت تقييدها كالذيل لمواقفه خوف ضياعها مستمدا ومستأذنا من روحانيته الشريفة، قدس الله وطهر روحه اللطيفة) (16) ففي هذا الكلام بيان في غاية الوضوح أن المؤلف الحقيقي الأوحد لكل المواقف ليس سوى الأمير، وأن مبيضه هو الشيخ محمد الخاني الذي كلفه الأمير بذلك، ويراجع الأمير ما يبيضه لتلقى بعد ذلك في مجالسه. ومن هنا تدفع الحجة الواهية التي تشبث بها المنكرون لنسبة المواقف للأمير، وهي قولهم لا وجود للنص الذي كتبه الأمير بخط يده وبالتالي فهو منحول منسوب إليه زورا وبهتانا، حتى أن بعضهم تجرأ وأشار إلى أن الشيخ الجليل الثقة محمد الخاني هو الذي ألف المواقف أو على الأقل دس فيها ما ليس منها؛ لكن نقول لهم : البينة على من ادعى، وقد قال تعالى في التحذير من الاتهام بالباطل : (ستكتب شهادتهم و يسألون) (الآية 19 من سورة الزخرف)، فبأي حق و بأي دليل يتهم هذا الشيخ الجليل عالم دمشق المشهور بكل فضل، يتهم بالكذب أو الدس على الأمير فينسب إليه ما ليس له، وما الفائدة التي يجنيها من هذا العمل المشين ؟ مع أن الذين ترجموا له كلهم شهدوا له بالأمانة وأنه كان أقرب المقربين للأمير وأحبهم إليه ولما توفي الأمير أقامه وصيا على أنجاله القاصرين فأحسن خدمتهم وحفظ أموالهم (17)، وهو الذي أم الجنازة على الأمير في جامع بني أمية وواراه بجانب ضريح الشيخ محيي الدين في صالحية دمشق . وأما رابع العلماء الذين أخذوا المواقف عن الأمير، فهو أخوه العلامة شيخ الطريقة القادرية الشيخ أحمد، وهو الذي يقول عنه الشيخ البيطار في ترجمته له : (... وسمع على أخيه الأمير صحيحي البخاري ومسلم في مدرسة الحديث الأشرفية، وحضره في مواقفه الشهيرة، وفي الفتوحات المكية في داره لما قرئت بحضوره بعد تصحيحها على نسخة مؤلفها) (18)؛ ويؤكد الشيخ أحمد هذا الكلام في كتابه (نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة)، فيقول خلال كلامه عن سر الحقيقة المحمدية : (إن توضيح ذلك حسبما ذكره سيادة أخي العلامة العارف بالله تعالى، السيد عبد القادر بن محيي الدين في مواقفه المدهشة وبيّنه من الأسرار المنعشة ...) إلى آخر ما ذكره (19). وفي كتابه هذا أطنب الشيخ أحمد في الدفاع عن مسألة وحدة الوجود، وكما فعل الأمير في العديد من المواقف بيّن مفهومها الإسلامي القرآني الصحيح الذي عليه أهل التصوف السني النقي و المناقض تماما لمفهومها الخاطئ كما هو عند بعض الفلاسفة وبعض أهل العقائد المنحرفة. و لا شك أن هذه المسألة بأبعادها الدقيقة العميقة هي قطب المسائل التي عليها مدار المواقف، وهي بالخصوص التي دفعت محبي الأمير إلى تبرئته منها في زعمهم، بسبب عدم فهمهم للحقيقة الشرعية والذوقية لهذه المسألة العويصة. وفي هذا المعنى يقول الشيخ أحمد في كتابه المذكور : (واعلم أن كل من فتح الحق تعالى عليه الفتح الكبير لابد له من القول بوحدة الوجود ذوقا وشهودا، خلافا لجميع العباد والزهاد وعلماء الرسوم، فإنهم لا يقولون بذلك، لكونهم لم يشموا من تلك الحقيقة رائحة ولا برقت لهم من بروقها لائحة، وهي توحيد الخواص وأهل الاختصاص الذين خصهم الله بعنايته، يقول قائلهم : ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله أو معه أو بعده أو فيه، الأول لأبي بكر و الثاني لعمر والثالث لعثمان والرابع لعلي رضي الله عنهم) (20).
والأمير نفسه كان عليما بعلو المفاهيم التي فصلها قي المواقف بحيث لا يمكن للكثير من علماء الرسوم فهمها، وبالتالي ينكرونها، فقال في بداية خطبة المواقف معرّفا بها : (هذه نفثات روحية، و إلقاءات سبوحية، بعلوم وهبية، وأسرار غيبية، من وراء العقول وظواهر النقول، خارجة عن الاكتساب والنظر في كتاب، قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا (...) و ما قيدتها لمن يقول هذا إفك قديم، ويحجر على الله تعالى، من علماء الرسم، فإننا نتركهم وما قسم الله تعالى لهم، فإذا أظهروا ملاما وخصاما، تلوناوإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ولا نجادلهم، بل نرحمهم ونستغفر لهم، ونقيم لهم العذر من أنفسنا في إنكارهم علينا، وطريقة توحيدنا ما هي طريقة المتكلم، ولا الحكيم المعلم، ولكن طريقة توحيد الكتب المنزلة وسنة الرسل المرسلة والصحابة والتابعين، وإن لم يصدق الجمهور و العموم فعند الله تجتمع الخصوم). ولهذا فرأيي في مطالعة المواقف هو رأي الإمام جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ) في كتب الشيخ محيي الدين، حيث يقول في رسالته (تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي) : (و القول الأفضل عندي في ابن عربي هو اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه إلا الراسخون في العلم)، وهذا هو نفس موقف الأمير حيث يحذر من فهم مواقفه فهما يخرجها عن ظاهر الشريعة كما يحذر من مطالعة كتب العرفان لمن لا يفهم حقيقتها، فيقول في الموقف 358 مثلا .
(... فلا بد من الفرق: عبد ورب، آمر و مأمور (...) وبعض الملاحدة يقول : الحركة والسكون بيد الله، فهو الآمر والمأمور والسامع والمخاطب والمخاطب، فهذا على بصيرة تشقيه وتحول بينه وبين سعادته، وهذا لا يصدر من أحد له علم بالله عن ذوق (...) و لهذه العلة منع بعض أهل الله تلامذته من مطالعة كتب الحقائق لإشرافه على قصور ذلك المريد عن فهمها كهؤلاء الزنادقة. فإن قاصر الفهم لا يخلو إما أن يتناول كلامهم على خلاف ما أرادوه فيهلك مع الهالكين، أو يضيع العمر في النظر في الكتب من غير فائدة، فنهي مثل هذا عن مطالعة كتب الحقائق واجب) (21) .
ورغم كل ما سبق ذكره، تزعم السيدة بديعة أن المواقف لم تعرف و لم تنشر إلا بعد وفاة الأمير، بل تذهب حتى إلى التشكيك في كتاب (تحفة الزائر) لمحمد باشا بن الأمير من دون أي دليل ملموس ولا حجة إلا مجرد التوهم وسوء الظن فقالت حرفيا: (وربما ما جاء في كتابه "تحفة الزائر" عن المواقف كان من دون علم منه، والأرجح أن ناشر الكتابين واحد، فأخذ من هنا ليضع هناك بذكاء كبير) (22) ثم تناقض نفسها في موضع آخر من نفس الكتاب فتقول عن كتاب المواقف أنه ربما كان عبارة عن أوراق متناثرة (23)، لكن الشيخ البيطار الذي يعرفها حق المعرفة وحضر قراءتها عند الأمير يقول أنها كتاب كبير كما مر ذكره .
و كلامها الغريب هذا قريب مما سمعته أيضا من السيد خلدون الدمشقي حين قال في إحدى مداخلاته التلفزيونية في قناة المستقلة أن كتاب المواقف لم يرد ذكره في كتاب (تحفة الزائر) إلا مرة واحدة تقريبا... و أنا شخصيا عددت المرات التي ذكر فيها كتاب المواقف في الجزء الثاني من (تحفة الزائر) فوجدتها لا تقل عن إحدى عشرة مرة (24) منها قوله: [وله (أي الأمير عبد القادر) في فن التصوف المقام الشامخ والباع الطويل والقدم الراسخ، ومواقفه الكريمة أعدل شاهد بكمال ذوقه في تلك المواقف والمشاهد](25)؛ وفي خاتمة الكتاب أورد خطبة المواقف بكاملها بعد أن قال: [وبرع في فنون علوم الشريعة والحقيقة وله تآليف عديدة، وحسبك منها كتاب المواقف في علم الحقيقة، وهو لعقد تآليفه واسطة النظام، ولمطلع مجده بيت القصيد وحسن الختام، ومن أمعن النظر في خطبته أدرك منها فضله وأقر بعلو مرتبته] (26)، وكذلك في مقدمة ديوان والده يذكر الأمير محمد كتاب المواقف فيقول: [ولم أتعرض لذكر ما له من النظم في الحقيقة واللطائف، حيث أنه قدس الله سره أثبتها في كتابه المسمى بالمواقف]؛ فتأمل قوله "أثبتها" أي والده الأمير عبد القادر لا غيره.
وأما دعوى أن المواقف لم تعرف ولم تنشر إلا بعد وفاة الأمير بسنوات فهي أيضا دعوى باطلة، ويكفي في ردها النصوص التي سبق ذكرها، ثم إن جل القصائد التي رثى بها الشعراء الأمير بعد وفاته، كما هي في (تحفة الزائر) ، تذكر اسم هذا الكتاب وأنه أعظم آثار الأمير المكتوبة؛ فمنها مثلا قول الأديب إسحاق أفندي الطرابلسي:
القانت الأواب من أحيت "موا قفه" لنا العربي ذاك الطائي
وقول العلامة عبد الرزاق البيطار:
و "مواقف" شهدت بفضل معارف ضاءت على الأكوان كالنبراس
وقول الشيخ الصالح العلامة محمد بن محمد المبارك الجزائري:
و "مواقف" كالمثاني ذكرها أبدا على طول المدى لا يخلق
و قول الأديب أحمد أفندي وهبي الحلبي:
من بالمواقف بعده يحيي الدجى مستمنحا ذاك التجلي الأعظما
ما زال يقفو إثر محيي الدين حتى حاز حسن جوار ذياك الحمى
فهل ذلك الناشر "الماكر" في زعم السيدة بديعة بأنه دس اسم المواقف في (تحفة الزائر) قد دسه أيضا في كل هذه القصائد ؟ََ أم أنها لم تقرأها ؟
ثم إن الأمير ذكر في المواقف الكثير من أحواله و وقائعه الروحية يشكل مجموعها قسما من سيرته الذاتية، وذكر في موقف قولا لوالده واسم أخيه محمد السعيد (27) فهل بلغ جموح الخيال عند الذين نسبوا المواقف للأمير زورا وبهتانا إلى اختلاق كل ذلك؟ هذا ما لا يصدقه الواقع ولا يقبله المنطق السليم. والغريب الذي لا يكاد يصدق في شأن هؤلاء المنكرين لأصالة المواقف، أنهم هم أنفسهم يستشهدون بنصوص من المواقف في ما يبدو لهم منسجما مع مفاهيمهم، فهم ينتقون منها ما يروق لهم ويرمون بالباقي لا لشيء إلا لأنهم لم يستوعبوه حسب أفقهم المعرفي ... وهذا ما نجده في بعض مقالات السيد خلدون الدمشقي المنشورة في الانترنت وعند السيدة بديعة في كتابها المذكور سابقا، فهي مثلا في الصفحات التي تسبق مباشرة بحثها الذي ينفي نسبة المواقف للأمير تستشهد بنصوص منها على أنها حقا من كلام الأمير (28)، ومع إجهاد نفسها لنفي التصوف عنه تستفتح مختارات من شعره بأشهر وأطول قصائده الصوفية التي بعثها إثر خلوته بغار حراء لشيخه محمد بن محمد بن مسعود الفاسي (29) فكيف نفسر هذا التناقض الغريب؟
وأخيرا:
إذا كان الشخص، ولو كان من أحفاد الأمير، لا يتفق معه في بعض مفاهيمه العرفانية الذوقية السامية، فهو طبعا حر تماما في ذلك، إذ لكل قناعاته ومفاهيمه التي يتسع أفقها أو يضيق، لكن لا يحق له بتاتا أن يتذرع بمزاعم وهمية لينفي عن الأمير ما كان معتزا بأن ينسب هو إليه (30)، وهو ما كان أبناؤه المباشرون أنفسهم معتزون به، حيث أنهم عند وفاة الأمير انتخبوا من بين آلاف برقيات و رسائل التعازي، أربعة أبيات فيها ذكر المواقف، وهي لصديقه الحميم كبير علماء دمشق الشيخ عبد المجيد الخاني (31) ابن الشيخ محمد الخاني ناسخ المواقف السابق ذكره، فنقشت على شاهدة قبره للعبرة والتاريخ، وجعل الشطر الثاني من البيت الأخير يساوي بحساب الجمل عدد 1300 إشارة إلى سنة وفاة الأمير. وهكذا وكما اقترنت المواقف باسمه خلال حياته، اقترنت به أيضا بمماته معه في قبره، لكن الأهم هو انتشارها بعد وفاته شرقا وغربا، ينتشق منها أهل الذوق والعرفان الروح والريحان سائلين لمؤلفها أوسع الرحمة وأكبر الرضوان. و الأبيات هي:
لله أفق صارمشرق دارتي قمرين هلا من ديار المغرب
الشيخ محيي الدين ختم الأولياء قمر (الفتوحات) الفريد المشرب
والفرد عبد القادر الحسني الأمير قمر (المواقف) ذا الولي ابن النبي
من نال من أعلى رفيق أرخوا أزكى مقامات الشهود الأقرب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه عبد الباقي مفتاح بقمار الخميس 16 ذي الحجة 1430 هـ/03-12-2009


تعقيبات ومراجع
رموز المراجع المتكررة :
- المواقف = كتاب المواقف للأمير عبد القادر ، تحقيق عبد الباقي مفتاح ، طبعة دار الهدى ، ميلة الجزائر ، 2007 .
- حلية = كتاب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر للشيخ عبد الرزاق البيطار ، تحقيق محمد بهجة البيطار ، الطبعة الثانية ، دار صادر بيروت ، 1413 هـ / 1993 م .
- فكر الأمير = كتاب فكر الأمير عبد القادر حقائق ووثائق ، للأميرة بديعة الحسني الجزائري ، طبعة أولى ، دار الفكر ، 1424 هـ / 2000 م .
تحفة = "تحفة الزائر" لمحمد ابن عبد القادر الجزائري، منشورات ثالة، الأبيار،الجزائر-2007، الجزء الثاني؛
(1) ذكر الأمير هذا العنوان لكتابه في بداية الموقف 360.
(2) أتم المؤلف كتابته عام 1338 هـ ، و طبع هذا الكتاب هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء كبيرة، بالقاهرة سنة 1425 هـ-2004م، ثم في بيروت بمطبعة الكتب العلمية.
(3) ينظر "جامع كرامات الأولياء" ليوسف النبهاني- دار الكتب العلمية ببيروت، طبعة أولى، 1998 م-1417هـ، الجزء الثاني،ص179-182.
(4) حاضر العالم الإسلامي ، ج2 ، ص . 172 .
(5) أول من ترجم إلى الفرنسية قسما من المواقف هو المستشرق الفرنسي المسلم "ميشال شودكيفيكس" (واسمه الإسلامي: علي عبد الله)، ترجم ترجمة ممتازة 38 موقفا مع مقدمة وتعليقات في غاية الجودة، وذلك في كتاب بعنوان "مكتوبات روحية" (Ecrits spirituels)، ونشرته دار "ساي" (Seuil)، سنة 1982 في 225 صفحة؛ ثم في سنة 1983، ترجم مستشرق فرنسي مسلم آخر وهو "شارل أندري جليس" (واسمه الإسلامي: عبد الرزاق يحي) القصائد التسعة عشر الواردة في بداية المواقف، وذلك تحت عنوان: "قصائد ميتافيزيقية"؛ وفي سنة 1996 واصل الأستاذ الفرنسي المسلم "عبد الله بونو" عمل "شودكيفيكس" فترجم 51 موقفا غير المواقف التي ترجمها هذا الأخير؛ ثم أعاد نشرها مرة أخرى مع زيادات في التعقيبات و الإحالات سنة 2008؛ وفي عام 2000، بذل القسيس الفرنسي ميشال لاغارد مجهودا كبيرا فترجم جميع المواقف في ثلاثة مجلدات ضخمة، مع فهارس شاملة كاملة في غاية الدقة، لكن هذه الترجمة بالخصوص في حاجة ملحة لمراجعتها بدقة وجدية لاشتمالها على العديد من الأخطاء المتنوعة، وقد نشرت في ليدن بهولندا وفي بوسطن وكولونيا.
(6) كتاب (L'intérieur du Maghreb) فصل 14 ص: 512-513، من طبعة قاليمار بباريس 1978.
(7) حول تصوف الأمير تنظر مقدمة المواقف ، تحقيق عبد الباقي مفتاح .
(8) الشيخ محمد الطنطاوي كان من كبار علماء دمشق، يدرس العوم الشرعية في مدارسها ومساجدها، ولد بمصر سنة 1240هـ، واستقر بدمشق بعد دراسته في الأزهر بالقاهرة، وممن أخذ عنه الشيخ أحمد أخو الأمير عبد القادر، قرأ عليه النحو والكلام والبيان والمنطق والوضع والأصول؛ وقد كلفه الأمير بتعليم أبنائه فقام بذلك أحسن قيام، وكان من شيوخ الطريقة النقشبندية، وتوفي سنة 1306هـ، (ينظر "حلية البشر"، ج3،ص: 1284-1288).
وأما محمد الطيب المبارك الذي كان شاعرا أديبا صوفيا، فقد هاجر مع والده من بلده دلس بالجزائر حيث ولد عام 1250هـ، واستقر في دمشق عام 1263، ومات ودفن بالمزة عام 1313 هـ، ينظر حوله كتاب (تاريخ الجزائر الثقافي) لسعد الله بلقاسم طبعة دار الغرب الاسلامي، ببيروت 1998، ج5، ص: 521-522. وقد ورد ذكره في (حلية البشر ج3،ص:1371-1375) في ترجمة والده محمد المبارك (1223-1269هـ) وفي ترجمة أخيه العلامة محمد (1263-1330 هـ، ج3،ص: 345-1368).
(9) الشيخ عبد الرزاق البيطار (1253-1335 هـ) عالم فقيه أديب صوفي مؤرخ من مشاهير علماء دمشق، أشهر تآليفه (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) في ثلاثة أجزاء، وفيه وصف دقيق لفتنة المسلمين التي شهدها هو بنفسه في دمشق عام 1860 هـ، ودور الأمير في إطفائها، ومن كتبه الأخرى "المنة في العمل بالكتاب والسنة" وكتاب "المباحث الغرر في حكم الصور"، وكان صديقا حميما للأمير ولابنه محيي الدين.
(10) " حلية البشر " ج2، ص: 883-915.
(11) "فكر الأمير " ص: 170-171.
(12) "حلية البشر"، ج2، ص904 و ص915.
(13) تنظر ترجمته في "حلية البشر"، ج3 ص1215.
(14) خصص الأمير نحو العشرة مواقف لوصف بعض وقائعه الروحية، وهي المواقف 1/29/30/74/76/84/112/199/256/372؛ أما المواقف الأخرى التي أورد فيها لمحة عن تلك الوقائع فكثيرة جدا تفوق المائة، وتنظر مواقعها في كتاب "المواقف" تحقيق عبد الباقي مفتاح، مطبعة دار الهدى بعين مليلة، الجزائر، 2007م، ج3، ص1309-1312.
(15) كتاب "المواقف" للأمير عبد القادر طبعة الجزائر، 1996م، ج3، ص 98-99.
(16) هذا الكلام من الشيخ محمد الخاني نقله أيضا عنه ابنه عبد المجيد (1263-1315 هـ) في كتابه (الحقائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية) وقد كان هو أيضا من أصحاب الأمير، وبعد ذكره لكلام والده، أتبعه بنص الموقف 365 كما هو في طبعة الجزائر (ص281)، وفي كتابه هذا وصف الأمير بأنه "وارث العلوم الأكبرية".
(17) ينظر "حلية البشر"، ج3، ص1218، نقلا عن جميل الشطي مؤلف كتاب "روض البشر".
(18) تنظر ترجمة الشيخ أحمد أخو الأمير (ولد سنة 1249 في القيطنة مسقط رأس الأمير وتوفي سنة 1320هـ) في "حلية البشر"للبيطار (ج1 ص 304-305) و"تعريف الخلف" للحفناوي (ج2 ص 92-95) ومعجم المؤلفين لكحالة (ج1 ص305)، ومن تآليفه كتاب في سيرة أخيه الأمير، ورسائل صوفية وفقهية.
(19) أول من طبع هذا الكتاب للشيخ أحمد هو محدث الشام الأشهر الشيخ بدر الدين الحسني، طبعها سنة 1324 هـ، وآخر طبعة لها بدار الكتب العلمية ببيروت سنة 1425 هـ (2004م)، والنص الذي أوردناه من هذه الطبعة الأخير ينظر في الصفحة 11.
(20) نفس المرجع الأخير ص18 -19.
(21) المواقف ، ص . 1040 – 1041
(22) "فكر الأمير ، ص: 170.
(23) نفس المرجع السابق.
(24) ينظر ذكر المواقف في المواقع التالية من " تحفة الزائر " : صفحة 218 سطر 6/ ص340 س21/ ص354 س19/ ص399 س19/ ص433 س14-15/ ص435 س17/ ص437 س14/ ص449 س4/ ص465 س8/ ص483 س10/ خطبة المواقف بكاملها ص483-489.
(25) المصدر السابق، ج2، ص433.
(26) المصدر السابق، ج2، ص483.
(27) تنظر مرائي الأمير في الموقف 372، وحكايته مع والده في شأن السحر في الموقف 248، زيادة على وقائعه الروحية المشار إليها في التعقيب 14 السابق.
(28) "فكر الأمير ، ص: 160-161.
(29) المرجع السابق، ص 289-292.
(30) كثيرا ما عبر الأمير عن اعتزازه بانتسابه للصوفية الذين يصفهم بأشرف الأوصاف، سواء في أشعاره أو مواقفه وقد ذكر في الموقف 265 أن أكثر الناس يأبون عليه ما خوله الله من النعم الدنيوية والأخروية، ثم يقول عن نفسه : [... وأما انتسابك إلى الطائفة العلية والفرقة الناجية فذلك عندهم أبعد وأبعد] ويعني بالطائفة العلية السادة الصوفية حسب وصفه لهم في مواقف أخرى.
(31) "تحفة الزائر"، ج2، ص399.










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-26, 07:46   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور أخي على هذا المجهود الطيب...........









رد مع اقتباس
قديم 2010-04-28, 11:58   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ السعداني قرأت تعليقك
وأنت غير محق فيه تمامًا
وليس من مذهبي الدخول في نقاش مع اشخاص لا يعرّفون أنفسهم
ويكتفون باسم حركي
وبما أنّ المقال كتبه الأستاذ عبد الباقي مفتاح وهو شخص معروف
فلذلك سأكتب ردًّا علميًا عليه وعلى ماجاء فيه من مغالطات وافتراءات!!
الرد قادم فشدَّ إزارك










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 09:30   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
زهرة الجزائر 07
عضو متألق
 
الصورة الرمزية زهرة الجزائر 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي

جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 09:44   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
زهرة الجزائر 07
عضو متألق
 
الصورة الرمزية زهرة الجزائر 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بالرغم من.................. على العموم لاداعي..مشكور أخي










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 21:48   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
سعداني
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أخي يا أبا إدريس، مرحبا بردك، أسأل الله لنا ولك الاخلاص في القول والعمل.
ملاحظة1: الاسم سعداني وليس السعداني، وهو اسم حقيقي، ليس كما ما ادعيته سامحك الله.
ملاحظة 2: الاستاذ عبد الباقي مفتاح رجل فاضل، يعرفه علماء الشرق والغرب بالنزاهة و الاخلاص وصاحب مدرسة قرءانية خرّجت المئات من حفظة كتاب الله.
فرفقا إذا ما رميت ســـــهاما ****** فللرمي درس أأنت درست
وللنصح أن كنت تبغيها نصحا******أصول أراك عليها غضـضت










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-12, 13:17   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










Exclamation جواب وتعليق

الأخ سعداني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


1ـ الخطأ في كتابة اسمكم غير مقصود. فمعذرة إن ساءكم الأمر.


2ـ أنا لم أدَّع شيئًا ظلمًا بحقك يا أخي! الذي قلته إنه ليس من مذهبي الدخول في نقاش مع أشخاص لا يعرّفون أنفسهم ويكتفون باسم حركي!!


وهذا صحيح!! فهل كون اسمك الحقيقي "سعداني" يجعلك معروفًا لنا؟


فما فائدة أن يشارك شخص باسم "سعيد" فقط ، دون التعريف بكامل الاسم، هناك مئات الأشخاص بهذا الاسم، وكذلك الحال معكم أخي.


الذي أقصده أنني أود ن أعرف اسمكم الكامل حتى نتعرف شخصيَّتكم بأبعادها الاجتماعية والعلمية. وهذا من السنّة والآداب الاجتماعية والإنسانية.


تمامًا كما فعلتَ أنت عندما عرَّفت شخص الأستاذ مفتاح.


3ـ إنك إذا قرأت بعض ردودي لرأيت كيف أنني أترفّق بشخص المردود عليه


فلا داعي لتلك الأبيات التي لا تقال لمثلي! أصلحك الله.


ثم أنا لم أرد بشيء بعد وتخاطبني بهذه الطريقة : "أأنت درست؟" أو " للنصح أصول أراك عليها غضضت"


(ونسيت أنك في مقدمة موضوعك قلت : "والذي يأبى وللأسف الشديد الكثيرون ممن لم يوافق هذا المشرب هواهم")


ألم تلاحظ أنّ الأستاذ مفتاح لم يترفق مطلقًا في انتقاده لي وللأميرة بديعة!


بل إنه أصلحه الله لم يراع أدب الكلام أو النقد معي حصرًا مع أنه كان غير محق


فيما رواه عني مطلقًا ، ونسب إلي كلامًا أنا لم أتلفظ به أبدًا!!


كان جديرًا أن تذكِّره هو بتلك الأبيات. ولكن كما قال عليه الصلاة والسلام :


((يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ القَذَاةَ فِي عَينِ أَخِيهِ ، وَيَنسَى الجِذعَ ، فِي عَيْنِهِ))


ولا داعي أخي الكريم للمبالغة في شأن الأستاذ! فهو غير معروف لدينا في الشرق ، سواء على مستوى العلماء أو الباحثين، أو على مستوى الطلبة والمثقفين.


وإما تنحصر المعرفة به عند بعض الذي يتابعون شأن الأمير عبد القادر والمحاضرات التي تدار حوله والتي قد يشارك فيها الأستاذ مفتاح.


على كل حال اطمئن فأنا ملتزم بالآداب الإسلامية وبالهدي النبوي إن شاء الله


ولا أعامل الآخرين بطريقتهم أو أسلوبهم.


والذي يجب أن يكون حاضرًا في ذهن كل كاتب


أنه من يكتب فعليه تحمّل مسؤولية كتابته وتبعاتها، والذي يريد أن يتحدث من منطلق العلم فعليه أن يتجهّز للردود العلمية التي لا محاباة فيها للخطأ والتهوّر.









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-12, 13:50   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
errosmen
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله لم أفهم شيئا الصوفية ينسبون كتاب المواقف لعبد القادر بن محي الدين و ذويه يتبرؤون من الكتاب فاستعصت علينا الإحاطة بالجانب الفكري لهاته الشخصية المهمة تاريخيا و المثيرة فكريا أ رجو أن توضح لنا الحقيقة ولا شيئ غير الحقيقة بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للأمير, مفخرة, الأمير, الأميرة بديعة, المواقف, الجزائر, دمشق, صحيح البخاري, عبد القادر الجزائري, كتاب, كتاب المواقف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc