في رحاب شيخنا محمد الغزالي . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في رحاب شيخنا محمد الغزالي .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-12-03, 07:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي في رحاب شيخنا محمد الغزالي .

فتاوى متعسفة
للعلامة :محمد الغزالي رحمة الله عليه


من الآفات التي اعترضتني في طريق الدعوة، أناس عندهم رغبة مجنونة في الحكم بالتحريم على أي شيء ! فلو استطاعوا تحريم الهواء لأصدروا بذلك الفتوى، ولو ماتوا مع الناس مختنقين !
وهم يتصورون الإسلام رسالة تسكن من العالم الرحب حارة ضيقة لها تقاليدها ولها مراسمها، فما يصلها بالعالم ممنوع مهما كانت طبيعته، والمهم بقاء الحارة منطوية على أصحابها وحسب ..
وأصحاب هذا الفكر قد يصلحون بوَّابين على خرابة، أما أن يكونوا دعاة لدين عالمي، يفتح صدره للأعصار والأمصار، ويتجاوب مع فطرة الله في الأنفس، ويتفاهم مع الرجال والنساء في الشرق والغرب، فهذا مستحيل ..
رأيت أحدهم ينظر إلى الشارع مكفهر الوجه، فقلت له مازحاً: ما أغضبك ؟ فقال: رؤوس الرجال عارية وكذلك وجوه النساء وأيديهن، والواجب تغطية هذا كله، قفاز في يد المرأة ونقاب على وجهها، وقلنسوة أو عمامة على رأس الرجل، وبذلك يصير المجتمع إسلامياً، واسترسل يقول: إنه في الإحرام بالحج والعمرة، لا غطاء على الرأس، ولا نقاب على الوجه، ولا قفاز في اليد، فإذا انتهت المناسك تغيَّرت الأوضاع ..
ولم أرَ أن أجادل هذا المسكين، وحسبته يعبِّر عن فكر عامي؛ يلتزمه بعض المتطرفين، يحسبونه ديناً وما هو بدين، حتى قرأت لعالم كبير فتوى بأن ستر اليد داخل قفاز من تمام الحجاب ! وبذلك زاد قيد آخر على حراك المرأة وعلى دائرة المباح الذي كفله الشارع لها ..
وراجعت معلوماتي من كتاب الله وسنة رسوله؛ فوجدت الكلام رأياً خاصاً لصاحبه، ولا يجوز أن يسمَّى ديناً ولا شبه دين !!
كانت المرأة تلقى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أصابعها خاتمها؛ فما ينكر ذلك عليها، وإنما يتساءل فقط: هل أخرجت ما عليه من زكاة ؟
فما معنى زيادة القيود المفتعلة على المرأة وإيهام المؤمنات بأن اليد عورة يجب سترها ؟
هل المقصود زيادة العقبات أمام انتشار الإسلام ؟
أم المقصود جعل المؤمنات يكرهن الإسلام ويضقن به ؟
روى أبو داود وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ (أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعها ابنتها، وفي يد ابنتها أسورتان غليظتان من الذهب، فقال لها: "أتعطين زكاة هذا" ؟
قالت: لا ! قال: "أيسرُّكِ أن يسوِّرك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار" ؟
فخلعتهما فألقتهما إلى النبي وقالت: هما لله ورسوله).
وفي رواية ثوبان، في قصة هند بنت هبيرة أنه كانت في يدها خواتيم ضخام، فجعل رسول الله يضرب يدها .. وتمام القصة يشير إلى رفض رسول الله هذا المظهر الدال على الخيلاء والاستعلاء، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أن اليد عورة.
والعلماء على أن غضب الرسول صلى الله عليه وسلم كان لعدم إخراج الزكوات على هذه الحلي، ولو أخرجنها ما غضب منهن، يدل على ذلك ما رواه جابر بن عبد الله قال: (شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئاً على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكَّرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكَّرهن، فقال: "تصدَّقن فإن أكثركن حطب جهنم" !
فقامت امرأة من وسط النساء سفعاء الخدين - وجهها أحمر فيه سمرة - فقالت: لِمَ يا رسول الله ؟
قال: "لأنكنَّ تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير".
قال جابر: فجعلن يتصدقن من حليهن، يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتيمهن).
والحديث كما ترى ظاهر في أن وجه المرأة ليس بعورة فقد وصفه الراوي دون حرج، وفي رواية البخاري: (كنت أرى أيدي النساء تهوي بحليهن في حجر بلال)، فاليد ليست عورة ..
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم بعث بالحنفية السمحة، وقد أنذر بالويل من يأتون من عند أنفسهم بالمشكلات والمتاعب فقال: هلك المتنطعون ..
ولو كلفنا النساء المسلمات بلبس القفازين لعجز أكثر من نصفهن عن ذلك ووجدن في لبسهما العنت ..
وأصارح بأني كنت ألتمس العذر لبعض الغلاة، وأقول: مخلصون ينقصهم الفقه في دينهم، وعلّ إخلاصهم يغفر جهلهم، بيد أني بدأت أشعر بالقلق من أن يكون وراءهم من يتعمد تعسير الإسلام خدمة لمآرب أجنبية !!
إن الإسلام يلقى محناً خطيرة في هذا العصر، وقد استيقنا من أن أصابع غريبة تحيك له الدسائس، وتتعمد نشر فتاوى متعسِّفة للمتقعرين والمنحرفين، حتى تصرف أتباعه عنه وتصد الداخلين فيه، وهنا الخطر !!








 


رد مع اقتباس
قديم 2017-12-03, 20:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي من مواقف الشيخ الغزالي


يقول الشيخ رحمة الله عليه
دخلت مكتبي فتاة لم يعجبني زيها أول ما رأيتها، غير أني لمحت في عينها حزنًا وحيرة يستدعيان الرفق بها، وجلست تبثني شكواها وهمومها متوقعة عندي الخير

واستمعت طويلا، وعرفت أنها فتاة عربية تلقت تعليمها في فرنسا، لا تكاد تعرف عن الإسلام شيئا، فشرعت أشرح حقائق، وأرد شبهات، وأجيب عن أسئلة، وأُفنِّد أكاذيب المبشرين والمستشرقين حتى بلغت مرادي أو كدت !!

ولم يفتني في أثناء الحديث أن أصف الحضارة الحديثة بأنها تعرض المرأة لحما يغري العيون الجائعة، وأنها لا تعرف ما في جو الأسرة من عفاف وجمال وسكينة..

واستأذنت الفتاة طالبة أن آذن لها بالعودة، فأذنت...

ودخل بعدها شاب عليه سمات التدين يقول بشدة: ما جاء بهذه الخبيثة إلى هنا؟ فأجبت: الطبيب يستقبل المرضى قبل الأصحاء، ذلك عمله!! قال طبعا نصحتها بالحجاب! قلت: الأمر أكبر من ذك، هناك المهاد الذي لابد منه، هناك الإيمان بالله واليوم الآخر والسمع والطاعة لما تنزل به الوحي في الكتاب والسنة، والأركان التي لا يوجد الإسلام إلا بها في مجالات العبادات والأخلاق..

فقاطعني قائلا: ذلك كله لا يمنع أمرها بالحجاب.. قلت في هدوء ما يسرني أن تجيء في ملابس راهبة، وفؤادها خال من الله الواحد، وحياتها لا تعرف الركوع والسجود إنني علمتها الأسس التي تجعلها من تلقاء نفسها تؤثر نفسها تؤثر الاحتشام على التبرج.

فحاول مقاطعتي مرة أخرى فقلت له بصرامة: أنا لا أحسن جر الإسلام من ذيله كما تفعلون، إنني أشد القواعد وأبدأ البناء بعدئذ وأبلغ ما أريد بالحكمة.

وجاءتني الفتاة بعد أسبوعين في ملابس أفضل، وكانت تغطي رأسها بخمار خفيف، واستأنفت أسئلتها. واستأنفت شروحي، ثم قلت لها: ولماذا لا تذهبين إلى أقرب مسجد بيتكم؟

وشعرت بندم بعد هذا السؤال لأني تذكرت أن المساجد محظورة على النساء! لكن الفتاة قالت: إنها تكره رجال الدين، وما تحب سماعهم! قلت: لماذا؟ قالت: قساة القلوب غلاظ الأكباد!! إنهم يعاملوننا بصلف واحتقار!!

ولا أدري لماذا تذكرت هند امرأة أبي سفيان التي أكلت كبد حمزة رضي الله عنه ونالت من الإسلام ما نالت، إنها كانت لا تعرف رسول الله، فلما عرفته واقتربت منه وآمنت به قالت له هذه الكلمات :

" يا رسول الله: والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب أن يذلوا من أهل خبائك!! وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يعزوا من أهل خبائك."










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-03, 20:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ محمد الغزالي:
قلت لرجل تعوّد شرب الخمر :
ألا تتوب إلى الله ؟
فنظر إلىّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال :
ادع الله لي ..
تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي ..
إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله ..
وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه ،
إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى!
وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها ..
قلت لنفسي :
قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ
صحيح أنني لم أذق الخمر قط،
فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها ،
لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني
أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه ،
إنه يبكي لتقصيره،
وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا،
قد نكون بأنفسنا مخدوعين .
وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر ،
قلت له تعال ندع لأنفسنا معا :
"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
رحم الله الشيخ










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-05, 21:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي قصة الإمام مع جزائرنا

الإمام العلامة محمد الغزلي أحد أقطاب العالم الإسلامي المعاصر الشيخ محمد الغزالي، الذي رافق أجيالا من الإسلاميين ومن رجالات التوجه الإسلامي في الجزائر، من زمن المفكرين الكبيرين نايت بلقاسم ومالك بن نبي في زمن ملتقيات الفكر الإسلامي في بداية سبعينات القرن الماضي، ومرورا بالصحوة الإسلامية في بداية الثمانينات تزامنا مع قضية الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران والغزو السوفياتي لأفغنستان، وانتهاء بإشرافه على بعث الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر في قسنطينة حيث ترأس المجلس العلمي للجامعة الإسلامية، وعاش الشيخ في عاصمة الشرق الجزائري لمدة قاربت الست سنوات عايش فيها الكثير من الأحداث في المدينة وفي الجزائر، مثل هوس الجزائريين بمنافسة كأس العالم في المكسيك عام 1986 وزلزال قسنطينة الذي بلغت شدته 6.2 على درجة ريشتر وأحداث أكتوبر 1988 .

وكانت له وقفات في كل هاته المحطات من خلال حديث الإثنين الذي كانت تقدمه القناة التلفزيونية الجزائرية، وكان في زمن تواجده في الجزائر كل الإسلاميين الجزائريين قد أينعوا من علي بلحاج إلى عبد اللطيف سلطاني ومحفوظ نحناح والشيخين سحنون وشيبان، وخاصة أبو جرة سلطاني الذي انتقل في تلك الفترة من مدينة الشريعة بولاية تبسة إلى قسنطينة حيث باشر خطبه في مسجد الفتح بحي سيدي مبروك وباشر أيضا خطّ كتيباته، كما أنهى الشيخ عبد الله جاب الله دراسته كطالب في تلك الفترة في نفس المدينة في قسم الحقوق، وبدأ دروسه في جامعة منتوري خاصة في إقاماتها الجامعية مثل زواغي والفيرمة ومحمود منتوري والقصبة.


يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-08, 20:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي هكذا بدأت قصة الغزالي مع الجزائر

هكذا بدأت قصة الغزالي مع الجزائر

كان يقهقه كلّما التقى نايت بلقاسم ويذهله فكر بن نبي

أول زيارة قادت الشيخ محمد الغزالي إلى الجزائر كانت خلال فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر العاصمة في عام 1972 وكان قد بلغ حينها من العمر 55 سنة، حيث كان يشغل الإدارة العامة للدعوة في جامعة الأزهر الشريف .

وانتظمت التظاهرة الفكرية تحت شعار ألفية الجزائر العاصمة مزغنة وبمناسبة الذكرى العاشرة للاستقلال، وهو الملتقى الذي استمع فيه الشيخ الغزالي، لإلياذة الجزائر بصوت شاعر الثورة مفدي زكريا وأدهشته الإلياذة الألفية الرائعة وحفظ بعضا من أبياتها التي رددها بعد ذلك في زيارات لاحقة إلى الجزائر، لأن الشيخ كان من محبي الشعر العربي الفصيح ومن حافظيه، وكانت أول دعوة تلقاها من المرحوم نايت بلقاسم بإيعاز من مالك بن نبي، ورغم أن الشيخ لم يصاحب كثيرا المفكر مالك بن نبي الذي كان ضيفا مثله على الملتقيات السابقة وتوفي بعد ملتقى العاصمة بسنة وبضعة أشهر أواخر سنة 1973، إلا أنه عبّر عن ذهوله من فكر مالك بن نبي وكتب عنه في عدة مناسبات معتبرا إياه أحد أنوار العالم الإسلامي على مدار السنين، كما كان لا يفارق المرحوم نايت بلقاسم في أيام الملتقى وكثيرا ما يظهر يضحك ملء فاه، بسبب الروح المرحة للمفكر نايت بلقاسم، وأذهلته الثقافة الكبيرة للراحل وأيضا إتقانه لسبع لغات كاملة.

وأحبّ الشيخ محمد الغزالي الجزائر وراح يدرس عن رجالاتها، وتوقف طويلا عن سيرة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وكتب عنه في التسعينات الكثير، فكان يقول أنه لا يندهش لزهرة يانعة في بستان كما هو الحال في المشرق العربي، ولكن ما يدهشه أن تزهر في صحراء قاحلة وذاك شأن العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، واعتبر الصحوة الإسلامية في الجزائر الأكثر براءة في العالم العربي.

.










رد مع اقتباس
قديم 2017-12-08, 23:07   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ع.عيسى
مراقب قسم مشكلتي
 
إحصائية العضو










افتراضي

رحمة الله على شيخنا محمد الغزالى .....يظهر جليا.اليوما لفراغ والتخبط الذي يعيشه العالم الاسلامي جراء غياب علماء مفكرين كامثال محمد الغزالي ،










آخر تعديل رَكان 2017-12-09 في 21:58.
رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 20:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
تواتي سماعيل
عضو محترف
 
الصورة الرمزية تواتي سماعيل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
و رحم الله الشيخ محمد الغزالي










رد مع اقتباس
قديم 2018-04-29, 08:12   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

ويقول الشيخ عصام تليمه عن الشيخ الغزالي رحمه الله

كان الشيخ الغزالي كثيرا ما يستخدم أسلوبه الساخر في الرد على خصومه، ومن مواقفه في ذلك: أن شابا وقف يناقش الغزالي قائلا: إن أبو النبي صلى الله عليه وسلم في النار، واستشهد الشاب بالحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: "إن أبي وأباك في النار". وظل الشيخ الغزالي يقنع الشاب برأيه فلم يقتنع، فقال له الغزالي: ولكني قرأت حديثا آخر يعارض هذا الحديث. فقال الشاب: ما هو؟ قال الغزالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"! فقال الشاب: إنها آية وليست حديثا؟ فقال الغزالي: ولكني جعلتها حديثا لأنكم لا تهتمون إلا بالأحاديث!

ومن الأشياء التي تجعله يضطر إلى الجواب عنها بسخرية: ما يراه من ضعف علمي، أو غباء لدى بعض طلبة العلم الشرعي، أو خريجي الأزهر، والمعاهد الشرعية، فهذا أمر يضيق به الشيخ الغزالي بشدة، وقد حدث أن أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن طلبها لأئمة لمساجدها، وأعلنت عن مسابقة يجري فيها امتحان للمتقدمين لشغل هذه الوظائف، وكان من بين المتقدمين شاب تخرج من الأزهر، ويبدو أنه كان ممن نجحوا ولا يستحقون النجاح في شهادته، فقد كان ضعيفا في مستواه العلمي بصورة فاضحة وفجة، فسأله الشيخ الغزالي رحمه الله: هل تحفظ القرآن الكريم؟ قال: نعم، ولكني نسيته.

قال له الغزالي: ألا تذكر منه شيئا؟! قال: لا.

قال الغزالي: فهل تحفظ شيئا من السنة النبوية؟ قال: نعم. فقال الغزالي: قل لي حديثا مما تحفظ؟ فقال الشاب: يقول صلى الله عليه وسلم: "اصبروا تَنُولوا".

فنظر إليه الغزالي نظرة كلها سخرية، وظاهره الثناء على الشاب، ثم قال له: الحديث ناقص يا أحمق، وليس بهذه الرواية، ونصه الصحيح: "اصبروا تنولوا، واهتفوا وقولوا: مصر للسودان، والسودان لمصر"!! قم أيها الأحمق اخرج.

وقد حضر في مرة من المرات في مجلس إداري في إحدى الجامعات العربية، ليؤسسوا قسما للبنات، فجلس مجلس إدارة الجامعة يناقش شروط الأستاذ الذي سيدرس البنات، وكان من بين الحاضرين الشيخ الغزالي، وكان معظم الحاضرين ممن يميلون إلى التحوط والتشدد في قضية لقاء المرأة بالرجل، حتى وإن كان معلما للطالبات، فجلسوا يطرح كل منهم الوسيلة الفعالة لتجنب أن يواجه المعلم البنات الدارسات، فاقترح أحدهم: أن يكون المعلم في غرفة والطالبات في غرفة أخرى.
فرد عليه: بأنه من الممكن أن تخرج البنات من الغرفة المخصصة لهن، ولا يدري أحد بذلك، ويكون المعلم يتكلم ولا يوجد أحد.
فاقترح آخر: بأن نضع ستارة سميكة أمام المعلم بحيث لا يراهم ولا يرونه، ولكنه يشعر بحركتهن.
فرد عليه: بأن هذا الأمر ـ تربويا وعلميا ـ لا يناسب الجو العلمي المنشود.
فاقترح ثالث: أن يصحب المعلم عند ذهابه للمحاضرة زوجه معه للحضور، ويواجه بذلك البنات.
فرُدَّ عليه: بأنه ربما كان المعلم مسنا وزوجه قد ماتت، أو يكون متزوجا ولكنه زوجه في بلده التي قدم منها، أو مريضة.
وجلس الشيخ الغزالي يستمع لكل هذه الاقتراحات وهو يتميز من الغيظ، ثم أشار بيده، وقال: عندي اقتراح يمنع هذه الفتنة تماما، ويريح رؤوسكم، ويقضي على كل شبهة لديكم، وهو حل ناجع لا مثيل له.
فقالوا: ولماذا أنت ساكت يا شيخ غزالي، قل اقتراحك هذا.
فقال: أرى أن نأتي بالمعلم الذي سيدرس للبنات، ثم نقوم له بعملية (إخصاء)، حتى تموت الشهوة والفتنة التي سيطرت على أفكاركم وعقولكم، وبذلك نستريح وتستريحون جميعا من هذا المرض!!

وبالطبع لم يكن يقصد بذلك الشيخ الغزالي إلا السخرية من هذا التشدد في عملية أبعد ما يكون فيها الفتنة والشهوة، فالمعلم الذي سيشرح لمائة طالبة الإسلام والشريعة، كيف يفكر في المادة العلمية التي يتناولها، ولو سرح ببصره للحظة عابرة نحو أي فتاة جالسة، لضاع الموضوع من رأسه كاملا، ولانكشف أمره، ثم هو رجل بين عدة نساء.

وربما يطلق الغزالي النكتة أو السخرية لشدة غيظه مما يلقى عليه من سؤال يدل على تفاهة السائل، أو عدم مراعاة أولوية الوقت، ففي مدينة كبيرة من قُطْر إسلامي رأى شبابا مسلمين يمشون حفاة إلى المسجد! فلما سألهم أحد المراقبين عما يفعلون قال قائلهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يمشون إلى المسجد منتعلين أحيانا، وحفاة أحيانا، فأحببنا أن نحيي سنتهم ونقتدي بهم!

وبلغ الخبر الغزالي مع طلب الفتوى! يقول الشيخ الغزالي: فقلت للسائل: ربما استطعت الإجابة عن أشياء يفكر الناس فيها بأدمغتهم! أما ما يفكرون فيه بأرجلهم فلا أستطيع إجابة عنه!

وكانت تعليقاته الساخرة تضفي لونا من الفكاهة التي تعلم القارئ، فإن من أهداف الفكاهة ولا شك: تعليم الإنسان في لون فكاهي ومن ذلك: أنه كان يسخر من المتشددين في قضية المرأة وصوت المرأة، وأنه عورة وينبغي ألا يظهر لا في خير ولا شر، وكان الغزالي يتبنى القول بعدم عورية صوت المرأة، بضوابطه الشرعية المعروفة، وقد كان يناقش بعض من يتشدد في هذه القضية، فاستشهد الشيخ الغزالي بامتحان المؤمنات المهاجرات الوارد في سورة الممتحنة في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن) الممتحنة: 10، ثم يقول الشيخ الغزالي: أظن سيقول لي المتشددون: إن الامتحان هنا امتحان تحريري وليس شفهيا!!
ولقيه شاب يقول له: يا شيخ غزالي لقد ركبني عفريت، فماذا أفعل؟ فنظر إليه الشيخ الغزالي، وكان السائل طويلا، فقال له الشيخ الغزالي بلهجة عامية ساخرة: أليس عارا أن تكون شحطا طويلا ويركبك عفريت، ولماذا لم تركبه أنت؟ ولماذا لا تستضعف العفاريت والشياطين من الجن غير المسلمين، إننا نرى غير المسلمين أكثر معصية لله، وأبعد عن طاعته، ومع ذلك لا تركبهم العفاريت!
كان الغزالي رحمه الله يبغض المتدين سيء المنظر، وبخاصة لو نسب عدم نظافته وتجمله للدين، فقد دخل عليه أحد الطلبة ـ وكان يدرس في إحدى الدول العربية ـ وقد أمسك بيده مسواكا، وقد وقف يغسل به أسنانه، ثم عصر المسواك أمام الشيخ الغزالي، فتقزز الغزالي من هذا الصنيع، فقال للشاب: ما هذا؟ فقال الشاب يريد بذلك إسكات الغزالي: إنه سنة! فقال الغزالي: والاستنجاء كذلك سنة، هل معنى ذلك أن تتبول لي في المدرج!
وكان يحاضر في محاضرة فاستشهد برأي للإمام محمد عبده، فقال له أحد الطلبة معترضا: محمد عبده ليس إماما، ولا ينبغي أن نطلق عليه لفظ إمام، فقال الشيخ الغزالي: محمد عبده مش إمام يبقى مأموم إذن! ثم قال له: يا بني في الوقت الذي كان أجدادك يتبركون بالشجر والحجر، كان الإمام محمد عبده يكتب (رسالة التوحيد).
رحم الله الغزالي الضاحك الضحوك، ونسأل الله عز وجل أن يحشره ضاحكا مستبشرا.











رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc