الجودة في التعليم حقائق وعوائق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات البيداغوجية والتربوية والانشطة التثقيفية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجودة في التعليم حقائق وعوائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-08-26, 20:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
saber-dz
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي الجودة في التعليم حقائق وعوائق

ـ موضوع عن جودة التعليم في الجزائر ،، حقائق وعوائق منشور بيومية الخبر بتاريخ :23/08/2018
لمن يهمّه الموضوع .

الجودة في التعليم حقائق وعوائق

صالح شريّــط (مفتش التعليم الابتدائي سابقا)


ــ على مستوى العالم العربياتخذت مسألة جودة التعليم مركز الصدارة في الندوة الوزارية العربية حول جودة التعليم عام 2010 وإعلان الدوحة من أجل تعليم جيد للجميع،ونتيجة لهذه الاجتماعات فقد أنشأ البنك الدولي ووزراء التربية والتعليم العرب مبادرة جديدة بعنوان: البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم .(ARAIEQ) ويهدف هذا البرنامج الذي بدأ في عام 2012 برعاية المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، لتحسين نوعية وواقعية الخدمات التعليمية في المنطقة من خلال تعاون إقليمي، وبلدنا الجزائر جزء لا يتجزأ من المنطقة العربية ، فما هي جودة التعليم المنشودة وما هو واقع التعليم وعوائقه فيها ؟

ــ مفهوم الجودة : إذا كانت الجودة بمثابة نظام إداري محكم فلا شك أنه يرتكز على جملة من القيّم الدقيقة ، ويعتمد على توظيف فعلي للبيانات والمعلومات الخاصة بالعاملين قصد استثمار مؤهلاتهم وقدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي، قصد تحقيق التحسّن المستمر للمؤسسة .
وتذكر الدراسات والبحوث العلمية المهتمة بالموضوع أن ظهور هذا المفهوم :الجودة (Quality) بصورة جلية كان في ثمانينات القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية على وقع ارتفاع وتيرة التنافس الاقتصادي العالمي الشرس وغزو الصناعة اليابانية التي تستند إلى مبادئ ومرتكزات أساسية تهتم كلها بجودة المنتوج النّهائي مرورا بمختلف مراحل الإنتاج .
ــوالجودة في التعليم لا تخرج عن هذا الإطار كثيرا ، فقد قامت المنظمة العالمية "اليونسف" المهتمّة برعاية حقوق الطفل وتطوير قدراته بتبنّي جودة التعليم وفقاً لما عرّفه البروفيسور والخبيرالأكاديمي العالمي( بريهان) عام 1993 لجودة التعليم ، بأنّها عملية التركيز على أساليب التعلّم والتعليم الفعّالة التي تدعم باستمرار قدرات المتعلّمين ومواهبهم المتنوّعة لاكتساب المعرفة اللازمة والمهارات العمليّة والسلوك التطبيقي الناتج عن منظومة فكريّة متطوّرة وملائمة ، مع احتياجات العصر وتحدّياته ودعم احتياجات الأطفال المتعلمين؛ بحيث تخرج أجيالاً متعلّمة قادرة على اتخاذ القرار ومساعدة أنفسهم وغيرهم على حلّ المشاكل وإيجاد الحلول المبتكرة للقضايا الشائكة، مع توفّر بيئةٍ آمنة للتعليم والإبداع والصحّة والتفاعل الإيجابي بين الشرائح التعليميّة المختلفة والمجتمع المحيط.
و للجودة في التعليم معايير عديدة ومتنوعة، نذكر بعضها ، و من بين أهم معاييرها هي هذه :
1/ جودة المناهج والمقررات الدراسية .
2/ جودة التكوين الأساسي والمستمر .
3/ كفاءة الأطر التربوية والإدارية .

ـــ التفاتة الى التعليم الابتدائي ونظرتنا إلى المدرسة الابتدائيّة: وقبل أن نأتي إلى جودة المناهج وجودة التكوين الأساسي والمستمر والتركيز عليهما، علينا أن نصارح أنفسنا إلى مكانة المدرسة الجزائرية في نظر مسؤولينا ومجتمعنا , وخاصة المدرسة الابتدائية ذلك أنّ الذي لا يمكن أن نجد له مبررا مستساغا أو عذرا دامغا في الحقل التربوي ، هي تلك النظرة المقيتة الجاحدة والتي تزدري مكانة التعليم الابتدائي كهيكل ، وتقلّل من أهميته ودوره بالرغم من حجمه وأهميته ، فهو ــ بلا شك ــ العمود الفقري الحقيقي للمدرسة الجزائرية برمّتها وهو العصب الرئيس الذي يحرك دواليب التربية في الوطن ، وهذا استنادا إلى حجم الكتلة التي يمثلها المتمدرس في المرحلة الابتدائية مقارنة ببقية الأطوار التعليمية الأخرى ، واستنادا كذلك لخصوصية طفل المرحلة وما يحتاجه من عناية واهتمام بالغين في سنواته الأولى ، ثمّ إنّ ما يفوق عن نسبة الخمسين بالمئة من المتمدرسين هم في فضاءات وهياكل المدارس الابتدائية , فكيف لا يكون لهذا العدد الهائل (مايقارب الخمسة ملايين ) المكانة المناسبة والاهتمام الأنسب في نظر مسؤولينا !، وكيف لا يكون هذا مما تراهن لأجله وزارة التربية والدولة لتحقق به أهدافها ومراميها وغاياتها ، وتعمل لأجله دون هوادة لسدّ حاجاته الأساسية من تأطير نوعي وهياكل متكيفة وإطعام ورعاية صحّية متميزة ، وما إلى ذلك من وسائل ماديّة ومعنويّة ضروريّة استنادا لمكانته ودوره الإنمائي والتربوي والاجتماعي ، فالتعليم الابتدائي هو أولى الوقفات لأيّ صرح وهو الخطوة الأولى التي يجب أن تجد من الجميع كل الرعاية والاهتمام والبذل والتضحية ليكون القاعدة الصلبة لأيّ انطلاقة أو ارتقاء أو جودة للتعليم في الجزائر، فنجاحه نجاح للمنظومة برمّتها وإخفاقه هو إخفاق شنيع للهرم كلّه .
ولعلّ هذه النظرة السلبية هي من بين أولى العقبات التي تعترض طريق جودة التعليم في بلدنا ، وعلى الجميع أن يتأمّل الواقع بعين العقل ويصحّح تصوّراته أولا ومن ثم يغير نظرته وتقديره للمدرسة الابتدائية وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية ، فهي الكفيلة بهذه الأدوار وبكل ما من شأنه أن يعيد للتعليم الابتدائي دوره وقدسيته ولأساتذته حرمتهم ومكانتهم على الصعيدين التربوي والاجتماعي .

ــ جودة المناهج والمقررات الدراسية : لا أحد ينكر الجهد الذي بذل على مستوى وزارة التربية ولا زالت تبذله إلا جاحدا ، فقد سعت خلال السنوات الأخيرة بفتح ورشات عمل وملتقيات عديدة مركزيّة وجهويّة ، عملت من خلالها على تقييم وتنقيح وتعديل المناهج الدراسية وتوحيد مفاهيمها وإعادة كتابتها لتتماشى والمقاربات المتبعة ، وطوّعت الكتب لتساير هذه التعديلات ، ورغم كيل الانتقادات التي وجّهت لوزارة التربية وللجان التأليف على وجه الخصوص فانّ ما قامت به الوزارة من جهد وما قامت به من عمل يستحق بعض الثناء والتّقدير لما تمّ إعداده وطبعه ، والمتعلق بمناهج وكتب السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية ، و قد أشرناإلى هذا من قبل وعلى هذا المنبر في مقال سابق، عدد : (8239) بتاريخ 13/08/2016 تحت عنوان : ( فصل المقال في فحوى مناهج الأجيال ) .
غير أنّ هذا العمل لوحده غير كاف للنهوض بالتعليم وحتى لو فرضنا جدلا بأن هذه المناهج المعاد كتابتها وتنقيحها مجدية وفيها من الجودة مافيها فان الجودة في المناهج التربوية لا تجدي بمفردها نفعا ولا تغني ولا تأتي بثمارها كاملة مالم تطبق على أيدي كوادر قادرة وواعية كل الوعي بثنايا وكيفيات عرض محتوياته والتقديم الأنجع والتطبيق الدقيق لمضامينه ومكوناته ، وبالوسائل المناسبة وبالطرائق الفعالة وهذا لا يتماشى على أرض الواقع إلا مع كفاية من يسند إليه هذا الدور الهام وهو الأستاذ الذي يجب أن يكون متمكنا ومتمرّسا في مهنته،فهل من يربي أطفالنا ويعلّم ابناءنا قد أخذ حاجته وكفايته من التكوين الفعلي لا الشكلي وألمّ الماما بكلّ مايلزمه من معارف فعلية ومهارات صرفة تخدمه وتغطّي حاجاته البيداغوجية والتعليمية وغيرهما من علوم التربية وعلم النفس ، وهذه المواصفات في الاستاذهي التي تحيلنا الى ضرورة المؤشّر الموالي والمتعلق بجودة التكوين .

ــ جودة التكوين الأساسي (الأولي) والمستمرّ: يعدّ التكوين أهمّ معيار كاشف لجودة التعليم وهو الغائب الأكبر بيننا وفي منظومتنا التربوية مع الأسف الشديد ، فإذا استثنينا خريجي المدارس العليا للأساتذة ـ على قلّتهم ـ واستثنينا كذلك الفئة القليلة جدّا من الأساتذة القدامى خريجي المعاهد زمن المعاهد التكنولوجية فما يتبقى عبارة عن حشد هائل من القوافل التي توظف سنويا في قطاع التربية ، ليس لديها رابط فيما بينها ولا ملمح شامل ولا تجانس يجمعها ،لا من حيث الاختصاص وشهادة التخرج ولا من حيث الميل والرغبة في مهنة التعليم ، جمع من خريجي الجامعات في شتّى التخصّصات اضطروا بعد سنوات من البطالة أن ينخرطوا في التعليم ، ولا تقارب حتى من حيث السنّ ( فالعشريني إلى جانب الثلاثيني والأربعيني وحتى الخمسيني على حد سواء فكلهم على خط البداية بلا زاد ، ومن عبثيات التوظيف في هذا القطاع أنّ من بين الموظفين في السنوات الأخيرة من أحيلت على التقاعد بعد عام واحد من توظيفها ) .
إننا نسوق هذه الحقائق من أرض الواقع على مرارتها لنثبت بأن أي تكوين على كل هذه الفئات على تناقضها وعدم تجانسها و بآلية واحدة ونمط موحد هو ضرب من الخيال وخطوة في الفراغ ، والواقع إننا بهذا لا ننقص من قيمة الأفراد والأشخاص ولا لنقلل منها وإنما لنقيس ونحدّد قيمة التكوين ومدى جدواه لدى الأستاذ المتدرب وهو يلاقي في عامه الأول كمّ من الوثائق والكتب والمناهج المبهمة وأطفال ينتظرون فعالية وجدوى تكوين وأي تكوين !
ورغم ما تقوم به الوزارة استدراكا لتكوين الأساتذة من خلال تلك التجمّعات على عجل، غير أن التكوين الفعلي والجاد يجب أن يتمّ من خلال معاهد متخصصة يتفرغ فيها المتكون للعمليات التكوينية لموسم كامل من خلال مقاييس وتقويمات دقيقة ومحدّدة تخدم المناهج والطرائق وتعدّ المتدرب الإعداد الأنسب لما ينتظره أو يلاقيه على أرض الواقع .
أمّا عن التكوين المستمرّ(التكوين أثناء الخدمة) فهو مطلب بل حق من حقوق أيّ موظف لأجل تجديد المعارف ومواكبة المستجدّات وترقية وتطوير أداءاته ومهاراته المهنية ، ويحتاج هذا النوع من التكوين ــ بلا ريب ــإلى أطر مختصّة ومتمرّسة وقادرة على التطويع والتبليغ الجاد والمفيد حقّا ، أما في واقعنا فالتكوين المستمرّ قائم على مسارات شكليّة من خلال رزنامات بعيدة كلّ البعدعن عناصر التشخيص والتقويم والمعالجةإلا مع بعض الحالات النادرة ، وليت أن وزارة التربية الوطنية ومن خلال الشراكة مع وزارة التعليم العالي أنتبحث في آليات تسند من خلالها هذا النوع من التكوين وغيره إلى أساتذة جامعيين مختصّين ويكون ذلك من خلال دورات جادّة خارج أوقات العمل ، تستغل لأجلها العطل الفصلية وتقام في حرم الجامعات ولا يستثنى منها أيّ أحد من الموظفين بما فيهم المديرين .
والغريب أنّ وزارة التربية قد ساهمت بعد استحداث مفتش الإدارة في إبعاد مديري المدارس عن الجانب التربوي ، في حين لازالت نظرتنا إلى المدير بأنّه المربي الأول بحوزته ختم ومكتب وهو الأستاذ الرئيس والأستاذ المكون والموجّه الفعلي في السّاحة وفي حجرة الدرس يقف وسيطا بين المعلم والمتعلم لا مع المراسلات وبين ركام الجداول و الأرقام .











 


آخر تعديل لوز رشيد 2018-08-27 في 21:54.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc