اعلان دورة إرشاد العبيد إلى مباحث كلمة التوحيد ( سجّل و إلتحق بالمكتتبين ) - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دورة إرشاد العبيد إلى مباحث كلمة التوحيد ( سجّل و إلتحق بالمكتتبين )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-02, 23:56   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

فائدة :
التوحيد هو : اعتقاد أن الله سبحانه و تعالى واحد في ملكه و أفعاله ، واحد في ألوهيته و عبادته ، واحد في أسماءه و صفاته ، لا شريك له
و أنواع التوحيد ثلاثة :
توحيد الرّبوبية : و هو إفراد الله تعالى بأفعاله ، كالإقرار بأنه الخالق الرّازق المدبر المحيي و المميت ... قال تعالى : ﴿ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه و تعالى عما يشركون ﴾
توحيد الألوهية : و هو إفراد الله تعالى بالعبادة ، و الخلوص من الشرك ، فلا يصرف شيء من أنواع العباد إلى غيره قال تعالى : ﴿ و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا ﴾
توحيد الأسماء و الصفات : هو الإيمان بما أثبته الله تعالى لنفسه و ما أثبته له رسوله من الأسماء و الصفات ، بلا تكييف و لا تمثيل و لا تعطيل ، قال تعالى : ﴿ ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ﴾








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 00:01   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يوجد فيما سبق استشكال أو تساؤل ؟
و هذا هو المبحث الأول باختصار









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 00:14   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
أبوا مسلم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي مشاهدة المشاركة
هل يوجد فيما سبق استشكال أو تساؤل ؟
و هذا هو المبحث الأول باختصار
السلام عليكم نعم لدي سؤال بخصوص هدا التقسيم للتوحيد

توحيد الالوهية والربوبية والاسماء والصفات

هل من دليل على هدا من الكتاب والسنة

تانيا ماهو الفرق بين الاله والرب ولمادا الانبياء دعواهم دائما

تكون يارب متال دلك \ رب لا تدرني فردا \

\ رب اني مسني الضر \

\ رب هب لي حكما \

كتير جدا ارجوا الافادة وشكرا









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 00:45   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بخصوص هذا التقسيم فإنه قد عرف بالتتبع و الاستقراء ، من طرف العلماء فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الثلاثة
و أدلة كل نوع منها على حدة كثيرة جدا كما تعلم
و الدليل عليها كلها قوله تعالى : ﴿ رب السماوات و الأرض و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا
ذكر ذلك ابن عثيمين رحمه الله تعالى
و الإله معناه : المعبود
و الرب : من التربية التي هي عبارة عن الرّعاية التي يكون بها بها تقويم المربي ، فإن الله سبحانه و تعالى ربى جميع العالمين بنعمه
و تربية الله لخلقه على نوعين عامة كما في قوله تعالى : ﴿ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ [ طه 50 ]
و تربية خاصة لعباده المتقين تربية توفيق و إحاطة و عناية
و لهذا المعنى جاءت أغلب أدعية الأنبياء في الكتاب مصدرة بلفظ الرب
انظر شرح ثلاثة الأصول للعثيمين و تفسير السعدي لقوله تعالى ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 00:52   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و قد أفادني الأخ أبو إكرام بهذين الرابطين ، فأدرجهما لمزيد من الفائدة :

دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام

فائدة في بيان معنى الرب والإله









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 00:55   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
أبوا مسلم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بخصوص هذا التقسيم فإنه قد عرف بالتتبع و الاستقراء ، من طرف العلماء فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الثلاثة
و أدلة كل نوع منها على حدة كثيرة جدا كما تعلم
و الدليل عليها كلها قوله تعالى : ﴿ رب السماوات و الأرض و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا
ذكر ذلك ابن عثيمين رحمه الله تعالى
و الإله معناه : المعبود
و الرب : من التربية التي هي عبارة عن الرّعاية التي يكون بها بها تقويم المربي ، فإن الله سبحانه و تعالى ربى جميع العالمين بنعمه
و تربية الله لخلقه على نوعين عامة كما في قوله تعالى : ﴿ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ [ طه 50 ]
و تربية خاصة لعباده المتقين تربية توفيق و إحاطة و عناية
و لهذا المعنى جاءت أغلب أدعية الأنبياء في الكتاب مصدرة بلفظ الرب
انظر شرح ثلاثة الأصول للعثيمين و تفسير السعدي لقوله تعالى ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾
بارك الله فيك على الاجابة

تبقى لدي اشكالية واحدة وهي هناك من اضاف نوع من التوحيد

يسمى توحيد _ المتابعة_ ماهو القول الراجح في هدا

القسم الرابع

وآسف على الاطالة وشكرا مسبقا









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 01:01   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و فيك بارك الرّحمن
توحيد المتابعة هو معنى و مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله ﷺ
و هو أحد شرطي قبول الأعمال الصالحة و هما :
الإخلاص لله و تجريد المتابعة لرسول الله ﷺ
و توحيد الله سبحانه تعالى في ربوبيته و ألوهيته يتضمن تجريد المتابعة للرسول ﷺ

و سوف نتكلم عن العلاقة بين أنواع التوحيد الثلاثة غدا إن شاء الله تعالى









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 01:19   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
الألمعي
قَلَمٌ مُـلْـتَـزِمْ
 
الصورة الرمزية الألمعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

-كتاب لا إله إلا الله معناها أركانها دلالتها منطوقها ومفهومها شروطها ونواقضها ومقتضاها .

هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رحمه الله ، أم أن هناك آخر اسمه محمد ابن عبد الله الوصابي.











رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 08:42   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم هو ، الشيخ أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي
و ذلك الذي أثبته في المقدمة أول الأمر كان سبق كبسة ، رعاك الله
فشكرا على التنبيه أخي عزيز









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:01   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و قد سئل العلامة الفوزان هذا السؤال :
نص السؤال أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، هذا سائل يقول: قرأت عبارة في بعض الكتب العصرية التي تهتم بالتوحيد وتشرحه، قد أشكلت علي، وهي أن التوحيد أربعة أقسام هي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، والرابع توحيد المتابعة السؤال ما وجه إضافة هذا القسم الرابع إلى هذه الأقسام وهل له أصل ؟
فقال حفظه الله :
هذا تبرع من عنده ، تبرع من عنده ، هذا ما يدخل في التوحيد ، التوحيد هو في حق الله جل و علا ، أما حق الرسول فهو فهو المتابعة ، و اللي يخطيء المتابعة يقال له مبتدع ، و الذي يخطىء في التوحيد يقال له مشرك ، فرق بينهما ، ضد التوحيد هو الشرك ، و ضد المتابعة الابتداع ، فرق بينهما ... نعم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و من العلماء من زاد توحيد المتابعة و منهم :
العلامة ابن باز :
س: سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهل هناك دليل على ذلك؟
جـ: هذا مأخوذ من الاستقراء؛ لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعًا رابعًا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء.
فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه لا شبيه له ولا كفو له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي أنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة ، ومن سلك سبيلهم.
ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة... إلخ.
و كذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي -حفظه الله- في كتابه أدلة التوحيد ما يلي:
( أقسام التوحيد أربعة :
اعلم أخي المسلم ثبتني الله وإياك على الحق أن التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام وهي:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء والصفات.
4- توحيد المتابعة.
أقسام التوحيد كلها موجودة في سورة الفاتحة ) اهـ
و كذلك -بارك الله فيكم- سُئل الشيخ صالح آل الشيخ :
س3/ بعض أهل العلم يقسّم التوحيد إلى أربعة أقسام: توحيد الإلهية، توحيد الربوبية، توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الحاكمية فهل هذا التقسيم صحيح أم لا؟
ج/توحيد الحاكمية داخِلٌ إما في توحيد الربوبية أو في توحيد الإلهية أو فيهما معاً؛ لأنَّ الله - عز وجل - جعل الحكم إليه سبحانه بقوله ﴿ إِن الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ ، وقال - عز وجل - ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى:10]، ونحو ذلك من الآيات، وكقوله ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر:12].
فالحاكمية من جهة تحاكم الناس هذا فِعْلُ العبد، وفِعْلُ العبد داخلٌ في توحيد الإلهية، ولهذا أَدْخَلَ إمام الدعوة مباحث هذا النوع من التوحيد في (كتاب التوحيد) فعَقَدَ عدة أبواب في بيان هذه المسألة العظيمة المهمة، ولهذا نقول إنَّ إفراده بالذكر لا يصلح؛ لدخوله في توحيد الإلهية، فهو من ضمن مسائله الكثيرة.
لكن قد يُقْسَمْ التوحيد عند طائفة من أهل العلم إلى أربعة أقسام ويجعلون الرابع توحيد المتابعة؛ يعني متابعة النبي ؟، وهم يقصدون بهذا التقسيم ما دلَّتْ عليه الشهادتان.
فإذا قالوا (توحيد الله) قالوا ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
وإذا قالوا (التوحيد) بدون الإضافة إلى الله - عز وجل -، جعلوه أربعة أقسام؛ ثلاثة مختصة بالله - عز وجل -، والرابع هو توحيد المتابعة للنبي ?، لأنْ لا يُتَّبَعَ في التشريع غير المصطفى ؟) شرح الطحاوية.
وقال في موضع آخر ( كذلك ما يتعلق بإفراد النبي عليه الصلاة والسلام وإفراد شريعته بالحكم والتحاكم بين العالَمين هذا نوع من أنواع توحيد الله جل وعلا ، أو فرد من أفراد التوحيد" .

و هذا رابط جميع المنقول هنا :
الرابط


و بهذ التفصيل الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ ، يتضح مقصود العلامة الفوزان ، و تأتلف جميع الأقول و لا تختلف









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:14   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
أبوا مسلم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الاجابات الكافية المسددة واصل المحاور بارك

الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:29   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و بخصوص وعدنا البارحة ، بخصوص الحديث عن العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد الثلاثة ، هاكم التفصيل من علامة الجزائر و شامة المغرب العربي الكبير الشيخ العلامة الأصولي أبو عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
في العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

السـؤال:
هل من تفصيلٍ في العلاقة بين توحيدِ الربوبية وتوحيدِ الأُلوهية وكذا توحيد الأسماء والصفات؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فاعلم أنَّه لا يكمل لأحد توحيدُه إلاَّ باجتماعِ أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ وهي: توحيدُ الربوبيةِ، والأسماءِ والصفاتِ، والألوهيةِ، فلا ينفعُ توحيدُ الربوبيةِ بدونِ توحيدِ الألوهيةِ، ولا يقومُ توحيدُ الألوهيةِ بدونِ توحيدِ الربوبيةِ، ولاَ يَسْتَقيمُ تَوحيدُ الله في رُبُوبيتِهِ وأُلُوهِيَتِهِ بِدُونِ توحيدِه في أسمائِه وصفاتِه(١)، فهذِه الثلاثةُ متلازِمَةٌ يُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا، ولا يَسَعُ الاستِغْناءُ بِبعضِها عن البعْضِ الآخرِ، فالعلاقَةُ الرابطةُ بينَ هذِه الأقسامِ هي علاقةُ تلازُمٍ وتضمُّنٍ وشُمُولٍ.
وتوحيدُ الربوبيةِ يستلْزِمُ توحيدَ الألوهيةِ، ومَعْنى ذلكَ أنَّ تَوحيدَ الألوهيةِ خَارجٌ عَن مَدلُولِ توحيدِ الربوبيةِ، فلا يتحَقَّقُ توحيدُ الربوبيةِ إلاَّ بتوحيدِ الألوهيةِ، أي: أنَّ تَوحيدَ الربُوبيةِ لا يُدْخِل مَنْ آمن بِه في الإسْلاَمِ، بِخلافِ تَوْحِيدِ الألُوهِيةِ فَإنَّه يَتَضمَّنُ تَوْحيدَ الربوبيةِ(٢)، أي: أنَّ توحيدَ الربوبيةِ جزْءٌ مِن معنى توحيدِ الألُوهيةِ فالإيمانُ بتوحيدِ الألُوهيةِ يُدْخِلُ في الإسلامِ.
فيتقَرَّرُ عِنْدئذٍ أنَّ توْحيدَ الربُوبيةِ عِلْمِيٌّ اعْتِقَادِيٌّ، وتَوحِيدُ الألُوهيةِ عَمَلِيٌّ طَلَبِيٌّ، والعمليُّ متضَمِّنٌ للعِلْمِيِّ؛ ذلك لأنَّ متعلّقاتِ الربوبيةِ الأمورُ الكونيةُ، كالخلقِ والرِّزقِ، والتدبيرِ والإحياءِ، والإمَاتَةِ وغيرِ ذلكِ، بينَمَا مُتعلّقَاتُ تَوحِيدِ الألُوهِيةِ الأوامِرُ والنواهِي، فإذَا عَلِم العَبْدُ أنَّ الله ربُّهُ لا شَرِيكَ لَه في خَلْقِه وأسمائِه وصفاتِه ترتَّبَ عنه أن يعمَلَ عَلى طاعتِه وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهِيهِ، أي: يعْمَلُ عَلَى عبادتِه(٣)، ومنهُ يُفْهَم أنَّ عبادَةَ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ هِي نتيجةٌ لاعترافٍ أَوَّليٍّ بأنَّه لا ربَّ غيرُ الله يُشْرِكهُ في خلْقِهِ وأَمْرِه، أي: تَعلّقُ القَلْبِ ابتداءً بتوحيدِ الربوبيةِ ثمَّ يَرتَقِي بعدهَا إلى توحيدِ الألوهيةِ، ولهذا قال ابنُ القيِّم: «والإلهية التي دعت الرسل أُممَهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتأليه، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقرّ به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية»(٤)، ومعنى كلامِ ابن القيِّمِ أنَّ الله تعالى احتَجَّ على المشْرِكينَ بتوحِيدِ الربوبيةِ عَلى توحيدِ الألوهيةِ والعبادةِ لا العكسُ، ومنْهُ يُفْهمُ -أيضًا- أنَّ توحيدَ الربوبيةِ والأسماءِ والصفاتِ وحدهُ لا يكفِي لإدْخَالِ صاحبِه في الإسلامِ ولا يُنْقِذُه من النَّارِ، ولا يَعْصِمُ مالَه ودَمَهُ إلاَّ بتوحِيدِ الألوهيةِ والعبادةِ.
أمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فهو شَاملٌ للنوعينِ معًا (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية)؛ وذلك لأنَّه يقومُ على إفرادِ الله تعالى بكلِّ مَا لَهُ منَ الأسماءِ الحسْنَى والصِّفاتِ العُلَى التي لا تُبْتَغَى إلاَّ لهُ سبحانَه، والتي من جُمْلتِها: الربُّ، الخالقُ، الرَّازِقُ، الملِكُ وهذا هو توحيدُ الربوبيةِ، وكذلِك من جُمْلتِها: الله، الغفُورُ، الرَّحيمُ، التوَّابُ، وهذا توحيد الألوهيةِ(٥).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ١٤ جمادى الأولى ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ١٩ مـاي ٢٠٠٨م
(١) «الكواشف الجلية» للسلمان: (٤٢٢).
(٢) «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزّ: (١/ ٤١).
(٣) انظر المصدر السابق: (١/ ٤٢)، «دعوة التوحيد» لهراس: (٨٣، ٨٤).
(٤) «إغاثة اللهفان»: (٢/ ١٣٥).
(٥) «الكواشف الجلية» للسلمان: (٤٤٢)، «دعوة التوحيد» لهراس: (٨٤)
.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:34   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

و ها هنا طلب صغير و هو :
أرجو أن يتطوع أحد الطلبة الحضور و يلخص العلاقة بين الأنواع الثلاثة ؟
فهل من متطوع ؟









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:43   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
سليم المبتسم
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية سليم المبتسم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



إن الإيمان بالله جلّ وعلا يتضمّن إيماناً بأنواع التوحيد الثلاثة، وهي: توحيد الربوبيّة، والمقصود به: الإقرارُ بأنَّ ربنا تبارك وتعالى واحدٌ في أفعاله، لا يشاركه فيها أحد ، كالخلق والرّزق والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور والتصرّف في الكون، وغيرها من الأفعال الإلهيّة.

والثاني: توحيد الألوهيَّة، والمقصود به: توحيد الله بأفعال العباد، أي: إفراده بالعبادات، كالدعاء والتضرّع، والخوف والرَّجاء، والاستعانة والاستغاثة، والذبح والنذر، إلى غير ذلك من العبادات التي لا يجوز صرف شيءٍ منها لأحد من الخلق، مهما كانت منزلته أو مكانته.

والثالث: توحيد الأسماء والصفات، وحدّه وتعريفه كما يذكر علماء العقيدة: إثبات كلِّ ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له نبيّه -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، على الوجه اللائق به سبحانه، دون أن نحاول ذكر كيفيّةٍ لها، أو أن نمثّل صفات الله بصفات خلقه، أو أن نحرّف أو ننفي صفات الله تعالى أو أسمائه وننكر قيام صفات الله تعالى به، مع تنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به سبحانه.

ولا شك أن هذه الأنواع الثلاثة التي تُشكّل قضيّة الإيمان بالله جلّ وعلا، قد قامت بينها نوعٌ من العلاقة بينها، ونصّ عليها العلماء في كتبهم ومصنّفاتهم، ويمكن تقرير هذه العلاقات وبيانها من خلال المحاور التالية:

بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة

هناك عبارةٌ يستخدمها علماء العقيدة في بيان وجه العلاقة القائمة بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة، يريدون بها بيان تعلّق الأولى بالثانية، فيقولون: "توحيد الربوبيّة مستلزم لتوحيد الألوهيّة"، ومعنى ذلك أن من آمن بتفرّد الله تعالى في الرّبوبيّة، وأنه وحده لا شريك له، المبدئ المعيد، وأنه خلق الأشياء بقدرته، ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزّته، وانفرد عن خلقه بأفعالٍ لا يقدرُ عليها إلا هو، فإن من كان بمثل هذه العظمة والتفرّد كان مستحقّاً للعبادة، وأن هذه الأفعال وغيرها مما لم نذكرها تقود الإنسان إلى وجوب تعظيمه وإفراده بالعبادة دون من سواه من المعبودات الباطلة، التي لا تضرّ ولا تنفع.

وإننا لنجد هذا التلازم القائم بين الربوبيّة والألوهيّة ماثلاً في كتاب الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون* الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} (البقرة:21-22)، فالله قد جعل الأمر بإفراد العبادة، ونهى عن الشرك الذي يُضادّ مبدأ الألوهيّة، عن طريق الاستدلال بتوحيد الربوبيّة، وقد استدل على وجوب عبادته وحده، بخلقه للناس من العدم، وبما أنعم على الخليقة من النعم المتكاثرة، فالأرض لهم قرار، والسماء بناء، أودع فيها من المنافع ما فيه قيام حياتهم به، من الشمس والقمر والنجوم، ورزقهم بأنواع الثمار والمآكل، فكان انفراده بالخلق والرزق والتدبير يقود الإنسان إلى إفراده بالعبادة، وبطلان عبادة من سواه.

وقد أنكر الله صنيع الكفّار حين يعبدون ما لا يسمع ولا يُبصر ولا يُغني عنهم شيئاً، فصفات النقص القائمةِ في معبوداتهم تُنافي ربوبيّتهم، فكيف يجعلون لها نصيباً من العبادة؟ قال الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون* ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون* وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} (الأعراف: 191-193).

وفي سورة النمل مثالٌ رائع للإلزام الإلهي بإفراد العبادة له استدلالاً بربوبيّتة وذلك في آياتٍ متتاليات: { أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون* أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون* أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون* أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون* أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} (النمل:60-64).

العلاقة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الربوبيّة

توحيد الألوهيّة الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة، يتضمّن توحيد الربوبيّة، والمعنى أن في الإفراد بالعبادةٍ إقرارٌ ضمنيّ بوجود ربٍّ واحدٍ متفرّد، ولذلك استحقّ العبادة دون ما سواه من الآلهة الباطلة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: عند تفسير قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255): "..فإنه يقتضي انفراده بالألوهية، وذلك يتضمن انفراده بالربوبية، وأن ما سواه عبدٌ له، مفتقرٌ إليه وأنه خالقُ ما سواه، ومعبودُه".

واستدلّ ابن أبي العز الحنفي على قوله تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} (الإسراء: 42) بإثبات هذه العلاقة فقال: " وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس. فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا، والعاجز لا يصلح أن يكون إلها".

فالحاصل أن كل من أقرّ باستحقاق الله تعالى للإفراد بالعبادة فهو مقرٌّ سلفاً بتفرّد الله في الخلق والإماتة والنفع والضرّ، وغير ذلك من الأفعال.

العلاقة بين توحيد الألوهية والربوبية وبين توحيد الأسماء والصفات

توحيد الألوهية والربوبية مستلزمٌ لتوحيد الأسماء والصفات، لأن من آمن بتفرّد الخالق في الخلق والملك والتدبير لزمه بأن يُفرد الله بالعبادة، ومن كان كذلك فإنه يلزمه اعتقاد اتصاف معبوده بصفات الجلال ونعوت الكمال، ولذلك استحقّ الاختصاص العبادة، وفي المقابل: فإن من أقر بتوحيد الأسماء والصفات فهو مقرٌّ بوجود خالقٍ متفرّدٍ بالأفعال وأنه لا إله إلا هو، وبذلك اتضحت لنا العلاقات الناشئة بين هذه الأقسام الثلاث، نسأل الله أن يعننا على شكره وذكره وحسن عبادته.










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-03, 09:47   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
أبوا مسلم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم جزاك الله خيرا يا اخي لكن ممكن التوضيح ببساطة من

هو \ الموحد \ وهل صحيح ان هناك اصناف من الموحدين دكرهم

الله سبحانه وتعالى في كتابه

___________ وهل الموحد حتى لو كانت له معاصي وسيئات لا

يخلد في النار كما فهمت من حديت \ البطاقة \

تم هل الانسان الدي يخلص دينه لله ولايشرك به شيئا يكون

موحدا بالرغم من جهله بكل هدا التقسيم المدكور ام انه لا يعدر

بجهله ?????????,











رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc