#الوطن_المفقود
مُسافِرٌ
طالَ بي التِّرْحالُ
وَ السَّفَرُ ..
أبْحَثُ عنكَ يا وطني
وَ ليسَ لَكَ أَثَرُ ..
مِن أرضٍ لأرضٍ
مَضَيْتُ وَ ارْتحلْتُ ..
أَصْقَاعَهَا وَ أَطْرافَهَا
طُفْتُ وَ سَعَيْتُ ..
أَقَاصِيهَا وَ أَدَانِيهَا
عَنْكَ بَحَثْتُ وَ سَأَلْتُ ..
وَ لمْ أَجدْ لكَ عُنوانًا
يا وَطني ..
فيِ صَفَحاتِ التَّاريخِ
صُلْتُ وَ جُلْتُ ..
مِنْ ماضيكَ وَ حكاياتِكَ ..
مِنْ أَمْجادِكَ وَ جِراحاتِكَ ..
مِنْ مَآسيكَ وَ مَآقيكَ ..
نَهَلْتُ وَ ارْتَوَيْتُ ..
وَ لمْ أَجدْ لكَ عُنْوانًا
يا وَطني ..
كُنْتَ أسطورَ ةً ..
كُنْتَ ثَوْرَةً ..
للثُوّارِ قِبْلَةً ..
أَرضَ سِجالٍ كنتَ ..
كنتَ قبرًا
للكُفرِ وَ المُحْتَلِّينَا ..
كُنْتَ مَجْدًا لِأَوَّلينَا ..
كُنّا وَ إيَّاكَ سادَةَ العالَمينا ..
كُنْتَ عُنْوَانًا للبُطولاتِ ..
ثمَّ صِرْتَ عُنوانًا
لِصفحاتٍ مُخْزِياتٍ ..
للإعدام و الانقلابات ..
وَ القَمْعِ وَ المَمْنوعاتِ ..
صِرْتَ أَمَلًا مَوْؤُودًا
في نُفُوسِ اليائسينْ ..
صِرْتَ دَمْعَةً حارِقَةً
في عُيونِ البائِسينْ ..
صِرْتَ كابوسًا مُزْعِجًا
لِأَحْلامِ الحالِمينْ ..
صِرْتَ شِعاراتٍ زائِفَةً ..
وَ خِطاباتٍ كاذِبَةً ..
على مَنابِرِ المُنافقينْ ..
صِرْتَ مُجَرَّدَ غَنِيمَةٍ
وَ رَقْمَ أَعْمالٍ
في حِساباتِ الطَّامِعينْ ..
صِرْتَ أُكْذوبَةً
سَتَرْويها السِّنينْ ..
لَنْ تُصَدِّقَها مَيْساءُ
كَآبائِها الأَوَّلينْ ..
# أبو_ميساء