الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !!
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإنه بدأت تظهر على سطح الأحداث في الفترة الأخيرة أفكار فرقة جديدة الاسم ، قديمة الأصل ، عرفت بــ " السلفية الجهادية " .
وذلك لاحتراف أصحاب هذه الفرقة العزف على وتر الجهاد والمتاجرة بمآسي المسلمين و... !! ، والواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان ناتج من بُعد كثير من أبنائها بالتمسك بأصول دين الإسلام ، والانغماس فيما حرم الله ، جعل لأصحاب هذه الفرقة الأرض الخصبة لزرع بذورهم الخبيثة بسهولة ويسر في عقائد بعض الشباب .
بيد أن أخبث ما يُدندن حوله قادة هذه الفرقة هو :استباحة أراض الحرمين الشريفين بحجة التخلص من آل سعود المرتديين !! .
وقد وضع شيوخ هذه الفرقة عدة كتابات تؤصل هذه الفكرة في عقول صبيانهم ومتبعيهم .
ولعل أشهرها ما كتبه المشبوه " أبو محمد المقدسي عصام برقاوي " في كتابه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية !! "، وكذلك عامة كتابات نزيل دولة الاستعمار الصليبي ـ إنجلترا !! ـ " أبو قتادة الفلسطيني " ـ ، وصاحبه "أبو بصير عبد المنعم حليمة " أغلبها تؤصل لهذه الفكرة .
ولو ضممت إليها ما سطره شيخهم الأكبر " الظوهري " من تكفير علماء هذا البلد ، وأنهم عُباد للطواغيت ، وكلامه في الشيخ " ابن باز " ـ رحمه الله ـ أشهر من أن يُذكر .
وهذا الذي يسعى إلى تنفيذه قادة هذه الفرقة ليس إلا سيراً على وصايا مؤسس أفكارهم الخبيثة ؛ فقد قال كبيرهم " سيد قطب " قديماً مجلياً لهم معالم الطريق الذي يجب السير عليه لتنفيذ مشروعهم الدموي مستفيداً من تأصيلات شيخه "المودودي ".
قال في ظلال القرآن ( 3 / 1451 الطبعة التاسعة الشرعية لدار الشروق1980 ) : (( وهذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر !! ، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ! ، هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي ! عن المشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها )) .
وقال في " ظلاله " ( سورة الأنفال ، الآية : 30 ــ 4: ( (( والإسلام ليس مجرد عقيدة . حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس . والتجمعات الأخرى لا تمكنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو . ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرر العام. . . .
ثم قال :
ولا بد لتحقيق هذا الهدف الضخم من أمرين أساسيين :
أولهما : دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين ،. . . وهذا لا يتم إلا بوجود عصبة مؤمنة ذات تجمع حركي تحت قيادة تؤمن بهذا الإعلان العام ، وتنفذه في عالم الواقع ,وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة على معتنقي هذا الدين , أو يصد بالقوة وبوسائل الضغط والقهر والتوجيه من يريدون اعتناقه . .
وثانيهما : تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على أساس عبودية البشر للبشر في صورة من الصور ـ ما يسمونه بعبادة الطواغيت يعني : الحكام ـ وذلك لضمان الهدف الأول ... " .
ثم تكلم بعدُ على سلطان الطواغيت وإقامة التوحيد .
وهذه النصوص وما شابهها هي العمدة في منتديات ومواقع هذه الفرقة حتى لا يدعي أحد أننا لا نفهم ما يقصدون .
ولعل الخلل العقدي لمفهوم التوحيد عند هؤلاء ، وأنهم لا يفرقون بين المعصية والشرك فيما يسمونه بـــ " التوحيد الخالص ! " ؛ هو السبب في تسرع هؤلاء في التكفير ..
و السؤال المهم هو :
ما هي الأصول الفكرية التي أسست عليه أفكار هذه الفرقة ؟
ولماذا تركز على بلاد الحرمين خاصة ؟
هذا ما نفصل فيه بعدُ إن شاء الله تعالى
يتبع بإذن الله ...
و كتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة 25 / 12 / 2012
https://www.alqayim.net/vb/showthread.php?t=1522