طلب ... نظرية الصراع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم علم الاجتماع

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلب ... نظرية الصراع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-31, 22:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nourssine
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية nourssine
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 طلب ... نظرية الصراع

السلام عليكم
اطلب فكرة حول نظرية الصراع عند كل من :
ابن خلدون
باريتو
منهايم
سي رايت ميلز
كارل ماركس

أو ماذا قال عن الصراع ليس بالضرورة نظرية كاملة
دمتم في أمان الله
شكرا









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

أولا: حول مناهج البحث العلمي في علم الاجتماع
مدلول المنهج العلمي:
1- يشير مفهوم المنهج لميدان محدد وطريقة معينة في البحث وإجراءات منهجية خاصة
2- أنواع المناهج : وتعدد أجه المناهج والتصفيات للمناهج من حيث الطرق واستدلال إلى منهج استقرائي واستنباطي ومن حيث المعطيات إلى كمي وكيفي
I- تصنيف هوايتي للمناهج: يقوم تقسمه على أساس العمليات العقلية للموضوع فصلت إلى:
1- منهج الوصفي: وصف الظاهرة كما هي في الواقع إجابة على سؤال كيف الحال
2- منهج التاريخي: هو التحليل الوثائق والمواد المتعلقة بالظاهرة التاريخية
3- منهج التجريبي: هو قياس التغيرات التي تطرأ على المتغيرات التابعة
4- صنف هويتي: أنماط الحث إلى –نمط فلسلفي- نمط تنبئي للبحث- نمط إبداعي
II- تصنيف ماركيز للمناهج:
المنهج الانتروبولوجي: ملاحظة ميدانية للمجتمعات والثقافات
منهج دراسة الحالة: منهج الفلسفي، المنهج التاريخي، المسرح الاجتماعي، المنهج التجريبي
III- تصنيف مورس أنجلس: منهج تجريبي، ومنهج تاريخي، ومنهج الاستقصاء.
• العلاقة بين المنهج والبحث:
يجب على الباحث الاجتماعي: التقيد الصارم لخطوات المنهج العلمي وتبني طرقه لبلورة موضوع البحث ومنهج هو الذي يواصل إلى النتائج التي ترتبط بالموضوع.
• البحث العلمي والنظرية:
1- مفهوم النظرية
أ‌- النظرية المعيارية: هي جملة من أحكام والقيم المضاعفة على الواقع والتي ترسم منظورها على الوقع الخاص وجملة من المفاهيم التجريدية.
ب‌- النظرية العلمية: وهي تدرس ما هو كانت عبر خطوات المنهج العلمي لتعميق المعرفة.
2- محتوى النظرية العلمية: تشكل من خلال حملة من افتراضات التي تحدد اصطلاحاتها بدقة وتمثل نسقا افتراضيا واستنباطا يبسط تمثل الواقع.
3- مفهوم النموذج: هو تمثيل مبسط للعلاقات التي توجد مجموعة من المعطيات وهو يعطي صورة تخطيطية للواقع وينقسم نماذج مادية ونماذج صورية.
4- علاقة النظرية بالبحث: لنظرية أهمية كبيرة في البحث لأنها تعتبر إطار تصوري للواقع وتلخيص عن حقائق وما تم التوصل إليه من طرف الباحثين كم حلال طرح مفاهيم وقوانين وقضايا وفروق، وإما البحث العلمي فهو يمد النظرية بحقائق جديدة ويتفحص صحتها.
ثانيا: النظريات السوسيولوجية
أوجست كونت 1798-1857
موضوع علم الاجتماع عنده:لم يحدد كونت موضوعا" لعلم الاجتماع معتبرا" ان الإنسانية هي موضوع علم الاجتماع، وهي الحقيقة الجديرة بالدراسة والبحث.
وحدة التحليل :وان الدراسة الإنسانية كموضوع علم الاجتماع يدرسها كونت في حالتين:
_ الحالة الاولى:الستاتيك الاجتماعي: موضوعها هو دراسة المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها في فترة معينة من تاريخها وكذلك الاجتماع الإنساني في تفاصيله وجزيئاته وفي نظمه وقواعده السياسية والقضائية والاقتصادية والأخلاقية والدينية …الخ وفي عناصرها ووظائفها بهدف الكشف عن القوانين التي تحكم التضامن بين النظم الاجتماعية ( فكرة التضامن والنظام ).
_الحالة الثانية: الديناميكي الاجتماعي: في هذه الحالة تهتم السوسيولوجيا بدراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها.أي دراسة الاجتماع الإنساني برمته وانتقاله من حال الى حال. هذه الحالة تقوم على أساس فكرة التطور والتقدم. تجيء ثمرة لدراسة كونت للديناميك الاجتماعي الذي رأى فيه: دراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها:
أ. الدور اللاهوتي: يقصد فيه كونت أن العقل سار على أساس التفسير الديني، فقد كانت الظواهر تفسر بنسبتها الى قوى مشخصة ابعد ما تكون عن الظاهرة نفسها كالآلهة والأرواح والشياطين وما الى ذلك كتفسير ظاهرة النمو في النبات بنسبتها الى الله عز وجل او الى أرواح النبات وعدم الأخذ بأسباب النمو الدنيوية.
ب. الدور الميتافيزيقي ( الفهم التجريدي ):في هذا الدور نسب تفسير الظواهر الى معاني مجردة او قوى خيالية او علل اولى لا يمكن إثباتها كتفسير نمو النبات بقوة أرواح النبات .
ج. الدور الوضعي ( العلمي ):الدور العلمي هو أن يذهب العقل في تفسير الظاهرة بنسبتها الى قوانين تحكمها وأسباب مباشرة تؤثر فيها كتفسير ظاهرة النمو النباتي بالعوامل الطبيعية والكيميائية والقوانين المؤلفة لهذه الظاهرة.
عوامل التغير الاجتماعي :يرى كونت ان قانون الثلاث حالات هو نفسه القانون الذي يفسر به جميع مظاهر تطور المجتمعات الإنسانية. بل ويطبقه أيضا" على الفنون وتطورها وعلى الحضارة والقانون والسياسة والأخلاق، كما يقول لا يمكن فهم تطور كل هذه الامور إلا اذا وقفنا على تاريخ التطور العقلي لان هذا التطور في نظره هو المحور الأساسي الذي تدور حوله مظاهر النشاط الاجتماعي.
هيربرت سبنسر (1820_1903)
موضوع علم الاجتماع :البحث في نشوء وتطور الوحدات الاجتماعية.وأولها الاسرة،التي ترعى الفرد وتقوم بنشأته،والنظام السياسي الذي ينظم أمور الجماعة،ويضبط العلاقات والأفعال،والنظام الديني ودوره في وضع وتعزيز المعايير والقيم، وغير ذلك من المؤسسات والنظم الاجتماعية.
وحدة التحليل: دراسة عمليات التغير وتطور المجتمعات الإنسانية.وقد تناول تطور المجتمع قياسا" بتطور الكائنات الحية(النظرية العضوية)، فالمجتمع الإنساني، كما هو الحال في الكائنات الحية، تتطور من الاشكال البسيطة الى الاشكال الأكثر تعقيدا"، ومن أشكال على درجة متدنية من التباين البنائي وتقسيم العمل، الى مجتمعات معقدة البناء، تقوم على التخصص،اما الوجه الآخر لعملية التطور فأساسه الصفة والنشاط المميز للمرحلة. رأى سبنسر أن المجتمع في أنساق يتشابه مع كثير من الأنساق البيولوجية بل انه اكثر الرواد الذين شبهوا المجتمع بالأنساق البيولوجية، فالكائنات العضوية والأنساق الاجتماعية في المجتمع هي كائنات متشابهة من حيث قدرتها على النمو والتطور.
ان ازدياد حجم الأنساق الاجتماعية كازدياد الكثافة السكانية – مثلا - سيؤدي الى ازدياد انقسام المجتمع الى أنساق اكثر تعقيدا وتمايزا وهذا هو حال الأعضاء البيولوجية او الكائن الحي. وقد لاحظ سبنسر ان التمايز التدريجي للبنى في كل الأنساق الاجتماعية والبيولوجية يقترن بتمايز تدريجي في الوظيفة.
عوامل التغير الاجتماعي: أكد سبنسر أن اشكال المجتمعات البدائية تتطور بالتدريج الى الاشكال الأكثر تعقيدا" كما هي موجودة في المجتمعات الصناعية، حيث انه كلما كبر المجتمع في حجمه كبر بقاؤه الاجتماعي وكثرت قوانينه وتعددت مهن أفراده.


تالكوت بارسونز: (المحافظة على توازن النسق الاجتماعي):
ساهم بارسونز في تحول علم الاجتماع الامريكي من النظرية المفسية الاجتماعية (السيكوسوسيولوجية) ذات الصبغة الذاتية الى المنظور الشمولي المعادي للفردية والذي سيطر على علم الاجتماع في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد كان بارسونز أول عالم اجتماعي يطور نظرية متماسكة عن المجتمع بإعتباره كلاً متكاملاً، وذلك بالنمط الامبريقي السوسيولوجي بالمقابل للنمط السائد وهو النمط النظري.(1)
واهتم بالنسق واولاه مكانة هامة في تحليلاته وأهمل الفعل الاجتماعي، ويفترض بارسونز أنه يمكن تحليل المجتمعات بإعتبارها أنساقاً، وأن تواتر الفعل الاجتماعي يؤدي الى ظهور النسق الاجتماعي أو النظام الاجتماعي الذي تجتمع عناصره من بعد ذلك في عملية التوافق أو التوحد المعياري والرمزي أو التوحّد الثقافي، فحسب رأيه لابُد أن يفي أي نسق بأربعة شروط. وبعبارة أخرى لا بد لكي يعمل النسق أن يكون قادراً على حل اربع مشكلات أساسية وهو يسميها هذه جميعاً " المستلزمات الوظيفية " أو " المتطلبات الوظيفية " وهي لا تعمل فحسب في التنظيم الاجتماعي، بل تتعلق بالحاجات الشخصية لأعضاء المجتمع وهذه المشكلات أو الشروط هي : (3) التكيف مع البيئة _ تحقيق الهدف _ الحفاظ على النمط وضبط التوت _ التكامل .
وهكذا فالنسق عنده كُلّ مكوّن من أجزاء تتشارك في قيم خلقية مشتركة تحقق التكامل الاجتماعي للنسق وتحافظ عليه، وتتحدد هوية كل عنصر من النسق بعلاقته بباقي العناصر، ونشأته واسهامه في بقائها. وتلك هي فكرة التساند التي يصل لها الأمر في النهاية الى التوازن الاجتماعي .
فحالة التوازن هي الاطار المرجعي الذي يتناول على أساسه بارسونز بالتحليل كافة عمليات النسق الاجتماعي، وهذا الدافع الى ايمانه الوظيفي بأن الحقيقة الكونية والانسانية هي حقيقة متوازنة. ويرتبط مفهوم التوازن بمفهوم النظام والتساند، حيث يشير هذا الاخير الى حالة من التوازن السوي ككل، وتعني حالة الفاعلية العادية أن النسق لديه ميلاً ذاتياً للحفاظ على التوازن بمعنى دعم النسق لأنماطه المتكاملة والمستقرة والمتبادلة والثابتة، فإذا حدث خلل أو انحراف في اجزاء النسق الاجتماعي فعلى هذا الأخير أن يتولى حله وعلاجه للحفاظ على التوازن من جديد.(1)
ان الانحراف والتوتر والضغوط توجد كلها كعناصر تعويق وظيفي تميل الى ان تصبح ذات طابع نظامي أو الى أن تُحل في خضم الاتجاه نحو التكامل أو التوازن الاجتماعي، ولكن التغير لابدّ منه، بحيث يأخذ التغير الاجتماعي طابعاً توافقياً تدريجياً فإذا كان هناك تغير اجتماعي سريع فإنه يقع داخل النظم الثقافية أكثر مما يقع داخل النظم الاقتصادية. وينطوي كل تغير اجتماعي مهما كانت سرعته على ميل نحو ترك الاطار النظامي الاساسي على ماهو عليه، وفي هذا المقام كتب بارسونز في كتابه " النسق الاجتماعي " يقول:" اذا كنا نريد أن نتحدث عن نظرية في التغير، فلا بد أن يكون لدينا نموذج محدد يستعمل كإطار مرجعي في دراسة التغير ".(2)
ان عملية التغير هي امتداد لعملية التوازن الاجتماعي، وتأكيداً الى مايسعى اليه النسق من نظام فالنسق الاجتماعي يعتبر عالماً اجتماعياً لديه أساليب دفاعية ضد التوتر وسوء النظام والصراع.
روبرت ميرتون: Robert Mirton .
ان ميرتون قدم موقفاً مخالفاً لغالبية مفكري الاتجاه الوظيفي، اذ نجده يقترب كثيراً من الموقف والتصور الماركسي ويبتعد كثيرا عن استاذه بارسونز في بعض القضايا، وذلك من خلال ثلاثة جوانب اساسية مهمة هي1)
- انه يحاول الغاء أي التزام ايديولوجي عن الاتجاه الوظيفي، فهو على حد رأيه في الوظيفي ان يمكن أن يقف موقفاً ايديولوجياً راديكالياً بقدر ما أن بإمكانه تبني موقفاً محافظاً.
- قراءته لواقع المجتمع الامريكي بقراءة ورؤية يستشهد بها بالرؤية الماركسية فهو يؤكد كثيراً على وجود ظواهر التغير والصراع والتناقض، وهي الظواهر والمظاهر التي تهدد بتحوّل كبير في البناء الاجتماعي ككل.
- استخدامه لمصطلحات ومفاهيم قريبة من اللغة الماركسية كرفض مسلمة الوحدة الوظيفية، وتأكيد امكانية بناء اسناد المجتمع الى عدم التكامل بدلاً من التكامل.
- ومن خلال هذا الانقلاب الفكري قدّم ميرتون تصوراً جديداً لخصائص ونطاق الاتجاه الوظيفي المحافظ. اذ أعاد تنظيم مسلمات الفكر الوظيفي (2)، وحدد فيه ماهو صحيح وصادق في مسلماته الوظيفية، وماهو باطل. ثم حدد القضايا والمشكلات التي يجب توفرها لدى الوظيفية لصياغة حلول لها. وانتقد بنفسه قبل انتقاد الماركسية الاتجاه المحافظ ويؤكد أن التحليل الوظيفي يعاني من التحيز نحو موقف محافظ ومضاد للتغير ومتعنت لفكره ويتضح ذلك من خلال معالجته لقضايا التناقض والتغير والصراع على أنها قضايا تصور متغيرات النسق الرئيسية.
في رأي ميرتون أن عملية التغير لا عكس فقط تباين المصالح داخل النسق، بل تعبّر أيضاً عن احتمال حدوث الصراع، ومن شأن هذه القضية أن تضع الصراع في جوهر النسق الاجتماعي. مما يعني أن ميرتون لم يكن بعيداً في هذا المجال عن كارل ماركس.
ومع ذلك لم يختلف ميرتون مع بارسونز اختلافاً صريحاً، بحيث أنه كانت الحالة الأساسية للنسق من وجهة نظر الوظيفية هي حالة التوازن والتكامل، فإننا نجد أن تالكوت بارسونز يؤكد على أن النسق الاجتماعي في حالة تلاؤمية مستمرة، يستهدف دائماً تحقيق التوازن الدينامي أو المتحرك، حتى أصبح هذا السعي الأخير هو الحالة الدائمة للنسق، ونجد الى جانبه أن ميرتون قد طوّر هذا الجانب والموقف ليؤكد أنه مثلما تشكل حالة التكامل والتوازن الحالة المرجعية للنسق فإنه من الممكن أيضاً ان يستند النسق الى عدم التوازن أو عدم التكامل.(4)
تكمن أهمية تحليلات ميرتون في تطور الاتجاه الوظيفي من خلال تحديثه، وذلك من خلال الاضافات والتحليلات والتفسيرات الجديدة، كمحاولة منه للتعرّف على التحليلات الوظيفية وعلى الأخص العلاقة المتبادلة بين البناء Structure والوظيفة Function وهذا ما جعل ميرتون يطرح نوعين من الوظائف التي تظهر في البناءات والأنساق الاجتماعية وهــــــي:
الوظائف الظاهرة والوظائف الكائنة.(1)
- الوظائف الظاهرة: وهي ذلك النوع من الوظائف التي يمكن ملاحظتها وتسجيلها بصورة سهلة وسريعة، والتي تعكس عموماً أهداف محددة للحفاظ على النسق أو الأعضاء الذين يشاركون فيه. أوهي تلك الوظائف الموضوعية التي تساهم بصورة ارادية في تكييف كيان معيّن .
- الوظائف الكامنة: وهي مجموعة الوظائف التي لا يمكن أن تظهر بصورة ظاهرة بل مستترة وغير مقصودة ومتوقعة، ولكنها أيضاً تكشف عن اجمالي الوظائف التي يمكن أن تسهم بصورة ايجابية أو سلبية (انحرافية) في نفس الوقت سواء للأعضاء ا والى النسق او التنظيم الاجتماعي ككل.
يعرف ميرتون الوظيفة تعريقاً موضوعياً بإنها:" نتائج يمكن ملاحظتها تحقق توافق وتكيف النسق " كما يعرف المعوٌّق الوظيفي على انه:" نتاج يقلل من امكانية تحقيق هذا التوافق والتكيف "(2). لم يهتم ميرتون بالجوانب الاستاتيكية بالبناء الاجتماعي، وفي هذا طرح فكرة المعّوق الوظيفي ليشير به الى تلك النتائج التي يمكن ملاحظتها من تكيف النسق أو توافقه، ويوضح أهمية هذا المفهوم بقوله:" ان مفهوم المعوقات الوظيفية بما يتضمنه من ضغط وتوتر على المستوى البنائي يمثل أداة تحليلية هامة لفهم ودراسة الدينامية والتغيّر ".(3)
ويرى ميرتون أنه لكي نستطيع تفسير وجود ظاهرة اجتماعية معينة علينا ان نبحث عن وظيفتها، أي النتائج المترتبة عليها بالنسبة للنسق الاجتماعي الأكبر الذي تمثل جزء منها وفي هذا يقول ميرتون :" محور اهتمام البنائية الوظيفية هو تفسير البيانات عن طريق الكشف عن نتائجها بالنسبة للبناءات الكبرى التي تضمها ".(4)
اميل دور كايم (1858_1917)
موضوع علم الاجتماع:
موضوع علم الاجتماع عند دور كايم هو الوقائع الاجتماعية، الممثلة في رأيه بالنظم الاجتماعية، وليس الافراد أو ما يرتبط بهم من حوافز ودوافع.
وحدة التحليل: ان منهج دور كايم مستند على الناحية الوظيفية التي تحافظ على النظام الاجتماعي واستقراره، هذا بالإضافة الى استخدام البحث الاجتماعي الإحصائي في دراسته المتعمقة و الدقيقة عن الانتحار في مختلف فئات الشعوب. مؤكدا" ان الانتحار ظاهرة فردية ترجع الى الفروق الفردية للأفراد والتي تنجم عن القوى والخصائص الاجتماعية التي تؤثر على وعي السلوك وتصرفات وقيم مواقف الافراد. لذلك فان ظاهرة الانتحار بالرغم من انها فردية إلا انها مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية
عوامل التغير الاجتماعي: كان دور كايم يعزو التطور الاجتماعي الى ثلاثة عوامل: كثافة السكان،وتطور وسائل المواصلات،والوعي الاجتماعي. ويتميز كل مجتمع بالتضامن الاجتماعي. وقد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامنا" ((آليا")) اذ كان يقوم التضامن على روابط الدم، ويتميز هذا النوع بأنه بسيط غير معقد التركيب، وغير مميز الوظائف، وكما ان الدين هو أقوى مظاهر الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات ويغلب على هذه المجتمعات سيادة العرف والتقاليد والخضوع لسلطات العادات الاجتماعية ويسمي دور كايم هذه المجتمعات(( بالبدائية)). وأما المجتمع الحديث فالتضامن ((عضوي))،اذ يقوم على تقسيم العمل،أي على التعاون الطبقي لكسب ضرورات الحياة،وتتصف هذه المجتمعات بأنها معقدة التكوين حيث تتوزع فيها الوظائف والأعمال وتزيد درجات التخصص ويصبح الفرد أداة من أدوات النتاج وعنصرا" من العناصر الاجتماعية ويغلب على هذه المجتمعات سلطة القانون .
ماكس فيبر (1864_1920)
موضوع علم الاجتماع: هو العلم الذي يحاول أن يجد فهما" تفسيريا" للفعل الاجتماعي،من اجل الوصول الى تفسير علمي لمجرى هذا الفعل و آثاره.ويعرف الفعل الاجتماعي بأنه سلوك إنساني يضفي عليه الفاعل معنى ذاتيا" سواء كان هذا المعنى واضحا" ام كامنا".
وحدة التحليل :اعتبر ماكس فيبر أن وحدة التحليل الأساسية للمجتمع هي الفرد الفاعل وقد ميز فيبر بين أربعة أنماط أساسية من الفعل الاجتماعي هي:
1_ الفعل العقلاني:الذي يرتبط بهدف ما، مثل:القائد الحربي الذي يريد ان يحقق نصرا"ما،أو فعل مدير شركة لتحقيق الربح.
2_ الفعل العقلاني القيمي:الذي يرتبط بقيمة ما.مثل ما يقرره قبطان سفينة من ألا يدعها تغرق وحدها بل يغرق معها.ومثل:الدفاع عن الوطن.
3_الفعل العاطفي:مثل قيام الام بضرب طفلها عندما يقدم على سلوك غير مرض.هذه الأفعال هي أفعال وجدانية أو عاطفية وليست أفعالا" عقلانية لأنها ليست موجهة الى هدف.
عوامل التغير الاجتماعي: ان العوامل الفكرية، وخاصة الفكر الديني ممثلا"في حركات الإصلاح، كسبب أساسي لتفسيره لظهور الرأسمالية، فقد ارجع ظهور الرأسمالية في غالبه للأفكار الدينية الجديدة، والتي حلت محل الأفكار والقيم القديمة، كما كانت ممثلة في الكاثولوكية، والتي كانت تعطل الفعل والتطور الاقتصادي، الأفكار والقيم البروتستنتية تضمنت حثا" على العمل والادخار،وتحرر الفرد،والفكر العقلاني،فتظافرت هذه لتكون أساسا"لظهور الرأسمالية.وأدى هذا التحول الفكري في نظره لمجتمع مزدهر اقتصاديا"، عقلاني التفكير والفعل، تحكمه المؤسسية التي تتمثل في نظام بيروقراطي رسمي، وبهذا يمكن تفسير التغير الاجتماعي بالتغير في الفكر والنظام القيمي.
ومن التطورات التي ساعدت على نشوء علم الاجتماع في المجتمع الأوروبي والأمريكي:
_ التطورات الحديثة في المجتمع الأوروبي:لقد صاحب تحول المجتمع الأوروبي خلال القرن18و19 من حالة الإقطاع والاقتصاد الزراعي لحالة التصنيع وانتشار المدن، مما أدى للانتقال للمدن حيث تعتبر مراكز للمصانع والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، وارتفاع مستوى المعيشة، وظهور الطبقات الاجتماعية.
_التطورات الحديثة في المجتمع الأوروبي:بدأ علم الاجتماع بأمريكا بدراسة المشاكل الاجتماعية الصغيرة والمحدودة بدلا" من النظام الاجتماعي والتغير الاجتماعي.وقد طور جورج ميد علما" جديدا" سمي بعلم النفس الاجتماعي،وهناك علماء آخرون أمثال روبرت بارك و أرنست بيرجس اهتموا بدراسة المشاكل الاجتماعية مثل:حياة المجرمين،ومدمني المخدرات،وانحراف الأحداث.أما الفترة الواقعة من عام 1940_1960 فقد تحولت الاهتمامات الاجتماعية الى مجالات أخرى مثل تطوير النظريات كالنماذج المثالية للمجتمع، وهذا باللاضافة للاهتمام بأساليب البحث العلمي والأدوات الإحصائية.كما ان الاضطرابات الاجتماعية التي حدثت عام 1960 لعبت دورا" هاما" على انشطار الانشطة التقليدية لعلماء الاجتماع الأمريكيين.وأثناء ذلك العقد كان دور العلماء منصبا" على نقد المجتمع.










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

نظريات الصراع الاجتماعي:
عبد الرحمان ابن خلدون 1332-1406
موضوع علم الاجتماع عنده: ضرورة وجود علم خاص بالعمران البشري، والاجتماع الإنساني ))
دراسة الظواهر الاجتماعية، وكشف القوانين التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية، سواء في نشأتها أو في تطورها.
وحدة التحليل عنده: عمل ابن خلدون دراسة تحليلية بخصوص المجتمع والعصبية والدولة، ويقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته في الفصل الرابع عشر بعنوان(فصل في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما الأشخاص) ويقول: (( اعلم ان العمر للأشخاص على ما زعم الأطباء والمنجمون أربعون سنة. والدولة في الغالب لا تعدو أعمار ثلاثة أجيال. والجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط. فيكون أربعين هو انتهاء النمو والنشوء الى غايته))، ويقول ابن خلدون: وأنا عمر الدولة لا يعدو في الغالب ثلاثة أجيال:لان الجيل الأول: لم يزل على خلق البداوة وخشونتها ووحشها من شظف العيش والبسلة والافتراس والاشتراك في المجد، فلا تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم. والجيل الثاني: تجول حلهم من البداوة الى الحضارة، ومن الاشتراك في المجد الى انفراد الواحد به وكسل الباقين عن السعي فيه ومن عز الاستطالة الى ذل الاستكانة، فتنكسر صورة العصبية بعض الشئ وتؤنس منهم المهانة والخضوع. وأما الجيل الثالث: فينسون عهد البداوة وكأنها لم تكن ، ويفقدون حلاوة العز والعصبية بما فيهم من ملكة القهر، ويبلغ فيهم الترف غايته بما تفننوه من النعيم وغضارة العيش ، وتسقط العصبية بالجملة، وينسون الحماية والمدافعة والمطالبة، فيحتاج صاحب الدولة حينئذ الى الاستظهار بسواهم من أهل الخبرة، ويستكثر بالموالي ويصطنع من يغنى عن الدولة بعض الغناء، حتى يأذن الله بانقراضها، فتذهب الدولة بما حملت..
عوامل التغير الاجتماعي :يفترض ابن خلدون ان الاجتماع الإنساني ظاهرة طبيعية منتظمة، لها أسسها و قوانينها، كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البداوة للحضر، وبهذا يصنف المجتمعات الإنسانية على اساس التباين في العيش.
فالبداوة ترتبط بالاعتماد الكلي على الحيوان كمصدر أساسي للعيش، وبهذا النمط في العيش بناءا" اجتماعي قبلي متنقل، وقيام قيم ومعايير سلوكية أساسها الصلات القرابية، وما تفرزه من عصبية ترابطية. وثم تؤدي الحاجات الى ضبط العلاقات داخل الجماعة ، وتؤدي الى ظهور نوع من السلطة، تقوم شرعيتها على تقاليد وأعراف الجماعة ، وقد تمثلت هذه السلطة في سلطة مجالس الكبار وظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة، ولا تكون السلطة هنا إلا في اطار العصبية القرابية، ومع التطور دخلة الزراعة ، وبدأت أوجه الاستقرار، وإمكانية الفائض في الإنتاج مما يفسح المجال لتقسيم العمل والتخصص وتنجلي هذه التغيرات بوضوح بدخول الصنائع والتجارة ،الأمر الذي يترتب عليه تحول المجتمع الى مجتمع حضري ويترتب هذا بظهور الدولة.
كارل ماكس (1818_1883)
موضوع علم الاجتماع: وضح ماركس في نظريته الحتمية المادية أو المادية التاريخية أو المادية الجدلية بأن هناك وحدة لا تقبل الانفصال بين: أ_ قوى الإنتاج social forces المؤلفة من موضوعات الإنتاج (الأرض، المناجم، الغابات، المواد الخام) وأدوات الإنتاج (الفؤوس، المحاريث، الآلات) ب_ علاقات الإنتاج Relation of production وهي تلك العلاقات الاجتماعية بين الناس والراوبط الاجتماعية التي يقتضيها الإنتاج ويستحيل بدونها.
وحدة التحليل: اعتبر ماركس المجتمع الإنساني وحدة الدراسة والتحليل. وقال بأن فهم المجتمع وتفسير تطوره يقوم على افتراض ان القاعدة الاقتصادية هي اساس تشكيل البناء الاجتماعي وتطوره.
ويطلق على هاذين الجانبين نمط الإنتاج Mode production، وان علاقات الإنتاج تعتمد على ملكية وسائل الإنتاج Means of production وتعمل على تطوير قوى الإنتاج من خلال تقسيم العمل، وهذا التطور هو نقطة البدء في التغير الاجتماعي لان هذا يحدث خللا" في التوازن القائم بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج فمع تطور أدوات الإنتاج يتطور الإنسان أيضا" فتنمو مهاراتهم وقدراتهم.
عوامل التغيرالاجتماعي: نتيجة عمليات التناقض والصراع بين قوى الإنتاج وعلاقاته من جهة، وبين الطبقات من جهة أخرى، يمر المجتمع الإنساني بمراحل يطلق على كل منها نمط إنتاج. وقد ذكر ماركس عدة أنماط إنتاج هي: النمط البدائي، العبودي، الإقطاعي، والرأسمالي ثم الاشتراكي الذي يتطور الى النمط الشيوعي، والذي يفترض أن يكون الحالة المثالية الخالية من التناقضات، وذلك بإحلال الملكية العامة محل الملكية الخاصة. وإضافة الى النمط الآسيوي الذي تحول فيه الأهمية من العامل الاقتصادي الى السياسي كمشكل للمجتمع.
المكانة العلمية: هو مؤسس الشيوعية العلمية وفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية والاقتصاد السياسي العلمي، وزعيم ومعلم البروليتاريا العالمية. ولد في ترييف (ألمانيا) حيث أنهى المدرسة الثانوية في عام 1835 ، وبعد ذلك التحق بجامعة بون ثم جامعة برلين. وفي ذلك الوقت كانت نظرته العمة للعالم قد بدأت تتشكل. ولقد تمسك ماركس بالأفكار الديموقراطية الثورية فأتخذ موقفا" يساريا" متطرفا" بين الهيغليين الشباب. وكما تم طرده من عدة أقطار بسبب نشاطاته الثورية حتى استقر أخيرا" في انجلترا. ان كتاباته كانت تنصب بشكل واسع على الفلسفة، والاقتصاد، والسياسة، والتاريخ، ولم يفكر بنفسه كعالم اجتماع. ولكن عمله كان غنيا" بالقضايا الاجتماعية حتى وصف انه واحد من اكثر المفكرين بعلم الاجتماع الأساسيين.
رالف دهرندروف: Ralf dahrandorf.
ينظر مفكرو مدرسة الصراع على العكس من تشديد الوظيفيين على الاستقرار والاجماع الى العالم على أنه في حالة صراع متواصل، ويفترضون أن السلوك الاجتماعي يحسن فهمه في سياق الصراع أو التوتو بين الجماعات المتنافسة، وليس من الضروري أن يكون هذا الصراع عنيفاً اذ يمكنه أن يأخذ شكل المفاوضات العمالية والسياسات الحزبية والتنافس بين الجماعات الدينية والاثنية. فإمتداد لأعمال ماركس بدأ علماء الاجتماع المعاصرون ينظرون الى الصراع لا على انه مجرّد ظاهرة طبقية فحسب، ولكنه جزء من الحياة اليومية في جميع المجتمعات ومن بين هؤلاء العلماء رالف دهرندروف.
يعرّف دهرندروف النظرية السوسيولوجية كونها:" مجموعة قوانين يستخرج منها استنتاجات دقيقة وغير متميزة لها فاعلية في تفسير وشرح سلوك وتفكير الناس من واقعها الحقيقي". (1)
ينطلق دهرندروف في نظريته للمجتمع من نقد للبنائية الوظيفية والنظرية الماركسية معاً، ويعتبرها نظريات مجتمع اليوتوبيا. ويرى ضرورة الخروج عن هذا التحليل الطوبائي الذي ينظر للمجتمع نظرة مثالية مطلقة بحيث كل المؤسسات متظامنة، الا انه استخدم نفس ادوات التحليل لكلى النظريتين وحلل بنظرية التكامل ونظرية القهر. تنظر نظرية التكامل أن كل المجتمع متواصل الى درجة ما وثابت من حيث بناء عناصره المتكاملة، ولكل عنصر وظيفة خاصة بحيث يسهم في دوام المجتمع كنسق، ويعتمد كل بناء اجتماعي وظيفي على نوه من الوفاق بين أعضاءه، وعلى العكس من هذه الافكار تركز نظرية القهر على أن كل مجتمع عبارة عن موضوع عمليات التغيّر بوجهة أو بأخرى، والتغير الاجتماعي هذا كل الوجود، ويصور كل مجتمع في كل فترة نوعاً من النزاع أو الصراع ويسهم كل عنصر في عدم تكامل النسق، كما أن كل بناء اجتماعي على وفاق القيم، وانّما يعتمد على قهر بعضها البعض، وقد راى دهرندروف أن كلتا النظريتين هامتين لفهم المجتمع في اجتماعهما.(2)
من خلال هذا الدمج اقترج دهرندروف نموذجا • للصراع بدل اليوتوبيا، وانتقاده للاتجاه الطوبائي، وحاول أن يضفي نوعاً من الموضوعية على نظريته فإعترف بالصراع كظاهرة اجتماعية طبيعية في كل المجتمعات يمكن أن تكون له وظائف ايجابية تدفع نحو التغيّر، فهو لا يتصوّر وجود المجتمع في ضوء مفاهيم التنسيق الوظيفي والتكامل والتناسق والتوازن والتضامن، كما لا يتصوّر وجود المجتمع في ضوء الصراع الطبقي ذو المظمون الاقتصادي المادي كما زعم ماركس، وانما ينادي بضرورة اعادة توجيه علم الاجتماع نحو مشكلات التغيّر والصراع والقهر التي ينطوي عليها البناء الاجتماعي.
حاول دهرندروف في كتابه "الطبقة والصراع الطبقي في المجتمع الصناعي" أن يفحص مدى فائدة التحليل الاجتماعي الذي قدّمه ماركس في دراسته للمجتمع الرأسمالي اذْ ذهب الى أنّ :" هذا التحليل يحتاج الى تعديل عندما يطبقه على المجتمع الصناعي الحديث أو المجتمع ما بعد الرأسمالي، ويرجع ذلك الى أن البناء الاجتماعي لهذا المجتمع قد شهد تغيرات ملحوظة منذ أعمال ماركس مثل : تطور الشركات الصناعية والتجارية ونتيجة للتقدّم التكنولوجي، تغيّر اوضاع العمال في الشركات الصناعية، واختلاف معدلات العمال المهرة وغير المهرة، تطور مفهوم الطبقةالوسطى التي اصبحت تضم ذوي البياقات البيضاء، ارتفاع معدّلات الحراك الاجتماعي وبخاصة بين الاجيال...".(3)
ويوضح دهرندروف في تحليله للمجتمع الصناعي الحديث أن الصراع في المجتمع ما بعد الرأسمالي سوف يصبح صراعاً منظماً ويتم بصورة نمطية يمكن التنبؤ به والتحكم أو السيطرة عليه اذا خضع لقواعد محددة ومعروفة. فالصراع يتم و يقع في المحيط السياسي وليس في الميدان الاقتصادي ومن علاقات الملكية لوسائل الانتاج الى علاقات السلطة، ومن تعارض المصالح الى استمرار الصراع، ومن الصراع كوسيلة ضرورية للتغيّر الى البحث في وظائف الصراف في الكل الاجتماعي. واستناداً الى هذه الرؤية يحدد دهرندروف اسس المجتمع الرأسمالي الذي يسميه " مجتمع ما بعد الراسمالي" في النقاط التالية4)
- يغيّر كل مجتمع معروف عندنا من قيمه ونظمة باستمرار، وقد يكون هذا التغيّر سريعاً او تدريجياً عنيفاً أو منظماً شاملاً أو محدوداً، ولكن لا يمكن أن يغيب عن الذهن أبداً أن الافراد يخلقون تنظيمات ليعيشوا في اطارها سوياً متعاونين، وهي حالة التوازن والنظام.
- يجب اعادة صياغة النظرية الاجتماعية لتخرج من عالم اليوتوبيا الى نموذج الصراع، الذي له كفاءة امبريقية تتمثل في قدرته الكبيرة على دراسة التغير، فالصراع هو القوة الخلاقة التي تصاحب التغير.
- يتمسك دهرندروف بنموذج الصراع والتوازن، فالمجتمع له وجهان متوازيان: الاول يكشف عن الاستقرار والتآلف والاتفاق العام "التوازن" والوجه الثاني يكشف عن التغير والتحول "الصراع" ومن هنا ليس بمقدورنا _والفهم لدهرندروف_ فهم الواقع بشكل حقيقي الا اذا وضعنا ايدينا على التفاعل الجدلي بين الثبات والتغير والصراع.
- لم تعد النظرية الماركسية في الصراع الطبقي تتلائم مع بناء المجتمعات الصناعية الحديثة، فقد تغير هذا البناء الاجتماعي الراسمالي عن الوقت الذي كتب فيه ماركس أطروحته. ومن اهم مظاهر هذا التغير في راي دهرندروف انفصال الملكية عن الادارة اظافة الى تفتت وحدة الطبقة العاملة فلم يعد كل أفراد البروليتاريا يشغلون مكانة واحدة في المجتمع وهنا يركز دهرندروف على مصطلح "أشباه الجماعات" بدلاً من "الطبقات". ويرى بأن توجهات هذه الجماعات تحدد من خلال حيازة السلطة والاستبعاد منها، وبكلمة واحدة لينما وجدت السلطة فسوف يناظل الناس من اجلها.
ان النموذج الذي قدمه يجمع بين عناصر التوازن والاستقرار، وعناصر الصراع والتغير. وبذلك نجده اهتم بالصراع الاجتماعي الذي اهمله اصحاب النظام، وقبِل بالشكل العام كما تصوره ماركس، ولكنه في الوقت ذاته رفض مضمونه ليقدم مضموناص جديداً استبدل فيه الحتيمة الاقتصادية بالحتمية السياسية.


القضايا التأسيسية لنظرية الصراع:
اهتم دهرندروف بحقيقة مؤداها أن الأبنية الاجتماعية قادرة على أن تنتج من نفسها العناصر التي تدبرها أو العناصر التي تغيّرها، وتبعاً لذلك حول تحديد الجماعات والعمليات التي تدخل في احداث هذه الظاهرة تحديداً نظرياً، وتحليلاً تجريبياً امبريقياً، وقد حاول أن يصيغ نظرية عامة عن الصراع الاجتماعي مستفيداً من نظرية التكامل ونظرية القهر.وأسس نموذجاً توفيقياً أسسه القضايا التالية 2)
- المصالح هي العناصر الاساسية للحياة الاجتماعية.
- تتضمن الحياة الاجتماعية القهر والاغراء والاقناع.
- الحياة الاجتماعية انقسامية بالضرورة.
- الحياة الاجتماعية تولّد التعارض والتناقض.
- الحياة الاجتماعية تولّد مصالح تتباين في القطاعات المختلفة.
- يتضمن التباين الاجتماعي وجود سلطة.
- الانساق الاجتماعية مفككة ومملوءة بالتناقضات.
- تتجه الانساق الاجتماعية الى التغير.
- كل مجتمع هو صيغة من العناصر المستمرة نسبياً .
- كل مجتمع هوصيغة متكاملة من العناصر.
- يسهم كل عنصر من عناصر المجتمع في آداء وظائفه.
- يقوم كل مجتمع على أساس الاتفاق بين اعضاءه.
وفي سياق منظور دهرندروف هذا الجدلي الذي دعى به الى اختيار مجموعة القضايا من أجل الوصول الى جواب عن التساؤل: ما الذي تكشف عنه مجموعة القضايا عن الصراع داخل الانساق الاجتماعية ؟.
معالجة قضاياه في المجتمع ما بعد الرأسمالي التي تحوي انواع شتى من الممارسات السياسية وانماط التفاعل، والظروف التنظيمية وتوزيع السلطات داخل التنظيم كلها متغيرات وغيرها يمكن أن تؤثر في العملية الصراعية ويأتي تفصيل القضية في الفروض النظرية لنظرية الصراع الجدلية:
قضايا وفروض دهرندروف:
لقد صاغ دهرندروف مسلمات الصراع في الفروض التالية1)
- كلما كان في وسع الاعضاء في الجماعات وفي الرابطة المتناسقة أن يصبحوا مدركين لمصالحهم الموضوعية وتكوين جماعات صراع كلما زاد احتمال حدوث الصراع.
- كلما كان في الامكان تلبية الشروط التقنية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما أمكن ظهور قيادة بين الجماعات، كلما زاد احتمال تلبية الشروظ والظروف التقنية للتنظيم.
- كلما أمكن تلبية الشروط السياسية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما أمكن تلبية الشروط السياسية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما سمحت الجماعات المسيطرة بتنظيم المصالح المتعارضة، كلما زاد احتمال تلبية الشروط السياسية للتنظيم.
- كلما أمكن تلبية الشروط الاجتماعية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعة صراع.
- كلما زادت فرضة اعضاء الجماعات للاتصال كلما زاد احتمال تلبية الشروط الاجتماعية للتنظيم.
- كلما سمحت الترتيبات البنائية بالتمييز، كلما زاد احتمال تلبية الشروط الاجتماعية.
- كلما قلت تلبية الشروط الفنية والسياسية والاجتماعية، كلما زادت شدة الصراع.
- كلما كان توزيع السلطة والمكافآت الاخرى مرتبطة بعضها بالبعض الآخر، كلما اشتد الصراع .
- كلما قل الحراك بين الجماعات المسيطرة والخاضعة، كلما اشتد الصراع.
- كلما قلت الشروط الفنية والسياسية للتنظيم، كلما زاد الصراع عنفاً.
- كلما زاد حرمان الجماعات الخاضعة في توزيع المكافآت والمميزات من أساس مطلق الى اساس نسبي، كلما اشتد الصراع عنفاً.
- كلما قلت قدرة جماعات الصراع على وضع اتفاقات تنظيمية، كلما اشتد الصراع عنفاً.
- كلما اشتد الصراع، كلما زاد حدوث التغير الهيكلي،واعادة التنظيم الناشئ عن الصراع.
- كلما زاد عنف الصراع، كلما زاد معدّل التغير الهيكلي واعادة التنظيم من جديد.










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

2-2- لويس كوزر والصراع الوظيفي: Lewis coser.
يعتبر لويس كوزر أحد رواد الماركسية المحدثة أو نظرية الصراع. الذين امتزجت كتاباتهم بخبراتهم المهنية كأساتذة لعلم الاجتماع في العديد من الجامعات الاوربية والأمريكية، ولد بألمانيا ودرّس بأمريكا، وكان من تلامذة روبرت ميرتون، اهتم بالنظرية السوسيولوجية وعلم الاجتماع المعرفة وعلم الاجتماع العلم، ومن أهم أعماله وظائف الصراع الاجتماعي الذي صدر عام 1956.(1) جاءت اهتماماته السوسيولوجية والتي اصطبغت بتحليلات الصراع من خلال تبنيه للعديد من الاتجاهات اليسارية (الحزب الشيوعي الامريكي)، واسهاماته في نظرية الصراع ارتبطت ايصاً بالكثير من التحليلات الطروحات البنائية الوظيفية الكلاسيكية والمعاصرة، والتحليلات السيكوسوسيولوجية ونظرية التفاعل لجورج سيمل، وقضايا الماركسية وخاصة أفكار كارل ماركس. الا أنه شن حملة نقد للاتجاهات السابقة عليه وفي عصره، بحيث قدّم انتقادات كثيرة للبنائية الوظيفية وتصوراتها لقضايا النظام والتوازن التام وخاصة انتقاداته لبارسونز الذي أوضح أنه قلّل من دور الصراع في اعماله التحليلية معبراً الصراع بمثابة مرض، وانتقد أيضاً وبشدة رالف دهرندوف لضعف تأكيده على الوظائف الايجابية للصراع في صيانة الاجهزة والتنظيمات الاجتماعية، هذه الانتقادات ذات الجانبين سمحت لكوزر بصياغة منهج نظري يمكن له أن يكمّل صورتي التنظير الوظيفي والصراعي الجدلي وذلك بوضع نسق للتصورات والمفاهيم التي توضح كيف أن العملية المؤسسية تحل مشكلة النظام، ويركز فيه على عملية الصراع الاجتماعي، وعلى وظاف الصراع الاجتماعي بدلاً من الوظائف السلبية للصراع. واعتقد ان الوظائف الايجابية للصراع تؤدي الى تزايد التكيف او توافق مجموعة من العلاقات الاجتماعية الخاصة بدلاً من التفكك والانحلال الذي نادى به ماركس. وهكذا فالصراع عنده يعني النظال في سبيل قيم محددة، والصراع على مراكز ومكانات معينة في سبيل بلوغ السلطة والاستيلاء على الموارد النادرة التي تستمد منها القوة، وتكمن أهداف المتصارعين في تحقيق التعادل والتوازن بين المتنافسين أو الاضرار بهم.
وعلى غرار رواد الماركسية المحدثة ودراساتهم لاصل واسباب الصراع وانواعه ونتائجه (الجذور النظامية للصراع) نجد كوزر قد سعى في طروحاته حول الصراع الى التركيز على النتائج المترتبة عن الصراع والتي توجد في كل الابنية الاجتماعية المسيطرة، بالاضافة الى ذلك النوع من البنى القابلة للتغير والاستمرارية.
أصل الصراع الاجتماعي عند كوزر:
حاول كوزر في دراسته عن الصراع الاجتماعي ان يولي اهتماماً أكثر من غيره من منظري الصراع كماركس ودهرندروف ودافيد لوكود وجورج سيمل، وخاصة الدور الذي تلعبه عواطف الناس في توّلد الصر اع الاجتماعي، والفكرة هاته استمدها من جورج سيمل واليت تدور حول مدى تأثيرا عواطف الناس على ظهور الصراع العدائي وخاصة بين الافراد الذين تجمعهم علاقات اجتماعية قوية حيث تظهر مظاهر الحب والكراهية بصورة واضحة في اطار هذه العلاقة والتي تنتج عن طبيعة هذه العواطف وتأثيرها على طبيعة العلاقات الاجتماعية.
ويرى كوزر أن الصراع الاجتماعي في المجتمعات الحديثة ليس الصراع على الملكية كما زعم كارل ماركس :" بل صراع على القيم وطلب المكانة والموارد النادرة، بحيث لا تكون بوسع هذه الجماعات المتصارعة تحقيق القيم المرغوبة فحسب، بل تحييد وايذاء أو حتى اقصاء الجماعات المتنافسة ".(3)
وعمّا يؤخذ على هذا التعريف أنه يتضمن المواقف التي يمكن أن توقف فيها المصالح المتعارضة والخلافات حول القيم دون ايذاء الخصوم.

2-2-3- أنواع الصراع عند كوزر: يصنف كوزر الصراع وفقاً لدرجة انتظامه المعياري داخل النسق الاجتماعي، وفي هذا يميز بين نوعين من الصراع، الاول مصاغ صوغاً نظامياً، يتمثله النسق ويوزعه بين مكوناته، وهو الصراع الواقعي. والثاني غير مصاغ صوغاً نظامياً، وهو ذلك الصراع الذي يقوّق النسق عن آداء وظائفه الاجتماعية وهو الصراع غير الواقعي. وفي هذا نجده متأراً بالتصور البارسوني عن الصراع، وراى ان التغير الذي يحدث كنتيجة مصاحبة للصراع يساهم في اعادة التكييف الاجتماعي للاعضاء واعادة انتاج النسق من جديد وضبط توازنه.
- الصراع الواقعي: يحدث هذا النوع من الصراع داخل اطار من القواعد النظامية والمؤسسات التنظيمية تتحدد فيه السلطات وتقسيمات العمل والمهام، ويكون غالباً صراعاً عقلانياً منظماً، يحدث بين الافراد المشكلين للتنظيم والجماعات التنظيمية
- الصراع غير الواقعي: يُعبّر الصر اع غير الواقعي عن الحرمان من المشاركة في المطالب الاجتماعي والذاتية، او عدم قدرة أطراف الصراع المتنافرة والمتناحرة على تحديد الاهداف، وغالباً ما يُفسّر هذا النوع من الصراع في اطار ما يسمى بالمصالح الخاصة للافراد والجماعات.

- الصراع الخارجي: يتم هذا النوع من الصراع بين الامم والشعوب، أو بين جماعتين أو اكثر مثل الصراع الاثني والعاطفي، أي بين طرف الجماعة والجماعة الخرجية.
- الصراع الداخلي: استعان كوزر في ضبط مصطلح الصراع الداخلي بتصورات وتحليلات الاتجاه الوظيفي والماركسي والاتجاه السيكولوجي، والاستشهاد بالدراسات الانتربولوجية، وانطلق من فكرة الوظيفية القائلة بأن الصراع يعكس مظاهر الخلل والانحراف والتفكك الذي يظهر بين اعضاء الجماعة داخل النسق.

الفريد باريتو (1848_1923
موضوع علم الاجتماع: الصفوة.
وحدة التحليل: المجتمع الإنساني ((السلوك الإنساني)).
عوامل التغير الاجتماعي: من خلال التفكير الإنساني، فالبعض يملكون الإبداع والتفكير، وهم الصفوة،الذين يتحكمون في سير الامور ،الأغلبية لا تملك هذه القدرات وتشكل العامة النقادة،وبهذا فالتغير يرتبط بإرادة الصفوة وهم القلة،ولهذه الصفوة دورة ،يستبدل فيها من هم في الحكم بمن هم خارجه فتتم عملية التغير. وكما نظر باريتو للمجتمع انه نسق وفي حالة توازن، يتكون من أجزاء مترابطة متساندة.
جورج زيمل (1858_1918)
موضوع علم الاجتماع عمليات الصراع والتنافس والتعاون بين الافراد في المجتمع.
وحدة التحليل: اهتم زيمل بعملية التفاعل بين الافراد، ولكنه تجاوز مضمون التفاعل ليركز على اشكال وصور عمليات التفاعل. فمهما اختلف نوع النشاط كمضمون سواء كان سياسيا" او اقتصاديا" او اسريا" فان اشكال التفاعل متماثلة.فأما يكون التفاعل صراعيا" او تنافسيا" او تعاونيا" وهكذا....
عوامل التغير الاجتماعي: عوامل التغير هي الناتجة من عمليات الصراع او التنافس او التعاون ، تكون نتائج هذه العمليات هي عوامل التغير في المجتمع.... فالصراع بين الجماعات مثلا" يقوي درجة التضامن داخل الجماعة....
يعمل علم الاجتماع على مستويين من التحليل:
ـ علم اجتماع المنظور الصغير الميكروسوسيولوجي: يدرس السلوك اليومي في مواقف التفاعل وجهاً لوجه وهي تركز على المستوى الخاص والفردي فيصبح مجال الدراسة ضيق.
ـ علم اجتماع المنظور الكبير الماكروسوسيولوجي: يعمل على تحليل الأنساق الاجتماعية الكبرى تركز على المستوى العام والمجتمعي.
و هناك علاقة وثيقة بين مستويي التحليل.
ريمون بودن و الفردانيـة الممنهجـة L'individualisme Méthodologique
جذورها:
أكد بودون من خلال كتاباته عن أصالة مقاربته الفردانية و تجذرها في الإنتاج السوسيولوجي الكلاسيكي إذ يعيدها أساسا إلى أعمال كل من "ماكس فيبر "و"باريتو" من خلال التصنيف الفيبري المعروف للأفعال الإنسانية (الفعل التقليدي ،الفعل العاطفي ،الفعل الانفعالي ،الفعل العقلاني القيمي ،الفعل العقلاني الغائي)، إلى جانب التميز الباريتي بين الفعل المنطقي والفعل غير المنطقي .
بل يذهب إلى ابعد من ذلك إلى امتداد جذورها لعلماء الاجتماع المعروفون برواد المقاربة الكليانية L'approche holistique التي لم تنظر للفرد الا بوصفه نقطة عبور للأفكار الجماعية حيث تحدد طموحاته ورغباته عبر محيطه الاجتماعي على حد تعبير Boudon.
إلى جانب عرضه لما اصطلح عليه" توكفيل" Tocqueville بنتاج اتساع المجال الخاص ،وكذا كتدعيم لاستقلالية الفرد معياريا وأخلاقيا كما في أعمال "دوركايم " او ما طرحه"ماركس" حـول تدعيم المنافسة في السوق لانعزال الأفـراد.
لنصل إلى أن بودون يرى انـه لابد من اعتماد هذه الجزئيات كأساس لنظريات التغير الاجتماعي لدى رواد المقـاربة الماكروسوسيولوجية وليس الاعتماد على الكليات ،المـهم في نظره أنهم يعترفون في داخل أطروحاتهم بوجود مسالـة الفردانية.1
دلالات النظرية:
1- رؤية الفردانية كواقعة اجتماعية : إن الانتقال من المجتمعات البسيطة الى المجتمعات المعقدة هو واقعة اجتماعية مرت بها البشرية ،والتغيرات مست الفرد والجماعة والنظام والسلوك ونمط الحياة .فلماذا لا نكون أمام واقعة اجتماعية يبدو الفرد مميزا عن ذي قبل وربما سيدا للمرحلة القادمة من الحياة الاجتماعية 2
2- الفردانية كقضية منهجية : ركز بودون على النقاط التالية :
أ)- خصوصية الظاهرة الاجتماعية والتي تستوجب الفطنة ،مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة تحليلها تحليلا ماكروسوسيولجيا كونها معقدة تتغير بتغير الأفراد .وهذا المنطق المعقد ينتجه الفرد لا البنى كما في سوسيولوجيا ماركس ولا المؤسسات كما في سوسيولوجيا دوركايم .
ب)-خصوصية التحليل السوسيولوجي تكمن كما يقول بودون في "...دراسة حالات فردية لا من خلال براديقم استخراج المفرد من المفرد بل من خلال نمط أو شبه نمط ممثل لبنية نظام التفاعل تنموا داخله الحالات التي سنفسر " بمعنى
أن الأفراد المكونين للنظام لديهم القدرة من خلال تفاعلهم على الفعل والتأثير ومن ثم تغيير هذا النظام1
ج)-يتعين على عالم الاجتماع كما يقول :"...استخدام منهج يدرس الأفراد الفاعلين الموجودين في نسق للتفاعل ، باعتبار أن هؤلاء الأفراد هم الذرات المنطقية لتحليله ...ولا يمكن لعالم الاجتماع أن يكون مقتنعا بنظرية تدرس تجمعا (طبقة،جماعة، امة...) باعتباره الوحدة الأساسية التي تهبط إليها النظرية ...أو أن يكون مقتنعا بجهد يقوم به لتحليل ردود أفعال الأفراد حيال القيود التي يفرضها النسق ..."2
وبالعودة إلى كتابه "La logique du social" الذي يعد بمثابة مقدمة إلى التحليل السوسيولوجي لحساب الإجراءات المنطقية وغير المنطقية للأفراد ،يمكن تحديد الافتراضات الجوهرية لعلم الاجتماع في النقاط الثلاث التالية :
- ان الفرد وليس الجماعة هو ذرة منطقية L'atome logiqueمن التحليل السوسيولوجي .
- عقلانية هذا الفرد هو عادة نوع معقد ولا يمكن ان تستخدم فقط لحساب انماط الافعال المنطقية .كما في معنى pareto .
- الافراد مدرجون في نظم للتفاعل مع بنية ثابـة خاصة مع وجود بعض القيود .3
بمعنى أن الأفراد هم المسؤولين المباشرين عما يطرأ داخل الأنظمة من ظواهر والتي تقوم في نظره على اساسين:
- أنها نتاج لأفعال ومواقف ومعتقدات و سلوكات الأفراد كأساس أول يقوم عليه براديقم علم الاجتماع .
- ضرورة البحث عن معنى هذه السلوكات الفردية ،أي الإجابة عن السؤال لماذا ؟وهذا ما يسميه ماكس فيبر بالفهم ،بمعنى فهم سلوكات الأفراد قصد فهم خفايا الظاهرة والآليات المتحكمة فيه،دون معزل عن ضغوطات الانظمة المحيطة والتي يتحرك في اطارها الافراد .
وبالتالي بودون لم ينفي اثر البنى في الفعل الفردي ،فهي تساهم جزئيا في تحديد اختيارات الفاعل، حيث يقول :"...ان الذرة المنطقية للتحليل السوسيولوجي هو اذن الفاعل الفردي ،وهذا الفاعل لا يتحرك في فراغ مؤسساتي واجتماعي ، و لكن مجرد ان يكون فعله واقع في سياق من الضغوطات التي يجب ان يقبلها كمعطيات مفروضة عليه .لا يعني انه يمكن ان نجعل من سلوكه النتيجة الحتمية لتلك الضغوطات ..." فالبنى اذن موجودة لكنها تعجز عن نفي قدرة الفرد كفاعل على الاختيار .وبالتالي على عالم الاجتماع ان يعود الى جوهر الظاهرة لا الى مظهرها الخارجي .وذلك عبر البحث في دوافع الافراد ومنطقهم في سلكهم فعل دون آخر .
بنيوية بيير بورديو
- لا شك أن بيير بورديو عالم اجتماع موسوعي لم يقدم على مغامرة علمية قبل أن يستطلع الطروحات التي سبقته لصياغة نظريته. وعليه فقد شكلت بنيوية ليفي شتراوس مفتاحا لدراسات بنيوية أشد عمقا وفهما وجدة بما أنها انطلقت من رؤية تكرار البنى باعتبارها عملية ليست جامدة بقدر ما هي متحركة ونشطة، هذا التصور لشتراوس جاء معاكسا تماما للدراسات البنيوية التقليدية حول الجماعات الإثنية والتي كانت تكتفي بملاحظة ثبات البنيات وتكرارها دون أن تبحث عن تفسير لهذا الثبات. وهي في واقع تصورات الأمر ذات طبيعة استعمارية رافقت الحركة الاستعمارية الأوروبية التي انطلقت في القرن19 ولم تر حينذاك في المجتمعات القديمة إلا بنى ثابتة أو مجتمعات بلا تاريخ. وعلى العكس من ذلك جاءت بنيوية شتراوس عبر " البنى الأولية للقرابة " لتفضح هذا التوجه من خلال مهمة حددها شتراوس لنفسه وهي " كشف الأنساق المستترة للعلاقات والقيام بتنظيمها" لتفتح بابا للتقصي بلا حدود. هذه الأطروحة جاءت حتى بخلاف ما ذهب إليه الطرح الماركسي الذي حصر تفسير البنية بالعامل الاقتصادي بما في ذلك البنيوية الفيبرية التي حاولت التعمق أكثر حين ركزت على الدراسات الطبقية ولاحظت مدى الصعوبة في تحديد المعايير الطبقية.
- في البنيوية التكوينية ينطلق بورديو من رؤية المدى الاجتماعي (المدى الحيوي) كحقل من الصراعات الاجتماعية التي تقع في نطاق الطبقات. هذه الصراعات الطبقية التي ينبغي النظر إليها بعيدا عن المحتوى الماركسي التقليدي للصراع الطبقي، بل بمحتوى أحد المفاهيم المركزية في البنيوية التكوينية وهو الهابيتوس بوصفه منهجية ذات محتوى ثقافي وظيفتها إعادة إنتاج الصراع الطبقي بل وتكريسه عبر المحتوى الثقافي.
- إذن الكلمات التي يستعملها بورديو مستعارة حقيقة من الماركسية، ويقدمها بمحتوى جديد عبر مفهوم " الرأسمال الثقافي " بوصفه رأسمال رمزي مقابل الرأسمال الاقتصادى بوصفه مفهوم مادي. بمعنى أن التمايز الاجتماعي لا يقع بالضرورة ولا يمكن رؤيته فقط في نطاق الرأسمال الاقتصادي كمدى حيوي بل في نطاق الرأسمال الثقافي ( الهابيتوس ) الذي يسعى إلى تكريس التمايز وإعادة إنتاج الطبقات لا شعوريا، لهذا فهو يتسم بالعنف الرمزي تماما مثلما هو الرأسمال الاقتصادي الذي يتسم هو الآخر بعنف مادي.
- ثانيا: التصورات النظرية
- انطلاقا من هاتين الأطروحتين عديمتي الجدوى بالنسبة لبورديو فإن إجابته ستنتظم حول ثلاثة تصورات يسعى من خلالها إلى تحديد موضوع البحث الاجتماعي. هذه التصورات هي:
التصور الأول: نسق المواقف والعلاقات
- فالموضوع الاجتماعي في هذا التصور هو الموضوع الذي يكشف عن مجموعة العلاقات الداخلية في البنية، أو هو نسق من العلاقات الذي يسمح لنا التحليل بالوصول إلى وِظافتها. أي التعرف على الطريقة التي تشتغل بها العناصر النسقية المكونة للبنى وكيفية ترابطها وأدائها واشتغالها.
- وفي هذا السياق فإن هدف البحث الاجتماعي هو السعي إلى إظهار منطق النسق من خلال ثلاث عمليات:
- • أولها إسقاط بعض الظواهر والقيام بعملية استكشاف متعددة. أي الكشف عن نسق العلاقات المحدِّدة واستبعاد المعطيات الحكائية والتاريخية والاقتصادية
- • ثانيها تعليم النسق. أي الكشف عن أنساق التفاعل الداخلية والخارجية معا. فلو أخذنا أنساق المواقف داخل الجامعة مثلا لتوجب علينا النظر في نسقسن هما: النسق الداخلي، أي موقف السلطة الجامعية والنسق العلمي الذي يربط الجامعة بالخارج.
- • أخيرا تطوير النسق عبر البحث عن تمييز كل الحلقات المترابطة العملية والرمزية والأيديولوجية وكل السلوكات الفردية التي يحددها نسق العلاقات.
- هكذا يتوصل بورديو إلى استعمال مقولة الحقل الذي ينتظم بداخله كل أنساق المواقف والتفاعلات الآنفة الذكر. ومن الواضح أننا إزاء منهجية تبين لنا مشروعية استخدام مفهوم الحقل الاجتماعي ضمن الشروط المحددة ( الإسقاط، التعيين، التطوير).
التصور الثاني: الهابيتوس
- تترجمه بعض المؤلفات بـ (الآبيتوس). ويكاد في الواقع أن يشكل جوهر نظرية بورديو في البنيوية، وهو أداة منهجية اختبارية يستطيع حتى الفرد المتخصص أن يسقطه على نفسه ليتعرف على مكانته الطبقية والاجتماعية بشكل عام. كما يمكن الفرد من قراءة المجتمع وتكويناته الطبقية بسلاسة ومتعة لا يعكر صفوها إلا شعور الفرد حقيقة وواقعا بالمدى الحيوي الذي ينتمي إليه. فما هو الهابتوس؟
- يعرفه بورديو بأنه: " نسق الاستعدادات المكتسبة وتصورات الإدراك والتقويم والفعل التي طبعها المحيط في لحظة محددة وموقع خاص ". هو إذن موجه لسلوكات الفرد اعتمادا على مرجعية معينة تقع في البنية الذهنية وبالتحديد فيما يسمى بعلم النفس بالأنا الأعلى، أي الذي يتحكم بإجمالي الممارسات والسلوكات الناتجة عن الفرد بشكل لا شعوري. لذا يعتبر الهابيتوس من جانب آخر منتج الممارسات وأصل الإدراكات وعمليات التقويم والأعمال أو مجموعة القواعد المولدة للمارسات. أما موقعه فهو يتوسط بين العلاقات الموضوعية والسلوكات الفردية، وهو في آن معا ناتج عن استبطان الشروط الموضوعية مثلما هو الشرط اللازم للممارسات الفردية. ولأنه كذلك وكل ذلك فهو يضفي الشرعية على الترتيبات (الصراع الطبقي) والتمايز(العنف الرمزي والثقافي) دون حدوث أي صدام ظاهري بين الطبقات.
التصور الثالث: إعادة الإنتاج
- تميل البنيوية التقليدية في دراستها للمجتمعات التقليدية إلى الاعتقاد بأن ثبات البنى هو أمر مكتسب دون أن تتحمل مسؤولية التساؤل عن الشروط المولدة لعمليات التكرار هذه. فقد حاولت الماركسية تقديم إجابة إجمالية لمشكلة إعادة إنتاج نسق الطبقات عبر التحليل الاقتصادي وتضخيمه إلى أقصى حد باعتماد علاقة وحيدة هي مدى تملك رأس المال.
- ومن جهته حاول بورديو تحليل جميع أفعال إعادة الإنتاج من خلال دراسته للنسق المدرسي ووظيفته محاولا إدخال مفاهيم للتفسير مثل:
- • العنف الرمزي
- • الرأسمال الثقافي
- • استراتيجيا إعادة الإنتاج










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:54   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثا: الصراع الطبقي
- كيف يقع الصراع الطبقي؟ وأيهما أشد وقعا وتأثيرا على الفرد والمجتمع: الصراع الطبقي المادي؟ أم الصراع الطبقي الرمزي؟
- يبدو الصراع الطبقي واضحا للعيان إذا ما انطلقنا من الرأسمال الاقتصادي. فمن خلال عملية إحصائية يمكن ملاحظة التدرج الطبقي اعتمادا على المهنة أو الدخل أو حتى المكانة الاجتماعية أو السلم القيمي الذي لا ينفصل كثيرا عن السلم الطبقي التقليدي. وهكذا يمكن معاينة الصراع باعتباره صراعا حادا ومكشوفا بما أن العامل الاقتصادي هو الذي يرسي هنا حجر الأساس في التفاضل الاجتماعي بحيث يمكن ملاحظة، وبحدود فاصلة، مختلف الطبقات الاجتماعية من الأكثر غنى حتى الأشد حرمانا.
- ولكن ثمة رأسمال آخر يكشف عن صراع أعمق وأشد رسوخا، ومن الملفت للانتباه أنه يشرع التمايز حتى داخل الطبقة الواحدة دون أن يثير حساسية هنا أو هناك. هذا الرأسمال يسميه بورديو بـ "الرأسمال الرمزي " وهو ذاته " الرأسمال الثقافي " التعسفي الكائن مقابل الرأسمال الاقتصادي. هذا الرأسمال بمختلف مكوناته هو الذي يكشف عن هابيتوس أي طبقة ويجعل الصراع الاجتماعي الطبقي قائما ليس على أساس التنافس على فائض القيمة بل على استملاك كل الثروات المادية والرمزية. وعلى هذا الأساس يتنوع رأس المال بحيث نجد:
- • برجوازية صغيرة متوسطة ذات رأسمال ثقافي أعلى من الرأسمال الاقتصادي كمتوسطي التجار والأطباء والمهندسين...إلخ
- • وبرجوازية مثلها ذات رأسمال اقتصادي عال ورأسمال ثقافي محدود كصغار أرباب العمل.
- • رأسمال اجتماعي ناجم عن قوة العلاقات الاجتماعية المستندة إلى أصول اجتماعية ذات نفوذ أصلا.
- • رأسمال مكتسب كالرأسمال المدرسي والموروث.
- • رأسمال الجسد كالجمال، الجاذبية...إلخ
- هكذا يبدو الرأسمال بأنواعه طاقة جبارة مستخدمة وتتيح بناء المدى الاجتماعي وتشكيله وإعادة إنتاجه من جديد.
رابعا: الحقل الاجتماعي نموذج للدراسة
- عندما يستعمل بورديو الحقل الاجتماعي في الدراسة والبحث فهو ينطلق من كونه يشتمل على:
- • عملاء
- • مشرعين
- • واستقلالية
- وعند دراسته للحقل المدرسي لاحظ أن فيها تعسفا رمزيا تشرعه القوانين والتقاليد المدرسية التي تشتمل في مكوناتها الظاهرة على عدالة مصدرها تكافؤ الفرص وخضوع الجميع للقانون. وعليه فالسلطة المدرسية تتسلم في واقع الأمر تفويضا من الطبقات المهيمنة لفرض التعسف الثقافي، فعن طريق هذا التفويض يتم تمرير العنف الرمزي بلطف.
علم الاجتماع الدينامي
جورج بالاندييه- George Balandier
و ألن تورين-Alain Touraine
إن الموضوع العام لعلم الاجتماع الدينامي هو " دراسة التغيرات والتبدلات الاجتماعية والحركات الاجتماعية وصيرورة تحول المجتمعات ". ولا ريب أن التركيز على الصيرورة الاجتماعية إنما يندرج في أصول الفكر الاجتماعي الذي يتخذ من الدينامية الاجتماعية برمتها موضوعا للتفكير والبحث الاجتماعي.هذا التفكير يجد صداه التاريخي لدى سان سيمون وأوجست كونت اللذان تحدثا عن الكلية الاجتماعية ومراحل التطور الاجتماعي والإنساني عبر قانون الحالات الثلاث.
أولا: البدايات الأولى للتيار
- كانت البدايات الأولى للتيار الدينامي قد ابتدأت مع أعمال عالم الاجتماع الفرنسي جورج بالاندييه والتي تركزت على إزالة الاستعمار والتنمية وتكون الدول الأفريقية غداة الاستقلال. وكان الهدف يتمثل في ضبط مدى التغيرات التي مرت بها المجتمعات الأفريقية قبل الاستقلال السياسي وغداته، وتبيُّن مختلف العلاقات الداخلية وارتباطاتها الخارجية. وبما أنها ذات أصول قبلية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فقد مرت بمرحلة تحول عميق مرتبط بالمرحلة الاستعمارية.
- إن قوة أطروحات بالاندييه تكمن في النظر إلى المجتمعات الأفريقية بوصفها ذات مخزون هائل من الفعل الاجتماعي وليست مجتمعات باردة أو فراغية مثلما أشاعت النظريات الإثنولوجية التي روجت طويلا للقوى الاستعمارية منذ بدايات القرن19. فالمجتمعات ليست كما تبدو على السطح أو في الظاهر بل بما هو كائن في أعماقها. هذه النظرة لخصها بالاندييه بمقولته الشهيرة " المجتمع العميق "، وهي النظرة التي لم تستطع أن تلاحظها النظريات الماورائية أو أن تصل إليها.
- لذا فالسؤال الذي طرح آنذاك هو: هل يمكن إزاء حدوث مثل هذه التغيرات الجذرية الركون إلى النظريات القديمة في تفسير التحولات وانتقالها من حالة إلى حالة. هل يمكن مثلا الاعتماد على النظرية الماركسية في التحول في حين أن التغير وقع بفعل الأداة الاستعمارية؟ وكيف يمكن الركون فقط إلى النظرية الماركسية لاسيما وأن ظواهر التحول الحديثة قد تجاوزتها بفعل التغيرات الهائلة التي مست علاقات الانتاج جراء التطور التكنولوجي فضلا عن عوامل أخرى كالتبعية والمقاومة الثقافية وعدم تحقق النبوءة الماركسية ذاتها القائلة بحتمية اتجاه التطور الضروري نحو نماذج سياسية متماثلة؟ وهل يمكن التحصن بنظريات تقليدية ورؤى إثنولوجية لا ترى في المجتمعات القديمة إلا مجتمعات باردة بلا تاريخ؟
- لا شك أن استعمال المنهج الدينامي سيعني تجاوز الكثير من النظريات كليا أو جزئيا، والأهم من هذا أن أعمال بالاندييه شكلت مقدمة لما سيعرف بعد حين بعلم الاجتماع المستمر الذي سيعكف بدء من العام 1965 على صياغة مسألة جديدة، وليتساءل عما إذا كانت الملاحظات العامة التي توفرت عن دراسة المجتمعات الأفريقية تصلح كي تشكل مدخلا لدراسة المجتمعات الصناعية؟ هذا التساؤل نزع إلى التوسع والشمولية باتجاه صياغة إشكالية أوسع وأشمل تتناول إجمالي الطرح الدينامي: كيف نحلل الديناميات الاجتماعية؟ كما مهدت لطموح عريض سعت ضمنه أعمال ألن تورين " إلى إعادة النظر في التحولات الاجتماعية". فما الذي جد على ساحة علم الاجتماع؟ وما الذي يستدعي هذا الطرح؟
- يبلغ ألن تورين من العمر ما يزيد على ثمانين عاما، ولقد جال أنحاء المعمورة عدة مرات وقضى حياته متنقلا وباحثا في أوروبا وكندا وأمريكا الشمالية واللاتينية بحيث يصعب القول أن هذا العالم غفل عما يقع في العالم من تغيرات وتبدلات جذرية. فقد لاحظ بحق تغيرات غير مسبوقة في المجتمعات كظهور المجتمع الصناعي بوصفه مجتمعا مبرمجا، ومنظما لا ينفك عن التحول والتبدل، مجتمع توجهه وتحدد اختياراته واستراتيجياته إرادته التي تمثل منظومة عمل تقع في مستوى التاريخانية والصلات الطبقية.
- ولكنه لم يقبل أن يصيغ نظريته على أساس المجتمع الصناعي لاسيما وأن النظرية بذاتها صدرت بفعل دراسات أجريت بالدرجة الأساس على مجتمعات متخلفة، لذا نراه يصر، وهو محق في ذلك، على أن نظريته تخص كل المجتمعات الصناعية وغير الصناعية بما فيها البدائية. أما لماذا صاغها انطلاقا من المجتمع الصناعي فلأن ما يسميه بالتاريخية تكون أوضح للمعاينة وأيسر مما هي عليه في المجتمعات المتخلفة، إذ من الممكن توفر أدوات البحث الاجتماعي من إحصاءات وسجلات ومقابلات ومعايشات ورصد وتحقق ومقارنة وحرية البحث والتفكير بصورة لا تقارن لو كانت المسألة في مجتمع تقليدي من سماته إعاقة البحث العلمي، كما أن مدى التحقق في المجتمع الصناعي كواقع أوسع بما لا يقارن في أي نوع آخر من المجتمعات. وأيا كانت الأسباب فالتاريخية موجودة في كل المجتمعات والسؤال هو: ما هو حجمها ومقدارها وفعاليتها في هذا المجتمع أو ذاك وليس شيء آخر؟
- ولما نتطرق إلى نظرية ألن تورين تجاه المجتمعات فمن المهم أن نلاحظ أنها ليست سوى منظومة عمل مستمرة لا تقبل، بتعبير دوركايمي، أن يفسر الاجتماعي بغير الاجتماعي. هذه المقولة التي يرددها على امتداد صفحات مؤلفه الضخم " إنتاج المجتمع " تجعله أكثر تشددا من بالاندييه ومصرا قبل كل شيء على وجوب القطع مع:
- • كل تفسير جادت به الفلسفات القديمة: " ينبغي استبعاد كل سوسيولوجيا للقيم" لأن المجتمع هو" منظومة صلات اجتماعية ونقاشات وصراعات ومبادرات سياسية ومطالبات وصنوف ضياع" بينما منظومة القيم التي تستند إلى الرموز والتصورات الغيبية والقوى المطلقة فـ " ليست سوى أيديولوجيا متماسكة في كثير أو قليل وترتبط بفئات اجتماعية تتمتع ببعض السلطة ".
- • الماركسية دون إغفال الإفادة منها. إذ "أن علم الاجتماع لم يعد، بالضرورة، ماركسي نصوصي ذو بعد واحد يفسر الظواهر الاجتماعية بعامل مهيمن هو العامل الاقتصادي". كما أن التفسير الطبقي للصراع الاجتماعي والتغير لم يعد العامل الحاسم في التحول، وبلغة ماركسية فإن الصراع الطبقي فقد سمته كقوة محركة للتاريخ لأن الصراع الاجتماعي بات صراعا من أجل إدارة وتوجيه التاريخانية وليس صراعا تناظريا ولا تنافسيا.
- • النظرية الوضعية التي تجهد في النظر إلى المجتمع متأملة خضوعه لقوانين ينبغي البحث عنها واكتشافها والعمل بها للتخلص من العبث المنهجي. وهي في الواقع نظرية تم تجاوزها منهجيا منذ أربعينات القرن العشرين كما سبق وأشرنا في الجزء الأول من الموجز.
- • وكذلك النظرة الحقوقية التي ترى المجتمع من خلال القوانين والعادات والأعراف والحقوق والواجبات ومن خلال الدولة وقدرتها على التدخل في المجتمع وإخضاعه وتكييفه. ذلك أن تورين يرى أنه ثمة ممارسات اجتماعية تقع خارج نطاق هيمنة الدولة وتراتيبها ومنظوماتها القانونية والتسلطية.
- مكونات النظرية
- يتحدد المجتمع عند تورين في مستوى التاريخانية والصلات الطبقية وليس بهذه الضمانات اللااجتماعية أو تلك سواء كانت قيمية أو دينية أو حقوقية أو تاريخية...إلخ، فالمجتمعات عنده تظل، مهما كانت ضعيف، ذات تاريخية، أي أن حقل التاريخية وليس المجال الجغرافي ولا هيمنة الدولة على المجتمع ولا الصراع الطبقي التقليدي ... هي التي تحدد اختيارات المجتمع وسيره وإنتاجه وإعادة إنتاجه، إذ أن للمجتمعات دائما نشاطاتها وشغلها وعلاقاتها البينية التي تظل بمنأى عن تدخل الدولة والقوى المهيمنة، وهنا بالذات يكمن سر اشتغال المجتمعات.
- هذه المسافة التنظيرية من شأنها أن تجعل من العلاقات الاجتماعية هي الحقيقة أو الواقع الوحيد المتبقي والذي يمكن أن نلمسه بالدرس والتحليل. بعبارة أخرى فإن الصلات الطبقية الواقعة في حقل التاريخية هي الوحيدة التي تشكل الموضوع الراهن لعلم الاجتماع. ولا ريب أن هذه النتيجة أدت إلى إعلاء شأن الحركات الاجتماعية عند ألن تورين:
- " إن الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع هو دراسة التصرفات الاجتماعية، وفي الدرجة الأولى، دراسة التصرفات التي ترتبط مباشرة بالتاريخية، أي بعلاقات وصراعات الطبقات، تصرفات ندعوها الحركات الاجتماعية".
- هكذا نكون قد وصلنا إلى ضبط مكونات النظرية التي ستشمل ركنين أساسيين هما التاريخية والصلات الطبقية.
أولا: حقل التاريخية
يتألف الحقل من ثلاث مكونات هي:
- 1. المعرفة: هي أولى مكونات التاريخية، وتشكل صورة للمجتمع والطبيعة، وهي أساسية لأنها تبرز أكثر ما يكون الإبراز صورة للعالم وللعلاقات الاجتماعية ولِمَا كان غير اجتماعي واللغة ... كما أن هذه المكونة تظهر بوصفها قوة إنتاج بالدرجة الأولى في أول التحليل وفي أقصى نهايته. فهي إذن مجموعة وسائل وعمليات تقنية من جهة وعلامة تَباعُد المجتمع بالنسبة إلى سيره من جهة أخرى.
- 2- المراكمة: إن الإنتاج وإعادة الإنتاج مسألة تفترض التعرف على الصيغ الاقتصادية وطريقة المراكمة. أما المكونة فتعني أن جزء من الإنتاج القابل للاستهلاك يتم اقتطاعه ثم استثماره في أعمال تحمل علامة النموذج الثقافي. ففي المجتمعات الصناعية تتجلى المراكمة في عملية الاستثمار الإنتاجي، وهي عملية تتولاها الطبقة القائدة كيما يعاد توظيفها بما يطابق النموذج الثقافي ومصالح الطبقة المسيطرة.
- وبطبيعة الحال فإن قوة التاريخية أو ضعفها في مجتمع ما هي التي تحدد أهمية المراكمة وقيمتها.
- 3- النموذج الثقافي: ليست حالة القوى المنتجة في مجتمع ما هي التي تحدده تحديدا كافيا، بل العلاقات النشطة وقدرة المجتمع في التأثير على هذا النشاط. إذن هذه المسافة بين المجتمع وإدراكه للقدرة الخلاقة هي التس تسمى بالنموذج الثقافي، وهو النموذج الذي يقع إدراكه، فعليا، في المجتمعات المصنعة عن طريق العلم الذي يمثل أداة إبداع وليس قيمة تعبر عن مكانة اجتماعية كما هو الحال في المجتمعات غير الصناعية. فبواسطة النموذج الثقافي يقع تحريك إبداعية مجتمع ما وملاحظة قدرته على السيطرة وتحويل الطبيعة. أما في المجتمعات الضعيفة فالنموذج الثقافي يلاحظ من خلال ضمانات لااجتماعية.
- ثانيا: الصلات الطبقية: إنها الركن الثاني في منظومة العمل التاريخي. وهي مسألة يقع النظر فيها لا من قبيل الهيمنة والتسلط والتنافس بغية السيطرة واحتكار السلطة والنفوذ والتميز كما هي الرؤية الماركسية... بل في ضوء التعارض الذي يعني السعي من أجل تملك التاريخية أو قيادتها أو توجيه العمل التاريخي.
وبمحتوى آخر، فالصلات الطبقية هي علاقات اجتماعية صراعية تستهدف قيادة العمل التاريخي.
ملخص توزيع النظريات وعلمائها:
 أوجست كونت (نظرية الإستاتيكا والديناميكا ــ قانون المراحل الثلاثة )
 هربرت سبنسر (قانون التطور)
 أميل دوركايم : تقسيم العمل ــ التضامن الآلي والعضوي .
 تونيز : ( الإرادة الإنسانية )
 بارسونز : (نظرية الأنساق ووظائفها (نمط التكامل ، نمط المحافظة ، نمط تحقيق الهدف)
نظريات الصراع
 كارل ماركس : (الحتمية الإقتصادية )
 روبرت بارك : المنافسة ، الصراع ، التكيف ، التمثيل
 باريتو : المشتقات ــ الرواسب .
 قبلن : الإستهلاك الظاهري ، نظرية التطور الإجتماعي ومراحلها التوحش ، البربرية المنخفضة ، البربرية الأعلى ، المرحلة المادية .
تشارز ميلز : (الترشيد)
 داهر ندورف : نظرية القهر (صراع الطبقات )
ريسمان : الأنماط الثلاثة أحتمالية النمو العالي ، ألنمو الإنتقالي ، بداية تناقص السكان
لويس كوزر : الصرع له وظائف
ماكس فيبر : نظرية الفعل ، نظرية التغير ، الأخلاق البروتستنتانية ، نظرية الطبقات ، مفهوم الترشيد .
جورج ميد : دراسة سلوك الأفراد كما يوجد في العملية الإجتماعية .
سمّل : أساليب الشعوب (مزدحمة السكان ، قليل السكان)
بلومر : خطوط العقل الحية وأنماط الأشياء (نمط طبيعي ، إجتماعي ، تجريدي)
جوفمان : إدارة الإنطباع (الواجهة)










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

نظرية الصراع ‏‎ Conflict Theory
• نظرية الصراع‎ Conflict Theory ‎في علم الاجتماع هو مصطلح يشير إلى ‏أطروحات مفادها أن معظم الكيانات المجتمعية تشهد حالة من الصراع الدائم من قيل ‏المنضوين فيها بهدف تعظيم منافعهم، هذه الحالة الصراعية تسهم بشكل أساسي في ‏إحداث حالة حراك وتطور اجتماعي تصل إلى أقصى درجاتها مع قيام الثورات وما ‏يصاحبها من تطورات سياسية‎.‎
• أما نظرية الصراع في إطار‎ ‎العلاقات الدولية، فهي تشير إلى مجموعة من الأطروحات ‏الفكرية التي قد تسهم في تفسير السلوك الخارجي للدول‎.‎
• ويعد‎ ‎الصراع العربي الإسرائيلي‎ ‎من أبرز أنواع الصراعات الدولية‎.‎
• وفي حقيقة الأمر فإن المصطلح الأدق هو نظريات الصراع وليس نظرية الصراع، حيث ‏تتسم كل منها بتفسير الصراع من أحد الأبعاد، بمعنى أن كل منها يعمد إلى تغليب بُعد أو ‏محدد ما على الأبعاد الأخرى لظاهرة الصراع. وفضلاً عن التفسير يتضمن مصطلح نظرية ‏أو نظريات الصراع أطروحات معينة (وسائل واستراتيجيات) للتعامل أو إدارة الصراع ‏الدولي‎.‎
• ويُعد مفهوم‎ ‎الصراع‎ conflict، هو أحد أبرز المفاهيم المتداوله التي طفت على سطح ‏النقاش المحتدم بعد انتهاء‎ ‎الحرب الباردة، وتفكك مفاصل الخصم التاريخي لليبرالية ‏الديمقراطية، ومنذ تمادي حمى التبشير بنهاية،التاريخ‎ ‎وفقاً لأطروحة‎ ‎فرانسيس فوكوياما، ‏إثر "استبعاث" أطروحة الصدام الاستراتيجي بين الحضارات، وحروب المستقبل على يد ‏صمويل هنتنجتون. الذي يرى أن الصدام بين "الحضارات" نتيجة حتمية‎.‎
وهناك مقولة مفادها أنه : (عندما يوجد فرد يسود السلام وعند وجود اثنين ينشأ الصراع ‏وعند وجود أكثر تبدأ التحالفات). هذه الحكمة تشير إلى القانون التاريخي الذي يحكم حياتنا ‏بشكل عام، وسواء تعلق الأمر بالمجتمعات الوطنية أو على المستوى الدولي فقانون الصراع هو ‏الذي يحكم الكون. ومهما كان شكل الوحدة الإنسانية، أسرة، قبيلة، أمة فإنها محكومة بقانون ‏الصراع تلك قاعدة تاريخية... لا تحتاج إلي إثباتات مجهدة. يرى الكثير من مفكرى الغرب أن ‏الصراع ظاهرة طبيعية في حياة الإنسان وفي حياة المؤسسات جميعاً فبدءاً من الأسرة وإلى ‏مستوى الإنسانية مروراً بالقبيلة والدولة والأمة فإن قانون الصراع هو ما يحكم المؤسسات ‏جميعاً. غير أن أشكال الصراع ليست واحدة في هذه المؤسسات كما أن نتائجه مختلفة فهو ‏يتدرج في شدته فيبدأ صراعاً ناعماً في مستوى الأسرة ويصل ذروته على مستوى الإنسانية ‏فقد يصل إلى حد الحروب والصدام‎.‎
هم التصورات الاساسية التي يقوم عليها اتجاة الصراع الاجتماعي في علم الاجتماع في ‏الجوانب والنقاط التالية‎

‏1‏‎-‎المصالح هي عناصر هامة للحياة الاجتماعية, وخاصة المصالح الطبقية‎
‏2‏‎-‎توجد وتتكون الحياة الاجتماعية من جماعات ذات مصالح مختلفة ومتناقضة ومتصارعة‎
‏3‏‎-‎تولد الحياة الاجتماعية بطبيعتها الصراع‎
‏4‏‎-‎تتضمن التباينات الاجتماعية اشكالا مختلفة من القوة‎
‏5‏‎-‎الانساق والنظم الاجتماعية ليست متحدة او منسجمة‎
‏6‏‎-‎تميل الانساق والنظم الاجتماعية للتغير والتبدل‎
‏7‏‎-‎الصراع الاجتماعي هو اداة الطبقة المستغلة لتأكيد ذاتها وحقوقها وتحريرها من الطبقة ‏المستغلة‎




الإضافات التي قدمها أبرز رواد نظرية الصراع‎

اولاً:النظرية الصراعية عند كارل ماركس‎:

كارل ماركس عالم الماني اشتهر في نظريتة الصراعية التي ظهرت في جميع كتبة ومؤلفاتة‎
تستند نظرية ماركس الصراعية على الصراع بين الطبقات الاجتماعية اذ يقول في كتابه (راس ‏المال) بأن تاريخ البشرية هو تاريخ الصرع الطبقي الاجتماعي, والصراع الطبقي هو الصراع ‏بين طبقتين اجتماعيتين متخاصمتين هما الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة او الطبقة المستغلة ‏والطبقة المستغلة او الطبقة القاهرة والطبقة المقهوره او الطبقة الظالمة والطبقة المظلومة. علما بان ‏مثل هذا الصراع الطبقي يوجد في المجتمع العبودي والمجتمع الاقطاعي والمجتمع الرأسمالي. ‏وتاريخ البشرية كما يخبرنا ماركس لايشهد الصراع الطبقي الاجتماعي فحسب بل يشهد ‏ايضا الماسي الصراعية والاقتصادية والاستغلالية والاحتكارية التي ترافق هذا الصراع‎.
علما بأن اساس الصراع الطبقي في هذه المجتمعات الثلاثة العبودية والاقطاعية والرأسمالية هو ‏العامل المادي. فهناك طبقة تمتلك وسائل الانتاج وطبقة لاتملك وسائل الانتاج بل لديها الجهود ‏البشرية التي تبيعها باجور زهيدة الى طبقة ارباب العمل , وهذه الحالة كانت مماثلة ليس في ‏المجتمع الرأسمالي فحسب بل ماثلة ايضا في المجتمع العبودي والاقطاعي, علما بأن ماركس ‏يعتقد بان ملكية وسائل الانتاج من قبل طبقة معينة تمنح افراد الطبقة المعنوية العالية والنفوذ ‏الاجتماعي والاحترام والتقدير, بينما عدم امتلاك الملكية من الطبقة الاخرى يجعلها مكسورة ‏معنويا ونفسيا وغير محترمة اجتماعيا ولاتملك القوة والنفوذ الاجتماعي والسياسي‎.
ان حالة كهذة تولد ظاهرة الوعي الطبقي عند الطبقة المحكومة,أي الشعور والاحساس ‏بأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية الصعبة.وان هذا الوعي يولد الوحدة ‏الطبقية ثم التنظيم الثوري بين ابناء هذه الطبقة,الامر الذي يدفع افرادها الى الثورة ضد الطبقة ‏الحاكمة او المستغلة ,هذه الثورة التي تقود الى سقوط المجتمع ونحولة الى نمط اخر يتسم بالتقدم ‏والتنمية على النمط السابق من المجتمع‎.

فالمجتمعات كما يرى ماركس تتحول من مجتمعات عبودية الى مجتمعات اقطاعية ومن ‏مجتمعات اقطاعية الى مجتمعات راسمالية ومن الراسمالية الى اشتراكية. وهكذا تقود الظاهرة ‏الطبقية الى الظاهرة الصراعية , وتقود الظاهره الاخره الى التغير او التحول الاجتماعي. علما ‏بأن تحول المجتمعات يكون تحولا تاريخيا ماديا جدليا او دايلكتيكيا.فالتغير هو تاريخي لانه ‏يرافق جميع المجتمعات عبر تاريخها القديم والوسيط والحديث,وهو تحول مادي لان اساس ‏الثورة الاجتماعية التي تقوم بها الطبقة المحكومة يرجع الى عامل مادي لان هذه الطبقة لاتمتلك ‏أي شيء في الوقت الذي تمتلك فيه الطبقة الحاكمة كل شيء ,أي وسائل الانتاج والقوة ‏النفسية والاجتماعية والسياسية,وهو اخيرا تغير جدلي او دايلكتيكي لانه يتم وفقا للصراع بين ‏الفكرة(الطبقة الاقطاعية مثلا)والفكرة المضادة(طبقة الفلاحين)وعن الصراع بين هاتين الطبقتين ‏تتمخض الفكرة الثالثة وهي طبقة الراسمالية او طبقة ارباب العمل‎

ثانياً: النظرية الصراعية عند باريتو‎

يعد فريفريدو بارتيو(1848-1923)من ابرز علماء الاجتماع الصراعيين في ايطاليا ‏والعالم.ظهرت نظريته الصراعية في كتابه الموسوم" العقل والمجتمع" الذي يقع في جزئين ‏وكتاب" علم الاجتماع السياسي". يعتقد باريتو في نظريته الصراعية بأن الصراع يكون بين ‏النخبة والعوام. ذلك انه يعتقد بان المجتمع يقسم الى طبقتين اجتماعيتين مأتخاصمتين هما طبقة ‏النخبة وطبقة العوام وقد صنف باريتو النخبة الى صنفين هما النخبة الحاكمة والنخبة غير ‏الحاكمة . فالنخبة الحاكمة هي التي تتكون من افراد يحتلون مواقع الحكم والمسؤولية كالوزراء ‏والمدراء العامين وقادة الجيش ورؤساء الجامعات والمؤسسات الكبيرة والمصانع والمزارع ‏والمصارف. وهؤلاء الأفراد يؤثرون بطريقة أو أخرى على عملية سير الحكم ومسيرة الدولة ‏من خلال مواقعهم السياسية ومن خلال القرارات الادارية ذات المضمون السياسي التي ‏يتخذونها في دوائرهم‎.

أما النخبة غير الحاكمة فتتكون من أفراد لا يحتلون مواقع وأعمال حساسه وبارزه ومهمة لا ‏يستطيع المجتمع الاستغناء عن خدمات أعضائها مهما تكن الظروف.ومن أمثلة النخبة غير ‏الحاكمة الطبيب والاستاذ الكبير والفنان الكبير والمهندس الكبير والمحامي الكبير والممثل أو ‏المغني أو العازف الكبير‎.
أما طبقة العوام فتتكون من عامة الناس الذين لا يحتلون مواقع اتخاذ القرار والمسؤولية ,أي أن ‏أعمالهم لاتؤثر في أعمال ومصير ومستقبل الآخرين كأعمال النخبة الحاكمة وغير الحاكمة.أن ‏أفراد طبقة العوام يشغلون الأعمال الكتابية والروتينية واليدوية والأعمال الحرة التي لا تحتاج ‏الى خبرة أو موهبة أو دراسة طويلة‎.
يخبرنا باريتو بأن الصراع يكون بين النخبة والعوام ويرجع الصراع الى رغبة النخبة باحتلال ‏مواقعها القيادية والحفاظ عليها لأطول فترة زمنية ممكنة وعدم اتاحتها المجال للعوام بمشاركتها ‏في القوة والمسؤولية. بينما تريد طبقة العوام الوثوب الى مراكز النخبة واحتلالها للسيطرة على ‏زمام القوة والحكم في المجتمع اذاً المنافسة الشديدة بين النخبة والعوام ترجع الى رغبة كلا ‏الطبقتين باحتلال مراكز القوة والمسؤولية, فالنخبة تريد الاستمرار بالمحافظة على مراكزها ‏القيادية, بينما العوام تريد انتزاع مراكز القوة والمسؤولية من النخبة. وهذا نستطيع القول بأن ‏سبب الصراع بين النخبة والعوام يرجع الى الرغبة في الاستئثار بالحكم واحتلال المواقع ‏الحساسه في المجتمع‎.

لذا فالنخبة تدخل في صراع مع العوام لانها تريد الحفاظ على مراكزها القيادية والحساسه, ‏بينما العوام يدخلون في صراع مع النخبة لأن الأخيرة تمنع العوام من الوصول الى مواقع ‏النخبة, وان العوام معرضون الى احتكار واستغلال النخبة لهم ومنعهم من تحسين أوضاعهم ‏العامة والخاصة. غير أن عمليه الصراع بين النخبة والعوام تتمخض عن نجاح بعض العوام من ‏الوصول الى مواقع النخبة وسقوط بعض النخب الى طبقة العوام. وهذه الظاهرة يطلق عليها ‏باريتو بظاهرة دورة النخبة التي يعبر عنها بنظريته المعروفة بنظرية دورة النخبة, وهي النظرية ‏التي توضح سقوط النخب الي طبقة العوام وارتفاع بعض العوام الى طبقة النخبة‎.

يعتقد باريتو بأن النخبة لا تستطيع الحفاظ على مراكزها بصورة دائمية بل تتعرض للسقوط ‏والنزول الى العوام وذلك للأسباب الآتية‎:
‏1ــ تعرض النخبة للكبر والهرم والعجز وعدم القدرة على الاستمرار باحتلال مراكز القوة ‏والتأثير‎
‏2ــ عدم كفاءة النخبة بأداء المهام المطلوبة منها بسبب عوامل الكسل والحذر ‏والترهل.فعندما تتعود النخبة على احتلال المراكز القيادية لمدة طويلة تتعرض الى أمراض السأم ‏والرتابة والروتين والملل.وهذه الامراض تشل حركتها وتعطل نشاطها‎.
‏3ــ أحالة النخبة الى التقاعد بسبب المنافسة الشديدة بين أفرادها‎.
‏4ــ تعرض النخبة الى حالات فضائح مالية أو سياسية أو أخلاقية مما عن ذلك سقوطها ‏واختفائها‎.
‏5ــ تعرض النخبة الى التآمر من قبل العوام اذ ان باريتو يسمي النخبة بطبقة الاسود ويسمي ‏العوام بطبقة الثعالب فالثعالب يحفرون من تحت ارجل الاسود للايقاع بهم واحتلال اماكنهم‎.
وهنا يقول باريتو بأن الارستقراطية هي مقبرة التاريخ, أي ان التاريخ يشهد سقوط وفناء ‏الارستقراطية , والدليل على ذلك هو الذهاب الى المقابر التي فيها نشاهد رموز النخبة ‏والارستقراطية من ملوك وأمراء وضباط كبار ورؤساء ووزراء....الخ‎
مما ذكر اعلاه نخلص بأن سبب الصراع بين النخبة والعوام يكمن في الرغبة في الحصول على ‏مراكز القوة والحكم, وان اطراف الصراع هي النخبة والعوام, وان الصراع يقود الى تحول ‏المجتمع من مجتمع أقل ديمقراطية وإنساننظرية الصراع‎
نظريات الصراع‎ ‎وجهات نظر في‎ ‎العلوم الاجتماعية‎ ‎التي تركز على ، سياسي أو مادي من ‏عدم المساواة الاجتماعية و‎ ‎الفئة الاجتماعية‎ ‎، التي نقد اجتماعي وسياسي واسع النظام ، أو ‏التي تنتقص من خلاف‎ ‎الهيكلية الوظيفية‎ ‎والأيديولوجية‎

نظريات الصراع لفت الانتباه إلى الفوارق في السلطة ، مثل‎ ‎الصراع الطبقي‎ ‎، وعلى النقيض ‏من عام المهيمنة تاريخيا‎ ‎الايديولوجيات‎ .

مجموعة نظريات صراع معينة إلى تسليط الضوء على الجوانب الأيديولوجية الكامنة في الفكر ‏التقليدي‎.

بينما العديد من هذه المنظورات عقد المتوازيات ، نظرية صراع‎ ‎لا‎ ‎يشير إلى مدرسة موحدة ‏للفكر ، وينبغي عدم الخلط مع ، لأنه سبيل المثال‎ ‎دراسات السلام والصراع،‎

أو أي نظرية محددة أخرى من‎ ‎الصراع الاجتماعي‎ .










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-01, 13:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
شـــهاب
مراقب منتدى الجامعة و البحث العلمي
 
الصورة الرمزية شـــهاب
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

في علم الاجتماع الكلاسيكي‎
المواد الرئيسية‎ : ‎الهيكلية الوظيفية‎ ‎و‎ ‎الماركسية‎

والقياس المشترك للفكر البنيوي الوظيفي ، شعبية من قبل‎ ‎هربرت سبنسر‎ ‎، هو ‏الشأن‎ ‎القواعد‎ ‎،‎ ‎القيم‎ ‎و‎ ‎المؤسسات‎ ‎و'أجهزة' التي تعمل في اتجاه سير - السليم للجسم بأكمله ‏‏'المجتمع‎.

‎[‎‏1‏‎] ‎المنظور كان ضمنا في الوضعية السوسيولوجية الأصلي من‎ ‎أوغست كونتولكن نظريا ، ‏في الكامل من جانب‎ ‎إميل دوركهايم‎ ‎، ومرة أخرى فيما يتعلق الهيكلية والقوانين يمكن ‏ملاحظتها‎.

‎.‎
شواغل وظيفية "الجهود المبذولة ليحسب ، وبدقة قدر الإمكان ، إلى كل ميزة ، والعرف أو ‏الممارسة ، وتأثيره على أداء متماسك ومستقر نظام يفترض‎" ‎،
‎[‎‏2‏‎] ‎وإلى هذا الحد يحمل الولاء مع أنماط معينة من السياسيين المنطق‎.
لدوركهايم ، كان من الأهمية بمكان عدم تعكير صفو الكائن الاجتماعى والاعتراف لدينا‎
الوعى الاجتماعى‎
شكل رئيس من‎ ‎الصراع الاجتماعي‎ ‎هو أن تناول دوركهايم‎ ‎الجريمة‎ .
رأى دوركهايم الجريمة بأنها "عامل في مجال الصحة العامة ، جزءا لا يتجزأ من جميع المجتمعات ‏السليمة‎."
‎[‎‏4‏‎] ‎الضمير الجماعي يعرف بعض الأفعال بأنها "اجرامية‎".
الجريمة وبالتالي يلعب دورا في تطور الأخلاق والقانون : "إنه] لا يعني فقط أن الطريق لا يزال ‏مفتوحا لضروريا ولكن التغييرات التي في بعض الحالات انها تستعد هذه التغييرات مباشرة‎.

‎.‎

من مؤسسي الكلاسيكية في العلوم الاجتماعية ، المرتبطة عادة نظرية الصراع هو الأكثر ‏مع‎ ‎كارل ماركس‎ .
استنادا إلى‎ ‎المادية الجدلية‎ ‎حساب التاريخ ،‎ ‎الماركسية‎ ‎افترض أن‎ ‎الرأسمالية‎ ‎، مثل النظم ‏الاجتماعية والاقتصادية السابقة ، ستنتج حتما التوترات الداخلية الخاصة مما أدى إلى تدميرها‎.
‎[‎‏6‏‎]‎بشرت ماركس في تغيير جذري ، والدعوة إلى الثورة البروليتارية والتحرر منالطبقات ‏الحاكمة‎ .
وتجدر الإشارة إلى أن الماركسية ليست أقل "الهيكلي" (أو "من أعلى إلى أسفل") في نهجه ، ‏حتى لو كان يختلف منهجيته ؛ النقطة الرئيسية لالفرق مع‎ Durkheimian ‎الوظيفية على ‏نطاق واسع غير سياسية‎.


• توافق في الآراء هو كناية عن‎ ‎أيديولوجية
• لم يتحقق توافق في الآراء هو حقيقي ، بل أكثر قوة في مجتمعات قادرة على فرض تصوراتهم ‏على الآخرين ويكون لهم قبول هذه‎ ‎الخطابات‎ .‎
• توافق في الآراء لا يحافظ على النظام الاجتماعي ، فإنه يكرس الطبقية ، على سبيل المثال ‏،‎ ‎الحلم الأميركي‎ .‎
• في‎ ‎الدولة‎ ‎يخدم مصالح معينة من أقوى في الوقت الذي تدعي تمثيل مصالح الجميع‎.‎
• قد تمثيل الفئات المحرومة في عمليات زراعة الدولة مفهوم المشاركة الكاملة ، ولكن هذا هو ‏الوهم / أيديولوجية‎.‎
• عالمية المستوى اتسمت عدم المساواة في هادفة من‎ ‎التخلف‎ ‎في‎ ‎العالم الثالثمن البلدان ، سواء ‏أثناء الاستعمار وبعد الاستقلال الوطني‎.‎
• النظام العالمي (أي وكالات التنمية مثل‎ ‎البنك الدولي‎ ‎و‎ ‎صندوق النقد الدولي‎ ) ‎فوائد قوية ‏معظم الدول والشركات متعددة الجنسيات ، بدلا من موضوعات التنمية ، من خلال ‏والسياسية والعسكرية والإجراءات الاقتصادية‎.‎
• على الرغم من أن شركاء سيرز نهج نظرية الصراع مع‎ ‎الماركسية‎ ‎، ويجادل بأن هذا هو ‏الأساس لبكثير‎ " ‎النسوية‎ ‎،‎ ‎ما بعد الحداثية‎ ‎،‎ ‎المناهضة للعنصرية‎ ‎، و
• مثلي الجنس مثليه - التحررية‎ ‎النظريات‎. "‎
ية وحرية‎.‎
لاصول الفكرية والفلسفية لاتجاه الصراع الاجتماعي‎:

تولد عن الاتجاه البنائي الوظيفي في علم الاجتماع نظرية او مدرسة تعرف بمدرسة او نظرية ‏التوازن الاجتماعي او النظام الاجتماعي , وسيطرت هذه النظرية على الفكر الاجتماعي الغربي ‏فترة طويلة , الا ان قيام الثورة الفرنسية وتحطيم حصن الباستيل في فرنسا وقيام الثورة ‏الصناعية في انجلترا وظهور الطابقة العاملة المرتبطة بنمو الصناعة اسهم كل ذالك في ظهور ‏اتجاة فكري وفلسفس عرف بمنظور الصراع الاجتماعي او الصراع الطبقي . وهذا الاتجاه ‏الصراعي يستمد اساسة المعرفي من الفلسفة الالمانية المثالية وخاصة جدل الفيلسوف الالماني ‏هيجل الذي اراد ان يستمر عمل الثورة الفرنسية بعيدا عما اصابها من الفشل , فقد رأى هيج ‏لان الانسان ممثل في دراما التاريخ يحاول دائما ان يقرب النص من الحياة , وهو فيما يفعلة في ‏الواقع يقدم مثلا وقيما وينشأ كانسان نتيجة الحوار والجدل والتنافس والصراع بين هذة المثل ‏والقيم , وكلما احتد الجدل او المنافسة او بتعبير ادق ان الجدل او المنافسة هو الطريق الذي ‏يؤدي الى ويولد الحكمة , واخيرا ونتيجة تبادل الرأي يقع التفاهم او الاتفاق وعن طريق ‏المنافسة يحل التقدم وقد اطلق هيجل على عملية تصارع انساق الافكار اسم العملية ‏الديالكتيكية , ويعد نسق الافكار قوى تاريخية في نظرة ذات اهمية خاصة في تحديد مسار ‏التاريخ الحضاري‎
وتشير العملية الديالكتيكية ببساطة الى تنافس قوتين متعارضتين ,يؤدي هذا التعارض الى ‏ظهور قوى عديدة نتيجة اهذا الاحتدام بينهما ,ويبدأ اليالكتيك بقوة تسمى قضية تناطح ‏تلك القضية قوة جديدة تسمى نقيض القضية وهي قوة مناقضة , وينشأ كنتيجة للمعركة بين ‏القضية ونقيضها قوة ثالثة هي التركيب او التأليف تضم كل منهما‎
يمكن القول بأن جدل الديالكتيك وخاصة عند هيجل هو الذي وضع اسس نظرية الصراع ‏الاجتماعي عند ماركس فقد حول ماركس هذا اليالكتيك من صورتة العقلية الفكرية الى ‏صورتة المادية التاريخية أي بدلا من صراع الافكار احل محلة صراع الطبقات الاجتماعية, ‏بالمفهوم المادي الاقتصادي الاجتماعي للطبقة وليس بالمفهوم الثقافي او النفسي‎
كما شكلت الدراسات الاجتماعية الواقعية لحياة الطبقات العاملة في مصانع اوربا وخاصة ‏ظرف الفقر والبؤس والاستغلال التي يعيشون فيها تحت مظلة النظام الرأسمالي اساسا اخر ‏لنظرية الصراع خاصة في شكلها الماركسي‎
المنطق الفلسفي لاتجاة الصراع الاجتماعي‎:
ان منطق فلسفة اتجاة الصراع الاجتماعي هو مايعرف بالمادية الجدلية بمعنى ان كل شي في تغير ‏وتحول وهذا منطق يعود بعيدا الى فلسفة الذريين والماديين في الفلسفة اليونانية القديمة ,التي ‏ترى ان العالم يتكون من جزئيات او ذرات متغيرة دائما, وهذه الذرات وا الجزئيات فيما يرى ‏الماديون من طبيعة مادية وهي اما النار او الهواء او اللا محدود. وكذالك يرجع هذا الاتجاه في ‏جزء كبير من مسلماته الى منطق نظرية النشوء والارتقاء عند داروين الذي يرى ان كل شي ‏في الكون عبارة عن مادة حية تطورت من خلال الصراع مع نفسها ومع البيئة الموجود فيها , ‏بما في ذالك الكائنات الاجتماعية و النفسية والثقافية,فهي في حكم المادة الحية المتطورة التي ‏ينجم ويتولد من تفاعلاتها نظم وانساق وقيم ومثل اجتماعية او ظواهر نفسية, وكثيرا ‏مايعرف هذا الاتجاه بالمادية التاريخية خاصة عند الماركسيين الذين يرون ان مايحكم الكون هو ‏قانون الحركة والتغير المستمرين, وذالك خلافا للفلسفات المثالية الكلية او العقلية او فلسفات ‏الثبات والتوازن في الفكر البنائي الوظيفي في العلوم الاجتماعية بشكل عام‎
كما ترى مدرسة الصراع ان الانسان بالطبيعة خير,وان الظروف الاجتماعية المحيطة هي فقط ‏التي جعلته شيطانا, وهذه النظرة تشبة الى حد بعيد وجهة نظر جان جاك روسو الذي يرى ان ‏الانسان خير‎


لماذا رفضت نظرية الصراع كأسس للاصلاح والتطور الاجتماعي والعدالة الاجتماعي خاصة ‏في شكلها الماركسي؟‎

لان هذا الموقف هو دعوة للعنف واراقة الدماء من اجل الوصول الى العدالة الاجتماعية وتحقيق ‏الذات, ولذلك فقد رفضت هذه النظرية شكلا وموضوعا واعتبرت دعوة ايديولوجية ‏وسياسية لسيطرة العمال على مقاليد المجتمع بالعنف والدم , وفي هذا تقويض للبناء ‏الاجتماعي, وحتى على فرض سيطرة العمال على المجتمع,فماذا عن حق الطبقات والفئات ‏الاجتماعية الاخرى في المجتمع, فهي اذن احادية وقاصرة ولايمكن ان يلتف حولها جميع الناس ‏وجميع القوى الاجتماعية في المجتمع, وهي بذلك ليست نظرية علمية موضوعية. ولعل ما ‏حدث, في الاتحاد السوفيتي سابقا وشرق اوربا اكبر دليل على قصور نظرية الصراع وخاصة ‏في شكلها الماركسي المادي
دراسة ظاهرة الصراع ‏
يعد المدخل الاجتماعى أحد أهم المقتربات النظرية في دراسة ظاهرة الصراع في مستوياتها ‏المتعلقة بالأفراد أو الجماعات على حد سواء. وبينما اتجه هذا المدخل في مراحله الأولى إلى ‏الاعتماد على المقتربات المتعلقة بتحليل الصراع الطبقى – ماركس وانجلز-، أو على نظريات ‏التطور الاجتماعى - داروين وأنصاره-، أو على مجمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية – ‏ماكس فيبر- ، فإن نطاق الاهتمام في هذا المدخل قد اتسع بدوره ليشمل المتغيرات المتنوعة ‏التى تمثل روافد الظاهرة الصراعية في جذورها المتعددة كالإدراك، والقيم، والأصول العرقية أو ‏الأثنية، والأيديولوجية، والثقافة بوجه عام.‏
وفيما يتعلق بالإدراك ودوره في الصراع الاجتماعى، فإن الفرضية الرئيسية للمدخل ‏الاجتماعى إنما تقوم على الاعتراف بالدور المحورى الذى يلعبه سوء الإدراك في الصراع ‏الاجتماعى. ذلك أن التصارع في سبل الفهم والمدركات يكتسب أهميته وتأثيره من حقيقة أنه ‏يشير إلى "الاختلافات بين الذات والآخرين حول أفضل طرق تحقيق الأهداف المشتركة"(61) ‏من هنا كان الارتباط وثيقا بين الإدراك والصراع الاجتماعى حيث يتطور الصراع نتيجة ‏لإدراك أحد أطرافه لخصومة أو لأعدائه بشكل لا يتوافق مع مصالحه، الأمر الذى يسهم بدوره ‏في تبنى الطرفين لسبل غير متوافقة لتحقيق أهدافهم(62)‏
إضافة إلى الإدراك، فإن المدخل الاجتماعى يوجه النظر أيضا إلى حقيقة أن أسباب الصراع ‏الاجتماعى عادة ما توجد في مصادر متعددة، وبصفة خاصة في إطار عضوية الجماعات ‏العرقية، الطبقات الاجتماعية، الفرق والجماعاات الدينية، وغيرها من الجماعات المشابهة، وعلى ‏ضوء وجود قنوات عادلة لتوزيع وتوصيل الموارد بكافة أنواعها: الاجتماعية، والاقتصادية، ‏والثقافية، والقانونية أو أى موارد أخرى يمكن أن توجد في المجتمع، أو تكون مرغوبة من قبل ‏الغالبية في المجتمع (63). ‏
أما فيما يتعلق بالقيم فإن الصراع الاجتماعى يمكن تعريفه بأنه" نضال أو كفاح حول ‏القيم، أو المطالب المتعلقة بالوضع أو المكانة، أو القوة، أو الموارد النادرة، والتى يكون هدف ‏الأطراف المتصارعة فيها ممتدا إلى تحييد، أو إلحاق الضرر، أو إزالة المنافسين أو التخلص منهم، ‏إضافة إلى كسب، وتحقيق القيم المرغوبة"(64) .‏
إضافة إلى ما سبق، فإن البعد الأنثربولوجى - وبما يمثله من تطور وتفاعلات بين الأجناس ‏والأعراق البشرية- إنما يشكل بدوره أحد الأبعاد الهامة للصراع من المنظور الاجتماعى، حيث ‏يتم النظر إلى الصراع بإعتباره "عملية اجتماعية معقدة متعددة الأبعاد، تنشط في محتويات ‏عديدة مختلفة، وينتج عنها عديد من النتائج المتنوعة". وفى تفسيرها لهذه الرؤية، فإن لورا نادر ‏ترى بأن الصراع والعدوان يشكلان جزءا هاما، من النموذج العام لتطور الكائنات الحية ‏وقدرتها على التكيف بوجه عام ، والإنسان وقدرته على التكيف السلوكى وبجه خاص. من ‏هنا، فإن الكاتبة ترى أنه ليس من الممكن إغفال البعد الأنتثربولوجى في دراسة الصراع ‏الاجتماعى فالإنسان، من جانب قد طور الثقافة والقدرة على تطويع رموزها، كما أن فهم ‏الصراع ودراسته لا تحتاج لأن ترتبط بشكل دائم بالسلوك العدوانى باعتبار أنه ليس نوعا ‏سلوكيا في حد ذاته بقدر ما هو تعبير عن موقف ناتج عن عدم التوافق في المصالح أو القيم من ‏جانب، وبالعديد من الخصائص والسمات المميزة لهذا الموقف من جانب آخر. من هذه ‏السمات ما يتعلق بعناصر الاجتماع أو الاتحاد ‏Associative Aspects‏ ، التناقض في ‏نظام القيم، عناصر الإحباط والعدوانية، الأبنية والهياكل الوظيفية، آليات الاتصال، والسيطرة، ‏والحل، وغيرها من الخصائص التى تميز موقفا صراعيآ بذاته(65).‏
أما المتغير الأيديولوجى كأحد عناصر المدخل الاجتماعى لفهم وتحليل الصراعات، فإنه ‏يشير إلى التناقض في الرؤى الأيديولوجية والنتائج المترتبة عليه، والتى تجعل من تسوية أو حل ‏الصراعات أمرا غاية في الصعوبة والتعقيد. فمن جانب، هناك التأثير الموضوعى للالتزام ‏الأيديولوجى على أنواع الصراعات الأخرى خاصة صراعات المصالح والقيم باعتبار ما تمثله ‏الأيديولوجيات عادة من رؤى محددة للغايات والوسائل، كما أن هناك أيضا بعض الأبعاد ‏النفسية والذهنية والإدراكية المرتبطة بالاختلافات الأيديولوجية، الأمر الذى يؤدى ولا شك ‏إلى تعقيد الموقف الصراعى وصعوبة التوصل إلى حلول موضوعية في غياب الفهم الكامل ‏لأبعاد الموقف الاجتماعى(66).‏
على ضوء ما سبق، يمكن الانتهاء إلى أن المدخل الاجتماعى- وبما يتطلبه من دراسة للروافد ‏الصراعية المتنوعة- إنما يجعل من الممكن ليس فقط إمكانية التوصل إلى رؤية شاملة ومتكاملة ‏للظاهرة الصراعية في أبعادها المتنوعة، ومستوياتها المختلفة، بل أنه أيضا ييسر من سبل تحليل ‏وحل هذه النوعية من الصراعات من خلال فك الارتباط ‏delink‏ بين مكوناتها أو متغيراتها ‏المختلفة – القيمية والثقافية والأيديولوجية-، وبين المصلحة أو المصالح المتضمنة في الموقف ‏الصراعى موضع الاهتمام أو الدراسة، ومن جانب آخر التخفيف من حدة الأوزان النسبية ‏لمصادر الصراع –وقد تم التعرف عليها وتحديدها بدقة، هذا فضلا عن إدخال التغييرات ‏الجوهرية والهامة على بيئة التسوية بما يجعل من الممكن خلق أو دعم مناخ التعاون والتفاهم ‏بصدد التوصل للحل أو التسوية المشتركة.










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-07, 20:08   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
nourssine
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية nourssine
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااا .... بارك الله فيك أخي ....يعطيك الصحة









رد مع اقتباس
قديم 2017-10-25, 19:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
انس شوشة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور اخي
اريد المراجع من فضلك










رد مع اقتباس
قديم 2018-01-05, 09:33   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
mostafa laa
عضو جديد
 
الصورة الرمزية mostafa laa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اخي الكريم .انار الله خطاك.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الصراع, نظرية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc