تبالبالة بلادي الجزائر عمري

[زكراوي عبدالجبار]

بالة (بالكورنجي: تساوربيتس) هي واحة ومركز بلدية بولاية بشار تقع بين العبادلة وتندوف في الجنوب الغربي للجزائر. تبلبالة هي المدينة الوحيدة في الجزائر التي لا يتحدث سكانها اللغة العربية أو الأمازيغية بل يتحدثون الكورنجي[1]. أسست دائرة تبلبالة سنة 1991 وتضم أغلب النصف الجنوبي من مساحة ولاية بشار.

صلتها الوحيدة بالعالم الخارجي هو طريق بطول 70 كم يربطها بالطريق الوطني بين بشار وتندوف، من الشمال مقر الولاية بشار بمسافة 400 كلم وجنوبًا تندوف بمسافة585 كلم.

لجغرافيا

يحد واحة تبلبالة سلسلة جبلية من الجنوب وعرق الراوي من الشمال وهي تنقسم إلى خمس مجمعات سكانية:

زاوية سيدي زكري: وتسمى بالكورنجي كوارة.
مخلوف: وتسمى بالكورنجي يامي
حي الوسط وهو المركز الإداري والتجاري والمعروف "بالكرطي": مجمع سكني نشأ على محيط القلعة الفرنسية أثناء فترة الاستعمار.
حي البناء الذاتي
الشرايع: وتسمى بالكورنجي إفرنيوا.
[عدل]السكان

يبلغ مجموع السكان 6000 نسمة فقط 3000 منهم يتحدثون الكورانجي[2]، معظم الباقين هم أحفاد المهاجرين الجدد للواحة خلال القرن العشرين.

كثير من السكان الناطقين بالكورنجي في كورا هناك يحسنون النطق بها وكذلك في إفرنيوا الذين يقولون أن أصلهم من آيت إسفول تحت فرع من آيت عطا؛ هناك أيضا عدد قليل من العائلات الناطقة بالأمازيغية من آيت خباش تحت فرع آخر من آيت عطا.

[عدل]التاريخ

أقدم من سكن تبلبالة هم قبيلة لمتونة والذين هجروا المكان خلال القرن 6 ميلادي لملاحقة المرابطين في تجربتهم بالمغرب[3].

تقول الأسطورة التاريخية أن أول الأولياء قدوماً إلى تبلبالة هو سيدي زكري الشريف من نسل مولاي دريس، خرج من فاس بحثاً عن ناقة ضالة فلم يجدها إلا بعيدا بالمكان المسمى بلبل وأصبح منذ ذلك الوقت يدعى تبلبالت. قد تكون هناك أسباب أخرى غير الناقة دفعت سيدي زكري للذهاب إلى تبلبالة نظراً للتجارة التي كانت تدور بين مكناس وبلاد السودان مروراً بها[3].

بعد سيدي زكري قدم الكثير من الأولياء إلى تبلبالة نذكر منهم سيدي علي أوعثمان من اليمن وسيدي براهيم من الساقية الحمراء[3].

أدى استقرار هذه الشخصيات بتبلبالة إلى جعلها محطة مهمة بطريق القوافل الرابط بين جنوب المغرب (سجلماسة) والساحل (تمبكتو) خلال الفترة الممتدة بين القرنين 13 و19 رغم تعرض الواحة إلى هجمات الرحل مثل الرقيبات، الغنانمة والتوارق[3].

تقاسم المرابطين والحراطين المعانات المشتركة، وسمحوا حتى لبعض الأشخاص من قبائل عريب وتجكانت باللجوء لديهم، حتى تولى الوصاية على الواحة أحد فروع آيت خباش واستمرت هذه الوصاية حتى دخول الاحتلال الفرنسي[3].

وفقا للتقاليد الشفوية في كلا المكانين، مؤسس ملوكة بالقرب من أدرار كان من المهاجرين الذين هربوا من تبلبالة عندما تم تدمير أحد قصورها من قبل البدو الرحل (الرحامنة) وذلك لعدم دفعهم الضريبة[4]. قبيلة إداو علي الموريتانية تقول أيضا أنها استوطنت في تبلبالة خلال فترة قديمة.

[عدل]اللغة

الكورنجي هي اللغة الأكثر عزلة والواقعة إلى الشمال أكثر من بين لغات سونغاي. يتحدث بها نحو 3000 شخص حول واحة تبلبالة. يعني اسمها حرفيا "لغة القرية"، تحافظ أساسا على هيكل سونغاي لكنها تأثرة لحد كبير باللغة العربية أو الأمازيغية. حوالي 20 ٪ من قائمة سواديش لمئة كلمة من المفردات الأساسية يتكون "من اشتقاقات من اللغة العربية أو البربرية. ونسبة المعجم ككل أعلى بكثير[2].

[عدل]الأولياء والأضرحة

دفن في تبلبالة العديد من الأولياء:

في المقبرة الرئيسية للزاوية (إمامادن) دفن سيدي زكري والذي تحمل القرية اسمه، ; سيدي براهيم ويقال أنهما أصل العائلات الموجودة اليوم هناك.
سبعتوا رجال: مجموعة من سبعة رجال غير معروفين.
في مخلوف دفن سيدي مخلوف البلبالي عالم إسلامي من القرن السادس عشر.
[عدل]المياه والزراعة

منسوب المياه الجوفية بها مرتفع نسبيا مما يجعل الزراعة المروية ممكنة. استعملت الفقارة تقليدياً بالواحة لكنها في انخفاض منذ مطلع القرن العشرين.

[عدل]المراجع