تبلبـــــالة ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > الجزائر ... مدن و أرياف

الجزائر ... مدن و أرياف كل مايتعلق بوصف الجزائر ... سياحة، مناظر خلابة... من نصوص، صور أو فيديو ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تبلبـــــالة ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-11, 13:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي تبلبـــــالة ...

بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم

تبلبالة قريةٌ وادعةٌ ، ثاويةٌ بمنعزلٍ ناءٍ ، تَركنُ إلى أصلِ جبلٍ صخريٍ شاهقٍ ، شديدِ السّوادِ من فرْطِ القيظ و الوهج ،قد أسندت ظهرها إليه لثباته و استقراره ، ملقيةً رجليها في أصل عرقٍ ذهبي الرّمال ، ذي كثبانَ مترامية الأطراف ، لا يحدها البصر ، و لا يُطيقها البشر . و بينهما قزعات من طلحٍ حديدِ الكوسجِ شديدِ القتادِ ، و قطائعُ متتابعاتٌ من النّخيل ، كأنما كراديسُ من خميسٍ عرمرمٍ ، تتخلّلها رُقعٌ من قصيبات الإيراعِ الملبّدِ ،و بين المُسنَد إليه و المُلقَى فيه حَرّةٌ مزروعة صخرا أدهم كأنما أخرج من تنّور قديم . من ورائها فدافدٌ و سماليق ، و قيعان و أباطيح ، و أجارع و جِزاعٌ ، و صرائم و أبارقُ ، يحار في تكوينها المتفكّر في الملكوت . و كما تدرّع الجبل بالطلح و السّدر و نبات الحنظل ، فقد فرش العِرق رماله بألغام السّعدان و نبات الدّانون ، و أثبت في العسّة شجيرات الرّتَم ، التي تدور مع الرّمل في الوجود و العدم ، لكنهما تواثبا مستوفزين في يوم من أيام الدّهر ، و أمسك الجبل بيدي العِرق يتصارعان ، فلوى الأول أنامل الثاني حتى جثى على ركبتيه ، لكنّه أبى الاستسلام ... قد التحمت يمين هذا بشمال ذاك ، و يمين ذاك بشمال هذا . لكنّ مددًا من الكثبان أغاثت بني عمومتها ، بجموع زاحفة باغتت تلك الشواهق السّود من خلفها ، و أحكمت عليها الخناق إلا من منفذ ضيّق ضاربٍ جهة الشرق ، كمثلِ الخلخال ، كأنما قد تركت لها طريقًا للانسحاب و الانسلال . ... لكنّ المشهد تجمّد منذ ذلك الحين ، كأنما نزلت عليهما لعنة فَشَلّت منهما الأوصال و الأركان ، فأنت تراهما اليوم كما كان يراهما الأجداد و الأولون . و في غيابات تلك الفدافد و السّماليق ، عند قدم جبل (سيدي عبّاد)* (انظر الهامش) دُقّت أوتاد بُليدتنا الهادئة السّاذجة ،تلك التي لا تزال تبدو عليها علائم الأصالة و العراقة ، برغم التبرّج الذي بدأت تطلّ طلائع جيشه قبل المشرق و المغرب ، اقتداء بأخواتها اللواتي أمطن عن أوجههن براقع الأصيل و رمين جلابيب التّليد ، لكنّ تبلبالة كذاتِ خدرٍ نُشِّأت في ديار الكرام ، مصونة بتربية الحرائر بعيدا عن لوثات اللئام و دَخَنِ الطّغام . فهي تُقَدّم رجلا و تؤخر أخرى ، يمنعها المنشأ و تُثبّطها الطبّاع ، عن إماطة البرقع و رمي الجلباب ، كمن يُحاذر عقوبة الدّهر ، إن اقتحم المستقبل و ركب نجائبه و مطاياه ...
و على كلّ فأنصار الأصالة يرون أنّ هذا النّحو قد شان وجه القرية و جلّله بسخام أسود فاحم ، و أرباب الحضارة يرون أن القرية تنزع باليا خليقا و تلبس جديدا مُوَشّى بالسندس و الإستبرق . مربعات طوبية متفاوتة الكبر ، من طين أحمر ترابي ، قد عجن بتبن ليشد من أسره و يقويه . تتخلّلها مربعات رمادية شهباء ، من الإسمنت و الخرسانة ، تجوس خلال جموع المنازل الترابية التي تهالك بعضها ، و عاندَ بعضها الآخر ، رافضا رفضا قاطعا ترك المكان لقطعٍ مخدّجةٍ رمت بها رحم الحضارة . و كثير منها أحواش استوطنتها أدغال من النّخيل عششت في جنباتها ، باد أهلها الأوئل الذين شادوا بنيانها و أحكموا أركانها ، و خلفوا خلفهم ورثةً بادوا هم أيضا ، و خلفهم ورثة آخرون ، يقصر عن حصرهم العدّ ، منهم من استكنّ و منهم من ندّ ، و خاف الفقهاء من فرض فرائضهم ، و قسم أنصبتهم ، و بيان أسهمهم ، لاشتباه السّابق باللاحق ، و الآبق بالنّافق ، و الموجود بالمفقود . فبقيت قضاياها معلقة بلا بتّ ، حتى في عصر الذرة و النّتّ ، و ربّما ينظر فيها ، بعد الفصل في قضية فلسطين و بيت المقدس . و لا في المحِلّة من ينبس ببنت شفةٍ أو يهمس . تمتدّ بين ذلك المزيج الطيني الإسمنتي شوارع و أزقة متصالبة متعامدة ، تطول في مواضع و تقصر في أخرى ، تتّسع في جهات و تضيق في غيرها ، كأنها أخاديد خُدّت في بستان ، أو تقاطيع قُدّت في فستان ، و ليس فيها بنيانٌ قد جاوز الطابق الثاني أبدا ، بل إن أهل الطوابق الثانية لا يُجاوزُ بهم العادُّ أصابع يُمناه ، و ما الطابق الثاني إلا غرفة يتيمة توسطتْ فناء فسيحا مستطيلا أو مربعا ، إليه الملجأ و المفر من حرّ ليالي الصّمايم الخانق القاتل . و ليست البلدة كتلة عمرانية واحدة ، بل هي خمس عمائر متباينة الكثافة و السّعة ، فأشدّ الخمسة عمرانا و سَعَة هو حي الوسط و الذي يصطلح عليه النّاس هنا (الفيلاج) . لفظة من بقايا ثقافة المستخرب الفرنسي و لغته ، الفيلاج الذي كان في سبات دهري ضارب في القدم ، حيث أنه لم يعرف نموا يلفِت النظر منذ العهد الفرنسي إلى أواخر القرن المنصرم ، حيث دبّت الحياة في أوصال هذا المخلوق الأشلّ المقعد ، و بدأت تطول أطرافه و تتضخّم مناكبه ، و تضاعفت مساحة الفيلاج إلى أربعة أضعاف أو خمسة ، مع بزوف فجر هذه الألفية ، هذا النتاج الجديد النّامي ، أمدّته جيوش الحضارة بالعدة و العتاد ، ليُحكم الحصار على دعاة الأصالة ، فتحصن الآخِرون في الحي العتيق ، و انتهت بنود الصلح إلى أن لا يُجاوز أهل الأصالة حدود سنة ثمانين ، و أن يوقف الحضاريون مشروعهم الإستيطاني ، لكنّهم لم يتقيدون من جانبهم ، بل راحوا يمسحون الأراضي و يذرعونها ، و يقسمونها على من يريد أن يشيد فيها بناء من بني الحضارة ، فتحلّقت المكعبات الإسمنتية بالحي القديم (الفيلاج) من كل جانب ، تحلّق السوار بالمعصم . . يشرف على كل هذا المشهد قلعة شامخة من الطوب الطيني،كان لها خمسة أبراج رهيبة ، أربعة منها مربّعة ، و واحد مستدير الشكل ، ثلاث منها في الواجهة التي تطل على البلدة ، و اثنان في الضلع المقابل في الظهر ، شُيّدت فوق ربوة في أصل الجبل من جهة الغرب ، لها باب شاهق الارتفاع ، عال عن الأرض ، يوصلك إلى مستواه درج طويل يمتد من نصف التلّ إلى الباب ، و من نصفه إلى الأرض ، طريق حجري مرصوف ، فإذا رقيت الدّرج بقيت بينك و بين الباب هوّة ، لا يسدُّها إلا الباب ، ينزلونه فيصبح جسرا ، و يرفعونه فيعود بابا كما كان ، كقلاع القرون الوسطى في غابات اسكتلندا و جبال إيطاليا . كانت هذه القلعة في الأصل مكتبا للكولونيل الفرنسي ، الذي يحكم المنطقة ، و نحن إلى اليوم نسميها بالبيرو bureau ، و كانت بعد رحيل الفرنسيين ملاذا لكثير من العوائل إلى عهد غير بعيد ، الأمر الذي حافظ على تلك القلعة من الضّياع عقودا من الزمن ، لكنها انهارت جزءا فجزءا ، شيئا فشيئا ، حتى لم يبق منها اليوم الهيكل الخارجي المتداعي . و يقولون أنه كان فيها ممر تحت الأرض مبدؤه منها و منتهاه في قرينتها القلعة التي كان فيها السجن و الثكنة ، و هي تحت الرّبوة شرقا ، متقابلتان تقريبا ، هذه القلعة ذات القباب الطينية البيضاء و الأسوار العالية ، المدعّمة بالأبراج المربعة ، ذات الفتحات الضيقة ، التي لا تسمح إلا بخروج ماسورة البندقية أو الرّشاش . بقيت على شكلها و بنيانها كما تركها المستعمر ، لأن فيها ثكنة للعسكر الجزائري اليوم . و هذا كله يمثل في عرفنا حي الوسط ، ثم يليه كثافة و عمرانا حي الشّرايع ، و هو الطّرف الغربي للقرية ، حيّ هادئ يقع على يسار الدّاخل إلى تبلبالة من جهة (مَقْسَمْْْْْ دْرَا) و هو فجّ بين جبلين ، الجنوبي منهما هو منتهى سلسلة جبال عنّاب و التي تقع خلفها جنوبا كثبان عرق العطشان و بين الجبل و العرق فدافد و سماليق تسمّى (قديح الرّتَم) . و الشّمالي الغربي منهما هو منتهى سلسلة جبلية تمتد من مقسم دْرَا إلى مقسم تافيلالت و قد ينعتها البعض بجبال ديغرو (لكنّها في الوثائق تسمى بجبل بَيْن اثْنَايَا) نسبة إلى بئر عند ذاك الجبل تسمى حاسي ديغرو ، يقال أن الآمر بحفره نقيب في الجيش الفرنسي يقال له ديغرو ، ثم انسحبت التسمية على المنطقة برمتّها بحرّتها ما دون الجبلين و سَمْلَقها و جَرعائها مما دون سقطِ اللّوى من كثبان القراصين ( نسبة إلى بير هناك بهذا الاسم ) ، و تمتد الجبال ضاربة في الإيغال إلى الشّمال من مقسم تافيلالت إلى حمادة حاسي لفقيقيرة ( نسبة إلى بير هناك بهذا الاسم ) . مشكلة سلسلة جبال الوتد و جبل النسا و يشتهر عندنا بجبل النسور ثم جبل بن السّنِّينْ في هذا المكان حيث اجتمع الجبل بالعرق و أخذه بالأحضان ، و زمّله بدثار رملي ناعم فاقع الصُّفرة المحمرّة خجلا ، بفعل الماء الفرات الرّقراق ، الذي استودعته هذه الكثبان أحشاءها ، و يستنبطه الناس من القديم من بين رمالها ، بأيسر كلفة و أضعف جهد ، فينبجس الماء انبجاسا ، فكان موجبا لأن يكون أجدادنا لهذه المحِلّة أحلاسا . و عليه سُمِّي هذا العرق بالرّاوي (أي المُشبَع ماء)،و هو العِرق المعترض فوق القرية شمالا من الشرق إلى الغرب ، كالحاجب الأزجّ السابغ . في مقابل عرق العطشان الذي تدل تسميته على نبإه و خبره ، في مقابل الرّاوي ، في الجهة و الخبر . و بما أن الجبل يفصل بينهما ، حيث أن الرّواي شماله و العطشان جنوبه ، كأن الجبل شكلّ سدّا يمنع وصول الماء إلى تلك الجموع الزاحفة التي جاءت مددا لغوث بنات عمها ، إلجاء لها إلى الاستسلام و التولي عن الزحف ، و النكوص على العقبين إلى تلك الفيافي المقفرة ، و المجاهل التي تتوه فيها أسراب القطا و البيزان .
كان هذا استطراد زلت قدمنا فوقعنا في وهدته ، بعد ذكرنا موقع الشرايع بالنسبة للدّاخل إليها من مقسم دْرَا ...
أعود فأقول : : هذا الحيّ الوادع حضريُّ البنيان في عمومه ، و منشأ ذلك أن أهله تحوّلوا إليه حديثا في هجرة عامة ، من قصر الشرايع القديم موطنهم الأول ، و فيه مساقط رؤوسهم و هم قوم لهم لهجة محلية تسمى الكورنجي (لغة القرية) أو البلبالية إحدى لغات السونغاي و هي بدورها من عائلة اللغات النيلية الصحراوية، و ليس لها نظير في الجزائر ، و يقال أنه يتكلم بها أيضا سكان قصر الخملية جنوب منطقة تافيلالت (سجلماسة) المغربية ، و بعض المناطق في السنغال ، و بعض سكان واحات سيوة من صعيد مصر ، لكنها تأثرت باللغة العربية و البربرية . و نسميها نحن الشّلحة و ننسب أهلها إليها فنقول : الشّلوح (أي الشّلحيون) . في حين أن مُهاجَرهم الجديد كان يسكنه قوم من قبيلة البرابر ، و لهم لهجة يقال البربرية . و أهل هذا الحي أصحاب أراض وضياع و بساتين و نخيل ، شأنهم شأن سكان قصر الزّاوية (زاوية سيدي زكري) و هو الحيّ الواقع قِبلة القرية و أهلها يتكلمون الشّلحة و ينتسبون إليها ، و إن كان فيهم من يتكلم بها و لا ينتسب إلى معاشر الشّلوح ، و هم عروش و أفخاذمتوافرة من الشلوح و من غيرهم . و يقال أن أهل الشرايع قديما كانوا جميعا في الزّاوية ثم انتقلوا منها إلى الشرايع و إلى الجنوب من الزّاوية يوجد قصر قديم يسمى مخلوف و هو أصغر عامرة من عمائر القرية ، و قد غار الحيّان ـ الزّاوية و مخلوف ـ في أمواج من الكثبيبات الصغيرة ، ندعوها السّيوف ، و غرقت في لجج من أسراب النخيل العتيق الذي شكل شبه هلال في القرية .أما حي البناء الذاتي هو شظية تشظّت من هجرة الشرائعيين من قصرهم التّليد ، فاختار بنو عمومتهم الانحياز شرقا جهة الفيلاج و نزلوا على يسار الطريق الداخل إلى تبلبالة من جهة مقسم دْرَا أيضا . فأسّسوا عامرة تكبر قصرَ مخلوف و تصغر عن قصر الزاوية . و في كل عامرة منها مسجد جامع إلا مخلوف فإن فيها مصلى يؤمه نفر لا يزيدون عن الخمسة ، و ثلاثة مساجد قديمة معطّلة المنافع و المصالح ، لحلول الحديث محل القديم ، اللهم إلا مسجد الزّاوية العتيق ، حيث لا يزال يدرس فيه القرآن و يلقن للصّبيان و الفتيان .
و أما أهلها فهم قوم أهل كرم و جود ، لا يمنعون الموجود ، و لا يتكلّفون المفقود ، خيرهم ممدود ، و بأسهم محدود ، يؤثرون الغريب على القريب ، و يواسون المُصاب و الكئيب ، معاشر كرام يطلبون العافية و السّلامة ، و يجتنبون سَنَنَ ذوي العجلة و النّدامة ، و هم قبل قبائل كثيرة متوافرة ، و عروش عديدة متكاثرة ،فمنهم المخاليف و هم سكان قصرمخلوف ـ و يقال أنهم أقدم القبائل التي استوطنت تبلبالة من بين البلباليين اليوم ، ومنهم الشّلوح و هم أهل الشّلحة (اللهجة البلبالية الكورنجي) ، و الحراطين (من النّاطقين بالشلحة غير ِالشّلوح) ، و البرابر و قبائل من العرب من الشعانبة السُّلميين و الغنانمة و العطاونة الهلاليين ( و الهلاليون و السّلميون من العرب العدنانية طبعا ) و قوم من قبيلة اعريب العربية القحطانية ، و قوم من الرقيبات و هم من العرب العدنانية و منهم من يقول أنهم من حمير ، و أسر من التوارق و هم من لمتونة الأمازيغ ، جاؤوها من حواضر البرج و أدرار ، و أسر من الزّوا و هم من ذريةّ أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه ، و أسر من الأدارسة الأشراف من أولا الحسن بن علي رضي الله عنهما ـ و الله أعلم ـ و أقوام غيرهم . ثم توارد إليها حديثا أناس من عرب ذوي منيع الهلالية جاءوا من العبادلة و بشار و القنادسة ، و أسر قليلة و أفراد من الشمال نزلوا تبلبالة بداعي العمل أو التجارة أو السكنى
و بهذا تعلم أن تبلبالة تتشكل من خمس عمائر متباينة متمايزة ، كأنها جزر متقاربة ، ضمّها خليج صغير ، تربط بينها طرق حديثة معبّدة ، ذلّلت السير في أنحاء تلك البليدة الصغيرة ، التي لا يربو سُكّانها عن السبعة آلاف نفس ، تربطنا بالعالم من حولنا طريق إسفلتية معبّدة إلى جهة الغرب، كحبلٍ سُرّي ، متصلٍ بمشيمةِ الطريقِ الوطني رقم 50 الرابط بين ولايتي بشار و تندوف . و كان هذا إلى عهد قريب جداّ (سنة و نصف) قصب النَّفَس الوحيد ، الذي يُمدُّ ـ بعد فضل الله تعالى ـ القرية بحاجاتها و ضروراتها ، فلا يدخل الدّاخل إلا منه و لا يخرج إلا عبره ،كمثل غار الضّبِّ ليس له سوى منفذ واحد . لكنّهم تفضّلوا علينا بترقية أخيرا ، من صيغة غار الضّبّ إلى صيغة نافقاء اليُربوع . فقد أمدُّونا بأنبوب ثان من جهة الشرق ، يوصلنا إلى الطريق الوطني رقم 06 الرابط بين أدرار و بشار ، و قد يقول بعض الأذكياء أنه لإمداد تندوف بمسرب ثان ، يربط بينها و بين أدرار ، و استفدنا نحن تبعا لذلك ، و لكن على كل حال ، فما فُكَّ عن تندوف قد فُكّ عنا نحن معهم ، إذ أن تندوف لا يزال لديها إلا قصب نفس وحيد ، و الحبل السُّري المارُّ بتبلبالة يبعد عنها بخمسمائة كليو متر . فلنحن أحسن حالا ـ في هذه على الأقل ـ من تندوف .
هذا نبأ شرايين الحياة التي تضخ الدّم حارّا ـ أو باردا أحيانا ـ في قريتنا الهادئة السّاذجة ...
أما عن مقاسمها السّتة ، فهاك خبرهم غير سائل عنه و لا ملتجئ للبحث و التفتيش ، أما مقسم دْرَا و هو الفجّ الذي يدخل منه الطريق الإسفلتي اليوم ، و كان كمثل الباب في الحصن ، ذلك أن تبلبالة تحيط بها الجبال من الجنوب و تحيط بها لجج من كثبان الرّمال من الجهات الباقية ، إلا فجاج ضيقة بين الجبال مثل الأبواب نسميها المقاسم ، ما شكّل حصنا طبيعيا و قلعة متترسة جدّا ، و لعل ذلك ما جعل الفرنسيين يختارونها كثكنة لجيوشهم و سجن لعتاة خصومهم و أعدائهم من الوطنيين ، و يقال ـ و العلم عند الله ـ أن فرحات عباس و لحبيب بورقيبة ، كانا من نزلاء سجن قلعة تبلبالة .مقسم دْرَا يخرج منه من يقصد موريتان و جهاتها من القوافل و السّفْرَ ، و إلى يساره مقسم مغمور غير معروف و هو في الحقيقة شبه مقسم يسمى مقسم لَبْيَض ، و بعده إلى جهة الشرق مقسم يعرفه البعض و يجهله الكثير (خاصة جيل النت و النقال) يقال له مقسم السَّلُّوم ، و هما معطّلان إلا من حركة البدو و الرّعاة و أصحاب التّجوال و الرّحلات ، و أما مقسم تافيلات فيخرج منه مريد سجلماسة و واحاتها و خزائنها ، و منها كانت ميرة أهل تبلبالة و تجارتهم لقرب الدار ، و هو كسابقيه من ناحية التعطُّل ، و أما مقسم السّودان ، فيخرج منه مبتغي بلاد توات و القورارة و ما وراءها من بلاد السّودان (أهل البشرة السوداء ، لا دولة السودان) و هو غير معطّل لمرور الطريق الموصل إلى تسابيت (أدرار) بجانبه ، و لا يزال يستعمله الناس حتى قبل فتح هذا الطريق ، ، بجانبه قريبا مقسم معطّل آخر يسمى مقسم اعريب نسبة إلى قبيلة اعريب القحطانية ، و ما أدري ما سبب هذه التسمية .


... يُتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
* - و هو أعلى قمة في جبال تادموست بارتفاع قدره (733م) عن سطح البحر ، و ليس هناك جبل أعلى منه إلا قمة تامجبارت (779 م س ب) من جبال سْماين ، المحادية لقرارة زكري من جهة الشمال (من خريطة فرنسية قديمة لتبلبالة 1939 / 1940)


أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّـــلمي
تبلـــبـالة









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-03-11, 16:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي
















رد مع اقتباس
قديم 2017-03-11, 16:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

















































و هذه صور للقلعتين إبان عهد الاحتلال الفرنسي ، و أنت ترى العلم الفرنسي يرفرف فوق القلعة الأولى

















رد مع اقتباس
قديم 2017-03-11, 22:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن خلدون : وسمعنا من مشايخنا في مجالس العلم ؛ أن أصول فن الأدب وفنونه في أربعة دواوين :- أدب الكاتب لإبن قتيبة ، وكتاب الكامل للمبرد ، والبيان والتبين للجاحظ ، والنوادر لأبي علي القالي وماسوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عليها . او نحوا من هذا القول









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-14, 00:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك فيك ، على الفائدة الخلدونية









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-19, 13:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
راجيةالتوفيق
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا

.......................
...










رد مع اقتباس
قديم 2017-03-30, 12:16   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
AYMEN MIMO
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك فيك










رد مع اقتباس
قديم 2017-04-19, 19:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكما










رد مع اقتباس
قديم 2017-05-01, 11:31   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
>>أثر الفراشة~~
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تبدو جميلة جدا وهادئة ماشاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2017-05-04, 10:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليك و بارك فيك









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-04, 14:03   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
lagraa18
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

روعة بلادي










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-28, 09:00   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
iL aMIRe
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية iL aMIRe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طبيعة ولا أروع
مشكور أخي العزيز










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-28, 09:01   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
iL aMIRe
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية iL aMIRe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طبيعة ولا أروع
مشكور أخي العزيز










رد مع اقتباس
قديم 2017-07-04, 11:56   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
tika96
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2017-07-11, 11:40   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
aicha20012005
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلك اخي لم تعطي المكان بالضبط و أي مدينة أو ولاية تقع وكيف يمكن الوصول الى هاته المدينة وهاته الجبال . ارجو منك إعطاء هاته المعلومات بدقة حتى يتسنى لمن اراد زيارة مثل هاته الأماكن وشكرا اخي










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc