قالوا: لو كلفنا التعلم فى أمور الدين لضاعت أمور الدنيا.

[كامل محمد محمد محمد]

لو كلفنا التعلم فى أمور الدينلضاعت أمور الدنيا......!

قالوا:لو كلفنا التعلم فى أمور الدين لضاعت أمور الدنيا.
قيل:بل لو كلفنا تقليد الآباء والفقهاء وترك التعلم لضاعت أمورنا، لأننا لم نكن ندري من نقلد من الفقهاء المفتين، وهم دون الصحابة أزيد من مائتي رجل معروفة أسماؤهم.وفي الحقيقة لا يدري عددهم إلا الله تعالى، إذ بالضرورة ندري أنه قد كان في كل قرية كبيرة للمسلمين مفت، وفي كل مدينة من مدائنهم عدة من المفتين، والمسلمون قد ملؤوا الأرض.
وأيضاً فإن التعلم به صلاح الأمور لا ضياعها فكل امرىء منا مكلف أن يعرف ما يخصه من أمر دينه من معرفة أحكام صلاته وصيامه، وما يلزمه وما يحرم عليه، وما هو مباح له وهذا هو التعلم المطلوب.
ولو كلفنا الله تعالى إضاعة أمورنا للزمنا ذلك، كما لزم بني إسرائيل قتل أنفسهم إذا أمروا بذلك، وهذا أعظم من إضاعة الأمور،وقد أُمرنا بهرق الخمور، وطرح الجيف، ورمي السمن الذائب يموت فيه الفأر، وحرم علينا الربا، وفي هذا كله إضاعة أموال عظيمة لها قيم كثيرة لو أبيحت لكانت من أنفس المكاسب، وأوفرها، فكيف وليس في التعلم إضاعة أمر بل فيه حفظ كل شيء وتوفية كل الأمور حقها. ولله الحمد.