الالتزام الاخلاقي في التعلم والتعليم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الالتزام الاخلاقي في التعلم والتعليم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-09, 10:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي الالتزام الاخلاقي في التعلم والتعليم

الحمد لله رب العالمين ،و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أما بعد....
أهمية الأخلاق لطالب العلم أهمية قصوى، بسبب طغيان الشهوات على المجال العلمي من حب الشهرة و الرئاسة، بحيث لم يعد الانحراف الأخلاقي محصورا في فئة محرومة أو أمية جاهلة بأحكام دينها ، بل قد تجاوز ذلك إلى النخبة العلمية فضلا عن بقية الناس.
فكان من أهم عوامل ظهور الاستبداد بالرأي، وحب الانفراد بالتأثير كخلق في طالب العلم مهما كان هذا الطالب، ومهما كانت منزلته في العلم، و مقامه في الدعوة إلى الله تعالى، بحيث صار الاستبداد بالرأي ـإعجاب كل ذي رأي برأيه ـ خلقا غالبا اكتسح الساحة العلمية، فتجلى في الاستهانة بالمخالف، و تسفيه رأيه، وعدم الدقة في التحليل، و إخراج الأحكام بدون تسبيب شرعي صحيح..
كذلك انتشار ظاهرة الكذب في العلم، و تكذيب المخالف بدون دليل، و استهجانه، و احتقاره، و الشعور الزائف باحتكار الحقيقة ، و ازدراء الناس، وغمط المخالف حقه، من أهم أسبابه ضعف الأخلاق بسبب ضعف الوازع الديني الحقيقي .
إن ثقافة وفكر النفعانية القائم على الشهوانية، و تركيز التفكير في الانتفاع الفردي و المصلحة الشخصية على حساب الصالح العام، كما هو الحال في منهج أبناء الدنيا أصبح فكرا شائعا متغلغلا في الناس، و أي ناس؟: في بعض أهل الدين!
و إذا ساء الخلق فسد العمل ،كما قال النبي صلى الله عليه و سلم وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) حديث حسن .
وعليه، فإن تنمية المبادئ الأخلاقية العلمية يعلم طالب العلم تعليق الحكم ،و تعليق العمل بسبب الشك في البعد الأخلاقي، فبدون أخلاق ربانية رأسها الإخلاص، وقلبها الصدق، يصير العلم غابة يسكنها أناس أجسادهم أجساد إنسية و أنفسهم أنفس بهيمية شيطانية،إما الحال حال إيماني، و القول قول شيطاني، و إما القول قول قرآني، و الحال شيطاني.
إن الإسلام يقوم في جوهره في جانبه السلوكي على الالتزام الأخلاقي، لا على الشرطة ـ جميع أنواع الشرطة ـ ولا على القمع المعنوي.
فالإيمان و ما ينتج عنه من أخلاق قلبية نفسية، و أخرى لسانية، هو الذي يدفع المسلم إلى التقيّد بفعل الواجب، وترك المحرم من تلقاء نفسه، لا خوفا من سطوة الدولة، ولا طمعا في ثواب الناس من الرياء و الجاه، بل خوف الله ،و رجاء ثوابه في الآخرة، وخوف تعيير الناس المؤمنين، و اجتناب لوم الضميرالحي هو الرقيب الوحيد على المسلم.
وعندما لا يقوم طالب العلم على الخوف من طائفته و أصحابه و شيوخه، بل على الخوف من الله يكون عبدا لله، اتخذ العلم وسيلة لطلب مرضاة الله، لا لنيل مأربا شهوانيا.
راقيا في سماء العبودية، يتقدم بأيسر الوسائل، و بأقل التكاليف، مستجيبا لأوامر الشريعة.
فعندما يدرك المسلم أنه مطالب بفعل واجباته الدينية كما شرعها الله، وبترك المحظورات، بحيث إذا تصرف خلاف ذلك شعر بالندم الشديد، و أصاب ضميره تأنيب حاد، يستدعي لديه قلقا بالتوبة و الإصلاح، يكون الدين قد وصل إلى مستواه الحقيقي كما أنزله الله، دين لا حرج فيه، لأنه نابع من أعماق النفس، اتحدت فيها إرادتها مع إرادة الخالق.
فعندما يرضى المسلم بدينه، و يجد لذة في القيام بمشاعره يصير هذا الدين مطلبا ضروريا لا تقوم النفس بدونه، وهذا معنى من معاني أن لا يكون فيه حرج.
فنحن نريد من خلال تطعيم المناهج العلمية بعنصر الالتزام الأخلاقي، أو بالتربية السلوكية أن نوجد العالم المطابق للتعريف الشرعي الرباني للعالم، فالعلم في كتاب الله و سنة نبيه يراد به نوعان:
الأول: العلم بالله تعالى، و بما هو متصف به من نعوت الجلال و الإكرام، و ما دلت عليه أسماؤه، فهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة، لذلك قال أهل العلم: الشعبي و ابن مسعود العالم من يخشى الله ).
فمن عرف هذا العلم عرف أن الله يثيب على طاعته، و يعاقب على معصيته، فيدعوه ذلك للخشية و العمل.
الثاني: العلم بالأحكام الشرعية، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح و الله إني لأخشاكم لله و أعلمكم بحدوده ) فجعل العلم بالله هو العلم بحدوده:أوامره ونواهيه.
و عليه، قال أبو حبان التيمي:
"العلماء ثلاثة: عالم بالله ليس عالما بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالما بالله، و عالم بالله و بأمر الله، فالعالم بالله الذي يخشى الله، و العالم بأمر الله الذي يعرف الحلال و الحرام.
و إذا عرفت هذا عرفت سبب طغيان الهوى على بعض أهل العلم، و مجانبتهم الصواب و الحق، فإننا لم نجد من المراكز العلمية من أدخلت في مقرراتها تعليم مادة علم السلوك،أو أدب طالب العلم، مع أن المسلمين اجتهدوا فيه، و نبغوا و دونوه في كتبهم.
وهذا مرجعه خلفية فكرية فاسدة، سواء عند هذا أو ذاك، أقصد أن بعضهم قد جعله من اختصاص الزوايا تعلمه، و الآخر جعله من علوم الصوفية التي ابتدعوها، ولذلك لا يوجد في أكثر هذه المراكز تزاوج بين تدريس أصول الفقه و الفقه و علم الحديث و التفسير و علم السلوك.
ومعلوم أن علم السلوك هو الممثل الصحيح للتوحيد العملي الإرادي القلبي، أي بتعبيرنا المعاصر هو مصدر الالتزام الأخلاقي، ولذلك تخرّج هذه الجامعات مناظرين و مجادلين، لا تخرّج مربيين و مصلحين إلا في النادر، و بجهود طالب العلم الفردية.
إن التمسك بصحة الرأي، ورفض النقاش فيه المبني على التعصب و التقليد لا يوافق المنهج الرباني القائم على قاعدةهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
فيجب التفريق بين الثقة بأصول ديننا، و ببشائره القائمة على الإيمان و العلم،و التصديق بالوعد، و بين الوثوقية القائمة على الهوى.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مختار الأخضر طيباوي








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-09, 16:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمدالسني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
الشيخ مختار مواضيعه تلامس الواقع وتعالجه
فجزاه الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-09, 16:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غاوية كلام
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعطيك العافية










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-10, 07:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمدالسني مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الشيخ مختار مواضيعه تلامس الواقع وتعالجه
فجزاه الله خيرا

بارك الله فيك وجزاك خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 07:15   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاوية كلام مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية
الله يعافيك..................









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 13:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Subete
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
الحمد لله رب العالمين ،و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أما بعد....
أهمية الأخلاق لطالب العلم أهمية قصوى، بسبب طغيان الشهوات على المجال العلمي من حب الشهرة و الرئاسة، بحيث لم يعد الانحراف الأخلاقي محصورا في فئة محرومة أو أمية جاهلة بأحكام دينها ، بل قد تجاوز ذلك إلى النخبة العلمية فضلا عن بقية الناس.
فكان من أهم عوامل ظهور الاستبداد بالرأي، وحب الانفراد بالتأثير كخلق في طالب العلم مهما كان هذا الطالب، ومهما كانت منزلته في العلم، و مقامه في الدعوة إلى الله تعالى، بحيث صار الاستبداد بالرأي ـإعجاب كل ذي رأي برأيه ـ خلقا غالبا اكتسح الساحة العلمية، فتجلى في الاستهانة بالمخالف، و تسفيه رأيه، وعدم الدقة في التحليل، و إخراج الأحكام بدون تسبيب شرعي صحيح..
كذلك انتشار ظاهرة الكذب في العلم، و تكذيب المخالف بدون دليل، و استهجانه، و احتقاره، و الشعور الزائف باحتكار الحقيقة ، و ازدراء الناس، وغمط المخالف حقه، من أهم أسبابه ضعف الأخلاق بسبب ضعف الوازع الديني الحقيقي .
إن ثقافة وفكر النفعانية القائم على الشهوانية، و تركيز التفكير في الانتفاع الفردي و المصلحة الشخصية على حساب الصالح العام، كما هو الحال في منهج أبناء الدنيا أصبح فكرا شائعا متغلغلا في الناس، و أي ناس؟: في بعض أهل الدين!
و إذا ساء الخلق فسد العمل ،كما قال النبي صلى الله عليه و سلم وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) حديث حسن .
وعليه، فإن تنمية المبادئ الأخلاقية العلمية يعلم طالب العلم تعليق الحكم ،و تعليق العمل بسبب الشك في البعد الأخلاقي، فبدون أخلاق ربانية رأسها الإخلاص، وقلبها الصدق، يصير العلم غابة يسكنها أناس أجسادهم أجساد إنسية و أنفسهم أنفس بهيمية شيطانية،إما الحال حال إيماني، و القول قول شيطاني، و إما القول قول قرآني، و الحال شيطاني.
إن الإسلام يقوم في جوهره في جانبه السلوكي على الالتزام الأخلاقي، لا على الشرطة ـ جميع أنواع الشرطة ـ ولا على القمع المعنوي.
فالإيمان و ما ينتج عنه من أخلاق قلبية نفسية، و أخرى لسانية، هو الذي يدفع المسلم إلى التقيّد بفعل الواجب، وترك المحرم من تلقاء نفسه، لا خوفا من سطوة الدولة، ولا طمعا في ثواب الناس من الرياء و الجاه، بل خوف الله ،و رجاء ثوابه في الآخرة، وخوف تعيير الناس المؤمنين، و اجتناب لوم الضميرالحي هو الرقيب الوحيد على المسلم.
وعندما لا يقوم طالب العلم على الخوف من طائفته و أصحابه و شيوخه، بل على الخوف من الله يكون عبدا لله، اتخذ العلم وسيلة لطلب مرضاة الله، لا لنيل مأربا شهوانيا.
راقيا في سماء العبودية، يتقدم بأيسر الوسائل، و بأقل التكاليف، مستجيبا لأوامر الشريعة.
فعندما يدرك المسلم أنه مطالب بفعل واجباته الدينية كما شرعها الله، وبترك المحظورات، بحيث إذا تصرف خلاف ذلك شعر بالندم الشديد، و أصاب ضميره تأنيب حاد، يستدعي لديه قلقا بالتوبة و الإصلاح، يكون الدين قد وصل إلى مستواه الحقيقي كما أنزله الله، دين لا حرج فيه، لأنه نابع من أعماق النفس، اتحدت فيها إرادتها مع إرادة الخالق.
فعندما يرضى المسلم بدينه، و يجد لذة في القيام بمشاعره يصير هذا الدين مطلبا ضروريا لا تقوم النفس بدونه، وهذا معنى من معاني أن لا يكون فيه حرج.
فنحن نريد من خلال تطعيم المناهج العلمية بعنصر الالتزام الأخلاقي، أو بالتربية السلوكية أن نوجد العالم المطابق
شقق للبيع للتعريف الشرعي الرباني للعالم، فالعلم في كتاب الله و سنة نبيه يراد به نوعان:
الأول: العلم بالله تعالى، و بما هو متصف به من نعوت الجلال و الإكرام، و ما دلت عليه أسماؤه، فهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة، لذلك قال أهل العلم: الشعبي و ابن مسعود العالم من يخشى الله ).
فمن عرف هذا العلم عرف أن الله يثيب على طاعته، و يعاقب على معصيته، فيدعوه ذلك للخشية و العمل.
الثاني: العلم بالأحكام الشرعية، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح و الله إني لأخشاكم لله و أعلمكم بحدوده ) فجعل العلم بالله هو العلم بحدوده:أوامره ونواهيه.
و عليه، قال أبو حبان التيمي:
"العلماء ثلاثة: عالم بالله ليس عالما بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالما بالله، و عالم بالله و بأمر الله، فالعالم بالله الذي يخشى الله، و العالم بأمر الله الذي يعرف الحلال و الحرام.
و إذا عرفت هذا عرفت سبب طغيان الهوى على بعض أهل العلم، و مجانبتهم الصواب و الحق، فإننا لم نجد من المراكز العلمية من أدخلت في مقرراتها تعليم مادة علم السلوك،أو أدب طالب العلم، مع أن المسلمين اجتهدوا فيه، و نبغوا و دونوه في كتبهم.
وهذا مرجعه خلفية فكرية فاسدة، سواء عند هذا أو ذاك، أقصد أن بعضهم قد جعله من اختصاص الزوايا تعلمه، و الآخر جعله من علوم الصوفية التي ابتدعوها، ولذلك لا يوجد في أكثر هذه المراكز تزاوج بين تدريس أصول الفقه و الفقه و علم الحديث و التفسير و علم السلوك.
ومعلوم أن علم السلوك هو الممثل الصحيح للتوحيد العملي الإرادي القلبي، أي بتعبيرنا المعاصر هو مصدر الالتزام الأخلاقي، ولذلك تخرّج هذه الجامعات مناظرين و مجادلين، لا تخرّج مربيين و مصلحين إلا في النادر، و بجهود طالب العلم الفردية.
إن التمسك بصحة الرأي، ورفض النقاش فيه المبني على التعصب و التقليد لا يوافق المنهج الرباني القائم على قاعدةهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
فيجب التفريق بين الثقة بأصول ديننا، و ببشائره القائمة على الإيمان و العلم،و التصديق بالوعد، و بين الوثوقية القائمة على الهوى.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مختار الأخضر طيباوي

الله يجزاك خير على المشاركة الطيبة









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 13:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة subete مشاهدة المشاركة

الله يجزاك خير على المشاركة الطيبة
بارك الله فيك ونفعنا واياك باقوال العلماء المنصفين









آخر تعديل باهي جمال 2014-03-12 في 13:25.
رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 13:48   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
~ دروب الخير ~
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ~ دروب الخير ~
 

 

 
الأوسمة
وسام تشجيع 
إحصائية العضو










افتراضي

بورك فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-12, 13:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة الماسة مشاهدة المشاركة
بورك فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم
وفيك بارك الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-13, 13:51   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
Subete
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
الحمد لله رب العالمين ،و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أما بعد....
أهمية الأخلاق لطالب العلم أهمية قصوى، بسبب طغيان الشهوات على المجال العلمي من حب الشهرة و الرئاسة، بحيث لم يعد الانحراف الأخلاقي محصورا في فئة محرومة أو أمية جاهلة بأحكام دينها ، بل قد تجاوز ذلك إلى النخبة العلمية فضلا عن بقية الناس.
فكان من أهم عوامل ظهور الاستبداد بالرأي، وحب الانفراد بالتأثير كخلق في طالب العلم مهما كان هذا الطالب، ومهما كانت منزلته في العلم، و مقامه في الدعوة إلى الله تعالى، بحيث صار الاستبداد بالرأي ـإعجاب كل ذي رأي برأيه ـ خلقا غالبا اكتسح الساحة العلمية، فتجلى في الاستهانة بالمخالف، و تسفيه رأيه، وعدم الدقة في التحليل، و إخراج الأحكام بدون تسبيب شرعي صحيح..
كذلك انتشار ظاهرة الكذب في العلم، و تكذيب المخالف بدون دليل، و استهجانه، و احتقاره، و الشعور الزائف باحتكار الحقيقة ، و ازدراء الناس، وغمط المخالف حقه، من أهم أسبابه ضعف الأخلاق بسبب ضعف الوازع الديني الحقيقي .
إن ثقافة وفكر النفعانية القائم على الشهوانية، و تركيز التفكير في الانتفاع الفردي و المصلحة الشخصية على حساب الصالح العام، كما هو الحال في منهج أبناء الدنيا أصبح فكرا شائعا متغلغلا في الناس، و أي ناس؟: في بعض أهل الدين!
و إذا ساء الخلق فسد العمل ،كما قال النبي صلى الله عليه و سلم وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) حديث حسن .
وعليه، فإن تنمية المبادئ الأخلاقية العلمية يعلم طالب العلم تعليق الحكم ،و تعليق العمل بسبب الشك في البعد الأخلاقي، فبدون أخلاق ربانية رأسها الإخلاص، وقلبها الصدق، يصير العلم غابة يسكنها أناس أجسادهم أجساد إنسية و أنفسهم أنفس بهيمية شيطانية،إما الحال حال إيماني، و القول قول شيطاني، و إما القول قول قرآني، و الحال شيطاني.
إن الإسلام يقوم في جوهره في جانبه السلوكي على الالتزام الأخلاقي، لا على الشرطة ـ جميع أنواع الشرطة ـ ولا على القمع المعنوي.
فالإيمان و ما ينتج عنه من أخلاق قلبية نفسية، و أخرى لسانية، هو الذي يدفع المسلم إلى التقيّد بفعل الواجب،
شقق للايجار بمصر الجديدة وترك المحرم من تلقاء نفسه، لا خوفا من سطوة الدولة، ولا طمعا في ثواب الناس من الرياء و الجاه، بل خوف الله ،و رجاء ثوابه في الآخرة، وخوف تعيير الناس المؤمنين، و اجتناب لوم الضميرالحي هو الرقيب الوحيد على المسلم.
وعندما لا يقوم طالب العلم على الخوف من طائفته و أصحابه و شيوخه، بل على الخوف من الله يكون عبدا لله، اتخذ العلم وسيلة لطلب مرضاة الله، لا لنيل مأربا شهوانيا.
راقيا في سماء العبودية، يتقدم بأيسر الوسائل، و بأقل التكاليف، مستجيبا لأوامر الشريعة.
فعندما يدرك المسلم أنه مطالب بفعل واجباته الدينية كما شرعها الله، وبترك المحظورات، بحيث إذا تصرف خلاف ذلك شعر بالندم الشديد، و أصاب ضميره تأنيب حاد، يستدعي لديه قلقا بالتوبة و الإصلاح، يكون الدين قد وصل إلى مستواه الحقيقي كما أنزله الله، دين لا حرج فيه، لأنه نابع من أعماق النفس، اتحدت فيها إرادتها مع إرادة الخالق.
فعندما يرضى المسلم بدينه، و يجد لذة في القيام بمشاعره يصير هذا الدين مطلبا ضروريا لا تقوم النفس بدونه، وهذا معنى من معاني أن لا يكون فيه حرج.
فنحن نريد من خلال تطعيم المناهج العلمية بعنصر الالتزام الأخلاقي، أو بالتربية السلوكية أن نوجد العالم المطابق للتعريف الشرعي الرباني للعالم، فالعلم في كتاب الله و سنة نبيه يراد به نوعان:
الأول: العلم بالله تعالى، و بما هو متصف به من نعوت الجلال و الإكرام، و ما دلت عليه أسماؤه، فهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة، لذلك قال أهل العلم: الشعبي و ابن مسعود العالم من يخشى الله ).
فمن عرف هذا العلم عرف أن الله يثيب على طاعته، و يعاقب على معصيته، فيدعوه ذلك للخشية و العمل.
الثاني: العلم بالأحكام الشرعية، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح و الله إني لأخشاكم لله و أعلمكم بحدوده ) فجعل العلم بالله هو العلم بحدوده:أوامره ونواهيه.
و عليه، قال أبو حبان التيمي:
"العلماء ثلاثة: عالم بالله ليس عالما بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالما بالله، و عالم بالله و بأمر الله، فالعالم بالله الذي يخشى الله، و العالم بأمر الله الذي يعرف الحلال و الحرام.
و إذا عرفت هذا عرفت سبب طغيان الهوى على بعض أهل العلم، و مجانبتهم الصواب و الحق، فإننا لم نجد من المراكز العلمية من أدخلت في مقرراتها تعليم مادة علم السلوك،أو أدب طالب العلم، مع أن المسلمين اجتهدوا فيه، و نبغوا و دونوه في كتبهم.
وهذا مرجعه خلفية فكرية فاسدة، سواء عند هذا أو ذاك، أقصد أن بعضهم قد جعله من اختصاص الزوايا تعلمه، و الآخر جعله من علوم الصوفية التي ابتدعوها، ولذلك لا يوجد في أكثر هذه المراكز تزاوج بين تدريس أصول الفقه و الفقه و علم الحديث و التفسير و علم السلوك.
ومعلوم أن علم السلوك هو الممثل الصحيح للتوحيد العملي الإرادي القلبي، أي بتعبيرنا المعاصر هو مصدر الالتزام الأخلاقي، ولذلك تخرّج هذه الجامعات مناظرين و مجادلين، لا تخرّج مربيين و مصلحين إلا في النادر، و بجهود طالب العلم الفردية.
إن التمسك بصحة الرأي، ورفض النقاش فيه المبني على التعصب و التقليد لا يوافق المنهج الرباني القائم على قاعدةهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
فيجب التفريق بين الثقة بأصول ديننا، و ببشائره القائمة على الإيمان و العلم،و التصديق بالوعد، و بين الوثوقية القائمة على الهوى.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مختار الأخضر طيباوي
جزاك الله كل خير
شكرا على المشاركة الطيبة









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-15, 10:15   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Subete مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير
شكرا على المشاركة الطيبة
الله يبارك فيك









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-15, 11:24   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
حفظ الله الشيخ مختار الطيباوي










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-18, 12:09   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
Ghaliabac2013
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية Ghaliabac2013
 

 

 
إحصائية العضو










M001


بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء إن شاء الله.












رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الالتزام, الاخلاقي, التعلم, والتعليم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc