القصور التراثية في الجزائر ( أكتب قصرا تعرفه ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القصور التراثية في الجزائر ( أكتب قصرا تعرفه )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-12, 15:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إسحاق بن سلامة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B10 القصور التراثية في الجزائر ( أكتب قصرا تعرفه )





تحياتي الخالصة و العطرة لجميع الأعضاء :






أرجوا من الجميع المشاركة معنا في إثراء الموضوع و جمع أكبر عدد من المعلومات التراثية حول القصور في الجزائر


و أنا أبدأ بقصر بلدية عين ماضي :


القصر العتيق لعين ماضي








إذا نظرنا و تأملنا بدقة في جمال القصر القديم لمدينة عين ماضي و روعته من داخله و خارجه محاطا بتلك البساتين، فهو يعكس لنا هندسة معمارية تتماشى مع البيئة.

التأسيس :
يرجع زمن تشيد هذا الصرح الكبير إلى يد عرش التجاجنة، و هم أول من سكن و شيد مدينة عين ماضي ، كان ذلك قبل تسعة قرون من الزمن حسب التاريخ المتواتر لسكانه الأصليون .

الهندسة :
قصر عين ماضي هو تحفة معمارية مميزة ، تحيط به مجموعة من البساتين فهو كما قال غيه أحد المؤرخين " قصر عين ماضي هو جوهرة ملفوفة في قطن " . فهو مصمم بدقة و فخامة تجعله مقصدا للسياح .

هندسته شبيهة بقرى الجنوب حيث الأزقة ضيقة لكنها بخلاف هاته القرى ، فإنها تسمح للحيوانات كالجمال و البغال بالسير فيها.

روعة هندسة قصر عين ماضي و فن عمارته جعلت من المؤرخ و الرحالة الألماني van maltsan حينما زارها يقول " أنه لم ير مثلا لحصنها و قلاعها إلا في مدن الشام " و دون ذلك في كتابه " ثلاث سنوات في شمال إفريقيا " .

التصميم :
بني القصر القديم كله من الحجارة و الطين Tuf ، على عكس بعض القصور الأخرى هنا في الجزائر بناؤها من الطين فقط ، فجدرانه كلها من الحجارة و كذلك الأبنية ، إذ يحتوي على أكثر من 270 منزل ، و كل منزل يحتوي على طابق أرضي على الأقل .

سقوف المنازل مبنية بخشب العرعار TUYAو القصب . و العرعار كما هو معروف إذا قطع أخضر لا يصيبه التسوس ، و كما أن خشب العرعار لا يتجاوز المترين فجل الغرف عرضها مترين .
و كما أن السقف لا يتجاوز علوه المترين فإن الإنسان غاليا ما يستغني عن التدفئة ، أما في فصل الصيف فالغرف باردة إذ أن السقف الثاني الأعلى يعزل حرارة الشمس .أما في الليل فالسطح يعوض الغرفة .

أبواب القصر القديم :
به ثلاث أبواب :

1.باب الساقية : باب الساقية من الداخل :

2.الباب الكبير : موقعه الأصلي :

3.الباب الشرقي :تم فتحه في الأربعينيات .

كلها كانت تغلق في المساء و تحت حراسة مشددة ، و كانت في القصر حوالي 12 قلعة محصنة غير أن أغلبها طمس و لم يبق منها إلا ثلاثة ، كان ارتفاع الصور الحصين يتراوح ما بين 06 إلى 10 أمتار علوا ، فالصور يرمز للقوة و الهيبة .
كما يحتوي القصر على 04 بئرعميقة يبلغ عمق الواحدة حوالي 30 متر .


الحملات على عين ماضي :


شهد القصر القديم لعين ماضي قديما عدة حملات لحصاره من الأتراك سابقا ، غير أن قوة الحصن و القلاع حالة دون سقوط القصر في أيدي الغزاة ، حيث حوصر عدة مرات و في فترات طويلة تصل إلى أشهر و لم يسقط ، بفضل وجود المؤن التي يخبئها السكان و التي تكفي حوالي العام ، و بفضل وجود 04 بئر للمياه داخل القصر.

الحملات :



1784 - 1785 م : محمد الكبير ( باي وهران )

1787 - 1788 م ( 1201 - 1202 هـ) : الباي عصمان و لد الباي محمد الكبير .

1820 م : باي وهران حسان .


1822 - 1823 م ( 1237 - 1238 هـ ) :باي الطيطري مصطفى بومزراق .


22 جوان 1838 م - 02 ديسمبر 1838 م : الأمير عبد القادر ( مع محمد الحبيب). هجوم قام به الأمير عبد القادر لكنه لم يستطع الدخول إلا بمعاهدة كما هو معروف تاريخيا و لأسباب تاريخية .


مميزاته :

من مميزات القصر القديم البراعة في التخطيط و الشوارع الطويلة و الضيقة و الجدران الكبيرة و العالية و القلاع التي كانت به قديما ، كلها زادت من جماله .
يعتبر قصر عين ماضي نموذجا للعديد من القصور الأخرى ، له سحر جمالي نتيجة التقنيات التي استعملت في ذاك العصر، فهو فريد من نوعه من هذه الناحية و هو يقدم نافذة في عمق تاريخ هاته القرية ، فالقصر مصمم بفخامة تجعل منه مقصدا للسياح ، فالأقواس المقوسة و الميزات الهندسية كلها من مميزات الحضارة الإسلامية وقتها ، ففن عمارة القصور المغربية الإسلامية تظهر جلية في هذا القصر واضحة متناسقة فيما بينها كما تزيده البساتين المحيطة به رونقا و جمالا.



القصر حاليا :

هذا التراث الضارب في عمق التاريخ و الذي يعتبر من أهم المراكز الأثرية لمدينة عين ماضي هو الآن في تدهور مستمر نتيجة عاملي الزمن و عدم اكتراث السلطة المحلية به .
ومع نزوح السكان إلى الأحياء الجديدة ، فقد تدهورت حالة هذا القصر و كانت البداية من نخور تقع في الميزاب " صراف مياه الأمطار من أعلى سطوح المنازل " ، ثم تلا ذلك تخريب من طرف البعض حيث نهبت الأبواب و الأخشاب ،و المسؤولية تقع على الإدارة المحلية .


و لحق بعد ذلك تدهور في الجدران جراء هذا الفساد و التخريب الذي لحق به .


فقصر عين ماضي له مكانة على الخريطة السياحية الوطنية و العالمية ، لذا يستحسن من السلطات المعنية التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظا على التراث الجزائري القديم ، كما ينتظر من السلطة الولائية و خاصة مصلحة الآثار أن تنظر إلى هذا المعلم لعله يصنف ضمن الآثار .






حصريا :

مخطط لقصر عين ماضي لسنة 1838 حينما هاجمه الأمير عبد القادر و يبين بالتفصيل القصر من الداخل و عدد أبراجه و أبراج البساتين المحيطة بالقصر و هذه ميزة منعدمة في القصور الأخرى في الجزائر :







القصر من الأقمار الإصطناعية :







أرجوا من الجميع المشاركة معنا


و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-09-12, 20:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حنان الهام
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية حنان الهام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و أنا راح أبدأ بقصر بوسمغون






وهده نبدة عنه

التاريخ هو المرآة التي تعكس لنا حياة و حضارات الشعوب التي عاشت قبلنا، و تطلعنا على نمط معيشتها في شتى جوانب الحياة.

و إن تكلمنا عن تاريخ منطقة بوسمغون ، فإنه هناك معالم عديدة نستكشف من خلالها خبايا المنطقة، و تاريخ المدينة ، ومن بين هذه المعالم ، أطلال القصر القديم التي تشهد على حياة قوم عاشوا بين جدرانه العالية ، التي مازالت تتحدى الزمن في شموخ رغم تصدعهاإن لهذا الموضوع جاذبية و إغراء لا يقاوم لا لأني ابن المنطقة فحسب بل لجفاف القلم في المضمار خصوصا التاريخي منه بل لقصور يكاد يكون متعمدا و إجحاف مفرط و هكذا تعيش كثير من المعالم التاريخية في بلادنا
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
I-القصر القديم:[/COLOR]

إن منطقة بوسمغون كانت في البداية عبارة عن سبع قصور كانت متواجدة على ضفاف الواد و كانت المسافة بينهما قصيرة . أما موقعها بالنسبة للواد فكانت كالآتي :

من الجهة اليمنى كانت ثلاثة قصور وهي قصر "أولاد موسى"، قصر "أولاد علي"، و قصر "أولاد سيدي أمحمد"، أما من الجهة اليسرى كانت أربع قصور و هي قصر "أولاد سليمان " ، قصر "أولاد نقيت "، قصر "أولاد عيسى " وقصر "أغرم " و كانت المنطقة تدعى "واد الأصنام " ثم "واد الصفاح" نسبة إلى الأحجار المصفحة الموجودة بالواد، وكانت المنطقة نقطة عبور لخط الحجيج الرابط بين مراكش و فقيق بالمغرب الأقصى مرورا ببني ونيف ثم بوسمغون كما أنها كانت إحدى المحطات الهامة للخط التجاري الرابط بين الشمال "تلمسان" و الجنوب "السودان" و هذا حسب الرحالة "العياشي"، كانت بالمنطقة صراعات قائمة بين أهل تلك القصور السبع بسبب حدود الأرضي الزراعية و مياه السقي، و عندما حل الوالي الصالح "سيدي أبي سمغون " بالمنطقة أخذ في تسوية الأوضاع وفك النزاعات . و "أبي سمغون " من الساقية الحمراء، كان متجها إلى المدينة المنورة لأداء فريضة الحج مرورا ببوسمغون التي كانت ممرا للقوافل ، و هناك نزل عند "آت نقيت " و هكذا لم يتمم طريقه إلى الحجاز و بقي لحل المشاكل و فك النزاعات. و بفضل حنكته استطاع تحقيق ما بقي من أجله، وهكذا نظرا لأعماله الجليلة أصبحت المنطقة تسمى باسمه وهو اليوم مدفون بالمنطقة و ضريحه موجود بمكان يدعى "آت نقيت ". و من بين تلك القصور السبع بقي منها قصر واحد و هو الذي نحن اليوم بدراسته.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
الموقع :[/COLOR]

يقع قصر بوسمغون بين خطي عرض °32 و ° 33درجة قريب من خط غرينتش، يرتفع على مستوى سطح البحر بـ 1148م، متواجد بين سلسلتين جبليتين "تامدة " شرقا و يبلغ علوها 1989 م و "تانوت " غربا و يبلغ علوها 1932م، لقصر بوسمغون منافذ من الشمال و الجنوب فهو كان ممر و محطة تجارية للقوافل، و القصر يقع على ضفاف الواد .
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
أصل السكان :[/COLOR]

تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أصل سكان القصر من قبيلة "الزناتة" البربرية التي كانت تقطن بضواحي تلمسان اتجهوا نحو الجنوب طلبا للحاجة لذا استوطنوا بالمنطقة فمارسوا فيها نشاطهم اليومي و المتمثل في الزراعة و مما يتميز به سكان المنطقة آنذاك اتسامهم بسمات مماثلة لطبيعة الأرض فكانت الشجاعة السمة الغالبة عليهم إلى جانب عزة النفس و الأنفة و الكرامة و حسن الخلق، و بقيت هذه الصفات ملازمة لهم لحد اليوم، و اتضحت جليا إبان ثورتنا المباركة حيث دفعوا بخيرة شبابهم إلى أتون الحرب فداء للوطن في سبيل الحرية.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
اللغة:[/COLOR]

اللغة التي كان و ما يزال يتكلم بها سكان المنطقة لحد اليوم هي اللغة "الأمازيغية"نسبة إلى "أمازيغ بن قحطان" و كلمة "أمازيغ " تعني مطلق الحرية.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
تاريخ بناء القصر:[/COLOR]

يعود بناء القصر القديم ببوسمغون إلى عدة قرون و هناك من يرجع بناؤه إلى حوالي سبعة عشر قرنا أو أكثر و هذا حسب المعلومات المأخوذة جدا عن جدا، و هذا ليس بالأمر الغريب ما دام هناك ما يدل على أقدميته كالقبور القديمة جدا و الأبراج المهدومة و المتبعثرة هنا و هناك بجانب القصر و على مرتفعات الواد و المستعملة آنذاك للحراسة. و كذا تقلده لعدة أسماء نذكر منها أنه سمي بقصر "أولاد سليمان " و أيضا سمي بـ "القصر الأسعد" من طرف الولي الصالح "سيدي أحمد التجاني "، و أيضا نوع بناء القصر موجود في "توغزوت" بفرندة ولاية تيارت أين عاش العلامة "ابن خلدون" وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أقدمية القصر و حضارته .

وأما مساحة القصر تبلغ 1كلم2، تتجمع المساكن بداخله في شكل تراكمي متماسك فيما يشبه القلعة ، تحيط به أسوار عالية، و يلاحظ بأن شكل القصر لم يدخل عليا أي تغيير محسوس طوال القرون الماضية ، فهو في صورته الحالية امتدادا لما كان عليه.

للقصر ثلاثة أبواب تنفتح نحو الطرق المؤدية إلى الواد من جهة و إلى الخارج من جهة أخرى، وهي أبواب كبيرة مصنوعة من خشب النخيل، قفلها عبارة عن عود سميك مستدير الشكل في الغالب.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
أ.الباب الأول :
[/COLOR]
هو الباب الرئيسي و يطلق عليه اسم "الباب القبلي" يقع بالجهة الشرقية للقصر له علاقة بالتجارة و القبائل الوافدة للقصر من أجل الحاجة.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
ب-الباب الثاني:[/COLOR]

هو الباب المطل مباشرة على الواد و يسمى "الباب الظهراني" موجود بالجهة الغربية يدعى "باب أتناسي" و هو خاص بدخول و خروج فلاحي القصر.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]ج-الباب الثالث:[/COLOR]

هو الباب الموجود بالجهة الجنوبية وهو باب ثانوي يدعى "باب تمدلة تبون".

كانت هذه الأبواب الثلاثة تغلق عند غروب شمس كل يوم إلى غاية طلوع فجر اليوم الموالى .

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الوصف الداخلي للقصر :[/COLOR]

المنازل على العموم في القصر متشابهة، كل منزل في الغالب يتكون من طابق أو طابقين، ذو ساحة في الوسط مكشوفة بالطابق العلوي و على جانب الساحة تصطف البيوت.

في الطابق الأرضي تخصص الحجرات لكل ما يتعلق بأدوات الإنتاج الزراعي و الحطب و علف الماشية بالإضافة إلى ما يشبه حظيرة الحيوانات ويتميز الطابق الأرضي بوجود حجرة أكثر اتساعا ومظلمة تخصص لخزن مؤونة عيش الأسرة السنوي و يطلق عليها اسم "المخزن". أما في الطابق العلوي يخصص لغرف النوم، و لمجمل متاع الأسرة و يتميز الطابق العلوي ببيت الضيوف "الصالة" حيث أنها تتخذ شكلا مستطيلا و تكون أوسع من الحجرات و يعتنى بتشديب خشب سقفها المنجور من جذوع النخيل و كذا "الكرناف"، الذي يغطي الفجوات ما بين الأخشاب الممدودة بين الجدران. أما بالنسبة للأسرة الميسورة الحال فإنها تستبدل "الكرناف" بأعواد "الدفلة" و تلون بألوان باهية حيث تعطي للسقف منظرا زاهيا مزخرفا جذاب. للقصر خمسة أحياء أساسية هي "أغرم آجديد"، "أغرم آقديم"، "تمدلة تبون"، "تمدلة توسليمان"، "ساحة الجماعة".

وله أيضا ثلاثة أزقة رئيسية هي زقاق "تمدلة تبون"، زقاق "آغرم آقديم" وزقاق "ساحة الجماعة".

و هكذا فالزائر للقصر يلاحظ أنه ذو هندسة معمارية رائعة متميزة ومناسبة لسائر الفصول الأربعة كما أن المادة الأساسية للبناء هي الطوب الطيني فيما عدا الأساس الذي يبنى بالحجارة و الجير المحلي و كذا خشب النخيل يعتبر مادة ثانية في البناء و في هذه البيئة الصحراوية ذات المناخ القاسي ليس من وسيلة لاتقاء حر الشمس داخل القصر إلا تحت هذه الأزقة المسقوفة، ولا مهرب من نور الشمس القوي صيفا داخل المنزل إلا اللجوء إلى الحجرة في الطابق الأرضي الأكثر ظلمة و برودة فالشكل العام للدار و الأزقة في القصر تابع للوسط الطبيعي حرص البناءون المحليون منذ القديم على التكيف معه.

أما الطرق و الأزقة فقد تضيق أو تتسع حسب الوظيفة التي تؤديها فالطرق الرئيسية تكون أكثر اتساعا لتستجيب لضروريات التنقل خصوصا منها الطرق المؤدية إلى الأحياء الكبيرة و المرافق العمومية كالمسجد و ساحة الجماعة أين توجد الدكاكين.

و لهذا الأخير ساحة كبيرة مكشوفة الوسط مساحتها 100م2 ولها منافذ لعدة جهات و تدعى بـ "ساحة الجماعة" حيث أنها كانت تستعمل لأعمال الجماعة كالأفراح و السفر مثلا إلى الحج و أيضا للتجمع استعدادا للحرب ...

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الحياة الاقتصادية بالقصر:

الفلاحة:
[/COLOR]
كانت الزراعة تشكل المصدر الأساسي للعيش بالنسبة لكل سكان القصر و إن النشاطات الأخرى كالتجارة و الحرف الصناعية لم تحل بين ممارسيها و العمل الزراعي، رغم الظروف الطبيعية القاسية التي تتسم بها المنطقة كجفاف المناخ و ضيق الأراضي الزراعية التي لا تضمن لصاحبها في أحسن الأحوال إلا محصولا يستجيب للحاجيات الضرورية فقط مع بعض الفائض في التمور و الرمان أحيانا، ولكن بفضل العزيمة الصلبة و الإرادة القوية و الوسائل الإنتاجية التقليدية المحلية استطاع سكان القصر مقاومة كل الهزات والأزمات.

يمكن تقسيم الأراضي الزراعية التي كانت بحوزة سكان القصر إلى نوعين: أراضي مسقية بانتظام وهي الموجودة بالواد قرب القصر، أما النوع الثاني فهي أراضي بور غير مسقية مغروسة بالنخيل أو عارية من أي غرس - أراضي حرثية - تستعمل في إنتاج الحبوب وهذه الأخيرة موجودة على مسافات مختلفة على القصر مثل "النخيلة" و "عين عدو" ...
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
الملكية الزراعية:

الأرض :[/COLOR]

علاقة أهل القصر بالأرض علاقة ملكية خصوصية فلكل أسرة نخيلها و بساتينها. رغم كون عدد منها في حالة الحُبس جرت العادة على انتقالها من الأجداد إلى الأحفاد و هو ما ساعد على عدم تجزئتها سواء بالبيع أو بالقسمة إلا أن هذه الملكية الخصوصية في حد ذاتها صغيرة متداخلة فيما بينها تفصل عن بعضها بحواجز حائطية مبنية بالطوب، ولازالت الطرق و الأزقة داخل الواد تحمل أسماءها الماضية وهي أسماء طوبوغرافية كالتضاريس البارزة ممل "أزرو" إلى غير ذلك و اللافت للنظر هو توزيع البساتين تحمل أسماء الأسر المالكة لها مثل "آت موسى"، "آت نقتيت " و هذا مظهر من مظاهر الارتباط الشديد بالأرض.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الماء :[/COLOR]

موقع قصر بوسمغون في منطقة صحراوية جافة، تساقطاتها المطرية ضعيفة، غير منتظمة، ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف ينتج عنها تبخر كبير للمياه و هذه الوضعية الطبيعية لا تساعد على خلق جريان سطحي دائم للمياه وبالتالي انعدام لكل نشاط زراعي، فمن بين المصادر الأساسية للمياه هي العيون المائية المتفجرة من باطن الأرض و الآبار و كذلك استغلال المياه الجارية من هنا وهناك عن طريق إقامة سدود صغيرة مثل سد "نيرجوم".
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
تنظيم و توزيع المياه:[/COLOR]

نظام السقي بواد بوسمغون أكثر تعقيدا من نوعه تستلزم دراسته إحاطة واسعة بالمراحل التاريخية التي تم فيها استغلال العيون المائية من طرف أهل القصر.

كان و مازال يستعمل فلاحي بوسمغون في توزيع مياه السقي نظاما دقيقا أكثر تقدما لاعتماده على القياس الزمني بدل الحجم، و لأهمية الماء في حياة الفلاحين فإنهم يتصرفون فيه بكامل الحرص و العناية، و قد دفعت بهم الحاجة للتساكن و تحاشي الاصطدام بين المستفيدين إلى إيجاد نظام لتوزيع مياه الفجارات بشكل محكم قائم على أساس وحدة زمنية يطلق عليها اسم "الخروبة" و التي يقدر وقتها الزمني بخمسة و أربعين دقيقة ( 45د).

وتشكل "الخروبة" جزء واحد من 32جزء (32/1) خلال يوم كامل و بمعنى آخر أن كل 32خروبة تستغرق 24ساعة، إذا الخروبة الواحدة زمنيا = 24 سا x 60د/32= 45دقيقة.


[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المنتجات الزراعية :[/COLOR]

بما أن بوسمغون منطقة فلاحية فهي تقريبا توجد فيها كل المنتجات الزراعية غير أنها تشتهر بالتمور و الرمان الذي يفوق عدد أشجاره 15000شجرة وهو نوعان البصلى و العادي.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]التمور:[/COLOR]

تختلف تقديرات عدد النخيل ببوسمغون غير أن النسبة المرجحة تقريبا هي 1600نخلة و ربما أكثر و هي في العدد التنازلي اليوم لأسباب عديدة منها الجفاف المتزايد و تفاقم مرض "البايوض" مع عدم تعويض ذي بال للنخيل الميت عن طريق الغرس الجديد.

و للتمور ببوسمغون عدة أنواع نذكر على سبيل المثال "بوفقوس غراس"، "بوفقوس أردبي"، "تبرشانت"، "ترحالت"، "تزيزاوت"...إلخ.

وتمر النخلة السمغونية في دورتها الإنتاجية بثلاث مراحل :
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المرحلة الأولى:[/COLOR]

هي مرحلة التلقيح و التي تتم ما بين شهر مارس و أفريل و هذه المرحلة تعرف محليا بوقت "الذكار" يشدب فيها جريد النخلة من الأشواك والزوائد اليابسة و يوضع اللقاح "الذكار" في الأغداق المفتوحة.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]المرحلة الثانية :[/COLOR]

تتم في شهر جوان و بداية شهر جويلية و فيها تتحول الأغداق إلى عراجين حيث يغلظ حجم بلحها و تتدلى بقوة الجاذبية و الثقل خارج الجريد يقوم صاحب النخلة بوضعها فوق الجريد بحذر ليصبح متكأ لها خوفا من تكسرها بفعل الرياح، و لذلك تسمى بعملية "التصويب".
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المرحلة الثالثة :[/COLOR]

تتم في أواخر شهر سبتمبر و تستغرق شهر أكتوبر بكامله فيتم فيها جني المحصول و تسمى هذه المرحلة بـ "وقت القطيع" فالنخلة لها أهمية كبيرة ومتعددة حيث أنها المصدر الأساسي للعيش فهي تعطي الثمار و خشبها يستعمل في بناء و صنع الأبواب كما تستعمل أوراق جريدها في صنع القفاف و ما شبه ذلك مثل "الشواري" وهو الذي يوضع فوق الدابة و تحمل فيه التمور، أما عراجين النخيل لما تُحت من التمور تستعمل كمكانس و ألعاب للأطفال و إلى غير ذلك من الفوائد المتعددة للنخلة.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الطب في قصر بوسمغون :[/COLOR]

كان الطب في قصر بوسمغون مثل الطب في المناطق الأخرى حيث كان يعتمد على الطرق التقليدية باستعمال الأعشاب المحلية غير أن فن الجراحة كان متقدما في قصر بوسمغون عن باقي المناطق الأخرى المجاورة، و هذا ما جاء في كتاب أرشيف "معهد باستور" بالجزائر سنة 1937م، فمثلا فيما يخص الكسور البسيطة كان العلاج بسيطا حيث يشد العضو المكسور بسواعد "تسبغين"، ثم يوضع عليه قليل من الحنة و يغطى الكل بقطع من القماش.

و بالنسبة للحيوانات يمكن استعمال الطريقة الماضية أو طريقة أخرى و هي الإتيان بقطعة من خشب طولها حسب طول العضو المكسور و في وسط هذه القطعة، يوجد شق بعرض 1سم تقريبا، توضع القطعة على طول العضو المكسور و يتم إدخال جلد الحيوان في ذلك الشق الموجود وسط القطعة الخشبية، ويتم شدّه عن طريق شدّ جزئي للخشبة، كانت تستعمل هذه الطريقة أكثر عند الجدي و الحمل الصغيرين.

فيما يخص لسع العقرب يتم فصد المكان المتألم مع الشرط (تجريح الجلد) ثم وضع "مضغة" (GARROT) عندما يكون ذلك متعلق بعضو، ويتم نزع "المضغة" بعد أربع أو ست ساعات.

و فيما يخص الجروح يتم الإتيان بآلة الحلاقة (RASOIR)، إبرة خياطة، خيط، الماء، الملح، الحليب،"الخياطة" - اسم كان يطلق على عشبة تستعمل في علاج الجروح - بعض القطع من القماش.

و الطريقة هي كالتالي: تتم تنقية الجرح بالماء و إن اقتضت الضرورة تقشير أجزاء منها بالموس (LAME)يخيط الجرح و توضع "لزقة" (EMPLATRE) من "الخياطة" (العشبة) الممزوجة بالماء و الملح أو الحليب على الجرح و يشدّ الكل.

تلك هي باختصار العمليات الجراحية في قصر بوسمغون نقلت أبا عن جد، وكانت تطبق تبعا لذوق صاحب الحرفة و ليس لكسب المال.

















رد مع اقتباس
قديم 2012-09-13, 00:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nadjibtaha
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-18, 11:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إسحاق بن سلامة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










M001 جميل

حنان الهام

اقتباس:
و أنا راح أبدأ بقصر بوسمغون
nadjibtaha
اقتباس:
شكرااااااااااااااااااااااااااااا
مروركم منور الصفحة أرجوا المزيد من التفاعل









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-21, 11:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
setif1919
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

برك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-21, 13:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إسحاق بن سلامة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Mh04 السلام عليكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة setif1919 مشاهدة المشاركة
برك الله فيك
وفيك بركة شكرا على مرورك الطيب









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-22, 23:42   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
daldz
عضو جديد
 
الصورة الرمزية daldz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
وتقبلو مروري المتواضع










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-24, 13:10   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
حنان الهام
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية حنان الهام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصر تيوت. حضارة من طين





بقلم الاستاذ: عقون أحمد





المقصود من كلمة تيوت أنها في الأصل لفظ بربري مشتقة من تيط أو تيطاوين و معناها العيون أو المنطقة الغنيـة بالمـاء

يعتبر الطين المكون الرئيسي في العمارة والبناء في منطقة جبال القصور(Monts des ksour) عبر سلسلة جبال الأطلس الصحراوي لدرجة تدفعنا الى وصف حضارة المنطقة بأنها حضارة طينية. فبدءا بالأسوار والأزقة التي لازالت تتحدى الزمن, الى أبراج المراقبة الدئرية الشكل. الى أفران اعداد مادة الجبس التقليدية التي استعملت في بناء سد تيوت. و صنع الأواني الفخارية.كل هذا يدل على أن مادة الطين كانت أساسية في حياة أهالي المنطقة.

الذين لاتزال بصماتهم خالدة في لبنات الطين التي شكلوها بأياديهم الى يومنا هذا. فمن الطين بيوتهم ومنه صنعوا أوانيهم, ومن ترابه كانت البساتين الغناء وواحات النخيل التي تبهر الزائررين.


وتميز الطين دائماً بأنه مادة سهلة الاستعمال والمزج والتعامل إضافة إلى ميزاته التي يوفرها للبناء عبر امتداد الزمن فله حسنات كثيرة اهمها انه يعدل رطوبة الهواء اذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة واعادتها إليه عند الحاجة ما يعني ان نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50 بالمئة وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء، وبالتالي فإن استعماله يساهم أيضا بالحد من تلوث البيئة

والطين مادة جمالية أيضاً للرسم والتشكيل الهندسي لمختلف الأشياء المراد تشكيلها وهذا ماجعله المادة الأولى في البناء والعمران عبر أحقاب زمنية متعددة .

فطبيعة المواد الأولية المتوافرة في البيئة الجغرافية تفرض نمطاً خاصاً على أسلوب العمارة والبناء فيها. حيث يشكل السكن انعكاساً لمعطيات الطبيعة والبيئة .وبما أن وادي واحة تيوت سهل رسوبي غلب الطين على العناصر المكونة له كان استخدام الطين الأكثر شيوعاً في تصميم هياكل المباني منذ العصور الغابرة.

فأسلافنا الذين عاشوا في المنطقة عدة قرون. توارثوا أساليب بناء البيوت. حيث يتم عجن التراب مع "التبن" , ثم يترك مدة من الزمن قد تصل إلى أسبوع, وذلك حتى يفرز التراب مادته الغروانية التي تساهم في تماسك اللبنة أو ما يسمى "بالطوب" وهذه العملية يطلق عليها اسم "التخمير" ثم يشكل بالأيدي على شكل لبنات, ثم يترك في الشمس ليجف. ليصبح جاهزا للبناء.

وبعد البناء تتم عملية (التلباس) وهي لياسة الجدران بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار العرعار وقد يستخدم نبات الدفلة لحماية الأخشاب من حشرة الأرضة التي تتسبب في تآكل السقف. وعمل الاضافات الضرورية للبيت مثل مدفأة الحطب والتي قد تستخدم لغرض التدفأة والطهو معا. كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة )وهي لوضع الكتب أوالمصباح، بعد ذلك يتم عمل الطلاء وهو الجيرالأبيض.

وكل هذه الأعمال يشارك فيها الأبناء و الجيران و أهل القصر بما يسمى عندنا "بالتويزة" والتي تعني التضامن و التكافل

وتتميز بيوت الطين عن غيرها بجمال التصميم وقوة أبوابها وكانت تغلق بالمزاليج وتعمل من خشب الرمان أو من جذوع النخل وتوضع قطع الخشب بشكل طولي بجوار بعضها ويتم تثبيتها بقطع من الخشب توضع بالعرض. ليصل بينها وبين خشب الباب سيخ من الحديد ذي طبعة كبيرة على شكل دائري من جهة ومدبب من الأخرى ليتم ثنيه لتثبيت الخشب, فبناء قصر تيوت تم وفق مخطط مسبق وبتنظيم مدهش فكانت البيوت متلاصقة وتتبع نظاماً موحداً حيث طليت الجدران والأرضيات بالطين الأملس وشكلت العرصات والأزقة أو ما يعرف بالدرب طرق المواصلات فيها.

يتكون قصر تيوت من طابق واحد الى طابقين, وذلك حسب الحالة الاجتماعية والمادية لمالكها، طابـق علـوي مخصـص للعائلـة و الضيــوف. وطابـق سفلـي مخصـص لتخـزين المؤونـة و المـواشي جدرانه الخارجية عالية وذلك لتوفير الظل في الشوارع, كما بنيت لأغراض دفاعية على أساسات من الحجر الاحمر. يقوم فوقه اللبن واتخذت أشكالاً وسماكات مختلفة فبعضها على شكل دائري وأخرى مستطيلة حسب ما تقتضيه طبيعة المنطقة الجغرافية وتتميز هذه الجدران ببساطة تخطيطها، وخلوها من النوافذ الخارجية للحفاظ على حرمة أسرار البيوت, وإن وجدت تفتح في الجزء العلوي للجدران الخارجية.

يتوسط قصر تيوت مسجد عتيق تؤدي إليه كل الأزقة و الدروب, و غير بعيد عنه توجد ساحة عمومية تدعى تاسفلت أعدت للراحة و الإجتماعات و قيام الأفراح و حل مشاكل سكان القصر من طرف الأعيان الكبار بالإضافة إلى الحمام و المدرسة القرآنية .

أما الساحة أو ما تعرف " بالرحبة" أو تاجماعت فهي نقطة التقاء الأزقة المتعرجة وهي الفراغ الذي تتنفس منه الأحياء السكنية المتراصة والمتداخلة فيما بينها خلال الممرات وتزود الأزقة والدروب المغطاة بأشعة الشمس وفيها تقام كل النشاطات الاجتماعية كالأفراح وإحياء المناسبات المختلفة وحل النزاعات التي تقع بين سكان القصر.

ومن الطين المجفف على الشمس. تم بناء البيوت الفخمة وأهمها دار الباشاغا "سي مولاي". الذي ينحدر من أصول سيدي أحمد بن يوسف الملياني. والذي بني على أسس هندسية اسلامية عثمانية. ويتألف من عدة غرف متتالية فخمة. وممرات متعرجة تفضي إلى باحة داخلية. أول ما يشدك اليها أقواسها المتناسقة وفي وسطها نافورة ماء مصنوعة من الرخام الابيض. ومن خلال الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام الدار الكبيرة والمؤلفة من عدة غرف وقاعة لجلسات الباشاغا وقاعة للاحتفالات. وغرفة استقبال الضيوف, وغرف الخدم, وجناح خاص لسكن الاسرة يضم المطبخ والحمام وغرفا علوية.

لقد كان لتعاقب الخبرات جيلا بعد جيل, وتراكمها عبر العصور الأثر الكبير إلى تمكن الإنسان من إدراك الطبيعة الكيميائية للطين وكيفية استخدامه والتعامل معه وحدود استعماله وظهر ذلك من خلال وجود أفران بدائية لصنع الأأواني الفخارية وتحضير الاسمنت الروماني كـبلاط لاصق بين القطع وهو عبارة عن خليط من الجص الأبيض والأسود ومسحوق الجبس والفحم وبقايا الروث الحيواني ليكتسب بذلك الصلابة التي مكنتهم من بناء سد تيوت والذي يعلو الواحة.

ولا يزال استخدام اللبن الطيني شائعاً في منطقة تيوت بين البساتين وفي بناء الاسطبلات لتربية المواشي, ومناطق البادية لكون هذا النوع يلائم طبيعة المناخ الجاف والحار صيفاً والبارد شتاء كما أنه قليل التكلفة ومن خلال تجربة الأقدمين أثبت إمكانيته في تصميم أبنية شاهقة وضخمة صمدت أمام عوامل الزمن عبر آلاف السنين وشكلت معلماً حضارياً بارزاً.

المقصود من كلمة تيوت أنها في الأصل لفظ بربري مشتقة من تيط أو تيطاوين و معناها العيون أو المنطقة الغنيـة بالمـاء.

يعتبر الطين المكون الرئيسي في العمارة والبناء في منطقة جبال القصور(Monts des ksour) عبر سلسلة جبال الأطلس الصحراوي لدرجة تدفعنا الى وصف حضارة المنطقة بأنها حضارة طينية. فبدءا بالأسوار والأزقة التي لازالت تتحدى الزمن, الى أبراج المراقبة الدئرية الشكل. الى أفران اعداد مادة الجبس التقليدية التي استعملت في بناء سد تيوت. و صنع الأواني الفخارية.كل هذا يدل على أن مادة الطين كانت أساسية في حياة أهالي المنطقة.

الذين لاتزال بصماتهم خالدة في لبنات الطين التي شكلوها بأياديهم الى يومنا هذا. فمن الطين بيوتهم ومنه صنعوا أوانيهم, ومن ترابه كانت البساتين الغناء وواحات النخيل التي تبهر الزائررين.

وتميز الطين دائماً بأنه مادة سهلة الاستعمال والمزج والتعامل إضافة إلى ميزاته التي يوفرها للبناء عبر امتداد الزمن فله حسنات كثيرة اهمها انه يعدل رطوبة الهواء اذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة واعادتها إليه عند الحاجة ما يعني ان نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50 بالمئة وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء، وبالتالي فإن استعماله يساهم أيضا بالحد من تلوث البيئة, والطين مادة جمالية أيضاً للرسم والتشكيل الهندسي لمختلف الأشياء المراد تشكيلها وهذا ماجعله المادة الأولى في البناء والعمران عبر أحقاب زمنية متعددة .

فطبيعة المواد الأولية المتوافرة في البيئة الجغرافية تفرض نمطاً خاصاً على أسلوب العمارة والبناء فيها. حيث يشكل السكن انعكاساً لمعطيات الطبيعة والبيئة .وبما أن وادي واحة تيوت سهل رسوبي غلب الطين على العناصر المكونة له كان استخدام الطين الأكثر شيوعاً في تصميم هياكل المباني منذ العصور الغابرة.

فأسلافنا الذين عاشوا في المنطقة عدة قرون. توارثوا أساليب بناء البيوت. حيث يتم عجن التراب مع "التبن" , ثم يترك مدة من الزمن قد تصل إلى أسبوع, وذلك حتى يفرز التراب مادته الغروانية التي تساهم في تماسك اللبنة أو ما يسمى "بالطوب" وهذه العملية يطلق عليها اسم "التخمير" ثم يشكل بالأيدي على شكل لبنات, ثم يترك في الشمس ليجف. ليصبح جاهزا للبناء.

وبعد البناء تتم عملية (التلباس) وهي لياسة الجدران بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار العرعار وقد يستخدم نبات الدفلة لحماية الأخشاب من حشرة الأرضة التي تتسبب في تآكل السقف. وعمل الاضافات الضرورية للبيت مثل مدفأة الحطب والتي قد تستخدم لغرض التدفأة والطهو معا. كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة )وهي لوضع الكتب أوالمصباح، بعد ذلك يتم عمل الطلاء وهو الجيرالأبيض.

وكل هذه الأعمال يشارك فيها الأبناء و الجيران و أهل القصر بما يسمى عندنا "بالتويزة" والتي تعني التضامن و التكافل

وتتميز بيوت الطين عن غيرها بجمال التصميم وقوة أبوابها وكانت تغلق بالمزاليج وتعمل من خشب الرمان أو من جذوع النخل وتوضع قطع الخشب بشكل طولي بجوار بعضها ويتم تثبيتها بقطع من الخشب توضع بالعرض. ليصل بينها وبين خشب الباب سيخ من الحديد ذي طبعة كبيرة على شكل دائري من جهة ومدبب من الأخرى ليتم ثنيه لتثبيت الخشب,

فبناء قصر تيوت تم وفق مخطط مسبق وبتنظيم مدهش فكانت البيوت متلاصقة وتتبع نظاماً موحداً حيث طليت الجدران والأرضيات بالطين الأملس وشكلت العرصات والأزقة أو ما يعرف بالدرب طرق المواصلات فيها.

يتكون قصر تيوت من طابق واحد الى طابقين, وذلك حسب الحالة الاجتماعية والمادية لمالكها، طابـق علـوي مخصـص للعائلـة و الضيــوف. وطابـق سفلـي مخصـص لتخـزين المؤونـة و المـواشي جدرانه الخارجية عالية وذلك لتوفير الظل في الشوارع, كما بنيت لأغراض دفاعية على أساسات من الحجر الاحمر. يقوم فوقه اللبن واتخذت أشكالاً وسماكات مختلفة فبعضها على شكل دائري وأخرى مستطيلة حسب ما تقتضيه طبيعة المنطقة الجغرافية وتتميز هذه الجدران ببساطة تخطيطها، وخلوها من النوافذ الخارجية للحفاظ على حرمة أسرار البيوت, وإن وجدت تفتح في الجزء العلوي للجدران الخارجية.

يتوسط قصر تيوت مسجد عتيق تؤدي إليه كل الأزقة و الدروب, و غير بعيد عنه توجد ساحة عمومية تدعى تاسفلت أعدت للراحة و الإجتماعات و قيام الأفراح و حل مشاكل سكان القصر من طرف الأعيان الكبار بالإضافة إلى الحمام و المدرسة القرآنية .

أما الساحة أو ما تعرف " بالرحبة" أو تاجماعت فهي نقطة التقاء الأزقة المتعرجة وهي الفراغ الذي تتنفس منه الأحياء السكنية المتراصة والمتداخلة فيما بينها خلال الممرات وتزود الأزقة والدروب المغطاة بأشعة الشمس وفيها تقام كل النشاطات الاجتماعية كالأفراح وإحياء المناسبات المختلفة وحل النزاعات التي تقع بين سكان القصر.

ومن الطين المجفف على الشمس. تم بناء البيوت الفخمة وأهمها دار الباشاغا "سي مولاي". الذي ينحدر من أصول سيدي أحمد بن يوسف الملياني. والذي بني على أسس هندسية اسلامية عثمانية. ويتألف من عدة غرف متتالية فخمة. وممرات متعرجة تفضي إلى باحة داخلية. أول ما يشدك اليها أقواسها المتناسقة وفي وسطها نافورة ماء مصنوعة من الرخام الابيض. ومن خلال الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام الدار الكبيرة والمؤلفة من عدة غرف وقاعة لجلسات الباشاغا وقاعة للاحتفالات. وغرفة استقبال الضيوف, وغرف الخدم, وجناح خاص لسكن الاسرة يضم المطبخ والحمام وغرفا علوية.

لقد كان لتعاقب الخبرات جيلا بعد جيل, وتراكمها عبر العصور الأثر الكبير إلى تمكن الإنسان من إدراك الطبيعة الكيميائية للطين وكيفية استخدامه والتعامل معه وحدود استعماله وظهر ذلك من خلال وجود أفران بدائية لصنع الأأواني الفخارية وتحضير الاسمنت الروماني كـبلاط لاصق بين القطع وهو عبارة عن خليط من الجص الأبيض والأسود ومسحوق الجبس والفحم وبقايا الروث الحيواني ليكتسب بذلك الصلابة التي مكنتهم من بناء سد تيوت والذي يعلو الواحة.

ولا يزال استخدام اللبن الطيني شائعاً في منطقة تيوت بين البساتين وفي بناء الاسطبلات لتربية المواشي, ومناطق البادية لكون هذا النوع يلائم طبيعة المناخ الجاف والحار صيفاً والبارد شتاء كما أنه قليل التكلفة ومن خلال تجربة الأقدمين أثبت إمكانيته في تصميم أبنية شاهقة وضخمة صمدت أمام عوامل الزمن عبر آلاف السنين وشكلت معلماً حضارياً بارزاً.


















رد مع اقتباس
قديم 2012-09-24, 18:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إسحاق بن سلامة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا للجميع أرجوا من الأعضاء المساهمة في إثراء الموضوع للأهمية العلمية و الهوية الإسلامية و ذلك لرد الإعتبار لسكان القصور الأصليون .










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-30, 15:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
المتمردة
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المتمردة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القصر القديم بالمنيعة





يعد القصر القديم لمدينة المنيعة معلما حضاريا ومعماريا كبير وأسس على الأرجح بين القرن 9م و 10ممن طرف قبائل زناتة .
ويقع هذا الفضاء العمراني العتيق في مفترق المسالك التجارية القديمة التي كانت تربط بين شمال إفريقيا في فترة العصور الوسطى وإمبراطورية “سونغاي” للساحل الإفريقي .
و قد بني فوق تلة بعلو يبلغ 75 مترا .ويحمل هذا القصر -الذي يطل على الجهة الشرقية لواحة النخيل بالمنيعة – تسمية أيضا ” تاوريت” ( تلة صغيرة) بالأمازيغية. ويشهد هذا القصر القديم -الذي بني على نمط معماري كان سائدا منذ قرون- على بقايا حضارة مدنية كانت متواجدة بهذه المنطقة والتي تحدث عنها العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة وكذا المؤرخ العلامة سيدي محمد بن الحاج العياشي (1862).حيث يقع على مستوى أعلى قمة جبلية للمنطقة وذلك بسبب دوافع أمنية من جهة يكون بعيدا على جريان مجرى الواد الذي كان يعم المنطقة في فترة التساقط ومن جهة أخرى ليسهل حمايته من الهجمات والحملات التي كان يتعرض لها بإستمرار من طرف الغزات الطامعين في الإستولاء على المنطقة.
ويحتوي هذا المعلم القديم الذي يعلوه برج على شكل هرمي العديد من السكنات ذات كهوف وأخرى ذات كهوف ضيقة تتميز بنمط معماري بسيط بها “محاريب” و”رفوف “و”فتحات” صغيرة للإضاءة وللتهوية . ويذكر مؤرخون أن هذا القصر العتيق الذي شهد عدة تسميات ” تاوريرت” و” القلعة” و”الغولية” قد كان في السابق ملجأ للسكان المحليين ومخبأ لمحاصليهم الزراعية في الظروف الصعبة.
كما يحوي القصر على صور عالي كان يستعمل لصد العدو والدفاع على القصر حيث كانت صدا منيعا بحق ضد كل الغزوات .
ويمثل هذا الفضاء المعماري العريق -الذي يضم مسجدا تمحورت حوله سكنات مشيدة فوق صخرة كلسية وبئرا جماعية موضوع فضول العديد من الباحثين والجامعيين والسياح الأجانب.
الملاحظ على الطابع الذي بني به القصر بروز طابع فن العمارة الإسلامية الملاحظ من خلال الأقواس الذي تنتشر في غرفه ويظهر ذلك جليا في المسجد الذي يوجد بالقصر من الجهة الشرقية حيث يحوي عدد من الأقواس التي تعتبر السمة البارزة في فن العمارة الإسلامية.
عرف بناء القصر عدة إضافات من فترة لأخرى ولقد عرفت المنطقة إزدهارا كبيرا في تلك الفترة نظرا لوقوعها في طريق القوافل آنذاك وخصوصا عند وصول العنصر العربي إليها بالإضافة إلى ربطها بين مناطق شمال وجنوب الصحراء ومساهمتها المباشرة في التبادل التجاري والثقافي والسياسي للمنطقة الجنوبية وهي بذلك تجمع بين الثقافة البربرية والإسلامية العربية الإفريقية . حيث حكم المنطقة عدة ملوك كان القاسم المشترك بينهم الدهاء والذكاء والتسيير المحكم خاصة في الظروف الصعبة التي كانت تعاني منها المنطقة من فترة لأخرى ومن بين حكام الذين حكموا القصر الملكة "بنت الخس" التي كانت داهية في الحكم حيث داع صيتها بين القبائل آنا ذلك حتى وصل خبرها لإحدى الملوك قبائل البربر الذي أراد الزواج بها لكنها رفضت ولما كان للملك البربري من قوات عسكرية ضخمة قام بمحاصرة القصر ومنع وصول المؤن إليه مدة العام والنصف وبعد مرور كل هذه المدة وقرب نفاذ كمية المخزون من الحبوب قامت الملكة "بنت الخس" بخطة بما لا يخطر على البال فقامت بإعطاء الكمية المتبقية كلها للماشية وأمرها بتركها لكي ترعى بالخارج فاستغرب الجميع لأمرها هذا وعندما كانت المواشي ترعى بالخارج كان أن لاحظ الملك البربري براز المواشي يحوي على كميات من الحبوب فأصابه إحباط كبير فسأله إحدى مساعديه عن السبب إحباطه فقال له ألا ترى براز المواشي إن أصدقائنا يمتلكون مخزون هائل وإلا لما كانوا يعطون المواشي كل تلك الكمية من الحبوب حتى تكون في براز المواشي وما كان على الملك إلا أن انسحب عائدا يجر أذيال الخيبة والهزيمة .
أتمنى موضوعي يلاقي استحسانكم
و اليكم البعض من مناظر القصر




















و لا تكتمل الرحلة الا بكأس اتاي على الجمر











رد مع اقتباس
قديم 2012-10-01, 13:45   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
walid s 34
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قصر أولاد سعد الله برج بوعريريج










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-03, 13:48   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
pola24
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-03, 15:05   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
dinaali
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية dinaali
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-03, 19:27   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
إسحاق بن سلامة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تحاتي الخالصة للجميع و شكرا لكم على التفاعل و أرجوا المساهمة بكثرة و جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التاريخية لهاته القصور حفاظا منا على الهوية الوطنية الجزائرية

كما أنبه الإخوان بأن يتحرو عن مصدر معلوماتهم للقصر المراد إدراجه كي لا يسقطوا في المعلومات الخاطئة و المزورة فهذه نقطة خطيرة جدا أرجوا الإنتباه لها جيدا


اقتباس:
dinaali
جزاك الله خيرا
نورت الصفحة معنا شكرا لك


pola24
اقتباس:
شكرا جزيلا
مشاركة شرف لنا شكرا على المرور


اقتباس:
قصر أولاد سعد الله برج بوعريريج
هل من إفادة هل هو محل البحث

المتمردة:
اقتباس:
القصر القديم بالمنيعة
ما شاء الله إبداع من حضرتك كما أعجبني القصر روعة من خلال الصور و مكانته العالية جعلت المنظر أكثر إبراقا و جمالا


daldz
اقتباس:
بارك الله فيكم
وتقبلو مروري المتواضع
تحاتي العطرة و شكر على مرورك الطيب


حنان الهام
اقتباس:
قصر تيوت. حضارة من طين
ما شاء الله الله يخليك مفتاح للخير ، اللهم افتح لها أبواب خيرك و رزقك و رحمتك و رضاؤك











رد مع اقتباس
قديم 2012-10-07, 16:58   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
mahmoud.salah
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أكتب, الترابية, الجزائر, القصور, تعرفه, قصرا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc