نسب عائلة ( خضراوي ) ! - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى قبائل الجزائر

منتدى قبائل الجزائر كل مايتعلق بأنساب القبائل الجزائرية، البربرية منها و العربية ... فروعها و مشجراتها...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نسب عائلة ( خضراوي ) !

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-01-20, 17:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nabilos_12
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اخي انا لقبي خضراوي اصلنا من بن ناصر في الطيبات في ولاية ورقلة
بن ناصر بلدة صغيرة تتوسط مدينتي الوادي وتقرت.لا تمتلك عائلتنا شجرة نسب موثقة ولكن ننتسب لعرش ولاد جامع فصيل ولاد
غبد القادر









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-06-18, 12:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اميرة الخضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تعجبت كثيرا عندما وجدت اشخاص اخرين غيري يحملون لقب الخضراوي، و بعد بحثي على صفحات النت وجدت ان هناك الكثيرين يحملون هذا اللقب في اكثر من دولة عربية
و انا من مصر- القاهرة - والدي يقول ان اصل عائلتنا من اسيوط بصعيد مصر
هل حقيقي ان نسب الخضراوي يعود الي سيدنا على كرم الله وجه؟
واذا كان هذا صحيح فهل يرجع نسب الخضراوي الي سيدنا الحسن بن على بن ابي طالب ام يرجع النسب الي سيدنا الحسين بن على؟
ارجو الافادة
و شكرااا










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-02, 13:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
scorpion8088
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي خضراوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اشكر كل من ساهم في هذا المنتدى الرائع وكل الاعضاء الموجودين فيه
انا من عائلة الخضراوي من سوريا وهي ليست عائلة كبيرة لكن متواجدون في عدة مناطق من سوريا ,
اتمنى ان استطيع المساعدة بأي معلومة مفيدة










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-18, 20:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نسمة بسكرة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B8

السلام عليكم نتمنى ان يفيدك تدخلي :
انا اعرف عائلة من سريانة وهي تحمل لقب خضراوي
إذا كنت تهتم بالموضوع لحد الآن بإمكاني مساعدتك
سلام










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-23, 09:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
almualem
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمة بسكرة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم نتمنى ان يفيدك تدخلي :
انا اعرف عائلة من سريانة وهي تحمل لقب خضراوي
إذا كنت تهتم بالموضوع لحد الآن بإمكاني مساعدتك
سلام
السلام عليكم
الفاضلة نسمة بسكرة
كل الشكر والتقدير على التجاوب الطيب .
ما يشغلني هو حقيقة نسب العائلة التي تعيش في سريانة ( عائلة خضراوي ) فهل بإستطاعتك تزويدي بنسب العائلة كرما ؟

شكرا لك تعاونك وأثابك الله .
مودتي ،،،









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-16, 08:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بشير70
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nabilos_12 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
اخي انا لقبي خضراوي اصلنا من بن ناصر في الطيبات في ولاية ورقلة
بن ناصر بلدة صغيرة تتوسط مدينتي الوادي وتقرت.لا تمتلك عائلتنا شجرة نسب موثقة ولكن ننتسب لعرش ولاد غبد القادر









رد مع اقتباس
قديم 2009-01-20, 18:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أريج_1
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج_1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يعطيك الف عافيه منور بوجودك المنتدى










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-26, 08:35   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي

شكرا على ترحيبك










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-26, 08:37   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي


عائلة آل خضراوي الشافعية (وقد لقبوا بالأخيضريون أو الخضراويون أو الخضيريون) لأن بشرة بعضهم كانت سمراء- بالرغم من أنهم من قريش- وبخاصة آل خضراوي بمصر وبعض البلدان الأخرى، فبعد مصاهرتهم مع أهل البلد أكتسب معظمهم السمرة، وأن ظل كثير من نسلهم أبيض اللون ذو جمال مميز حتى وقتنا الحاضر، فالأخضر في اللغة يعنى: شديد الأدمة (السمرة)، وأول من لقب بهذا اللقب أي بالأخضر هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبدالمطلب الهاشمي أحد شعراء بني هاشم وفصحائهم(...- نحو 95هـ/...-نحو 714م)، وكان معاصراً للفرزدق والأحوص، وله معهما أخبار، وقد عرف بالسمرة مع أنه هاشمي الأبويين، وأمه بنت العباس بن عبدالمطلب، وأنما أتته السمرة من قبل جدته وكانت حبشية.، وله شعر يقول فيه: أنا الأخضر من يعرفني..أخضر الجلدة من بيت العرب.
آل خضراوي الشافعية ينسبون إلى جدهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الجليل الخضراوي بن عثمان بن آل خضر بن حمدين بن حماد بن أحمد بن آل خضراوي، ويعود نسبه إلى الشيخ كرزاب بن علي بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن (يوسف بن محمد صاحب اليمامة الذي كان يُعرف بالأخيضر الصغير، وأسس عاصمتها الخضرمة في سنة 253 هـ/ 867 م، والتي أستمرت دولتهم حتى سنة 223 هـ/ 944 م) بن يوسف الذي كان يُعرف بالأخيضر بن إبراهيم بن موسى (الجون) بن عبد الله (المحض) بن الحسن (المثنى) بن الحسن (السبط) بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فُهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن عدنان (وسيدنا علي كرم الله وجهه ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب إلى الإسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة).
وقد نزل آل خضراوي مصر منذ سنة 223 هـ/ 944 م، بعد زوال دولة الأخيضريون في الحجاز واليمامة، وأقاموا بصعيد مصر والقاهرة، وكان أبرز أبناء الشيخ الجليل عثمان بن خضر آل خضراوي- الذي رزق بأربعة عشر ولداً وستة بنات-هو ابنه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خضراوي بن عثمان آل خضراوي الذي ولد في عام 1779م، وأتخذ من أسيوط موطناً، ثم تنقل وزار أماكن وبلدان كثيرة بمصر والحجاز والعراق ومكة، وأستقر بالإسكندرية فترة ، ثم رحل إلى أسيوط، ووفاته المنية في عام 1856م، ومن أولاه، عبدالعزيز ، عبدالرحمن، عمر، صالح، خضر، أحمد، محمد، عيد، فاروق، قيس، يوسف،علي، إسماعيل، وخضير، أما ولده الحاج عبدالعزيز كانت ولادته في عام1847م بمنطقة الروضة أحدى القرى التابعة لمركز ملوي محافظة المنيا حالياً، مديرية أسيوط سابقاً، وأقام بمنطقة دير مواس بالمنيا، ورزق الجد عبدالعزيز بذرية كبيرة من الأبناء والبنات، ومن الذكور المغفور له الحاج سنوسي عبدالعزيز، والمغفور له الحاج محرم عبدالعزيز، ثم نزل الجد عبدالعزيز خضراوي منطقة الفيوم في أوائل عام 1925م، وتزوج بالسيدة حليمة بنت رمضان بن إبراهيم بن عبدالغني من أكبر وأشهر القبائل العربية العدنانية بالفيوم، من قرية هجمين بمنطقة العزيزية التابعة لمنشأة الجمال حالياً بمحافظة الفيوم، وتصاهر مع المغفور له الحاج أحمد الطيب مطر حماد، حيث تزوج الأخير من المغفور لها الحاجة مبروكة بنت محمد إبراهيم عبدالغني بنت عم زوجة الحاج عبدالعزيز آل خضراوي، وأقام الحاج عبدالعزيز بمنشية جندي بالروضة بمركز ملوي – مديرية أسيوط سابقاً، ورزق بولدين هما المغفور له الحاج رمضان عبدالعزيز وكانت ولادته في 10 فبراير 1934م، برقم قيد 60 من ملخص دفتر المولدين بجهة الروضة مركز ملوي بمديرية أسيوط سابقاً، أما وفاته فكانت في يوم الاثنين 23 أبريل 2007م، ودفن بمدافن عائلة آل خضراوي بمنطقة الحمراية التابعة لمنشأة الجمال بمركز طامية–محافظة الفيوم، والحاج سيد عبدالعزيز خضراوي وكانت ولادته في سنة 6 نوفمبر 1938م، وأقام الحاج عبدالعزيز خضراوي أيضاً في منطقة آل خضراوي التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم حالياً، وقد نُسبت هذه المنطقة إليه، ومازالت تحمل اسمه حتى الآن، كما بنى منزلاً بمنطقة هجمين بالعزيزية بمنشأة الجمال بالفيوم، وشهد الحاج عبدالعزيز آل خضراوي ثورة 1919م، وعاش أجواء الحرب العلمية الأولى، وتوفى المغفور له الحاج عبدالعزيز خضراوي في بداية عام 1943م بعدما عمّر حوالي 104 سنة، ودفن في مدافن العائلة بمنطقة أم القتل "جورين البحرية" التابعة لعمدية المظاطلي بمركز طامية – محافظة الفيوم، هذا وتزوج الحاج رمضان بن عبدالعزيز بن خضراوي بن ثمان بن خضر بن حمدين بن حماد بن أحمد آل خضراوي، وأقام بعزبة شكري بالمظاطلي ثم أنتقل إلى مقر العائلة بعزبة أحمد زكي الحلبي، ورزق بثلاث أولاد ذكور، هم محمد رمضان آل خضراوي، عيد رمضان آل خضراوي، ومحمود رمضان آل خضراوي، وخمسة بنات.
أما أبناء عمومة آل خضراوي الذين يرجعون إلى الإمام الحسين رضى الله عنه، فنزلوا بالإسكندرية ومنهم العالم الجليل أحمد بن محمد بن أحمد الخضراوي المكي الهاشمي (1252-1327هـ/1836-1909م).مؤرخ . ولد بالإسكندرية ، و جده مسعود الخضراوي بن علي بن حمزة بن منصور بن يحيى بن جعفر بن إسحاق بن عبدالخالق بن محسن بن إبراهيم بن محسن بن علي بن الحسين بن حمزة بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين بن العزيزي بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقي بن علي زين العابدين (توفي سنة 94) بن الحسين(توفي بكربلاء 61) بن علي بن أبي طالب( رضي الله عنه).
وظل آل خضراوي طوال حكم الدولة الفاطمية على مذهبهم الذي كان المذهب الرسمي في مصر، ومع دخول صلاح الدين الأيوبي مصر، وكذلك وطوال فترة حكم المماليك، وفي عهد الدولة العثمانية، فهم شافعية، وبرز اسم المرحوم التاجر الشيخ العالم المصري الخضراوي الشافعي، وولده الشيخ أحمد السكندري، وابنه حماد، ثم ابنه التقي الورع والعالم الجليل حمدين، وابنه الشيخ العالم آل خضر، ثم ابنه عثمان الذي اتخذ من أسيوط مقراً له، ثم ابنه خضراوي الجد الأكبر لعائلة آل خضراوي بعموم مصر ونجد والحجاز، ومكة والمدينة والقطيف بالمملكة العربية السعودية، العراق وفلسطين والأردن ولبنان والجزائر، والأندلس (ومنهم العالم الجليل محمد بن يحي بن هشام الخضراوي)، ويعرف آل خضراوي بحبهم للعلم، التاريخ، والتراث، والآثار، فعرف منهم علماء وفقهاء، وإعلام معاصرون متميزون.

المؤلفات:
مؤلفات المؤرخ والفقه والمحدث، والمصنف، والشاعر،العالم الجليل الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الخضراوي، المكي، الشافعي، الهاشمي(1252-1327هـ/1836-1909م).
أولاً: المخطوطات
1- الدرة الثمينة في مختصر السفينة- وهو حاشية على كتاب( سفينة النجاة فيما يجب على العبد لمولاه) في الفقه الشافعي.
2- مختصر حسن الصفا فيما تولوا إمارة الحج
3- رسائل اللطائف في تاريخ الطائف
4- سراج الأئمة في تخريج أحاديث( كشف الغمة عن جميع الأمة) في ثلاث مجلدات كبار.
5- نزهة الفكر من أوائل الموجودات إلى أواخر القرن الثاني عشر – خمس مجلدات
6- الجواهر المعدة في فضائل جده
7- المفاضلة بين جده والطائف: وهو مخطوط ألفه وقدمه إلى والى مكة الشريف حسن باشا فأجازه جائزة عظيمة.
8- رحلة في الشام والقدس والاستانه وسواحل السودان
9- التاريخ الكبير: تاج تواريخ البشر من ابتداء الدنيا إلى آخر القرن الثالث عشر.
10- تاريخ الأعيان
11- حاشية في الفقه
12- الروائح المسكر في ثمرة الصبر لأوامر الدولة العليا
13- المراحم السنية في بشرى الاء المحمدية
14- رسالة في الشطرنج وأحكامه
15- رسالة في فصائل الجراد
16- رسالة دعوات معينه
17- مني وعرفات
18- رسالة في الحماسة على لسان الطائف وجده والمفاضلة بينهما
19- قصائد منظومة
20- مناقب للسيدة اسما بنت أبى بكر الصديق
21- مناقب لسيدي عبدالوهاب الشعراني
22- مناقب لسيدنا العباس بن مرادس السلى
23- بشرى الموحدين بمعرفة أصول الدين
24- الحصن الأسنى والمورد الأهنا في شرح أسماء الله الحسنى
ثانياً: المخطوطات المطبوعة:-
1- العقد الثمين في فضائل البلد الأمين، طبع بمطبعة وادي النيل المصرية، الكائنة بمصر القاهرة بخط باب الشعرية، مصر المحروسة في سنة 1289هـجرية، وطبع بمكة المكرمة في سنة 1314هـ.
2- نفحات الرضا والقبول في فضائل المدينة وزيارة الرسول: طبع بهامش العقد الثمين بمكة المكرمة سنة 1314هـ.











رد مع اقتباس
قديم 2009-04-26, 08:40   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي


الدولة الأخيضرية في اليمامة

الدكتور فهد بن عبد العزيز الدامغ
كلية الشريعة واللغة العربية - رأس الخيمة

عانت أقاليم الجزيرة العربية بعامة من الإهمال والعزلة منذ أن انتقل مركز الخلافة من هذه البلاد. وقد اختلفت درجة هذه المعاناة من إقليم لآخر. وكانت بلاد نجد أو ما يعرف في تنظيمات الدولة الإسلامية في عصري الدولتين الأموية والعباسية بـ»ولاية اليمامة«، أكثر أقاليم الجزيرة العربية معاناة من الإهمال والعزلة.
وما أن حلّ القرن الثالث الهجري حتى بدأت بوادر الضعف تظهر على الخلافة العباسية. وسرعان ما اشتد هذا الضعف وبلغ ذروته حين تسلط القادة الأتراك على الخلفاء، وبدأ ما عرف في تاريخ الدولة العباسية بعصر نفوذ الأتراك (232 - 334 هـ/ 847 - 946 م). وفي هذا العصر، شغلت الخلافة بكثير من المشكلات الداخلية، من أبرزها المنافسات بين قادة الأتراك وما نتج عنها، وكثرة الفتن والتمردات والثورات التي تغذيها دوافع سياسية أو دينية«. وقد أتاح ذلك كله فرصة لاستشراء ما عرف بظاهرة »الدول الإقليمية«، بحيث استغلت بعض القوى تضعضع أوضاع الخلافة، وارتخاء قبضتها على أقاليم الدولة المترامية الأطراف، وبخاصة في بعض المناطق النائية، ونجحت في اقتطاع بعضها والاستقلال به استقلالاً تامّاً، أو استقلالاً ذاتياً لم يبق للخلافة فيه سوى نفوذ اسميّ يتمثل في إعلان التبعية من خلال الخطبة والسكة فقط.
وكانت بلاد اليمامة التي تعدّ من أكثر أقاليم الدولة الإسلامية معاناة من العزلة والإهمال، من المناطق التي تأثرت بهذه الظاهرة. فظهرت فيها في منتصف القرن الثالث الهجري دولة علوية مستقلة استقلالاً تامّاً عن الخلافة العباسية، عرفت بالدولة الأخيضرية.
وقبل أن نتعرف الأسباب التي أدت إلى قيام هذه الدولة، والعوامل التي ساعدت على استمرارها، وطبيعة سياستها تجاه أهالي المناطق التي حكمتها، وعلاقاتها الخارجية بالقوى المجاورة، وحدود المنطقة التي حكمتها، ومعالم تاريخ الإقليم خلال فترة حكمها، وتاريخ سقوطها، نرى أن نشير بإيجاز - بادئ ذي بدء - إلى الأوضاع السياسية ببلاد اليمامة قبيل قيام الدولة الأخيضرية، ونمط الحياة الاجتماعية لسكانها، وطبيعة صلاتهم بمركز الخلافة العباسية في بغداد ونظرة كل من الطرفين للآخر.
وذلك، لما لهذه الأمور من أثر في مسار مجريات الأحداث فيما بعد، ولأن الإلمام بها يساعد في تفسير الأحداث التي وقعت في المنطقة والربط بينها. وهذا أمر مهم في ظل الشحّ الشديد في المعلومات عن تاريخ المنطقة في هذه الفترة التي يحيط الغموض بكثير من معالمها.

الأوضاع السياسية ببلاد اليمامة قبيل قيام الدولة الأخيضرية
كان يسكن بلاد اليمامة قبيل قيام الدولة الأخيضرية عدة قبائل، أهمها قبيلة تميم التي كانت تحتل الأجزاء الشمالية من بلاد اليمامة، وتمتد منازلها إلى أطرافها الشرقية([1][1])، ثم قبيلة حنيفة التي كانت تقطن قلب بلاد اليمامة([2][2])، يليها جنوباً بنو هزَّان من عنزة، وبنو النمر بن قاسط بن ربيعة، وبنو جرم من قحطان([3][3]). أما عن جنوبي اليمامة، فأغلب سكانه آنذاك كانوا من قبائل بني كعب بن عامر بن صعصعة المضرية. وفي أقصى غربي اليمامة كانت منازل قبيلة باهلة. هذا، إضافة إلى قبائل أخرى ذات صبغة بدوية تجوب فيافي اليمامة ومراعيها، وتتحرك إلى أقاليم مجاورة، مثل بني نمير، وبني كلاب، وبني عُقَيل([4][4]).
أما عن نمط الحياة الاجتماعية لسكان اليمامة آنذاك، فقد كان يقوم على أساس قبلي، سواء منهم من كانوا يسكنون المستوطنات الزراعية أم من كانوا يعيشون حياة البداوة الخالصة في الصحراء. ومعلوم أن سمات من تغلب عليهم صفة البداوة الرغبة في عدم الانضباط والنزوع إلى التمرد على الأنظمة([5][5]).
ولو أردنا إعطاء صورة لطبيعة النظرة المتبادلة بين السلطة المركزية المتمثلة في الخلافة، وأهل هذه المنطقة، لوجدنا أن الخلافة تنظر إلى هذه البلاد على أنها بلاد فقيرة قليلة الموارد لا تفي مواردها باليسير مما يتطلبه أمر الحفاظ على الأمن والاستقرار في ربوعها الواسعة وإصلاح أحوالها، وتنظر إلى أهلها بأنهم أهل جفاء وتمرّد. ومن هنا كان ينظر إليها على أنها ولاية ثانوية([6][6]).
لهذا لم يكن يراعى - في كثير من الأحيان - في من يسند إليه أمرها أن يكون على قدر كبير من الكفاءة والمقدرة وحسن التصرف، بل يختار لها في أحيان كثير من يتصف بالشدة، بغرض إخضاع أهلها لنفوذ الحكم المركزي، مهما صاحب ذلك من عنت وقسوة وشدة في التعامل من قبل بعض الوُلاة، أو بعض من كانوا يتولّون جباية الزكاة من القبائل البدوية([7][7]).
ويضاف إلى ما سبق أن الدولة لم تُول عناية واهتماماً لأمور هذه البلاد ومصالح أهلها بما من شأنه أن يحدث تغييراً في حياتهم، وبالتالي يزرع في قلوبهم الولاء، كل ذلك كان له أثره في نظرتهم السياسية للسلطة المركزية وطبيعة علاقتهم بها.
فإذا كانوا قد خضعوا لسلطة الدولة في فترات قوتها واستقرارها، فإن الأمر يختلف تماماً في فترات الضعف والاضطراب، إذ سرعان ما يظهر عند بعض سكان هذه البلاد، وبخاصة من تغلب عليهم صفة البداوة، ميلٌ إلى التمرد والإخلال بالأمن والجنوح إلى الفوضى، كلما وجدوا فرصة لذلك.
كما يلاحظ وجود ميل لديهم إلى مساندة الثائـرين على السلطة المركزية - سواءٌ كانوا من العلويين أو غيرهم - تعبيراً عن سخطهم من ناحية، ورغبة في الحصول على المكاسب المادية من ناحية أخرى.
ولعل قرار الخليفة العباسيّ المعتصم (218 - 227 هـ/ 833 - 842 م) إسقاط كثير من العرب من ديوان الجند، وإحلال الأتراك محلهم، كان له أيضاً أثر سلبي على علاقة القبائل البدوية بالسلطة المركزية. فقد عاد بعض أفراد هذه القبائل إلى مواطنهم الأصلية في بلاد نجد، بعد أن فقدوا مصدر رزقهم، وهم يحملون ضغناً على تلك السلطة([8][8]).
وإذا كانت علاقة بعض أهل هذه البلاد بالسلطة المركزية في مطلع القرن الثالث الهجري يشوبها التوتر في بعض الأحيان، وينعكس هذا الأمر سلباً على الأوضاع السياسية والأمنية فيها، فإن العلاقات بين السكان أنفسهم لم تكن جيدة هي أيضاً، مما زاد الأمر سوءاً.
لقد كان التنافس على المراعي وموارد المياه وغيرها، يؤدي إلى التنافر والعداء، ويتطور أحياناً إلى مناوشات وحروب، ليس بين قبيلة وأخرى مجاورة فقط، بل أحياناً بين فروع القبيلة نفسها([9][9]).
ثم هناك أمر آخر يدركه من يمعن النظر في طبيعة العلاقات بين سكان المنطقة في النصف الأول من القرن الثالث الهجري، هذا الأمر هو وجود توتر في العلاقات بين القبائل التي يغلب عليها طابع التحضّر والاستقرار، والقبائل التي يغلب عليها طابع البداوة. فقد كانت الأولى - وهي الأكثر ميلاً إلى حبّ الاستقرار والهدوء، والأكثر قبولاً للخضوع للسلطة المركزية - تعاني من الثانية التي تجنح إلى الفوضى والتمرد كلما وجدت ظروفاً مناسبة.
ولعل تمرد القبائل البدوية في الحجاز وعالية نجد وأطراف اليمامة، خلال الفترة من سنة 230 هـ/ 845 م حتى 232 هـ/ 847 م، يُعد أبلغ دليل على سوء الأوضاع السياسية والأمنية واضطرابها في هذه البلاد، خلال النصف الأول من القرن الثالث الهجري.
وقد أفاض المؤرخون في ذكر أخبار هذا التمرد، وكيف تم التصدي له والقضاء عليه. وخلاصة ما ذكروه أن قبائل بني سُليم، وبني هلال، وفزارة التي كانت تقطن حول المدينة المنورة، وفي الجزء الشمالي من عالية نجد، تطاولوا على الناس، وعاثوا في الأرض فساداً، فأصبحوا يتعدّون على أسواق بعض البلاد، ويمارسون السلب والنهب وقطع الطريق، وبخاصة بعد أن تمكنوا من إلحاق الهزيمة بوالي المدينة والقوة التي أرسلت من بغداد لمساندته([10][10]). ثم ما لبث هذا التمرد أن امتد إلى قبائل بني كلاب في وسط عالية نجد، وقبائل بني نمير في شرقي العالية وأطراف اليمامة([11][11]). وبهذا أصبح جزء كبير من وسط الجزيرة العربية يعاني من هذا التمرد.
حينئذ أدرك الخليفة العباسي الواثق (227 - 232 هـ/ 842 - 847 م) خطورة الأمر، ورأى ضرورة التصدي له بحزم وقوة، وأسند هذه المهمة إلى أحد أبرز قادته، وهو بغا الكبير أبو موسى.
توجه بغا على رأس جيش قوي إلى المدينة المنورة في سنة 230 هـ/ 745 م، وتمكن من إلحاق الهزيمة ببني سُليم وأسْرِ أعداد كبيرة منهم ومن المتعاونين معهم من بني هلال وفزارة([12][12]). وبعد نجاحه في إخضاع القبائل التي حول المدينة، توجه إلى بني كلاب في وسط عالية نجد ووصل إلى ضريّة([13][13]). فأعلن بنو كلاب الخضوع والعودة إلى الطاعة. فقبض بغا على نحو ثلاثمئة وألف رجل منهم ممن نُسب إليهم المشاركة في الفساد، وعاد بهم إلى المدينة حيث أودعهم السجن([14][14]).
وفي تلك الأثناء، كان بنو نمير يعيثون فساداً في شرقي عالية نجد وما يليه من بلاد اليمامة. وكان الشاعر اليمامي عمارة بن عقيل بن جرير (الشاعر) التميمي قد توجه إلى الخليفة الواثق. فلما دخل عليه، أنشده قصيدة مدحه بها، ثم أخبره بأوضاع بلاده وما تعانيه من قبيلة بني نمير المتمردة([15][15]).
فكتب الخليفة على أثر ذلك إلى قائده بغا يأمره بالتوجه لإخضاع بني نمير. وسار بغا بقواته من المدينة نحو اليمامة في مطلع سنة 232 هـ/ 846 م، وكانت أول مواجهة له مع جماعة من بني نمير في موضع يدعى الشُّريف بعالية نجد، حيث تمكن من هزيمتهم، وقتل منهم أكثر من خمسين رجلاً وأسر آخرين، ثم واصل سيره حتى نزل ببلدة مرأة (مرات) المعروفة بإقليم الوشم، وكان أهلها آنذاك من بني تميم([16][16]).
ومن هناك أخذ بغا يرسل الرسل إلى بني نمير يطلب منهم العودة إلى طاعة الخلافة، ويعرض عليهم الأمان مقابل ذلك. لكنهم كانوا يرفضون عروض بغا ويسيؤون إلى رسله، حتى بلغ الأمر حدَّ قتل أحد رسله وجرح الآخر. حينئذ قرّر بغا مواجهتهم، وتوجه لقتالهم([17][17]).
وفي الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة 232 هـ/ 847 م، دارت بين الطرفين معركة كبيرة في موضع يدعى »روضة الأمان«، قرب بلدة أُضاخ([18][18]). وكادت أن تحل الهزيمة ببغا وقواته في أول الأمر، إلا أن الدائرة دارت على بني نمير، فهزموا هزيمة ساحقة، وقتل منهم زهاء خمسمئة وألف رجل، وفرّ من نجا منهم([19][19]).
بعد هذه الهزيمة أعلن بعض بني نمير الطاعة، وأرسلوا إلى بغا يطلبون الأمان، فأعطاهم الأمان. أما من استمر في تمرده، فقد بعث سرايا تتعقبهم، وساعده في ذلك وصول مدد إليه من العراق يبلغ نحو سبعمئة رجل. ويلاحظ أن بغا نزل في هذه الفترة بحصن باهلة واتخذه مركزاً تنطلق منه سراياه لتعقّبِ المتمردين([20][20]).
ونزوله أولاً في بلدة مرأة (مرات) وهي من ديار بني تميم، ثم في حصن باهلة، وقبل ذلك استنجاد الشاعر اليمامي عمارة بن عقيل بالخليفة الواثق - كل ذلك يدل على أن القبائل المتحضرة في اليمامة مثل تميم وباهلة، كانت ملتزمة بالطاعة للخلافة، بل كانت تقدم العون لقوات الخلافة في مواجهة المتمردين.
أقام بغا في بلاد نجد نحو سنة، نجح خلالها في القضاء على تمرد الأعراب. وأسفرت عملياته خلال تلك الفترة عن أسر نحو ثمانمئة رجل جُلُّهم من بني نمير. وبعد أن اطمأن على استقرار الأوضاع، توجه نحو البصرة في طريقه إلى سامراء، عاصمة الخلافة آنذاك، وبصحبته من وقع في يده من الأسرى، وكتب إلى والي المدينة أن يتوجه بمن عنده من الأسرى من بني سُليم وكلاب وغيرهم إلى العراق، فالتقيا في بغداد. وكان جملة عدد الأسرى الذين وصلوا إلى العراق نحو مئتين وألفين، سوى من مات منهم في الطريق أو هرب([21][21]).
ويبدو ان ثورة الأعراب هذه أدت إلى نوع من الاهتمام بهذه البلاد في تلك الفترة. فقد أسندت ولاية اليمامة في سنة 231 هـ/ 846 م إلى إسحاق بن أبي خميصة([22][22])، وهو من أهل أُضاخ. ولم تشر المصادر إلى مشاركة للوالي الجديد في قمع التمرد، لكنها أوردت إشارات تدل على أنه كان يقيم في اليمامة، وأنه قام ببعض الأعمال العمرانية، ومنها إنشاء جامع في عقرباء([23][23]).
ولا شك في أن نجاح حملة بغا مهّد السبيل لإسحاق بن أبي خميصة، وساعده في السيطرة على مقاليد الأمور في أرجاء البلاد الواسعة، ونشْر الأمن فيها. وهذا ما كانت تفتقده منذ أزمان طويلة. وقد عبر أحد الشعراء عن هذا الأمر في قصيدة مدح بها ابن أبي خميصة، وجاء فيها:

أمنا - بحمد الله - من بعد خوفنا




وزدنا، فمنّا معزب ومريح



ونمنا وما كنّا ننام، وأطلقت




حمائل من أعناقنا وصفيح



فإن ترتحل يحنّ نجدٌ وأهله




وإلاّ فنجدٌ ما أقمت مليح



وحقّ لِنَجْدٍ أن تحنَّ ولم يبت





يئنّ بنجدٍ مُذ وليت جريح([24][24])













رد مع اقتباس
قديم 2009-04-26, 08:44   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي

بيد أن هذا التحسن في الأوضاع الأمنية ببلاد اليمامة كان آنياً، إذ ما لبث الإقليم أن عاد إلى دائرة الإهمال والعزلة، وبالتالي ضعف أثر السلطة المركزية فيه. وعلى الرغم من أن المصادر ذكرت أن ولاية اليمامة أسندت في سنة 236 هـ/ 850 م إلى محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، مع ولاية البحرين وطريق مكة، وفي سنة 248 هـ/ 862 م أسندت إلى محمد بن عبد الله بن طاهر مع العراق والحرمين، وفي سنة 252 هـ/ 866 م إلى محمد بن عون مع البصرة والبحرين([1][25])، فإن ولاية هؤلاء لليمامة - فيما يبدو - كانت ولاية صورية. فأيّ منهم لم يُقم باليمامة، ولم تحظ منه أو من الإدارة المركزية باهتمام يُذكر، وبخاصة في ظل الضعف الشديد الذي حل بالخلافة العباسية بعد عصر الواثق.

أصل الأخيضريين وقيام دولتهم في اليمامة
أ - أصل الأخيضريين وظهورهم بالحجاز
الأخيضريّون علويّون، من بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما([2][26]). وموطنهم الأصلي بلاد الحجاز. وقد اشتهر منهم محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى (الجون) بن عبد الله (المحض) بن الحسن (المثنى) بن الحسن (السبط) بن علي بن أبي طالب. وكان يلقب بـ»الأخيضر الصغير«، وقد فر إلى اليمامة وأقام دولة بها عرفت بالدولة الأخيضرية.
ويلاحظ أن لقب الأخيضر أُطلق أولاً على يوسف بن إبراهيم والد محمد صاحب اليمامة، كما أنه أطلق على محمد نفسه. فقد ذكر ابن عنبة أن يوسف كان يُعرف بالأخيضر، وأن ابنه أبا عبد الله محمد صاحب اليمامة يُعرف بالأخيضر الصغير([3][27]). إلا أن هذا اللقب ارتبط بالابن أكثر من أبيه بسبب شهرته وتمكنه من إقامة دولة له ولعقبه في بلاد اليمامة نُسبت إليه.
أما عن سبب إطلاق لقب الأخيضر على يوسف ثم على ابنه محمد، فلم تذكر كتب الأنساب أو غيرها من المصادر التاريخية بياناً لذلك. ولعلها تصغير لكلمة »أخضر«.
وقد جاء في "لسان العرب" لابن منظور: »يقال للأسود أخضر، والخضرة في ألوان الناس السمرة، والخضر قبيلة من العرب سُمّوا بذلك لخضرة ألوانهم«([4][28]). وبناءً عليه، يمكن أن يكون يوسف بن إبراهيم لُقّب بـ»الأخيضر«، لأن لون بشرته يميل إلى السمرة؛ وكذلك ابنه محمد (الأخيضر الصغير).
أما بداية ظهور الأخيضرين على مسرح الأحداث السياسية، فكانت في بلاد الحجاز سنة 251 هـ/ 862 م، حين تزعم إسماعيل بن يوسف (الأخيضر) ثورة ضد الدولة العباسية، وهاجم مكة. فاضطر أميرها آنذاك، جعفر بن عيسى بن موسى العباسي، إلى الهرب، وتمكّن إسماعيل - بعد أن قتل بعض جند الأمير ومن ساعدهم - من نهب دار الإمارة ومنازل أعوان الأمير، واستولى على أموال كانت قد أُرسلت من قبل الخلافة إلى مكة لإجراء إصلاحات بعين زبيدة. ولم يكتف بذلك، بل استولى على ما كان في الكعبة وفي خزائن الحرم من الذهب والفضة وكسوة الكعبة، وأخذ من الناس نحو مئتي ألف دينار، وخطب لنفسه بالمسجد الحرام([5][29]).
بقي إسماعيل وأتباعه بمكة نحو خمسين يوماً، عاثوا خلالها فساداً في مكة، نهباً وقتلاً وحرقاً، ثم خرجوا منها وتوجّهوا نحو المدينة النبوية. وبسبب ما أظهره إسماعيل من ظلم وقسوة وجرأة على سفك الدماء، لُقِّب بـ»السّفّاك«. وكانت أخبار أفعاله تلك قد بلغت المدينة، فأحدثت عند أهلها فزعاً وغضباً، وبخاصة بعد أن قرّر أميرها وحاشيته الهرب خوفاً من »السّفّاك«([6][30]).
وأما أهل المدينة، فقد قرروا المقاومة والصمود، فحصّنوا مدينتهم واستعدوا للدفاع عنها. وعندما وصل السّفّاك، فرض حصاراً على المدينة وأخذ في مهاجمتها، وقد أظهر أهلها صموداً وبسالة، ونجحوا في صد المهاجمين على الرغم ممّا نالهم من عناء([7][31]).
عاد السّفّاك إلى مكة، لكن أهلها قرروا مقاومته هذه المرة، بعدما نالهم من عناء حين دخل السّفّاك وأتباعه مكة في المرة السابقة، وشجعهم على ذلك نجاح أهل المدينة في صدِّه.
فرض السّفّاك حصاراً على مكة استمر نحو شهرين، نال أهلها منه عناءً وبلاءً عظيمين، ومات بسببه أهل مكة جوعاً وعطشاً. وبعد أن عجز عن اقتحام مكة، توجه إلى جدّة، واستولى على ما فيها من أموال التجار وبضائعهم([8][32]).
وعلى الرغم من أهمية المنطقة التي ثار فيها السفاك وبشاعة الأعمال التي قام بها، فإنّ تحرك الخلافة العباسية لمواجهته كان بطيئاً وضعيفاً أيضاً، وذلك بسبب ما كانت تعانيه الخلافة في تلك الأثناء من ضعف واضطراب في أوضاعها. وعلى أي حال، فقد أرسل الخليفة المعتز بن المتوكل (251 - 255 هـ/ 862 - 866 م) جيشاً بقيادة محمد بن أحمد بن عيسى، وعيسى بن محمد المخزومي. ووصل الجيش إلى مكة قبيل موسم الحج سنة 251 هـ/ 862 م، في حين كان الثائر في جدة.
تحرك السفاح لمواجهة الجيش العباسي، ودارت بين الطرفين معركة في يوم عرفة علىصعيد عرفات، هزم فيها الجيش العباسي، ووقع السلب والنهب والقتل في الحجّاج على يد السّفّاك وأتباعه. فقتل أكثر من ألف حاج، وهرب آخرون دون أن يتموا حجهم. وعاد السّفّاك إلى جدة([9][33]).
وبقي أهل مكة والمدينة يترقبون أخبار السّفّاك ويخشون عودته لمهاجمتهم، حتى جاءت الأخبار بإصابته بمرض الجدري، ثم وفاته في سنة 252 هـ/ 863 م، وكان عمره اثنين وعشرين سنة([10][34]).
بعد وفاة إسماعيل (السّفّاك) خلفه أخوه محمد (الأخيضر الصغير) في قيادة الثورة. ومحمد أكبر من إسماعيل بنحو عشرين عاماً([11][35])، أي أنه كان قد تجاوز الأربعين حين خلف أخاه. وكانت الخلافة العباسية قد أدركت مدى خطورة هذه الثورة وقوتها، فأرسلت جيشاً آخر إلى الحجاز أكثر قوة واستعداداً من سابقه، وأسندت قيادته إلى أبي الساج لأشروشني، وهو أحد القادة الأتراك الكبار.
وقد استطاع هذا الجيش إلحاق الهزيمة بمحمد الأخيضر. وحينئذ قرر الأخيضر الانسحاب من الحجاز والهرب نحو اليمامة([12][36])، لإدراكه عدم قدرته على الصمود أمام هذا الجيش، ولمعرفته أن أهل الحجاز أصبحوا يكنّون كرهاً وتذمراً لقيادة هذه الثورة وأتباعها بسبب الأفعال السيئة التي قاموا بها.


([1][25]) صالح الوشمي، ولاية اليمامة، المرجع السابق، ص. 117.

([2][26]) محمد بن علي ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، دار المعارف، القاهرة، 1977، ص. 46. وقد ذكر عمر رضا كحالة أنهم بطن من بني الحسين بن علي، وهذا غير صحيح. (معجم قبائل العرب، المصدر السابق، ج 1، ص. 12).

([3][27]) أحمد بن علي بن عنبة الحسني، »عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب«، ضمن مجموعة الرسائل الكمالية، مكتبة المعارف، الطائف، ص. 213.

([4][28]) جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ج 4، صص. 244 - 245.

([5][29]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 11، صص. 236 - 237.

([6][30]) محمد بن أحمد الفاسي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق فؤاد سيد، مطبعة السُّنة المحمدية، القاهرة، 1964، ج 3، ص. 312.

([7][31]) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، المصدر السابق، ص. 46؛ عبد الباسط بدر، التاريخ الشامل للمدينة المنورة، ج 2، صص. 112 - 114.

([8][32]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 11، ص. 137.

([9][33]) المصدر نفسه، ص. 137.

([10][34]) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، المصدر السابق،ص. 46؛ الفاسي، العقد الثمين، المصدر السابق، ج 3، ص. 313.

([11][35]) محمد بن عبد الرحمن السخاوي، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، مطبعة دار نشر الثقافة، القاهرة، 1979 ، ص. 323.

([12][36]) علي بن الحسين المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1384 هـ، ج 3، ص. 180؛ ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، المصدر السابق، ص. 214.










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-26, 08:50   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

تحياتي للجميع هذه دراسة خاصة عن نسب آل خضراوي










رد مع اقتباس
قديم 2009-06-13, 09:44   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نمارق الأنثى
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية نمارق الأنثى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم :
انا سبب تسجيلي في المنتدى هو حيرتك في نسب خضراوي من يكون .
انا استطيع ان اخرجك من هذه الحيرة .
تفضل ما>ا تريد ان تعرف على نسب خضراوي










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-02, 11:37   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
rose sanita
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

انا يللي بعرفو و متاكدة منو انو خضراوي هم شرفا من بلدية الهامل دائرة بوسعادة اكيد هيدا هو اصلك










رد مع اقتباس
قديم 2009-07-03, 01:03   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الباحث النتي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم واتمنى التشرف بإيميلك اخي الكريم فأنا باحث ويشرفني متابعتك ..










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc