الطائفة المنصورة، وبيان صفاتهم كما وردت في أحاديث الغربة. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطائفة المنصورة، وبيان صفاتهم كما وردت في أحاديث الغربة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-07, 00:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عبد الله الغيثري
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي الطائفة المنصورة، وبيان صفاتهم كما وردت في أحاديث الغربة.

لمحدث العلامة: محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله، ونفع به الجميع-.
قام بتسجيلها والتأليف بينها: محمد بن أحمد، أبو ليلى الأثري.
إخوة الإيمان: والآن مع الشريط: التاسع والتسعين بعد المائة الرابعة على واحد.

¶¶¶¶¶¶

1- شرح أثر عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام...)، وبيان حقيقة الإسلام؛ وهو اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح

الشيخ:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[1].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[2].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[3].
أمَّا بّعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الكَلامِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّم، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
وَبَعْدُ:
فإنِّي مفتتحٌ كلمتي -هذه- بما أُثِرَ وصحَّ عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أنَّه قال: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما نبتغي العزَّ بغيره؛ نُذلُّ أو نَذِلُّ".
وأنتم تعلمون أنَّ الإسلام الذي يعنِيهُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في هذه الكلمة الطيبة إنَّما هو الإسلام الذي أنزله الله على قلبِ محمد عليه الصلاة والسلام.
هذا الإسلام الذي قال عنه ربُّنا -عزَّ وجلَّ- في القرآن: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[4].
هذه حقيقة لا ريب ولا شك فيها عند أحدٍ من المسلمين؛ ولذلك فلا نقف عندها كثيرًا؛ وإنما أودُّ أنْ أُلفِت النَّظر إلى ما كُنَّا -ولا نزال- نُدندِنُ حوله دائمًا وأبدًا، وهذا واجبنا نحن الدُّعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أنَّ هذا الإسلام الذي لا يقبل الله -تبارك وتعالى- سواه من أيِّ إنسان، الذي ينبغي أن نعرفه جيدًا أنه ليس هذا هو الإسلام المعروف اليوم عند كثير من المسلمين فضلاً عن غيرهم؛ ذلك لأنَّ هذا الإسلام المنزَّل على قلب الرَّسول عليه الصَّلاة والسلام قد دخل فيه ما ليس منه عقيدةً وفقهًا وسلوكًا؛ ولذلك فنحن دائمًا نُدندِن حول التمسك بهذا الإسلام الصَّافي المصفَّى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وشَرَحهُ للصحابة الكرام، ثمَّ نقله إلينا الخلف عن السلف بالأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل الحديث والسنة.
من أجل ذلك فنحن ننصح الشباب المسلم في كل زمان، وفي كل مكان، وبخاصة في هذا الزمن الذي كثُرتْ فيه مختلِفُ الفتن من كل نوعٍ، من كل أسباب الاختلاف التي تحقق الفُرقَة التي نهى عنها ربنا -عزَّ وجلَّ- في غير ما آيةٍ، وبيَّن ذلك نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أحاديث كثيرة، تعرفون منها الشيء الطيب -إن شاء الله تبارك وتعالى-؛ ولكني أريد أن أُذكِّر بحديثٍ واحد؛ ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((تَرَكْتُكُم عَلى بيْضَاءَ نَقِيِّة، لَيلُهَا كَنَهَارِهَا -ليلها كنهارها- لا يَضِلُّ عَنْهَا إلاَّ هَالِكٌ)) وفي لفظٍ: ((إلاَّ زَائِغٌ)).

2- حديث افتراق الأمة ومعنى الجماعة فيه .

ولذلك فالعصمة حينما تحيط بالمسلمين الفتن؛ إنما هو المرجع إلى الله، إلى كتاب الله، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح، فأنتم تعلمون قول الرسول صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم: ((تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَسَتَخْتَلِفُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلّهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة؛قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: هِيَ الْجَمَاعَة)).
الْجَمَاعَة؛ أي: جماعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذين يتوجه إليهم أول ما يتوجه معنى قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المعروف: ((لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِى عَلَى ضَلاَلَةٍ))، ((لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِى عَلَى ضَلاَلَةٍ)) أول من يُقصد بهذا الحديث؛ هي أمَّة أصحاب الرَّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فهي التي لم تجتمع على ضلالة، أمَّا من جاء بعدهم؛ ففيهم من انحرف عن الخط المستقيم الذي خطَّه الرسول عليه السلام تصويرًا وتطبيقًا عمليًا كما هو مستفادٌ من حيث التَّصوير مِن الحديث الذي يرويه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطَّ يومًا على الأرض خطًا مستقيمًا، ثم خطَّ حول هذا الخط المستقيم خطوطًا قصيرة؛ ثمَّ قرأ عليه الصَّلاة والسَّلام على ذلك الخط المستقيم ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ[5] وقال عليه الصلاة والسلام -مشيرًا إلى الخط المستقيم-: ((هَذَا صِرَاطُ اللهِ))، ومشيرًا إلى الخطوط التي من حوله القصيرة، قال عليه السلام: ((وَهَذِهِ طُرُق، وَعَلَى رَأسِ كُلِّ طَرِيقٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهَا)).
هذه الطُّرق كانت -ولا تزال- وفي ازياد مستمر، وخاصَّة في آخر الزمان؛ ولذلك فما هو المنجاة من هذه الطرق التي هي سبب كل فتنة تحيط بالمسلمين في كل زمان وفي كل مكان؟
هو اللجْئُ، وهو الرُّجوع إلى ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيضاء نقيَّة لا يزيغ عنها إلا هالك.
لكن -هاهنا- من هم الذين؛ بل من هو الذي يعرِفُ هذه الطريقة البيضاء التي تركها الرَّسول عليه الصلاة والسلام لنا نقية، وأوعد من حاد عنها بأنه زائغٌ هالك؟



3- شرح حديث الطائفة المنصورة، وبيان صفاتهم كما وردت في أحاديث الغربة.

لا شك أنَّ الذي أو الذين يعرفون هذا المنهج النَّقي الأبيض إنَّما هي الطائفة المنصورة التي تحدَّث النَّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها في حديثٍ متواترٍ ثابتٍ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من طرق قطعيَّة الثُّبوت؛ ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُم حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)). ((لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُم))، هل هم الكثرة الكاثرة من المسلمين أم هي الطائفة القليلة المنصورة؟
الحديث صريحٌ في ذلك؛ ولذلك فلا يكن همُّ أحدكم أن يكون مع الأكثرين؛ لأنَّ الله رب العالمين يذمُّ الأكثرين في غالب آيات القرآن الكريم؛ بمثل قوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ[6]﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ[7]﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[8].
ولذلك فينبغي أن يكون همُّ أحدنا أن يكون من عباده القليل، مِن الطَّائفة المنصورة، ما صفة هذه الطائفة المنصورة؟
هنا بيت القصيد في هذه الكلمة.
هي ما جاء ذكره في أحاديث الغربة، أحاديث الغربة التي جاء فيها ثلاثة روايات صحيحة.
الرواية الأولى:
في صحيح مسلمٍ، من رواية سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إِنَّ الإسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)) هذا حديث مسلم.
الحديث الثاني:
في مسند الإمام أحمد -رحمه الله-. ذكر هذا الحديث، وزاد زيادة طيبة، وهي: أن سائلاً سأل؛ فقال: (مَنْ هُمُ الغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلام: ((هُمْ نَاسٌ قَلِيلُونَ صَالِحُونَ، بَيْنَ نَاسٍ كَثِيرِينَ؛ مِنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم)).
انظرو هنا يمدح القلة لا يمدح الكثرة؛ بل هو يذمها؛ قال: ((هُمْ نَاسٌ قَلِيلُونَ صَالِحُونَ، بَيْنَ نَاسٍ كَثِيرِينَ؛ مِنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم)).
فإذن من صفة هؤلاء الغرباء، الذين بشَّرَّهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بطوبى، وهي شجرة في الجنَّة، يمشي الراكب الْمُسرِع تحتها مائة عامٍ لا يقطعها. هؤلاء هم الغرباء الذين بشَّرَّهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذه البِشَارة العُظمى؛ فقال: ((هُمْ نَاسٌ قَلِيلُونَ صَالِحُونَ، بَيْنَ نَاسٍ كَثِيرِينَ، مِنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم)) وهذه الصفة ينبغي أن تكون صفة عامة في الغرباء.
أما الصفة التالية؛ وهي في الحديث الثالث:
فهي صفةٌ من خاصَّة الغرباء، هي صفةٌ من خاصة الغرباء؛ أي: هي صفة في علماء الغرباء؛ ذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجاب مرةً عن ذاك السؤال: "من هم الغرباء" فقال عليه الصلاة والسلام في المرة الأخرى: ((هُمُ الَّذِينَ يُصلِحُونَ مَا أفْسَدَ النَّاسُ مِنْ سُنَّتِيِ مِنْ بَعْدِيِ)).
فإذن كلمة الغرباء تعني: "المتمسكين بالكتاب والسنة، وعلى منهج السلف"؛ أي: هم الفرقة النَّاجية.

4- تفسير قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

ولكن ليس من الضَّروري أن يكون كل فردٌ ممن يكون حقًّا من الفرقة الناجية، أن يكون عالمًا، هذا أمر ضروري جدًا، ثمَّ ليس من الضروري أن يكون كل من كان من الفرقة الناجية وعالمًا أيضًا، أن يكون عالمًا بالكتاب والسنة، فقد يكون عالمًا من العلماء الذين يتبعون مذهبًا من مذاهب الأئمة المهتدين المتَّبعين؛ ولكنه لا يستطيع أن يُميِّز الصَّواب من الخطأ مما اختلف فيه الناس، لا يستطيع أن يُميِّز السنة من البدعة حينما اختلطت السنن بالبدع، وما أكثر هذا الاختلاط في هذا الزمان؛ ولذلك فقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جوابه الآخر عن الغرباء: ((هُمُ الَّذِينَ يُصلِحُونَ مَا أفْسَدَ النَّاسُ مِنْ سُنَّتِيِ مِنْ بَعْدِيِ))؛ فهذا بلا شك وصفٌ في خاصَّة الغرباء، وخاصَّة الفرقة النَّاجية.
لذلك فمن عاش ومن أردك منكم في هذا الزمن المضطرب بالمختلِفَةِ مِن الفتن فعليه أولاً وقبل كل شيء: أن يكون مِن الفرقة النَّاجية، وهذا ليس من الضَّروري أن يكون عالمًا؛ لأنَّه ليس من الفرض العيني على كل مسلم أن يكون عالمًا؛ ولكن من الفرض العيني على كل مسلمٍ أن يعرف ما يجب عليه فيما يتعلَّق بعقيدته، وفيما يتعلَّقُ بعبادته، وفيما يتعلَّق بسلوكه العيني، الواجب العيني عليه.
فإذا لم يكن عالمًا كما شأن عامة الناس، يأتي هنا قول الله -عزَّ وجلَّ- في القرآن الكريم: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[9] فهنا نحن نوجه الكلام إلى عامة المسلمين، الذين قد يتساءلون اليوم عن الخلافات التي يسمعونها من هنا وهناك وفي مسائل كثيرة وكثيرة جدًا، فعليهم أن يطبقوا في أنفسهم هذه الآية الكريمة: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[10].
لا شكَّ أنَّ هذه الآية يجب قبل أن يطبقها عامة النَّاس هؤلاء أن يعرفوا بداهةً من هم أهل الذكر؛ فأهل الذِّكر هم أهل قرآن، وأهل القرآن ليسوا هم الذين يقرؤون القرآن، ويُحسنون تقويمه وقراءاته جيدًا، ثمَّ لا يكادون يفقهون منه شيئًا، ولو قليلاً.
هؤلاء ليسوا هم أهل القرآن، أهل القرآن الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديثٍ خاص؛ ألا وهو قوله: ((أهْلُ القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ))، ((أهْلُ القُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَتُهُ)).
هم الذين يفهمون القرآن ويفسِّرونه على ما كان عليه زمن نزوله على قلب النَّبي عليه الصلاة والسلام؛ أي: على ما كان عليه سلفنا الصالح؛ هؤلاء هم أهل الذكر الذين يجب على عامة المسلمين أن يسألوهم؛ ومن المؤسف جدًا أن يكون هؤلاء هم القليلون الذين أشار إليهم الرَّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جوابه الأول والثاني بخاصة.
جوابه الأول؛ قال: ((هُمْ نَاسٌ قَلِيلُونَ صَالِحُونَ، بَيْنَ نَاسٍ كَثِيرِينَ، مِنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم)).
والجواب الثاني:
((هُمُ الَّذِينَ يُصلِحُونَ مَا أفْسَدَ النَّاسُ مِنْ سُنَّتِيِ مِنْ بَعْدِيِ))؛ فهؤلاء هم الذين يجب على عامة المسلمين أن يلجؤوا إليهم حينما تشتد عليهم الفتن، وتتكاثر وتتناوع؛ فيحارون ولا يدرون إلى أي قولٍ يذهبون؛ فاسألوا -إذن- أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
وأنا أعتقد أن مشكلة الفتن هي: تعود إلى الجهل بالإسلام، والإسلام الصحيح.
فإذن علينا جميعًا -كلٌّ بحسبه- أن يسعي حثيثًا إلى معرفة ما يجب عليه معرفته من الإسلام -وبخاصةً- حينما تحيط بهم الفتن في كل زمان ومكان، فأعيد التوصية إلى عامة المسلمين إلى أن لا يعيشوا هملاً؛ وإنما عليهم أن يتفقَّهوا في دينهم كلٌّ بحسبه -كما ذكرتُ آنفًا-.
وأختم هذه الكلمة، بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتَّفق على صحته: ((مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُ فِيِ الْدِّينِ)).
ويبدو أن هناك بعض الأسئلة؛ فلابد أن نغتنم الوقت، ونجيب عن ما يتيسر منها إن شاء الله.

[1][آل عمران: 102].

[2][النساء: 1].

[3][الأحزاب: 70-71].

[4][آل عمران: 185].

[5][الأنعام: 153].

[6][الأعراف: 187].

[7][البقرة: 243].

[8][الأنعام: 116].

[9][النحل: 43].

[10][النحل: 43].
من شريط لا تجتمع أمتي على ضلالة رقم(499)من سلسلة الهدى والنور
للعلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله
(00:00:41)(00:23:08).
من موقعه رحمه الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-07, 19:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-13, 00:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد الله الغيثري
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل الفضاء مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-13, 20:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كرماني
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كرماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
و نفعنا واياكم بعلم ريحانة الشام الشيخ الالباني رحمه الله رحمة واسعة و جزاه عنا و عن الاسلام احسن الجزاء










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحاديث, المنصورة،, الغربة., الطائفة, صفاتهم, وبيان, وردة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc