علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-04-21, 19:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية




تعتبر منطقة الشاوية في شرق الجزائر من المناطق التي انجبت عبر تاريخها الطويل كمًا كبيرًا من المفكرين والادباء والعلماء ابهرو في كثير من المجالات ودالك عبر حقب تاريخية مختلفة ابتداء بالحضارة النوميدية ثم البزنطية و الاسلامية الى عصرنا الحديث لا يسعنا الوقت لدكرهم جميعًا ولعلنا اردنا دالك على سبيل التعريف والفائدة و الثقافة و الله اعلم :











ماستانابال


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



ابن ما سنيسا أخو مكيبسا وغولوسا . توفي نتيجة مرض، كان شارك في الألعاب الأولمبية بتفوق في اليونان. إبنه يوغرطة من زوجة قرطاجية.


************************************************** ***************************








أوغسطينوس


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

القديس أغسطينوس


بريشة فيليب دي دي شامباني، القرن 17 أسقف تاريخ الميلاد 13 نوفمبر 354طاغست، نوميديا تاريخ الوفاة 28 أغسطس 430مقاطعة هيبو، نوميديا قديس(ة) في الكنيسة: معظم الطوائف المسيحية الرموز الأيقونية طفل؛ حمامة؛ قلم؛ صدفة: قلب مطعون شفيع(ة) إفريقيا؛ عمال المطابع؛ العيون الموجوعة؛ اللاهوتيين القديس أغسطينوس (13 نوفمبر 354 - 28 أغسطس 430) كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي-لاتيني ولد في طاغاست (حاليا سوق أهراس، الجزائر) . يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا.
ولد في مملكة نوميديا التي كانت مقاطعة رومانية من أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وأبيه الوثني باتريسيوس الأفريقي-اللاتيني. تلقّى تعليمه في روما وتعمّد في ميلانو. مؤلفاته - بما فيها الاعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب - لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم.
حياته


القديس أوغسطين يتحدّر من أصول أمازيغية ولد في تاغست (حاليا سوق أهراس ،الجزائر) عام 354. التي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا. عندما بلغ الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مداوروش، مدينة نوميدية تقع 30 كلم جنوبي تاغست. في عمر السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج لإتمام دراسة علم البيان.
كانت أمه مونيكا أمازيغية[1] ومسيحية مؤمنة. أما والده، فكان وثنيا رومانيا. ورغم نشأته المسيحية، فإنه ترك الكنيسة ليتبع الديانة المانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة استمتاعية وفي قرطاج كانت له علاقة مع امرأة ستكون خليلته لمدة 15 عاما. خلال هذه الفترة ولدت له خليلته ابنا حمل اسم أديودادتوس Adeodatus‏[2] كان تعليمه في موضوعي الفلسفة وعلم البيان، علم الإقناع والخطابة. بعد أن عمل في التدريس في تاغست وقرطاج انتقل عام 383 إلى روما لظنّه أنها موطن خيرة علماء البيان. إلا أنه سرعان ما خاب ظنه من مدارس روما وعندما حان الموعد لتلاميذه لكي يدفعوا ثمن أتعابه قام هؤلاء بالتهرب من ذلك. بعد أن قام أصدقاؤه المانويون بتقديمه لوالي روما، الذي كان يبحث عن أستاذ لعلم البيان في جامعة ميلانو، تم تعيينه أستاذا هناك واستلم منصبه في أواخر عام 384.
في ميلانو بدأت حياة أوغسطين بالتحول. من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان في قرطاج، خاصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها. وقد استمرت هذه التوجهات في ميلانو إذ ذهبت توجهت أمه إليها لإقناعه باعتناق المسيحية كما كان للقائه بأمبروسيوس، أسقف ميلانو، أثرا كبيرا على هذا التحول. لقد أعجب أوغسطين بشخصية أمبروسيوس وبلاغته وتأثر من موعظاته فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمسا للأفلاطونية المحدثة.
في صيف 386، بعد قراءته سيرة القديس أنطونيوس الكبير وتأثره بها قرر اعتناق المسيحية، ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت. لاحقا سيفصّل مسيرته الروحية في كتابه الاعترافات. فقام أمبروسيوس بتعميده وتعميد إبنه في عام 387 في ميلانو. عام 388 عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وإبنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة.
بعيد عودته إلى تاغست قام بتأسيس دير.و في عام 391 تمت تسميته كاهنا في إقليم هيبو (اليوم عنابة في الجزائر). أصبح واعظا شهيرا (وقد تم حفظ أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصلية) وقد عُرِفت عنه محاربته المانوية التي كان قد اعتنقها في الماضي.
في عام 396 تم تعيينه أسقفا مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته عام 430. رغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة.
توفي أوغسطين في 18 آب 430 عن عمر يناهز 75 عاما بينما كان الفاندال يحاصرون هيبو. شجع أهل المدينة على مقاومة الفاندال وذلك لإعتناقهم الأريوسية. يُقال أيضا إنه توفي في اللحظات التي كان الوندال يقتحمون أسوار المدينة.
يلقب القديس أوغسطين (بابن الدموع) نسبة إلى دموع أمه التي كانت تذرف لمدة عشرين سنة رغبه منها خلال صلاتها لرجوعه إلى ديانته الأولى وهي المسيحية.
تأثيره في اللاهوت والفكر

إن أوغسطين شخصية مركزية في المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعتبره المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي. تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة وخصوصا فكر أفلوطينوس مؤلف التاسوعات.
انظر أيضا



************************************************** **************************














تاكفاريناس



تاكفاريناس من أهم قادة نوميديا ، الأمازيغية، نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير، وينتمي لقبيلة موسالامس (Musulamii)، وجنّد مساعدا في الجيش الروماني في سن السادسة عشرة برتبة مساعد، واكتسب أثناء العمل تجربة عسكرية كبيرة؛ لكنه فر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان الذي كان يمارس ضد الأمازيغيين وتلمس طغيانهم واستبدادهم المطلق. فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل "المزاملة" سنة 17م، فشكل منها جيشا نظاميا من المشاةوالفرسان على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش. وفقد عمه وأخاه وابنه في الحروب التي خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا، وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم انهزم قتيلا في في منطقة سور الغزلان بالجزائر. وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه الاستراتيجية في توجيه الحروب والمعارك، كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية، وما يتسم به هذا الجيش من نقط الضعف التي يمكن استغلالها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات والمعارك الحامية الوطيس.
يعد تاكفاريناس من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية قديما، وقد أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة المحتل الروماني، وقد لقنه درسا لاينسى في البطولة والمقاومة الشرسة، وهو ما زال محفورا في ذاكرة تاريخ الإمبراطورية الرومانية. كما أخرت مقاومته الشعبية احتلال تامازغا من قبل المتوحش الروماني لمدة طويلة تربو على عقد من الزمن. ولم يتمكن العدو من احتلال بعض أجزاء أفريقيا الشمالية إلا بعد مقتل تاكفاريناس في ساحة الحرب.
محتويات



حياته

تاكفاريناس من أهم قدات نوميديا، نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير، وينتمي لقبيلة موسالامس، وۥجنّد مساعدا في الجيش الروماني في سن السادسة عشرة برتبة مساعد، واكتسب أثناء العمل تجربة عسكرية كبيرة؛ لكنه سيفر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان الذي كان يمارس ضد الأمازيغيين وتلمس طغيانهم واستبدادهم المطلق. فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل" المزاملة" سنة 17م، فشكل منها جيشا نظاميا من المشاة والفرسان على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش. وفقد عمه وأخاه وابنه في الحروب التي خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا، وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم قتل في معركة في منطقة سور الغزلان بالجزائر. وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه الاستراتيجية في توجيه الحروب والمعارك، كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية، وما يتسم به هذا الجيش من نقط الضعف التي يمكن استغلالها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات والمعارك الحامية الوطيس.
أسباب مقاومة تاكفاريناس

إذا كان موقف الأمازيغيين من الفينيقيين والقرطاجيين إيجابيا، فإن موقف الأمازيغيين من الرومان كان سلبيا إلى حد كبير؛ لأن الحكومة الرومانية كانت تسعى إلى التوسع والاستيطان واستغلال ثروات شعوب الآخرين عن طريق التهديد وإشعال الفتن والحروب كما فعلت مع الدولة القرطاجنية في تونس في إطار ما يسمى بالحروب البونيقية.
وإذا كان القرطاجنيون قد اهتموا بالتجارة والصيد، فإن الرومان كانوا يركزون كثيرا على الفلاحة؛ مما دفعهم للبحث عن الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة. وهذا ما أدى بالحكومة الرومانية للتفكير في استعمار شمال أفريقيا قصد نهب خيراتها والاستيلاء على أراضيها التي أصبحت فيما بعد جنانا للملاكين الكبار وإقطاعات لرجال العسكر وفراديس خصبة للساهرين على الكنيسة في حين أصبح الأمازيغيون عبيدا أرقاء وخداما رعاعا وأجراء مستلبين في أراضيهم مقابل فضلات من الطعام لاتقي جوع بطونهم التي كان ينهشها الفقر والسغب. ومن ثم، « طبقت روما سياسة اقتصادية جشعة طوال احتلالها، تلخصت في جعل ولاياتها تخدم اقتصادياتها وتلبي حاجياتها من الغذاء والتسلية لفقرائها... والتجارة المربحة لتجارها والضرائب لدولتها... والإبقاء على النزر اليسير لسد متطلبات عيش الأمازيغ الخاضعين...".
ويعني هذا أن سياسة الرومان في أفريقيا الشمالية كانت تعتمد على التوسع والغزو وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها الداخلية وتصديرها إلى الخارج مع البحث عن الموارد والأسواق لتحريك دواليب اقتصادها المعطل وإيجاد مصادر التمويل والتموين لقواتها العسكرية الحاشدة عددا وعدة. ومن ثم، لم " يكتف الرومان باحتلال أجود الأراضي الفلاحية الأمازيغية فحسب، بل قام الإمبراطور الروماني أغسطس بتشجيع استيطان عدد مهم من سكان إيطاليا في شمال إفريقيا، خصوصا منهم الجنود وقادة الجيش المسرّحون أو المتقاعدون ورجال الأعمال والتجار مما كان له دوره في تغيير التوازن والتوافق السكاني، الذي كان سائدا في السابق بين ساكنة المنطقة، بل كلما تم استقدام أعداد منهم من إيطاليا، إلا ويكون على حساب الأراضي الفلاحية والرعوية للأهالي الأمازيغ. ويظهر هذا في نسبة العمران والتمدين الروماني الذي بدأ في سواحل البحر المتوسط خصوصا بعد فترة الإمبراطور أغسطس. أما المناطق الداخلية فلم تبق بمعزل عن هذه التطورات خصوصا أن الرومان كانوا يضمون الأراضي الأمازيغية باستمرار نحو الداخل، إما بهدف الحصول على أراضي جديدة للقادمين الجدد، أو الحصول على أماكن بناء الحصون والقلاع لحماية أراضي المعمرين.".
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى اندلاع ثورة تاكفاريناس الانتقام للملك الأمازيغي الأول يوغرطة الذي وحد الأمازيغيين وأعدهم لمواجهة العدو الروماني الغاشم، بيد أن الجيش الروماني نكل به تنكيلا شديدا ليكون عبرة للآخرين، وأيضا الثأر من الجيش الروماني نظرا لما قام به من اعتداء صارخ على القبائل الموسولامية التي وقفت كثيرا في وجه الغزو الروماني، ناهيك عن التفاوت الطبقي والاجتماعي في المجتمع الأمازيغي الذي خلقه الاحتلال الروماني، وتردي أحوال الفقراء والمعدمين وهذا ما سيؤدي بهم فيما بعد إلى ثورة جماعية تسمى بالدوارين؛ لأنهم كانوا يحومون ويدورون حول مستودعات الحبوب لسرقتها. ولا ننسى رجال الكنيسة الأمازيغيين الذين ساهموا في إشعال عدة فتن وثورات ضد المحتل الروماني خاصة الدوناتيين نسبة إلى رجل الدين الأمازيغي المسيحي دوناتوس الذين كانوا يطالبون إخوانهم الأمازيغيين بعدم الانتظام في الجندية الرومانية وطرد كبار الملاك من أراضيهم وأصحاب النفوذ من المسيحيين الكاثوليك من بلادهم.
تطور مقاومة تاكفاريناس ضد الاحتلال الروماني

لم يرض تاكفاريناس بالتدخل الإيطالي ولم يقبل كذلك بالظلم الروماني وبنزعته التوسعية الجائرة التي استهدفت إخضاع الأمازيغيين وإذلالهم ونهب ثرواتهم والاستيلاء على خيراتهم وممتلكاتهم عنوة وغصبا. كما لم يرض بتلك السياسة العنصرية التي التجأ إليها الرومان لطرد الأمازيغيين خارج خط الليمس (Limes) وهو خط دفاعي يفصل الثلث الشمالي المحتل عن الجنوب الصحراوي غير النافع. وقد ۥشيّد هذا الخط الفاصل بعد القرن الثاني الميلادي بعد أن تمت للرومان السيطرة الكاملة على أراضي أفريقيا الشمالية. ويتركب خط الليمس من جدران فخمة شاهقة وخنادق وحفر وحدود محروسة وقلاع محمية من قبل الحرس العسكري، ويمكن تشبيهه بالجدار المحصن ضد الهجوم الأمازيغي المحتمل. وكان هذا الخط الفاصل يتكون من الفوساطوم الذي يتألف من أسوار تحفها خنادق من الخارج، ومن حصون للمراقبة غير بعيدة عن الفوساطوم، وطرق المواصلات الداخلية والخارجية التي تتصل بالفوساطوم قصد إمداد الحاميات بالمؤن والأسلحة. ويعني هذا أن خط الليمس كان يقوم بثلاثة أدوار أساسية: دور دفاعي يتمثل في حماية الحكومة الرومانية في إفريقيا الشمالية والحفاظ على مصالحها وكينونتها الاستعمارية من خلال التحصين بالقلاع واستعمال الأسوار العالية المتينة الشاهقة، ودور اقتصادي يكمن في إغناء التبادل التجاري مع القبائل الأمازيغية التي توجد في المنطقة الجنوبية لخط الليمس، ودور ترابي إذ كان الليمس يفصل بين منطقتين : منطقة شمالية رومانية ومنطقة جنوبية أمازيغية. ولا يعبر هذا الخط الواقي إلا عن سياسة الخوف والحذر وترقب الهجوم الأمازيغي المحتمل في كل آن ولحظة.
هذا، ولقد امتدت مقاومة تاكفاريناس شرقا وغربا لتوحيد الأمازيغيين قصد الاستعداد لمواجهة الجيش الروماني المحتل. وكانت الضربات العسكرية التي يقوم بها تاكفاريناس تتجه صوب القاعدة الرومانية الوسطى مع استخدام أسلوب المناورة والتشتت للتجمع والتمركز مرة أخرى، والتسلح بحرية الحركة و استخدام تقنية المناورة واللجوء إلى الانسحاب والمباغتة والهجوم المفاجئ وحرب العصابات المنظمة لمحاصرة الجيش الروماني وضربه في قواعده المحصنة. وهذه الطريقة في المقاومة لم يألفها الجيش الروماني الذي كان لايشارك إلا في الحروب والمعارك النظامية وينتصر فيها بكل سهولة نظرا لقوة عتاده المادي وعدته البشرية والعسكرية. ويبدأ امتداد تاكفاريناس من طرابلس الحالية غربا حتى المحيط الأطلسي شرقا والامتداد في مناطق الصحراء الكبرى جنوبا.
وكل من يستقرى تاريخ مقاومة تاكفاريناس لابد أن يعتمد على كتابات المؤرخ اللاتيني تاكيتوس الذي كان قريبا من تلك الأحداث، ولكنه لم يكن موضوعيا في حولياته التاريخية وأحكامه على الأمازيغيين، وكان ينحاز إلى الإمبراطورية الرومانية وكان يعتبر تاكفاريناس ثائرا إرهابيا جشعا يريد أن يحقق أطماعه ومآربه الشخصية على حساب الآخرين وحساب أصدقائه القواد مثل: القائد الشجاع مازيبا. ويعني هذا حسب المؤرخ اللاتيني الروماني تاكيتوس أن الحكومة الرومانية لم تأت إلى أفريقيا الشمالية إلا لتزرع الخير وتنقذ الجائعين وۥتحضّر البدويين والرحل الرعاع وتزرع السلام والمحبة بين الأمازيغيين، بينما - والحق يقال- لم تقصد الجيوش الرومانية ربوع تامازغا بجيشها الجرار وأسلحتها الفتاكة سوى لاحتلالها والاستيطان بها والاستيلاء على أراضيها ونهب ثرواتها والتنكيل بأهاليها. ويقول تاكيتوس في حق تاكفاريناس:" اندلعت الحرب في إفريقية في نفس السنة (17م)، وكان على رأس الثوار قائد نوميدي يسمى تاكفاريناس، كان قد انتظم بصفة مساعد في الجيوش الرومانية ثم فر منها. وفي أول أمره جمع حوله بعض العصابات من قطاع الطريق والمشردين وقادهم إلى النهب، ثم جعل منهم مشاة ففرسانا نظاميين وسرعان ما تحول من رأس عصابة لصوص إلى قائد حربي للمزالمة، وكانوا قوما شجعانا يجوبون الفلوات المتاخمة لإفريقية. وحمل المزالمة السلاح وجروا معهم جيرانهم الموريين الذين كان يقودهم مازيبا. واقتسم القائدان الجيش، فاستبقى تاكفاريناس خيرة الجند، أي جميع من كانوا مسلحين على غرار الرومان ليدربهم على النظام ويعودهم على الامتثال، أما مازيبا فكان عليه أن يعمل السيف ويشعل النار ويذعر الذعر بواسطة العصابات".
ويستعمل تاكيتوس (تاسيت Tacite) أسلوبا ذكيا في توجيه الطعنات إلى تاكفاريناس عندما اعتبره رجل عصابة يفر من الجندية ويتحول إلى قائد عسكري خائن أناني يستحوذ على خيرة الجند، بينما لا يترك لصديقه مازيبا سوى عصابة من الإرهابيين تنشر الذعر في نفوس الأبرياء من الروم!!!
ونحن سنقلب القراءة لتتجه عكس مسار قراءة تاكيتوس لنثبت بأن تاكفاريناس كان رجلا شجاعا ومواطنا أمازيغيا غيورا على بلده، لم يرض بالضيم الإيطالي والذل الروماني، فوحد القبائل الأمازيغية سواء أكانت في الشرق أم في الغرب أم في الجنوب، أي إنه استعان بكل القبائل المناوئة للمحتل الروماني حتى بالقبائل الصحراوية التي كانت ترفض هذا العدو المغتصب وتناهضه.
وتعتمد مقاومة تاكفاريناس على نوعين من القوات العسكرية : قوة عسكرية منظمة على الطريقة الرومانية التي تتكون من المشاة والفرسان، وقوة غير منظمة تتخذ شكل عصابات مباغتة مشروعة في أهدافها ونواياها توجه ضربات خاطفة موجعة للجيش الروماني وتزرع في صفوفه الرعب والهلع والخوف، وفي دياره الدمار والخراب وخاصة في موسم الحصاد أثناء جني المحصول، وبذلك كان يوجه الضربات السديدة إلى الاقتصاد الروماني بحرق المحصول أو السيطرة عليه أو منع الأمازيغيين من بيعه للحكومة الرومانية التي احتلت الأمازيغيين لمدة خمسة قرون. وبالتالي، فهذه" الحرب أضرت بالمصالح الاقتصادية لروما. فكانت جميع المعارك تقع في أواخر الربيع وفصل الصيف، ومن بين أسباب ذلك إغارة تاكفاريناس على المدن وقت الانتهاء من حصاد الحبوب للسيطرة على المحصول من جهة وللحيلولة دون بيع كل غلة الحبوب لروما. كما كان تاكفاريناس يشتري الحبوب من التجار الرومانيين للحيلولة دون وصولها إلى العاصمة الإمبراطورية"..
وقد استمرت ثورة تاكفاريناس في مواجهة الرومان مدة سبع سنوات من 17م إلى 24م سنة مقتله في معركة الشرف ضد الجيش الروماني. ويعني هذا أن ثورة تاكفاريناس ثورة عنيفة شرسة، وتعتبر أقوى مقاومة في تاريخ الحضارة الأمازيغية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وهي لا تعبر عن صراع الحضارة والبداوة أو الصراع الطاحن بين النظام والفوضى كما يقول الكثير من المؤرخين الغربيين بما فيهم المؤرخ الروماني تاكيتوس صاحب كتاب الحوليات، بل هي تعكس صراعا جدليا بين الظلم والحق وبين الحرية والعبودية.
ومن أسباب نجاح ثورة تكافاريناس أنه تبنى عدة طرائق في المواجهة العسكرية ولاسيما الجمع بين الخطة النظامية وحرب العصابات وتوحيد القبائل الأمازيغية في إطار تحالف مشترك واستغلال الظروف العصيبة التي كانت تمر بها الحكومة الرومانية لضربها ضربات موجعة. وبالتالي، لم يقتصر في تحالفه على قبائل الموسلام، بل انفتح على القبائل الصحراوية وتحالف مع الموريين، أي مع قوات موريطانيا الطنجية التي كان يقودها مازيبا. أما الحاكم يوبا الثاني ملك موريطانيا الطنجية فقد كان عميلا للرومان ومتحالفا مع الحكومة القيصرية، لذلك لم يستجب له الشعب وانساق وراء القائد مازيبا الثائر، دون أن ننسى قبائل الكينيتيين الشجعان الذين كانوا يوجدون في الجنوب الشرقي للقبائل الموسولامية وقد تحالفوا عن اختيار وطواعية مع القائد البطل تاكفاريناس.
وبعد أن استجمع تاكفاريناس القبائل الثائرة عبر المناطق الجنوبية لخط الليمس من سرت حتى المحيط الأطلسي انطلق في هجماته التي كانت تخضع للمد والجزر والهجوم والانسحاب، ولكنه استطاع أن يلحق عدة هزائم بالجيش الروماني وأن يقض مضجع الحكومة المركزية في روما. وكان تاكفاريناس يعتمد على البدو الذين كانوا يعرفون مناطق الصحراء ويتحركون بسرعة على جمالهم ويباغتون الجيش الروماني في الوقت الذين يحددونه والمكان الذي يعينونه ويختارونه بدقة. لذالك، كانت الكرة في مرمى جيش تاكفاريناس يستخدمها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. بينما ينتظر الجيش الروماني ضربات الهجوم للرد عليها. ولكن الرومان استطاعوا أن يتحالفوا مع الأمازيغيين الموالين لهم كيوبا الثاني وابنه بطليموس وأن يسخروا الجنود الأمازيغيين لضرب إخوانهم ؛ وكان المثل عند كل المحتلين لأراضي الأمازيغ من الرومان مرورا بالبيزنطيين إلى الوندال:" ينبغي أن تحارب الأمازيغيين بإخوانهم الأمازيغيين". بيد أن يوبا الثاني وابنه بطليموس لم يستطيعا أن يؤثرا على الموريين الذين مالوا إلى تاكفاريناس ومازيبا للدفاع عن أراضيهم المغتصبة من قبل الرومان وحرياتهم الطبيعية والمشروعة التي يريد الرومان انتزاعها من أصحابها ليحولونهم إلى أجراء وأرقاء مذلولين. ويقول تاكيتوس في حولياته:" تاكفاريناس لا زال ينهب في إفريقيا مساندا من طرف الموريين الذين فضلوا مساندة الثورة على الولاء للعبيد العتقاء الذين يشكلون حاشية الملك الصغير بطليموس.".
وقد هاجم تاكفاريناس حصون الجيش الروماني وقلاعه وهدد مدينة" تهالة"، وطالب الرومان بأراضي خصبة لزراعتها أو للرعي فيها، لكن الرومان استمالوا بعض أتباع تاكفاريناس ووعدوهم بالعفو وبأجود الأراضي لزراعتها. وهكذا دب الشقاق في جيش تاكفاريناس وانتشرت الخيانة. وفي جهة مقابلة، سارعت الحكومة الرومانية إلى توشيح كل القادة العسكريين الذين يصدون بعنف لهجمات تاكفاريناس ووضعوا تماثيل شاهدة على إنجازاتهم. وقد قال تاكيتوس ساخرا بذلك:" يوجد في روما ثلاثة تماثيل متوجة وتاكفاريناس لا زال حرا طليقا في إفريقيا".
لكن مع تعيين البروقنصل كورنيليوس دولا بيلا Coelius Dolabella، ستتغير موازين الحرب في أفريقيا الشمالية وسيحاصر هذا القائد الروماني الجديد جيوش تاكفاريناس بعد أن قضى على الكثير من أتباعه الموزولاسيين واستطاع أن يباغت جيشه في حصن أوزيا شرق نوميديا في الصباح الباكر قبل استيقاظ قوات تاكفاريناس، فاستطاع بسهولة أن يقبض على ابن الثائر أسيرا، وأن يتمكن من أخ تاكفاريناس. وبعد ذلك، دخل دولابيلا في معركة حامية الوطيس مع القائد تاكفاريناس الذي توفي في المعركة سنة 24م. وكانت هذه الهزيمة في الحقيقة نتاجا للخيانة التي دبرت في الكواليس الرومانية في تنسيق مع الأهالي الأمازيغيين، ومن هنا، طعن تاكفاريناس في الظهر كما في كل السيناريوهات الحربية والعسكرية التي حبكت من قبل الرومان للتخلص من أعدائهم الأمازيغيين...
ويقول محمد بوكبوط مصورا نهاية تاكفاريناس:" شن تاكفاريناس الحرب على المدن والقرى الخاضعة للرومان، وامتدت الحركة من موريطانيا إلى خليج السرت، مما جعله يضغط بقوة ويطالب الإمبراطور بتسليمه الأراضي، مهددا بشن حرب لاهوادة فيها.
غير أن الرومان استطاعوا أن يحدثوا شرخا في صفوف الثوار الأمازيغ، بقطع الوعود وتقديم تنازلات بسيطة. ورغم ثورة الموريين عقب تولي بطليموس، فإن البروقنصل دولابلا Dolabella أفلح في الظفر بتاكفاريناس الذي قتل وهو يحارب سنة 24م. لتنتهي بذلك ثورته."


************************************************** ************************************************** ******











دوناتوس



دوناتوسرجل دين مسيحيأمازيغي ولد في الجزائر في منطقة الأوراس قاد ثورة ضذ الرومانوالبيزنطيين درس الدين المسيحي ثم تدرج في مناصب المسيحية قاد الحركة الدوناتية أصبح له انصار من الأمازيغ فنجحت الدوناتية بتحول المقاومة العسكرية إلى دينية (المسيحية لوطنية) نجح انصار دوناتوس في تقليص نفوذ المذهب الكاثوليكي الروماني في ذلك الوقت.

************************************************** ******************************













لوكيوس أبوليوس



لوشيوس أبوليوس [1] أو لوسيوس أبوليوس [2] أو لوكيوس أبوليوس و بالأمازيغية أفولاي (125 ق.م - 180 ق.م) ترعرع في مداوروش هو كاتب لاتيني وخطيب أمازيغي نوميدي وفيلسوف وعالم طبيعي وكاتب أخلاقي وروائي ومسرحي وملحمي وشاعر غنائي. ولد في حوالي عام 125 قبل الميلاد، في مدينة مادور، والتي يطلق عليها اليوم مداوروش في ولاية سوق أهراس، الجزائر. كان يسمي نفسه في مخطوطاته أحيانا " أبوليوس المادوري الأفلاطوني " و" الفيلسوف الأفلاطوني " أحيانا أخرى.يعتبر صاحب أول رواية في التاريخ وتوفى سنة180 قبل الميلاد.
كتب رواية التحوُّلات أو التغيّرات باللغة اللاتينية القديمة، وهي الرواية الوحيدة بتلك اللغة التي لها نسخة محفوظة بحالة سليمة. وُيطلق على الرواية أيضًا الحمار الذهبي. وقد كتبت في 11 جزءًا، بأسلوب طغى عليه التعقيد والمحسنات اللفظية. وتتعرّض لمغامرات شاب يُدْعَى لوسيوس، شاءت الصدف أن يُمسخ حمارًا. فصار يتنقَّل من مكان إلى مكان، وهو يُمعْن النظر في غباء البشر وقسوتهم. وأخيرًا تنجح الإلهة المصرية إيزيس في إعادته إلى هيئته البشرية. وتحتوي الرواية على العديد من الحكايات القصيرة، أشهرها قصة كِيُوبيد وبْسيشة.
تتناول بعض كتاباته المحفوظة الأخرى السحر والخطابة والفلسفة، ويعد كتابه الحمار الذهبي أقدم نص روائي مكتوب في تاريخ الرواية الإنسانية.
بين عامي 143 ق.م حتى 150 ق.م سافر بين مدن ساموس وهيرابولس وروما عاصمة الإمبراطورية الرومانية وزار أيضا آسيا الصغرى وبلاد المشرق والإسكندرية في مصر، ثم استقرّ في أويا (طرابلس) ممارساً للطب، "وتزوج ليبيّةً تدعى إميليا بودنتيلا، إلا أن أقرباءها اتهموه بالسحر، طمعاً في ثروة زوجته الغنية، وطالبوا بمحاكمته، وكانت عقوبة السحر في القانون الرومان هي الاعدام، فأعدّ لمحاكمته "مرافعة صبراتة" ساخراً من خصومه حيناً، مجلاً هيئة القضاء حينا آخر، أو مسترسلاً في شرح أساليب التجربة العلمية في الطب أوالفيزياء أو البصريات، محولاً الاتهام إلى عمل صادر عن جهل وانعدام معرفة، وجاعلاً مرافعته واحدة من أشهر القطع الأدبية في تاريخ إفريقيا الرومانية. ثم استقر أبوليوس في قرطاج متدرّجاً في الكهنوت، حتى سُمي كاهناً أكبر للمدينة وراعياً لمجلس الولاية، ومسؤولاً عن إقامة الشعائر والطقوس العامة. ثم انصرف إلى كهانة معبد الإله اسقليبيوس في معبد الإله الكنعاني أشمون، المقام على ربوة بِرصا... وكان أبوليوس إلى جانب لغته اللوبية ومعرفته باللغة القرطاجية يكتب أويقف خطيباً باللغتين الإغريقية واللاتينية. روي عنه أنه قال: "إني لأنهض بالأمر كله على السواء باللسان الإغريقي أو اللاتيني بنفس الإقبال والوثوق وبنفس الجد وبنفس الطراز والأسلوب". وقال: "أمبيدوقل ينظم القصائد، وأفلاطون يصنّف المحاورات، وسقراط يضع الأناشيد، وأبيكاروس يصنّف مشاهد التمثيل الإيمائي، وكسينوفون يؤلف القصص التاريخية، وغراتس يصنع الأهاجي، أما صاحبكم أبوليوس، فهو يجمع كل هذه الأصناف ويتعامل مع ربات الفنون التسع". وقد انعزل أبوليوس عن الحياة العامة منذ 164، ولا تعرف نهايته على وجه التحديد".[3]
مؤلفات أبوليوس




لوكيوس أبوليوس


  1. قصة التحول أو المسخ المشهور باسم (الحمار الذهبي) وهي أقدم رواية لاتينية.
  2. أربع كتاب الازاهير أو (المقتطفات) وهي مجموعة اقوال وقصص وحكايات في اربع اجزاء.
  3. كتابين عن تعاليم افلاطون.
  4. كتاب عن وحي سقراط.
  5. كتاب عن العالم.
  6. كتاب النوادر وهو مجموعة قصائد قصيرة.
  7. كتاب اقاصيص يحمل مجموعة قصص ومغامرات وغرام.
  8. كتاب قضايا الطبيعية.
  9. كتاب الاسماك.
  10. كتاب الاشجار.
  11. كتاب الريف.
  12. كتاب تطبيبات.
  13. كتاب الفلك.
  14. كتاب رياضيات.
  15. كتاب الموسيقى.
  16. كتاب الفلسفي (الجهورية).
  17. كتاب الفلسفي (فيدون).
  18. رواية (هيرماغورس)
************************************************** ******************








يوداس




يوداس من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين حاربوا الاحتلال البيزنطي إلى جانب سالبوس وقرقزان وييرنا وأنطالاس … ويعتبر يوداس الأمازيغي أيضا من أهم مناضلي القبائل المورية الذين وقفوا في وجه الاحتلال البيزنطي في القرن السادس الميلادي. والمقصود بالقبائل المورية في الكتابات التاريخية القديمة: " مجموع سكان شمال أفريقيا المستقرين في المنطقة الممتدة من خليج السرت شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، باستثناء العناصر الرومانية أو المترومنة؛ وهو المعنى الذي انتهى إليه المصطلح الموري في القرنين الخامس والسادس الميلاديين.أي جميع العناصر غير المترومنة سواء انتمت أو لا إلى القبائل المستقرة داخل التراب الخاضع للسلطات السياسية الأجنبية، يقابله مصطلح الروماني الذي يشار به من خلال المصادر إلى كل عنصر أثبت انتماءه إلى الحضارة الرومانية. فالفصل بين العناصر المترومنة والموريين، قائم بالأساس على اختلاف نمط الحياة لدى كل منهما، فيكون الروماني هو ذلك الشخص المخلص للحياة الحضرية وجميع المظاهر الرومانية التي انتشرت بشمال أفريقيا، وعلى رأسها اللغة اللاتينية والدين المسيحي. أما الموري فهو من ظل مخلصا لتقاليده القبلية، ومحافظا على أعرافه المحلية." ويعني هذا، أن الموري هو الأمازيغي النقي الذي تشبث بلغته المحلية وعاداته وتقاليده الموروثة ولم يترومن كباقي الأمازيغيين المنبهرين بالحضارة اللاتينية الرومانية، وهناك من يربط الموري بالثورة والتمرد عن السلطة السياسية والمقاومة الشرسة لأي احتلال يحاول تذليل الأمازيغيين وتركيعهم كما عند المؤرخ كامبس. ومع القرن الخامس الميلادي، ستستقل مجموعة من القبائل المورية في الولايات الطرابلسية والنوميدية، الشيء الذي سيمكنها من التأثير على أحداث شمال أفريقيا وتغيير مجرى الأحداث التي رسمتها الدولة الوندالية في هذه المناطق لصالح المقاومة التي أدت إلى طرد الأعداء من تامازغا ومحاولة تحقيق الاستقلال الذاتي وتشكيل دويلات صغرى إلى أن يحل الفتح العربي الإسلامي ليدمجها في كيان قومي عربي واحد. محتويات




1-من هو يـــوداس أو إيوداس؟

أصوله : يوداس أمازيغي يعود اصله إلى منطقةغسيرة الان

يعد يوداس أو إيوداس من كبار المقاومين الأمازيغيين الموريين في شمال أفريقيا في القرنين الخامس و السادس الميلاديين ، إذ كرس كل حياته في خدمة بلده ومملكته و مقاتلة الوندال والبيزنطيين الذين استهدفوا احتلال نوميديا واستغلالها والتنكيل بساكنتها . وقد ولد يوداس في جبال الأوراس بمنطقة نوميديا، وعد من كبار قواد الأوراسيين الذين خدموا القضية الأمازيغية ودافعوا عن حرية المملكة الأوراسية واستقلال الجزائر القديمة وتحريرها من قبضة الوندال أولا وبطش البيزنطيين ثانيا. وقد خاض حروبا حامية الوطيس ضد القوات الوندالية التي تغلغلت في شمال الجزائر ووسطها من أجل استعمار نوميديا والتنكيل بساكنتها المحلية قصد بسط نفوذها العسكري واستغلال ثروات المنطقة ولاسيما الفلاحية منها. هذا، و أصبح يوداس فيما بعد أميرا أو قائدا أو ملكا للقبائل الأوراسية المستقلة بعد تراجع النفوذ الروماني في بلاد تامازغا سياسيا وعسكريا واقتصاديا أمام ضربات الونداليين والبيزنطيين. والدليل على اتخاذ حكام الموريين لهذه الألقاب السامية أنه في القرن السادس الميلادي تشكلت على يد القبائل المورية" نواة مؤسسات سياسية، يرأسها قادة موريون اتخذوا في بعض الأحيان اللقب الملكي، وهذه المؤسسات ليست مؤسسات محدثة ناتجة عن اندحار المملكة الوندالية، بل تعود إلى بداية تراجع الإمبراطورية الرومانية عن أجزاء هامة من شمال أفريقيا. ومع سقوط المملكة الوندالية اتسعت حركة استقلال القبائل المورية في مناطق واسعة من ولاية نوميديا وبيزاكينا وموريطانيا القيصرية وغيرها من الولايات. ويبدو أن كوريبوس، حين أشار إلى استقلال القبائل المورية، نعت زعيم الموريين بلقب لاتيني وهو Princeps الذي يعني الأول بين أقرانه ويترجم عادة بالأمير، أما بروكوب فلقد استعمل مصطلح أرخون ، وهو مصطلح إغريقي يقصد به أحد الحكام التسعة في أثينا، ويستعمل في بعض الأحيان تفاديا لاستعمال مصطلح ملك، بمعنى أن مصطلحي برانسيپس وأرخون يستعملان في معان تندرج من القائد الأعلى للحرب إلى الملك؛ لأن القبائل المورية كانت تحتفظ باستقلالها في تسيير شؤونها الخاصة، وهي لم تكن لتلتف حول زعيم أعلى تفوق سلطته شيخ القبيلة إلا في ظروف الحرب. لذلك يظهر الملوك الموريون في النصوص التاريخية كمحاربين وقادة للجيش." وعلي أي حال، فقد خطط الأمير الأوراسي يوداس لعدة حروب ضد الوندال والبيزنطيين حقق في بعضها الانتصار و انهزم في البعض الآخر ، وبعدها استعاد يوداس القوة من جديد لشن غارات شرسة على القوات البيزنطية العدائية.
2-مراحل تطور مقاومة يوداس

لقد انطلقت مقاومة يوداس من الجزائر أو ماكان يسمى بنوميديا المورية، وتتموقع مملكة يوداس أو إيوداس جغرافيا في منطقة الأوراس وخاصة في جبالها الوعرة التي من الصعب التغلغل فيها لوعورة طرقها وتشعب منافذها. لذا، وحد يوداس القبائل الأوراسية وشكل مملكة مستقلة عرفت بالقوة والشراسة كبدت القوات الوندالية خسارة مادية وبشرية فادحة ، ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الجبلي على غرار جبال الأطلس المغربية التي لم يستطع الرومان التوغل فيها نظرا لشساعة أرجائها وعسر اجتيازها واقتحام مراكز المقاومين العتاة. وقد قدر جيش يوداس الأمازيغي الموري بحوالي ثلاثين ألفا، وكان الأوراسيون يسيطرون على السهول الخصبة والهضاب المجاورة للجبل من الشرق والغرب، وكانوا يتوسعون في كل الاتجاهات بشكل تدريجي إلى أن وصلوا التل الشمالي. وتوجد بجوار هؤلاء الأوراسيين القبائل المورية التابعة لكوتزينا، التي كانت تستقر بدورها ببيزاكينا، وبعد هزيمتها أمام الجنرال البيزنطي سولومون، اضطرت إلى البحث عن موطن لها بالقرب من إيوداس وأتباعه على الحدود الفاصلة بين بيزاكينا ونوميديا." أي أصبحت جبال الأوراس مكانا للاحتماء والتحصين والاختباء من القوات البيزنطية العاتية. وبدأت مقاومة الملك يوداس بتنظيم حملة عسكرية قوية في العدد والعدة استهدفت تطويق الوندال ومحاصرتهم عسكريا بعد نزولهم في شمال نوميديا، وقد عملت مقاومة يوداس على تحقيق استقلال القبائل الأوراسية عن حكم الونداليين بعد وفاة ملكهم هونريك 484-477 م . كما قاد يوداس مقاومة عنيفة ضد التواجد البيزنطي في المنطقة بين سنوات 539-534م، فقام الأوراسيون بتخريب بعض المدن التي توجد في سفوح جبال الأوراس، والتي تشكل خطرا على المملكة الناشئة كمدينة تيمگاد التي كانت قريبة من الحامية العسكرية الوندالية المتمركزة في مدينة لامبيز. ولم يكن الأوراسيون" جبليين منعزلين في معاقلهم النائية، رأوا في انهيار روما وتراجع الوندال، فرصة للانقضاض على المدن الرومانية لنهبها نهبا عشوائيا، فهم بما منحتهم منطقتهم من إمكانيات اقتصادية، حققوا استقلالهم عن السلطة الوندالية وأسسوا مملكة تحت قيادة إيوداس؛ تمتعت هذه المملكة باستقلال سياسي وكانت تقوم باستقبال عدد كبير من الثائرين على السلطة البيزنطية، مثل القائد كوتزينا الذي أقام في منطقة مجاورة للأوراس بعد فراره من البيزنطيين. لكن على الرغم مما يبدو من كون المملكة الأوراسية كانت مملكة غنية اقتصاديا ومستقلة سياسيا، فإنه يصعب أن نعرف بالحجم الحقيقي للسلطة السياسية التي تمتع بها إيوداس." ومن الأسباب التي أدت إلى ظهور المقاومة الأوراسية بقيادة يوداس هو طرد المستعمر الأجنبي من تامازغا بصفة عامة ونوميديا بصفة خاصة، وحماية استقلال مملكة الأوراس و الحفاظ على نفوذها السياسي وسلطتها المحلية وسيادتها الترابية، ناهيك عن السياسة الاستبدادية التي يمارسها المحتلون في التعامل مع ساكنة نوميديا وتركيزهم على استغلال ثروات البلاد وتجويع الأمازيغيين بعد السيطرة على ثرواتهم وممتلكاتهم وأراضيهم واستغلالهم للدين المسيحي في ذلك. ومن الأسباب التي جعلت الموريين ينتصرون على البيزنطيين هو استعمالهم للتحصين وخاصة التحصين بالجمال ومعرفتهم الجيدة بالمنطقة واستخدام حرب العصابات ونهج سياسة الكر و الفر واستدراج البيزنطيين إلى المناطق الوعرة من أجل مراقبتهم وتطويقهم ومحاصرتهم عسكريا أو تسهيل عملية الفرار من وجود المحتل . ويمكن الحديث عن مرحلتين أساسيتين في مقاومة يوداس وهما: مرحلة الهزيمة مع سولومون البيزنطي ومرحلة المقاومة والانتصار.
أ‌-مرحلة المقاومة و الهزيمة أمام قوات سولومون

حاول البيزنطيون بقيادة سولومون سنة 535م استرجاع منطقة الأوراس وضمها إلى النفوذ البيزنطي، بيد أنه فشل في البداية بسبب اشتعال المقاومة الأوراسية بزعامة الأمير القائد يوداس الذي أظهر خبرة محنكة في إدارة الحروب والمعارك ضد البيزنطيين. وقد ساهمت وعورة الطرق في جبال الأوراس وقلة الماء وتمرد الجيش البيزنطي إلى اضطرار سولومون للعودة منهزما إلى مدينة قرطاجة . بيد أنه في سنة 539م، سيعد سولومون حملته العسكرية الجديدة لمواجهة قبائل الأوراس ، ولكنها انتهت بانتصار القائد يوداس الذي أحسن التحكم في منابع مياه وادي أبيگاس ، حيث أغلق جميع" مجاري النهر باستثناء المجرى المتجه نحو مدينة باگاي، أي نحو المعسكر البيزنطي الذي غمرته المياه، مما دفع بكونتاريس إلى الفرار مع أفراد الجيش متجها نحو سولوم، الذي غادر قرطاجة وعسكر عند قدم الأوراس. وتوالت المواجهات بين منتصر ومنهزم، إلا أن تمكن أحد القادة البيزنطيين ويدعى كنزو Genzo ، من تسلق جبل الأوراس والاقتراب من معسكر الأوراسيين، وقتل ثلاثة من المحاربين أتباع إيوداس،مما ساعد على اندفاع باقي أفراد الجيش البيزنطي عبر هذا الممر، فكانت وسيلة الأوراسيين الوحيدة للخلاص هي الفرار خصوصا بعد إصابة إيوداس في ذراعه، وفراره بدوره عبر الطريق المؤدية إلى موريتانيا. فتحقق بذلك لسولومون السيطرة على منطقة الأوراس ، خصوصا السفوح الشمالية لفترة زمنية محدودة".
ب- مرحلة انتصار المقاومة الأوراسية على القوات البيزنطية

بعد هزيمة يوداس أمام قوات سولومون البيزنطي، فر الزعيم الأوراسي الجريح إلى موريتانيا، ولم يرجع إلى مملكته في جبال الأوراس الشامخة إلا في سنة 546م بعد تدهور الوندال وضعف القوات البيزنطية في نوميديا واشتعال مقاومة حليفه أنطالاس فيما بين حدود تونس والجزائر، والذي سيتحالف عسكريا واستراتيجيا مع القائد يوداس لتطويق القوات البيزنطية ومحاصرتها من جميع الجهات قصد دحرها وإرجاعها إلى الخلف. ومن المعلوم أن القبائل الأوراسية تعد من أعتى القبائل المورية الأمازيغية شراسة ومقاومة، فقد ثار سكان الأوراس مدة سبع سنين من 477 إلى 484م،" فأوقفوا زحف الوندال وألحقوا بهم الهزائم تلو الهزائم. وهذه الوقائع هي التي قضت على سمعة الوندال وأعادت الأمل إلى نفوس أعدائهم الكاثوليكيين المضطهدين. كذلك عندما انتصر البيزنطيون سنة 533م على الوندال وظنوا أنهم قادرون على استعادة المغرب بكامله وجدوا أمامهم نفس الخصوم وواجهوا نفس المقاومة العنيدة. حاربهم يوداس أمير الأوراس أربع سنوات ثم التجأ إلى الغرب ليسترجع أنفاسه قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى." وفي سنتي 534-539م، شن القائد يوداس حملات عسكرية عنيفة ضد المواقع البيزنطية فكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وسيطر على المراكز الإستراتيجية وأحرق المدن التي توجد في الطرق القريبة من الثكنات العسكرية التي كان يتحصن فيها البيزنطيون ، ولم يتمكن الأوراسيون من زمام القوة والسيطرة إلا بعد تحالف يوداس مع القائد أنطالاس الذي أظهر بدوره شجاعة نادرة في مقاومة الوجود البيزنطي الشرس. ولم يتحطم الجيش البيزنطي بكامل عناصره في الحقيقة إلا في سنة 534م مع أربعة قادة من حكام القبائل المورية الأمازيغية وهم: كوتزيناس وإسديلاس وإييورفوتين ثم مديسنيسا. لذا، سيوجهون للبيزنطيين ضربات موجعة عبر توالي تاريخ المقاومة الأمازيغية خاصة مع أنطالاس وييرنا. وعليه، فقضاء" البيزنطيين على الوندال لم يكن يعني استرجاعهم للولاية الأفريقية، فالمرحلة التي عاشت خلالها بيزنطة صراعا عسكريا ضد الموريين، كانت أعنف وأشد من المرحلة الأولى، عبرت خلالها القبائل المورية عن مدى تشبثها بالأرض، ولعل كثرة الحصون التي أنشئت في مراكز جغرافية متعددة قد توحي باضطراب عسكري عاشته أفريقيا في القرن السادس الميلادي. فالإستراتيجية العسكرية للقرن السادس، أظهرت عدم قدرة الجيش البيزنطي على خوض معركة منظمة، ودعت إلى ضرورة تحصينه وراء سور أو حصن خلال المعارك التي خاضتها ضد الموريين. كما أن دراسة وضعية الجيش البيزنطي أظهرت مدى ضعف وتراجع أعداده، فضلا عن تكاثر ثوراته وانعدام انضباطه. فوجد البيزنطيون في هذه الحصون وسيلة عسكرية لتحقيق دفاع فعال عن الولاية الإفريقية ضد الموريين."



والله اعلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-07-13, 15:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
kikizaho
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووور.










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-14, 03:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
okbagsm
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي










رد مع اقتباس
قديم 2015-07-23, 13:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
laguer rabah
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-01, 16:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
laguer rabah
اقتباس:
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا

2015-07-14 04:32 okbagsm بارك الله فيك اخي

2015-07-13 16:45 kikizaho مشكووووووووووووووووووووووووور.




شكرًاااا جزيلًا

أحبتي في الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-01, 16:44   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :





بعض علماء الأوراس و المنطقة كَكُل في العصر الوسيط






*أحمد بن عيسى بن علي بن يعقوب بن شعيب الداودي الأوراسي: أصولي، منطقي، بياني، من فقهاء المالكية. من أهل أوراس. تعلم بتونس. حج سنة 849هـ ودخل القاهرة ولقي السخاوي. له "حواش" على بعض الكتب. (2)

الطبني ( .. - 390هـ / .. - 1000م)



*أحمد بن الحسين بن محمد الطبني، أبو عمر: محدث، من أهل طبنة، قال ابن الفرضي: "وصل الى الاندلس حدثا وسمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم، ورحل الى المشرق حاجا سنة 342 ه وسمع في رحلته سماعا يسيرا. وكان رجلا صالحا فاضلا، حدث، وكتبت عنه أحاديث، وتوفي بقرطبة" (1)



-* أحمد التيفاشي

هو أحمد بن يوسف بن أحمد ابن أبي بكر التيفاشي, نسبة إلى تيفاش جنوب سوق اهراس من القطر الجزائري. ولد بقفصة سنة 1184م, في عهد دولة الموحدين ، عالم معادن وقانون وإجتماع وفلك وشاعر

. توفي با القاهره
ودفن بها بمقبرة باب النصر. 580- وقد تعلم بجامع الزيتونة ثم بالأزهر .....


*يحي ابن أحمد التيفاشي..

. كان أديبا وشاعرا مقرب من الحكام والسلاطين وهو عم أحمد التيفاشي السالف الدكر....



*زيادة الله بن علي بن الحسين بن محمد بن أسد التميمي الطبني، أبو مضر: شاعر رفيع الطبقة، أديب، أحد الطبنيين الطارئين على قرطبة بالأندلس من طبنة عاصمة الزاب "وهو أول من بنى بيت شرفهم ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم، وكان نديم محمد بن أبي عامر، ظريفا ممتع الحديث، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، حسن البديهة والروية". ذكر الحميدي له كتابا سماه "الحمام " وقال انه ألفه للمنصور محمد بن أبي عامر. توفي بقرطبة. (2)



*أحمد بن العباس النقاوسي أبو العباس: نحوي، من فقهاء المالكية، حافط، أديب. له مشاركة في علوم التفسير والحديث واللغة والمنطق. أخذ عن أبي علي منصور بن أحمد بن عبد الحق المشذالي (631 - 731هـ) وابن راشد القفصي. رحل من تلمسان قبل الحصار واستقر بتونسوناقلا" سديدا، وناقدا شديدا، وعارفا مديدا، ومدرسا مفيدا، رحل من تلمسان قبل الحصار فدخل تونس وهو الآن أحد مدرسيها الإمام وأوحد من برع في علمي البيان والكلام، وأوجد الناس للدر اذا خاض بحر العلوم بسوابح الأقلام، أديب العصر ونحويه وبيانيه وحكميه ومنطقيه، قرأت عليه تأليفه المسمى "الروض الأريض في علم القريض" وتأليفه في الأدب، و"حديقة الناظر في تلخيص المثل السائر" في البيان، و"شرح المصباح" لابن مالك، و"ايضاح السبيل الى القصد الجليل في علم الخليل" شرح على عروض ابن الحاجب، وله تآليف غيرها عرف قدرها واشتهر ذكرها .. الخ ". (1)




*أحمد بن عبد الرحمن أبي زيد (النقاوسي، أبو العباس):النقاوسي، أبو العباس: فقيه مالكي، من كبارهم، له مشاركة في علمي المعقول والمنقول. ذكره تلميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وقال: "هو شيخنا الإمام المحقق الجامع بين علمي المعقول والمنقول، ذو الاخلاق المرضية، والاحوال الصالحة السنية" وكان الثعالبي قد دخل بجاية سنة 802هـ ولقي بها جماعة من العلماء فأخذ عنهم ومنهم النقاوسي. له "الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة". قال صاحب كشف الظنون: أوله، الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والقدم، المبدىء القادر الذي برأ النسم .. الخ قدم في أوله تعريفين، الاول في ترجمة الشيخ الناظم (ابن النحوي يوسف بن محمد) والثاني في بيان بحر القصيدة" (1)




النقاوسي (848 - بعد 897هـ / 1444 - بعد 1491م)

*محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي، ابو الطيب النقاوسي، القسنطيني: قاض، مفسر، لغوي، منطقي، أصولي، من فقهاء المالكية. ولد بنقاوس، وتعلم بقسنطينة وتونس، ثم انتقل إلى مصر فأخذ عن كبار علماء القاهرة. وفي غضون إقامته بها حج. قال السخاوي: ثم رجع الى بلاده واستقر قاضي العسكر لمولاي مسعود، ثم أعرض عنه لاختياره سكنى تونس وصار أحد عدولها ودام سنين، ثم تحول بعياله قاصدا استيطان الحجاز، فدخل الديار المصرية، فكانت اقامته نحو ثلاثة اشهر، ثم دخل مكة ولقيته هناك، فأقام بها الى ان سافر الى طيبة في أواخر سنة 897هـ، فأقرأ هناك بعض الطلبة وعزم على استيطانها. (1)




*عبد الرحمن بن زيادة الله بن علي بن الحسين الطبني، أبو الحسن: متأدب، محدث. ولد بقرطبة بالاندلس، وكان أبوه قد انتقل اليها من طبنة واستوطنها. قال ابن بشكوال: كان له فضل وأدب وزهد وتنسك، وروى الحديث." (1)





*محكم الأوراسي الهواري: قاض، من أكابر علماء الإباضية في وقته. ولي قضاء تيهرت في عهد الإمام أفلح بن عبد الوهاب ابن رستم (190 - 240هـ). قيل: كان إماما كبيرا مقدما على أهل عصره في الفقه وغيره، كريم الأخلاق، حسن السيرة .. "
وهو والد هود التالية ترجمته. (1)
الهواري ( .. - بعد 250هـ / .. - بعد 864م)





*هود بن محكم الاوراسي الهواري: مفسر، فقيه أباضي، من أقدم مفسري كتاب الله العزيز في المغرب الأوسط. نشأوتعلم بتيهرت، وكان والده (السابقة ترجمته) قاضيها. من آثاره "تفسير القرآن الكريم" خاص بالاباضية، منه نسخ مخطوطة بالعطوف. (1)

المصدر :معجم أعلام الجزائر



الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي)

*محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأريسي، أبو عبد الله: فقيه مالكي، عاش في بجاية في المائة السابعة، ذكره الغبريني وقال: (وكان مشاورا مفتيا معمولا على قوله، موقوفا على ما عنده، له جلال ووقار، وأخلاق مرضية، وكان في غاية الجودة في الخط المشرقي .. الخ". (2)




الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي)

*محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأريسي المعروف بالجزائري، أبو عبد الله:شاعر، أديب، من كبار أدباء الجزائر في أواسط المائة السابعة.كان يسلك في شعره سلوك المتنبي. قال الغبريني:"وهو من أدباء الكتاب، كان حسن النظم والنثر، مليح الكتابة سهل الشعر، كثير التجنيس يأتيه عفوا من غير تكلف، وكان مليح التواشيح، إن طال في شعره أعرب، وإن اقتصر واقتصد أعجب، له شعر كثير في كل فن من فنون الشعر: وكان شيخ كتبة الديوان ببجاية" وهو حفيد الأريسي المتقدم. (1)






*أحمد بن علي بن أحمد ، المعروف بأبو عباس البغائي ، فقيه مالكي ، من منطقة

اسمها الباغاية و اليها ينسب ، رحل الى المشرق و اخذ كثيرا عن علماء مصر و

غيرها ثم دخل الاندلس سنة 376 هـ ، و جلس الى التدريس في المسجد الجامع

بقرطبة ، استأدبه المنصور محمد بن ابي عامر المعارفي لابنه عبد الرحمان كما

رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية ( 400 / 403 هـ) الى خطة

الشورة فلم يطل أمره ثم توفي بعد سنة .. قال عنه احدهم : " كان ربانيا في علوم

الاسلام ، شديد الحفظ ، و كان بحرا من بحار العلم ...."




الطبني محمد بن الحسين ابو عبد الله (300-394ه / 912-1114 م) . شاعر بليغ
،اديب بارع ، ينحدر من بيت أدب و فضل و حكم ،من اهل طبنة عاصمة الزاب ،
و اليها ينسب ، رحل الى الاندلس سنة 323 هـ فكان من شعراء الخليفة الاموي
الاندلسي الحكم بن عبد الرحمان الناصر (302-366 هـ) قال عنه احدهم :" لم
يصل الى الاندلس اشعر منه ، توفي بقرطبة و شهد جنازته المظفر بن عبد الملك
بن ابي عامر "..
المصدر : العلماء الجزائريون في الأندلس

فيما بين القرنين 10 و14م

للدكتور عمار هلال





مايمكن ملاحظته هنا بسرعة ان علماءنا في هذه الفترة
اشتهروا كلهم بنوعية علمية و ادبية راقية شهد عليها اكثر من عالم انذاك ..


والله اعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-01, 16:49   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***


إبراهيم مزهودي



الشيخ إبراهيم مزهودي (
9 أوت 1922 الحمامات - 27 فبراير 2010 بتبسة) خريج جامع الزيتونة درس في باريس سنة 1948 بجامعة السوربون، وعمل بمدرسة التدريس بتبسة.
أنظم عام 1956 إلى جيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية وتحصل على رتبة رائد. كان نائبا للقائد الأعلى للولاية الثانية أثناء ثورة التحرير ومن القيادات البارزة التي حضرت مؤتمر الصومام سنة 1956. شغل منصب أول أمين عام للحكومة الجزائرية المؤقتة.
بعد استقلال الجزائر أصبح عضوا في المجلس الوطني الجزائري سنة 1964. كان معارضا شرسا للرئيس أحمد بن بلة مما كلفه الاعتقال بسجن تيميمون بالصحراء الجزائرية، قبل أن يطلق الرئيس الراحل هواري بومدين سراحه ويعهد إليه بمنصب سفير مفوّض فوق العادة بالعاصمة المصرية القاهرة إلى غاية 1974. كما عارض أيضا نظام الرئيس الشاذلي بن جديد.
ظل يلقي في الفترة من سنة 1979 إلى سنة 1999 خطبا بمسجد الحمامات بتبسة. كما شغل منصب الرئيس الشرفي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
**************************************************

















بشيشي بلقاسم اللوجاني



الشيخ بشيشي بلقاسم اللوجاني

الشيخ بشيشي بلقاسم اللوجاني الذي ولد سنة 1881 في منطقة
واد الشارف الواقعة بين مدينة قالمة وسدراتة، واشتهر في التاريخ الإسلامي كداعية ومرب وكان من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
تكوينه وتعليمه

يرجع الفضل في تكوينه إلى والده الشريف بن بلقاسم ثم التحق بزاوية لبناقرية بعد أن حفظ القرآن الكريم حيث درس الفقه وأصول الدين ثم رحل إلى تونس لمواصلة دراسته ومكث فيها قرابة السنتين تعلم من خلالها التفسير وعلوم اللغة والأدب والنحو والصرف والبلاغة ثم انتقل إلى جامع الزيتونة ودرس في هذا المعلم الإسلامي قرابة أربع سنوات نهل فيه من مختلف العلوم والمعارف
العودة إلى مسقط رأسه

عاد إلى الجزائر في حوالي سنة 1918وبالضبط إلى مسقط رأسه ببلدية سدراتة ولاية سوق أهراس، فكون الشيخ بلقاسم اللوجاني في الثلاثينيات جمعية دينية من أعيان المنطقة كالشيخ بارح والشيخ إبراهيم بن سليمان روايسية وماضي خليفة وغيرهم... حيث تتكفل هذه الجمعية بجمع التبرعات لبناء المسجد العتيق الذي يعد واحدا من بين 14 مسجدا حرا على الصعيد الوطني، ملأه الشيخ بلقاسم علما ومعرفة وتوجيه ودروس مختلفة في جميع العلوم، وكما طلب الشيخ في سنة 1921من بعض أعيان البلدة رخصة فتح نادي للشباب سماها "نادي المسلم" ولم يسمح له الاحتلال بذلك إلا بعد سنوات
وفاته

فاضت روحه إلى بارئها يوم الإثنين 7 سبتمبر سنة 1954،رحم الله شيخنا رحمة واسعة.






************************************************** ***************











الأديب الداعية الشيخ الدكتور أحمد شرفي الرفاعي



هو من مواليد 1934 ببلدية خنشلة ولاية خنشلة حسب بطاقة التعريف ،وفي 1350هجري المناسبة ل1932 م ببوحمامة ولاية خنشلة حسب شهادات الأقارب ،متزوج وأب لستة أبناء ،درس بقسنطينة في معهد عبد الحميد بن باديس من 1948 إلى 1952 وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ودرس به سنوات 1954 -1956 ،ودرس بالأزهر في القاهرة سنوات 1956 -1957 ،ودرس بجامعة بغداد سنوات 1958 -1961 ،وواصل دراسته العليا بكلية الآداب جامعة القاهرة سنتي 1961 -1962 .

المؤهلات العلمية:

حائز على الأهلية من تونس سنة1953 ،وعلى الثانوية العامة “الباكلوريا” من الأزهر سنة 1957 كما درس بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1957 -1958 ،وحائز على ليسانس الآداب من بغداد سنة 1961 ،وحائز على شهادة النجاح للسنة التمهيدية للماجستير في الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1962 ،ودكتورا الطور الثالث من جامعة الجزائر سنة 1979 .

الحياة المهنية:

مدرس بالتعليم الثانوي من 1962 إلى 1972 ،ومدرس بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة من 1972 إلى 1987 ،وأستاذ مشارك في تدريس الحديث النبوي الشريف وفقه السيرة في المعهد الوطني للتعليم العالي في الشريعة بباتنة 1996 ،ومدير لمعهد الحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية من 1987 إلى 1989 ،ورئيس المجلس العلمي لمعهد الآداب واللغة العربية 1989 -1990

الإنتاج العلمي:

له ما يقارب 22 مؤلفا من أشهرها التعريف بالقرآن الكريم،وجراح التاريخ وعاهاته،والسيرة النبوية الشريفة دلالات وعبر،ومفهوم جماعة المسلمين عند الإمام أبي يعلى ومقتضياته،وهو تحت الطبع….ويدرس حاليا دروسا بمسجد أبي أيوب الأنصاري بقسنطينة.

************************************************** ***************














الداعية والمفكر المتألق الدكتور الطيب برغوث



الأستاذ الطيب برغوث من موليد 20 أفريل 1951م في بلدة رأس العيون بالقطر الجزائري، لأبوين مجاهدين شاركا في أحداث الثورة التحريرية الجزائرية.
وهو يعتز بكونه ابن مجاهد عريق في الجهاد، التحق بالثورة الجزائرية الكبرى منذ بداياتها المبكرة 1954، وظل وفيا لمعاني الجهاد وثوابته وروحيته حتى وفاته رحمه الله، وهو ما كان له تأثيره الكبير في كل أبنائه وجيله.
درس العلوم الشرعية في معهد التعليم الأصلي بباتنة طيلة مرحلتي المتوسط والثانوي، حتى تحصل على شهادة البكالوريا في العلوم الشرعية سنة 1395هـ /1975.
التحق بقسم علم الاجتماع بجامعة قسنطينة حتى نال شهادة الليسانس في علم الاجتماع سنة 1393هـ / 1979.
واصل دراساته الجامعية العليا في علم الاجتماع الثقافي، بمعهد علم الاجتماع بجامعة الجزائر، حيث نال المرحلة الأولى من الدراسة بأطروحة أولية عن: ((نظرية مالك بن نبي في الثقافة)) سنة 1401هـ / 1981م.
اشتغل بعد تخرجه من الجامعة سنة 1979 في حقل الإعلام الإسلامي التابع لوزارة الشئون الدينية الجزائرية حتى سنة 1407هـ / 1987، حيث أشرف على مجلة الرسالة، وكان عضوا في هيئة تحرير جريدة العصر ومجلة الأصالة.
بدأ الكتابة الصحفية منذ أن كان طالبا في نهاية مرحلة التعليم المتوسط، حيث نشر عدة مقالات في جرائد ومجلات جزائرية مختلفة. وكانت القراءة والكتابة والكتاب والأفكار.. حبه وهمه ومتعته الكبرى منذ صغره، حيث يمضي أكثر من 12 ساعة يوميا في القراءة والكتابة والعمل الفكري والتربوي والدعوي المتواصل، منذ أكثر من 30 عاما.
التحق بقسم الدراسات العليا، بمعهد الشريعة وأصول الدين بجامعة الجزائر، وأنجز أطروحة أولية عن: ((التدابير الوقائية من الطلاق في الإسلام)) سنة 1404هـ / 1984م. التحق بهيئة التدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة منذ 1407هـ/ 1987م. وشغل بالجامعة عدة مناصب علمية وإدارية، منها نائب مدير معهد مكلف بالدارسات العليا في معهد الدعوة وأصول الدين، وعضو دائم بمجلسه العلمي، ونائب مدير مركز الأبحاث والدراسات التابع للجامعة.
كان عضوا مؤسسا بجمعية أصدقاء جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية. كان عضوا بالمجلس العلمي بمديرية الشئون الدينية بولاية قسنطينة منذ تأسيسه. وهو مؤسسة علمية ثقافية مهمتها الإشراف على التوجيه الفكري والتربوي والثقافي والاجتماعي من منظور شرعي متكامل.
درّس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية: مناهج الدعوة، وتاريخ الدعوة ورجالها، والدعوة في العصر الحديث، وفقه السيرة، ومدخل إلى الإعلام، والفكر الإسلامي المعاصر...
تحصل على شهادة الماجستير في مناهج الدعوة سنة 1412هـ/ 1992م. وأنهى إنجاز شهادة دكتوراه الدولة في نفس التخصص سنة 1417هـ/ 1997 م. ولم يتمكن من مناقشتها إلا سنة 2009، بسبب الظروف الصعبة التي مر بها في السنوات الأخيرة.
انخرط في العمل الدعوي الفكري التربوي منذ وقت مبكر من دراسته الشرعية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وساهم في حركة بناء الصحوة وترشيد مسيرتها على طريق الأصالة والفعالية والتكاملية المطردة.
عمل مرشدا دينيا متطوعا منذ أن كان طالبا بالمعهد الإسلامي حتى اليوم. كان له دور فاعل في الحركة الطلابية الإسلامية الجامعية منذ التحاقه بالجامعة سنة 1975 حتى خروجه من الجزائر سنة 1995 ، حيث شارك بفعالية في النشاط الفكري والتربوي والدعوي والاجتماعي للحركة الطلابية الجامعية على النطاق الوطني.
متأثر بالإمام العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي يعتبره من جيل الصحابة المعاصرين؛ في علمه وروحانيته، ووطنيته ورساليته، وجهاديته النموذجية، وعبقريته الحركية الفذة، وإنجازيته المتميزة، وبالإمام العلامة البشير الإبراهيمي الذي كان قمة شامخة من قمم العلم والفكر والإصلاح والرسالية في هذا العصر بحق.
ويرى في التجربة التاريخية لـ "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" نموذجا ناجحا في الوعي والفعل الحركي الفعال.
يعيش منذ عام 1995م خارج الجزائر، واستمرارا في أداء مهمته في المجال الفكري والتربوي والدعوي وحوار الأديان والثقافات والحضارات. يدير بالخارج جمعية مهتمة برعاية شئون الجالية المسلمة المتكونة من أكثر من ثلاثين جنسية إسلامية مختلفة، ويساهم في حركة تبليغ الإسلام والتعريف به، وحوار غير المسلمين بشأنه وشأن تجربته وخبرته الحضارية الغنية.

أعمال ومؤلفات
بدأ الأستاذ الطيب برغوث التأليف منذ وقت مبكر في حياته. وكان كثير القراءة والإطلاع شغوفا بالبحث والتأمل والتفكير. وكان يقضي جل وقته إما في القراءة أو الكتابة أو المحاضرة أو النظر والتأمل في مشكلات وقضايا الأمة والفكر الإسلامي.
وقد ألف ونشر الكثير من الكتب، كما درج على نشر مقالات ودراسات في موضوعات متنوعة في الكثير من المجلات والجرائد.
ومن أهم مؤلفات الأستاذ الطيب-بالإضافة إلى المقالات والدراسات المنشورة-:

القدوة الإسلامية في خط الفعالية الحضارية.
الواقعية الإسلامية في خط الفعالية الحضارية.
الدعوة الإسلامية والمعادلة الاجتماعية.
التغيير الإسلامي خصائصه وضوابطه.
معالم هادية على طريق الدعوة.
الخطاب الإسلامي المعاصر وموقف المسلمين منه.
موقع المسألة الثقافية من استراتيجية التجديد الحضاري عند مالك بن نبي.
المنهج النبوي في حماية الدعوة ومنجزاتها في (جزأين. ماجستير + دكتوراه).
الأبعاد المنهجية لإشكالية التغيير الحضاري.
الأبعاد المنهجية للفعل الدعوي في الحركة النبوية.
مدخل إلى سنن الصيرورة الاستخلافية: قراءة في سنن التغيير الاجتماعي.
الفعالية الحضارية والثقافة السننية.
التغيير الحضاري وقانون النموذج.
مدخل إلى تجربة جماعة البناء الحضاري الإسلامية في الجزائر.
حركة تجديد الأمة ومشكلات في الوعي والمنهج.
حركة التجديد على خط الفعالية الاجتماعية.
مفاصل في الوقاية الاستراتيجية للصحوة.
التغيير الحضاري وقانون النموذج.
صفحات من تجربة حركة البناء الحضاري الإسلامية الجزائرية.
زواج المسلمة بغير المسلم: تكريم أم حرمان.
مدخل للتعريف بالإسلام.
العالم: رجل وامرأة وطفل وفكرة.





********************************



























المصلح والمربي الشيخ أحمد تيمقلين السرحاني رحمه الله، من علماء الأوراس




المولد و النشأة


ولد الشيخ أحمد تيمقلين المدعو-السرحاني-يوم -20اكتوبر1912 –بكيمل حوز آريس،من أبوين ينتميان لأسرة محافظة اشتهرت بالعلم و الإصلاح،متوسطة الحال تشتغل بالفلاحة.
حفظ القرآن الكريم على شيخ قريته مصطفى بن محمد المالحي-أحد تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس- وهو ابن سبع سنوات،كما أخذ عنه المبادئ الدينية واللغوية:فقه،فرائض،ونحوه.ثم انتقل الى زاوية الشيخ الصادق بلحاج بـ:تيبرماسين،ومنها إلى خنقة سيدي ناجي التي زاول فيها دراسته الابتدائية والإعدادية على يد العديد من الشيوخ على رأسهم الشيخ الصديق بلمكي خريج جامع الأزهر الشريف .
غير أن شغفه بالعلم وتوقه للمعرفة ونهمه للتفقه دفعة إلى طلب المزيد ، خاصة بعد أن سمع الكثير عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وما اشتهر به من مستوى عال ونباغة علمية وسعة أفق ، فقرر التوجه إلى قسنطينة قاصدا الجامع الأخضر .
وفي سنة -1936- التحق بالجامع الأخضر حيث يدرس الشيخ الإمام،فاجتاز المسابقة بتفوق وتم تسجيله،فزاول دراسته من نفس السنة في الطبقة الثانية-الثانوي-ولازمه الي وفاته-رحمه الله –في:16أفريل1940.

العمل قبل الثورة:

كان طوال مدة وجوده بقسنطينة من:1936الى1940 ينشر الدعاية للعلم،و يشهر في محاضراته و دروسه و خطبه بربوع الأوراس بالأعمال الشنيعة التي ارتكبها المستعمرون و حكام الاحواز المتغطرسون و ينشر كل، وينشر كل مخازيهم في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، ويكتب في مجلة الشهاب أيضا.. الأمر الذي أغاظ حكام الاحواز وأذنابهم ، فراحوا يطاردونه ويضيقون عليه، حتى اضطر ألا يمر أبدا ببلدة آريس !مقر حاكم الحوز آنذاك.
وفي شهر سبتمبر من سنة 1941 ألقي عليه القبض بدوار كيمل مسقط رأسه، بتهمة حث الجماهير على عصيان فرنسا في خطبه ، وتوعيتهم وإرشادهم بأن هذا هو أوان ثورة الشعوب المغلوبة على أمرها، لأ فرنسا مشغولة مع حلفائها بحرب دول المحور، وكان مما قوى التهمة أن وجد لديه خليفة حاكم الحوز – موريزو- الذي جاء خصيصا لإلقاء القبض عليه: أكثر من سبعين أصلا لمقالات نشرت ، ورسائل إخبار إلى الشيخ ابن باديس، وجرائد مشرقية من جملتها : القبس لسان الكتلة الوطنية بسوريا، وجريدة القلم الحديدي لعرب المهجر بأمريكا. وتواريخ : الأمير عبد القادر، وعبد الكريم الخطابي، وعمر المختار، وفرحان السعيد... فزج به في سجن آريس بأمر الحاكم – فابي – مدة ستة شهور، ثم نفي الى حوز مسكيانة مدة ثمانية شهور، وفي نوفمبر من سنة 1942 أطلق سراحه.
وفي سنة 1943 عين من قبل الجمعية معلما بمدرسة مشونش وكان مع ذلك مديرا ومرشدا وإمام جمعة ومشرفا على مدارس الجمعية بأوراس الى سنة 1948 ومن جملة تلاميذ هاته الفترة ، الذين كانوا يعدون آنذاك : 156 تلميذا، الأستاذ زروق موساوى ، الأستاذ وفرحات نجاحي.
وفي عامي 1948/1949 عين معلما بمدرسة الو لجة حوز خنشلة ، وفي عامي 1950/1951 عين معلما بمدرسة كيمل ومن تلاميذ هاته الفترة : عبد القادر زبادية ، محمد الصغير هلا يلي ، محمد تغلسية ، محمود غواطي ، عبد المجيد سعداوي.
وفي سنوات 1951الى صيف 1955 عين- ثانية- بمدرسة مشونش ، ومن جملة تلاميذ هاته الفترة : محمد مهري ، محمد منصوري ، فرحات بوذيبة وملاوي...

العمل في الثورة :

بدأ العمل من أول شهر نوفمبر سنة 1954 بمشونش،حيث كان له اتصال وثيق جدا بـ :" ابنه الروحي" أحمد بن عبد الرزاق :القائد الحواس قبيل اندلاع الثورة قبيل اندلاع الثورة، وبطلب من الحسين برحايل ورمضان حوني كان أول من أدخل المال للثورة من بسكرة على يد عبد الرحمن البركاتي والعرافي والشيخ مرحوم.
وفي شهر سبتمبر من سنة 1955 نفي من أوراس بأمر من عامل عمالة قسنطينة- بارلانج – [الذي كان ضابطا مكلفا بشؤون الأهالي في المغرب الأقصى، حيث كان يجيد التكلم بالعربية ، ثم جلب الى الجزائر لما له من تجربة في سياسة التنكيل بالشعوب ] ** فلجأ الى قسنطينه، حيث علم في بالمعهد الباديسي –1955/1956- . وبعد شهر من نفيه أخرجت عائلته من مشونش فكفلها إخوانه المناضلون : عبد الرحمن البركاتي والعرافي والهاشمي بن دراجي ببسكرة .
وفي قسنطينة كان على اتصال دائم بالمناضلين فى الأوراس منهم : محمود الوعي حيث أرسل الأدوية وأدوات الجراحة والبوصلات والمجاهر – المنظار المكبر – والمال والمذاييع ...
و بعد حادثة قسنطينة التي استشهد فيها أكثر من خمسين مناضلا منهم الشهيد الأستاذ أحمد رضا حوحو ، لجأ صحبة بعض الإخوان إلى الجزائر العاصمة ، و فيها لم يفتر عن العمل مع الشيخ أحمد حماني و الشيخ مصطفى بوغابة و الشيخ محمد حفناوي ، و كان على اتصال مع المجاهدين الذين أوفدوا آنذاك من الأوراس إلى جهة بوسعادة و من جملتهم الصادق جغروري .
بعد أكثر من ثلاثة أشهر رجع إلى بسكرة بأمر من الشيخ الشهيد الأستاذ العربي التبسي بعد إلحاح من الإخوان السابق ذكرهم ، فدخل بسكرة خفية صحبة الأخ الهاشمي بن الدراجي فعين معلما و مديرا بمدرسة التربية و التعليم سنة -1956/1958- إلى أول أكتوبر من السنة حيث أقفلت جميع مدارس التربية و التعليم في شهر مارس من سنة -1958- .
و في بسكرة كانت داره مأوى للفدائيين : يكتب لهم الوصلات و رسائل الشكر و التهديد و على رأسهم الأخوين : بلقا سم وشن وأحمد البوزيدي ، و كان عضوا في لجنة جبهة التحرير ببسكرة مع الإخوان البركاتي و الهاشمي بن الدراجي ، و لم تنقطع صلته أبدا بالقائد الحواس و مسؤولي أوراس .
بعد إقفال مدارس الجمعية و استشهاد بعض الفدائيين منهم : بلقا سم وشن و بوزيدي اتصل بابنه الروحي أحمد بن عبد الرزاق القائد سي الحواس ، فطلب منه الالتحاق بالثوار في الجبل فأشار عليه بالذهاب إلى الصحراء لأنها في حاجة إلى دعاية و توعية و تحسيس .
كانت رحلته رأسا إلى الزاوية الكحلاء – فور فلاتيرس – بالهقار ، ثم وادي ريغ و وادي سوف رفقة المناضل مصطفى بن حسين .
و في الصحراء كان يقوم بالدعاية للثورة و السير رواء جبهة واحدة و حكومة واحدة ، و لم يفتر عن الصعود إلى بسكرة حاملا الوصولات إلى أصحابها ، و كم لاقى من عنت يفي مراكز المراقبة ، خاصة – السطيل - .
و في سنة - 1959 – اهتدى إلى اسمه أحد الوشاة ، و لكن لحسن الحظ لم يعرفوا اللقب ، و قد نقلت عائلته إلى – الكوميسارية - بسكرة و لم يحصلوا منها على أي شيء . و في الصحراء قام مع الدعاية و جمع المال بدعوة الشبان إلى التجنيد من جملتهم السيد محمد موهوب بن حسين .
و في آخر سنة - 1960 – طلب منه أن يصوغ بعض الأناشيد للثورة ، فنظم مجموعة منها :" الرصاص فصل الخطاب" نشر في العدد السابع من جريدة الأحرار ، و "تحية الجيش " نشر في العدد الثاني من نفس الجريدة ، و " نشيد النجاح المثلث" ....و غيرها .

العمل بعد الإستقلال :

أسندت للشيخ بعد الاستقلال مباشرة العديد من الوظائف ، كان أولها : مفتشا لوزارة الأوقاف للأوراس الكبير و عنابه من سنة – 1963/1965 – حيث قضى هذه الفترة في التنقل و التفتيش من بلدة غلى أخرى و من دشرة إلى دشرة ، يقيم المساجد و يعين القيمين عليها و يسهر على سيرها الحسن و تأدية وظيفتها على أكمل وجه .
ثم أستاذا و مديرا لثانوية عباس الغرور – باتنة – في الفترة الممتدة من – 1965/1968- و هي أول ثانوية معربة في المنطقة ، فقام بترميمها و تنظيمها و تسييرها و بعث التعليم العربي الإسلامي فيها ، فأضحت مركزا شعاع علمي في المنطقة.

إلى جانب عضويته بالمجلس الإسلامي الأعلى – لجنة الثقافة و النشر - ، و كان من بين الحاضرين عند تأسيسه ، و لم يبخل أبدا بآرائه السديدة طيلة حياته لهذه الهيئة الإسلامية

و كان عضوا شرفيا في المجلس القضائي بباتنة ، يستشار في القضايا الشائكة ، ويستدعى لعقد الصلح بين المتخاصمين .
و يمكن أن تصنف نشاطاته – باختصار شديد – في هذه الفترة إلى :

النشاط الميداني :
(01) : المساهمة في إنشاء المعاهد الإسلامية ، منها معهد باتنة مع المجاهد محمود الواعي و الشيخ عمر دردور ، الذي دشن في 29/04/1963 .
(02) : عمل جاهدا من أجل تعليم المرأة و تنويرها خاصة في الأوراس ، فحثها على ضرورة الالتحاق بالمعهد الإسلامي بباتنة حيث خصص قسمين للفتيات .
(03) : أسلم على يده 20 مسيحيا و مسيحية ، و سلمت لهم شهادات تثبت إسلامهم عن طريق المفتشية .
(04) : حارب الشعوذة و الدجل عن طريق الخطب و الدروس في المساجد بالأوراس و عنابه والجنوب ، و عن طريق إذاعة باتنة و إذاعة قسنطينة الجهويتين .
(05) : عمل على إنشاء بيوت للصلاة في كامل المؤسسات و المدارس خاصة في دائرة عمله .
(06) : حارب منح رخص بناء المواخير ، و بعث دور البناء الرسمي ، و احتج عن ذلك بواسطة رسائل نصح لمختلف المسؤولين .

النشاط التأليفي :
(01) : ألف كتابا في النحو العربي – المستوى الثانوي - ، لم يطبع إلى يومنا رغم المحاولات الجادة ، و قد أقرضه الشاعر الفحل محمد العيد آل خليفة بقصيدة عنوانها – هي الهمة القعساء – الديوان ص 541 .
(02) : خلف مجموعة كبيرة من الدروس الخاصة بالتربية و التعليم ضمنها آراءه ، أفكاره .
(03) : خلف مجموعة كبيرة من الدروس الفقهية منظمة و مرقمة حسب إذاعتها عبر إذاعة باتنة .
(04) : خلف مجموعة من الخطب القيمة – خطب جمعة – تعتبر كنموذج كانت ترسل إلى مختلف الأئمة في عنابه و الأوراس .
(05) : خلف مجموعة من الأناشيد في الثورة و في الاستقلال منها ما صدر في الجرائد و المجلات و بعضها مازال مغمورا.
(06) : ألف بعض المسرحيات الهادفة تروى بعض مآثر و معارك الثورة ، و أخرى في الشخصيات التاريخية .
(07) : خلف مخطوطا رصد فيه كل مساجد الأوراس بمعناه الكبير و عمالة عنابه ، من حيث : العدد المساحة و النوعية و القائمين عليها و فذلكة تاريخية عن النشأة في الفترة الممتدة من 1963 إلى سنة 1965 .

وفـــــــاته :
كانت يوم – 17/06/1968 – في قسنطينة بعد مرض عضال ألم به ، و دفن في مقبرة باتنة في موكب مهيب، وبذلك انطفأت شمعة من شموع العلم و المعرفة .




********************************

















العربي التبسي



الشيخ العربي التبسي أحد أعمدة الإصلاح في الجزائر، وأمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمجاهد البارز الذي خطفته يد التعصب والغدر الفرنسية عام 1957م.
محتويات




نشأته وتعلمه

ولد العربي بن بلقاسم بن مبارك بن فرحات التبسي بقرية " ايسطح " النموشية (نسبة إلى قبيلة النمامشة الأمازيغية الكبيرة ) جنوب غرب تبسة -وتبعد عنها بنحو مائة وسبعة عشرة كيلو متر- وذلك في سنة 1312هـ (1895م). في عائلة فلاحية فقيرة، وكان والده إلى جانب عمله في الزراعة يتولى تحفيظ القرآن لأبناء القرية في الكتاب.
ابتدأ العربي التبسي حفظ القرآن على يد والده في مسقط رأسه وقد توفي والده حوالي سنة 1320هـ(1903م) ، وفي سنة 1324هـ (1907 م) رحل إلى زاوية ناجي الرحمانية بـ" الخنقة " جنوب شرق خنشلة فأتم بها حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات، ثم رحل إلى زاوية مصطفى بن عزوز بـنفطة جنوب غرب تونس في سنة 1327هـ (1910م) ، وفيها أتقن رسم القرآن وتجويده ، وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد ، وفي سنة 1331هـ (1914م) التحق بجامع الزيتونة بتونس العاصمة حيث نال شهادة الأهلية واستعد لنيل شهادة التطويع ولم يتقدم إلى للامتحان، و رحل إلى القاهرة حوالي سنة 1339هـ (1920م) ومكث فيها يطلب العلم في حلقات جامع الأزهر ومكتباتها الغنية إلى سنة (1927م)، ثم رجع في السنة نفسها إلى تونس وحصل على شهادة التطويع ( العالمية ).
نشاطه الدعوي

نشاطه قبل تأسيس الجمعية




مع الرعيل الأول المؤسس لجمعية العلماء


عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام 1347هـ الموافق لـ 1927م ليبدأ نشاطه الدعوي في مدينة تبسة التي أصبح ينسب إليها ، وذلك في مسجد صغير يدعى مسجد ابن سعيد فبدأ الناس يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم حتى ضاق بهم هذا المسجد ، فانتقل بعدها إلى الجامع الكبير الذي تشرف عليه الإدارة الحكومية ، لكن سرعان ما جاءه التوقيف عن النشاط من الإدارة بإيعاز من الطرقيين ، فعاد إلى المسجد العتيق ابن سعيد ليواصل نشاطه بالرغم من ضيقه بالناس الذين استجابوا لدعوة الإصلاح واقتنعوا بها. وكانت دروس الشيخ للعامة تلقى بعد صلاة العشاء فترى الناس يسرعون من معاملهم ومنازلهم لأداء الصلاة وسماع الدرس فيمتلئ بهم المسجد ، وكانت طريقة الشيخ أن يختار نصا قرآنيا أو نبويا يناسب موضوعه، فيفسره تفسيرا بارعا يخلب ألباب السامعين ، فيريهم حكمة الشرع ومعانيه السامية، ثم يتدرج إلى بيان الأمراض الاجتماعية فيشرحها ويبين أسبابها وعواقبها في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك نقضه لبدع الطرقيين الضالين وتنبيهه على إفسادها للعقيدة الإسلامية وسلبها لعقول الناس ، فيظهر بطلانها ويكشف حقيقة أدعياء التصوف الدجالين.
ولما لاحظ الفرنسيون نشاط الشيخ والتفاف الناس حوله ، أخذوا في مضايقته ومضايقة أنصاره حتى في ذلك المسجد الصغير الخارج عن إدارتها ، ولما تفاقم الأمر نصحه الشيخ ابن باديس بالانتقال إلى مدينة سيق في الغرب الجزائري التي أبدى سكانها استعدادا لقبول إمام من أئمة الإصلاح ، فانتقل إليها بداية سنة 1930م، ففرح أهلها بقدومه وأقبلوا على دروسه واستفادوا من علمه وخلقه وتوجيهاته فمكث فيهم إلى آخر سنة 1931م ، وفي هذه المدة تمكن من بث الدعوة الإصلاحية السلفية ليس في مدينة سيق فحسب، ولكن في أنحاء كثيرة من الغرب الجزائري.
دعوته إلى إنشاء الجمعية







لقد كان تأسيس جمعية للعلماء والدعاة العاملين على ساحة الدعوة تجمع الجهود لتصب في اتجاه واحد، وتوقظ الأمة وتنشر فيها الوعي والعلم وتجدد لها أمر دينها أمنية من أماني الشيخ العربي التبسي ، وقد كان ممن هيأ الأجواء لتأسيسها بمجموعة من المقالات نشرت له في الشهاب ومن أصرحها في ذلك المقال الذي نشره سنة 1926م بعنوان "أزفت ساعة الجماعة وتحرم عصر الفر د" والذي قال فيه: "فإن هذا العصر عطل الفرد ونبذ حكمه ، وأمات مفعوله، وتجاهل وجوده، فأينما أملت سمعك أو أرسلت نظرك في الشرق أو الغرب، لم تجد إلا أمة فحزبا فهيأة منها وإليها كل شيء، فهي التي تذب عن الهيأة الاجتماعية، وتحرس الأمة في نوائب الدهر وعادية الأيام ، وتغار على كرامتها وحسن الحديث عنها ، وتأخذ بيدها قبل أن تغرق عند هبوب السماسم ولفح الأعاصير ، وتكون لسانها الناطق بطلباتها ، وحسها المتألم لألمها".
وقد تألم الشيخ أكثر لعدم شعور الأمة بحالها المزري ولطول نومها وسباتها ، تألم ألما لم يقدر على كبته فسطر مقالات عناوينها صيحات، أراها لا تزال صالحة أن يخاطب بها أهل زماننا فقال: "هذه جزائركم تحتضر أيها الجزائريون فأنقذوها". وقال: "ألا أيها النوام هبوا". وقال: "الجزائر تصيح بك أيها الجزائري أينما كنت". واسمع إلى هذه الكلمات المعبرة التي أبيت إلا نقلها : "بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه ، الذي أمر بالجماعة وحث عليها ، بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله . والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرأ مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة لكان له عند الله العذر . أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة؟". وتحقق ذلك الأمل في 5 ماي 1931م بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
أهم نشاطاته بعد إنشاء الجمعية

  • في سنة 1932م ألح عليه سكان مدينة تبسة بأن يرجع إليهم فاشترط عليهم تأسيس مدرسة ومسجد فوافقوا على شرطه ، فرجع وأسس "مدرسة تهذيب البنين والبنات" التي جهزت تجهيزا عصريا، وبلغ عدد تلامذتها عام افتتاحها 1934م خمسمائة تلميذ ، وبجانب المدرسة بنى مسجدا جديدا لا يخضع لمراقبة الإدارة .
  • وفي سنة 1935م تم تعيينه كاتبا عاما للجمعية خلفا للعمودي كما كان رئيس لجنة الفتوى فيها.
  • وفي سنة 1940م انتخب الشيخ التبسي نائبا لرئيس الجمعية الجديد الإبراهيمي الذي كان منفيا في "آفلو" ، وابتدأ التدريس في الجامع الأخضر في السنة نفسها.
  • وفي سنة 1942م قررت جمعية التربية والتعليم بقسنطينة نقل نشاطها الذي كان بالجامع الخضر إلى تبسة نقلا مؤقتا ليشرف عليه الإمام التبسي عن قرب.
  • وبعد افتتاح معهد عبد الحميد بن باديس عام 1947م انتقل إلى قسنطينة بعد أن أسندت إليه مهمة إدارته وقد بقي على رأسه إلى يوم غلقه سنة 1956م.
ولم يكن انتقاله إلى قسنطينة أمرا سهلا بالنسبة لسكان تبسة ، قال الشيخ الإبراهيمي: "أرضينا سكان تبسة الكرام الذين كانوا يعدون انتقال الأستاذ التبسي عنهم كبيرة يرتكبها من يتسبب فيها ، وأقنعناهم بأن الشيخ العربي رجل أمة كاملة لا بلدة واحدة ورجل الأعمال العظيمة لا الأعمال الصغيرة فاقتنعوا، وأمنا لهم مشاريعهم العلمية والدينية بإيجاد من يخلف الأستاذ فيها فرضوا مخلصين...".
  • وفي نوفمبر 1950م ذهب إلى فرنسا للمطالبة تحرير التعليم في الجرائر مع الإبراهيمي ، فلما رأى حال العمال الجزائريين هناك وحاجتهم إلى التعليم، لفت الأنظار إلى القضية ودفع بالجمعية إلى تنظيم الدعوة في فرنسا.
  • وفي سنة 1952م رحل الإبراهيمي إلى المشرق فتولى رئاسة الجمعية نيابة عنه إلى أن توقف نشاطها. و بعد غلق معهد ابن باديس انتقل إلى العاصمة لإدارة شؤون الجمعية فيها وما بقي من مدارسها ومساجدها، واستأنف دروس التفسير للعامة في مسجد "حي بلكور" الذي كان يكتظ بالمستمعين على الرغم من ظروف الحرب، وبقي في العاصمة إلى أن اختطف رحمه الله.
من مواقف الشيخ البطولية

موقفه من تدخل الحكومة في الشؤون الإسلامية




المجلس الإداري لجمعية العلماء - 1949. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول.


ومن مواقفه الجريئة ما نشر من مقالات يطالب فيها بمنع تدخل الحكومة الفرنسية في شؤون المساجد ، وذلك لتبقي المساجد لله لإقامة شعائر الدين وللتعليم العربي والإسلامي ، ولكي لا تصير المساجد وأوقافها خادمة للحكومة وسياستها، ومما قاله في هذا المعنى : "والباقية أي المساجد على ملك الحكومة التي تعمرها بموظفين منفذين لسياستها وما ترمي إليه ، المختارين منها بسلوكهم وتفانيهم وطاعتها لا في طاعة الله ، فإن الإسلام الحقيقي لا تقام شعائره الدينية فيها، ولا تقرأ علومه الإسلامية النافعة ، ولا يرخص لعامة المسلمين وخاصتهم أن يكونوا أحرارا في تلك المساجد ، التي بصفتها بيوتا لله أذن لعباده أن يكونوا فيها متساوين ، ومن قبل فيها ما تشاؤه الحكومة لا يشاؤه الله ، فإنه اتبع غير سبيل المؤمنين وتسقط عدالته ، وهو ممن قال الله فيهم:" منكم من يريد الدنيا"".
موقفه من فكرة الإسلام الجزائري

ومن الأفكار التي روجها الاستعمار ولا زالت رائجة إلى اليوم فكرة الإسلام الجزائري ، التي أرادت من خلالها تشويه دعوات الإصلاح باعتبارها دعوات وافدة وليست أصيلة ، وقد أنكر الشيخ هذه الفكرة إنكارا شديدا ونسبها إلى مصدرها وكشف عن الشر المختفي وراءها، وكان مما كتبه في نقدها قوله رحمه الله : "الإسلام الجزائري في حقيقته ترتيب سياسي من تراتيب أنظمة الاستعمار في الجزائر ، ومعابده نوع من الإدارة الفرنسية ، وموظفوه فوج من أفواج الجندية الاستعمارية ، وأمواله قسم من أموال الدولة. ذلك هو الدين الجزائري الذي تبغيه فرنسا ولا تبغي الإسلام الحقيقي دين الله ولا تأذن له بالاستقرار في الجزائر".
دفاعه عن السلفية والسلفيين

كتب بعض الطرقيين مقال ينتقص السلفيين ودعوتهم وألزمهم أن يكون مثل الصحابة وإلا كانت دعواهم غير صحيحة ودعوتهم باطلة ، فتصدى للرد عليه الشيخ رحمه الله وكان مما قاله : "وهذه الطائفة التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف وأرجوا أن تكون ممن عناهم حديث مسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) الحديث . فقد وُفقوا لتقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين ، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ، ويرون أنه لا أسوة إلا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أو من أمرنا بالإتساء به ، فلما شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نسبوا أنفسهم إليهم ، ولم يدع أحد منهم أنه يدانيهم فيما خصهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم". وقال أيضا : "أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد، وأحدثوا تحريفا ، ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم ، وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة ، ونقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم".
تضحيته في مجال الدعوة إلى الله

أما تضحية هذا الإمام فلا تحتاج إلى وصف ، فأعماله التي نقلت إلينا عناوينها دالة على ذلك وشاهدة ، قال الشيخ يوما مخاطبا إدارة الجمعية : "فلتكن الأخوة رائدنا وليكن الإخلاص رابطنا ، ولتكن النزاهة شعارنا ، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد ، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية ، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت ، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد".
وكان الشيخ قد اعتقل عدة مرات وسجن إثر حوادث 8 ماي 1945م، وبقي مدة تحت الإقامة الجبرية في المشرية وغيرها حتى أفرج عنه في ربيع 1946م، ولم يثن ذلك من عزيمته ولا أنقص من عمله، وقد كان مثالا يقتدي به إخوانه ويتصبرون به، وكان مما قاله في يوم افتتاح معهد ابن باديس في كلمة ألقاها على مسامع المشايخ والمعلمين : "أيها الإخوان إن التعليم بوطنكم هذا في أمتكم هذه ميدان تضحية وجهاد ولا مسرح راحة ونعيم ، فلنكن جنود العلم في هذه السنة الأولى ولنسكن في المعهد كأبنائنا الطلبة، ولنعش عيشهم ، عيش الاغتراب عن الأهل ، فانسوا الأهل والعشيرة ولا تزورهم إلا لماما ، أنا أضيقكم ذرعا بالعيال وعدم وجود الكافي ، ومع ذلك فها أنا فاعل فافعلوا وها أنا ذا بادئ فاتبعوا". وقد حكى الشيخ الإبراهيمي أن التبسي لم يكن يرضى أن يأخذ مقابلا على أعماله قال : "أما هو فلم يزل مصرا على التبرع بأعماله خالصة لله وللعلم".
موقفه من الجهاد ضد فرنسا

يقول أحمد الرفاعي : "سمعت من الشيخ الطاهر حراث رحمه الله وغيره أن الكثيرين من أصدقاء الإمام رحمه الله حاولوا إقناعه بالخروج من الجزائر بعد أن أصبح هدفا ضخما وواضحا لغلاة المعمرين ، فكان جوابه دائما: إذا كنا سنخرج كلنا خوفا من الموت فمن يبقى مع الشعب ؟". بل نقل آخرون عنه أنه قال: "لو كنت في صحتي وشبابي ما زدت يوما واحدا في المدينة ، ولأسرعت إلى الجبل فأحمل السلاح وأقاتل مع المجاهدين". وظل في دروسه يحث على الجهاد بأسلوب حكيم ، وقد نقل الشيخ عبد اللطيف سلطاني أنه تلقى في أول أفريل 1957م رسالة كتب فيها: "إلى الشيخ العربي التبسي نطلب منك أن تخرج من الجزائر حينا قبل أن يفوت الوقت". فحاول إقناعه بأن يعمل بها فأبى واختار البقاء ، كما ذكرنا لتخطفه الأيادي الغادرة الآثمة.
ثناء أهل العلم والفضل عليه

  • قال الشيخ ابن باديس : "الأستاذ العربي بن بلقاسم التبسي ، هذا رجل عالم نفاع قصر أوقاته ببلدة تبسة على نشر العلم الصحيح وهدي العباد إلى الدين القويم ، فقد عرف قراء الشهاب مكانته بما نشرنا له ، وخصوصا مقالاته الأخيرة "بدعة الطرائق في الإسلام" ولأول مرة زار هذا الأستاذ قسنطينة فرأينا من فصاحته اللسانية ومحاجته القوية مثل ما عرفناه من قلمه ، إلى أدب ولطف وحسن مجلس طابت له المنازل ورافقته السلامة حالا ومرتحلا".
  • قال الشيخ الإبراهيمي: "مدير بارع ومرب كامل ، خرجته الكليتان الزيتونة والأزهر في العلم، خرجه القرآن والسيرة النبوية في الدين الصحيح والأخلاق المتينة ، وأعانه ذكاؤه وألمعيته على فهم النفوس ، وأعانته عفته ونزاهته على التزام الصدق والتصلب في الحق وإن اغضب جميع الناس ، وألزمته وطنيته الصادقة بالذوبان في الأمة والانقطاع لخدمتها بأنفع الأعمال ، وأعانه بيانه ويقينه على نصر الحق بالحجة الناهضة ومقارعة الحجة بالحجة ومقارعة الاستعمار في جميع مظاهره".
  • قال الشيخ أحمد حماني: "وقد كان عالما محققا ومدرسا ناجحا ومربيا مقتدرا وكاتبا كبيرا يمتاز بأسلوبه العلمي بالعمق والمتانة ودقة المعلومات ، لكنه لم يترك آثارا كثيرة لاشتغاله -طول حياته- بالتدريس ، وما تركه من آثار يبرهن على مكانته العالية في الكتابة ، وكما كان كاتبا كان خطيبا مصقعا ، ومحدثا لبقا ومحاورا ماهرا، يمتاز بحضور البديهة والمقدرة على الإقناع القلبي والفكري وحسن البديهة ، وله فيها أمثلة رائعة".
وفاته

حادث الاختطاف

قد علم المستعمرون أن الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له، فأرسلوا إليه عن طريق إدارتهم في الجزائر عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره ولدراسة إمكانية وقف إطلاق النار، فاستعملوا معه أساليب مختلفة من ضمنها أسلوب الترغيب والترهيب، وكان جواب الشيخ دائما إن كنتم تريدون التفاوض فالمفاوض الوحيد هو جبهة التحرير، ذلك أنه شعر بأن مقصودهم هو تفكيك الصفوف، وربح الوقت والحد من حدة المواجهة العسكرية ليس إلا، وبعد رفضة المستمر للتفاوض باسم الأمة، رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلص منه، ولم يستحسنوا اعتقاله أو قلته علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمر، فوجهوا إليه تهديدات عن طريق رسائل من مجاهيل تأمره بأن يخرج من البلاد، وبعد أن أصر الشيخ على البقاء ، ويئس الكفار منه قاموا باختطافه بطريقة جبانة، ننقل وصفها من بلاغ نشرته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في البصائر بمناسبة حادث الاختطاف : "وفي مساء يوم الخميس 4 رمضان 1376هـ - 4 أفريل 1957م، وعلى الساعة الحادية عشر ليلا اقتحم جماعة من الجند الفرنسي التابعين لفرق المظلات –المتحكمين اليوم في الجزائر – سكنى فضيلة الأستاذ الجليل العربي التبسي ، الرئيس الثاني لجمعية العلماء ، والمباشر لتسيير شؤونها ، وأكبر الشخصيات الدينية الإسلامية بالجزائر ، بعد أن حطموا نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت الشقة التي يسكن بها بحي بلكور طريق التوت ... وكانوا يرتدون اللباس العسكري الرسمي للجيش الفرنسي ... وقد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له ، وقد اشتد عليه منذ أوائل شهر مارس ... فلم يراعوا حرمته الدينية ، ولا سنه العالية، ولا مرضه الشديد ، وأزعجوه من فراش المرض بكل وحشية وفظاظة ، ثم أخذوا في التفتيش الدقيق للسكن ...ثم أخرجوه حاسر الرأس حافي القدمين ...ولكن المفاجأة كانت تامة عندما سئل عنه في اليوم الموالي بعده في الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والشرطية والعدلية ، فتبرأت كل إدارة من وجوده عندها أو مسؤوليتها عن اعتقاله أو من العلم بمكانه". وكان أن نشر الأستاذ علي مرحوم في مجلة الأصالة لسنتها الثامنة ، بلاغين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أصدرتهما إثر الحادث [1].
كيفية إعدام الشيخ رحمه الله

اختلف المؤرخون في الجهة الاستعمارية المختطفة له وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي رحمه الله، وحكى الباحث أحمد عيساوي حكاية أسندها عن المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم جوادي البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي : "وقد تكفل بتعذيبه الجنود السنغاليون والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر "لاقايارد" -قائد فرقة القبعات الحمر-، وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعدت للشيخ بقرة كبيرة مليئة بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب ، ثم طلب منهم لاقايارد حمل
الشيخ العربي



يتبع


والله اعلم









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-01, 16:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***





الطيب العقبي


تعريف


الطيب العقبي هو الطيب بن محمد بن إبراهيم، ولد في بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة في الجزائر عام (
1307 هـ، 1898م)، ينتهي نسبه إلى قبيلة أولاد عبد الرحمن الأوراسية[1].
هاجر مع عائلته إلى المدينة المنورة وهو ابن خمس أو ست سنوات، تلقى العلم في الحرم النبوي الشريف، عمل مع شريف مكة في جريدة القبلة، عاد إلى الجزائر عام (1337هـ ، 1920م). وكان من الأعضاء المؤسسين ل جمعية العلماء المسلمين، كان له نشاط كبير في الدعوة إلى الله حيث كان يتردد على الأماكن العامة كالمقاهي والنوادي الليلية للدعوة إلى الله، وقد هدى الله على يديه خلق كثير. عرف الشيخ بالجرأة على قول الحق ولا يخاف في ذلك لومة لائم، بالإضافة إلى نشاطه في مجال الصحافة كان قلمه سيالا بكثرة مقالاته في جريدة الشهاب والبصائر التابعتين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ترجمة ذاتية




الطيب العقبي مع عبد الحميد بن باديس.


هذه الترجمة كان قد كتبها بنفسه ونشرت في الجزء الأول من كتاب "شعراء الجزائر في العصر الحاضر" لمؤلفه الأديب الجزائري الكبير الأستاذ محمد الهادي السنوسي الزاهري. يقول الطيب العقبي:
ولدت ببلدة سيدي عقبة الجزائر ليلة النصف من شهر شوال سنة 1307هـ، حسب ما استفدته من مجموع القرائن الدالة على تعيين هذا العام، ويحتمل أن تكون ولادتي بعد ذلك التاريخ بنحو العام لأني لم أجد قيدا صحيحا لسنة ولادتي. والدي هو "محمد بن إبراهيم بن الحاج صالح" وإلى هذا ينسب اليوم كل فرد منا وبه تعرف عائلتنا، فيقال لكل منا "ابن الحاج صالح"، وعائلتنا من أوسط سكان البلدة، فلا هي أعلاها ولا هي أدناها. أصل أول من سكن بلدة سيدي عقبة من جدودنا من أولاد عبد الرحمن بجبل "أحمر خدو" بالجهة التي تسمى منه باسم "كباش". يتصل نسبنا على التحقيق بالرجل الشهير عند أهل تلك الجهة المعروف لديهم بالولاية والصلاح حتى أنهم يحجون قبره وقبته المقامة عليه، ويقال عنه أنه شريف النسب أيضا، والذي يلفظون اسمه هكذا (سيدي مَحمد بن عِبد الله) بفتح ميم محمد وكسر عين عبد الله، فنحن إذا عبدريون ـ بالراء ـ وعبدليون ـ باللام ـ نسبة إلى عبد الرحمن وعبد الله. جدنا الأول المنتقل من تلك الجهة إلى سيدي عقبة يوم تأسيس البلدة أو بعده عقبي بسكناه بها، ثم نحن من بعده إلى هذا اليوم عقبيون. أما والدتي فمن بلدة ليانة بالزاب الشرقي من عائلة "آل خليفة" الشهيرة بلقب "ابن خليفة". ودعنا من تعداد الآباء والأجداد والمفاخرة بالألقاب والأنساب، لأن ذلك ليس بمذهب لي، فإني في جملة البشر أحسب، وإلى جدنا الأكبر وأبينا آدم أنسب، وإني في هذا المذهب أوافق صديقي معروف الرصافي حيث يقول: قالوا ابن من أنت يا هذا؟ فقلت لهم
إني امرؤ جده الأعلى أبو البشر قالوا فهل نال مجدا؟ قلت: واعجبي
أتسألوني بمجد ليس في ثمري

ولله در الحريري السابق في هذا الميدان بقوله: وما الفخر بالعظيم الرميم وإنما
فخار الذي يبغي الفخار بنفسه وخير من هذا كله قول الله عز وجل : "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وأرى من تمام الترجمة أن أقول لكم" : إن مذهبي في الوطن هو مذهب القائل: من كان مثلي فالدنيا له وطن
وكل قوم غدا فيهم عشائره [2] انتقالنا للحجاز انتقلت عائلتنا مهاجرة من بلدة سيدي عقبة إلى الحجاز بقضها وقضيضها أنثاها وذكرها، صغيرها وكبيرها، سنة 1313هـ قاصدة مكة المكرمة لحج الكعبة المشرفة في تلك السنة، فكنت في أفرادها الصغار لم ابلغ من التمييز الصحيح، ولولا رجوعي إلى هذه البلاد مؤخرا ما كنت لأعرف شيئا فيها. إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

استقرار عائلتنا بالمدينة سكنت عتائلتنا أول سنة 1314 ـ بعد الحج ـ المدينة المنورة حيث كان استقرارها بها وبها قبر أبوي وعمي وعم والدي وأختي، وجل من هاجر من أفراد عائلتنا كلهم دفنوا هنالك ببقيع الغرقد رحمة الله عليهم.أما والدي فكانت وفاته ليلة الخامس من شهر شعبان 1320هـ وانا عند رأسه أجس نبض آخر عرق كان يتحرك فوق صدغه، وكان قبل موته بنحو السنة والنصف مات شقيقه الوحيد ـ عمي ـ أثناء وجود والدي بهذه الديار التي رجع إليها إذ ذاك متفقدا حال أملاكهم التي تركوها هنا، وقد أتاح الله للأخوين الشقيقين ـ أبي وعمي ـ أن يدفنا في قبر واحد ويضمهما معا ذلك الجدث كما خرجا من بطن أم واحدة، وكان مأواهما في الثرى عند قبر الإمام مالك ـ ـ وبإزاء قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كفالتي وتربيتي إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


صورته التي تصدرت مجلة الشهاب في جزئها 2 المجلد 11


بعد وفاة والدي بقيت مع شقيقي وشقيقتي واختي للأب تحت كفالة والدتي وقد "أدبني ربي فأحسن تاديبي"، وتربيت في حجر أمي يتيما غريبا لا يحوطني ولا يكفلني غير امرأة ليست بعالمة ولا صاحبة إدراك ورأي سديد، بل هي كنساء أهل هذه البلاد ولولا فضل الله علي وعنايته بي صغيرا يتيما لما كنت هديت سواء السبيل ﴿فالحمد لله الذسي هدانا لهذا وما كنا لنهتي لولا أن هدانا الله﴾. تعلمي وقراءتي القرآن قرأت القرآن على أساتذة مصريين برواية حفص ثم شرعت على عهد والدتي بقراءة العلم بالحرم النبوي لا يشغلني عنه شاغل ولا يصدني عنه شيء، حيث كان أخي الأصغر مني سنا هو الذي تكلفه والدتي بقضاء ما يلزم من الضروريات المنزلية وقد ادركت سر الانقطاع لطلب العم وفهمت جيدا قول الإمام الشافعي: "لو كلفت بصلة، ما تعلمت مسألة". بعد أن أصبحت أنا القائم بشؤوني والمتولي أمر عائلتي ونفسي، أخذت إذ ذاك من العلم بقسط شعرت معه بواجباتي الدينية والدنيوية، وما كدت أدرك معنى الحياة وأتناول الكتابة في الصحف السيارة وأنظم الشعر واتمكن من فهم فن الأدب ـ الذي هو سمير طبعي، وضمير جمعي ـ حتى فاجأتنا حوادث الدهر، ونوائب الحدثان، وجلها كان على إثر الحرب العالمية التي شتتت الشمل وفرقت الجمع، فسحقا لها سحقا، وبعدا لما أبقته من آثارها السيئة بعدا. "كيف أبعدت عن المدينة"؟: تناولت الكتابة في الصحف الشرقية قبل الحرب العمومية أمدا غير طويل فعدني بعض رجال تركيا الفتاة من جملة السياسيين، وأخرجوني في جملة أنصار النهضة العربية مبعدا من المدينة المنورة على إثر قيام " الشريف حسين بن علي" في وجوههم بعد الحرب إلى المنفى في أرضهم " الروم ايلي" أولا فالأناضول ثانيا، وهناك بقيت أكثر من سنتين مبعدا في جملة الرفاق عن أرض الحجاز وكل بلاد العرب، ثم انتهت الحرب الكبرى بعد الهدنة يوم 11 نوفمبر 1918م، ونحن إذ ذاك مع عائلتنا التي التحقت بنا بعد خراب المدينة في بلدة " ازمير" ومنها كان رجوعنا معشر أهالي المدينة المنورة إلى الحجاز، وما وصلت أنا إلى مكة المكرمة حتى لقينا من لدن جلالة " الملك حسين" كل ما هو أهله من الإكرام والإجلال، وهناك عينت مديرا لجريدة " القبلة" و" المطبعة الأميرية" يجري علي من سيل انعامه وإكرامه ما لا أستطيع مجازاته عنه بطويل الشكر وعريضه. رجوعي إلى بلاد الجزائر ولما وقع من الاعتداء على أملاكنا التي لا تزال على ذمتنا ببلدة سيدي عقبة ولما كنت أتوقعه من عدم استتباب الأمن واستقرار الأمر في الحجاز للشريف حسين، غادرت تلك البلاد المقدسة إلى هذه البلاد الجزائرية بنية قضاء مآربي هنا وعمل ما يجب عمله في قضية أملاكنا مع المعتدي عليها، ثم الرجوع إلى الحجاز إذا رجعت المياه إلى مجاريها. وها أنا ذا الآن أسكن منذ ست سنوات بلدة بسكرة من يوم قدومي إلى هذه البلاد وهو يوم 4 مارس 1920م ـ إلى هذا اليوم، من حيث قدومي إلى هذه الديار لم أشتغل بعمل عمومي ذي بال كما أني لم أتعاط الكتابة والنشر في الصحف لأني أعتبر نفسي منذ رجوعي من الحجاز وبعدما وقع من الحوادث المقلقة السالبة لكل أسباب الراحة - بل المفقدة للحياة - وبعدما مر على رأسي من الليالي المزعجات ـ قد خرجت من الحياة السياسية بالكلية وبعدت عن العلم وأسبابه بعد ما بين المشرق والمغرب.ولكني منذ أشهر أبديت بواسطة صحافتنا الجديدة بعض آراء وأفكار في مسائل تخص العلم والدين فلم يرق ذلك لبعض الجامدين، وثارت ثائرة من لا يزالون يحبون الاصطياد في الماء العكر، وقام دعاتهم في وجهي يصدون الناس عن سبيل الله يبغونها عوجا، وإني لمواجه لكل صدماتهم، ومجابهتهم وجها لوجه كيفما كانوا ما دمت أعتقد أني على الحق بالرغم عن تجردي من كل عدة يعدها الخصمان. وما أنا في محاربتهم ـ والحالة هذه ـ "إلا كساع إلى الهيجا بغير سلاح" وما أجادلهم إلا بالتي هي أحسن ما دموا عن الحق غير معرضين. أما المنافقون منهم والمارقون الذين يرتدون عن دينهم في كل يوم مرة أو مرتين فأولئك هم الذين أغلظ عليهم أحيانا وأعاملهم بما يستحقون. وما سلاحي الذي أبارزهم به إلا صبابة مما كان علق بالذهن وبقية في الوطاب من آثار التربية الإسلامية والعلم الصحيح، وهم في كل محاولاتهم "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" و"سيحكم الله بيني وبينهم وهو خير الحاكمين". إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

************************************************** **************************************














عمر الدردور


من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمه الله
ملاحظة :منقول من جريدة البصائر مع التصرف

ودعت الجزائر عامة، ومنطقة الأوراس خاصة، واحدا من أبنائها البررة ورموزها البارزة وعلمائها الأفذاذ ورجالها الكبار الذين أبلوا البلاء الحسن وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونفعوا الناس وتركوا بصماتهم في الحياة طيلة عقود من السنين، هذا الرجل الفذ هو الإمام الشيخ عمر دردور -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، الذي فاضت روحه إلى بارئها صبيحة يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1430 هـ، الموافق لـ 19 مارس 2009م.

- توفي الشيخ عمر عن عُمُر مديد ناهز السادسة والتسعين عاما، أفناه في خدمة الإسلام، ونفع الناس وإرشادهم إلى الخير وإعانتهم عليه، منذ أن تفتح وعيه وأدرك واجبه تجاه ما كان يعانيه الشعب الجزائري في ظل الاستدمار الفرنسي من تجهيل وتفقير وحرمان من أبسط حقوق الحياة.

مولده وأسرته

- ولد الشيخ عمر دردور في قرية حيدوس بدائرة ثنية العابد، يوم 13 أكتوبر سنة 1913، في أسرة معروفة في منطقة الأوراس، بالعلم وخدمة الدين. فهو رحمه الله غصن من دوحه الدردورية، "آل الدردور"، من نسل الشيخ "علي الدردور الكبير" صاحب زاوية "حمدوس" بوادي عبدي ثم "مدرونة" القرية الرابضة في أحضان جبال أوراس ومن أسرته "الهاشمي دردور"، العالم المجاهد، الذي ناصر ثورة ابن جار الله (1879) وهبّ أتباعه للجهاد استجابة لندائه، فنفي مع ستة رجال من أتباعه، إلى كورسيكا (1880)، فذاق مر العذاب.

تعليمه ودراسته

- ولما بلغ سن التعليم وجهه أهله إلى كتاب قريته لتعلم القرآن الكريم وحفظه، وهو ما تحقق له في سن الحادية عشرة، ليتفرغ بعد ذلك لحفظ المتون المعروفة في العلوم الشرعية كالتجويد والنحو والصرف والفقه والعقائد.

ولم يكتف بهذا الذي حصله في قريته المتواضعة، وإنما تطلعت نفسه إلى الاستزادة من العلم، ولذلك شد الرحال إلى مدينة طولقة، أين انخرط ضمن تلاميذ زاوية الشيخ "علي بن عمر"، والتي تلقى فيها العلم على عدد من المشايخ، ودرس الكتب المعتمدة في فنون العلم المختلفة من نحو وفقه وفرائض وفلك.

- بعد قضاء سنتين من الدراسة في طولقة، وفي سنة 1932 تحديدا، أتيح للشيخ عمر أن يزور قسنطينة برفقة الشيخ عبد الحفيظ الهاشمي، وهناك قدمه هذا الأخير إلى الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأخبره برغبته في الالتحاق بمعهده في قسنطينة، فأبدى الشيخ ابن باديس موافقته المبدئية، واشترط إجراء امتحان لهذا الطالب الجديد، وقد نجح الشيخ عمر في الامتحان، ليصبح بذلك أحد تلاميذ الجامع الأخضر.

نشاطه وتدريسه

- وسرعان ما اكتشف فيه شيخه ابن باديس قوة الفهم وحدة الذكاء وسرعة التحصيل، فأسند إليه تدريس بعض المتون في أوقات فراغه. كما أسند إليه بعد ذلك أيضا إلقاء الدروس على الطلبة في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي بومعزة.

- في هذه المرحلة، ونتيجة تأثير الإمام ابن باديس وما كان يبثه في دروسه من توعية وتوجيه، تفتح الوعي الإصلاحي والوطني في نفس الشيخ عمر، وهو ما جعله حين يزور بلدته في أيام العطل، يلتقي بالناس ويجتمع بهم، ويحرص على توعيتهم وإثارة حب العلم في نفوسهم، ويستحثهم لإنشاء المدارس لتعليم النشء وتربيته.

في سنة 1936، أسس مع جماعة من زملائه الطلبة الأوراسيين، الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد قاموا انطلاقا من هذه الشعبة بنشاط هام في ميادين التربية وبث الوعي الديني والوطني في النفوس. وفي سنة 1937، عاد إلى مسقط رأسه أين تفرغ كلية للجهاد والنضال ونشر الدعوة الإصلاحية ومقاومة الانحرافات والخرافات، فأسس (مدرسة التربية والتعليم) وشرع في العمل لتكوين وتوعية الصغار والشباب والكهول، وأخذ ينفخ فيهم الروح الوثابة والفهم السليم والعلم الصحيح.

- لكن نشاط الشيخ دردور سرعان ما أثار انتباه سلطات الاحتلال التي أدركت خطره، ولذلك سارعت إلى تلفيق تهمة له بررت بها القبض عليه والزج به في سجن مدينة باتنة، الذي قضى فيه أربعة أشهر.

- بعد خروجه من السجن، واصل الشيخ نضاله العلمي في إطار الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أصدرت السلطات الاستعمارية قرارا بتوقيف نشاط جميع الحركات السياسية وحركة جمعية العلماء المسلمين، مما أجبر الشيخ على التخفيف من نشاطه، الذي أصبح مقتصرا على التعليم المسجدي لا غير.

نشاطه أثناء الثورة

- ظل الشيخ على دأبه ونشاطه النضالي والعلمي إلى حين اندلاع ثورة أول نوفمبر، حيث أصبح إلى جانب نشاطه التعليمي يناصر الثورة بأفكاره ونضاله العملي. مما جعل سلطات الاحتلال تتحين الفرص للقبض عليه، ولذلك نصحه قادة الثورة في منطقة الأوراس بالسفر إلى الجزائر العاصمة، وهناك أصدر له الدكتور هدام شهادة طبية تثبت حاجته إلى العلاج في الخارج.

- سافر الشيخ إلى فرنسا، حيث استقر في مدينة "فيشي"، وهناك استأنف نشاطه في إطار جبهة التحرير الوطني، عاملا على التعريف بالثورة الجزائرية وأهدافها ومنجزاتها، متنقلا بين عدة مدن في الشمال الفرنسي مثل ليون وباريس. وقد امتد نشاطه هذا من جويلية 1955 إلى يناير 1956.

- انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، أين التقى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وأعضاء قيادة الثورة في الخارج ابن بلة وآيت أحمد وخيضر. وهناك أسندت له مهمة التنقل بين البلدان العربية للتعريف بالثورة الجزائرية وجمع المساعدات لها، وهي المهمة التي أداها بكل نشاط وحيوية وحظي فيها بالتوفيق الرباني الذي مكنه من تحقيق النجاح.

- ظل الشيخ يؤدي عمله في القاهرة إلى غاية سنة 1960، حيث تم تحويله إلى تونس، أين كلف بمهمة تعليم وتوعية الجنود في الحدود الجزائرية. وقد استمر في هذه المهمة إلى غاية الاستقلال.

تأسيسه لمعهد التعليم الأصلي بعد الاستقلال

- بمجرد عودة الشيخ إلى منطقة الأوراس، فكر فيما يمكن عمله لخدمة الجزائر والجزائريين، فهداه الله -عز وجل- إلى العمل على إنشاء معهد للتعليم الأصلي في مدينة باتنة، وقد تم البدء في المشروع في شهر نوفمبر 1962، وسرعان ما تم إنجازه ليقع تدشينه من قبل وزير الأوقاف حينذاك الأستاذ أحمد توفيق المدني -رحمه الله- يوم 1 ماي سنة 1963، وقد أطلق على المعهد اسم صلاح الدين الأيوبي. وما لبث هذا المعهد أن تشعبت منه فروع عديدة في كل من أريس ومنعة وبريكة ونقاوس ومروانة والمعذر والشمرة وإشمول وخنشلة. وقد بلغ مجموع طلبة المعهد في مدة وجيزة 7500 طالب وطالبة نظاميين، بالإضافة إلى الأحرار الذين انتظموا فيما سمي حينئذ بالجامعة الشعبية التي كانت تضمن الدروس الليلية.

ولم يتوقف الأمر عند منطقة الأوراس، وإنما امتد الإشعاع إلى كافة مناطق الوطن، حيث فتح في مدة وجيزة ستة وثلاثون معهدا للتعليم الأصلي عبر التراب الوطني. وبفضل هذه المعاهد وإشعاعها، وبفعل جهود الشيخ عمر وإخوانه قرر الرئيس الراحل هواري بومدين -رحمه الله- ترسيم التعليم الأصلي في الجزائر، وذلك لما شاهد بنفسه ما أنجزه المعهد وأساتذته عندما زار مدينة باتنة سنة 1969.

تأسيسه للمعهد الأسلامي لتكوين الأئمة

- وبعد إلغاء معاهد التعليم الأصلي سنة 1978، اجتهد الشيخ وعمل على تأسيس المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة في "سيدي عقبة" بمدينة بسكرة، سنة 1981، وقد تحقق له ذلك، وعين أول مدير له.

- وبعد وفاة الشيخ محمد الأمير صالحي خلفه في مهمة مفتش الشؤون الدينية لولاية باتنة، ومحتفظا بمنصبه كمدير للمعهد الإسلامي بسيدي عقبة. وفي سنة 1986 عين مفتشا جهويا للشؤون الدينية في كل من باتنة وخنشلة وأم البواقي.

وقد ظل الشيخ يمارس مهامه في إطار الشؤون الدينية، ويساهم في أعمال الخير المختلفة في المجتمع المحلي بمنطقة الأوراس، إلى أن اضطر إلى لزوم بيته بسبب تقدم سنه وتراجع صحته.

رحم الله الشيخ عمر دردور وأسكنه فسيح جناته، ورحم الله علماءنا جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبوئهم عنده أسمى المقامات وأرفع المنازل، كفاء ما بذلوا من جهود وما أنجزوا من أعمال وما قدموا من تضحيات


**************************************************

ترجمة العلامة سيدي الشيخ أبو القاسم عمر دردور




الشيخ عمر دردور نبراس جبال الأوراس وباديسها يعتبر أحد أنجب تلامذة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس

مولده ونشأته:

ولد الشيخ أبو القاسم عمر دردور بن محمد بن منصور بن محمد بن سيدي علي دردور الأكبر الذي كرس حياته لخدمة المجتمع وبناء وطنه بقرية حيدوس "بلدية ثنية العابد" حوز أريس دائرة باتنة عمالة قسنطينة في 13/ 10/ 1913 ، دخل الكتاب لحفظ كتاب الله سنة 1918 وقد ابتدأ التهجي على يدي والده الشيخ سيدي محمد بن منصور ثم على يدي جده سيدي منصور بقرية حيدوس فختمه في عامين الختمة الأولى، وفي 1925 ختم القرآن الكريم الختمة الثالثة وعمره لا يتجاوز ال12 سنة ، دخل زاوية سيدي عبد الرحمن الزموري بحيدوس في 1926 ليتعلم مبادئ علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة لمدة سنتين على يدي هذا الشيخ الجليل مفتي القرية و عالمها ومعلم أبنائها الذي زاره الشيخ عبد الحميد بن باديس في إحدى جولاته للاوراس .

تنقلاته لطلب العلم:


زاوية سيدي علي بن عمر (طولقة)

وفي سنة 1930 انتقل الشيخ دردور إلى زاوية سيدي علي بن عمر بطولقة صاحب الطريقة الرحمانية وتلميذ سيدي محمد بن عزوز البرجي قدس الله سرهم جميعا ومكث بها سنتين الى نهاية سنة 1931 ، وفي 1932 توجه إلى جامع الأخضر بقسنطينة الذي يدرس فيه الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس، وبعد اختباره ألحقه بالسنة الثالثة إعدادي لتمكنه من مبادئ العلوم اللغوية والشرعية ومكث فيه سبع سنوات بين الدراسة والتدريس إلى سنة 1938م.

اعتماده عريفا ورئيسا للشعبة الأوراسية:



وفي 1934 عينه الشيخ ابن باديس عريفا على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة تضم 11 عضوا من بينهم الشيخ الفضيل الورتيلاني- حيث اشرف على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة طلبته للإشراف على طلبة المنطقة وبناء المساجد الحرة وتأسيس النوادي التعليمية الإصلاحية والجمعيات الدينية وكل ما يتعلق بنشاطات شعب جمعية العلماء المسلمين في ذلك الوقت.

وفي 1936 أسس الشيخ عمر دردور الشعبة الاوراسية مع مجموعة من الطلبة وعلماء المنطقة بقرية حيدوس ، ثم تفرعت الشعبة على عدد من المناطق والقرى كبوزينة وشير واريس وقاموا بنشاط جبار في ميدان تأسيس الجمعيات الدينية ومدارس ونوادي إصلاحية مع التعليم المسجدي لغرس روح الدين والأخوة وحب الوطن في المجتمع.



كما كلفه العلامة ابن باديس في 1937 بالتدريس لطلبة مسجدي سيدي قموش وسيدي بومعزة بقسنطينة.

في 19 أكتوبر 1937 زجت به السلطات الفرنسية في سجن باتنة بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني ، وفي 06 جانفي 1938 برأته المحكمة تحت ضغط الجماهير الغاضبة المتظاهرة حول محكمة وسجن باتنة ، وقد حضر الجلسة الشيخ عبد الحميد بن باديس بنفسه والشيخ خير الدين والشيخ الطاهر مسعوداني وغيرهم من أعضاء جمعية العلماء الممثلين لمدينة باتنة وأعضاء الشعبة الاوراسية وغيرهم وكان يوما مشهودا للأشاوس الابطال بالتجمهر والهتاف والزغاريد ، وقد انبرى للمحاماة عنه كل من محمد الشريف سيسبان وابراهيم غريب وفوتير مانوف الذي قدم خصيصا من الجزائر العاصمة للدفاع عنه في هذه القضية، لكن ميسكوتلي حاكم حوز اريس الذي حرك القضية كان له بالمرصاد حيث استأنف القضية من جديد ، وقد قال الشيخ سي محمد الصالح بن سيدي عبد الرحمن الزموري قصيدة شعرية بهذه المناسبة لازالت بعض أبياتها تردد إلى اليوم منها قوله :

ولبيبا دخلت السجن وبقينا...لو كنا نصدق لما بليت بلينا

المتخلف يكذب لا صديق لمسجون...لو صح ذاك إذ سجنت سجنا

في شهر أوت 1939 أعيد الشيخ عمر دردور إلى السجن وحكم عليه بأربعة أشهر سجنا نافذا مع 8000 فرنك فرنسي غرامة مالية ، فقضى 26 يوما المتبقية من العقوبة الأولى في السجن لإتمام 4 أشهر مدة حكم الاستئناف ، وخرج منه في سبتمبر 1939 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وفاة الأب الروحي للحركة الإصلاحية ومواصلة الشيخ المسيرة:


منظر العلماء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
في الجلسة التأسيسية في 05/05/1931

يوم 16 افريل 1940 توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى وتوقف نشاط الجمعية لظروف الحرب العالمية ، ومن سنة 1940 إلى 1947 أي سبع سنوات قضاها الشيخ دردور في التعليم المسجدي وإصلاح ذات البين والنشاط الفلاحي بوادي عبدي ووادي الطاقة ، حيث انشأ في هذا الأخير مطحنة بخنقة برباقة نافس بها مطحنة المعمر باتيست الايطالي القريبة جدا من مطحنته وهناك كان يلتقي بمصطفى بن بولعيد الذي يأتيه بصفة تاجر معاطف يحملها على حماره وينزلان قرب الوادي وسط أشجار الزان ويتبادلان أطراف الحديث في شتى المجالات منها مجالهم الثوري بمختلف ميادينه حسب رواية احد سكان الخنقة من أولاد زعطوط.

1947 -1954 قام بنشاط مكثف في التوعية والتوجيه الإصلاحي والسياسي مع محاربة الدجل والشعوذة وزيارة الأضرحة والتفسخ والانحلال والتطبيل والزرنة في الأعراس والبذخ والإسراف فيها وتهيئة النفوس سياسيا وكانت بحق فترة مخاض الثورة.


اندلاع الثورة وعمله في خضمها:

ومع اندلاع الثورة في 1954عمل بمنطقة تازولت مع الطاهر النويشي ومحمد الشريف بن عائشة في إعداد مراكز التموين والمخابئ والمستشفيات، وكان المناضلون ينقلون ليلا من الزقاق وفوذ اقيلال وعش النسر بلارباع وتيفيراسين خشب البقنون ( الأرز) والصنوبر إلى مناط بوعريف و ما جاورها لتسقيف المخابئ، وفي جويلية 1955 غادر الوطن باتجاه فرنسا بعد اكتشاف أمره بسبب وشاية ومر بقسنطينة بنية حضور جلسة محاكمة ابن بولعيد غير أن المحامي العمراني نبهه إلى خطورة الوضع وان الشرطة تبحث عنه ، فغادرها إلى العاصمة ونزل في دار جمعية العلماء ليقوم الدكتور احمد فرنسيس وبن بوعلي بإعداد الملف الطبي له ليتمكن من السفر إلى فرنسا التي استقربها بعض الوقت عند المغترب بده محمد من وادي الطاقة وعمل على تطبيق برنامج جبهة التحرير الوطني في إنشاء جمعيات فدرالية لعمال المهجر في كل من (مرسيليا،بوردو ، ليون، وتوركوان وباريس ) ، ثم توسعت العملية بفضل الأخوين عبد المجيد بن غزال ، واحمد دوم إلى أن أصبح تراب فرنسا كولاية سابعة في تنظيم جبهة التحرير الوطني .

وفي جانفي 1956 انتقل إلى مصر واتصل بالشيخ الإبراهيمي ثم بالوفد الخارجي للجبهة (احمد بن بلة ، وخيضر، وبوضياف وايت احمد) وغيرهم ، ليكلف بعدة مهام في كل من (مصر ، سوريا ، لبنان ، السعودية ، العراق وليبيا ثم تونس). وفي 1960 نزل بتونس للعلاج ، ثم كلف بتعليم أفواج المجاهدين الذين يفدون على مراكز (سيدي اسماعيل) قرب باجه ، ومكث بهذا المركز إلى الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية في 1962.

نشاطه بعد الاستقلال والعمل على تأطير جيل ما بعد الثورة:

وفي نوفمبر 1962 بعد عودته إلى ارض الوطن شرع في بناء المعهد الإسلامي بباتنة " ثانوية صلاح الدين الأيوبي حاليا " بمساعدة كل من وزارة الأوقاف والدفاع الوطني وبلدية باتنة وتم الانجاز في ظرف قياسي(6 أشهر)، وقد افتتح المعهد في 1964 ب250 طالبا كما كانت الدفعة الأولى للأساتذة الأزهريين تتكون من حوالي 20 أستاذا ثم تضاعف عددهم بتضاعف إقبال الطلبة على المعهد إلى أن بلغ 3000 طالب ، واستقبل المعهد في 1975 طلابا أجانب كالسنغاليين والاريتريين.. الخ.

الشيخ عمر دردور شمس لا تحجب ونضال لا ينضب:

من سنة 1981 إلى 1989 كلف الشيخ عمر دردور بإدارة معهد تكوين الإطارات الدينية بسيدي عقبة مع قيامه بمهمة التفتيش على مستوى الولاية خصوصا عام 1985 ، ورغم تقدمه في السن انه واصل نشاطه في الإرشاد وإصلاح ذات البين وكان يقول " إذا جاءتني الموت تجدني واقفا" وذلك أثناء تنقلاته في القرى والبوادي التي لم ينفك ينفخ فيها روح الإسلام السمح والأعراف العريقة بمفرده تارة وبمعية علماء الإصلاح مرارا وتكرارا أمثال الشيخ الغزالي بن دعاس والشيخ سي المسعود بنور والشيخ الأمير صالحي وغيرهم، كما التزم تطوعا حضور جلسات المجلس العلمي للإفتاء لسنوات عديدة،وللشيخ باللهجة المحلية الشاوية باع طويل في الحكم البليغة و المواعظ المؤثرة في مختلف المناسبات والمواضيع وفي الدروس المسجدية مابين 1988و2000 شارك الشيخ في عدة ندوات ومؤتمرات حزبية وغيرها وطنية ومحلية ثم التزم الصمت لتقدمه في السن من جهة وأصابته بفالج المأساة الوطنية التي كادت تودي بحياته.

حسن الخاتمة:

وفي الفترة الممتدة بين 2000 و2009 قرر الشيخ عمر دردور بناء مسجد بمئذنته وزاوية بقرية الحمزة ببلدية وادي الطاقة من ماله الخاص وحبسه جزءا من أرضه على المسجد وأخرى على مقبرة الحمزة صدقة جارية كما فعل من قبل في أراضيه بقرية بوزيزة التي بنيت عليها مدرسة ومسجد وسكنات للمعلمين والمواطنين، كما سلم أراضي أخرى لبلدية ثنية العابد لبناء مدرسة قرزة وغيرها.

وفاته رحمه الله:



في يوم الخميس 19 مارس 2009 توفي الشيخ عمر دردور "نبراس جبال الاوراس الأشم وباديسها" عن عمر يناهز 95 عاما ونصف العام وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير بالمقبرة العامة بتازولت يوم الجمعة 20 مارس في موكب مهيب، شهادة الشيخ محمد بن النجاري المعلم نائب الشيخ عمر دردور ومدرس سابق بالمعهد الإسلامي بباتنة الشيخ دردور بنى أول معهد إسلامي وكان يستضيف علماء الأزهر في بيته "تعود علاقتي بالشيخ عمر دردور إلى نوفمبر من سنة 1963 حيث تعرفت عليه عندما عينت كأستاذ بالمعهد الإسلامي بباتنة، ويعد الشيخ المرحوم عمر دردور احد رجالات العلم والإخلاص والدين ، حيث كان مخلصا إلى أقصى الحدود حتى أن من كان يسئ إليه لا يلتفت إليه الشيخ ويسامحه ، وقد اخذ المرحوم عمر دردور على عاتقه بناء أول معهد إسلامي والذي شيد في باتنة ، ومن هذا المعهد اقتدت بقية الولايات التي شيدت بدورها معاهد إسلامية وبذلك يعد معهده اللبنة الأساسية والنواة الأولى لبناء المعاهد الإسلامية، كما لعب الشيخ دردور دوارا مهما في توسيع المعهد الإسلامي وفتح فروع له في كل من بريكة واريس وبقية مناطق الاوراس، حيث كان عدد الطلاب الذكور في نهاية 1965 حوالي 3 آلاف طالب وهو نفس العدد من الطالبات.

وكان الشيخ دردور يسعى مع الجمعيات والبلديات من اجل جمع المعونات و مساعدة الطلبة بالإضافة إلى تشجيعه لعلماء الأزهر الذين يزورون الجزائر وقتذاك للتدريس حيث كان يقوم بضيافتهم في بيته ويتكفل بهم"



*********************************************













رجل الإصلاح الشهيد الشيخ بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم




قرابة نصف قرن من أجل الجزائر …!
ذاكرة الوطن حافلة بالبصمات الخالدة ،و الدماء التي كتبت دفتر الثورة ، ما تزال تحترف الحضور ،و تشحن الأنفاس و الخطوات بالنبض و الاعتزاز.*

قد تندثر البصمات، وتفيض الدماء على أرصفة التاريخ ،و لكن الذاكرة مرغمة على البوح و إفشاء أسماء أولئك الذين نسجوا حلم المستقبل و أعطوا للجزائر موعدا جديدا للفرح.
من هذه الأسماء، وهي كثيرة عبر الرقعة الواسعة لجزائرنا العزيزة عبر تاريخ الجزائر العظيم و الطويل ، رجل اقترن ذكره بإنجازات وطنية وعلمية تحققت على أرض الجزائر، منذ مطلع هذا القرن حتى التحق بقوافل الشهداء، فكان رمزا من رموز التضحية و الشموخ.
ذلك هو رجل الإصلاح التهامي بن فليس المدعو سي بلقاسم، والمولود في 14 جوان 1900بأولاد شليح وادي الشعبة إحدى قلاع الثورة التحريرية بالأوراس الأشم.
كانت البداية بالقرآن الكريم حيث قضى عدة سنوات بكتاتيب القرية لحفظ القرآن واستطاع ان يحفظه مما أهله بعد ذلك إلى الالتحاق بمدينة سيدي عقبة استكمالا للعلوم و المعارف الإسلامية المختلفة .
وقد مكث بها مدة من عمره، كانت بالنسبة إليه فرصة للإطلاع و نيل العلوم و المعرفة و الثقافة، والتزويد بخلفية معرفية تشحذه للمراحل القادمة.
بعد الحرب العالمية الأولى وبسبب إجبارية الخدمة الوطنية المفروضة على الجزائريين تم تجنيده مع من ينتمون لدفعته و هكذا أرسل عدد كبير منهم لسوريا سنة 1920م-1921م لأداء الخدمة العسكرية علما أن سوريا وضعتها عصبة الأمم بتاريخ 24/04/1920 تحت إدارة فرنسا بعد أن تم فصلها عن الحكم العثماني و ذلك إلى غاية استقلالها في سبتمبر 1941م.
إن أداءه للخدمة العسكرية بسوريا سمح له بالتعرف على هذا البلد و زيارة عدد من مدنه كحلب و اللاذقية و دمشق العاصمة و التردد على مسجد الأمويين بدمشق و الاستفادة من بعض الدروس فيه على حد ما كان يرويه لأهله و أحبابه، ومن بين من كانوا معه في هذا التجنيد من سكان باتنة المرحوم الساسي مغربي و المرحوم معاوي محمد، كما كان معه كذلك الشيخ عوفي سي أحمد بن عثمان من قرية تامزريت بأولاد سلطان.
كما التحق سنة 1922م بقسنطينة لفترة لتتبع الدروس التي كان يلقيها العلامة الغمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
و بعد المدة التي قضاها بقسنطينة شد الرحال إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1924م بحثا عن المزيد من التحصيل على أيدي علماء أجلاء و أدباء نبغاء من بينهم الشيخ الطاهر بن عاشور و الشيخ محمد النخلي .و جدير بالذكر أن من بين زملائه في الدراسة بجامع الزيتونة الشيخ سي عيسى مرزوقي الذي مارس الغمامة بنقاوس ول عمره و هو من عرش أولاد سلطان و كذلك الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان المذكور آنفا الذي مارس هو الآخر الإمامة بمدينة عين التوتة إلى أن وافته المنية و هو كذلك من عرش أولاد سلطان ، و أيضا أن من بين زملائه في الدراسة الشيخ روابح سي الطاهر بن سي عبد الرحمن من عرش أولاد شليح و الذي مارس الإمامة بشتمة “بسكرة” ثم بباتنة وأيضا الحاج سي إبراهيم بن عبيد والد الحاج بن عبيد سي مسعود المسؤول الولائي لمنظمة المجاهدين بالأوراس.
و قد فتحت له السنوات التي قضاها بتونس رفقة مشايخ العلم ، الأبواب التي أغنت تجربته بمختلف العلوم و الآداب و مكنته من الاقتراب و معاشرة الحركة الوطنية المتأججة آنذاك في أوساط الأدباء الشباب ، و بذلك تكونت لديه صورة واضحة عن الاستعمار الغاشم و الظالم ،و أصبح يشعر أكثر من ذي قبل بوطأة الاحتلال وآثاره المدمرة على أبناء الجزائر.
العودة إلى الوطن كانت فاتحة للعديد من المشاريع و الإسهامات العلمية حيث أصبح التهامي بن فليس عضوا في الجمعية الدينية للمسجد العتيق، و هو إحدى منارات العلم بباتنة آنذاك ،و شارك مع إخوانه من خلال هذه المنارة في تغذية العقول و إيقاظ الوعي في الضمائر و القلوب.
و لم يبرح أن انظم إلى صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أواخر الثلاثينيات مع مجموعة من الغيورين على الوطن و الدين بناحية باتنة و على رأسهم الشيخ سي الطاهر مسعودان الحركاتي رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين آنذاك والشيo الحاج سي الطيب معاشي و الشيخ روابح سي الطاهر و السيد العوبي سي الحنفي و السيد سي المدني خريبت و السيد فاضلي سي الصالح و السيد شرفة سي بلقاسم و الدكتور سي السعيد بن خليل و المحامي غريب سي إبراهيم و آخرين من أفاضل الرجال .
و كان عضوا ناشطا في الجمعية التابعة للمدرسة التي أسستها جمعية العلماء المسلمين بباتنة سنة 1937م تحت إشراف الشيخ فضلاء محمد الحسن بن الشيخ السعيد آبهلول و هو من تلاميذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ،و قد كانت هذه المدرسة توجد آنذاك بشارع فيداب حاليا شارع محمد الصالح بن عباس علما أنها كانت آنذاك ملحقة لمدرسة الجمعية بقسنطينة ،إضافة إلى إشراف بن فليس التهامي شخصيا كذلك على مدرسة قرآنية أنشأها بمنزله بماله الخاص ،كانت ملاذا للفقراء و المحتاجين من أبناء الشعب لحفظ القرآن الكريم ، علما بان هذا الكتَّاب القرآني كان يوجد بجوار بيته بممرات «هربيون» التي تسمى حاليا بممرات بن فليس ،و جدير بالذكر ان علماء أجلاء من الجمعية تعاقبوا على التدريس بملحقة مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بباتنة أمثال الشيخ يكّن محمد الغسيري و الشيخ العربي بن عيسى الملقب بالقمقوم من عرش آيث داود ولاية تيزي وزو و الشاعر الشيخ محمد شبوكي من الشريعة و الشيخ بوتقشيرت السعيد المدعو السعيد البيباني.

تلبية للنداء الصادر عن العلامة القائد الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء ، حضر المرحوم التهامي بن فليس مع الشيخ خير الدين و الشيخ الطاهر مسعودان و الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان و جمع غفير من أعيان و سكان الأوراس المتوافدين من كل أرجاء الناحية للمحاكمة الجائرة التي أقيمت بباتنة للشيخ سي عمر بن دردور الشخصية المحترمة بتاريخ جانفي 1938م بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني علما أن الشيخ بن باديس تنقل تضامنا خصيصا بهذه المناسبة لباتنة لتتبع المحاكمة بقصر العدالة و المعروف حول هذه القضية أنه قد تم النطق بالبراءة تحت ضغط الجماهير بعد أن قضى المرحوم الشيخ دردور عدة شهور في سجن السلطات الاستعمارية بباتنة.
وبهذا ،كانت الأفكار و المبادئ التي ناضل من أجلها التهامي بن فليس مع النشطاء من أحبته و إخوانه لأبناء الأوراس ، نبراسا مشيعا ،أضاء أمامهم الطريق للجهر بالحرية و الكرامة في الثامن من شمر مايو 1945م ،مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى اعتقاله بسجن باتنة لعدة شهور مع مجموعة من الغيورين على الوطن منهم المرحوم زاوية سي الأخضر التاجر المعروف بباتنة.
ولم تؤثر محنة السجن في عزيمة التهامي بن فليس بل زادته إيمانا بضرورة مواصلة درب الدفع بالتعليم و تشجيعه بإحياء الوطنية في نفوس الجزائريين ، تمهيدًا لمواجهة الاحتلال و استرداد السيادة.
من الناحية الحزبية و السياسية ،انتسب المرحوم بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم بعد الحرب العالمية الثانية إلى حزب البيان الذي كان يرأسه الرئيس الراحل فرحات عباس كما كان عضوا في المجلس البلدي لبلدية باتنة مع عدد من إخوانه و أصدقائه بعنوان تمثيل المسلمين أمثال الدكتور بن خليل سي السعيد و الأستاذ غريب سي إبراهيم المحامي و السيد فاضلي سي الصالح التاجر.
و من المشاريع الأولى التي ساهم فيها بعد السجن الذي تبع حوادث الثامن من ماي 1945م الإسهام مع عدد من المواطنين و رجال الإصلاح في تأسيس مدرسة «النشء الجديد» بباتنة نهج قرين بلقاسم «نهج فيداب سابقا» خلفا للمدرسة القديمة المذكورة سابقًا و التي فتحت أبوابها عام 1945م في حفل بهيج تحديا لتعنت الفرنسيين و قد كانت الفرصة سامحة له و لإخوانه في باتنة من أنصار جمعية العلماء لإطعام و إيواء العديد من العلماء الضيوف و المدعوين الوافدين من كل فج لمدينة باتنة بهذه المناسبة ، و تجدر الإشارة إلى أن هذه المدرسة الجديدة مستقلة مستقلَّة في تسييرها عن مدرسة قسنطينة و تعتبر إنجازا عظيما تم بفضل الله و عونه و مساعدة العديد من المتبرعين و المتطوعين و المحسنين .
و في هذه الفترة من تاريخ الرجل ، توثقت علاقاته بأعلام الحركة الوطنية من العلماء الذين كان يكن لهم احتراما و تقديرا كبيرين و في المقدمة هؤلاء العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي و العلامة الشيخ العربي التبسي و الشاعران الشيخ محمد العيد آل خليفة و الشيخ محمد الشبوكي رحمهم الله جميعا .
هؤلاء كانوا من أحبته و أكثرهم ترددا على بيته في باتنة ، و قد حملوا له المودة و الحب و الاحترام لما لمسوه فيه من استعداد و لما شاهدوه فيه من روح وطنية و حبه للعلم و العلماء.
و قد احترف التهامي بن فليس لكسب قوته و قوت عياله التجارة عند عودته إلى مدينة باتنة تمثلت في البداية في فتح محل لبيع المواد الغذائية بمتجر كان على مقربة من المسجد العتيق ثم انتقل إلى فتح طاحونة ابتداءً من سنة 1942م بالشارع الذي كان يحمل اسم هربيون بجوار مقر سكناه ثم مقهى ،و المعروفة آنذاك بمقهى بن فليس بالشارع الذي يسمى حاليا شارع الاستقلال و بعد ذلك اشترى ضيعة بالمقاطعة التي تسمى فزديس بضواحي باتنة و قام فيها بممارسة الفلاحة و تربية الماشية و كان ناجحا بفضل الله في كل هذه الأعمال.
و عند اندلاع الثورة المباركة كان التهامي بن فليس من الذين زودوا المجاهدين و الثوّار بالسلاح و المال و الغذاء و الإيواء إذ كانت ضيعته ملجئا للثوار فكان سندصا لجيش التحرير الوني في أصعب الأيام و أشدها ضراوة و قسوة.
هذه التحركات الجديدة للتهامي بن فليس أقلقت المستعمرين و أذنابهم من الخونة فراحوا يضايقونه حتى ألقوا القبض عليه في أوائل سنوات الثورة ،و خيروه بين أمرين : إما أن يوقف نشاطه الوطني و إما أن يلحق به ما لا تحمد عقباه …و لكن إيمان الرجل بحتمية زوال الاستعمار كان أقوى من التهديد فواصل طريقه في النضال و اكتسب محبة إخوانه و ثقة و احترام قادة الثورة في ناحية باتنة.
و في بداية الأسبوع الأول من شهر مارس 1957م انقضت قوات الاحتلال على منزله ليلا بهدف اختطافه و التنكيل بأسرته ، و لكنه واجههم بشجاعة و قوة و إيمان كبير هو و أسرته ،مما اضر جماعة اليد الحمراء هذه إلى إطلاق النار عليه في هذه الليلة المشؤومة ثم الهروب من بعد دون أن يدركوا بأنه لم يصب بطلقاتهم النارية بفضل الله.
هذه الحادثة التي شاعت في ذلك الغد بمدينة باتنة و ضواحيها لما كان لها من وقع لدى المواطنين أزعجت الإدارة الفرنسية كثيرا كما زادت في تشويه صورتها أكثر عند الرأي العام و زادت في سمعة و اعتبار التهامي بن فليس عند إخوته ، فقررت السلطة الاستعمارية الانتقام منه و من أبنائه فأرسلت في التاسع من مارس 1957م فرقة من قوات جيش الاحتلال للقبض عليه مع ابنه الأكبر عمار المدعو الطاهر و اقتيدا إلى مكان مجهول بباتنة في البداية لتدبير كيفية التخلص منهما و تم اغتيال الاثنين على يد الجيش الفرنسي بالمكان المشؤوم المدعو : دار بن يعقوب بمدينة بسكرة الأمر الذي لم تتعرف عليه أسرته إلا بعد الاستقلال على إثر شهادة أحد المعتقلين الذي كان معهم في مكان الاعتقال و الذي نجا من الاغتيال بأعجوبة بقدرة الله و لم يعثر إطلاقا على جثتيهما .
تمت قسمة تركة الشهيد بن فليس من عقارات و منقولات رضائيا بين ورثته « زوجة ، أبناء و بنات و أحفاد « أمام الموثق مصطفى بن عزيز سنة 1983 م بباتنة ،و اتفق الورثة بعد بضع سنوات على بناء مسجد مكان الدار التي كان يسكنها المرحوم و التي كانت تضم كذلك كتّابا قرآنيا بعنوان 26 ممرات بن فليس باتنة ،و ذلك تنفيذا لرغبة كان يحملها المرحوم طول حياته متمثلة في إقامة بيت من بيوت الله.

لقد أنجز هذا المسجد بفضل الله و أطلق عليه اسم «مسجد الحق» سنة 2007/2008 م و قد تم فتحه لإقامة الشعائر الدينية سنة 2009م.
و هكذا انطفأت شمعة من الشموع التي ناضلت عشرات السنين من أجل الوطن و أضافت إلى ذاكرة الون بصمة خالدة ، و زادت صفحة ناصعة إلى دفتر الثورة الجزائرية المباركة.
رحم الله أرواح شهداء الثورة الجزائرية و أسكنهم فسيح جنانه.




———
* العدد 453 من جريدة البصائر.


******************************************























رد مع اقتباس
قديم 2015-08-02, 17:19   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
لندة لندة2015
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع 4444444










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-03, 09:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لندة لندة2015 مشاهدة المشاركة
شكرا على الموضوع 4444444



السلام عليكم ورحمة الله



شكرً ااااااااااا ، على ردك الرائع ، وتفاعلك الأكثر من رائع ، بوركتي أختي الفاضلة









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-06, 12:56   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
pinou bob
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










M001

موضوع رائع كافي ووافي










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-07, 15:21   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
dzaire
عضو جديد
 
الصورة الرمزية dzaire
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بارك الله فيك على المشاركة










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-08, 15:22   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
يووفااالطائر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على المشاركة










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 18:39   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
fateh0780
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على الجهد










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-15, 07:03   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
Brido
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رائع يا حبيب مشكور










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
علماء ، ادباء ، الشاوية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc