من هو البشير الابراهيمي ؟ - متبوع بكلمات من كلمته - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من هو البشير الابراهيمي ؟ - متبوع بكلمات من كلمته -

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-11, 09:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










B11 من هو البشير الابراهيمي ؟ - متبوع بكلمات من كلمته -

من هو البشير الابراهيمي ؟

محمد البشير الابراهيمي (1889-1965)
من اعلام الفكر والادب في العالم العربي ومن العلماء العاملين في الجزائر
رفيق النضال لعبد الحميد بن باديس في قيادة الحكرة الصلاحي في الجزائر ونائبه ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء المسلمين
ومجاهد بالقلم واللسان لتحرير الشعوب من الاستعمار وتحرير العقول من الجهل والخرافات .
ولد في 13 شوال 1306 هـ الموافق لـ 14 جوان عام 1889 في قرية اولاد ابراهيم براس الوادي ولاية برج بوعريريج تلقى تعليمه الاول على يد والده وعمه حفظ القرءان الكريم ودرس بعض المتون في الفقه واللغة .
غادر الجزائر عام 1330 هـ الموافق 1911 ملتحقا بوالده الذي كان سبقه الى الحجاز وتابع تعليمه في المدينة وتعرف على الشيخ عبد الحميد بن باديس عندما زار المدينة عام 1331 هـ الموافق لـ 1913 ثم غادر الحجاز 1335 هـ الموافق 1916 قاصدا دمشق حيث اشتغل بالتدريس وشارك في تاسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تعريب الادارات الحكومية وهناك التقى بعلماء دمشق وادبائها .
في عام 1920 غادر فضيلة الشيخ دمشق الى الجزائر وبدا دعوته الى الاصلاح ونشر العلم في ولا ية سطيف حيث دعا الى اقامة مسجد وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فكرة اقامة جمعية العلماء المسلمين وبعد تاسيس الجمعية اختير البشير الابراهيمي نائبا لرئيسها وانتدب من قبل الجمعية لاصعب مهمة وهي نشر الاصلاح في غرب الجزائر بولاية وهران فبادر الى ذلك وبدا ببناء المدراس الحرة وكان يحاضر في كل مكان يصل اليه وهو الاديب البارع والمتكلم والمفوهوامتد نشاطه الى ولاية تلمسان وهي واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقامة بعض الفئات المعادية من السياسيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي لابعاده ولكن الشيخ استمر في نشاطه وبرزت المدارس العربية في وهران.
في عام 1939 كتب مقالا في جريدة الاصلاح فنفته فرنسا الى افلو وبعد وفاة عبد الحميد بن باديس انتخب رئيسا لها وهو لايزال في المنفى ولم يفرج عنه الا عام 1943 ثم اعتقل مرة ثانية 1945 وارج عنه بعد سنة وفي عام 1947 عادت مجلة البصائر للصدور وكانت مقالات الشيخ البشير الابراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا.
دافع في البصائر عن اللغة العربية دفاعا حارا قال (اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ولا دخيلة بل هي في دارها وحماتها وانصارها وهي ممتدة من الجذور مع الماضي مشتدة الاواصر مع الحاضر طويلة الافنان في المستقبل ) واهتمت جريدة البصائر بالدفاع عن القضية الفلسطينية فكتب فيها فضيلة الشيخ مقالات رائعة .
عاش البشير الابراهيمي حتى استقلت الجزائر وام المصلين في مسجد كتشاوة بالعاصمة الذي كان قد حول الى كنيسة ولكنه لم يكن راضيا عن الاتجاه الذي بدات تتجه الى الدولة بعد الاستقلال فاصدر عام 1964 بيانا ذكر فيه (ان الاسس النظرية التي يقيمون عليها اعمالهم يجب ان تنبعث من من صميم جذورنا العربية الاسلامية لا من مذاهب اجنبية ).
توفي الشيخ يوم الخميس في 18 من المحرم الموافق ل العشرين من ماي عام 1965 عن عمر بلغ 76 سنة بعد ان عاش حياة كلها كفاح لاعادة المسلمين الى دينهم القويم.
* * *
كلمات للشيخ :


الكلمة الأولى:

سبيل السعادة.
قال رحمه الله: " أيها الإخوان! إذا حدثتكم عن افسلام أو أجريته على لساني، فلست أعني هذه المظاهر الموجودة بين المسلمين اليوم، وإنما أعني تلك الحقائق التي سعد بها أصحاب محمد وأسعدوا بها العالم، تلك الحقائق التي سارت الإنسانية على هداها قروناً فما ضلت عن سبيل الحق ولا زاغت؛ إنما أعني تلك الآداب التي صححت العقل والفكر، وصححت الاتجاه والقصد، ووحدت القلوب والشواعر. فإن أردتم أن تستبدلوا السعادة بالشقاء فعودوا إلى ذلك الطراز العالي المتصل بالسماء؛ إن السعادة منبثقة من النفوس، وإن الشقاء لكذلك، وإن إرادة الإنسان هي زمامه إلى الجنة أو إلى النار". (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي، جمع وتقديم نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي،2/472).

الكلمة الثانية:
من واجب علماء الإسلام.
إن أول من يجب عليه أن يؤذن بهذا الصوت جهيراً مدوياً هم علماء الإسلام، فكل عالم مسلم لا يدعو إلى اتحاد المسلمين، وإلى إحياء حقائق الإسلام العالية، وإلى إسعاد الشرق بها فهو خائن لدينه، ولأمانة الله عنده. وإن العالم المسلم الذي يسكت عن كلمة الحق في حينها والذي لا يعمل لإقامة الحق، ولا يرضى أن يموت في سبيل الحق؛ جبان، والجبن والإيمان لا يلتقيان في قلب المؤمن.
إن عهد الله في أعناق علماء الدين لعهد ثقيل، وإن أمانة الإسلام في نفوس علمائه لعظيمة، وإنهم لمسؤولون عليها يوم تنشر الصحائف في هذه الدار، وفي تلك الدار.
أيها الإخوان! إن الكلام لطويل، وإن الوقت لقصير، فليكن آخر ما نتواصى به: الحق والصبر والاتحاد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (الآثار 2/472).

الكلمة الثالثة:
التفرق شر كله.
قال رحمه الله: "أيتها الأمة! إن التفرق شر كله، وشر أنواع التفرق ماكان في الدين، وأشنع أنواع التفرق في الدين ما كان منشؤه الهوى والغرض، ونتيجته التعادي والتباغض، وأثره في نفوس الأجانب السخرية من الدين والتنقّص له واتخاذ أعمال أهله حجة عليه، وما أعظم جناية المسلم الذي يقيم من أعماله الفاسدة حجة على دينه الصحيح، وما أشنع جريمة المسلم الذي يعرض – بسوء عمله- دينه الطاهر النقي للزراية والاحتقار". (الآثار 2/162)


و كلمات أخرى رائعة للشيخ ......يتبع بّإن الله
ه








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-12-11, 09:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

....تابع بإذن الله
كلمات للشيخ البشير الابراهيمي



الكلمة الرابعة:
الأمة الإسلامية العربية تخاطب أبناءها.

أي أبنائي!
إني أنا الأم الولود المنجبــــة،،،،،،، للطرف الغرّ الحسان المعجبة،،،،
فلم غدت محاسني محجبة؟
ولدت الغرّ الميامين، من آبائكم الأولين، فأوسَعوني برًّا وتكرمة، وكافَأوني وفاء وإحساناً. وفد عليّ الإسلام فكنت له حصناً، ووفدت معه اللغة العربية فقلت لها حسناً. ثم اتخذتهما مفخرتي دهري، ووضعتهما بين سحري ونحري، وأقسمت أن أتقلب بهما طول عمري. ألا لستم لي حتى ترعوا عهدي برعاية عهدهما، وتحققوا وعدي بالاستماتة في سبيلهما.
أنا الأم، ومن حق الأم أن تسمي ولدها، وقد سميتكم العرب المسلمين وأشهدت التاريخ فسجل. فلستم مني إن عققتموني بتبديل الاسم أو تفريق المسمّى.
إني قريرة العين بيومكم هذا إذ وسمتموه بوسمي، وسميتموه باسمي، وشرفتموه بالإسلام، وزنتموه بالعروبة. الآثار(1/230).

الكلمة الخامسة:
بين مقام النبوة ومقام العبودية.

قال رحمه الله:" إن النبوة هي أكمل الخصائص الإنسانية، وأشرف المواهب الإلهية، ولكن الله حين يرفع ذكر الأنبياء يضعهم في الدرجة الأولى من معارج الرقي، وهي درجة العبودية لله، فمحمد عبد الله قبل أن يكون رسوله، وفي القرآن: (واذكر عبدنا أيوب)، (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب). الآثار: (2/464)

الكلمة السادسة:
قيمة كل إنسان ما يحسنه.

قال –رحمه الله-: " بيَّن لنا-رضي الله عنه (1)- وهو مصدر البيان، وينبوع التبيان، أنّ الأعمار هي الأعمال، وبالإحسان فيها تتفاوت قيمة الرجال، وأن ذلك لا يرجع إلى وزن بميزان، ولا كيل بقفزان، وإنما هوعقل مفكر، ولسان متذكر. ومن لا عمل له لا عمر له. ومن لا أثر له في الدين يتمثل به أمر ربه، ولا أثر له في الدنيا تزدان بها صحيفة كسبه، فوجوده عدم، وعقباه ندم، وحياته مسلوبة الاعتبار، وإن شارك الأحياء في الصفة والمميزات.
فاحرصوا رحمكم الله، على أن تكون لحياتكم قيمة، واربأوا عن أن تكون في كفة النحس والهضيمة، واسعوا في الوصول بها إلى القيم الغالية، والحصول منها على الحصص العالية". (الآثار:1/65).
ـــــــــ
(1) يعني : علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في قوله: "قيمة كل إنسان ما يحسنه".

الكلمة السابعة:
المال سلاح كما أن العلم سلاح.

ألا فليعلم كل من لا يريد أن يعلم؛ أن سوق المال اليوم معترك أبطال، وأن في جوانبه رماة ونحن الهدف، وأن مكان المال من الحياة مكان الوريد من البدن، وأن الزمان قد دار دورته وقضى الله أن يصبح المال والعلم سلاحين لا يطمع طامع في الحياة بدونهما، فللنظر مكاننا منهما ومكانهما منّا. (الآثار:1/55).

الحكمة الثامنة:
الحق لا يثبت بالدعوى ولكن بالدليل.

أما إن الحق لا يثبت بالدعوى ولكن بالدليل، وإن العبرة بالمسميات لا بالأسماء وبالأفعال لا بالأقوال، ولو أن كل من سمته أمّه "صالحاً" كان صالحاً على الحقيقة، وكل من سمته الحكومة "عدلاً" في المحكمة كان عدلا على الحقيقة؛ لكنا سعداء بكثرة الصالحين والعدول فينا. ولو أنّ كل من تسمّى "حسناً" لا يأتي –لمكان اسمه- إلا الفعل الحسن لطم الحسن على القبح، ولكن من وراء هذه الأسماء الجميلة أفق الواقع تتهاوى فيه هذه الأسماء وتنفلق، فلا نجد إلا الحقيقة من فعل يُصدّق أو يُكذّب. (الآثار:1/113).

الحكمة التاسعة:
العاقل من جارى العقلا في أعمالهم.

إخواني: العاقل من جارى العقلاء في أعمالهم في دائرة دينه وقوميته ووجدانه، والحازم من لم يرض لنفسه أخس المنازل، وأخس المنازل للرجل منزلة القول بلا عمل، وأخس منها أن يكون الرجل كالدفتر يحكي ما قال الرجال وما فعل الرجال دون أن يضرب معهم في الأعمال الصالحة بنصيب، أو يرمي في معترك الآراء بالسهم المصيب. (الآثار: 1/56).

الكلمة العاشرة:
وصية لمن يقتدي بهم العامة.

قال - رحمه الله - يوصي المعلمين:" وأوصيكم بحسن العشرة مع بعضكم إذا اجتمعتم، وبحفظ العهد والغيب لبعضكم إذا افترقتم، إن العامة التي ائتمنتكم على تربية أبنائها تنظر إلى أعمالكم بالمرآة المكبرة، فالصغيرة من أعمالكم تعدها كبيرة،والخافتة من أقوالكم تسمعها جهيرة، فاحذروا ثم احذروا!" (الآثار:3/265) بواسطة: (المعالم السنية...) ص65، لأبي أحمد البشير بن الشيخ.

الكلمة الحادية عشرة:
أشرف خدمة تُقدّمها لأمّتك.

قال -رحمه الله-:" إنّ أشرف خدمة يُقدّمها العاملون المخلصون لأمّتهم ولوطنهم هي التّعليم والتّربية الصّالحة، فهما سُلّم الحياة وإكسير السّعادة". ( الآثار:3/68).

الكلمة الثانية عشرة:
تعاطي أسباب الكمال.

قال ـ رحمه الله ـ:" ومتى قعد الأفراد عن تعاطي أسباب الكمال فشت النقائص في المجموع. (الآثار: 1/201).

الكلمة الثالثة عشرة:
خطر المدنية الغربية.

قال رحمه الله : أيها الإخوان! إن الإسلام مازال في أوربا المسيحية في حرب صليبية لم تنطفئ نارها، وإنما غطى عليها رماد المدنية والعلم اللذين غزوا بهما عقولنا، وسحروا بها عيوننا، وخدروا بهما مشاعرنا، تحيلا ومكراً ليصرفونا عن
الاستعداد، وما هذه المدنية وهذا العلم إلا سلاح جديد أفتك من سلاح الحديد: فإن سلاح الحديد يقتل الأجساد فينقل الأرواح إلى مقام الشهادة، أما هذا السلاح فإنه يقتل الأرواح ويجردها من أسباب السعادة. ( الآثار: 4/78).

الكلمة الرابعة عشرة:
لو أن الإسلام فهم على حقيقته.

قال رحمه الله:" إن العالم في اضطراب، لأن أهله في احتراب، وقد جرّب المناهج والأدوية وتداوى بكل ما يخطر على البال، وتداوى بالمال وسحره فلم يشف من مسِّه، واسترقى بجميع الرقى، فلم يبرأ من لمحه، وعالجه بالدواء الأحمر، فكان الدّاء الأصفر.
ويميناً برة لا حنث فيها ولا تأول، لو أن الإسلام فهم على حقيقته، وطبّق على وجهه الذي جاء به من عند الله محمد بن عبد الله لكان هو الدواء النافع الذي يحلّ العقد ويرفع الإشكال، ولكان هو الحكم في معترك الخلاف، والجالب بقوانينه وأخلاقه لسعادة العالم. ولكن الإسلام جمد فذهبت خواصه، وتفرّقت مذاهبه فزهقت روحه وذهبت ريحه، والذنب في ذلك كله في عنق علمائه: تعصبوا للمذاهب المفرّقة فبعدوا عن المذهب الجامع، وهو كتاب الله وهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وفهموا الدين قشوراً وصدفوا عن اللباب، وتركوا قيادة الأمة فأضاعوا الأمانة، وصرفوا الأمة بتعليمهم عن معاني الدّين الجليلة، فأصاروها إلى الألفاظ، فهي تسبح منذ قرون في بحر من الألفاظ لا ساحل له..." ( الآثار: 4/78).

الكلمة الخامسة عشرة:
دور الشباب في التصفية والتربية.

قال رحمه الله: "إنّ دينكم شوهته الأضاليل، وإنّ سيرة نبيكم غمرتها الأباطيل، وإن كتابكم ضيعته التآويل، فهل لكم يا شباب الإسلام أن تمحوا بأيديكم الطاهرة الزيف والزيغ عنها، وتكتبوه في نفوس الناس جديداً كما نزل، وكما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" ( الآثار: 4/271).

الكلمة السادسة عشرة:
صفات الرجال الذين ينتشر بهم الإسلام.

قال رحمه الله: " وكيف نطمع في التبشير بالإسلام في الأقطار الوثنية إذا لم نُجهّز جيشاً من الشباب ونسلحهم بالسلاح اللازم لذلك من أخلاق أقواها العزيمة والتضحية والصبر على المكاره وتحمّل المشاق، فلم ينتشر الدّين في أول أمره إلا برجال من هذا الطراز العالي." ( الآثار:5/301).

الكلمة السابعة عشرة:
السعي إلى الكمال.

قال رحمه الله: " أيها الإخوة نحن نريد من الكمال هنا الكمال المكتسب الذي في مكنة الإنسان الوصول إليه بالتعمل والتهمم والمزاولة، ولسنا نعني الكمال الخلقي التكويني الذي لا يد للمخلوق فيه، ذلك الكمال الذي يتفاوت فيه العاملون حتى يكونوا كما قال الشاعر:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ****** إلى المجد حتى عدّ ألف بواحد.
وإن سنة الله في الأمم أنها تتقاعس عن الفضائل وتتناعس عن الكسب وتنغمس في النقائص فتتدهور إلى الحد الذي تقتضيه قوة تلك النقائص وأسبابها. فإذا أراد الله بها خيراً بصّرها بتلك النقائص وأشعرها بمعنى الكمال، وأيقظ في نفوسها دواعيه فيأخذ أفرادها بأسباب الكمال متعاونين أو متنافسين حتى يصلوا إلى أقصى مراتبه.
فإذا شعروا ولم يعملوا لبلوغ الكمال مع القدرة على العمل فقد باءوا بالعيب الفاضح، وكانوا هم المعنيين بقول المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس شيئاً ****** كنقص القادرين على التمام.
( الآثار: 1/202)

الكلمة الثامنة عشرة:
رمضان وتحقيق الاتحاد.

قال رحمه الله: " أيها المسلمون...
هذا شهر رمضان على الأبواب، فأحيوا في نفوسكم جميع معانيه الدينية والاجتماعية وابدأوا لتحقيق ذلك بالاتحاد في صومه، والاتحاد في الخروج منه، واظهروا في هذين اليومين بالمظهر المشرف لدينكم ولجماعتكم، واجتمعوا على السرور بمقدمه وعلى الابتهاج بوداعه، واعلموا أن للاتحاد هيبة، وأن في الاجتماع قوة وسطوة، فاستجلوا هذه المعاني في مظاهر دينكم، واستغلوا ثمراتها في ظواهر دنياكم". ( الآثار: 2/163).


الكلمة التاسعة عشرة:
قل للجزائــر الحبيبــة!

هذه رسالة أرسلها الإبراهيمي إلى أُمّه الجزائر وهو عنها غائب، وأسماها : "تحية غائب كالآيب"، وذا طرف منها، يشوقك إليها ولايغنيك عنها:
قال رحمه الله: " قل للجزائر الحبيبة هل يخطر ببالك من لم تغيبي قط عن باله؟ وهل طاف بك طائف السلو، وشغلك مانع الجمع وموجب الخلو، عن مشغول بهواك عن سواك؟ إنه يعتقد أن في كل جزيرة قطعةً من الحُسن، وفيك الحُسن جميعُه، لذلك كنَّ مفرداتٍ وكنت جمعاً، فإذا قالوا: "الجزائر الخالدات" رجعنا فيك إلى توحيد الصفة وقلنا : "الجزائر الخالدة"، وليس بمستنكر أن تُجمع الجزائر كلها في واحدة". (الآثار: 4/ 182 ـ 183)

الكلمة العشرون:
المدنية سلاح جديد أفتك من سلح الحديد.

قال رحمه الله : " أيها الإخوان: إن الإسلام ما زال في أوربا المسيحية في حرب صليبية لم تنطفئ نارها، وإنما غطى عليها رماد المدنية والعلم اللذين غزوا بهما عقولنا، وسحروا بهما عيوننا، وخدروا بهما مشاعرنا، تحيلاً ومكراً ليصرفونا عن الاستعداد، وما هذه المدنية وهذا العلم إلا سلاح جديد أفتك من سلح الحديد، فإن سلاح الحديد يقتل الأجساد فينقل الأرواح إلى مقام الشهادة، أما هذا السلاح فإنه يقتل الأرواح ويجردها من أسباب السعادة. ( الآثار: 4/78).

الكلمة الواحدة والعشرون:
رجاؤنا في الله قوي.

قال ـ رحمه الله ـ: " رجاؤنا في الله قوي، ولكنه رجاء الموحدين العارفين بسننه الكونية، فلا نرجو أن نحيا من غير أن نستعد للحياة، وإنما نرجو أن يوفقنا الله إلى هذا الاستعداد".
(الآثار: 2/39).

الكلمة الثانية والعشرون:
كونوا بررةً بلغتكم.

قال ـ رحمه الله ـ :" وأوصيكم بأن تكونوا بررة بهذه اللغة الشريفة لتُحيوها فتحيوا بها، وما ذلك إلا بالتعمق في فقهها والاصطباغ بآدابها وحِكمها، وسبيل ذلك كله المطالعة المنظّمة.
لم تأت هذه الوصية عفواً، ولكنني أرى من مجرى الأحوال والحوادث أن هذه اللغة لا تزال في ليل مظلم مما تلقّاه من حرب أعدائها وجفاء أبنائها، وأنّ ميدان العراك بينها وبين الحوادث لم يزل فسيحاً، فاستعدّوا للذود عن حياضها والنضح عن حقيقتها، وستكون العاقبة لها إن استعددتم لهذا الدفاع الجديد".
( الآثار: 2/39)









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-24, 17:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
- يرفع بإذن الله للفائدة و طمعا في الأجر من رب جواد الكريم -
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
وزدنا علما
ورزقنا الاخلاص في الاقوال والاعمال
و اجعلنا من المخلصين









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-24, 23:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
anise2011
عضو برونزي
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيــــــــــــــكـ









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-25, 07:24   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة anise2011 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيــــــــــــــكـ
و فيك بارك الله
وجزاك خيرا
و فقنا الله و اياك الى احسن الاخلاق والاعمال










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-25, 13:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-25, 17:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا
شكرا لمروركم









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-31, 05:07   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Tarek BvB
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلالالالالالالالالالال ا










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-31, 07:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tarek BvB مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلالالالالالالالالالال ا









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-31, 08:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عماد الدين2
عضو مميّز
 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










Mh51

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيّد خلق الله

لقد شـاع في الأوساط الثقافيّة في الجزائر، بأنّ جمعيَّة العلماء الـمسلمين الجزائريّين برئاسة رئيسها الأوّل: الشيخ عبد الحميد ابن باديس ورئيسها الثاني: الشيخ البشير الإبراهيمي، عملت على انتشال الأمّة الجزائريّة من براثن الجهل والشّرك الذي أوقعها فيه مشايخ الطُّرقيَّة، فزوِّرت الأحداث التَّاريخيَّة ولقِّنت الأجيال بعد الأجيال بأنّ مشايخ الطّرق عن بكرة أبيهم كانوا لا همَّ لهم من وراء البدع والشركيّات كـ: (((قراءة القرآن على الأموات!!! وكتابة الحروز والتمائم للمسلمين والـمسلمات!!!و...الخ!!!)))، إلاّ جَنْي الأموال واسترقاق الـجهَّال!!!

بل ولا يزال (((الـمشرِّع الثّقافي!!!))) -إن صحّ التّعبير!- في الجزائر يذيع الأراجيف والإشاعات، كزعمهم بأنّ مشايخ الطّرقيَّة كانوا لا دليل يُذكر ولا أصل يُشكر أمام (((البراهين السّاطعة والحجج القاطعة!!!))) لـمشايخ الجمعيّة، ومن اطّلع على السّجالات التي جرت آنذاك بين الطّرفين في الصّحف، ووزنها بميزانٍ علميٍّ نزيه يعرف مدى صدق هذه الأسطورة!

ولأمرٍ ما طبعت آثار جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين في الجزائر ووزّعت في الأوساط الثقافيّة وأُذيع صيتها ورُوِّجت أفكارها، في حين غيّب تمامًا عن الساحة تراث الخط الـمعارض للجمعيّة!!!

الـمهم...سنستعرض في هذا الـمقال الكتاب الذي بعثه الشيخ علي البوديلمي الـمعروف بالـمسيلي ، إلى نائب رئيس جمعيّة العلماء الـمسلمين الشيخ البشير الإبراهيمي، يدعوه فيه إلى الـمناظرة العلميّة، إلاّ أنّ هذا الأخير تخلّف من دون عذر بَعْدَ أَنِ اتَّفَقَ عَلَى الـمُنَاظَرَةِ في الزَّمَانِ والـمَكَانِ الـمُعَيَّنَيْنِ!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(( كتاب مفتوح إلى الدّاعية ...بتلمسان

بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله وبعدُ:

أيّها الشيخ فالذي نحيطكم به علماً هو أنّنا منذ حللنا بتلمسان والبعض من جماعتكم والـمُنتسبين إليكم يهرعون إلينا ويُبلِّغونَنا عنكم أنّكم تدعوننا إلى الـمُناظرة، وقد كنّا في بادئ بدءٍ مُعرضين عنهم غير مُلتفتين ولا عابئِينَ بما يُبلِّغُونهُ لترديدنا، وعدم يقيننَا في صحّة ما يقولونَهُ، وفي هذا الأخير وفد علينا من طرفكم جماعة تيقََّنَّا صدقهم لـما عرفنا منهم جناب الأديب النّجيب السيّد (...) والسيّد (...)، وقد بلَّغونا عنكم أيضاً ما بلَّغهُ الآخرون بزيادة الإلحاح، وقد ذكروكم لنا بـمَا أنتم أهلٌ له وهو أنَّكم قُلتم لَـهُم: "سنُخَصِّص لهم مكانًا عاليًا يَجلسونَ فيه إن هم قَدِمُوا، وسنضعُ بين أيديهم ألف كتاب...الخ".

فَسَـرَّنَا جميع ما سمعناه ولو لم يكن منكم إلا تَنَـزُّلكم لـمسألة الـمُفاهمة لكان كافيًا، ونحن لَـمَّا رأينَا عزمَهم وشدّة حرصهم، أجبناهم لِـمَا دعوتُـمُونَا إليه، وكيف لا وهذا الأمر طالَمَا تَـمَنَّاهُ كلٌّ من الـجَانِبَين، وقد هدانَا الله إليه بل ساقه إلينا، وقد كنَّا فهَّمنَا جماعتكم بأنّهُ لا يـمكن القدوم إليكم ولِـمَحَلّكُم الخاص، لأنَّ هاته الـمسألة مسألة دينيّة عموميّة تكون الـمُفاهَمَة فيها على رؤوس الـمَلأ والأشهاد، ولأنَّ في جماعة الـمُؤمنين من أهل السنة أيضًا من لا يرضاه ويَعزُّ عليه أن تطَأَ أقدامه مَحَلّكُم...ولذلكَ قد اتَّفقَ رأي العامة والخاصة من عقلاء الـمؤمنين على أن يكون الاجتماع في نادي الإسلام الذي هو بعيد عن جميع الشبهات والأوهام، وقد عَـيَّـنَّا لكم الزمان بتاريخ يوم الأحد الثّامن والعشرين من الـمحرّم، وذهبت جماعتكم من عندنا بغاية السّرور وكنَّا لذلك من الـمُنتظرين.

وقد مضى الأجل والوقت الـمعلوم ونحنُ ننتظِر أن تَفُوا بِعَهدِكُم وأن تفعلوا بما تقولون، فإذا بكم نَقَضْـتُّم غَزْلَكُم بَيَدكُم، وجماعتكم منذ ذهبوا ما رجعوا، ولَـم نلتَقِ إلا بحضرة الشاب السيّد (...)، فَـرَأَيْنَاهُ يَتَحَسَّرُ ويَتَّقِدُ غيرةً وحماسةً خصوصًا أنّكم قد قُلتم له ولـمَن معهُ بعد ما تردَّدوا عليكم نحواً من خمس مرّات: "اِشْتَغِلُوا بِمَا يَهُمُّكُم واتْرُكُوا عنكُم الأُمَّة وشَأْنَهَا"، والحال أنَّ هؤلاء النّاس لَـم يُريدُوا مِن سَعْيِهِم هذا إلاَّ توحيد كلمة أبناء بلَدهم وإظهار الحقّ من الباطل، دَعَاهُم إلى ذلك الغيرة والشَّفَقَة على أبناء وطنهم الذين استفحلَ فيهم الخلاف وصار بعضهم يلعنُ بعضًا، واختلط عليهم الـحابل بالنّابل والفارِس بالرَّاجِل والـهدى بالضّلال بسبب وجودكم بتلمسان !!

هذا وقد بلغنا من مصدرٍ وثيقٍ أنّكم قد سعَيْتُم جُهدكُم في مُقاطعة مَن يسعى في أسباب الـمُفاهمة وقطع الخلاف بين الـجَانِبَين، خصوصًا ذلك الرَّجُل الذي تبرَّعَ بثلاثة آلافٍ فرنك يدفعها في هذا السبيل كما التزَمَ بعضٌ بجميع الـمَصاريف ..الخ، فلماذا تمنعهم من هذا وأنتَ تدعى وأنّكَ على الحق، أَوَمنعتهم من ذلك لِـحاجةٍ في نفسك أو تريد أن تبقى الأمّة يلعنُ بعضها بعضًا ويكَفِّرُ بعضها بعضًا ويفسِّقُ بعضها بعضًا؟!!!، أو تتمنّى أن تبقى الأمّة مُنقسمةٌ في نفسها أقسامًا وتـخلدُ لك أنت الرئاسة والسّيادة على قاعدة "فَرِّق تَسُد"؟!!!، ومع هذا كلّه ويا للأسف لا نزال نسمعُ عنكم وأنّكم إذا جلستم فوق الكرسيّ وبسطتم رجلكم العرجاء وأبديتم أفكاركم العوجاء وأحاطت بكم بعض الرّؤوس التي كتب الله عليها ما كتب من الغفلة، قُلتم لهم إذا فرغ الـجوّ واختليتم بهم أي بمن لا يعرف من العلم نقيراً ولا قطميراً: "هل أنتم على شكٍّ من أمري وأنَا الدَّاعي إلى كتاب الله؟!!! وهل أنتم على شكٍّ مِـمَّن يدْعُون إلى طريقٍ اخترعوها..الخ؟!!!"، وتقول لهم أيضاً: "أين من يُجَارِينِـي في العلم؟!، من أعلم منِّي؟! من أفقه منِّي؟!، ومن شَكَّ فيما أدعو إليه، فقد شَكَّ في كتاب الله!!! إلى غير ذلك من التُّرَّهات والأباطيل التي اتَّخذتُموها حجة وما هي إلا كبيت العنكبوت أو أَوْهَى.

ومن أعجبِ العُجابِ أنَّ تلكَ الدَّعاوي الكاذبة قد تـمَكَّنَت من بعض الرّؤوس الخاوية التي تغترّ بلَمَعَانِ السَّرَابِ والبرق الـخلب حتى صرنا إذا اجتمعنا ببعضٍ منهم وتفاوضنا في هذا الشأن، يقول: "ما رأينا في الأوّلين ولا في الآخرين مثل هذا..!"، وما ذلك والله إلا من الجهل بالدّين وضعف العقولِ ونحنُ مع هذا كلّه فإنّنا نعذرهم ولا نلومهم.

ونحن نعرفُ حقيقتكَ وأنّكَ إذا فتحتَ الكلام معهم في كلّ موضوعٍ وهمتَ في كلِّ وادٍ، فتارةً يَرَوْنَكَ مُحلِّقًا في السماء وتارةً يَرَوْنَكَ غَائِراً في الأرض وآنًـا آخر تخوض لهم في بحر تواريخ الأمم ما مضى منها وما حضر، ثمّ تنتقل بعد ذلك إلى علوم اللّغة والأدب والفلسفة وتواريخها، وتجعل وسيلتك في جميع هذا الثَّلب والتَّجريح لـمن تقدَّمَكَ من العلماء الكبار، وأنتَ والله ثمّ والله تَخبِطُ في جميع ذلك خبطَ عشواء في ليلةٍ عمياء، وما أقوالكَ تلك إلاَّ كما قيل: "أسمعُ جعجعةً ولا أرى طحينًا" وغرظكَ الوحيد في ذلك هو ليقول النّاس الجاهلُون عنكَ وأنَّك علاّمة الزمان وفيلسوف الوقت والأوان، وحقًّا قد بلغتَ مُرادَكَ في هذا الشّأن خصوصًا بتلمسان، ونحن لا ننكر براعتك وتفنّنك في هذا.

أمّا العلماء الـمُحقِّقُونَ تالله إنّهم يعرفون قيمة بضاعتكم العلميّة الـمزجاة، كما أنّهم لا يجهلونكم وأنّكم الـمُلَبِّسِين السفسطائيّين الـمُراوغين، وإن كان غير هذا فَبَـيِّنُوا لنا من هم العلماء الذين تخرَّجوا على يدكم منذ رجعتم من الـمشرق، وأيّ شيءٍ نفعتم به الـمجتمع الجزائريّ سوى التّفرقة وتشكيك النّاس في عقائدهم وتكفيرهم وتضليلهم إلى غير ذلك ممّا قد شاع وذاع وملأَ البقاع والأسماع.

نعم إن كنتم من العلماء الـمُحقِّقين والـمُحدِّثين والفلاسفة الـمُتضلِّعين، فأجيبُونَا لِـمَا دَعَوْتُمُونا إليه، وها نحن نَدْعُوكُم ونُكَرِّرُ عَلَيْكم القَولَ ولِنُشْهِدَ عليكم العَالَـمِينَ، وإذا أنتم نكَصْتُم على أَعْقَابِكُم وأَصْرَرْتُم على بَاطِلِكُم، فما لنا إلاَّ أن نقول: "اللّهمّ إنّا قد بَلَّغنا" ويا ما أسعدَنَا وأسعدَ الدِّين والوطن لو نَجتمع ونتفاهَمَ معكُم، ويَا مَا أسعدنا لو تنجز هاته الـمُفاهمة أو الـمُناظرة، كما تقولون تلك الـمُناظرة التي طالَمَا لاَكَنَتْهَا ألسنتكم وسَمِعَتْهَا أسماع النّاس وتكرَّرت عليها الـمرّة بعد الـمرّة، فيا ليتك تنهي دور القول وتشرع في دور العمل، وها هو قد هيَّأَ الله لنا ولكم أسباب الـمُفاهمة، فلماذا تسعى في قطع ما أمر الله به أن يوصلَ؟!، أوَ تخشى على نفسكَ الفضيحة وعدم الرّجوع إلى الحق الذي هو فريضة كما لا يخفاكم؟! أو ماذا تريد..!.

إنّ رغبتنَا في تفهيمكم وإقناعكم بالحجة والبرهان، تالله إنّها لأكيدة وإنَّنَا لنعلِّقُ آمَالاً كبيرة على أنّ هذا الاجتماع لأجل الـمفاهمة، لو يكون فإنّه سيحسم مادة الخلاف من جذورها وسيكون نفعهُ عظيمًا علينا وعلى جميع الـمسلمين، وحتى عليكم أنتم أيضًا لو تنصِفُون، فهيّا بنا يا حضرة الشيخ لنتفاهم ونعالج تلك الأمراض الفتّاكة والأدواء القتّالة التي حلَّت بجسم الـمُجتمع الجزائريّ منذ نجومكم عليه.

هيّا لنَقبِر كلّ ما من شأنه أن يثير الضغائن بين الـمسلمين ونكون كالبنيان الـمرصوص، هيّا بنا لندفع ذلك التّيار الجارف الذي كاد يشتّت شمل الـمسلمين الجزائريّين ويفرّق جمعهم في وقت اتَّحَدَت فيه جميع الشّعوب، هيّا بنا لنحيي في مجتمعنا العقائد السُّنِيَّة الصحيحة والعوائد القوميّة العربيّة الإسلاَميّة، فقد عشتم كثيراً وتوسّعتم كثيراً وتـمَوَّلتُم مالاً غزيراً، فهيَّا بنا لنترك ما يتبرَّأ منه الدّين القويم ويَمجُّهُ الذّوق السليم والفكر القويم، من نشر الفوضى وإثارة الخلاف وإيقاظ الفتن.

فكفاكم كفاكم ما مضى، فهلمَّ أيّها الشيخ على إرجاع الـمياه إلى مجاريها، فنِعْمَ الدّعوة ما دعوتمونا إليه، ونِعْمَ السّاعون بيننا وبينكم في هذا الشأن، ولَنِعْمَ الـمُجِيبُون، وليكن في علمكَ أيضاً أوّلاً و آخراً، أنّ إجابتنا لكم وتلبيتنا لدعوتكم لم تكن والله لإظهار الغلبة عليكم ولا الجدال بغير ما أنزل الله، فحاشا وألف حاشا، وحيث كانت نيَّتنا ونيَّتكم صالحة، فما علينا وعليكم إلا العمل لتنفيذ أسباب الـمفاهمة وأسبابها متيسَّرة وليسن بمتعذرة ولا متعسّرة.

ولكي نخفّف عليكم كلّ شيء، فها نحنُ نُخَيِّرُكُم في أمرين: إمّا الاجتماع بشروطه الـمُقَرَّرة أو الجواب في الصّحفِ السيارة عمّا سنقدّمه لكم من الـمسائل التي نشأ عنها ما نشأ من الخلاف، ودونك ما قرّرهُ العقلاء من الـمؤمنين ويرضاه الله ورسوله وصالح الـمؤمنين.

قد اتّفق الرأي على أنّ هذا الاجتماع لأجل الـمفاهمة لا تكون منه نتيجة إلا إذا كان مبنيًّا على أساس متينٍ ونظامٍ رزينٍ، وهو أن تتعيَّنَ جماعة من النّاس الفضلاء الذين يُسجِّلون الجلسة ويكتبون فتاويكَ التي نشأ عنها ما نشأ من الخلاف والشِّقاق الذي لم يعهد بمثلهِ في تلمسان، كما يكتبون عنّا أيضاً ما لم يُتَّفق عليه، من دون أن يتعرّض أحدٌ للآخر في ذلك الـمجلس، وبعد الختام يصحّح كلّ واحد على مقاله، ويُمضي باسمه، ثمَّ ترسل تلك الكتابة إلى ما اتّفق عليه من تحكيم مشيخة الأزهر بمصر أو القرويّين بفاس ولننتظر ما يأتينا بعد ذلك، فعليه الـمعتمد والـمعول في الـمستقبل.

فإن رضيتم بهذا فأجيبونا عاجلاً ولا تتأخَّروا، ولنغتنم هذه الفرصة قبل فواتها خصوصاً ما دام كلّ النّاس راغبينَ فيها ومتشوِّفِين لها، ومهما كانت دعوتنا ودعوتكم الإصلاح، فما علينا إلا أن نعمل بمقتضاه، وما اتّفق عليه الرّأي أيضاً هو أنّ الاجتماع سيكون في "نادي الإسلام" الذي هو ليس لنا وليس لكم، بل هو نادٍ إسلاميّ محض، ثمّ إيّاك وإيّاك أيّها الشيخ أن تستبعد حصول الـمفاهمة وقطع كلّ ما من شأنه أن يكدّر الصفو العام بين المسلمين، وبالأخص التلمسانيّين، وما يدريك ولعلّ وعسى أن يصلح الله بي بين طائفتين عظيمتين طالـما تطاحنت أفكارهم واختلفت آراؤهم وتفرّقت أهواؤهم.

فليس على الله بعزيز أن يجمع بي بين القلوب الـمتنافرة والأنظار الـمختلفة، فهلمَّ أيّها الشيخ إلى الـمفاهمة، وكفاك كفاك ما أنت عليه، فقد آن الآوان والله أن يلتحق الفرع بأصله ويرجع الـمضل عن ضلاله، تصديقًا لقوله عليه السلام:"لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خالفهم.. الخ" وفي بعض الروايات إنّ هاته الطائفة بالـمغرب.

أما ما قلته من أنّكم قد: "أعددتم ألف كتاب تقدّمونها بين أيدينا"، فإنّنا تعجّبنا من ذلك وأيم الله، حيث أنّكم من جهة تدّعون: الاجتهاد الـمطلق وتؤوِّلون الآيات القرآنيّة على حسب ما يظهر لكم وتقدحون في الـمُفسِّرين الـمُتقدِّمين، ثمَّ إنّكم من جهةٍ أخرى: تحكِّمُوننا إلى الكتب!!!، فيا لها من كلمة لولا أنّكم تريدون بها باطلاً!، ويا ليتكم تقفون عند حدِّ هذه الكلمة وتعملون بمقتضاها، وأظنّ بل أتحقّق أنّه قد جاء الوقت إن شاء الله للعمل بمقتضى ذلك.

وأزيدكم بيانًا ووضوحًا يا حضرة الشيخ، فإنّه لو وقف علماء شيعتكم من أوّل الأمر على ما قرَّرهُ العلماء ودوَّنوه في كتبهم من العقائد وأحكام العبادات وتناولتموها أنتم بالقبول والشرح، ونشْرها بين النّاس من دون تلبيس ولا تدليس، لَـمَا وقع هذا الخلاف العظيم الذي شوَّه بسمعة الأمّة الجزائريّة، وعلى كلّ حالٍ فإنّ مرجعنا وإيّاكم جميعًا إلى ما قرَّره علماء مذهبنا من أهل السُّنَّة والجماعة لا علماء البدعة والضلالة.

وحيث كان الأمر كذلك ولربـما يتعسَّر عليكم الاجتماع بنا لعدم مكافاتنا لكم كما تقولون!، فها نحن نقدِّم لكم هاته الأسئلة التي هي حديث الـمجالس بين التلمسانيِّين، ولتكن الإجابة عليها في الصّحف السيارة ليطّلع عليها الرّأي العام، وإيّاكم أن لا تجيبوا عنها حتى تفتضحوا بين قومكم الذين تتمثَّلون لهم بأنّكم السلف الصالح والخلف النّاجح، لا فوقكم أحدٌ ولا بعدكم أحدٌ ولا معكم أحدٌ، إيّاكم ثمّ إيّاكم، فاحذروا صاعقة عادٍ وثـمودٍ، ودونكم الـمسائل التي نرجو الإجابة عنها:

1. لـماذا لَم تحضر جماعة الـمسلمين ولا جُمعَتهم، وتَحكم عليها بالبطلان
2. مُخالفتك للإجماع بقولك: إنّ آدم لَم يخرج من الجنّة وإنّما أخرج من عدن باليمن
3. حكمك على أبوي النّبي صلى الله عليه وسلّم بالنّار
4. إنكاركَ لرسالة آدم بدعوى أنّه لَم يوجد نصّ من القرآن يدلّ على رسالته
5. حكمك على الحسين بأنّه قتل بسيف جدّه
6. إباحة مسّ الـمصحف للجُنُب لعدم وجود الدّليل من الكتاب والسنة
7. حكمك على الـميِّت إذا مات انقطع عمله بدون استثناء، وأن لا تلحقه صدقة ولا غيرها
8. تشريك الـمتوسِّلِين بالأنبياء والأولياء والصالحين
9. إنكارك لشفاعة الأنبياء عامة وخاصة
10. تكفيرك للزّائرين القبور بدعوى أنّهم يعبدون من دون الله
11. إنكارك لـمشروعيّة الباقيات الصالحات بعد الصلوات
12. إنكارك لـمشروعيّة الدّعاء
13. تضليلكَ الـمذاهب الأربعة بدعوى أنّهم فرَّقوا الأمّة ودين الله واحدٌ
14. خوضكَ في واقعة صفّين وتصويبكَ لرأي معاوية وتخطِئة علي كرّم الله وجهه
15. تحليلك القليل من الرّبا
16. تحليلكَ الـمكوس
17. تحليلكَ الـمطلَّقة ثلاثًا
18. تفسيقكَ لـمن اعترفَ بولاية سيدي أبي مدين الغوث رضي الله عنه
19. إنكاركَ لكرامة الأولياء ومعجزات الأنبياء
20. إنكارك تفضيل النّبي صلى الله عليه وسلّم على غيره من الأنبياء
21. إنكاركَ لحياة النّبي صلى الله عليه وسلّم في قبره
22. هل أنتَ مُجتهدٌ أو مُقلِّد
23. شرط أنّنا لا نقبل الجواب في العبادات إلاّ بما قرَّرهُ مالك وأتباعه، ولا نقبل في العقائد إلاّ بما قرّره الأشعريّ وأتباعه

فإيّاك أن تحيد عن الصراط السّويّ فنحنُ لك بالـمرصاد.
تلمسان (أبو الدّيلمي علي الـمسيلي))).انتهى

ثمّ قال الشيخ البوديلمي [ المصدر السابق صفحة 79 إلى 80 ](ولقد كنَّا وجَّهنَا لهذا الـمُفتري الكذَّاب - يقصد البشير الإبراهيمي - كتَابًـا مفتُوحًـا على أعمدة جريدة "لسان الدّين" في السنة الـماضيَة، دَعَونَـاهُ فيه إلى عقدِ مَجْلِسٍ عِلْمِيٍّ، وبَعْدَ أَنِ اتَّفَقَ مَعَنَا عَلَى الـمُنَاظَرَةِ في الزَّمَانِ والـمَكَانِ الـمُعَيَّنَيْنِ، تَخَلَّفَ مِنْ دُونِ عُذْرٍ، ونَحْنُ يَعْلَمُ الله ما غرضنا في تلكَ الـمُنَاظَرَة، سِوَى إِحْقَاق الـحَقّ وإبْطَالُ البَاطِل.

ومَا كُنَّا نَظُنُّ أنَّ حَضْرَةَ الفَيْلَسُوف وهو يَدَّعِي ويَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ فَـاقَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْ هَاتِهِ الـمُنَاظَرَة الـنَّزِيهَةِ بَلْ يُحَبِّذهَا وَ يُمَجِّدهَا، شَأْن الدَّاعِي الـمُحِقّ الذي يَكُون على بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ ومِـمَّا يَدْعُو إليه، كَمَا نَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ ذلكَ شِعَار كُلّ مَن يَبْحَثُ عَنِ الـحَقَائِقِ العِلْمِيَّةِ، خُصُوصًا الأَحْكَام الشرعيّة والعقائد الدِّينِيَّة الصّحيحة التي يجب علينا بيانها للعامة ورفع الحجاب عن مكنونها في ضوء الحق وسطوع البرهان. لأنّ أهل العلم في كلّ زمانٍ هم الـمَسئولون عن إرشاد النّاس إلى أمر دينهم، لا سيّما الأحكام والعقائد والـمبادئ التي تصدّى لنشرها هؤلاء أدعياء الإصلاح عندنا بالقطر الجزائريّ، وهي ظاهرة في أنّها خارجة عن أصول الدّين وشريعة سيّد الـمرسلين.

ولكن حضرة الفيلسوف الـمُصلِح مِـمَّن لا يروق في نظرهم اجتماع كلمة الأمّة، ولا يَوَدُّ أن يرى الوفاق والوئام يسود الأمّة الإسلاميّة، وبالأخصّ الأمّة التّلمسانيّة التي مَزَّقَهَا شذَر مذَر، ولأنّه يسعى جهده إلى عكس ذلك كلّه إرضاء لشهواته وطاعة شيطانه، ولذلك كان خبر الـمُنَاظَرَة كَابُوسًا على صَدْرِهِ وقَذًى في عَيْنِهِ وبَلاَءً و حَمِيمًا على جِسْمِهِ ظَلَّ يَئِنُّ منهُ لـمَّا خَابَ ظَنّهُ، وكانت النَّتِيجة أَنْ تَجَلَّتِ الغِيرة الإسلاميّة والـحَمِيَّة الدِّينيَّة في أقدسِ مَظاهِرِهَا، فقام أنصار السنة من كلّ جهةٍ يُدَافِعُونَ ويُنَاضِلون)).انتهى









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-01, 01:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع بإذن الله للفائدة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأحسن اليكم









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-20, 12:56   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
soufyane_bd
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله يرحمو










رد مع اقتباس
قديم 2014-07-23, 00:41   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soufyane_bd مشاهدة المشاركة
الله يرحمو
بارك الله فيك وجزاك خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متبوع, الابراهيمي, التسير, بكلمات, كلمته

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc