الفلسفة البراجماتية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى أساتذة التعليم الثانوي

منتدى أساتذة التعليم الثانوي فضاء و دليل للأساتذة ، تبادل للخبرات، مذكرات، مناهج، البحث الوثائقي، ملتقيات و ندوات تربوية، البرمجيات و الاستفسارات التربوية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفلسفة البراجماتية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-08, 21:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الفلسفة البراجماتية

• تعريف الفلسفة البراجماتية:
البراجماتية تعد منهجًا في التفكير أكثر منها نظرية عامة.

كلمة البراجماتية في أصلها اللغوي مشتقة من كلمة يونانية تعني: العمل النافع، أو المزاولة المجدية، ويصبح المقصود منها هو "المذهب العملي"، أو "المذهب النفعي"؛ (الخراشي، 1435هـ).

وعرفها المعجم الفلسفي بأنها: مذهب يرى أن معيار صدق الآراء والأفكار إنما هو في قيمة عواقبها عملاً، وأن المعرفة أداة لخدمة مطالب الحياة، وأن صدق قضية ما هو كونها مفيدة، والبراجماتي بوجه عام: وصف لكل من يهدف إلى النجاح، أو إلى منفعة خاصة).

والفلسفة "البراجماتية" هي: فلسفة تصور العصر العلمي الذي نعيش فيه اليوم بصفة عامة، وتصور الحياة العملية التي يعيشها الأمريكيون في مدنيتهم الصناعية الحديثة بصفة خاصة؛ (الحجيلي، ص 278 - 279).

• أبرز الشخصيات وأسباب النشأة:
نشأت (البراجماتية) كمذهب عملي في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية القرن العشرين: وقد وجدت في النظام الرأسمالي الحر الذي يقوم على المنافسة الفردية خير تربة للنمو والازدهار.

ومن أبرز رموز المذهب وأغلبهم من الأمريكيين:
• تشارلس بيرس 1839 - 1914م، ويعد مبتكر كلمة البراجماتية في الفلسفة المعاصرة، عمل محاضرًا في جامعة هارفارد الأمريكية، وكان متأثرًا بدارون، ووصل إلى مثل آرائه، وكان أثره عميقًا في الفلاسفة الأمريكيين الذين سنذكرهم فيما يلي:
• وليم جيمس 1842 - 1910م، وهو عالم نفسي، وفيلسوف أمريكي من أصل سويدي، بنى مذهب البراجماتية على أصول أفكار بيرس، ويؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة، ودليل صدقها، كان كتابه الأول: مبادئ علم النفس 1890م الذي أكسبه شهرة واسعة، ثم توالت كتبه: موجز علم النفس 1892م، وإرادة الاعتقاد 1897م، وأنواع التجربة الدينية 1902م، والبراجماتية 1907م، وكون متكثر 1909م يعارض فيه وحدة الوجود، ويؤكد جيمس في كتبه الدينية أن الاعتقاد الديني صحيح؛ لأنه ينظم حياة الناس، ويبعث فيهم الطاقة.

• جون ديوي 1856 - 1952م فيلسوف أمريكي، تأثر بالفلسفة البراجماتية، وكان له تأثير واسع في المجتمع الأمريكي، وغيره من المجتمعات الغربية؛ إذ كان يعتقد أن الفلسفة مهمة إنسانية قلبًا وقالبًا، وعلينا أن نحكم عليها في ضوء تأثرها الاجتماعي أو الثقافي، كتب في فلسفة ما بعد الطبيعة (الميتافيزيقا)، وفلسفة العلوم والمنطق، وعلم النفس، وعلم الجمال والدين، وأهم مؤلفاته: دراسات في النظرية المنطقية 1903م، وكيف تفكر؟ 1910، والعقل الخالق 1917م، والطبيعة الإنسانية والسلوك 1922م، وطلب اليقين 1929م.

• شيلر 1864 - 1937م، وهو فيلسوف بريطاني، كان صديقًا لوليم جيمس، وتعاطف معه في فلسفة البراجماتية، وقد آثر أن يطلق على آرائه وموقفه: المذهب الإنساني أو المذهب الإرادي. (الذرائعية (البرجماتية)، 1435هـ).

• الأفكار والمعتقدات البراجماتية:
من أهم أفكار ومعتقدات البراجماتية ما يلي:
1- أن أفكار الإنسان وآراءه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولاً، ثم السير نحو السمو والكمال ثانيًا.

2- إذا تضاربت آراء الإنسان وأفكاره وتعارضت، كان أحقَّها وأصدقَها أنفعُها وأجداها، والنفع هو الذي تنهض التجرِبة العملية دليلاً على فائدته.

3- أن العقل خُلق أداة للحياة، ووسيلة لحفظها وكمالها، فليست مهمته تفسير عالم الغيب المجهول، بل يجب أن يتوجه للحياة العملية الواقعية.

4- الاعتقاد الديني لا يخضع للبيئات العقلية: والتناول التجريبي الوحيد له هو آثاره في حياة الإنسان والمجتمع؛ إذ يؤدي إلى الكمال، بما فيه من تنظيم وحيوية.

5- النشاط الإنساني له وجهتان: فهو عقل، وهو أداة، ونموه كعقل ينتج العلم، وحين يتحقق كإرادة يتجه نحو الدين؛ فالصلة بين العلم والدين ترد إلى الصلة بين العقل والإرادة.

6- العالم متغير باستمرار، ويعد الوصول إلى حقيقة الكون وكيفية وجوده أمرًا بعيد المنال.

7- يُعد كل فرد جزءًا من المجتمع، وله دور معين فيه.

8- تنظر إلى الحقيقة أنها غير مطلقة، وتضع ثقتها في قدرة الإنسان على المساهمة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره، وحل المشكلات التي تواجهه، أو التخفيف من حدتها على الأقل.

9- لا تؤمن بوجود قوانين أخلاقية مطلقة، وما يصدر من أحكام يعتمد على نتيجة تطبيق هذا الشيء من ناحية، والنفع أو الفائدة من ناحية أخرى.

10- ترى أن طبيعة الإنسان متكاملة؛ فعقله وجسمه ومشاعره ليست أجزاء منفصلة، بل هي خصائص لعضو متكامل، وأن كل فرد له طبيعته وشخصيته الخاصة به.

11- أن الفكرة لا بد أن تكون قابلة للتنفيذ، وأن يكون لدينا اعتقاد بإمكانية تطبيقها فعلاً، وأن الفكرة أو القضية التي ليست لها نتائج عملية أو تأثير في السلوك هي قضية أو فكرة لا وجود لها.

12- أن "المنهج البراجماتي" لا يهتم بمصدر الأفكار، ولا بكيفية ظهورها، وإنما يهتم بنتائجها العملية المؤثرة على السلوك والحياة.

13- الفكر البراجماتي ينطلق من المستقبل متجاهلاً الماضي، وجاعلاً الحاضر لحظة إعداد؛ لتحقيق برنامج نصنعه للمستقبل، فهو يُحدِث قطيعة مع الماضي، ويرفض البحث في المبادئ الأولية، وفي كل أشكال المطلق.

14- العقل عند البراجماتية أداة لفهم العالم وتغييره، والنظريات الفلسفية وسائل تقود لإنجاز الأهداف المحددة في المستقبل.
(مرعي والحيلة، 1432، ص123) (الذرائعية (البرجماتية)، 1435هـ).
(سعادة وإبراهيم، 1428هـ، ص77) (الحجيلي، ص299 - 308).

• تأثير الفلسفة البراجماتية على المنهج:
المجال
الفلسفة البراجماتية
التربية
التربية هي الحياة نفسها
الأهداف​
يقوم الخبراء والكبار بوضع بعض الأهداف، ويتم وضع الأهداف التربوية بمشاركة من المعلمين والطلاب من خلال المناقشة للغايات والوسائل، ويقومون بتحديد ما يجب تعلمه، وكيفية تعلمه، وكيفية إنجازه وعرضه.
المادة الدراسية والمعرفة​
تتصف المعرفة بالاكتشاف والتشكيل والاستعمال للأفكار والخبرة، ودور المعلمين هو تبادل المعرفة بين الطلاب والإبداع في استعمالها، ولا يقوم المعلمون بفرض المعرفة على الطلاب على الرغم من أنهم أكثر معرفة منهم؛ فالمادة الدراسية تكمن أهميتها حين تكون ذات معنى لهم، وهي تتصف بالمرونة والتجديد لمواجهة حاجات المجتمع الاجتماعية، وكذلك حاجات التلاميذ الفردية.
دور المعلم​
يتصف المعلم بالمشاركة في المواقف التعليمية؛ فهو مرشد وموجه للطلاب عند التعلم، ويقوم المعلم باحترام حقوق الطلاب؛ فهو ديموقراطي في التعامل، وقادر على حل المشكلات باستخدام الأساليب العلمية المناسبة.
الاختبارات​
تصمم الاختبارات لقياس قدرة الطلاب على حل المشكلات، وعلى مدى إنجازهم للمشاريع الخاصة بهم؛ لأنها تقيس التطبيقات العملية، ومن خلال هذه الاختبارات يتعرف الطلاب على مدى تطبيقهم للمبادئ والمفاهيم خلال عملهم في الأنشطة المختلفة، ولا يستخدم المعلم الاختبارات المقالية إلا في النادر، وتكمن أهمية الاختبارات في تشخيص أساليب التعليم، وكيفية تعلم الطلاب.
الأنشطة المدرسية​
تحتوي على نشاطات مختلفة الأهداف والأشكال؛ مثل: نوادي الهوايات، والنوادي الاجتماعية، والنوادي الرياضية، والنوادي الأكاديمية، وجماعات الإرشاد الطلابي، وهدف الأنشطة تلبية حاجات الطلاب ورغباتهم، ويجد الطلاب فيها فرصة المشاركة والعمل الخارجي في البيئة الحياتية.
المناخ الدراسي​
يتصف المناخ المدرسي بالحركة والنشاط والمرونة والعلاقات الاجتماعية، ويقوم الطلاب من خلاله بعمليات متبادلة في موضوعات عملية، واهتمامات نافعة، تتميز بالحركة الكثيرة والنافعة، ولكنها موجهة لانضباط الذات.
الكتب الدراسية​
الكتب الدراسية أدوات يقوم الطلاب باستخدامها لفهم عالمه الخاص، وتضم بيانات وصورًا إيضاحية تساعد على الفهم والمنفعة العملية، وتضم الخبرات التي تساوي في أهميتها الكلمات المطبوعة.
أولويات المنهج​
تقديم منهج بعيد كل البعد عن الموضوعات التقليدية، ولا يقوم بتنظيمه الكبار؛ فالمنهج من وجهة نظرهم ليس قائمة من الموضوعات، ولكن مجموعة من المهارات الاجتماعية والفنون العملية، وحل المشكلات والمشكلات الإنسانية، ويهتم بمراعاة عقول الطلاب وتصورهم للعالم؛ ليساعدهم على فهم عالمهم حاضرًا أو مستقبَلاً، ويجعلهم أعضاء مساهمين في تحسين أحوال مجتمعهم.
التفكير المفضل​
تهتم بحل المشكلات والبحث عن البدائل للحلول المختلفة، ويتم استخدام التفكير المتباعد بأسلوب علمي سليم، وكذلك البحث التجريبي، ويقوم المعلمون بدمج المنهج العلمي والعملي؛ وذلك لتحقيق أقصى درجات النمو عند الطلاب، مع مراعاة المرونة والتحرر من الأسلوب التقليدي.​


• نقد الفلسفة البراجماتية:
امتازت الفلسفة البراجماتية عن الفلسفات القديمة باهتمامها بالتجريب والمبدأ التجريبي لتتبع النتائج وإدراك الوعي الواقعي، إلا أن هذا الامتياز ليس جديدًا؛ فالمنهج التجريبي نشأ على أيدي علماء المسلمين، وتحديدًا الفيلسوف والعالم الكيميائي (جابر بن حيان).

إلا أن للفلسفة البراجماتية جهودًا لا تنكر في دفع تطور الفكر، وتحدي العجز، والنظر للمستقبل وعدم التقوقع في غياهب الماضي، وهذا ما تراجع فيه المسلمون بعد أن ضعُفوا في الفهم الحقيقي للحياة وإعمار الأرض، وخاصة بعد دخول المذهب الصوفي الذي يختزل الحياة في العبادة والتبتل، والانقطاع عن الحياة الدنيا، والتركيز على الآخرة بشكل كبير، وكأن الدنيا فقط للكافر، أما المسلم الحق فعليه أن يفكر في الآخرة فقط وفي هذا المفهوم الذي سبب تأخر الأمة الإسلامية عن مواكبة التطور الذي أجد أن المنهج البراجماتي أوقَد جذوته، وبعث الشجاعة في نفوس الناس لإخضاع أفكارهم للتجرِبة، وتتبع النتائج العملية الناتجة عنها.

بالرغم من أن الفلسفة البراجماتية لا تنظر للماضي ولا تُعيره اهتمامًا فإن هناك تناقضًا يبرز من خلال تكرار أقوال الفلاسفة القدامى، ومبادئ الفلسفة البراجماتية؛ فمثلاً: فرانسيس بيكون الذي أرسى قواعد المنهج التجريبي الذي هو أساس البراجماتية لم يكن براجماتيًّا.

إخضاع كل شيء للتجرِبة يجعل الأفكار في شك حتى تثبت صحتها بالنتيجة العملية، ومجرد التفكير في إخضاع الدين للتجربة هو شك في صحته، والدين لا يقبل الشك، فلا يمكن الجمع بين شك وإيمان؛ فهناك أمور غيبية لا يستطيع الإنسان أن يصل إليها بالتجرِبة العملية، وتتجاوز الحس؛ لأنها من حكيم خبير، والتسليم أمرٌ مطلوب للمسلم الحق الذي لا يضع عقيدتَه في موازين الشك، ولا يجعل إيمانه في موضع اختبار، بل يعلم أن الله هو من يختبر إيمانه، ويعلم قوته من ضعفه، وتمسكه بعقيدته دون شك، بل هي عقيدة محمية من الشك والزيغ، وإلا كيف أن تكون عقيدة إن خالطها شك وظن؟!

إن هذه الفلسفة كانت ملهمة للنظام الرأسمالي القائم على مبدأ المنافسة الحرة، ثم ظهرت مساوئه عند التطبيق، واستفحلت أخطاره التي تتضح ـ كما يرى الدكتور فؤاد ذكريا - في ثلاثة:
أ- اللاأخلاقية: بالرغم من التقيد ببعض الفضائل؛ كالأمانة والانضباط، والدقة ومراعاة المواعيد، ولكنها - كفضائل - ليست مقصودة لذاتها، ولكنها تفيد الرأسمالي في تعامله مع الغير، وتظهر "اللاأخلاقية" بوضوح في أساليب الدعاية والإعلام، وكم نرصد آلاف المرات المشاهد المخلة والعُرْي والخمور والمحرمات التي لا يقبلها دِين ولا قِيم، وكم انسلخت قيمة خلف قيمة كانت سائدةً في المجتمع بعد أن استحوذت وسائل الإعلام الرأسمالية والعلمانية التي تهتم بإثارة الشهوات والغرائز، بحجة النفعية وزيادة المشاهدات؛ لتحقيق الربحية من انسلاخ القيم عند الشباب المغرر بهم، ناهيك عن الأطفال الذين دخلت الأفكار اللاأخلاقية عقولهم، لهدم أول معقل للتربية وبناءِ الأخلاق والقيم منذ الصغر.

ب- الارتباط الوثيق بالحروب.

ت- الانحرافات السلوكية: وأظهرها الإجرام؛ إذ إن فتح الباب على مصراعيه للمنافسة والصراعات من شأنه: تمجيد العنف، ويتضح الانحراف بصورة أخرى في شرب المسكِرات والمخدِّرات، وعقارات الهلوسة وغيرها "وتفسيرها أنها ظاهرة هروبية من واقع العنف والمنافسة المريرة التي لا ترحم"، وكم احتوت ألعاب الأطفال الإلكترونية على نشر ثقافة الإجرام، ولقد رصدت العديد من اللقطات التي توحي للطفل بأن الإجرام عملية مقبولة في كثير من الألعاب الإلكترونية؛ مثل: لعبة حرامي السيارات (Grand Thift Auoto) فهذه اللعبة تباع لمن أعمارهم 18 فما فوق، ولكن في البلدان العربية تباع دون رقابة، على الرغم من التحذير منها فإنها متوفرة وبكثرة، ولا يكاد مركز لبيع ألعاب الفيديو يخلو منها، وفكرتها قائمة على أن اللاعب من حقه أن يضرب أي سائق سيارة ويسرقها منه، وكل سيارة يأخذها تعمل تبعًا لها موسيقا صاخبة تشعر اللاعب بسعادته حينما أقدم على هذا الفعل، ولا تقف اللعبة عند هذا، بل إنه يهرب من الشرطة، وبإمكانه إطلاق النار عليهم، ودهسهم وضربهم، وضرب أي أحد من المارة، والهروب بسرقة سيارات أخرى، وركوبها، وتخريبها ثم تركها، لا يُراعي الآمنين والأبرياء، ولا الممتلكات العامة.

لم يكن العنف والهيمنة القتالية التي تبثها الأفكار الأمريكية على الأراضي العربية وغيرها محصورة في ألعاب الفيديو، بل تجاوزت كل الحدود؛ فها هي أفلام الكارتون تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وكم رصدت الكثير من العبارات والمشاهد المؤلمة، التي تعزز الإجرام، وتهيئ له بيئته، من خلال التأثير غير المباشر على العقل الباطن للطفل، مثال: في حلقة سبونج بوب (البيات الشتوي) يضرب سبونج بوب (إحدى شخصيات الكرتون الشهيرة) زميله بسيط (إحدى شخصيات الكرتون الشهيرة) بأداة حادة، لكنها من الثلج، ويفتخر بأنه يتقمص شخصية المجرم (دان)، تلك الشخصية التي يتمنى أفراد الكرتون أن يكون مثلها، فيقول: أنا المجرم دان، ثم يتجاذبان العبارة بأن كلاًّ منهما يريد أن يكون المجرم (دان)، ويرددان هذه العبارة عدة مرات لترسخ في عقل الطفل، ويتقمصان أدوارهما في اللعب بتكرار هذه العبارة عن إدراك لها أو دون إدراك.

4- ولم يسلم (الدين) أيضًا من التفسير (النفعي) في ضوء الفلسفة البراجماتية؛ "فإن اعتبار شروط وجود الدين وأصوله ونشأته لا أهمية لها عند مَن يسأل عن قيمة الدين؛ لأن قيمته فيما ينتجه".

• نقد الفلسفة البراجماتية من وجهة نظر الإسلام:
إن الدين الإسلامي - بحمد الله تعالى - يمتلك أعظم ثروة في مجال العقيدة والقِيم والسلوك والأخلاق، ولقد ترك لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إرثًا ضخمًا من الأحاديث القولية والفعلية التي تحث على حسن الأخلاق والسلوك، إضافة إلى العبادات، بالشكل الذي جمع لنا فيه بين العلم والعمل، (وقد قامت الفلسفة البراجماتية على أساس أن المعيار في بيان صحة الأعمال وحسنها إنما يكون من خلال النتائج المترتبة عليها؛ فأخضعت كل شيء لمبدأ "النفعية"، وجعلت النتيجة هي معيار الحكم على حُسن ذلك العمل والأخذ به، أو قُبحه وتركه، وقد طبقوا ذلك المبدأ على الدين، فأصبح الدين نافعًا في بعض الأحوال مما لا يمكن استبدال غيره به، وفي هذا يقول "برتراندرسل" :لا يقنع مؤمنًا مخلصًا إيمانه؛ لأن المؤمن لا يطمئن إلا متى استراح إلى موضوع عبادته وإيمانه، إن المؤمن لا يقول: إني إذا آمنت بالله سعدت، ولكنه يقول: إني أؤمن بالله، ومن أجل هذا فأنا سعيد؛ (الحجيلي، ص 315 - 316).

وتنكر البراجماتية وجود حقائق موضوعية وقِيَم مطلقة، وتؤكد أن الحقيقة هي اكتشاف اختراع شيء جديد، وليس اكتشاف شيء موجود، ومقياسها يقوم على مدى نفعها في دنيا العمل.

وهذا نسف تام لكل القيم الأخلاقية التي هي من صميم التركيبة الإنسانية، ولها أصول ضاربة في الأعماق، كما أنه إنكار للقيم والمبادئ التي أقرها الشرع، وجهِلنا الحكمة منها؛ لقصور في معرفتنا، مع اعتقادنا بأن الخير كل الخير يكمن فيها.

إن تحديد "الخير" يكون من الشرع، وليس من الإنسان؛ فقد يقر الشرع أمرًا يرى الحق فيه، ويرى الإنسانُ - لقصوره - أنَّ فيه شرًّا، بينما هو في - حقيقة الأمر - خير".

إن إقامة المجتمعات على موازين الكسب والخسارة وحدهما، كفيلةٌ بهدم تلك المجتمعات؛ إذ كيف يقوم مجتمع من المجتمعات وينهض إذا كانت العلاقة التي تقوم بين أفراده لا تقوم إلا على أساس المصلحة والكسب المادي؟! فكم من علاقات أخرى تقوم على الإيثار والتضحية وحب الخير لذاته، وهي التي تكفل تحقيق السعادة للمجتمع؛ لأن التعاطف والتعاون هما الرائدان في حركة المجتمع الإنساني، وإلا تحول إلى غابة من الغابات التي يأكل فيها القوي الضعيف؛ فالنجاح مطلوب، والسعي والتنافس على فعل الخيرات مرغوب؛ فإن المؤمن القوي أحبُّ إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، ولكن ينبغي أن يستظل السعي - هدفًا وطريقًا - بأوامر الشرع، والالتزام بآدابه.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc