انها أية مباركة، و كل حروفها مباركة، لها بركات لا ندري لها بداية و لا نرجو لها نهاية...
بِسْم الله الرحمن الرحيم
"الله لا اله الا هو الحي الْقَيُّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافي السموات و ما في الارض من ذَا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات و الارض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم"
هي سيدة آي القرآن و اعظم آية فيه ، نزلت ليلا و دعا النبي صلى الله عليه و سلم زيدا فكتبها.
تضمنت قواعد العقيدة من توحيد الله، و افراده بالألوهية و الربوبية و صفاته من الحياة و القيومية و عدم النوم او الملل.
لقد جمعت أصول الصفات من الالوهية و الوحدانية و الحياة و العلم و الملك و القدرة.
اشتملت على ثمانية عشر موضعا فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها و مستترا في اخرى.
ابتدأت بتقرير صفتي الحياة و القيومية بعد ان أكدت صفة الوحدانية فالله سبحانه متفرد بالحياة الأزلية الابدية التي لا تبدأ من مبدأ و لا تنتهي الى نهاية لانه تعالى خالق الزمان.
و هو سبحانه قيوم يقوم على كل موجود بالحفظ، و على كل نفس بما كسبت، شهيد على كل شئ و من كمال قيوميته انه لا يعتريه نقص و لا غفلة و لا سنة و لا نوم.
و تقرر الآية ان كل العبيد امام الله سواء لا يملك احد منهم لأحد شئ و لا يقدر احدهم الشفاعة للاخر الا بعد إذن الله سبحانه فوردت هذه الآية على شكل الاستفهام الإنكاري ، الذي يوحي بأن هذا لا يكون فمن ذَا الذي يشفع عنده الا باذنه ؟
و تؤكد الآية ان علم الله شامل بما أيدي الناس و ما خلفهم، ما يعلمون و ما يجهلون من امر حياتهم فيكسب هذا الشعور الاستسلام لمن يعرف ظاهر كل شئ و خافيه ، اما علم الانسان فلا يتعدى ما شاء الله له ان يعلم ، فلماذا الفتنة بالعلم إذن؟
كما تبين الآية ان السموات و الارض في جوف الكرسي و الكرسي بين يدي العرش و هو موضع قدميه وقيل كرسيه علمه.
و أما "لا يؤده" فلا يثقل عليه.
فضائلها:
من فضائل أية الكرسي انها تقرأ في زوايا المنزل، و تقرأ عند الطعام و الإدام و تقرأ دبر المكتوبات، و تقرأ في الوتر بعد العشاء، و تقرأ عندما يأوي المسلم الى فراشه، و حين يمسي و حين يصبح ، و تقرأ على النفس و على المال ، و تقرأ عند الولادة و على المولود ، و عند الكرب، و تقرأ في الدعاء لان فيها اسم الله الأعظم
و ان تليت في البيت باركته، و حرسته، و صانته ان يقربه سوء أو شيطان ، و بَارَكْت في الطعام فأربى، و في الإدام فاغنى، و حفظت الدار و أصحابها و جيرانها و جيران جيرانها، و حفظت المؤن من ان يصيبها نقص او محق بركة او تلف ، او اذى، او سوء.
مكانتها:
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أتدرون أي القرآن اعظم؟ قالوا الله و رسوله اعلم. قال: " الله لا اله الا هو الحي الْقَيُّوم".
عن ابي امامة قال: قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال:" الله لا اله الا هو الحي الْقَيُّوم..."
عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: أعطيت آية الكرسي من تحت العرش"
عن ابن مسعود قال : ما من سماء و لا ارض و لا سهل و لا جبل اعظم من آية الكرسي.
بركتها في الدنيا:
عن ابن مسعود قال: قال رجل : يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به، قال :" اقرأ أية الكرسي، فإنه يحفظك و ذريتك و يحفظ زارك، حتى الدويرات حول دارك"
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من قرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي حفظ الى الصلاة الاخرى ، و لا يحافظ عليها الا نبي أو صديق أو شهيد"
بركاتها عند الموت و في الآخرة :
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة ، أعطاه الله قلوب الشاكرين، و أعمال الصديقين، و ثواب النبيين، و بسط عليه يمينه بالرحمة، و لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت فيدخلها"