|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-03-22, 00:49 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
في مقام الصبر واليقين
لا تنال الإمامة في الدين بإتباع المتشابهات والظنون الكاذبة والجدالِ في المُسَّلماتِ ؛ إنما الإمامة لمن جمع الأمرين :-
1-اليقين 2-الصبر ودليلها قوله تعالى :-( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) قال الطبريُّ في تفسيره "لما كانوا صابرين على أوامر الله وترك نواهيه وزواجره وتصديق رسله واتباعهم فيما جاؤوهم به ، كان منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر الله ، ويدعون إلى الخير ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر . ثم لما بدلوا وحرفوا وأولوا ، سلبوا ذلك المقام ، وصارت قلوبهم قاسية ، يحرفون الكلم عن مواضعه ، فلا عمل صالحا ، ولا اعتقاد صحيحا."أهـــ قال بعض العلماء : بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . سئل سفيان عن قول علي ، رضي الله عنه : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ألم تسمع قوله : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ) ، قال : لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوسا . ولا يكونان إلا لمن آمن وعمل الصالحات ؛ كما قال تعالى ( وَالعَصرِ إنّ الإنسان لفيِ خسرٍ إلا الذين آمنوا وعَملوا الصالحاتِ وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبرِ) فاليقين من غير إيمان لا ينفع صاحبهُ قال تعالى في خبرِ فرعون وملئه وتكذيبهم للآيات :-"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا" فأيقنت قلوبهم صدق الآياتِ والأنبياء لكن كفروا كبرا وعناداًَ . فهذا اليقين لا ينتفع بهِ صاحبهُ مابقيَّ كافراً ؛ وكذلك كان أبو طالب موقنا بصدقِ النبي عليه الصلاة والسلام ومن شعره : ولقد علمتُ أن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا فلقد كان موقناً لكن تخلفهُ عن الإيمانِ وبقاؤه على الملةِ الكافرة جعلته من أصحابِ النّارِ . وكذلك الصبرُ ما لم يكن يصاحبهُ الإيمان بالله واليومِ الآخر ؛ فلا ينتفع به صاحبه ؛ فلا تكفرّ خطاياه إذا صَبرَ ولا ترفع درجتهُ بالبلاءِ النازلِ ولا تدفعُ عنه المصائبَ المقدورةَ فإن من البلاء ما يدفعُ بالدعاءِ والصدقةِ وغير ذلك ولا يؤجر إذا صبَر فعن صهيب بن سنان رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم فَعُلِم أن الصبر واليقين ملازمين للإيمان بالله واليوم الآخر وما يقتضيِ ذلك من التصديقِ بالآياتِ والعمل بالصالحاتِ . والصبر واليقين يتتابعان تتابع الشرطِ والمشروط ؛ فالصبر على المكارهِ ومما تجد النفس فيه مشقةً من جهة طبعها لا من جهةِ الأمر المأمورِ بهِ أو المقدورِ لها ؛ فإن الله لا يكلف الأنفس إلا وسعها ؛ لكن النفس يتداول عليها من الأحوالِ والخواطرِ والوساوسِ ما يجعلها تنفرُ من الطاعاتِ أو تتكاسل عنها ؛ فتجد العبد يتشّكى من طولِ القيام في صلاةِ التراويح ؛ أو ينامُ على الصلواتِ عند النداء إليها وهو يسمع ؛ أو يجد مشقة في اسباغ الوضوء في الشتاءِ الباردِ وغيرها . هذا فيما يختصُ بالأوامرِ الشرعية وأمّا ما يختصُ بالمصايبِ القدريةِ فتجدهُ عند نزولها جَزِعاً ، خوّاراً ، ولا يثبتُ ولا يتطامنُ لركنٍ شديد كما روى أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على امرأة عند القبر تبكي فقال لها :" اتقيّ الله واصبري" فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصابيِ فلم تعرفه فقيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتت باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت : لم أعرفك فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى " متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام من حديث أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري :" والصبر ضياء " رواه مسلم واليقين بالثوابِ والفرجِ ؛ فلا يقنطُ ولا ييأس عند نزولِ المصائبِ وحلول البلاء ؛بل يصبرُ ويحتسبُ ؛ فلولا ذلك فكيف يسع المبتلى أن يصبر وهو لا يوقنُ بالفرجِ ولا بالثوابِ . وبحسبِ اليقينِ يكونُ صبرُ العبدِ ؛ فإذا أيقن أن البلاء سنةٌ على عباد الله وأن المؤمن مأجور والخير كله له من جهتيِ الصبرِ والشكرِ ؛ فكلما كان البلاءُ أشد كان الأجر أعظم وذلك مع الصبرِ واليقين ؛ وأشدُ الناسِ بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما جاء في الخبرِ الصحيحِ . والناسُ تتفاوتُ في الصبرِ بتفاوتها بالإيمانِ واليقين ؛ وفي هذا حجةٌ على غلاة المرجئةِ الذين يقولون أن الإيمان واحد وأن الأعمال ليست داخلة في الإيمان إنما هي أمرٌ زائدٌ أو شرطٌ للكمالِ ؛ فلو كان شيئا واحداً لكان البلاء متشاكلا وما تفاوت فيه الناس ؛ ولازم قول هؤلاء أنه ينفيِ الحكمة من الخلق ؛ والعدل من الخالق ؛ فيكون الناس سواء في الإيمان متفاوتون في النعمِ والبلاءاتِ ، ويكون المجتهدُ في الطاعاتِ كالخاملِ عنها ، ويكون أتقى الخلقِ وأعلمهم كأشقاهم وأسفههم ، وفي هذا من القولِ الفاسدِ والإعتقاد الباطل ما تدفعهُ العقول الصريحة قبل النقول الصحيحة . إن الناس لا يستوون من جهة العلمِ فكيف يستوون من جهة العمل قال تعالى :"أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" ولولا ذلك لما انفسخت العزائم عند المصائب وكعتِّ الركب عند تحقق البلاء ونزوله ؛ فتجد من الناس من لا يصبرُ على الشوكةِ يشاكها ؛ بل تجدهُ يجزعُ لفواتِ درهمٍ أو فلسٍ من ربحٍ وافرٍ محصّل . كما تجد هذا الإنفساخ في طوائفِ الشركِ والمنافقين والمعاصي كلّ على حسبِهِ وقَدَرهِ . والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد . قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" كمائن القلوب تظهر عند المحن "[ مجموع الفتاوى20/8] وقال أيضا في موضع آخر :" وأسباب الفتن إما بترك الحق او ترك الصبر " وأراه تأول سورة العصرِ . هذا ما حضرنا من القول في مقام الصبر واليقين من الأمورِ المجملة وإلا فتفصيل ذلك لا يرام ولا ينتهي بهذا الحدّ ؛ و بسطُ مسائله والوقوف على دقائق نكتهِ وفرائدِ درره له مواضع غير هذا الموضع من كتبِ العلماء والفقهاء الربانيين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
|
||||
2017-03-22, 10:00 | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
اقتباس:
جعل الله سعيكم مشكورا |
||||
2017-03-22, 10:14 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
|
|||
2017-03-22, 14:07 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم فلا تزال المواعظ الطيبة تفعل أفاعيلها في العبد المنيب والنفوس اللاوامة والمطمئنة فتجنّبهُ المهالك وتخوض به أحسن المسالك ؛ ومن أحسن دينا ممن ابتع الملة الحنفية والطريقة النبوية فاتبع الإيمان بالعمل الصالح والعلم النافع وغير ذلك من الأمور
|
|||
2017-03-22, 14:19 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
|
|||
2017-03-22, 14:28 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
|
|||
2017-03-22, 14:50 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
جزاك الله خيرا أخي أبا عاصم السلمي ووفقك الله ونفع بك ؛ وقد فرحتُ بمعرّفك كثيرا ، فلا بد للشكرِ أن ينسب لأهله وخاصته ؛ ويسند القول لصاحبه ؛ وقد رأينا من السراقين للمكاتيب والمنشورات الأمر العجيب في مواقع كثيرة ، وقد تمر بك مقالتك ولا يتغير فيها إلا اسمك ، ونحو ذلك مما هو معلوم لدى العارفين بدسائسِ الأمور
|
|||
2017-03-22, 17:19 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
جزاك الله خيرا |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc