يا يحيى خذ الكتاب بقوة
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة " ( مريم 12 )
ما المقصود بالقوة ؟ وما المقصود بالكتاب في هذه الآية ؟ .
القوة حسب المصطلحات العلمية الحديثة هي : كل مؤثر قادر على تحريك الجسم الساكن أو إيقاف الجسم المتحرك .
وأمّا الكتاب فهو التوراة المنزّل على سيدنا موسى عليه السلام ، وهو مثل الإنجيل والقرآن فيه أوامر بالطاعات ونواهي عن المعاصي . وقبل مجيء سيدنا يحيى عليه السلام كانت الطاعات ساكنة لا تُنفّذ والمعاصي تتحرّك في المجتمع ، فكان على سيدنا يحيى عليه السلام أن يبذل قوة في تفعيل الطاعات وبث الحركة فيها والعمل بالنهي عن المعاصي السائدة وهذا الأمر يتطلّب منه الحكمة في ذلك . قال الله تعالى :
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً " ( مريم 12 )
وكذلك وهبه الله تعالى اللطف واللين في القول والعمل . قال الله عزّ وجلّ :
" وبرّاً بوالديه ولم يكن جبّاراً عصيّاً " ( مريم 13 )
وهذا الأمر يذكّرنا بقصة سيدنا موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون .قال الله تعالى :
" اذهبا إلى فرعون إنّه طغى . فقولا له قولاً ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى "
( طه 43 – 44 )
من كتاب خواطر علمية لمؤلفه
محمد صفوح الموصللي
دمشق