ما هي ديانة الامازيغ قبل الفتوحات الاسلامية : - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ما هي ديانة الامازيغ قبل الفتوحات الاسلامية :

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-18, 23:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي ما هي ديانة الامازيغ قبل الفتوحات الاسلامية :

ما هي ديانة الامازيغ قبل الفتوحات الاسلامية :
كان اغلب الامازيغ قبل الفتوحات الاسلامية في اغلبهم يدينون بالمسيحية الدوناتية الاؤيوسية قليل منهم على اليهودية
حيث ان العقيدة الدوناتية المسيحية او كما تسمى ايضا الاريسسية هي العقيدة الصحيحة التي جاء بها المسيح عليه السلام وحافظ عليها الكثير من المءمنين الموحدين لله قبل بعثة الرسول محمدعليه الصلاة والسلام
العقيدة الكاثوليكية والرثدوكسية وغيرها من المذاهب التي تاله النبي عيسى عليه السلام فلم تظهر الا بعد القرن الثالث الميلادي وكانت اشد المحاربين للعقيدة التوحيدية الاريسسة.
فماهي العقيدة التوحيدية الاريسية:
لقد جاء في القرءان الكريم في سورة البقرة : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
تاكد هذه الاية الكريمة ان هناك من اليهود والنصارى ومن الموحدين الصابئين من سيدخل الجنة
عد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل وكيف كفروا بنعمه .. أراد أن يعرض لنا حساب الأمم التي سبقت أمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة،
ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عن سبب نزول هذه الآية ما نصه:
قال السدي: الآية: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، بينا هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذْ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان، هم من أهل النار". فاشتد ذلك على سلمان، فأنزل الله هذه الآية، فكان إيمان اليهود: أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى، عليه السلام؛ حتى جاء عيسى. فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى، كان هالكًا. وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولا منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعْ محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم ويَدَعْ ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل -كان هالكا. وقال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير نحو هذا.
حيث ان رسالة محمد عليه الصلاة والسلام خاتما لانبياء هي للعالم كله ولذا فكل من كان يؤمن بديانة قبل ظهور الرسالة المحمدية وجب عليه الالتزام بالشريعة التى نزلت على محمد عليه الصلاة والسلام فلا يقبل بعد ذلك أي شريعة اخرى فقال تعالى : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

اذن التصفية النهائية لموكب الإيمان والرسالات في الوجود حسمت .. فالذي آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام .. لا يخاف ولا يحزن يوم القيامة .. والذي لم يؤمن يقول الله تبارك وتعالى له "إن الله يفصل بينهم يوم القيامة" .. إذن الذين آمنوا هم الذين ورثوا الإيمان من عهد آدم .. والذين هادوا هم أتباع موسى عليه السلام .. وجاء الاسم من قولهم: "إنا هدنا إليك" ـ أي عدنا إليك .. والنصارى جمع نصراني وهم منسوبون إلي الناصرة البلدة التي ولد فيها عيسى عليه السلام .. أو من قول الحواريين نحن أنصار الله في قوله تعالى:

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
اذن هناك قبل الاسلام من كان يؤمن بوحدانية الله قبل الاسلام وعلى مدى العصور القديمة ومن بين هذه الطوائف التي كانت تعتقدبوحدة الله هي الطائفة الاريسسية الموحدية .
ظهور العقيدة المسيحية التوحيدية (الاريسسية):
ومن أبرز الشخصيات البارزة التي انشقت عن المسيحية الرومانية الكاثوليكية (عقيدة التثليت) هما الأب أريوس Arius مؤسس المذهب الأريوسي و الأب دونا او دوناتوس Donatus Magnus و المعروف كذلك باسم Donat le Grand وهما من أصل أمازيغي واللذين كان يدعوان الى التوحيد الله واعتبار عيسى عليه السلام بشر ورسول خلاف للعقيدة الكاثوليكية والتي قسمت الاله الى ثلاثة (الاب والابن والروح القدس ) والتي كانت تعتبر عيسى عليه السلام اله في حد ذاته .
المذهب الأريوسي Arianisme : من خلال النصوص الاسلامية:

جاء في نصّ الرسالة التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، أنه قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ
الأريوسيين نسبة إلى الأب أريوس Arius الأمازيغي الأصل المولود في قورينا وهي من أجمل المدن الليبية تاريخا و حضارة (مدينة شحات اليوم) أقصى شرق ليبيا، و عاش بين فترة (250 - 336 )هو من كبار كهنة الإسكندرية، ومؤسس المذهب الأريوسي Arianisme وهي الديانة التي كان عليها الوندال عند قدومهم الى بلاد المغرب الاسلامي (شمال إفريقيا )، وهذا المذهب مخالف لما كان منتشرا وقتها في الإمبراطورية الرومانية من عقيدة التثليث في الكنيسة الكاثوليكية الأرثودوكسية؛ فهو اقرب للتوحيد لإنكاره إلوهية المسيح وعلى وحدانية الله.
بمعنى لا اله الا الله وان عيسى رسول االه
معنى كلمة الأريسيين:عند الفقهاء المسلمين:
اختلف علماء الحديث واللغة من مدلول هذه الكلمة، فقال البعض: هم الأكاريون أو الحراثون، وقيل: إن (الأريسيين) هي جمع (أريسي)، وهم أتباع فرقة من فرق النصارى وقفوا في وجه مبدأ الثالوث، وكانوا يؤمنون بالتوحيد، مما جعلهم في صراع مع دعوة تأليه المسيح وتسويته بالإله الواحد الصمد، ولهذا فمن المرجح أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عنى هذه الفرقة بقوله: (فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين) ذلك لأنهم كانوا موحدين. وقد ذكر الإمام أبو جعفر الطحاوي هذه الفرقة فقال: وقد ذكر بعض أهل المعرفة بهذه المعاني أن في رهط هرقل فرقة تعرف بالأروسية، توحد الله، وتعترف بعبودية المسيح له عز وجل، ولا تقول شيئا مما يقول النصارى في ربوبيته وتؤمن بنبوته، فإنها تمسك بدين المسيح مؤمنة بما في إنجيله، جاحدة لما يقوله النصارى سوى ذلك، وإذا كان ذلك كذلك جاز أن يقال لهذه الفرقة (الأريسيون) في الرفع، (الأريسيين) في النصب والجر، كما ذهب إليه أصحاب الحديث. وجاء في كتاب موسوعة الأديان الميسرة (ص13): آريوس أحد رجال الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، أصله ليبي، وقد عاش في مصر، وفيها حاول مقاومة فكرة ألوهية المسيح، وأن الابن مساوٍ للأب التي بدأ يتداولها بعض رجال الكنيسة، وقد أظهر آريوس مواقفه وآراءه في عهد بطريرك الإسكندرية ألكسندر الذي حاول مقاومة ما يطرحه آريوس.

يقول جون لوريمر: من الواضح أن الدافع لآريوس هو الحفاظ على كمال الله الآب وسرمديته وألوهيته، وفي الوقت نفسه نسب دوراً هاماً للمسيح الابن، يفرزه عن الآخرين على أن آريوس لم يستطع أن يقبل وجود تغيير أو انقسام من الأب الذي كان الجوهر النهائي. وتنقل نصوص مجموعة الشرع الكنسي أن آريوس أنكر لاهوت المسيح، وزعم أنه مخلوق من العدم وغير مساوٍ للآب في الجوهر، وأنه لم يكن أزلياً وهو دون الرتبة الألوهية، ويسمى مجازاً ابن الله وحكمته وقوته. فالمسيح والآب عند آريوس ليسا في جوهر واحد، والروح القدس عنده وُلد من الكلمة، وهو أقل ألوهية من الكلمة (المسيح الابن) نفسها.

من هنا فإن آريوس كان يريد توحيد الله وتنزيهه، ولذلك رفض فكرة تأليه المسيح وأن الابن إله حق من إله حق، وكان يريد أن يضع حداً فاصلاً بين الخالق والمخلوق، وعنده أن الابن من ضمن المخلوقات، وفي عدادها، ووافق فقط على القول بأن المسيح خليفة عليا، ولكنه خليفة فقط.

ترافق ظهور آريوس والتفاف الأتباع حوله استلام قسطنطين الثاني السلطة، وكان أن دعا قسطنطين عام 325م إلى مجمع مسكوني في نيقية، أدانوا فيه كل الآراء القائلة بعدم ألوهية المسيح، ومنها آراء آريوس، ورموه بالهرطقة، وبأن مواقفه بدعة، وصدر عن هذا المجمع ما عُرف فيما بعد باسم (دستور الإيمان النيقاوي) وفي نصه: أن المسيح إله حق من إله حق، وأنه مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر. وبعد مجمع نيقية تم نفي آريوس وعزله لإيقاف تأثيره [موسوعة الأديان]

واستمر كفاح هذه الفرقة ضد عقيدة الثالوث، ووقف بطريق الاسكندرية مع أثيناسيوس وقفة قوية ضد آريوس الذي ينادي بأن الإله واحد، وله طبيعة واحدة، كما كان ينادي ببطلان القول الذي يزعم أن عيسى وروح القدس آلهة ملتحمة مع الإله الواحد، وقال: بأن مثل هذا الزعم لا يتمشى مع مبدأ التوحيد، وقال: إن عيسى بشر فوق البشر الآخرين، لكنه لا يمكن أن يكون إلهاً، لأن للإله طبيعة واحدة، وهذه الطبيعة لا تتجزأ. وبعد مؤتمر نيقية تكونت النواة الأولى للديانة المسيحية التي تؤمن بأن الذات الإلهية قد صارت منقسمة إلى الأب والابن، والروح القدس، ونادى هذا المؤتمر بأن الإله الابن يمثل نشاط الإله الأب وحركته، فهو الجزء المتحرك من الإله، وأن روح القدس أيضاً من طبيعة الإله، وهو إله أيضاً كالابن يمثل جانب الحركة والنشاط للإله الأب، وأن روح القدس روح غير مخلوقة كالابن تماماً منبثقة عن الذات الإلهية الواحدة. وأصبحت عقيدتهم بأن الأب والإبن والروح القدس كلهم جميعهم آلهة، أو أقانيم مشتركة في الجوهر والطبيعة الواحدة (طبيعة واحدة وجوهر واحد لثلاثة آلهة) ثم جاء القديس أوغسطين في القرن الخامس، وأيد هذا المبدأ، ثم جاء فلاسفة الغرب ونقلوا هذه الأفكار عن القديس أوغسطين وهو يعد من أهم آباء الكنيسة الذين أرسوا دعائم المسيحية .
المذهب الاريوسي هو اعضم جدال في تاريخ المسيحية:

ويعد المذهب الأريوسي أول تحد للمسيحية، كما يعتبر أعظم جدل لاهوتي في تاريخ المسيحية؛ وذلك لإنكار أريوس أولوهية المسيح، ومخالفة قاعدة الثالوث المقدس .ولقد عرف هذا المذهب انتشارا واسعا ولمدة طويلة حتى بعد زوال و انهيار الإمبراطورية الرومانية؛ حيث أصبح هذا المذهب ديانة الممالك القوطية في ألمانيا كلها تتبع المذهب الأريوسي خاصة الطبقة الحاكمة، كما انتشر هذا المذهب في الشام و العراق .

ولقد أدى سرعة انتشار هذا المذهب في الإمبراطورية إلى عقد مؤتمر يسمى المجمع المسكوني الأول بمدينة نيقية (مدينة في تركيا تسم اليوم إزنيق iznik ) Le premier concile de Nicée بأمر من الإمبراطور قسطنطين سنة 325 م لمناقشة و دراسة الخلافات في كنيسة الاسكندرية بين أريوس و أتباعه من جهة، وبين ألكسندروس الأول Alexandre d'Alexandrie بابا الإسكندرية وأتباعه حول طبيعة يسوع، وتمت إدانة أريوس، وتم اعتماد قاعدة الثالوث المقدس .

واستمر خلاف أريوس مع الكنيسة المسيحية التي تحولت إلى حليف مع الإمبراطورية الرومانية، أصبحت تمثلها دينيا ومستمرة في إصرارها على قاعدة التثليث أو الثالوث المقدس حتى وفاته التي ترجح بعض المصادر أنه مات مسموما.

المذهب الدوناتي Donatisme المسيحية التوحيدية):

وكان هذا المذهب هو من اتباع المذهب الاريسي واستمرار له في بلاد المغرب الاسلامي
كان هذا أول انشقاق عن المسيحية schisme في بلاد المغرب الاسلامي الكبير وذلك على يد على يد أسقف نوميدي اسمه دونا أو دونا الكبير (Donat le Grand ) وباللاتينية Donatus Magnus وهو مؤسس المذهب الدوناتي Donatisme ولد بمدينة نفرين جنوب ولاية تبسة (نوميديا آنذاك ) عرف مذهبه بمخالفته للمسيحية في لاهوتية المسيح وإنكاره لقاعدة الثالوث المقدس .

ولقد ظهر المذهب الدوناتي أو الحركة الدوناتية العام 305 م، واستطاع فرض وجوده، وانتشر بسرعة في بلاد المغرب، وأصبح عقيدة للسكان الأصليين خاصة النوميديين؛ فتحول هذا الانشقاق إلى صراع أدى إلى نشوب حرب إبادة شنتها الإمبراطورية الرومانية ضد السكان الأصليين، وهذا يبين انحراف الكنيسة الرومانية المسيحية عن مبادئها الدينية وخدمتها مصالح الإمبراطورية الرومانية، وهذا ما ذكره المؤرخ البريطاني فراند W.H.C.Frend قال " إن استقرار الكاثوليكية في شمال إفريقيا يعتمد على استقرار مؤسسات الإمبراطورية الرومانية " (5) وأضاف المؤرخ " إن الكنيسة الكاثوليكية وبصفتها حليفة روما تعارض كل من هو خارج أسوار المجتمع الروماني الإغريقي "(6)

اغلب القبائل الامازيغية اعتنقت المذهب الدوناتي الارييسي (التوحيد)
و هو نسبة الى القديس الامازيغي دوناتوس من اتباع المذهب الاريسي وهو اخر عقيدة التزم بها اغلب الشعب الامازيغي قبل دخولهمالاسلام

بداية الانشقاقات عن المسيحية الرومانية : schisme
عرفت الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة الإمبراطور دقلديانوس Dioclétion وتولي الإمبراطور قسطنطين الأول Constantin Ier تحولا جذريا في حرية الاعتقاد؛ و هذا بعد إعلان الإمبراطور الجديد مرسوم ميلانو ( Edict Milano) عام 313 م حياد الإمبراطورية الرومانية تجاه شؤون العبادة مما أزال العقبات أمام الممارسات الدينية المسيحية و الديانات الأخرى، ونالت الكنيسة المسيحية الحرية و الاعتراف الرسمي من طرف الإمبراطورية .

هذا المرسوم منح الحرية لرجال الدين، وربما سمح هذا الوضع لظهور بعض النصوص المقدسة التي كانت مخفية أيام فترة الاضطهاد أدى إلى ظهور انشقاقات داخل الديانة المسيحية؛ جاءت نتيجة اختلافات عقائدية أدت إلى بروز مذاهب جديدة على يد أساقفة أمازيغ بمثابة أول انشقاق في الدين المسيحي وللإشارة فإن الديانة المسيحية كانت واحدة في ذلك العصر، ولم تكن معروفة بالكاثوليكية أو الأرثودوكسية .

ولقد أدت هذه الانشقاقات فيما بعد إلى انقسام المسيحية نفسها إلى مذهبين: كاثوليكي تحت قيادة كنيسة روما، وأرثودوكسي تحت قيادة كنيسة الإسكندرية؛ وذلك بعد انعقاد مؤتمر خلقيدونية عام 451 م concile de Chalcédoine وخلقيدونية مدينة في تركيا حاليا قاضي كوي Kadıköy وسبب الاختلاف عقائدي حول طبيعة يسوع، وإنكار لاهوت المسيح، وأنه لم يكن إلها بل مجرد إنسان مخلوق، وهي الأقرب إلى عقيدة التوحيد و قاعدة الثالوث المقدس .

اعتراض الاساقفة الامازيغ على تعيين روما لاسقف من عقيدة كاثوليكية:

و أثناء مؤتمر قرطاج لتعيين أسقف جديد سنة 312 م ؛و أسقفية قرطاج هي المشرفة عل المسيحية في المغرب العربي تم تعيين الأسقف كوسيليوس Caecillius ،اعترض الأساقفة النوميديون على تعيين الأسقف الجديد الذي اتهم بالخيانة ضد المسيحية، و تعاونه مع محاكم التفتيش؛ فبدأت الصراعات والخلافات مع الكنيسة حتى بعد وفاة الأب دونا سنة 355 م .

وفي عام 411 م عقد مؤتمر قرطاج بطلب من الإمبراطور هونوريوس Honorius حيث جمع 286 أسقفا يمثلون الكنيسة المسيحية الرومانية و279 أسقفا يمثلون المذهب الدوناتي خلص إلى حل المذهب الدوناتي؛ فصودرت كنائسه و ممتلكاته لصالح الإمبراطورية الرومانية ممثلة في الكنيسة المسيحية وقد للقديس أوغسطين Augustin d'Hippone أو saint Augustin (354 – 430) الذي لعب دورا بارزا في القضاء على المذهب الدوناتي كما ذكر الدكتور عثمان سعدي في مقاله كان أوغسطين يؤيد ويدعو لقمع الدوناتيين يقول " ينبغي أن تتدخل السلطة العامة وتزرع الرعب لإعادة الهراطقة للأصالة المسيحية .باسم كلمة المسيح أجبروهم بالقوة على الدخول " وهذا دليل على تحالف الكنيسة المسيحية مع الإمبراطورية الرومانية واستغلالها كقوة سياسية حتى أصبحت الكنيسة لا تستطيع الاستغناء عن السلطة الإمبراطورية، وكذلك الإمبراطورية فهي لا تستطيع الاستغناء عن الكنيسة المسيحية حفاظا عل نفوذها و سلطانها؛

محاربة قبائل الوندال (الموحدين ) للتواجد الرماني في شمال افريقيا:
أصل الفاندال
الفاندال قبائل من جرمانية كانت تقطن شمال أوربا حول بحر البلطيق، أخذت تنتشر في جنوب ألمانيا خلال القرن الخامس ميلادي ثم تقدمت إلى بلاد غالية فرنسا كما وصلت إلى إسبانيا عام 409 م، وقاموا باحتلال إفريقيا الشمالية وذلك بمساعدة أهلها وأسسوا فيها دولتهم الملكية سنة 431 م، وتم احتلالهم لقرطجنة سنة 439 م.
تحالفت الكنيسة الكاثوليكية مع الامبراطورية الرومانية وذلك لمواجهة التهديدات الخارجية و الاضطرابات الداخلية التي أدت إلى انهيارها و زوالها فيما بعد وخاصة من خطر الوندال والذين اعتنقوا المذهب المسيحي التوحيدي (الاريوسي) وبسبب معاملة روما لهم باحتقار قرروا النفصال عنها ومحاربتها ومحاربة عقيدة التثليث
فاستطاعوا غزو الإمبراطورية الرومانية في شمال اروبا ثم زحفوا الى بلاد المغرب الاسلامي لمساعدت الامازيغ الاريوسيين في التحرر من جبروت الكنيسة الكاثولكية ومن الامبراطورية الرومانية وكان ذلك سنة 429 م واستمر وجودهم في معسكرات في هذه المناطق لأكثر من قرن ( 429- 533) والذين كانوا معتنقين المذهب الأريوسي القريب إلى المذهب الدوناتي، كما عرفت هذه الفترة وفاة أوغسطين سنة 430 م والذي قتل أثناء حصار الوندال لمدينة بونة Hippone (عنابة.

كان هذا الاختلاف في العقائد بين روما الكاثوليكية والامازيغ الأريوسيين سببا في اضطهاد الكاثوليك لامازيغ بلاد المغرب؛ إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم، كما حرموا عليهم اعتناق الأريوسية
القوات الفاندالية التي كانت مدعومة من البربر الذين رأوا فيها خلاصهم من الاستعمار الروماني. وفي الوقت ذاته رأت روما أن الخطر بات يهدد نفوذها فأرسلت حامية لإنقاذ روما، لكن الفاندال انتصروا على الرومان واحتلوا مدينة بونه آخر المعاقل الرومانية بالجزائر، وذلك كان في ديسمبر 431 م على عهد الإمبراطور ولنتينياس الثالث وبذلك ينتهي الاستعمار الروماني بالجزائر والذي دام 370 سنة.ذ









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc