شروط لا إله إلا الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شروط لا إله إلا الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-11-14, 10:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وافي طيب
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي شروط لا إله إلا الله

شروط لا إله إلا الله:
لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل. الثاني: اليقين المنافي للشك. الثالث: القبول المنافي للرد. الرابع: الانقياد المنافي للترك. الخامس: الإخلاص المنافي للشرك. السادس: الصدق المنافي للكذب. السابع: المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء.
وأما تفصيلها فكما يلي:

الشرط الأول: العلم المنافي للجهل:
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تثبته، المنافي للجهل بذلك،
قال تعالى: ((إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))[الزخرف:82] أي شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطق بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعه، لأنه لم يعتقد ما تدل عليه.)
وقال تعالى: { فاعلم أنَّه لا إله إلا الله } [محمّد: 19]،
وقال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » }رواه مسلم. {
فالعلم بها يقتضي العلم بـ:
معنى شهادة أن لا إله إلا الله: الاعتقاد والاقرار، أنه لا يستحق العبادة إلا الله، والتزام ذلك والعمل به، (فلا إله) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائناً من كان (إلا الله) إثبات لاستحقاق الله وحده للعبادة، ومعنى هذه الكلمة إجمالا: لا معبود بحق إلا الله. وخبر (لا) يجب تقديره: (بحق) ولا يجوز تقديره بموجود؛ لأن هذا خلاف الواقع، فالمعبودات غير الله موجودة بكثرة؛ فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة لله، وهذا من أبطل الباطل وهو مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض. وقد فُسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة منها: أ-‌) أن معناه: لا معبود إلا الله. وهذا باطل؛ لأن معناه: أن كل معبود بحق أو باطل هو الله، كما سبق بيانه قريباً. ب-‌) أن معناها: لا خالق إلا الله. وهذا جزء من معنى هذه الكلمة؛ ولكن ليس هو المقصود؛ لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية، وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين. والتفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين: أن يُقال: (لا معبود بحق إلا الله) كما سبق.

الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك:
بأن يكون قائلها مستيقناً بما تدل عليه؛ فإن كان شاكاً بما تدل عليه لم تنفعه، قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا)) [الحجرات:15] فإن كان مرتاباً كان منافقاً، وقال النبي -صل الله عليه وسلم- : ((من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة)) [الحديث في الصحيح] فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخول الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله، وآني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » [رواه مسلم].

الشرط الثالث: القبول المنافي للرد:
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم: ((إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)) [الصافات:35-36] وهذا كحال عباد القبور اليوم فإنهم يقولون لا إله إلا الله ،ولا يتركون عبادة القبور، فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله.
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ - قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ - فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف 23 - 25]. الشرط

الرابع: الانقياد المنافي للترك:
لما دلت عليه، قال تعالى: ((وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)) [لقمان:22] والعروة الوثقى: لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد لله بالإخلاص له.
قال تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } [الزمر: 54].

وقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء 65]. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به " [ذكر ابن رجب وغيره أن إسناده ضعيف].

الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب :
وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقاً بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقاً كاذباً، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا)) [البقرة:9]
قوله تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3].
وقال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة » [رواه أحمد].

الشرط السادس: الإخلاص المنافي للشرك :
وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك بأن لا يقصد بقولها طمعاً من مطامع الدنيا ولا رياء ولا سمعة؛
وقوله تعالى: { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة: 5].
قال تعالى: { ألا لله الدين الخالص } [الزمر: 3]،
وقوله تعالى: { قل اني أمرت ان اعبد الله مخلصا له الدين} [الزمر: 11].
و لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال: ((فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله)) [أخرجه الشيخان]
قال صلى الله عليه وسلم: « أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه » [رواه البخاري].

الشرط السابع: المحبة المنافية للبغضاء:
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين والعاملين بمقتضاها، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة:165] فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ..} الآية [المائدة 54].
وقال صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار » [متفق عليه].

قال الشيخ: (( فهذه شروط سبعة أخذها العلماء بالنظر والتَّتبُّع لِكتاب الله وسُنَّةِ نبيِّه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: العِلم، واليقين، والإخلاص، والصِّدق، والمحبَّة، والانقِياد، والقَبول. وليس المطلوبُ -في هذه الشُّروط السَّبعة- عدُّها، أو مجرَّد عدِّها؛ وإنَّما المطلوبُ في هذه الأمورِ السَّبعة: تحقيقها؛ أن يحقِّقها العبدُ. ولهذا قال بعضُ أهل العِلم: كم مِن عاميٍّ متحقِّقة فيه هذه الشُّروط، ولو قلتَ له: (عُدَّ لنا شُروط "لا إله إلا الله")؛ ما يُحسن أن يعدَّها! ولكنَّه يعرف أنَّها تَعني التَّوحيد والإخلاص، وعندهُ يقينٌ في قلبِه، وصادق، وليس مُنافقًا، ويقولُها بإخلاصٍ، وبِنيَّةٍ صافية، ومُحبٌّ لله ولِدِين اللهِ ولشرع اللهِ ولأوامر الله، و-أيضًا- مُنقادٌ ومُستسلم ومُطيع، وليس مُتلقِّيًا لها بالاستِكبار، متحقِّقة فيه. فالعِبرةُ في تَحقُّقِها، ليس العبرةُ بمجرَّد عدِّها. قد يعدُّها الإنسانُ ويجري فيها مثلَ السَّهم؛ ولكنَّه قد يخرِمُها -والعياذُ بالله-! فالعبرة بأن يكونَ العبدُ مُحقِّقًا لها. وليس شرطًا -هُنا- أن يضبطَ العدد ويقول: الشروط سبعة: 1، 2، 3، 4، 5..؛ ليس هذا [شرطًا]، وليس بلازِم. المهمُّ: أن تتحقَّق فيه هذه الشُّروط، وأن تجتمع، وأن يُتمِّمها، وأن يبذلَ وُسعه في حياتهِ في تحقيقها إلى أن يلقى الله -سبحانَهُ وتَعالى- وهو راضٍ عنه. ونسأل الله -جلَّ وعلا- أن يجعلنا أجمعين مِن أهل "لا إله إلا الله" -حقًّا وصِدقًا-، وأن يحيينا عليها، وأن يُميتَنا عليها...)).

مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا: (لا إله). وعبادة الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بالإثبات، وهو قولنا: (إلا الله)، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار. وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة، وأنكروه على من دعاهم إليه، وعابوا على من أخلص العبادة لله.

أركان لا اله الا الله :
لا إله إلا الله لها ركنان هما:
النفي والإثبات: فالركن الأول: النفي: لا إله: يُبطل الشرك بجميع أنواعه، ويُوجب الكفر بكل ما يعبد من دون الله. الركن الثاني: الإثبات: إلا الله: يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله، ويُوجب العمل بذلك. وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات، مثل قوله تعالى: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة:296] فقوله: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)) هو معنى الركن الأول (لا إله) وقوله: ((وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ)) هو معنى الركن الثاني (إلا الله). وكذلك قوله عن إبراهيم عليه السلام: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)) [الزخرف:26-27] فقوله: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ)) هو معنى النفي في الركن الأول، وقوله: ((إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)) هو معنى الإثبات في الركن الثاني.]









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-11-15, 01:18   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Amjed05
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا اله الا الله محمد رسول الله










رد مع اقتباس
قديم 2017-11-16, 16:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبومصعب المصري
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية أبومصعب المصري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وافي طيب مشاهدة المشاركة
شروط لا إله إلا الله:
لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل. الثاني: اليقين المنافي للشك. الثالث: القبول المنافي للرد. الرابع: الانقياد المنافي للترك. الخامس: الإخلاص المنافي للشرك. السادس: الصدق المنافي للكذب. السابع: المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء.
وأما تفصيلها فكما يلي:

الشرط الأول: العلم المنافي للجهل:
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تثبته، المنافي للجهل بذلك،
قال تعالى: ((إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))[الزخرف:82] أي شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطق بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعه، لأنه لم يعتقد ما تدل عليه.)
وقال تعالى: { فاعلم أنَّه لا إله إلا الله } [محمّد: 19]،
وقال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » }رواه مسلم. {
فالعلم بها يقتضي العلم بـ:
معنى شهادة أن لا إله إلا الله: الاعتقاد والاقرار، أنه لا يستحق العبادة إلا الله، والتزام ذلك والعمل به، (فلا إله) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائناً من كان (إلا الله) إثبات لاستحقاق الله وحده للعبادة، ومعنى هذه الكلمة إجمالا: لا معبود بحق إلا الله. وخبر (لا) يجب تقديره: (بحق) ولا يجوز تقديره بموجود؛ لأن هذا خلاف الواقع، فالمعبودات غير الله موجودة بكثرة؛ فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة لله، وهذا من أبطل الباطل وهو مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض. وقد فُسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة منها: أ-‌) أن معناه: لا معبود إلا الله. وهذا باطل؛ لأن معناه: أن كل معبود بحق أو باطل هو الله، كما سبق بيانه قريباً. ب-‌) أن معناها: لا خالق إلا الله. وهذا جزء من معنى هذه الكلمة؛ ولكن ليس هو المقصود؛ لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية، وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين. والتفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين: أن يُقال: (لا معبود بحق إلا الله) كما سبق.

الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك:
بأن يكون قائلها مستيقناً بما تدل عليه؛ فإن كان شاكاً بما تدل عليه لم تنفعه، قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا)) [الحجرات:15] فإن كان مرتاباً كان منافقاً، وقال النبي -صل الله عليه وسلم- : ((من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة)) [الحديث في الصحيح] فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخول الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله، وآني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » [رواه مسلم].

الشرط الثالث: القبول المنافي للرد:
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم: ((إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)) [الصافات:35-36] وهذا كحال عباد القبور اليوم فإنهم يقولون لا إله إلا الله ،ولا يتركون عبادة القبور، فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله.
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ - قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ - فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف 23 - 25]. الشرط

الرابع: الانقياد المنافي للترك:
لما دلت عليه، قال تعالى: ((وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)) [لقمان:22] والعروة الوثقى: لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد لله بالإخلاص له.
قال تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } [الزمر: 54].

وقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء 65]. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به " [ذكر ابن رجب وغيره أن إسناده ضعيف].

الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب :
وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقاً بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقاً كاذباً، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا)) [البقرة:9]
قوله تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3].
وقال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة » [رواه أحمد].

الشرط السادس: الإخلاص المنافي للشرك :
وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك بأن لا يقصد بقولها طمعاً من مطامع الدنيا ولا رياء ولا سمعة؛
وقوله تعالى: { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة: 5].
قال تعالى: { ألا لله الدين الخالص } [الزمر: 3]،
وقوله تعالى: { قل اني أمرت ان اعبد الله مخلصا له الدين} [الزمر: 11].
و لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال: ((فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله)) [أخرجه الشيخان]
قال صلى الله عليه وسلم: « أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه » [رواه البخاري].

الشرط السابع: المحبة المنافية للبغضاء:
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين والعاملين بمقتضاها، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة:165] فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ..} الآية [المائدة 54].
وقال صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار » [متفق عليه].

قال الشيخ: (( فهذه شروط سبعة أخذها العلماء بالنظر والتَّتبُّع لِكتاب الله وسُنَّةِ نبيِّه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: العِلم، واليقين، والإخلاص، والصِّدق، والمحبَّة، والانقِياد، والقَبول. وليس المطلوبُ -في هذه الشُّروط السَّبعة- عدُّها، أو مجرَّد عدِّها؛ وإنَّما المطلوبُ في هذه الأمورِ السَّبعة: تحقيقها؛ أن يحقِّقها العبدُ. ولهذا قال بعضُ أهل العِلم: كم مِن عاميٍّ متحقِّقة فيه هذه الشُّروط، ولو قلتَ له: (عُدَّ لنا شُروط "لا إله إلا الله")؛ ما يُحسن أن يعدَّها! ولكنَّه يعرف أنَّها تَعني التَّوحيد والإخلاص، وعندهُ يقينٌ في قلبِه، وصادق، وليس مُنافقًا، ويقولُها بإخلاصٍ، وبِنيَّةٍ صافية، ومُحبٌّ لله ولِدِين اللهِ ولشرع اللهِ ولأوامر الله، و-أيضًا- مُنقادٌ ومُستسلم ومُطيع، وليس مُتلقِّيًا لها بالاستِكبار، متحقِّقة فيه. فالعِبرةُ في تَحقُّقِها، ليس العبرةُ بمجرَّد عدِّها. قد يعدُّها الإنسانُ ويجري فيها مثلَ السَّهم؛ ولكنَّه قد يخرِمُها -والعياذُ بالله-! فالعبرة بأن يكونَ العبدُ مُحقِّقًا لها. وليس شرطًا -هُنا- أن يضبطَ العدد ويقول: الشروط سبعة: 1، 2، 3، 4، 5..؛ ليس هذا [شرطًا]، وليس بلازِم. المهمُّ: أن تتحقَّق فيه هذه الشُّروط، وأن تجتمع، وأن يُتمِّمها، وأن يبذلَ وُسعه في حياتهِ في تحقيقها إلى أن يلقى الله -سبحانَهُ وتَعالى- وهو راضٍ عنه. ونسأل الله -جلَّ وعلا- أن يجعلنا أجمعين مِن أهل "لا إله إلا الله" -حقًّا وصِدقًا-، وأن يحيينا عليها، وأن يُميتَنا عليها...)).

مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله: هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا: (لا إله). وعبادة الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بالإثبات، وهو قولنا: (إلا الله)، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار. وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة، وأنكروه على من دعاهم إليه، وعابوا على من أخلص العبادة لله.

أركان لا اله الا الله :
لا إله إلا الله لها ركنان هما:
النفي والإثبات: فالركن الأول: النفي: لا إله: يُبطل الشرك بجميع أنواعه، ويُوجب الكفر بكل ما يعبد من دون الله. الركن الثاني: الإثبات: إلا الله: يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله، ويُوجب العمل بذلك. وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات، مثل قوله تعالى: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة:296] فقوله: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)) هو معنى الركن الأول (لا إله) وقوله: ((وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ)) هو معنى الركن الثاني (إلا الله). وكذلك قوله عن إبراهيم عليه السلام: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)) [الزخرف:26-27] فقوله: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ)) هو معنى النفي في الركن الأول، وقوله: ((إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)) هو معنى الإثبات في الركن الثاني.]
جزاك الله خيرا.... اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-19, 10:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
brahimdca
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية brahimdca
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله واعانك علي فعل الخير
وجعله سبحانه وتعالى في ميزان حسناتك
جزآك الله خيرآ










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc