ضابط البدعة الحسنة والسيئة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ضابط البدعة الحسنة والسيئة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-04, 19:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي ضابط البدعة الحسنة والسيئة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
هذا خلاصة ما أفتي به الشيخ الدكتور سلمان العودة –المشرف على موقع الإسلام اليومئ

نعم هناك حديثان: الأول:ما رواه مسلم (1017) عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سن في الإسلام سنة حسنة فعُمِل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعُمِل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء".وقد جاء الحديث بألفاظ متعددة متقاربة، وفيه قصة معروفة، ويشبه هذا الحديث حديث آخر، وهو ما رواه مسلم(2674) عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".

قال النووي:سواء كان ذلك الهدى هو الذي ابتدأه، أو كان مسبوقاً إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك.

والحديث الثاني:ما رواه مسلم (867) عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في حديث طويل في خطبة الجمعة، وفيه:" وكل بدعة ضلالة " فكلا الحديثين صحيح.. ومعاني حديث رسول الله تتآلف ولا تتخالف، وتتعاضد ولا تتعاند.

فالحديث الأول يتكلم عن السنة، والحديث الثاني يتكلم عن البدعة، وبينهما بُعد المشرقين. فالسنة الحسنة هي الطريقة المتبعة التي جاء بها كتاب أو سنة، وهي المعبر عنها بالهدى في الحديث الآخر، فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ويشمل هذا من أحيا سنة قد أميتت، أو نشر علماً قد طوي، أو أبان شعيرة قد خفيت، ويدخل في ذلك من نظّم أمراً من الأمور المفيدة النافعة التي لا تتعارض مع الشريعة، كمن نَظَّم التعليم تنظيماً إدارياً وتربوياً نافعاً، أو رتب الجهاد، وقسم أجناده، وصنّف مجالاته، أو نَظَّم الصدقة، أو أصلح أمور المسلمين الدنيوية. بحسب ترتيب السعي في الرزق، أو الصناعة، أو الزراعة، أو سير الطرق، أو الوظائف، أو المصارف، أو سائر شؤون الحياة الدنيا، فإنها ميدان رحب للإبداع، وكل جديد مفيد منها فهو مستحسن، ما لم يتعارض مع نص شرعي، أو قاعدة شرعية، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-:" أنتم أعلم بأمور دنياكم" .

فالحظر والمنع إذن مقصور على الجانب التعبدي المحض، جانب القرب والطاعات الخالصة كالصلاة، والصوم، والحج، فهذه لا مجال فيها لابتداع، فما أحدث فيها فهو رد، أي: مردود على صاحبه، غير مقبول منه، ولا سائغ له.فلو أحدث صلاة جديدة غير مشروعة بمناسبة غير واردة في السنة، أو اخترع هيئة للصلاة، أو رتب زمناً خالصاً ، أو أضاف صفة، أو هيئة، أو شرطاً ليس له أصل لكان هذا مذموماً، وكان صاحبه مبتدعاً آثماً.

فالبدعة إذن هي طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الطريقة الشرعية، يقصد بها ما يقصد بالطريقة الشرعية، من التعبد لله –تعالى-، وهذا كله من التوسعة على العباد. فمنع إحداث عبادة جديدة هو من التوسعة، لئلا يلزم الناس أنفسهم بشيء غير ما سنّه الشارع، ولأن فتح هذا الباب يجعل كل فئة تخترع عبادة جديدة، وتنشرها بين الناس فيثقل ذلك عليهم، وتؤدي بهم إلى ترك العبادات المشروعة، والانشغال بما أحدثوه، ولذلك قال بعض السلف كابن مسعود وغيره: "ما أحدث الناس بدعة إلا أماتوا مثلها من السنة".


وكذلك الإذن للناس بالإبداع، والابتكار، والتجديد في مجال الوسائل والآليات، وشؤون الحياة الدنيا وتنظيماتها المادية والإدارية والاجتماعية والسياسية، بما لا يعارض النصوص.. هذا أيضاً من التوسعة على الناس.فلم يجعل الله لهذه الأمور صيغاً خاصة لا يتجاوزونها، بل بَيَّن لهم المحظور منها، وأذن لهم فيما وراء ذلك، مثلاً: البيوع، لم يشرع الله أنواعاً خاصة من البيوع، ويحرم ما عداها كما هو الحال في العبادات، بل بيّن الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- البيوع المحرمة، كبيع حبل الحبلة، وبيع المناجشة، وبيع الغرر، وبيع الجهالة، وبيّن شروط البيع، ثم أذن فيما وراء ذلك، فكل بيع يحدثه الناس فالأصل فيه الجواز إذا لم يعارض الضوابط الشرعية، ولا تحتاج في كل بيع إلى نص شرعي، أو إذن شرعي؛ لأن ثمت إذناً عاماً بقوله –تعالى-: "وأحل الله البيع" [البقرة : 275] وهكذا شأن الزرع، والصناعة، وفنون التعليم، والإدارة، والتنظيمات الاجتماعية و غيرها.

فمن ابتكر طريقة نافعة للمسلمين في أمر دينهم أو دنياهم فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، ومن أحيا سنة قد أميتت فله أجرها، وأجر من عمل بها بسببه إلى يوم القيامة.وعلى نقيض ذلك من دعا إلى ضلالة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده كما قال –تعالى-: "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون" النحل 25)

ومن الدعوة إلى الضلال الدعوة إلى البدع المحدثة في الدين، سواء كانت بدعاً علمية أو اعتقادية كالمذاهب، والملل، والنحل الفاسدة، أو كانت بدعاً عملية كبدع الصلوات، والحج، والمواسم، وغيرها. وتفصيل هذا مما عني به أهل العلم كالشاطبي، وأبي شامة، وابن الحاج، والطرطوشي، وغيرهم.

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-04, 20:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

البراهين على ألا بدعة حسنة في الدين ! ( 4 )




الجزء الرابع : <br><br>الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ، أما بعد : <br><br>فهذه هي الحلقة الرابعة من موضوع " البراهين على ألا بدعة حسنة في الدين والرد <br><br>على شبه المخالفين " والذي أسأل الله أن ينفعني واخواني به وأن يجعل أعمالي خالصة <br><br>لوجهه الكريم . <br><br>ـــــــــــــــــــــــ<br><br>سادساً: ان الأدلة الصحيحة جاءت بذم البدع مطلقاً ، ولم تقسم البدع إلى بدع حسنة <br><br>مستحبة و إلى بدع سيئة مكروهة : <br><br>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ... أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي <br><br>محمدٍ ، وشر الأمور محدَثاتها، وكل محدَثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ؛ ( وكل ضلالةٍ في <br><br>النار ) " أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي والزيادة له .<br><br>وقال صلى الله عليه وسلم : " فإن من يعش منكم ؛ فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي <br><br>وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن <br><br>كل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة " أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم ( 25 ) . <br><br>وقال صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ‏ متفق عليه.<br><br>وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه ؛ فهو رد " متفق عليه.<br><br>( فهذه الأحاديث لم تفرق في الحكم بين بدعةٍ وبين بدعةٍ أخرى ، فالنكرة إذا أضيفت ؛ أفادت <br><br>العموم ، والعموم لا يخص إلا باستثناء ، و أين الاستثناء هنا ؟! – وما قد يظنه البعض دليل <br><br>على الاستثناء سيأتي الجواب عنه فيما بعد ان شاء الله – وهذا ما فهمه السلف الصالح رضي <br><br>الله عنهم أجمعين : <br><br>فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "‏ كل بدعةٍ ضلالة وإن رآها الناس حسنة "‏ ( 26 ) .<br><br>وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " أيها الناس ! إنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فإذا رأيتم <br><br>محدثة ؛ فعليكم بالأمرِ الأول " ( 27 ) .<br><br>فكلاهما أخذ معنى (‎ البدعة) على عمومه ، دون تفريق بين ما يسمى بدعة حسنة أو بدعة <br><br>سيئة ! وهو الذي لا ينبغي سواه ) ( 28 ) .<br><br>( وقد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي ؛ إذا تكررت في <br><br>مواضع كثيرة وأوقات متفرقة وأحوال مختلفة ، ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص فذلك <br><br>دليل على بقائها على مقتضى لفظها العام المطلق .<br><br>وأحاديث ذم البدع والتحذير منها من هذا القبيل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم <br><br>يردد من فوق المنبر على ملأ من المسلمين في أوقات كثيرة وأحوال مختلفة أن " كل بدعةٍ <br><br>ضلالة " ‏‏ ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية <br><br>من العموم فيها ، فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها.<br><br>وقد اجمع السلف الصالح على ذمها وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها ، <br><br>ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا استثناء ، فهو ـ بحسب الاستقراء ـ إجماع ثابت يدل دلالة <br><br>واضحة على أن البدع كلها سيئة ليس فيها شيء حسن ) ( 30 ) .<br><br>قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " مجموع الفتاوى " (10/370 ) : <br><br>(‎ ان المحافظة على عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعةٍ ضلالة " ‏‏ متعين <br><br>وأنه يجب العمل بعمومه ) .<br><br>**<br>سابعاً : ( ان معرفة البدعة المدعى حسنها متعذرة ، لأن الأمر قد يكون ظـاهره طاعة وهو <br><br>معصية وقد يكون الأمر بالعكس وقد يحسن كثير من العقول بمجر دها أن تصلي الظهر <br><br>خمساً عند النشاط والرغبة في مناجاة الله ويحسن أن تصلي ركعة عند التعب والإعياء <br><br>وتراكم الأشغال وهكذا يقال في سائر الفروض .<br><br>فيقال لمحسني البدع أنتم في حاجة شديدة أن تميزوا البدعة الحسنة من القبيحة ، ونحن <br><br>على اتفاق أنه ليس كل ما ظـاهره طـاعة يكون في الواقع طـاعة ، ولا كل ما ظـاهره معصية <br><br>يكون في الواقع معصية ، وغـاية الأمر أن يكون هذا المحدث المبتدع دائراً بين أن يكون حسنا <br><br>مثابا عليه ، وأن يكون قبيحاً معاقباً عليه ، وإذا كان كذلك فلا يجوز أن تدعوا أنه من القسم <br><br>الأول إلا بدليل خارج ، والدليل إذا كان من الكتاب ؛ أو السنة الصحيحة ؛ أو الإجماع ؛ فما <br><br>هو من البدعة ، فظهر أن القول بالبدعة الحسنة باطل لتعذر معرفتها .<br><br>وسر البرهان أننا نقول لمن أشار إلى عمل محدث وقال هذه بدعة حسنة : من أين عرفت <br><br>أنها حسنة ولعلها قبيحة ؟ <br><br>وكم نشاهد من الأعمال ما نظنه حسناً وهو قبيح ، فمثلاً ما يدريك لولا ما جاء في صحيح <br><br>مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال : " ثلاث ساعاتٍ كان رسول الله صلى <br><br>الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن ، أو أن نقبر فيهن موتانا ؛ حين تطلع الشمس <br><br>بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيف الشمس <br><br>للغروب حتى تغرب " أن الصلاة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وفي وقت الظهيرة <br><br>غير جائزة ؟<br><br>وما يدريك لولا ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : <br><br>" أول ما فرضت الصلاة ركعتين ، فأقرت صلاة السفر و أتمت صلاة الحضر " <br><br>ان إتمام الصلاة في السفر غير جائز ، وان الفاعل لذلك معذب ؟<br><br>وقد قال بتعذيبه كثير من العلماء .<br><br>وما يدريك لولا قول الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن توضأ ثلاثاً ثلاثاً : " هكذا <br><br>الوضوء. فمن زاد علَى هذا فقد أساء وظلم " ( 31 ) أن الزيادة في الوضوء كأن يغسل <br><br>المتوضئ خمساً لا تجوز ، وما يدريك لولا ما جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله <br><br>عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا وإنى نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو <br><br>ساجدا " أن قراءة القرآن في الركوع والسجود غير جائزة بل مكروهة ؛ والإمام أبو حنيفة <br><br>قائل بذلك ؟ وكثير في الشريعة ما نظنه طاعة يثاب عليه وهو معصية يعاقب عليه وكذلك <br><br>العكس ) ( 32 ) . <br><br>قال عبدالله القصيمي في كتابه " شيوخ الأزهر والزيادة في الدين " (20ـ21 ) :<br><br>( خاطبت يوما شيخاً من شيوخ الأزهر الذين يقولون : إن في الدين بدعة حسنة ؛ قلت له : <br><br>ما الفاصل بين البدعة الحسنة والبدعة القبيحة الذي يعتمد عليه المسلم فيأخذ الحسن ويترك <br><br>القبيح ؟<br><br>فامتقع لونه وقال ( وليته ما قال ) : البدعة الحسنة هي الجائزة ديناً ، والقبيحة هي الممنوعة <br><br>ديناً !<br><br>قلت له : ما صنعت شيئاً ، بأي شيء نعرف الجائزة والممنوعة ؟ وهو سؤالي .<br><br>فامتقع أكثر وقال : الجائزة هي الحسنة ، والممنوعة هي السيئة ! !<br><br>قلت له : هذا هو الدور الممنوع لدى المعممين كافة ، إذ لا نعرف الحسن إلا بكونه حلالا ، <br><br>ولا الحلال إلا بكونه حسناً ، ولا القبيح إلا بكونه حراما ، ولا الحرام إلا بكونه قبيحاً.<br><br>ثم نشط عقله من عقاله وقال : البدعة الحسنة التي لا ضرر فيها ، والقبيحة هي ذات <br><br>الضرر.<br><br>قلت له : ما تقصد بالضرر؟ أتقصد ضرر الدنيا أم ضرر الدنيا والأخرى ، أم ضرر <br><br>الأخرى فحسب ؟<br><br>إن قصدت الأول : فأي ضرر في أن نصلي الظهر خمساً والمغـرب أربعاً والفجر ستاً وأن <br><br>نجعل السجود في الصلاة قبل الركوع ، والركوع قبل القيام ، والقيام قبل الجلوس ، والتشهد <br><br>قبل الاستفتاح ، وأن نصوم شعبان بدل رمضان إذا خفنا أن لا يدركنا رمضان أو يشغلنا شاغل ، <br><br>وأن نصوم في الليل ؟<br><br>هل في واحدة من هؤلاء ضرر دنيوي تراه ؟ لا ضرر سوى مخالفة الشرع .<br><br>وإن قصدت الثاني والثالث فما العلامة أن هذه الحادثة فيها ضرر علينا في الدار الآخرة وعقاب <br><br>لفاعليها ؟ هذا وأنت من الذين ينفون التقبيح والتحسين العقليين ، فانتهى هنا.<br><br>والنهاية ان من لم يأخذ بظواهر هذه الأخبار تحير وقال أقوالا باطلة ) اهـ .<br><br>والدليل على هذا ان كثير من الذين قالوا بالبدع الحسنة قد أنكروا أعمالا في ظاهرها الحسن ، <br><br>بل انك لتجد ان أحد العلماء يقول في بدعة ما أنها حسنة تجد العالم الآخر وهو ممن يقول <br><br>بالبدع الحسنة ينكرها أشد الإنكار وإليك بعض الأمثلة على ذلك : <br><br>1ـ الإمام العز بن عبد السلام وهو من أشهر من قال بتقسيم البدع إلى بدع حسنة وبدع سيئة <br><br>يقول في كتابه " الفتاوى " ( ص392 ) : ( ولا يستحب رفع اليد في القنوت كما لا ترفع في <br><br>دعاء الفاتحة ، ولا في الدعاء بين السجدتين ، ولم يصح في ذلك حديث ، وكذلك لا ترفع اليدان <br><br>في دعاء التشهد ؛ ولا يستحب رفع اليدين في الدعاء إلا في المواطن التي رفع فيها رسول الله <br><br>صلى الله عليه وسلم يديه ، ولا يمسح وجهه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل ، ولم تصح الصلاة <br><br>على رسول الله صلى الله عليه وسلم في القنوت ، ولا ينبغي أن يزاد على صلاة رسول الله <br><br>في القنوت بشيء ولا ينقص ) اهـ . <br><br>وقال في " الترغيب عن صلاة الرغائب الموضوعة " ( ص7ـ 8) :<br><br>( فإن الشريعة لم ترِد بالتقرب إلى الله تعالى بسجدةٍ منفردةٍ لا سبب لها ، فإن القرب لها <br><br>أسباب ، وشرائط ، وأوقات ، وأركان ، لا تصح بدونها .<br><br>فكما لا يتقرب إلى الله تعالى بالوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمار، والسعي بين الصفا <br><br>والمروة من غير نسكٍ واقعٍ في وقته بأسبابه وشرائطه ؛ فكذلك لا يتقرب إليه بسجدةٍ <br><br>منفردةٍ ، وإن كانت قربةً ، إذا كان لها سبب صحيح .<br><br>وكذلك لا يتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والصيام في كل وقتٍ وأوانٍ ، وربما تقرب <br><br>الجاهلون إلى الله تعالى بما هو مبعد عنه ، من حيث لا يشعرون " اهـ .<br><br>وهذا الكلام صدر من العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ أثناء إنكاره لصلاة الرغائب المبتدعة ؛ <br><br>وقد أنكر هذه الصلاة بالإضافة إلى العز بن عبد السلام كثير من العلماء القائلين بالبدعة الحسنة <br><br>مثل الإمام النووي في " فتاوى الإمام النووي " ( ص57 ) وعبد الله الغماري في " حسن البيان <br><br>في ليلة النصف من شعبان " ؛ مع العلم أن بعض العلماء قال باستحبابها مثل ابن الصلاح <br><br>وأبو حامد الغزالي في " الإحياء " وأبو طالب المكي في " قوت القلوب " وعدوها من البدع <br><br>الحسنة.<br><br>وقال أيضاً العز بن عبد السلام في " فتاوى العز بن عبد السلام " ( ص289 ) : <br><br>( ومن فعل طـاعة لله تعالى ، ثم أهدى ثوابها إلى حي ؛ أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه إذ ( ليس <br><br>للإنسان إلا ما سعى ) ( النجم : 39 ) فإن شرع في الطاعة ناوياً أن يقع عن ميت لم يقع عنه <br><br>إلا فيما استثناه الشرع كالصدقة : والصوم ، والحج ) انتهى كلامه ومعروف ان كثير من العلماء <br><br>قالوا بجواز إهداء كثير من الطاعات للأموات وإن لم يرد دليل على ذلك وإنما قياسا على ما ورد ! .<br><br>وقال أيضاً في ( ص197ـ 199) : ( أما مسألة الدعاء فقد جاء في بعض الأحاديث أن رسول <br><br>الله صلى الله عليه وسلم عَلم بعض الناس الدعاء فقال في أوله : " قل اللهم إني أقسم عليك <br><br>بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة " وهذا الحديث إن صح فينبغي أن يكون مقصوراً <br><br>على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه سيد ولد آدم ، وأن لا يقسم على الله تعالى بغيره من <br><br>الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته , وأن يكون هذا مما خُص به تنبيهاً على علو <br><br>درجته ومرتبته ) انتهى كلامه رحمه الله وكثير ممن قلده في تقسيم البدع تجده يخالفه في هذه <br><br>المسألة ! فيقول بجواز الإقسام على الله بغير النبي صلى الله عليه وسلم مع العلم ان الراجح <br><br>عدم جواز ذلك مطلقاً ( 33 ) .<br><br>2ـ الإمام أبي شامة ـ رحمه الله ـ أنكر في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " كثير من <br><br>بدع الجنائز ( ص270ـ287 ) مثل قول القائل أثناء حمل الجنازة : <br><br>استغفروا له غفر الله لكم ، كما أنكر أن يكون للجمعة سنة قبلية ( ص258ـ304 ) وأنكر كذلك <br><br>صلاة الرغائب ( ص138ـ 196 ) ، وأنكر كذلك صلاة ليلة النصف من شعبان ( ص134ـ 138) ، <br><br>ومع كل ذلك قال ( ص95 ) بأن الاحتفال بالمولد النبوي يعتبر بدعة حسنة !! .<br><br>3ـ وأما الإمام النووي ـ رحمه الله ـ وهو من القائلين بالتقسيم البدع ، فقد قال في " المجموع " <br>( 8 /102 ) : <br><br>( قال الشيخ أبو محمد الجويني : رأيت الناس إذا فرغوا من السعي ؛ صلوا ركعتين على المروة . <br><br>قال : وذلك حسن ، وزيادة طاعة ، ولكن لم يثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .<br><br>هذا كلام أبي محمد ! !<br><br>وقال أبو عمرو بن الصلاح : ينبغي أن يكره ذلك ؛ لأنه ابتداء شعار ، وقد قال الشافعي ـ رحمه <br><br>الله ـ : ليس في السعي صلاة .<br><br>ـ ثم قال النووي ـ وهذا الذي قاله أبو عمرو أظهر ، والله أعلم ) اهـ .<br><br>وقال أيضاً في " الأذكار" ( ص136) : " قال الشافعي وأصحابنا رحمهم الله يكره الجلوس <br><br>للتعزية ؛ قالوا : يعني بالجلوس لها : أن يجتمع أهل الميت في بيتٍ ليقصدهم من أراد التعزية ، <br><br>بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم ، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها… الخ ".<br><br>4ـ وأما السيوطي ـ رحمه الله ـ فقد أنكر في كتابه " الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع " الصلاة في <br><br>المساجد المبنية على القبور!! وكذلك إيقاد السرج على القبور والمزارات ( ص134 ) وأنكر صلاة <br><br>الرغائب ( ص166 ) وأنكر الاجتماع للعزاء ( ص288 ) وأنكر التلفظ بالنية قبل الصلاة ( ص295 ) <br><br>وغير ذلك من البدع مع أنه قرر في كتابه هذا بان البدع تنقسم إلى بدع حسنة وبدع سيئة ! .<br><br>5ـ محمد متولي الشعراوي المفسر المصري أنكر رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله <br><br>عليه وسلم بعد الأذان كما يفعله كثير من المؤذنين في كثير من البلاد الإسلامية فقد وجه إليه <br><br>سؤال كما في " الفتاوى " ( ص487 ) : <br><br>( جرت العادة في معظم المساجد أن يؤذن المؤذن وعقب الانتهاء من الآذان يقول : الصلاة <br><br>والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله جهراً ، فهل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم <br><br>جهراً عقب الآذان هي من صلب الآذان أم أن هذه زيادة عما ورد نرجو الإفادة ؟ <br><br>ج : هذا حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لكن أنت تحبه بمشقة ، هو قال : " إذا سمعتم <br><br>المؤذن وانتهى من اذانه فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي" ، وللمؤذن وللذي سمع نصلي عليه <br><br>في سرنا، لكن المؤذن ليس له أن يوجد شيئاً بصوت الأذان الأذان الأصيل وبلهجة الأذان الأصلية ؛ <br><br>حتى لا يفهم الناس أن ذلك من صلب الأذان) انتهى كلامه، وفي المقابل نجده يقول بجواز الاحتفال <br><br>بالمولد النبوي ( ص 544ـ545 ) ! . <br><br>6ـ أما حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية سابقاً فيقول بمشروعية رفع الصوت بالصلاة <br><br>على النبي صلى الله عليه وسلم من قبل المؤذنين بعد الأذان في كتابه " فتاوى شرعية وبحوث <br><br>إسلامية " ( ص265-267 ) مع أنه قال في ( ص290 ) جواباً على سؤال :<br><br>هل في الشريعة الغراء صلاة تسمى صلاة الشكر؟ : <br><br>( لم يرد في الكتاب ولا في السنة نص يفيد مشروعية هذه الصلاة لا فرادى ولا جماعة. وأمر <br><br>العبادات يقتصر فيه على ما ورد عن الشارع ، ولا سبيل فيه إلى القياس ، ولا مجال فيه للرأي ، <br><br>وإنما الذي أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم السجود لله تعالى شكرا إذا أتاه ما يسره أو بُشر <br><br>به …الخ ) .<br><br>فظهر بهذه النقول انه لا يوجد ضابط معين يميز بين البدعة الحسنة ـ المزعومة ـ والبدعة السيئة ؛ <br><br>حتى عند القائلين بهذا التقسيم ، ولا يسلم الشخص من الوقوع في هذا الاظطراب إن شاء الله إلا <br><br>بمتابعة السنة وترك الابتداع في الدين .<br><br>ـــــــــــــــ<br><br>الهوامش : <br><br>( 25 ) : وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه <br><br>كذلك البغوي وابن عبدالبر كما في تحقيق مشهور حسن لـ " الأمر بالاتباع والنهي <br><br>عن الابتداع " للسيوطي ( ص34-36 ) ؛ وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي <br><br>داود " ( 3 / 119 ) .<br><br>( 26 ) : رواه اللالكائي ( رقم126 ) ، وابن بطة ( 205 ) ، والبيهقي في " المدخل إلى <br><br>السنن "(191) ، وابن نصر في " السنة " ( رقم70 ) بسند صحيح كما في " علم <br><br>أصول البدع " لعلي الحلبي ( ص92 ) .<br><br>( 27 ) : أخرجه الدارمي في " سننه " (1/61 ) ، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " <br><br>(1 /77 ) ، وصححه ابن حجر في " الفتح " ( 13/ 253 ) كما في " علم أصول البدع " <br><br>( ص226 ) .<br><br>( 28 ) : " علم أصول البدع " ( ص91ـ92 ) بتصرف.<br><br>( 29 ) : " اللمع في الرد على محسني البدع " لعبدالقيوم السحيباني ( 49ـ 51 ) بتصرف <br><br>يسير وأصل الكلام للإمام الشاطبي في " الاعتصام " (1/187ـ 188) .<br><br>( 30 ) : رواه أبو داود وفيه زيادة " أو نقص " وقال الألباني في " صحيح سنن أبي داود " <br><br>( 1/ 46) : ( حسن صحيح دون قوله : " أو نقص " فإنه شاذ ) .<br><br>( 31 ) : " شيوخ الأزهر والزيادة في الدين " لعبدالله القصيمي ( ص13ـ 14) بتصرف.<br><br>( 32 ) : انظر " قاعدة جليلة " لابن تيمية و" التوسل أنواعه وحكمه " للألباني و" كشف <br><br>المتواري من تلبيسات الغماري " لعلي الحلبي لتعرف المعنى الصحيح لهذا الحديث <br><br>وانه حجة على من يقولون بالتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وغيره لا حجة <br><br>لهم ! ! .<br><br>. . . يتبع إن شاء الله <br><br><br>


منقول من سحاب السلفية










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-04, 20:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا سائل يسأل: هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟[1].

الجواب: في كتب مؤلفة بأن هذا السؤال، في كتب مؤلفة، في كتاب اسمه: (الإبداع في مضار الابتداع)، وفي كتاب اسمه: (البدعة) يجيله تقريبًا تسعمائة صفحة، وفي كتاب اسمه: (السنن والمبتدعات).

فأنا أنصح الشخص هذا: أنه يشتري كتاب (البدعة) لأن هذا هو الكتاب الوافي في الموضوع، ويجد فيه ما يريده من جهة ما يتعلق بسؤاله، هذا هو الجواب عن السؤال. لسماع المادة الصوتية:
(هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟).
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأربعاء الموافق: 16/ جمادى الأول/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
1- (لقاء مفتوح) لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان-رحمه الله-دورة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ بجدة عام:1430).










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-04, 20:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بن ابراهيم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

شغوغون لسماع ردود السلفيين بالخصوص.

شكرا أيتها النيلية على الموضوع.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-04, 20:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بن ابراهيم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

لسنا في سباق من أجل الردود.:ردين متزامنين مع أخطاء!
سؤال موجه إلى السلفيين : ماذا عن السنة الحسنة والسنة السيئة؟ بعبارة أخرى هل الكلام عن السنة السيئة هو نفسه عن البدعة السيئة وشكرا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-04, 20:33   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أربعة فتاوى في حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة






1) سؤال:
ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصح لمن رأى هذا التقسيم أن يحتج بقول الرسول: "من سن سنة حسنة في الإسلام..." الحديث، وبقول عمر: "نعمت البدعة هذه..."؟ نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
ليس مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل؛ لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار)) من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى (ص93) وما بعدها].

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704 ـ 705) من حديث جرير بن عبد الله]، فالمراد به: من أحيا سنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.

وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/171، رقم الفتوى في مصدرها: 94.


--------------------------------------------------------------------------------

2) سؤال:
عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ وهل هناك بدعة حسنة؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة"؟.

الجواب:
البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله أعلم.

مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين، 2/291، رقم الفتوى في مصدرها: 346.


--------------------------------------------------------------------------------

3) سؤال:
أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن سنة حسنة في الإسلام؛ فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..." إلى آخر الحديث؛ فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله.

الجواب:
البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله.

قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (ج3 ص1343 ـ 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها].

وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية].

والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وكل بدعة ضلالة".

فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌ لله ولرسوله.

أما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704، 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/173، رقم الفتوى في مصدرها: 96.


--------------------------------------------------------------------------------

4) سؤال:
ذكرتم فضيلتكم أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس هناك بدعة حسنة، والبعض قسم البدعة إلى خمسة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة مندوبة، وبدعة محرمة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة؛ فما هو الرد على هؤلاء؟

الجواب:
الرد أن هذه فلسفة وجلد مخالفان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه: "كان رسول الله ص إذا خطب...".]، وهم يقولون: ما كل بدعة محرمة! فهذه فلسفة في مقابل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتعقيب على كلامه.

أما ما ذكروه من بعض الأمثلة وأنها بدعة حسنة؛ مثل جمع القرآن ونسخ القرآن؛ فهذه ليست بدعة، هذه كلها تابعة لكتابة القرآن، والقرآن كان يكتب ويجمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه متممات للمشروع الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهي داخلة فيما شرعه.

كذلك ما قالوه من بناء المدارس، هذا كله في تعليم العلم، والله أمر بتعليم العلم، وإعداد العدة له، والرسول أمر بذلك؛ فهذا من توابع ما أمر الله به.

لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/176، رقم الفتوى في مصدرها: 97.

منقول









رد مع اقتباس
قديم 2012-05-05, 20:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيمن مر من هنا وجزي الجميع عنا خير الجزاء

يقول يوسف القرضاوي : «هناك بعض العلماء قسموا البدعة إلى بدعة حسنة، وبدعة سيئة، وبعضهم قسمها إلى خمسة أقسام، بأقسام أحكام الشريعة الخمسة: بدعة واجبة، وبدعة مستحبة، وبدعة مكروهة، وبدعة محرمة، وبدعة مباحة» وممن قال بهذا التقسيم:
  • العز بن عبدالسلام كما نقل ذلك عنه النووي حيث قال"البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرّمة ومندوبة ومباحة"
  • النووي في شرحه على صحيح مسلم ما نصه: «قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة" هذا عام مخصوص, والمراد غالب البدع, قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة, ومندوبة, ومحرمة, ومكروهة, ومباحة, فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك, ومن المندوبة تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والرُّبط وغير ذلك, والحرام والمكروه ظاهران"»

ثم قال: «فإذا عرف ما ذكرته علم أن الحديث من العام المخصوص, وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة, ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التراويح: نعمت البدعة, ولا يمنع من كون الحديث عامًّا مخصوصًا قوله: (كل بدعة) مؤكدًا بكل, بل يدخله التخصيص مع ذلك, كقوله تعالى: "تدمر كل شيء"»
  • الشافعي حيث قال: «المحدثات ضربان؛ ما أحدث يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا فهذه بدعة الضلال, وما أحدث من الخير لا يخالف شيءًا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة»وقال أيضاً: «البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة, فما وافق السنة فهو محمود, وما خالفها فهو مذموم»
إلا أن بعض العلماء رفض تسمية "بدعة حسنة" وأحب أن يقال بدلاً منها "مصلحة حسنة" لذلك رفضوا هذا التقسيم. وحملوا الحديث: "كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة" على عمومه وغير مخصوص بشيء, وأن المراد به كل ما أحدث وليس له أصل في الشرع, أما ما كان له أصل في الشرع؛ بأن دلت عليه قواعد الشرع العامة فليس ببدعة أصلاً, بل هو من الدين, وبالتالي فلا يصح تقسيم البدعة في الشرع إلى محمودة ومذمومة حسب قولهم.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-05, 20:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابو حامد الغزالي : «ليس كل ما أبدع منهيّاً عنه، بل المنهيّ عنه بدعة تضاد سنّة ثابتة وترفع أمراً من الشرع».
قال ابن رجب الحنبلي : «والمراد بالبدعة ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة» .
قال ابن الاثير «البدعة بدعتان؛ بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كان في خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذمّ والإنكار، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب إليه وحضّ عليه فهو في حيز المدح»
. وقال: «والبدعة الحسنة في الحقيقة سنّة، وعلى هذا التأويل يحمل حديث "كل محدثة بدعة" على ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة».
قال التفتزاني : «ومن الجهل من يجعل كل أمر لم يكن في عهد الصحابة بدعة مذمومة، وإن لم يقم دليل على قبحه، تمسكاً بقوله عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحدثات الأمور" ولا يعلمون أن المراد بذلك هو أن يجعل من الدين ما ليس منه»

قال ابن تيمية «ما رآه المسلمون مصلحة إن كان بسبب أمر حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم فها هنا يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه» .









رد مع اقتباس
قديم 2012-05-07, 10:37   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نَبيل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيلية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيمن مر من هنا وجزي الجميع عنا خير الجزاء

يقول يوسف القرضاوي : «هناك بعض العلماء قسموا البدعة إلى بدعة حسنة، وبدعة سيئة، وبعضهم قسمها إلى خمسة أقسام، بأقسام أحكام الشريعة الخمسة: بدعة واجبة، وبدعة مستحبة، وبدعة مكروهة، وبدعة محرمة، وبدعة مباحة»


تقسيم البدع إلى خمسة أقسام الجواب عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم

«كل بدعةٍ ضلالة»‏‏ وهذا الحديث عام لم يدخله التخصيص

قال الإمام الشاطبي في «الاعتصام» ‏(1/246) عن هذا التقسيم

«إن ‎هذا التقسيم أمرٌ مخترع، لا يدل عليه دليلَ شرعي، بل هو في نفسه

متدافع؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي؛ لا من نصوص الشرع

ولا من قواعده
»

وفيك بارك الله

آمين









رد مع اقتباس
قديم 2012-05-07, 11:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
cazed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البدعة, الحسنة, والزينة, ضابط


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc