دعم المنتج المحلي واجب...والاستيراد "حشومة"

Su2013 · 2017-12-20, 01:13

بينما يتأرجح مؤشر الوعي "الشعبي" الفريد من نوعه بين صراعات اللغة و عين الفوارة وغيرها من التفاهات التي تسكن عقول "الفايسبوكيين" و "مثقفي السيبار كافي"

,تصاغ في الكواليس وبشكل جد عشوائي مجموعة إجراءات و قوانين ستأتي على ما تبقى من الاقتصاد الوطني,خطوة خطيرة جدا تتمثل في منع استيراد 900 منتج من بينها التفاح و المشروبات السكرية و أدوية أمراض القلب و الشرايين و نسبة معتبرة من المضادات الحيوية و بعض أنواع الحليب و الأجبان و المواد الغذائية العضوية و حبر الطابعات و اللائحة تطول و لا تنتهي لتشمل السيارات أيضا..

.إعمالا بقاعدة أن كل مرغوب ممنوع تفتح الحكومة بهذا الإجراء الباب على مصراعيه أمام رجال الأعمال من "الحدادة" شرق غرب لإدخال كل هذه المواد وبيعها بأسعار مضاعفة...خطوة من شأنها إنعاش نشاط مافيا التهريب و الاحتكار بكل بساطة

,ويقابل الواقع رأي الحالمين من السذج البسطاء المؤمنين إيمانا كاملا و تسليما بأسطورة المنتوج الوطني.

.في الواقع لا يوجد منتج وطني واحد مصنع محليا مائة بالمائة إنما نحن أمام خواص يسيطرون على وسائل إنتاج الدولة تحت طائلة "حق الاستغلال بـ99سنة"

ومهما امتلأت الجرائد و القنوات بالإعلانات إلا أن الواقع يقول بأن أثرياء القروض البنكية هؤلاء لم يتمكنوا على مدار 19 سنة من إنتاج برغي أو قطعة خردة بصناعة جزائرية مائة بالمائة.لا أريد ذكر أو تحديد الأسماء لكنني سأقوم بالتلميح وأترك مهمة المقارنة للقارئ الفاضل.

...في الجزائر عندنا مؤسسة خاصة للصناعة الالكترونية تشتري قطع الغيار من الصين و براءة الاختراع من كوريا الجنوبية و تشتري مخططات التسويق من كندا و تشتري برامج المحاسبة و حساب المخزون من فرنسا و تركب كل هذه "الخالوطة" في الجزائر

داخل ورشات كانت ملكا لمؤسسات وطنية وبيعت بالدينار الرمزي و المفارقة أن القائم على هذه المؤسسة الخاصة المتألقة هو نفسه من كان على رأس سلطة الضبط (قطاع الاتصالات) بالتالي من مصلحة هكذا شخص توقيف استيراد اللوائح و الحواسيب و الهواتف و كل الالكترونيات لأنه وبكل بساطة فشل و يفشل و سيفشل دائما في تقديم منتوج "محترم" قادر على المنافسة ''بشرف"

..مثال أخر..شركة خاصة أخرى في شرق البلاد تختص في الصناعات الغذائية تشتري آلات الإنتاج من ايطاليا و البذور من الولايات المتحدة و تشتري الطماطم المركزة (الكيميائية) من الصين (حاشاكم

) و تشتري العلب و البلاستيك من فرنسا..وتشيد المصانع على أراضي "ملك للدولة" بقاعدة الاستثمار لـ99سنة وتستخدم القمح (تاع الدولة) المدعم قانونيا لتصنيع العجائن وبيعها بسعر حر

و تحتكر الأراضي الفلاحية في ثلاث ولايات

ثم يأتي القائمون عليها وبكل فخر و "تبهليل" نحن نصنع منتوج وطني مائة بالمائة

..من مصلحة هكذا أشخاص أن يتم توقيف الاستيراد..هذه أمثلة صغيرة نقطة من البحر الذي يتخبط فيه الاقتصاد الجزائري.وفوق كل هذا قانون المالية الذي يعكس مدى اليأس و التهور و الجهل الذي وصلنا له

..لأنه لا نجد مبررا أمام زيادة أسعار الوقود في بلد البترول و لا نجد مبررا لمنع استيراد السلع للمواطنين البسطاء و السماح باستيراد كل شيء حتى البراغي لمؤسسات "جماعتهم

" و لا نجد ما نقول عندما نصدر أول شحنة اسمنت وطنية للخارج عبر لافارج الفرنسية المحتكرة

التي أفلست الدولة و المقاوليين و التجار و المواطنين في أزمة الاسمنت منذ عامين فقط...لا نجد أحسن من التعبير الدارجي من جزائري إلى جزائري "راهم غلقوا علينا الدومينو...."..لكن لنتوقف و الآن عودة الى الأمور المهمة عودة الى فضيحة فلان وصراع اللغة و قصة الشابة فلانة و عراك الملاعب واصل يا صديقي الوعي الشعبي في أقصى درجاته لا تخرج قبل أن تقول "وين راحت البلاد..."

ولاتبخلنا من الرجاء لأنه أحسن ما يجيده الغلابى.

خالد عنابي · 2017-12-21, 08:32

اتفق معك .

Su2013 · 2017-12-22, 01:15

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عنابي

اتفق معك .

مشكور جــــــــــدا.