أريد قصص ألف ليلة وليلة من فضلكم - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات عامة للترفيه و التسلية > منتدى النكت و الأخبار الطريفة

منتدى النكت و الأخبار الطريفة نكت و طرائف... للترفيه عن النفس

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أريد قصص ألف ليلة وليلة من فضلكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-28, 11:45   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الثانية والتسعين[عدل]

بلغني أيها الملك السعيد أن نزهة المكان أرسلت الخادم يفتش عليه وقالت له : إذا وجدته فلاطفه وائتني به برفق . فخرج الخادم يتأمل في الناس ويدوس بينهم وهم نائمون فلم يجد أحد مستيقظاً ، فجاء إلى الوقاد فوجده قاعداً مكشوف الرأس فدنا منه وقبض على يده وقال له : أنت الذي كنت تنشد الشعر . فخاف على نفسه وقال : لا يا مقدم القوم ما هو أنا . فقال الخادم : لا أتركك حتى تدلني على من كان ينشد الشعر لأني لا أقدر الرجوع إلى سيدتي من دونه . فلما سمع الوقاد كلام الخادم خاف على ضوء المكان وبكى بكاء شديداً وقال للخادم : والله ما هو أنا وإنما سمعت إنساناً عابر سبيل ينشد فلا تدخل في خطيئتي فإني غريب وجئت من بلاد القدس . فقال الخادم للوقاد : قم أنت معي إلى سيدتي وأخبرها بفمك فإني ما رأيت أحداً مستيقظاً غيرك . فقال الوقاد : أما جئت ورأيتني في الموضع الذي أنا قاعد فيه وعرفت مكاني وما أحد يقدر في هذه الساعة ينشد شيئاً من الشعر سواء كان بعيداً أو قريباً لا تعرفه إلا مني . ثم باس رأس الخادم وأخذ بخاطره فتركه الخادم ودار دورة وخاف أن يرجع إلى سيدته بلا فائدة فاستتر في مكان غير بعيد من الوقاد فقام الوقاد إلى ضوء المكان ونبهه وقال له : اقعد حتى أحكي لك ما جرى . وحكى له ما وقع فقال له : دعني فإني لا أبالي بأحد فإن بلادي قريبة . فقال الوقاد لضوء المكان : لأي شيء أنت مطاوع نفسك وهواك ولا تخاف من أحد وأنا خائف على روحي وروحك ، بالله عليك أنك لا تتكلم بشيء من الشعر حتى ندخل بلدك وأنا ما كنت أظنك على هذه الحالة ، أما علمت أن زوجة الحاجب تريد زجرك لأنك أقلقتها وقد كانت ضعيفة وتعبانة من السفر ، وكم مرة قد أرسلت الخادم يفتش عليك . فلم يلتفت ضوء المكان إلى كلام الوقاد بل صاح ثالثاً وأنشد هذه الأبيات : تركـت كــل لائم ........ ملامه أقلـقـنـي يعذلنـي ومـا درى ........ بابه حـرضـنـي قال الوشاة قد سـلا ........ قلت لحب الوطـن قالوا فمـا أحـنـه ........ قلت فما أعشقنـي قالوا فـمـا أعـزه ........ قلت فمـا أذلـنـي هيهات أن أتـركـه ........ لو ذقت كأس الشجن وما أطعـت لائمـاً ........ في الهوى يعذلنـي وكان الخادم يسمعه وهو مستخف فما فرغ من شعره إلا والخادم على رأسه فلما رآه الوقاد فر ووقف بعيداً ينظر ما يقع بينهما ، فقال الخادم : السلام عليكم يا سيدي . فقال ضوء المكان : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته . فقال الخادم : يا سيدي .









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 11:45   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الثالثة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخادم قال لضوء المكان : يا سيدي إني أتيت إليك في هذه الليلة ثلاث مرات لأن سيدتي تطلبك عندها . قال ضوء المكان : ومن أين هذه الكلبة حتى تطلبني مقتها الله ومقت زوجها معها . ونزل في الخادم شتماً فما قدر الخادم أن يرد عليه لأن سيدته أوصته أن لا يأتي به إلا بمراده هو فإن لم يأت معه يعطيه الألف دينار ، فجعل الخادم يلين له الكلام ويقول له : يا ولد أنا ما أخطأت معك ولا جرنا عليك ، فالقصد أن تصل بخواتك الكريمة إلى سيدتنا وترجع في خير وسلامة ، ولك عندنا بشارة . فلما سمع ذلك الكلام قام ومشى بين الناس والوقاد ماشي خلفه ، ونظر إليه وهو يقول في نفسه : يا خسارة شبابه في الغد يشنقونه . وما زال الوقاد ماشياً حتى قرب من مكانهم وقال : ما أخسه إن كان يقول علي هو الذي قال لي أنشد الأشعار . هذا ما كان من أمر الوقاد . وأما ما كان من أمر ضوء المكان فإنه ما زال ماشياً مع الخادم حتى وصل إلى المكان ودخل الخادم على نزهة الزمان وقال لها : قد جئت بما تطلبينه وهو شاب حسن الصورة وعليه أثر النعمة . فلما سمعت ذلك خفق قلبها وقالت له : أأمره أن ينشد شيئاً من الشعر حتى أسمعه ومن قرب وبعد ذلك أسأله عن اسمه ومن أي البلاد هو . فخرج الخادم إليه وقال له : أنشد شيئاً من الشعر حتى تسمعه سيدتي فإنها حاضرة بالقرب منك وأخبرني عن اسمك وبلدك وحالك . فقال : حباً وكرامة ولكن حيث سألتني عن اسمي فإنه محي ورسمي فني وجسمي بلي ولي حكاية تدون بالإبر على آفاق البصر وها أنا في منزلة السكران الذي أكثر الشراب وحلت به الأوصاب فتاه عن نفسه واحتار في أمره وغرق في بحر الأفكار . فلما سمعت نزهة الزمان هذا الكلام بكت وزادت في البكاء والأنين وقالت للخادم : قل له هل فارقت أحداً ممن تحب مثل أمك وأبيك ? فسأله الخادم كما أمرته نزهة الزمان فقال ضوء المكان : نعم فارقت الجميع وأعزهم عندي أختي التي فرق الدهر بيني وبينها . فلما سمعت نزهة الزمان منه هذا الكلام قالت : الله يجمع شمله بمن يحب .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 11:47   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الرابعة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن نزهة الزمان لما سمعت كلامه قالت : الله يجمع شمله بمن يعشق . ثم قالت للخادم : قل له أن يسمعنا شيئاً من الأشعار المتضمنة لشكوى الفراق . فقال له الخادم كما أمرته سيدته فصعد الزفرات وأنشد هذه الأبيات : ليت شعري لو دروا ........ أي قلب ملـكـوا وفـؤادي لـو درى ........ أي شعب سلكـوا أتراهم سـلـمـوا ........ أم تراهم هلـكـوا حار أرباب الهـوى ........ في الهوى وارتبكوا وأنشد أيضاً هذه الأبيات : أضحى التنائي بديلاً من تدانـينـا ........ وناب عن طيب لقيانا تجافـينـا بنتم وبنا فما ابتلت جـوانـحـنـا ........ شوقاً إليكم ولا جفت مـآقـينـا غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ........ بأن نغص فقال الدهـر آمـينـا إن الزمان الذي ما زال يضحكنـا ........ أنا بقربكم قـد عـاد يبـكـينـا يا جنة الخلد بدلنا بسلـسـلـهـا ........ والكوثر العذاب زقوماً وغسلينـا ثم سكب العبرات وأنشد هذه الأبيات : لله نـذران أزر مـكـانـي ........ وفيه أختي نزهة الـزمـان لأقضين بالصفـا زمـانـي ........ ما بين غيدي خرد حـسـان وصوت عود مطرب الألحان ........ مع ارتضاع كأس بنت الحان ورشف اللمى فاتر الأجفـان ........ بشط نهر سال في بسـتـان فلما فرغ من شعره وسمعته نزهة الزمان كشفت ذيل الستارة عن المحفة ونظرت إليه فلما وقع بصرها على وجهه عرفته غاية المعرفة فصاحت قائلة : يا أخي يا ضوء المكان . فرفع بصره إليها فعرفها وصاح قائلاً : يا أختي يا نزهة الزمان . فألقت نفسها عليه فتلقاها في حضنه ووقع الاثنان مغشياً عليهما فلما رآهما الخادم على تلك الحالة تحير في أمرهما وألقى عليهما شيئاً سترهما به وصبر حتى أفاقا من غشيتهما ، وفرحت نزهة الزمان غاية الفرح وزال عنها الهم والترح وتوالت عليها المسرات وأنشدت هذه الأبيات : الدهر أقسـم لا يزال مـكـدري ........ حنثت يمينك يا زمان فـكـفـر السعد وافى والحبيب مسـاعـدي ........ فانهض إلى داعي السرور وشمر ما كنت أعتقد السـوالـف جـنة ........ حتى ظفرت من اللمى بالكوثـر فلما سمع ذلك ضوء المكان ضم أخته إلى صدره وفاضت لفرط سروره من أجفانه العبرات وأنشد هذه الأبيات : ولقد ندمت على تفرق شملنـا ........ ندماً أفاض الدمع من أجفاني ونذرت أن عاد الزمان يلمنـا ........ لا عدت أذكر فرقة بلسانـي هجم السرور علي حتى أنـه ........ من فرط ما قد سرني أبكاني يا عين صار الدمع عندك عادة ........ تبكين من فرح ومن أحـزان وجلسا على باب المحفة ساعة ثم قالت : قم ادخل المحفة واحك لي ما وقع لك وأنا أحكي لك ما وقع لي . فقال ضوء المكان : احكي لي أنت أولاً . فحكت له جميع ما وقع لها منذ فارقته من الخان وما وقع لها من البدوي والتاجر وكيف اشتراها منه وكيف أخذها التاجر إلى أخيها شركان وباعها له وأن شركان أعتقها من حين اشتراها وكتب كتابه عليها ودخل بها وأن الملك إباها سمع بخبرها فأرسل إلى شركان يطلبها منه . ثم قالت له : الحمد لله الذي من علي بك ومثل ما خرجنا من عند والدنا سوية نرجع إليه سوية . ثم قالت له : إن أخي شركان زوجني بهذا الحاجب لأجل أن يوصلني إلى والدي وهذا ما وقع لي من الأول إلى الآخر ، فاحك لي أنت ما وقع لك بعد ذهابي من عندك . فحكى لها جميع ما وقع له من الأول إلى الآخر وكيف من الله عليه بالوقاد وكيف سافر معه وأنفق عليه ماله وأنه كان يخدمه في الليل والنهار فشكرته على ذلك ثم قال لها : يا أختي إن هذا الوقاد فعل معي من الإحسان فعلاً لا يفعله أحد مع أحد من أحبابه ولا الوالد مع ولده حتى أنه كان يجوع ويطعمني ويمشي ويركبني وكانت حياتي على يديه . فقالت نزهة الزمان : إن شاء الله تعالى نكافئه بما نقدر عليه . ثم إن نزهة الزمان صاحت على الخادم فحضر وقبل يد ضوء المكان فقالت له نزهة الزمان : خذ بشارتك يا وجه الخير لأن جمع شملي بأخي على يديك ، فالكيس الذي معك وما فيه لك ، فاذهب وائتني بسيدك عاجلاً . ففرح الخادم وتوجه إلى الحاجب ودخل عليه ودعاه إلى سيدته فأتى به ودخل على زوجته نزهة الزمان فوجد عندها أخاها فسأل عنه فحكى له ما وقع لهما من أوله إلى آخره ثم قالت : اعلم أيها الحاجب أنك ما أخذت جارية وإنما أخذت بنت الملك عمر النعمان فأنا نزهة وهذا أخي ضوء المكان . فلما سمع الحاجب القصة منها تحقق ما قالته وبان له الحق الصريح وتيقن أنه صار صهر الملك عمر النعمان فقال في نفسه : مصيري أن آخذ نيابة على قطر من الأقطار . ثم أقبل على ضوء المكان وهنأه بسلامته وجمع شمله بأخته ، ثم أمر خدمه في الحال أن يهيئوا لضوء المكان خيمة ركوبه من أحسن الخيول فقالت له زوجته : إنا قد قربنا من بلادنا ، فأنا أختلي بأخي ونستريح مع بعضنا ونشبع من بعضنا قبل أن نصل إلى بلادنا ، فإن لنا زمناً طويلاً ونحن متفرقان . فقال الحاجب : الأمر كما تريدان . ثم أرسل إليهما الشموع وأنواع الحلاوة وخرج من عندهما وأرسل إلى ضوء المكان ثلاث بدلات من أفخر الثياب وتمشى إلى أن جاء إلى المحفة وعرف مقدار نفسه ، فقالت له نزهة الزمان : أرسل إلى الخادم وأمره أن يأتي بالوقاد ويهيئ له حصاناً ويركبه ويرتب له سفرة طعام في الغداة والعشي ويأمره أن لا يفارقنا . فعند ذلك أرسل الحاجب إلى الخادم وأمره أن يفعل ذلك فقال : سمعاً وطاعة . ثم إن الخادم أخذ غلمانه وراح يفتش على الوقاد إلى أن وجده في آخر الركب وهو يشد حماره ويريد أن يهرب ودموعه تجري على خده من الخوف على نفسه ومن حزنه على فراق ضوء المكان وصار يقول : نصحته في سبيل الله فلم يسمع مني ، يا ترى كيف حاله . فلم يتم كلامه إلا والخادم واقف فوق رأسه ورأى الغلمان حوله فاصفر لونه وخاف .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:28   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الخامسة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوقاد لما أراد أن يشد حماره ويهرب وصار يكلم نفسه ويقول : يا ترى كيف حاله . فما أتم كلامه إلا والخادم واقف فوق رأسه والغلمان حوله ، فالتفت الوقاد فرأى الخادم واقفاً على رأسه فارتعدت فرائصه وخاف وقال وقد رفع صوته بالكلام : إنه ما عرف مقدار ما عملته معه من المعروف فأظن أنه غمز الخادم وهؤلاء الغلمان علي وأنه أشركني معه في الذنب . وإذا بالخادم صاح عليه وقال له : من الذي كان ينشد الأشعار ، يا كذاب ? كيف تقول لي أنا ما أنشد الأشعار ولا أعرف من أنشدها وهو رفيقك فأنا لا أفارقك من هنا إلى بغداد والذي يجري على رفيقك يجري عليك . فلما سمع الوقاد كلامه قال في نفسه : ما خفت منه وقعت فيه ثم أنشد هذا البيت : كان الذي خفت أن يكونا ........ إنا إلى الله راجعـونـا ثم إن الخادم صاح على الغلمان وقال لهم : أنزلوه عن الحمار . فأنزلوا الوقاد عن حماره وأتوا له بحصان فركبه ومشى صحبة الركب والغلمان حوله محدقون به وقال لهم الخادم : إن عدم منه شعرة كانت بواحد منكم ولكن أكرموه ولا تهينوه . فلما رأى الوقاد الغلمان حوله يئس من الحياة والتفت إلى الخادم وقال له : يا مقدم أنا ما لي أخوة ولا أقارب وهذا الشاب لا يقرب لي ولا أنا اقرب له وإنما أنا رجل وقاد في حمام ووجدته ملقى على المزبلة مريضاً . وصار الوقاد يبكي ويحسب في نفسه ألف حساب والخادم ماش بجانبه ولم يعرفه بشيء بل يقول له : قد أقلقت سيدتنا بإنشادك الشعر أنت وهذا الصبي ولا تخف على نفسك . وصار الخادم يضحك عليه سراً ، وإذا نزلوا أتاهم الطعام فيأكل هو والوقاد في آنية واحدة فإذا أكلوا أمر الخادم الغلمان أن يأتوا بقلة سكر فشرب منها ويعطيها للوقاد فيشرب لكنه لا تنشف له دمعة من الخوف على نفسه والحزن على فراق ضوء المكان وعلى ما وقع لهما في غربتهما وهما سائران والحاجب تارة يكون من باب المحفة لأجل خدمة ضوء المكان ابن الملك عمر النعمان ونزهة الزمان وتارة يلاحظ الوقاد وصارت نزهة الزمان وأخوها ضوء المكان في حديث وشكوى . ولم يزالا على تلك الحالة وهم سائرون حتى قربوا من البلاد ولم يبق بينهم وبين البلاد إلا ثلاثة أيام فنزلوا وقت المساء واستراحوا ولم يزالوا نازلين إلى أن لاح الفجر فاستيقظوا وأرادوا أن يحملوا وإذا بغبار عظيم قد لاح فهم وأظلم الجو منه حتى صار كالليل الداجي ، فصاح الحاجب قائلاً : أمهوا ولا تحملوا . وركب هو ومماليكه وساروا نحو ذلك الغبار ، فلما قربوا منه بان من تحته عسكر جرار كالبحر الزخار وفيه رايات وأعلام وطبول وفرسان وأبطال فتعجب الحاجب من أمرهم ، فلما رآهم العسكر افترقت منه فرقة قدر خمسمائة فارس وأتوا إلى الحاجب هو ومن معه وأحاطوا بهم وأحاط كل خمسة من العسكر بمملوك من مماليك الحاجب فقال لهم الحاجب : أي شيء الخبر ومن أين هذه العساكر حتى تفعل معنا هذه الأفعال ? فقالوا له : من أنت ومن أين أتيت وإلى أن تتوجه ? فقال لهم : أنا حاجب أمير دمشق الملك شركان ابن الملك عمر النعمان صاحب بغداد وأرض خراسان أتيت من عنده بالخراج والهدية متوجهاً إلى والده ببغداد . فلما سمعوا كلامه أرخوا مناديلهم على وجوههم وبكوا وقالوا : إن الملك عمر النعمان قد مات وما مات إلا مسموماً ، فتوجه وما عليك بأس حتى تجتمع بوزيره الأكبر الوزير دندان . فلما سمع الحاجب ذلك الكلام بكى بكاء شديداً وقال : واخيبتاه في هذه السفرة . وصار يبكي هو ومن معه إلى أن اختلطوا بالعسكر فاستأذنوا له الوزير دندان فأذن له وأمر الوزير بضرب خيامه وجلس على سرير في وسط الخيمة وأمر الحاجب بالجلوس ، فلما جلس سأله عن خبره فأعلمه أنه حاجب أمير دمشق وقد جاء بالهدايا وخراج دمشق . فلما سمع الوزير دندان ذلك بكى عند ذكر الملك عمر النعمان ، ثم قال له الوزير دندان : أن عمر النعمان قد مات مسموماً وبسبب موته اختلف الناس فيمن يولونه بعده حتى أوقعوا القتل في بعضهم ولكن منعهم عن بعضهم الأكابر والأشراف والقضاة الأربعة واتفق جميع الناس على أن ما أشار به القضاة الأربعة لا يخالفهم فيه أحد ، فوقع الاتفاق على أننا نسير إلى دمشق ونقصد ولده الملك شركان ونجيء به ونسلطنه من مملكة أبيه ، وفيهم جماعة يريدون ولده الثاني وقالوا أنه يسمى ضوء المكان وله أخت تسمى نزهة الزمان وكانا قد توجها إلى أرض الحجاز ومضى لهما خمسن سنين ولم يقع لهما أحد على خبر . فلما سمع الحاجب ذلك علم أن القضية التي وقعت لزوجته صحيحة فاغتم لموت الملك غماً عظيماً ولكنه فرح فرحاً شديداً وخصوصاً بمجيء ضوء المكان لأنه يصير سلطاناً ببغداد مكان أبيه .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:29   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة السادسة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن حاجب شركان لما سمع من الوزير دندان ما ذكره من خبر الملك عمر النعمان تأسف إلى الوزير دندان وقال : إن قصتكم أعجب من العجائب ، اعلم أيها الوزير الكبير أنكم حيث صادفتموني الآن أراحكما لله من التعب وقد جاء الأمر كما تشتهون على أهون سبب لأن الله رد ضوء المكان هو وأخته نزهة الزمان وانصلح الأمر وهان . فلما سمع الوزير دندان هذا الكلام فرح به فرحاً شديداً ثم قال : أيها الحاجب أخبرني بقصتهما وبما جرى لهما وبسبب غيابهما . فحدثه بحديث نزهة الزمان وأنها صارت زوجته ، وأخبره بحديث ضوء المكان من أوله إلى آخره . فلما فرغ الحاجب من حديثه أرسل الوزير دندان إلى الأمراء والوزراء وأكابر الدولة وأطلعهم على القصة ففرحوا بذلك فرحاً شديداً وتعجبوا من هذا الاتفاق . ثم اجتمعوا كلهم وجاؤوا عند الحاجب ووقفوا في خدمته وقبلوا الأرض بين يديه ، وأقبل الوزير من ذلك الوقت على الحاجب ووقف بين يديه ، ثم إن الحاجب عمل في ذلك اليوم ديواناً عظيماً وجلس هو والوزير دندان على التخت وبين أيديهما جميع الأمراء والكبراء وأرباب المناصب على حسب مراتبهم ثم بلوا السكر في ماء الورد وشربوا ، ثم قعد الأمراء للمشورة وأعطوا بقية الجيش أذناً في أن يركبوا مع بعضهم ويتقدموا قليلاً حتى يتموا المشورة ويلحقوهم فقبلوا الأرض بين يدي الحاجب وركبوا وقدامهم رايات الحرب . فلما فرغ الكبار من مشورتهم ركبوا ولحقوا العساكر ، ثم أرسل الحاجب إلى الوزير دندان وقال له : الرأي عندي أن أتقدم وأسبقكم لأجل أن أهيء للسلطان مكاناً يناسبه وأعلمه بقدومكم وأنكم اخترتموه على أخيه شركان سلطاناً عليكم . فقال الوزير دندان : نعم الرأي الذي رأيته . ثم نهض الوزير دندان تعظيماً له وقدم له التقاديم وأقسم عليه أن يقبلها وكذلك الأمراء والكبار وارباب المناصب قدموا له التقاديم ودعوا له وقالوا له : لعلك تحدث السلطان ضوء المكان في أمرنا ليبقينا مستمرين في مناصبنا . فأجابهم لما سألوه ، ثم أمر غلمانه بالسير فأرسل الوزير دندان الخيام مع الحاجب وأمر الفراشين أن ينصبوها خارج المدينة بمسافة يوم . فامتثلوا لأمره وركب الحاجب وهو في غاية الفرح وقال في نفسه : ما أبرك هذه السفرة . وعظمت زوجته في عينه وكذلك ضوء المكان ثم جد في السفر إلى أن وصل إلى مكان بينه وبين المدينة مسافة يوم ثم أمر بالنزول فيه لأجل الراحة وتهيئة مكان لجلوس السلطان ضوء المكان ابن الملك عمر النعمان ثم نزل من بعيد هو ومماليكه وأمر الخدام أن يستأذنوا السيدة نزهة الزمان في أن تدخل عليهما فاستأذنوها في شأن ذلك فأذنت له فدخل عليها واجتمع بها وبأخيها وأخبرهما بموت أبيهما وأن ضوء المكان جعله الرؤساء ملكاً عليهم عوضاً عن أبيه عمر النعمان وهنأهما بالملك وفي غد يكون هو والجيش كله في هذا المكان وما بقي في الأمر أيها الملك إلا أن تفعل ما أشاروا به لأنهم كلهم اختاروك سلطاناً وأن لم تفعل سلطنوا غيرك وأنت لا تأمن على نفسكم من الذي يتسلطن غيرك فربما يقتلك أو يقع الفشل بينكما ويخرج الملك من أيديكما فأطرق برأسه ساعة من الزمان ثم قال : قبلت هذا الأمر لأنه لا يمكن التخلي عنه . وتحقق أن الحاجب تكلم بما فيه الرشاد ثم قال للحاجب : يا عم وكيف أعمل مع أخي شركان ? فقال : يا ولدي أخوك يكون سلطان دمشق وأنت سلطان بغداد ، فشد عزمك وجهز أمرك . فقبل منه ضوء المكان ذلك ، ثم إن الحاجب قدم إليه البدلة التي كانت مع الوزير دندان من ملابس الملوك وناوله النمشة وخرج من عنده وأمر الفراشين أن يختاروا موضعاً عالياً وينصبوا فيه خيمة واسعة عظيمة للسلطان ليجلس فيها إذا أقدم عليه المراء ، ثم أمر الطباخين أن يطبخوا طعاماً فاخراً ويحضروه ، وأمر السقائين أن ينصبوا حياض الماء ، وبعد ساعة طار الغبار حتى سد الأقطار ، ثم انكشف ذلك الغبار وبان من تحته عسكر جرار مثل البحر الزخار .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:30   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة السابعة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الحاجب لما أمر الفراشين أن ينصبوا خيمة واسعة لاجتماع الناس عند الملك نصبوا خيمة عظيمة على عادة الملوك ، فلما فرغوا من أشغالهم وإذا بغبار قد طار ثم محق الهواء ذلك الغبار وبان من تحته عسكر جرار وتبين أن ذلك العسكر عسكر بغداد وخراسان ومقدمه الوزير دندان وكلهم فرحوا بسلطنة ضوء المكان وقابلهم لابساً خلعة الملك متقلداً بسيف الموكب فقدم له الحاجب الفرس فركب وسار هو ومماليكه وجميع من في الخيام مشى في خدمته حتى دخل القبة الكبيرة وجلس ووضع النمشة على فخذيه ووقف الحاجب في خدمته بين يديه ووقفت مماليكه في دهليز الخيمة وشهروا في أيديهم السيوف ثم أقبلت العساكر والجيوش وطلبوا الإذن فدخل الحاجب واستأذن لهم ضوء المكان فأمر أن يدخلوا عليه عشرة عشرة فأعلمهم الحاجب بذلك فأجابوه بالسمع والطاعة ووقف الجميع على باب الدهليز فدخل عشرة منهم فشق بهم الحاجب في الدهليز ودخل بهم على السلطان ضوء المكان . فما رأوه هابوه فتلقاهم أحسن ملتقى ووعدهم بكل خير فهنئوه بالسلامة ودعوا له وحلفوا له الإيمان الصادقة أنهم لا يخالفون له أمراً ثم قبلوا الأرض بين يديه وانصرفوا ودخل عشرة آخرين ففعل بهم مثل ما فعل بغيرهم ولم يزالوا يدخلون عشرة بعد عشرة حتى لم يبق غير الوزير دندان ، فدخل عليه وقبل الأرض بين يديه فقام إليه ضوء المكان وأقبل عليه وقال له : مرحباً بالوزير والوالد الكبير ، إن فعلك فعل المشير العزيز والتدبير بيد اللطيف الخبير . ثم إن الملك ضوء المكان قال للوزير دندان : أؤمر العسكر بالإقامة عشرة أيام حتى أختلي بك وتخبرني بسبب قتل أبي . فامتثل الوزير قول السلطان وقال : لابد من ذلك . ثم خرج إلى وسط الخيام وأمر العسكر بالإقامة عشرة أيام فامتثلوا أمره ، ثم إن الوزير أعطاها إذناً أنهم يتفرجون ولا يدخل أحد من أرباب الخدمة عند الملك مدة ثلاثة أيام فتضرع جميع الناس ودعوا لضوء المكان بدوام العز . ثم أقبل عليه الوزير وأعلمه بالذي كان فصبر إلى الليل ودخل على أخته نزهة الزمان وقال لها : أعلمت بسبب قتل أبي ولم نعلم بسببه كيف كان ? فقالت : لم أعلم سبب قتله . ثم إنها ضربت لها ستارة من حرير وجلس ضوء المكان خارج الستارة وأمر بإحضار الوزير دندان فحضر بين يديه فقال له : أريد أن تخبرني تفصيلاً بسبب قتل أبي الملك عمر النعمان . قال الوزير دندان : لما أتى الملك عمر النعمان من الصيد والقنص وجاء إلى المدينة سأل عنكما فلم يجدكما فعلم أنكما قد قصدتما الحج فاغتم لذلك وازداد به الغيظ وضاق صدره وأقام نصف سنة وهو يستخبر عنكما كل شارد ووارد فلم يخبره أحد عنكما . فبينما نحن بين يديه يوماً من الأيام بعدما مضى لكما سنة كاملة من تاريخ فقدكما وإذا بعجوز عليها آثار العبادة قد وردت علينا ومعها خمس جوار نهد أبكار كأنهن الأقمار وحوين من الحسن والجمال ما يعجز عن وصفه اللسان ، ومع كمال حسنهن يقرأن القرآن ويعرفن الحكمة وأخبار المتقدمين فاستأذنت تلك العجوز في الدخول على الملك فأذن لها فدخلت عليه وقبلت الأرض بين يديه وكنت أنا جالساً بقرب الملك فلما دخلت عليه قربها إليه لما رأى عليها آثار الزهد والعبادة ، فلما استقرت العجوز عنده أقبلت عليه وقالت له : اعلم أيها الملك أن معي خمس جوار ما ملك أحد من الملوك مثلهن لأنهن ذوات عقل وجمال وحسن وكمال يقرأن القرآن والروايات ويعرفن العلوم وأخبار الأمم السالفة وهن بين يديك وواقفات في خدمتك يا ملك الزمان وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان . فنظر المرحوم والدك إلى الجواري من أخبار الناس الماضين والأمم السابقين .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:31   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الثامنة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال للملك ضوء المكان : فتقدمت واحدة منهن وقبلت الأرض بين يديه وقالت : اعلم أيها الملك أنه ينبغي لذي الأدب أن يتجنب الفضول ويتحلى بالفضائل وأن يؤدي الفرائض ويبتعد عن الكبائر ويلازم ذلك ملازمة من لو أفرد عنه لهلك وأساس الأدب مكارم الأخلاق واعلم أن أسباب المعيشة طلب الحياة والقصد من الحياة عبادة الله ، فينبغي أن تحسن خلقك مع الناس وأن لا تعدل عن تلك السنة فإن أعظم الناس خطراً أحوجهم إلى التدبير والملوك أحوج إليه من السوقة لأن السوقة قد تفيض في الأمور من غير نظر في العافية ، وأن تبدل في سبيل الله نفسك ومالك واعلم أن العدو خصم تخصيمه بالحجة وتحرز منه ، وأما الصديق فليس بينك وبينه قاض يحكم غير حسن الخلق . فاختر صديقك لنفسك بعد اختياره فإن كان من الإخوان الآخرة فليكن محافظاً على أتباع الظاهر من الشعر عارفاً بباطنه على حسن الإمكان وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً صادقاً ليس بجاهل ولا شرير فإن الجاهل أهل لأن يبتعد منه أبوانا والمنافق لا يكون صديقاً لأن الصديق مأخوذ من الصدق الذي يكون ناشئاً عن صميم القلب فكيف به إذا أظهر الكذب على اللسان ، واعلم أن أتباع الشرع ينفع صاحبه فتودد لأخيك إذا كان بهذه الصفة ولا تقطعه وإن ظهر لك منه ما تكره فإنه ليس كالمرأة يمكن طلاقها ومراجعتها بل قلبه كالزجاج إذا تصدع لا ينجبر ، ولله در القائل : احرص على صون القلوب من الأذى ........ فرجوعها بعد التـنافـر يعـسـر إن القـلـوب إذا تـنـافـر ودهـا ........ مثل الزجاجة كسرهـا لا يجـبـر وقالت الجارية في آخر كلامها وهي تشير إلينا : إن أصحاب العقول قالوا : خير الإخوان أشدهم في النصيحة خير الأعمال أجملها عاقبة وخير الثناء ما كان على أفواه الرجال . وقد قيل : لا ينبغي للعبد أن يغفل عن شكر الله خصوصاً على نعمتين العافية والعقل . وقيل : من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهرته ، ومن عظم صغائر المصائب ابتلاه الله بكبارها ، ومن أطاع الهوى ضيع الحقوق ومن أطاع الواشي ضيع الصديق ، ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه ومن بالغ في الخصومة أثم ومن لم يحذر الحيف لم يأمن السيف . وها أنا أذكر لك شيئاً من آداب القضاة . اعلم أيها الملك أنه لا ينفع حكم بحق إلا بعد التثبيت وينبغي للقاضي أن يجعل الناس في منزلة واحدة حتى لا يطمع شريف في الجور ولا ييأس ضعيف من العدل وينبغي أيضاً أن يجعل البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حرماً أو حرم حلالاً ، وما شككت فيه اليوم فراجع فيه عقلك وتبين به رشدك لترجع فيه إلى الحق فالحق فرع والرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل ، ثم اعرف الأمثال وافقه المقال وسو بين الأخصام في الوقوف وليكن نظرك على الحق موقوفاً وفوض أمرك إلى الله عز وجل واجعل البينة على من ادعى فإن حضرت بينته أخذت بحقه وإلا فحلف المدعى عليه وهذا حكم الله ، واقبل شهادة عدو المسلمين بعضهم على بعض ، فإن الله تعالى أمر الحكام أن تحكم بالظاهر وهو يتولى السرائر ، ولزاماً على القاضي أن يتوفى الألم والجوع وأن يقصد بقضائه بين الناس وجه الله تعالى فإن من خلصت نيته وأصلح ما بينه وبين نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس . وقال الزهري : ثلاث إذا كن في قاض : كان منعزلاً إذا أكرم اللئام وأحب المحامد وكره العزل . وقد عزل عمر بن عبد العزيز قاضياً فقال له : لم عزلتني ? فقال عمر : قد بلغني عنك أن مقالك أكبر من مقامك . حكي أن الإسكندر قال لقاضيه : إني وليتك منزلة واستودعتك فيها روحي وعرضي ومروءتي فاحفظ هذه المنزلة لنفسك وعقلك . وقال لطباخه : إنك مسلط على جسمي فارفق بنفسك فيه . وقال لكاتبه : إنك متصرف في عقلي فاحفظني فيما تكتبه عني . ثم تأخرت الجارية الأولى وتقدمت الثانية .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:32   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة التاسعة والتسعين[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : ثم تأخرت الجارية الأولى وتقدمت الثانية وقبلت الأرض بين يدي الملك والدك سبع مرات ثم قالت : قال لقمان لابنه : ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا أخوك إلا عند حاجتك إليه . وقيل : إن الظالم نادم وإن مدحه الناس والمظلوم سليم وإن ذمه الناس . وقال الله تعالى : ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم . وقال عليه الصلاة والسلام : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . واعلم أيها الملك أن أعجب ما في الإنسان قلبه لأن به زمام أمره فإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه الأسى قتله الأسف وإن عظم عنده الغضب اشتد به العطب وإن سعد بالرضى أمن من السخط وإن ناله الخوف شغله الحزن وإن أصابته مصيبة ضمنه الجزع وإن استفاد مالاً ربما اشتغل به عن ذكر ربه ، وإن أغصته فاقة أشغله الهم وإن أجهده الجذع أقعده الضعف ، فعلى كل حالة لا صلاح له إلا بذكر الله واشتغاله بما فيه تحصيل معاشه وصلاح معاده . وقيل لبعض العلماء : من أشر الناس حالاً ? قال : من غلبت شهوته مروءته وبعدت في المعالي همته فاتسعت معرفته وضاقت معذرته . وما أحسن ما قاله قيس : وإني لأغني الناس عن متكـلـف ........ يرى الناس ضلالاً وما هو مهتدي وما المال والأخلاق إلا مـعـارة ........ فكل بما يخفيه في الصدر مرتدي إذا ما أتيت الأمر من غير بـابـه ........ ضللت وإذ تدخل من الباب تهتدي ثم إن الجارية قالت : وأما أخبار الزهد فقد قال هشام بن بشر : قلت لعمر بن عبيد : ما حقيقة الزهد ? فقال لي : قد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : الزاهد من لم ينس القبر والبلا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد عداً من أيامه وعد نفسه في الموتى . وقيل : إن أبا ذر كان يقول : الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة . فقال بعض السامعين : رحم الله أبا ذر أما أنا فأقول : من أتكل على حسن الاختيار من الله تعالى رضي بالحالة التي اختارها الله له . وقال بعض الثقات : صل بنا ابن أبي أو في صلاة الصبح فقراً يا أيها المدثر حتى بلغ قوله تعالى فإذا نقر في الناقور فخر ميتاً . ويروى أن ثابتاً البناني بكى حتى كادت أن تذهب عيناه فجاؤوا برجل يعالجه قال : أعالجه بشرط أن يطاوعني . قال ثابت : في أي شيء ? قال الطبيب : في أن لا تبكي . قال ثابت : فما فضل عيني أن لم تبكيا . وقال رجل لمحمد بن عبد الله : أوصني .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:33   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : وقالت الجارية الثانية لوالدك المرحوم عمر النعمان : وقال رجل لمحمد بن عبد الله : أوصني . فقال : أوصيك أن تكون في الدنيا مالكاً زاهداً وفي الآخرة مملوكاً طامعاً . قال : وكيف ذلك ? قال : الزاهد في الدنيا يملك الدنيا والآخرة . وقال غوث بن عبد الله : كان إخوان في بني إسرائيل قال أحدهما للآخر : ما أخوف عمل عملته ? قال له : إني مررت ببيت فراخ فأخذت منها واحدة ورميتها في ذلك البيت ولكن بيت الفراخ التي أخذها منه فهذا أخوف عمل عملته . فما أخوف ما عملته أنت ? قال : أما أنا فأخوف عمل أعمله أني إذا قمت للصلاة أخاف أن أكون لا أعمل ذلك إلا للجزاء . وكان أبوهما يسمع كلامهما فقال : اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما إليك . فقال بعض العقلاء : إن هذين من أفضل الأولاد . وقال سعيد بن صبر : صحبت ابن عبيد فقلت له : أوصني . فقال : احفظ عني هاتين الخصلتين : أن لا تشرك بالله شيئاً وأن لا تؤذي من خلق الله أحداً ، وأنشد هذين البيتين : كن كيف شئت فإن الله ذو كرم ........ وأنف الهموم فما في الأمر من بأس إلا اثنتين فما تـقربهـما ابـداً ........ الشرك بالله والإضرار بـالـنـاس وما أحسن قول الشاعر : إذا أنت لم يصحبك زاد من التقى ........ ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثلـه ........ وإنك لم ترصد كما كان أرصدا ثم تقدمت الجارية الثالثة بعد أن تأخرت الثانية وقالت : إن باب الزهد واسع جداً ولكن ذكر بعض ما يحضرني فيه عن السلف الصالح . قال بعض العارفين : أنا أستبشر بالموت ولا أتيقن فيه راحة فيراني علمت أن الموت يحول بين المرء وبين الأعمال فأرجو مضاعفة العمل الصالح وانقطاع العمل السيء ، وكان عطاء السلمي إذا فرغ من وصيته انتفض وارتعد وبكى بكاء شديداً فقيل له : لم ذلك ? فقال : إني أتريد أن أقبل على أمر عظيم وهو الانتصاب بين يدي الله تعالى للعمل بمقتضى الوصية . ولذلك كان علي زين العابدين بن الحسين يرتعد إذا قام للصلاة ، فسئل عن ذلك فقال : أتدرون لمن أقوم ولمن أخاطب ? وقيل كان بجانب سفيان الثوري رجل ضرير فإذا كان يوم القيامة آتي بأهل القرآن فيميزون بعلامة مزيد الكرامة عمن سواهم . وقال سفيان : لو أن النفس استقرت في القلب كما ينبغي لطار فرحاً وشوقاً إلى الجنة وحزناً وخوفاً من النار . وعن سفيان الثوري أنه قال : النظر إلى وجه الظالم خطيئة . ثم تأخرت الجارية الثالثة وتقدمت الجارية الرابعة وقالت : وها أنا أتكلم ببعض ما يحضرني من أخبار الصالحين : روي أن بشر الحافي قال : سمعت خالداً يقول : إياكم وسرائر الشرك . فقلت له : وما سرائر الشرك ? قال : أن يصلي أحدكم فيطيل ركوعه وسجوده حتى يلحقه الحدب . وقال بعض العارفين : فعل الحسنات يكفر السيئات . وقال بعض العارفين : التمست من بشر الحافي شيئاً من سرائر الحقائق فقال : يا بني هذا العلم لا ينبغي أن نعلمه كل أحد فمن كل مائة خمسة مثل زكاة الدرهم . قال إبراهيم بن أدهم : فاستحليت كلامه واستحسنته فبينما أنا أصلي وإذا ببشر يصلي ، فقمت وراءه أركع إلى أن يؤذن المؤذن فقام رجل رث الحالة وقال : يا قوم احذروا الصدق الضار ولا بأس بالكذب النافع وليس مع الاضطرار اختيار ولا ينفع الكلام عند العدم كما لا يضر السكوت عند وجود الوجود . وقال إبراهيم : رأيت بشر سقط منه دانق فقمت إليه وأعطيته درهماً فقال : لا آخذه . فقلت : إنه من خالص الحلال . فقال : أنا لست أستبدل نعم الدنيا بنعم الآخرة . ويروى أن أخت بشر الحافي قصدت أحمد بن حنبل .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:34   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الواحدة بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : إن الجارية قالت لوالدك : إن أخت بشر الحافي قصدت أحمد بن حنبل فقالت له : يا إمام الدين إنا قوم نغزل بالليل ونشتغل بمعاشنا في النهار وربما تمر بنا مشاعل ولاة بغداد ونحن على السطح نغزل في ضوئها فهل يحرم علينا ذلك ? قال لها : من أنت ? قالت : أخت بشر الحافي . فقال : يا أهل بشر لا أزال أستنشق الورع من قلوبكم . وقال بعض العارفين : إذا أراد الله بعبد خيراً فتح عليه باب العمل . وكان ملك بن دينار إذا مر في السوق ورأى ما يشتهيه يقول : يا نفس اصبري فلا أوافقك على ما تريدين . وقال أيضاً : سلامة النفس في مخالفتها وبلاؤها في متابعتها . وقال منصور بن عمار : حججت حجة فقصدت مكة من طريق الكوفة وكانت ليلة مظلمة وإذا بصارخ يصرخ في جوف الليلة ويقول : إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتك مخالفتك وما أنا جاهل بك ولكن خطيئة قضيتها علي في قديم أزلك فاغفر لي ما فرط مني فإني قد عصيتك بجهلي . فلما فرغ من دعائه تلا هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة . وسمعت سقطة لم أعرف لها حقيقة فمضيت ، فلما كان الغد مشينا إلى مدرجنا وإذا بجنازة خرجت وراءها عجوز ذهبت قوتها فسألتها عن الميت فقالت : هذه جنازة رجل كان مر بنا البارحة وولدي قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله تعالى فانفطرت مرارة ذلك الرجل فوقع ميتاً . ثم تأخرت الجارية الرابعة وتقدمت الجارية الخامسة وقالت : ها أنا أذكر بعض ما يحضرني من أخبار السلف الصالح : كان مسلمة بن دينار يقول : عند تصحيح الضمائر نغفر الصغائر والكبائر ، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتاه الفتوح وقال : كل نعمة لا تقرب إلى الله فهي بلية وقليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة وكثيرها ينسيك قليلها . وسئل أبو حازم : من أيسر الناس ? فقال : رجل امضى عمره في طاعة الله . قال : فمن أحمق الناس ? قال : رجل باع آخرته بدنيا غيره . وروي أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين قال : رب إني لما أنزلت لي من خير فقير . فسأل موسى ربه ولم يسأل الناس وجاءت الجاريتان فسقى لهما ولم تصدر الرعاء فلما رجعتا أخبرتا أباهما شعيباً فقال لهما : لعله جائع . ثم قال لإحداهن : ارجعي إليه وادعيه . فلما أتته غطت وجهها وقالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا . فكره موسى ذلك وأراد أن لا يتبعها وكانت امرأة ذات عجز فكانت الريح تضرب ثوبها فيظهر لموسى عجزها فيغض بصره ثم قال : لهاك كوني خلفي . فمشت خلفه حتى دخل على شعيب والعشاء مهيأ .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:35   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الثانية بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : وقالت الجارية الخامسة لوالدك : فدخل موسى على شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ فقال شعيب لموسى : يا موسى إني أريد أن أعطيك أجر ما سقيت لهما . فقال موسى : أنا من أهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بما على الأرض من ذهب وفضة . فقال شعيب : يا شاب ولكن أنت ضيفي وإكرام الضيف عادتي وعادة آبائي بإطعام الطعام . فجلس موسى فأكل ، ثم إن شعيباً استأجر موسى ثماني حجج أي ثماني سنين وجعل أجرته على ذلك تزويجه إحدى ابنتيه وكان عمل موسى لشعيب صداقاً لها كما قال تعالى حكاية عنه : أني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تؤجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك . وقال رجل لبعض أصحابه وكان له مدة لم يره : إنك أوحشتني أني ما رأيتك منذ زمان . قال : اشتغلت عنك بابن شهاب أتعرفه ? قال : نعم هو جاري منذ ثلاثين سنة إلا أنني لم أكلمه . قال له : إنك نسيت الله فنسيت جارك ولو أحببت الله لأحببت جارك ، أما علمت أن للجار علي حقاً كحق القرابة ? وقال حذيفة : دخلنا مكة مع إبراهيم بن أدهم وكان شقيق البلخي قد حج في تلك السنة فاجتمعنا في الطواف فقال إبراهيم لشقيق : ما شأنكم في بلادكم ? فقال شقيق : إننا إذا رزقنا أكلنا وإذا جعنا صبرنا . فقال : كذا تفعل كلاب بلخ ولكننا إذا رزقنا آثرنا وإذا جعنا شكرنا . فجلس شقيق بين يدي إبراهيم قال له : أنت أستاذي . وقال محمد بن عمران : سأل رجل حاتماً الأصم فقال له : ما أمرك في التوكل على الله تعالى ? قال : على خصلتين ، علمت أن رفاقي لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي به وعلمت أني لم أخلق من غير علم الله فاستحييت منه . ثم تأخرت الجارية الخامسة وتقدمت العجوز وقبلت الأرض بين يدي والدك تسع مرات وقالت : قد سمعت أيها الملك ما تكلم به الجميع في باب الزهد وأنا تابعة لهن فاذكر بعض ما بلغني عن أكابر المتقدمين . قيل : كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقسم الليل ثلاثة أقسام : الثلث الأول للعلم والثاني للنوم والثالث للتهجد . وكان الإمام أبو حنيفة يحيي نصف الليل فأشار إليه إنسان وهو يمشي وقال الآخران : إن هذا يحيي الليل كله . فلما سمع ذلك قال : إني أستحي من الله أن أوصف بما ليس في . فصار بعد ذلك يحيي الليل كله . وقال الربيع : كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان سبعين مرة كل ذلك في الصلاة . وقال الشافعي رضي الله عنه : ما شبعت من خبز الشعير عشر سنين لأن الشبع يقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن القيام . وروي عن عبد الله ومحمد السكري أنه قال : كنت أنا وعمرة نتحدث فقال لي : ما رأيت أروع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي . واتفق أنني خرجت أنا والحرث بن لبيب الصغار وكان الحرث تلميذ المزني وكان صوته حسناً فقرأ قوله تعالى : هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون . فرأيت الإمام الشافعي تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخر مغشياً عليه فلما أفاق قال : أعوذ بالله من مقام الكذابين وأعراض الغافلين اللهم لك خشعت قلوب العارفين ، اللهم هب لي غفران ذنوبي من جودك وجملني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك . ثم قمت وانصرفت . وقال بعض الثقات : لما دخلت بغداد كان الشافعي بها فجلست على الشاطئ لأتوضأ للصلاة إذ مر بي إنسان فقال لي : يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك في الدنيا والآخرة . فالتفت وإذا برجل يتبعه جماعة فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفوا أثره فالتفت إلي وقال : هل لك من حاجة ? فقلت : نعم تعلمني مما علمك الله تعالى . فقال : اعلم أن من صدق الله ونجا ومن نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد في الدنيا قرت عيناه غداً أفلا أزيدك ? قلت : بلى . قال : كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق في جميع أمورك تنج مع الناجين . ثم مضى فسألت عنه فقيل لي : هذا الإمام الشافعي . وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول : وددت أن الناس ينتفعون بهذا العلم على أن لا ينسب إلي منه شيء .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:36   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الثالثة بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : قالت العجوز لوالدك : كان الإمام الشافعي يقول : وددت أن الناس ينتفعون بهذا العلم على أن لا ينسب إلي منه شيء . وقال : ما ناظرت أحداً إلا أحببت أن يوفقه الله تعالى للحق ويعينه على إظهاره وما ناظرت أحداً قط إلا لأجل إظهار الحق وما أبالي أن يبين الله الحق على لساني أو على لسانه . وقال رضي الله تعالى عنه : إذا خفت على علمك العجب فاذكر رضا من تطلب وفي أي نعيم ترغب ومن أي عقاب ترهب . وقيل لأبي حنيفة : إن أمير المؤمنين أبا جعفر المنصور قد جعلك قاضياً ورسم لك بعشرة آلاف درهم فما رضي ، فلما كان اليوم الذي توقع أن يؤتى إليه فيه بالمال صلى الصبح ثم تغشى بثوبه فلم يتكلم ثم جاء رسول أمير المؤمنين بالمال فلما دخل عليه وخاطبه لم يكلمه فقال له رسول الخليفة : إن هذا المال حلال . فقال : اعلم أنه حلال لي ولكني أكره أن يقع في قلبي مودة الجبابرة . فقال له : لو دخلت إليهم وتحفظت من ودهم . قال : هل آمن أن ألج البحر ولا تبتل ثيابي . من كلام الشافعي رضي الله عنه : ألا يا نفس إن ترضي بقولي ........ فأنت عزيزة أبـداً غـنـية دعي عنك المطامع والأماني ........ فكم أمنية جلبـت غـنـية ومن كلام سفيان النوري فيما أوصى به علي بن الحسين السلمي : عليك بالصدق وإياك والكذب والخيانة والرياء فإن العمل الصالح يحيطه الله بخصلة من هذه الخصال ولا تأخذ دينك إلا عمن هو مشفق على دينه وليكن جليسك من يزهدك في الدنيا وأكثر ذكر الموت وأكثر الاستغفار واسأل الله السلامة فيما بقي من عمرك وانصح كل مؤمن إذا سألك عن أمر دينه وإياك أن تخون مؤمناً فإن من خان مؤمناً فقد خان الله ورسوله ، وإياك الجدال والخصام ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليماً وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر تكن حبيب الله وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك واقبل المعذرة ممن اعتذر إليك ولا تبغض أحداً من المسلمين وصل من قطعك واعف عمن ظلمك تكن رفيق الأنبياء وليكن أمرك مفوضاً إلى الله في السر والعلانية واخش الله من خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث وسائر إلى الحشر والوقوف بين يدي الجبار واذكر مصيرك إلى إحدى الدارين أما إلى جنة عالية وأما إلى نار حامية . ثم إن العجوز جلست إلى جانب الجواري فلما سمع والدك المرحوم كلامهن علم أنهن أفضل أهل زمانهن ورأى حسنهن وجمالهن وزيادة أدبهن فأواهن إليه وأقبل على العجوز فأكرمها وأخلى لها هي وجواريها القصر الذي كانت فيه الملكة إبريزة بنت ملك الروم ونقل إليهن ما يحتجن إليه من الخيرات فأقامت عنده عشرة أيام وكلما دخل عليها يجدها معتكفة على صلاتها وقيامها في ليلها وصيامها فوقع في قلبه محبتها وقال لي : يا وزير إن هذه العجوز من الصالحات وقد عظمت في قلبي مهابتها . فلما كان اليوم الحادي عشر اجتمع بها من جهة دفع ثمن الجواري إليها فقالت له : أيها الملك اعلم أن ثمن هذه الجواري فوق ما يتعامل الناس به فإني ما أطلب فيهن ذهباً ولا فضة ولا جواهر قليلاً كان ذلك . فلما سمع والدك كلامها تحير وقال : أيها السيدة وما ثمنهن ? قالت : ما أبيعهن لك إلا بصيام شهر كامل تصوم نهاره وتقوم ليله لوجه الله تعالى فإن فعلت ذلك فهن لك في قصرك تصنع بهن ما شئت . فتعجب الملك من كمال صلاحها وزهدها وورعها وعظمت في عينه وقال نفعنا الله بهذه المرأة الصالحة ثم اتفق معها على أن يصوم الشهر كما اشترطته عليه . فقالت : وأنا أعينك بدعوات أدعو بهن لك فائتني بكوز ماء . فأخذته وقرأت عليه وهممت وقعدت ساعة تتكلم بكلام لا تفهمه ولا تعرف منه شيئاً ، ثم غطته بخرقة وختمته وناولته لوالدك وقالت له : إذا صمت العشرة الأولى فأفطر في الليلة الحادية عشرة على ما في هذا الكوز فإنه ينزع حب الدنيا من قلبك ويملأه نوراً وإيماناً وفي غد أخرج إلى أخواني وهم رجال الغيب فإني اشتقت إليهم ثم أجيء إليك إذا مضت العشرة الأولى . فأخذ والدك الكوز ثم نهض وأفرد له خلوة في القصر ووضع الكوز فيها وأخذ مفتاح الخلوة في جيبه فلما كان النهار صام السلطان وخرجت العجوز إلى حال سبيلها .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:37   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الرابعة بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : فلما كان النهار صام وخرجت العجوز في حال سبيلها وأتم الملك صوم العشرة أيام وفي اليوم الحادي عشر فتح الكوز وشربه فوجد له في فؤاده فعلاً جميلاً وفي العشرة أيام الثانية من الشهر جاءت العجوز ومعها حلاوة في ورق أخضر يشبه ورق الشجر فدخلت على والدك وسلمت عليه فلما رآها قام وقال لها : مرحباً بالسيدة الصالحة . فقالت له : أيها الملك أن رجال الغيب يسلمون عليك لأني أخبرتهم عنك فرحوا بك وأرسلوا معي هذه الحلاوة وهي من حلاوة الآخرة فأفطر عليها في آخر النهار . ففرح والدك فرحاً زائداً وقال : الحمد لله الذي جعل لي إخواناً من رجال الغيب . ثم شكر العجوز وقبل يديها وأكرمها وأكرم الجواري غاية الإكرام ثم مضت مدة عشرين يوماً وأبوك صائم وعند رأس العشرين يوماً أقبلت عليه العجوز وقالت : أيها الملك اعلم أني أخبرت رجال الغيب بما بيني وبينك من المحبة وأعلمتهم بأني تركت الجواري عندك ، ففرحوا حيث كانت الجواري عند ملك مثلك لأنهم إذا رأوهن يبالغون في الدعاء المستجاب فأريد أن أذهب بهن إلى رجال الغيب لتحصيل نفحاتهم لهن وربما أنهن لا يرجعن إليك إلا ومعهن كنز من كنوز الأرض حتى أنك بعد تمام صومك تشتغل بكسوتهن وتستعين بالمال الذي يأتيك به على أغراضك . فلما سمع والدك كلامها شكرها على ذلك وقال لها : لولا أني أخشى مخالفتي لك ما رضيت بالكنز ولا بغيره ولكن متى تخرجن بهن ? فقالت له : في الليلة السابعة والعشرين فأرجع بهن إليك في رأس الشهر وتكون أنت قد أوفيت الصوم وحصل استبراؤهن وصرن لك وتحت أمرك ، والله أن كل جارية ثمنها أعظم من ملكك مرات . فقال لها : وأنا أعرف ذلك أيتها السيدة الصالحة . فقالت له : بعد ذلك ولا بد أن ترسل معهن من يعز عليك من القصر حتى تجد الأنس ويلتمس البركة من رجال الغيب . فقال لها : عندي جارية رومية اسمها صفية ورزقت منها بولدين أنثى وذكر ولكنهما فقدا منذ سنتين فخذيها معهن لأجل أن تحصل البركة .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:38   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة الخامسة بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان : لعل رجال الغيب يدعون الله لها بأن يرد عليها ولديها ويجمع شملنا بهما . فقالت العجوز : نعم ما قلت وكان ذلك أعظم غرضها . ثم إن والدك أخذ في تمام صيامه ، فقالت له : يا ولدي إني متوجهة إلى رجال الغيب فأحضر لي صفية . فدعا بها في ساعتها فسلمها إلى العجوز فخلطتها بالجواري ، ثم دخلت العجوز مخدعها وخرجت للسلطان بكأس مختوم وناولته له وقالت : إذا كان يوم الثلاثين فادخل الحمام ثم اخرج منه وادخل خلوة من الخلاوي التي في قصرك واشرب هذا الكأس وثم فقد نلت ما تطلب والسلام مني عليك . فعند ذلك فرح الملك وشكرها وقبل يدها فقالت له : أستودعك الله . ثم قال لها : ومتى أراك أيتها السيدة الصالحة فإني أود أن لا أفارقك ? فدعت له وتوجهت ومعها الجواري والملكة صفية وقعد الملك بعدها ثلاثة أيام ثم قام ودخل الحمام وخرج منه إلى الخلوة التي في القصر وأمر أن لا يدخل عليه أحد ورد الباب عليه ثم شرب الكأس ونام ونحن قاعدون في انتظاره إلى آخر النهار فلم يخرج من الخلوة قلنا : لعله تعبان من الحمام ومن سهر الليل وصيام النهار فبسبب ذلك نام . فانتظرناه ثاني يوم فلم يخرج فوقفنا بباب الخلوة وأعلنا برفع الصوت لعله ينتبه ويسأل عن الخبر فلم يحصل منه صوت ، فخلعنا الباب ودخلنا عليه فوجدناه قد تمزق لحمه وتفتت عظمه . فلما رأيناه على هذه الحالة عظم علينا ذلك وأخذنا الكأس فوجدنا في غطائه قطعة من ورق مكتوباً فيها : من أساء لا يستوحش منه وهذا جزاء من يحتال على بنات الملوك ويفسدهن والذي نعلم به كل من وقف على هذه الورقة . إن شركان لما جاء بلادنا أفسد علينا الملكة إبريزة وما كفاه ذلك حتى أخذها من عندنا وجاء بها إليكم ثم أرسلها مع عبد أسود فقتلها ووجدناها مقتولة في الخلاء مطروحة على الأرض ، فهذا ما هو فعل الملوك ، وهذا جزاء من يفعل هذا الفعل إلا ما حل به ، وأنتم لا تتهموا أبداً بقتله ، ما قتله إلا العاهرة الشاطرة التي اسمها ذات الدواهي ، وها أنا أخذت زوجة الملك صفية ومضيت بها إلى والدها أفريدون ملك القسطنطينية ، ولا بد أن نغزوكم ونقتلكم ونأخذ منكم الديار فتهلكون عن آخركم ولا يبقى منكم ديار ولا من ينفخ النار إلا من يعبد الصليب والزنار . فلما قرأنا هذه الورقة علمنا أن العجوز خدعتنا وتمت حيلتها علينا فعند ذلك صرخنا ولطمنا على وجوهنا وبكينا فلما يفدنا البكاء شيئاً ، واختلفت العساكر فيمن يجعلونه سلطاناً عليهم فمنهم من يريدك ومنهم من يريد أخاك شركان ولم نزل في هذا الاختلاف مدة شهر ، ثم جمعنا بعضنا وأردنا أن نمضي إلى أخيك شركان فسافرنا إلى أن وجدناك ، وهذا سبب موت الملك عمر النعمان . فلما فرغ الوزير من كلامه بكى ضوء المكان هو وأخته نزهة الزمان وبكى الحاجب أيضاً . ثم قال الحاجب لضوء المكان : أيها الملك أن البكاء لا يفيدك شيئاً ولا يفيدك إلا أن تشد قلبك وتقوي عزمك وتؤيد مملكتك ومن خلف ذلك . فعند ذلك سكت عن بكائه وأمر بنصب السرير خارج الدهليز ، ثم أمر أن يعرضوا عليه العساكر ووقف الحاجب بجانبه والسلحدراية من ورائه ووقف الوزير دندان قدامه ووقف كل واحد من الأمراء وأرباب الدولة في مرتبته ، ثم إن الملك ضوء المكان قال للوزير دندان : أخبرني بخزائن أبي . فقال الوزير دندان : سمعاً وطاعة . وأخبره بخزائن الأموال وبما فيها من الذخائر والجواهر وعرض عليه ما في خزانته من الأموال فأنفق على العساكر وخلع على الوزير دندان خلعة سنية ، وقال له : أنت في مكانك . فقبل الأرض بين يديه ودعا له بالبقاء ثم خلع على الأمراء ثم إنه قال للحاجب : أعرض علي الذي معك من خراج دمشق . فعرض عليه صناديق المال والتحف والجواهر فأخذها وفرقها على العساكر .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-28, 12:40   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
soufiane ghemam
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية soufiane ghemam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الليلة السادسة بعد المئة[عدل]

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن ضوء المكان أمر الحاجب أن يعرض عليه ما أتى به من خراج دمشق فعرض عليه صناديق المال والتحف والجواهر فأخذها وفرقها على العساكر ولم يبق منها شيئاً ، فقبل الأمراء الأرض بين يدي ضوء المكان ودعوا له بطول البقاء وقالوا : ما رأينا ملكاً يعطي مثل هذه العطايا . ثم إنهم مضوا إلى خيامهم فلما أصبحوا أمرهم بالسفر فسافروا ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع أشرفوا على بغداد فدخلوا المدينة فوجدوها قد تزينت ، وطلع السلطان ضوء المكان قصر أبيه وجلس على السرير ووقف أمراء العسكر والوزير دندان وحاجب دمشق بين يديه فعند ذلك أمر كاتب السر أن يكتب كتاباً إلى أخيه شركان ويذكر فيه ما جرى من الأول إلى الآخر ويقول في آخره : وساعة وقوفك على هذا المكتوب تجهز أمرك وتحضر بعسكرك حتى تتوجه إلى غزو الكفار ونأخذ منهم الثأر ونكشف العار . ثم طوى الكتاب وختمه وقال للوزير دندان : ما يتوجه بهذا الكتاب إلا أنت ولكن ينبغي أن تتلطف به في الكلام وتقول له : إن أردت ملك أبيك فهو لك وأخوك نائباً عنك في دمشق كما أخبرنا بذلك . فنزل الوزير دندان من عنده وتجهز للسفر ، ثم إن ضوء المكان أمر أن يجعلوا للوقاد مكاناً حسناً ويفرشوه بأحسن الفرش ، وذلك الوقاد له حديث طويل . ثم إن ضوء المكان توجه يوماً إلى الصيد والقنص وعاد إلى بغداد فقدم له بعض الأمراء من الخيول والجياد ومن الجواري الحسان ما يعجز عن وصفه اللسان فأعجبته جارية منهن فاختلى بها ودخل عليها في تلك الليلة فعلقت منه من ساعتها . وبعد مدة عاد الوزير دندان من سفره وأخبره بخبر أخيه شركان وإنه قادم عليه وقال له : ينبغي أن تخرج وتلاقيه . فقال له ضوء المكان : سمعاً وطاعة . فخرج إليه مع كبار دولته من بغداد مسيرة يوم ، ثم نصب خيامه هناك لانتظار أخيه . وعند الصباح أقبل الملك شركان في عساكر الشام ما بين فارس مقدام وأسد ضرغام وبطل مصدام ، فلام أشرفت الكتائب وقدمت النجائب وأقبلت المصائب وخفقت أعلام المراكب توجه ضوء المكان هو ومن معه لملاقاتهم فلما عاين ضوء المكان أراد أن يترجل إليه فأقسم عليه شركان أن لا يفعل ذلك ، وترجل شركان ومشى نحوه فلما صار بين يدي ضوء المكان رمى ضوء المكان نفسه عليه فاحتضنه شركان إلى صدره وبكيا بكاءاً شديداً وعزى بعضهما بعضاً . ثم ركب الاثنان وسار العسكر معهما إلى أن أشرفوا على بغداد ونزلوا ، ثم تقدم ضوء المكان هو وأخوه شركان إلى قصر الملك وباتا تلك الليلة ، وعند الصباح نهض ضوء المكان وأمر أن يجمعوا العساكر من كل ناحية وينادون بالغزو والجهاد ثم أقاموا ينتظرون مجيء الجيوش من سائر البلدان وكل من حضر يكرمونه ويعدونه بالجميل إلى أن مضى على ذلك الحال مدة شهر كامل والقوم يأتون أفواجاً متتابعة ، ثم قال شركان لأخيه : يا أخي أعلمني بقضيتك . فأعلمه بجميع ما وقع له من الأول إلى الآخر ، وبما صنعه معه الوقاد من المعروف ، فقال له : يا أخي ما كافأته إلى الآن ولكن أكافئه إن شاء الله تعالى لما أرجع من الغزوة .

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلة, أريد, فضلكم, وليلة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc