[[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

[[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-29, 06:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي [[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم



بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

هذه قصتي المكتملة الأولى
أرجو لم متابعة طيبة , وأرحب بآرائكم ونقدكم ومختلف ردودكم





[[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم






.
.
تحلقن حولي وكل منهن تبث اوعاجها ,تشتكي وتعلنها صرخة أنها لا تستطيع التحمل اكثر

وماهي الا لحظات حتى تأوهت أصغرن سنا وهي تقول في أسى:

"أرأيتن هذا الذي نعاني ولم نستطع تحمله؟ اتساءل كيف كانت زينب تقابلنا بوجه طلق وما قاسينا الا عشر ما قاست؟؟"

ومضين يقصصن بعض ما يعرفن من أخبارها

***












 


رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 06:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
انها اول مولود للخالة عايشة وزوجها عبد القادر
لم تنعم بحنان الأم كما يجب ولم تنم في أحضان والديها طويلا
فقد كانت الخالة عايشة مقيدة بأشغال لاتنتهي و
زينب تساعدها في اعمال البيت وهي في الثالثة
وفي الرابعة صارت المسؤولة عن الرضيع الجديد
بعد وفاة رضيع قبله
وهكذا كبرت زينب وهي ربة المنزل وأم الاطفال
خاصة بعد نزولهم من الجبل الى بيت مستأجر
هذا وأن والدها عبد القادر صار يعمل بناء ولعل بنيته الضعيفة حالت دون
العمل السريع المربح
فما كان من الخالة عايشة الا ان تفلح الارض بدراعها
فتراها كل يوم تحث الخطا الى الجبل البعيد مع من يذهب من الناس
تاركة وراءها زينب مع حماتها العجوز والاطفال الصغار
شبت زينب وازدادت جمالا
ومن كان يقول ان جمالا كهذا لايوجد الا في القصص الخرافية؟؟
بشرتها البيضاء الناعمة وشعرها الاصفر الحريري
جعلا منها زهرة متفتحة
لكنها لم تتفتح الا على الاشواك
***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 06:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
كبرت زينب وبدأ اخوتها يكبرون أيضا
وخلافا لها كانوا كثيري التذمر والشكوى
وهل نلومهم وقد سلبوا طفولة رأوا غيرهم يتباهى بها؟
زينب احتوت اخوتها بعطفها وسماحتها وقلبها الكبير
هل قرأتم من قبل قصة ما وكان البطل فيها بقلب كبير؟
هل بدا لكم الامر خياليا نوعا ما ؟
لن يكون كذلك مع قصة زينب
زينب عكفت على القرآن قراءة وتدبرا
فأحبت كلام ربها
وأحبت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
ولم أخبركم أنها ارتدت الخمار –وهو ماكان متوفرا في وقتها-
ارتدته في العاشرة
تعلمت الكثير وارتشفت من الرحمة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم
واسنشقت عبير الصبر الذي تفوح به سيرته العطرة
وتعلمت كيف تكون بقلب كبير
كل يوم عليها أن تعجن الخبز
وكل يوم عليها ان تحضر الكسكس
لحظة !!
هل لاحت أمامك صورة لطبق الكسكس مع اللحم والخضار؟
أعتذر إليك فليس ذلك ما عنيته
العشاء كل يوم هو الكسكس
وستكون زينب محظوظة اذا وجدت حبة بطاطس تلقيها في
قدر الماء ذاك
وستكون أكثر حظا اذا استطاعت الخالة عايشة
جلب حبة بصل معها
بينما قريناتها مع أمهاتهن يتعلمن الطبخ ومختلف الصنائع
تحسبا لأي خاطب يطرق الباب
لم تكن زينب تجد أمامها شيئا تطبخه
الغداء هو الزيتون البارحة واليوم وغدا وبعد غد والاسبوع القادم والشهر القادم ايضا وكل عام
هذا ما تجده امامها حين تعود من المدرسة بعد أن تكون قد قضت
حصصا مدرسية بمعدة خاوية لأنها لم تجد ما تفطر عليه
وفوق هذا تلاقي المعلمين بالعصا والصراخ
حتى أحست بالامراض وهي تنهش جسدها الصغير هي وإخوتها
كانت صابرة محتسبة لم تشتك يوما وكانت نعم العضد لوالدتها
كانت هادئة وقليلة الكلام
صوتها لايتجاوز حنجرتها
والكل يشهد بدماثة اخلاقها وفضيلتها
ومرة أخرى فإخوانها يشهدون لها بسعة صدرها وقلبها الكبير
كل يوم يحضر السيد عبد القادر 12خبزة
كل واحد لديه خبزته هي قوته في كل يومه
ان اراد أكلها في الفطور فله ذلك لكنه سيقضي بقية اليوم طاوي البطن
فهي بالفعل قوت يومه
ولهذا كانت زينب كثيرة الصيام ولا تتورع ان تقسم خبزتها بين اخوتها
***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
هذا العام انها في الثامنة عشر
فماذا يعني هذا العمر لكم؟
اجل انها متقدمة الى امتحان الباكالوريا
في هذا العام كانت زينب قد ضاقت ذرعا بما تعانيه والدتها
ووالدها
وحتى اخوتها الصغار
انها لاتهتم بنفسها, لكنها تحزن حين ترى النساء يلبسن أحسن الثياب وأمها بثوبها الرث القديم
ينهش البرد عظامها , وكم تحزن حين ترى الدموع تترقرق من أعين إخوتها وهم يتمنون الحصول على جزء يسير مما يتباهى به أولاد الحي
أقدامهم متورمة فلا حذاء لديهم , فقط خرقة بالية يشتريها الاب لهم عشية كل عيد فطر يمضون بها عاما كاملا حتى حلول العيد المقبل
ملابسهم كلها رقع , حقائبهم المدرسية يصنعونها بأنفسهم من أكياس الشعير ويزينونها برسومات بهية من خيوط الصوف
أه كم الامر مؤلم وهم يدخلون قاعة الدرس ويتلقون الضرب المبرح لأنه لايملكون قلما يكتبون به
كل هذا وزينب صامتة هادئة تلقي بهذه الاحمال في بئر سحيقة في أعماق قلبها المتهالك
الخالة عايشة تحثها على الدراسة
ولكن هيهات , من أين لها بالقدرة على ذلك؟
انها لا ترتاح لشيء عدا صلاتها, ولم تتوقع أنها ستتركها ذات يوم
زينب لم تنجح ولم يكن لدى والدها المال الذي يسمح لها بإعادة العام
***
يتبع ان شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
أخيرا عادت الى المنزل وكانت فرحة لأنهم أخيرا استطاعوا بناء بيتهم الخاص
بعد أن قضت طفولتها في الجبل مع زوجات اعمامها
وفترة مراهقتها في بيت مستأجر
فرحت لانها ستقضي بعض شبابها في بيتهم
,, أه عفوا .. هل لاحت امامك صورة لبيت يشبه هذا الذي يقيم فيه الناس مثلا؟

لا.. أعتذر منك فلم أقصد هذا
كان البيت عبارة عن غرفة واحدة بالاسمنت والآجر وبجانبها كوخ صغير عملت عليه الخالة سعدية وبنته بالقصب وطلت جدرانه بروث البقر الذي حصلت عليه من عند الجيران حتى اذا ما جف صار كانه حائط اسمنت من دقة الخالة وتفانيها في عملها.
زينب التي ظنت انها ستسعد في بيتهم لم يدم فرحها
فهذه الام المسكينة تعاني من جيرانها فمنهم جارة تحاول بأي ثمن ان تقتطع جزء من أرضهم لتضمه لأرضها
بالطبع ناضلت الخالة عايشة بقوة فقطعة الارض الصغيرة هذه هي كل ما يملكه أولادها والله لا يضيع احدا
ولم يكن أحد يتوقع انها لن ترتاح من هذا الموضوع الا بعد أن يكبر اولادها ويشرفوا على الزواج فيبنوها استعدادا لذلك
زينب تقاسمت مع امها هذا الحمل كما تقاسمت مع اخوتها هم أقرانهم المتبجحين وهي تراهم يكبرون وعقدة النقص تكبر معهم
وككل مرة انها تلقي بكل هذا في البئر العميقة في أعماق قلبها المتآكل

***

يتبع ان شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:04   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
كم كانت زينب سعيدة لسعادة امها وقد تقدمت احدى النساء لخطبتها لأحد أولادها
إنه أكبر منها بعشر سنين لكن الامر لم يكن بهذا السوء في نظر أهل ذلك الزمن وبالطبع هي لن ترفض لأن أمها وافقت وهي سعيدة كل السعادة لأن ابنتها البكر المحبوبة ستبني أسرتها
هل تخيلتم انها ستكون مثل ساندريلا مثلا؟ سيأتي الامير من البلاد البعيدة لينقذها من بؤسها؟
أو ربما مثل كوزيت في قصة البؤساء؟
هذا فقط لتعلموا أن الواقع ليس كتلك القصص
لذا أعتذر للمرة الثالثة فأنا لم أقصد ذلك
***

يتبع ان شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:04   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
الخالة عايشة صارت تسهر الليالي على ضوء القمر لتحيك وتخيط لابنتها ما يسمى عندهم بـ: (الشورة) وهي ما تأخذه العروس معها من متاع لبيت زوجها
وبالطبع الخالة عايشة لم تتورع ان تمنح ابنتها ما كان لديها
مثل مطرح الصوف الكبير والأغلفة التي طرزتها بيدها يوم كانت بمثل سن ابنتها ,وغيرها كثير
وزينب كانت هي الاخرى تحيك وتجهز ما كان بمقدورها
ولم تكن قد قرأت القصص من قبل لكنها شاهدت بعض المسلسلات
عند الجيران -اذ لم يكن لديهم تلفاز- ومن بينهم مسلسل كاساندرا
ولعلها منت نفسها بحسن الخاتمة في بيت زوجها كما يحدث مع الابطال عادة
لولا أنها تذكر جيدا ما عانته والدتها من زوجات أعمامها
فسرعان ما ألجمت خيالها وقيدته بقيود من حديد

***
.
.
وفي زفافها المتواضع نظرت الى أعوامها العشرين بشيء من الرضى
وهي ترجو الله تعالى أن يكون بقربها دوما ولا يدعها وحدها
وهي تتذكر ما أوصتها به والدتها
كانت في ثوبها الابيض مثل اميرة حسناء فجمالها ما يزال غضا


***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
بعد هذا
حلفت زينب يمينا أن أمها لم تخبرها بكل شيء عن بيوت الناس
ذهبت الى ما تسميه نساء زماننا هذا بـ: (بيتها)
لكن لا ...ذلك البيت لم يكن بيتها
زوجها يعيش مع أمه في بيت من 4 غرف
مطبخ وغرفة الام وهي غرفة الاستقبال ايضا وغرفة أخيه الشاب
وغرفة زينب
طبعا هذا ما جعل غرفتها هي القاعدة الرئيسية في المنزل كله
فهي تتوسطه وأوسعه مساحة
انهم يضعون حاجياتهم فيها مايعني انه محرم على زينب اقفالها
فهي لم تنعم بأية خصوصية
أخت زوجها تأتي كل يوم الى هناك لترعى أبقارها وكذلك حماتها
تخرج لترعى الابقار وتفلح الارض
وماذا قد يعني حضور أخت الزوج يوميا في رأيكم؟
زينب كانت كالخادمة
هكذا ببساطة وبدون مقدمات زينب كانت كالخادمة
انها لم تكن مثل ساندريلا فساندريلا لم تشعر بالحزن حقا فلا احد يقربها بعد وفاة والدها في الحرب ليدافع عنها
أما زينب فمصابها عظيم
لأن لها زوجا كان يفترض أن يحميها ويمسح على جروحها كي تبرى
لكن لا
زينب زفت الى ذلك الوحش صغيرة السن ولم تزل بعد سيمات البراءة على وجهها الغض وهذا النوع من الوحوش لا يغتفر لديه أي خطأ
كانت المسافة بعيدة عن والديها وإخوتها
ورغم هذا كانت الخالة تزور بنيتها لتطمئن عليها في مواسم الخير المختلفة ولكن ليس كما يجب
فالخالة عايشة مشغولة واولادها بالرغم من كونهم قد كبروا
لكنهم لم يهضموا بعد أهمية زيارة اختهم
والخال عبد القادر هادئ أكثر من ابنته ولذلك لم يكن يُخشى ولم تكن له هيبة بالرغم من طيبته وحسن تعامله لكن فقره وربما طيبته الزائدة
جعل اولاده فريسة سهلة
بهذه الطريقة بدت زينب وحيدة, ولايلبث ذلك الوحش يذكرها ويشمت بها أن أهلها رموها ولا يتفقدونها
هذا الامر الذي لم تكن الخالة عايشة قد خطر ببالها قط
***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
كم مرة صفعها؟ وكم مرة اهانها امام الناس؟

وعيرها ببطئها وتهورها وقلة فهمها ونباهتها؟

وأخته وامه اللتين تحرضانه ضدها ...كم مرة حثتاه على طلاقها؟

كانت ابنة أخته تعيش معهم لكنها لا تعمل شيئا

إنها فقط تكنس الارض فقط ولا شيء آخر

تعتبر ضيفة لكنها تعيش معهم

زينب وبحكم ذلك المنزل المفتوح في تلك المنطقة الجبلية

عانت الويلات

زينب تنهض باكرا تعد الفطور, تغسل الملابس كل يوم بالماء البارد في الخارج ولا يحق لها استعمال الماء الدافئ لأن الاغصان لاشعال النار قليلة لكنها بالطبع ستكون ان طلبتها اخت زوجها

زينب تهتم بأبقار الحضيرة وبالدجاجات والويل لها ان نقصت بيضة

زينب تقوم بكل هذه الاعمال في عز الشتاء ولا ثوب كامل يقيها لسعة البرد

ولا خمار تغطي به رأسها من أثر الصقيع

زينب تفعل كل هذا وهم في أفرشتهم ينعمون بالدفء ويرتدون الثياب الصوفية الخشنة

غابت...ابتسامتها العذبة التي تأسر الألباب غابت هكذا

...أسنانها بدأت تتصدع من الصقيع

جسدها الصغير كادت تسكنه الامراض

أما في الصيف فالحرارة تلفح وجهها الصغير

حتى غابت نظارتها ومالت بشرتها التي كانت في يوم ما بيضاء الى السمرة وبعده الى السواد

وشعرها الحريري الاصفر اسود قليلا

زينب صارت وردة ذابلة



***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
ومع كل هذا زينب لم تتفوه بكلمة واحدة

حتى مع أمها إنها لم تحك ولم تبك, وككل مرة انها ترمي بكل هذا في تلك البئر العميقة في قلبها الملتهب

لكن ألن تسأل مامدى عمقها؟؟

زينب تحس بذلك الشرخ الضخم في روحها المتهالكة

وانها تحس بتلك البئر التي في قلبها وقد تصدعت جدرانها

كم ؟ كم تستطيع هذه البئر الاحتمال أكثر؟

لم يبق معها احد من الانس الا حموها سعيد وأخو زوجها جلال

كان الشيخ سعيد يدافع عنها ويمنع زوجها عنها

ويعنف زوجته وابنته حين يضغطون على زينب بأمر الانجاب

وكما نعلم فالاولاد امر مقدس لدى هذا النوع من الاسر

وكأن الامر بيدها !

وهي تذكر يوم امرها ذلك الوحش -الذي نسميه بغير هذا الاسم-

بالذهاب لبيت أهلها كانت تحزم حقيبتها (ولن نقول حقائب)

لتعود من حيث أتت ذليلة كسيرة, لكن حماها هددها ان هي ذهبت الا يسامحها

وطلب منها انتظاره حتى يعود من السوق

ولما عاد لبث ينتظر ابنه فوبخه وهدده ألا يمد يده عليها ثانية

لكن هذا الحصن ما لبث ان تخطفه الموت وهذا ماقدر الله وماشاء فعل

رزقت زينب بعد عام واحد بطفل وبعده بعام بطفلة ثم بعد سنتين اخريتين بطفلة أخرى وبعد أن اكتفوا من الاطفال مدة تسع سنوات رزقها الله تعالى بطفل

وهذا ماكان من المفترض أن يزيح عن كاهلها بعض الذي ألم بها

وهؤلاء الاطفال لم يجدوا في ذلك الوحش أية ذرة أبوة تذكر

لكن عمهم جلال كان يعوضهم هذا الحنان الغابر

حتى إن زينب أحيانا تبكي في نفسها وتتمنى لو أنها كانت زوجة لجلال بدلا عن ذل الوحش

***

لكنهم وطوال هذه الفترات التي من المفترض أن تكون زينب قد

وجدت مكانها في بيتها بعد أن أنجبت أولادها الا ان الامر تفاقم أكثر

فقد

سلبوها أولادها وقالوا أنهم أولاد العائلة ومن حقهم تربيتهم

لم يتروكوها تعلمهم وزعموا تربيتهم

لم يكن من حقها أن تؤدب ولدها ولا رفع صوتها عليه

أذلوها أمامهم حتى استنكروها

فما عادوا يرونها أما

وما عادوا يكنون لها احتراما

وهكذا ضيعوهم

ولما انحرف أولادها, فلذات أكبادها

عادوا إليها باللوم والعتب:

-ضيعت أولادك ,فهل من أم في الدنيا تفعل مثلك؟

أنظري تربيتك ما أثمرت

-كيف لا ينرحف الطفل وقد انحرفت والدته؟

كيف لايسقط وأمه ساقطة ؟

ومع كل هذا لا يحق لها البكاء حتى

***









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
زينب الآن في الثلاثين وهي بعد مازالت تلقي بهمومها على حطام تلك البئر التي لم تكن عميقة بما يكفي في قلبها الدامي

زينب تنظر الى سنواتها الماضية بحسرة

وتنظر الى هذه الوحوش التي معها وهي كالنعجة الوديعة

انها لا ترى والديها الا مرة في العام او مرتين

ولا تحادثهم في الهاتف لأنها كانت تناجي ربها ذات يوم وهي تقول له:

" يا رب اعلم اني ابتعدت عندك وتركت صلاتي وصيامي وقيامي وأريد العودة الى نور الايمان فاقبلني ويسر لي القرب منك يا الهي"

دعت الله باخلاص لم يفهمه ذلك الوحش الا مقلوبا فسحب منها هاتفها الذي اشتراه لها شقيقها

تقدمت بها السنوات وفي عقدها الثالث الذي تعده النساء أبهى فترات حياتهن لاتزال زينب كئيبة لا يحق لها ان تطلب المال لشراء فستان

كغيرها من النساء فان فعلت قال لها:

" لديك الكثير والعام الماضي فقط اشتريت لك واحدا "

زينب حرمت من أبسط حقوقها

ذلك الوحش صرف أموالا فقط ليقوم على أسنانه بالعلاج

أما هي فيقول لها: " اذهبي صباحا باكرا الى المستشفى العمومية لتقلعي سنك مجانا"









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:08   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
زينب تصدع قلبها منذ زمن بعيد وبعيد جدا , ولذلك طلّقت الدنيا

زينب تلك الزهرة الفواحة لم تتركها تلك الوحوش حتى اذبلتها

فعندما طلقت الدنيا طلقتها بكل ما فيها

هذه المسكينة لم يتركوا لها عقلا لتفكر به أن طاعة الله ليس من الدنيا وليس مما يترك

زينب الصوامة القوامة تركت صلاتها وابتعدت عن ربها

نحن لن نلومها فقط ندعو الله ان يردها اليه ردا جميلا

فمن من نساء اليوم ستصبر كما صبرت زينب؟

وصل الامر باخت زوجها ان تدعو عليها بأبشع الدعاء

وهي تؤدي غُسلها

حرموها من قطرة ماء تتطهر بها لتصلي خمسها

من ستصبر كزينب؟

زينب أغشي على قلبها وفاضت الهموم عليه

زينب لم تجد أحدا يخبرها ان الصلاة ليست من الدنيا وليست من الدنيا التي طلقتها قبل زمن

انها تتحسر على شبابها الضائع

وتندب اولادها الذين ضيعوهم

انها تتقلب مع نفسها وترجو من الله ان يهديها ويردها اليه ردا جميلا

ويجعل كل الخير في هذا الذي يتحرك في احشائها

فيكون قرة عين لها بارا بها كما لم يكن اخوته قبله









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 07:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.
.
و ان النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة

فأنا أدعو الله تعالى أن يرد زينب اليه ردا جميلا

ويقر عينها بأولادها ويحسن خواتيمها ولا يحرمها أجر صبرها وخير أعمالها

ويتجاوز عنها ولا يقبضها الا وهو راض عنها غير غضبان

ويجمعنا بها في جنة الفردوس مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

قولوا: آمين

هذا وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين











تمت بحمد الله 28-3- 2017

سا: 1:28
ن. ب









رد مع اقتباس
قديم 2017-03-29, 13:42   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
black dark knight
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

واو راائعة اعجبتني
لي عودت لاعطي رأيي بالتفصيل
هل هي قصة حقيقية ؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2017-05-13, 19:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
مشرف قسم القصّة
 
الصورة الرمزية وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة black dark knight مشاهدة المشاركة
واو راائعة اعجبتني
لي عودت لاعطي رأيي بالتفصيل
هل هي قصة حقيقية ؟؟
السلام عليكم
بارك الله فيك على حسن الانطباع ++
أجل انها حقيقية ولذلك قلت أن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة
شكرا وفي انتظار ردك

***
ملاحظة عضوية قصة فقدت الاتصال بها









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مؤلمة, عربية, قصة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc