حاول بعض شباب الامازيغ تحطيم تمثال عقبة بن نافع الفهري فهل لهم الحق في ذلك؟
شهدت أيام 20 و21 ابريل 2013 عدت مظاهرات احتفالية بالذكرى 33 للربيع الامازيغي تميزت هده السنة بالزخم والكم والانتشار داخل و خارج الجزائر. اذ عمت هده السنة مجموعة من الدول في شمال إفريقيا و اوروبا, منها تيزي ووزو وبجاية بالجزائر و مكناس بالمغرب وباريس بفرنسا ومطماطة بتونس وبعض المدن الليبية وحتى في واحة سيوى المصرية وجزر الكناري.
لكن الجديد هده السنة هو محاولة إقدام بعض المتظاهرين في الجزائر وبالضبط وسط مدينة توبريت (البويرة) بمحاولة تحطيم تمثال أو صنم عقبة بن نافع الفهري وهم حاملين أعلام امازيغية.
لهدا راينا انه يجب الوقوف على هدا الحدث التاريخي والتفصيل فيه لعدة أسباب:
السبب الاول :
جرت العادة هده السنوات في كل الدول العربية والمعربة أن كل ما حاول المتظاهرون تحطيم تمثال ما الا وتتبعه ثورة لا تخمد إلا بإزالة رمزه وبالقوة من السلطة.
فهل سيسقط بدلك عقبة بن نافع من الحكم ومن الفكر العروبي في دول شمال افريقيا؟ أي الذين يحكمون برمزيته القومية وبرمزيته الدينية؟
وبلاد العرب كان اول تمثال رمزي في العصر الحاضر الدي حطمه المتظاهرون هو تمثال صدام حسين, كان دالك في أوج حرب الخليج حين كانت جميع الشعوب العربية تنتظر بكامل شغف ان تدمر صواريخ صدام مدينة تل أبيب الاسرائلية (ازدم ازدم يا صدام نحن معاك إلى الأمام) فإذا بهم يفاجئون بنقل مباشر من قناة الكويت والقنوات الغربية يظهر تمثال صدام حسين يسقط أمام تصفيق العراقيين بينما احدهم (عراقي)اخذ العلم الامريكي ومسح به انف تمثال صدام.
وما كان اغلب العوام في بعض الشوارع العربية مصدقة لتلك الهزيمة النكراء حتى أصبح سقوط صدام حسين بنفسه حقيقة.
تم تبعه تمثال حسني مبارك تم تمثال معمر القدافي لما أقدم أهل بنغازي على تدمير تمثال الكتاب الأخضر في الأيام الأولى من الاحتجاج ليسقط فرعون القدافي بعد دالك بسنة.
ومنذ سنوات قليلة دمر السوريون الأحرار تمثال بشار الأسد. وفي جميع هده الحالات لا تخمد الثورات العربية إلا بسقوط رمز التمثال من السلطة الحاكمة الجائرة على شعوبها.
حيث يعتبر الجميع عربا وعجما كما حدث كذلك لتمثال (تشاوسيسكو) فيعتبرون ان تلك الأصنام هي قدح في مظلوميتهم وتباهي بظلم الطواغيت.
فهي كمثل ذلك القاتل بدون وجه حق الذي بعد قتله الإنسان البريء يقوم بصناعة لوحة اشهارية كبيرة وينصبها أمام باب آهل القتيل ويكتب فيها (الحمد لله أني قتلت ابنكم).
السبب الثاني: هو كون الحدث يمثل تحولا عميقا وجدريا في درجة الوعي السياسي والديني في شمال إفريقيا. فهو يدل على ان النزعة الهوية الامازيغية تزداد اشتعال من جيل إلى أخر وتنتشر الان بقوة حتى لدى الشباب المستعرب في المناطق المستعربة
مثال أخر مهم له دلالات على ان النضال من اجل الهوية الامازيغية لا تعادي الدين الإسلامي إذ أقدم 137 إمام وفقيه امازيغي في الأطلس على رفع العلم الامازيغي فوق المساجد مستنكرين بذلك إقدام السلفيين التكفيريين وبعض الاسلامويين الاخوان بالمغرب بتهديد وتكفير مفكرين امازيغ
وتجمع هؤلاء الائمة الامازيغ في ما سموه بالإسلام الامازيغي, معلنين بدالك صمودهم ضد الإسلام الأموي الجديد الذي يتمثل في السلفية الداعشية والعقيدة الاخوانية , فالأكيد أن شمال إفريقيا قادمة على ثورات فكرية وتحررية كبرى تنقدها من الامبريالية البترودولارية بالمشرق العربي والتبعية الهوياتية المكذوبة للعرب.
فهل يجب فعلا تحطيم تمثال عقبة بن نافع؟
إذا نظرنا من الزاوية العربية وباعين العرب والقوميين فيمثل عقبة بن نافع رمز الفتوحات العربية الإسلامية في شمال إفريقيا فهو الفاتح لبلاد الامازيغ بلاد الشرك وبلاد الظلمات.
وبفعل هذا الفاتح العربي العظيم في اعينهم الذي اخرج البربر من الظلمات إلى النور.
لهدا يفتخر به جميع العرب بما فيهم العرب المزيفين القاطنين في شمال إفريقيا. ويفرضون احترام هدا الجنرال العربي
وفي المقابل يعملون عن ابادة القائد البربري كسيلة المسلم من تاريخ البلاد وجعله في مقام ابو جهل (اكسل) الذي عارض عقبة وقام بحروب ضده وقتله هو وجنوده بعد عودته من المغرب الاقصى حيث كان هناك للانتقام من قبيلة (اكسل) التي أعلنت إسلامها منذ عشر سنوات هناك في اقصى المغرب قال عقبة فيه قولته الأسطورية أمام المحيط الأطلسي بمدينة أسفي حسب التاريخ العربي- لولا هدا البحر المحيط لمضيت مجاهدا في سبيل الله ( وربما يقصد حتى أجد سبايا أكثر).
أما إذا نظرنا من الزاوية الأمازيغية فعقبة بن نافع يمثل رمز سياسي وديني بشع اقترف هو واقترف التابعين بعده من أمراء بني أمية جرائم كثيرة باسم الله.
وعقبة لا يجد القبول في ذاكرة الشعب الامازيغي الذي يعرف تاريخه بالملمتر ويعرف ما ساده من بياض ومن سواد فلا يتعب البعض نفسه في تلوين التاريخ باللون الوردي لقد طفحت كتب التاريخ العربي بجرائم امراء بني امية لذلك لا يجب ان نضع بين اهل الجزائر تمثال يمثل احد القتلة الذين عاثوا في اجدادنا قتل وسبي واسترقاق للاولاد ونهب للاموال وتهجير للامنين من اراضيهم هذه الشخصية لم تكن خيارا بين الامازيغ ولم يحبوه سابقا وحاليا.
إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ: الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ, وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ..) رواه مسلم: 1855 وأحمد في المسند 23981، و هذا الحديث خير ميزان لمعايرة أي كيان سياسي باسم الإسلام وتقييمه ومدى انسجامه مع الناس وملائمته للواقع، وحسب هذا المقياس فـ( داعش وأمراء بني أمية الدمويين ومنهم عقبة ) ارتكبوا أكثر من خطأٍ وخطيئةٍ و شَوَّهَوا سُمعةَ المسلمين كثيراً والله المستعان، ولا حول ولا قوة الا بالله العليِّ العظيم .
ونقول للاخوة لا تحكموا عليهم لا بالجنة ولا بالنار ولا تلعنوهم واتركوا أمرهم وحكمهم لله هو اعلم بما صنع عباده لكن لا تتركوا أصنامهم منصوبة فوق رؤوسكم تذكركم بآلامكم وآلام أجدادكم وجداتكم.
وهناك إلى يومنا هدا خصوصا في المغرب عائلات تسيطر على الحكم والثقافة برمزية انحدارها من عقبة الفهري وأخرى تسيطر على الحكم برمزية انحدارها من إدريس ?قائد عربي آخر أتي بعد عقبة.
ولهده الأسباب التالية يجب تحطيم تمثاله.
اولا: لأنه صنم وصناعة الأصنام تعد حرام في الإسلام لمن كان يؤمن بشريعة الله واليوم الاخر.
ومن منا لا يتذكر إقدام الطالبان على تحطيم أصنام بودا في أفغانستان رغم تدخل رئيس علماء المسلمين يوسف القرضاوي لإقناعهم بالعدول سياسيا وليس دينيا عن هدا الفعل.
ولم يقدم أي عالم إسلامي عن شجب صنم عقبة بن نافع والدعوة لأزالته لكونه مخالف للإسلام بما فيهم المسلمون المعتدلون في الفيس والمسلمون السلفيون الجزائريون والمغاربيون عموما! الم يقول الرسول " إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام" آم أن هده الأصنام أن كانت لقادة عرب فلا بأس منها؟ (الحلال والحرام يطبق على العجم وفقط).
تانيا: لأنه يعطي صورة دموية ووحشية عن الإسلام.
اذ وردت في كتب التاريخ العربية نفسها عبارات تبين مدى دموية الغزو العربي نورد منها القليل: فبعد انتقال الخلافة إلى الأمويين باستيلاء بل باغتصاب معاوية بن أبي سفيان للخلافة ، أصبح معاوية بن حديج واليا على مصر ومسئولا على الغزوات على بلاد الامازيغ.
ولمن لا يعرف القائد الرباني معاوية بن حديج الذي بدا نشر الاسلام في بلاد الامازيغ نذكره بالتالي:
• هو قاتل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذلك الصحابي الإمام الورع التقي الذي نسال الله ان يجعله من اهل الجنة. قتله الأموي معاوية بن حديج. قال له : والله لإقتلنك يا بن أبى بكر وأنت ظمآن، ويسقيك الله من الحميم والغسلين، فقال له محمد: يا بن اليهودية النساجة، ليس ذلك اليوم إليك، إنما ذلك إلى الله يسقى أولياءه ويظمئ أعداءه، وهم أنت وقرناؤك ومن تولاك وتوليته، والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم منى ما بلغتم. فقال له معاوية بن حديج: أتدرى ما أصنع بك ؟. أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثم أحرقه عليك بالنار. قال : إن فعلتم ذاك بي فطالما فعلتم ذاك بأولياء الله، وأيم الله إني لأرجو أن يجعل الله هذه النار التي تخوفني بها برداً وسلاماً، كما جعلها الله على إبراهيم خليله، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك، كما جعلها على نمرود وأوليائه، وإني لأرجو أن يحرقك الله وهذا، وأشار إلى عمرو بن العاص، بنار تلظى، كلما خبت زادها الله عليكم سعيراً، فغضب معاوية بن حديج ، فقدمه فضرب عنقه، ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار،
فلما بلغ عائشة ام المؤمنين خبر مقتل اخوها محمد بن ابي بكر الصديق جزعت عليه جزعاً شديداً، وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها.
، وكان أول قرار أتخذه هو إرسال عقبة بن نافع الفهري إلى الشمال الإفريقي، إذ نقرأ لإبن عذاري في كتابه :البيان المغرب ،ما يلي :"...وغزوته إلي باغاية ...فقاتلهم قتلا ذريعا ,فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء"؛ ويقول أيضا "فوصل عقبة إلى إفريقيا فافتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل ويأسر أُمّة بع أُمّة وطائفة بعد طائفة" ويضيف إبن عذاري في ص27 " وغزوته للسوس الأقصى... فقتلهم قتالا ما سَمِعَ اهل المغرب بمثله حتى هزمهم وقتل منهم خلقا عظيما".
يتضح من خلال هذه المقتطفات الوجيزة أن عقبة كان جائرا في حق السكان الأصليين ،ولم تكن لسياسة اللين والاستمالة موضعا في قلبه, ويذكر ان أبو المهاجر بن دينارعاتبه ووبَّخه قائلا له (لعقبة)) : بئس ما صنعت كان رسول الله يستألف جبابرة العرب."
وستبلغ التجاوزات ذروتها مع مقتل عقبة على يد كسيلة زعيم الأمازيغ، حيث عين عبد الملك بن مروان زهير بن قيس البلوي لمهمة الانتقام من قتل عقبة، وعن تلك المهمة يعلق القيرواني قائلا "أثخن قتلا في أهل المغرب ففزع منه أهل إفريقية واشتد خوفهم و لجئوا الى الحصون و القلاع" لتكتمل غزوة زهير ليس بنشر الاسلام بل بالثأر لمقتل عقبة!!!.
يعني ان الدعوة بالحكمة والموعضة الحسنة التي امر بها الله عز وجل هي اخر الاهتمام عند الاعرابي الاموي
ثالتا: لأنه تمثال عقبة يمتل النهب الاقتصادي والمالي للأمازيغي لصالح الدول الاعرابية الاموية والعباسية لبناء قصور دمشق وبغداد.
وكان هدا واضحا وضوح الشمس لما اقدم امير المؤمنين بدمشق بإظهار وجه اخر للإسلام الا وهو الاستغلال الاقتصادي. فادا كانت نهب الاموال وسبي النساء والاطفال الامازيغ قبل اسلامهم يمر مر الكرام تعت غطاء الغنائم, فمادا سيكون نهب اموالهم وسبي نسائهم بعد اسلامهم؟ الاموييون سموا هدا النهب "ضريبة الخرج". اد مباشرة بعد حرب الفتنة الكبرى التي تصادم فيها صحابة معاوية الذي منهم عقبة بن نافع وخاله عمر بن العاص وصحابة على رضي الله عنه المبشرين بالجنة من اجل الحكم قر الحكم لصالح معاوية بخدعة من عمر بن العاص حال عقبة واسستقر الامويين بسوريا لكن سرعان ما اكتشفوا ان ضريبة الزكاة كما جاء في القانون الالاهي غير كافية لتأسيس الدولة والجاه. فاقروا بسن الضرائب على طريقة القوانين الوضعية التي تتراوح اليوم بين 20 و 50 في المائة من الدخل الشهري وليس الدخل السنوي الفائض كما في الشريعة الاسلامية.
لكن المسلمين العرب في الحجاز والشام الدين كانت الدولة الاموية تأتيهم على رأس كل فترة بنصيبهم من الغنائم من اموال وعبيد وجواري للجنس افاض بها عليهم عقبة وووورفضوا المرور من مرحلة تعطيهم الدولة اموال بالمجان الى فترة هم الدين سيعطون الاموال للدولة.
لم يفهم المسلمون العرب ان بالأمس تأتيهم غنائم من شعوب يتم فتحها كالأمازيغ والاكراد والفرس والارمن وكان دالك مقابل دخولها في الاسلام وحصولها على فرصة الدخول الى الجنة. لكن بعد اسلامها اشترط الاسلام ان تقدم فقط الزكاة لبيت المال المسلمين ولم يحدد قط هل سيبقى هدا البيت في ايدي العرب ام لا. وغيرها لكن بعد اسلامها وحصولها
وامام هدا الرفض و لخروج الامويين من الورطة السياسية سنوا هده الضريبة على المسلمين الغير العرب, وتلك الطامة الكبرى ! من هنا اكتشف الامازيغي ان ادا كان وجه الاسم الظاهر يقول لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى والعمل الصالح فعلى ارض الواقع اتى الأمويون بوجه اخر للإسلام يقول "لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى والضريبة".
قد يذهب البعض الى الصاق هده التهمة للأمويين فقط وبراءة فقهاء وعلماء الاسلام منها, لكن بماذا سيفسر عدم اقدام أي شيخ اسلامي او جماعة اسلامية او حزب اسلامي او هيئة اسلامية سنية ولمدة 15 قرن الى اليوم عن شجب هدا العمل, واستنكارا لتحريف الاسلام؟ ولمادا لا يقدموا على تكفيرهم؟ علما ان هناك من كفر امازيغي مسلم اسمه اكسل (كسيلة) لأقدامه على قتال عقبة بن نافع والذي بعد تغلبه على عقبة وجيش الامويين عاش في القيروان ملكا على الامازيغ والعرب سواء واقيمت الصلاة في مساجد القيروان تحت امارته خمسة سنوات , فمن يستحق ان يوصف المذنب اكسل المسلم المدافع عن ارضه وعرضه ام عقبة بن نافع جامع السبايا وخاطف الاطفال وقاطع الاذان والاصابع و خريج مدرسة يزيد بن معاوبة والحجاج بن يوسف والدمويين الامويين اجمعين؟
رابعا: لأنه تمثال عقبة يمتل السبي والاستغلال الجنسي للفتيات الأمازيغيات:
نود إلقاء نظرة على رسالة تاريخية أرسلها أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الاموي ( م 741-691 م) من دمشق إلى عامله على بلاد الأمازيغ هشام بن عبد الملك فقد طلب هدا الطلب بعد 120 سنة في عمر الإسلام ودخول كل الامازيغ في الاسلام. هدا يعني ان السبي والجواري مورس على الامازيغيات المسلمات جاء في رسالة الخليفة الاموي : "كتب هشام إلى عامله على إفريقيا أما بعد, فان أمير المزمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى, أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب, ما هو معوز لنا بالشام و ما ولاه. فتلطف في الانتقاء, و توخ أنيق الجمال, و عظم الاكفال, وسعة الصدور? و لين الأجساد? و رقة الأنامل? وسبوطة العصب? و جدالة الاسوق? وجثول الفروع? و نجالة الأعين, و سهولة الخدود, وصغر الأفواه, و حسن الثغور, و شطاط الأجسام, و اعتدال القوام? و رخام الكلام? و مع دلك, فاقصد رشدة و طهارة المنشأ. فأنهن يتخذن أمهات أولاد و السلام. "
المصدر : من كتاب الدولة الأغلبية 909-800 التاريخ السياسي لصاحبه الاستاد الدكتور محمد الطالبين تعريب الدكتور المنجي الصيادي? نشر دار الغرب.
سؤال يطرح نفسه :
فلماذا لم يطلب أمير المؤمنين الفتيات الأمازيغيات مسلمات دواة إيمان يتصف بحسن الحجاب والعفة والحنان ورضاة الوالدين ومقيمات الصلاة إلى أخر الواوات ؟
لماذا لا يخطب الامازيغيات على كتاب الله وسنة رسوله وبرضاء والديهم ورضاهم؟
لكن امير المؤمنين الأموي الجاهل رضي الله عنه وأيده وادخله جنات النعيم حتى يلقى كل طلباته ونزواته الجنسية من خلال حور العين لان في الحياة الدنيا صعب أن تلبى طلبات أمثال هؤلاء الشواذ جنسيا .
هذا الأمير أراد فتيات امازيغيات دواة مواصفات خاصة لأجسامهم وصدورهم و ثغورهم؟ هل أراد أن يفهم الامازيغ أن مراده الجنس مع الجاريات التي جمعهن عقبة وموسى بن نصير الذي سمي سلطان السبي هل يفهم انه مند بداية الإسلام الأموي هذا الفعل والشهوة الجنسية هو ركن من أركانه؟ ولماذا تحدث أصلا عن الجاريات وليس النساء والفتيات, الم تأتي الرسالة بعد إسلام الامازيغ لعقود من الزمن؟ الم تعد الجارية هي المرأة الغير المسلمة فقط؟ هل قولة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" أم هي خاصة بالعرب فقط؟ وان كان كذلك فهل الإسلام دين العرب فقط؟ وان لم يكن فهل ممكن لمن يدافع على أمراء بني أمية الذين ظلموا أهل البيت والامازيغ والزنوج وعلى رأسهم عقبة,وموسى بن نصير هل ممكن أن يلومهم على ذنبهم العظيم عوض تكفير كسيلة المسلم ؟
ولماذا لم يطلب أمير المؤمنين الأموي الشاذ رضي الله عنه وأيده شبان ذكور وعبيد امازيغ ليكون جيوش المسلمين ويدعم قوات المؤمنين؟
أم أن هدا الطلب الشاذ جنسيا هو جهاد المناكحة التي لا يزال يطالب به السلفيون الدواعش ?
ورثة الأمويين
جهاد المناكحة الذين امتلأت به صفحات الانترنت في هذا الزمان بالاشهار لجهاد المناكحة وكثر الطلب على البنات الامازيغيات من تونس والجزائر والمغرب وكثير منهن اليوم موجودون في الرقة في سوريا يتبادلهم الرجال كل أسبوع بعضهن مقابل مهر كلاش وبعضهم قنبلة يدوية ومن هن من قدم لها مهرها حزام ناسف؟
خامسا: لأن تمثال عقبة يمثل رمز عبودية الشباب الامازيغي من قبل الغزاة الامويين:
سبق للمفكر الامازيغي الجزائري محمد اركون أن صرح لأحد الجرائد المغربية "لو قلنا ما اقترفته الغزوات الأعرابية الأموية من جرائم على وسائل الإعلام والجرائد الواسعة الانتشار وبلسان وكتب العرب نفسهم لقامت حروب أهلية في شمال إفريقيا" ولا متلئت قلوب الامازيغ الناطقين بالامازيغية والامازيغ المستعربين غلا وغضبا على العرب بدون تمييز (فالعوام من الناس لا يفهمون انه لا تزر وازرة وزر أخرى ) ولهذا نحن أحيانا لا نناقش مثل هذه الأمور إلا مع الذين نضجت عقولهم ويعرفون انه تلك الأمم قد خلت لها ما كسبت ولنا ما اكتسبنا.
وكان هدا الحديث بمناسبة استضافته من القناة التلفزية الأولى التي قال فيها "اكبر جهل يهدد الأمة الإسلامية والأمة العربية هو الجهل المقدس". فهناك مجموعة من الحقائق الصادمة نورد فيها فقط على سبيل المثال حالة القائد الامازيغي طارق ابن زياد الذي أرسله أمير الأمويين من دمشق إلى المغرب الأقصى بدون جيوش كما جرت العادة في الغزوات مع عقبة بن نافع ومهاجر من بعده و استطاع هدا الشاب الامازيغي لوحده ان يجمع جيشا امازيغيا من شمال إفريقيا ويقوم بفتح الأندلس ونشر الإسلام ثم رجع إلى الخليفة الأموي ليخبره عن هدا الانجاز العظيم.
لكن التاريخ الرسمي في كل دول شمال افريقيا التي تقدس الاسلام الأموي لا تدرس ثلاثة حقائق عن هدا القائد الامازيغي:
1- كان جزاء الخليفة الأموي لجهاد طارق بن زياد الامازيغي على فتحه للأندلس وخاصة بعد اختلافه مع موسى بن نصير الذي لحقه فيما بعد كان الجزاء هو أن أمره بالتوقف عن غزو بلاد فرنسا ثم عزله واخذ أمواله ثم سجنه في احد سجون دمشق مع مجرمي الحق العام. ولم يتملك طارق نفسيا جزائه هذا وذكر في بعض كتب العرب انه فقد عقله في السجن وعفى عنه الخليفة بعد دالك ومات متشردا تائها في شوارع دمشق.
2- الكثير لا يعلم كيف وصل طارق الامازيغي إلى دمشق ثم بعث منها لتكوين جيش امازيغي في بلاد المغاربة هي قصة غريبة, أساسها أن الفرق بين العربي والعجمي هو التقوى والضريبة" كما ذكرنا سابقا. فان زياد الامازيغي أبا طارق لما فرضت عليه ضريبة الخرج بعد إسلامه في العهد الأول للغزوات -لأنه مسلم غير عربي- كان مسلما فقيرا. وبما أن هده الضريبة تفرض حتى على الفقراء من قبل الأمويين على الامازيغ?وليست كالزكاة
ومن لم يستطع الدفع فقوانين بني أمية رحيمة تفتح لهم حلا آخر أو باب استخلاص هده الضريبة بإعطاء بناتهم وان لم تكن لهم بنات فبأولادهم, وذالك اضعف الإيمان !
وكان زياد من الفقراء "اضعف الإيمان" ولم يكن له بنات فاستخلص الضريبة بابنه طارق, فارق فلدة كبده مجبرا وهو يبكي الدماء, ويتساءل هل هدا هو الإسلام؟ ويتسائل هل كان كسيلة وديهية أشد ذكاء لما تنبئوا من قبل بان الإسلام الأموي ليس إلا غطاء؟
وفي هذا الاطارتحدث مجموعة من المؤرخين العرب على تلك القوافل التي تحمل ضرائب الخرج المكونة من متاع وبنات وأولاد كل سنة تعبر أدغال إفريقيا من تامازغا إلى الشرق الأوسط. قال عنها مؤرخ فرنسي ? des caravanes ? perte de vue ?
قوافل على مد البصر .
3- لما تفطن الامازيغ لهده "الهجرة القصرية الاموية لفلذات كبدهم من تامازغا إلى الشرق العربي" ثاروا على ذلك الظلم وقضوا عليه
ارتؤوا بعد ذلك وبمساعدة أبنائهم الامازيغ التي سبيوا من قبل إلى الشرق وعلى رأسهم رشيد الأوربي الذي عاش عبد في بلاد العرب وقام هذا الأخير بمساعدة المظلومين من اهل البيت وأقدام المنهزمين الشيعة في معركة الفتنة الكبرى وهم إدريس إلى قبيلة اوربا وعبيد الله إلى منطقة القبائل بالجزائر وعبد الله إلى منطقة سجلماسة.
وهؤلاء الثلاثة كلهم من أئمة الشيعة أتباع علي وكل منهم ادعى انه المهدي المنتظر, وقد فشل اثنين منهم في الانتقال بإمارتهم إلى مستوى الدولة ولم ينجح إلا أمير الفاطميين الذي أعطى فيما بعد أول دولة إسلامية شيعية في تاريخ الإسلام ألا وهي دولة الفاطميين.
تم إقدام هؤلاء الأئمة الشيعة في قوافل امازيغية وبحراستهم من الشرق إلى تمزغا وهي عبارة عن صفقة سياسية بالمفهوم العصري. إذ كان هدف الأئمة العرب الشيعة هو تحقيق إنشاء دولة إسلامية شيعية في الغرب الإسلامي تكون قوية والرجوع لاحقا إلى الشرق من اجل تحرير الحرمين الشريفين واسترجاع الخلافة التي انتزعت منهم من طرف الأمويين الذين قتلوا أجدادهم.
وهو فعلا ما تحقق, فمباشرة بعد إنشاء الدولة الإسلامية الفاطمية الشيعية ترك الحكم أبناء الفاطميين العرب لأخوالهم الامازيغ وركزوا حكمهم في مصر لاسترجاع مكة والمدينة.
أما الامازيغ فكان هدفهم هو إعطاء الزكاة والتخلص من إعطاء الخرج في تامازغا حتى لا يجبرون بحملها في قوافل والسفر لمدة ستة اشهر كل سنة كما كانوا مجبرين بذلك مع بني أمية.
وما يؤكد هدف الامازيغيين هذا هو التوقف عن تصدير البنات والخرج إلى الشرق مما دفع الدولة العباسية التي رأت أن مداخلها والجواري تقلصت إلى حد لا يطاق فارسل سليمان بن جرير الشماخ من بغداد إلى فاس لقتل إدريس.
لكن الامازيغ وحتى لا يضطروا إلى إرسال أبنائهم إلى الشرق صنعوا ابن للأمازيغية كنزة زوجة إدريس الأول حفيد الحسن بن علي بن أبي طالب ولد 11 شهرا بعد موت أبيه, مما هو علميا ليس بابن أبيه والله اعلم ربما هو حالة خاصة كالنبي عيسى عليه السلام فالله على كل شيئ قدير حسب تفسير بعضهم.
المهم واضطر الامازيغ لبيعة الابن العلوي الشريف في بطن أمه. أي ولو ولد بنتا فكانوا مستعدين لجعلها "شريفة" وإعطائها الحكم طبقا لما ترسخ في العقول من وقت بني امية (الإمامة في قريش) و لو ولد بنتا فكانوا ستعطى لها الزكاة في قبيلتهم وليس في بغداد, الشئ الذي يتنافى مع التقاليد الإسلامية.
ضف إلى ذالك أنه حتى المؤرخين العباسيين شكوا في نسب إدريس لكن الامازيغ هم من تحمل عبئ تبريره وخلقوا ما يسمى بالراكد, أي انه نام في بطن أمه بضعة شهور. على قياس قصة آهل الكهف.
والمهم في الصفقة السياسية هي أن أئمة الشيعة استطاعوا من خلال بلاد الامازيغ استرجاع الحكم, أما الامازيغ فكان هدفهم هو عدم دفع الضرائب فقط وما يفسر ذلك بالملموس هو حتى بعد ذهاب الفاطميين وتركوا الحكم لأخوالهم الامازيغ لم يدفعوا الضرائب إلى الشرق الشيعي مما دفع الفاطميين إلى معاقبتهم بإرسال العرب البدو الموجودين في الحدود بين مصر والسودان وهم بنو هلال وبنوا سليم والذين طردوا من الحجاز بعد أن تقرمطوا وغزو مكة المكرمة وسرقوا الحجر الأسود وقتلوا الحجاج
أرسل هؤلاء الأعراب على الامازيغ عقابا لهم. لتكون الخلاصة في تاريخ صراع الامازيغ مع الكائن العروبي هي أن الامازيغ غيروا خطتهم الإستراتيجية مع العرب ثلاثة مرات وكلها فشلوا فيها.
في المرحلة الأولى التي دامت 70 سنة يوم كانوا يصدون هجومات العرب, ثم المرحلة الثانية بعد إسلامهم ودخولهم في حكم الأمويين حيث سلبت منهم أموالهم وبناتهم وأولادهم باسم الإسلام وفي المرحلة الثالثة بعد انقلابهم عن الأمويين وطردهم من بلاد الامازيغ وتحالفهم مع الشيعة الذين سلطوا عليهم العرب البدو ليحرقوا ملايين الهكتارات من تامازغ والمدن .
وهو الحدث الذي تأثر ببشاعته و شرحه ابن خلدون الذي كان قريبا من تلك الأحداث المشئومة وذكر في مقدمته حيت قال ?إن العرب إذا تغلبوا علي أوطان أسرع إليها الخراب، ويواصل القول :السبب في ذلك أنهم أمة وحشية، باستحكام عوائد التوحش وأسبابه منهم، فصارت لهم خلقا وجبلة، وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة. ويقول كذلك :طبيعة العرب منافية للعمران ومناقضة له، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب، وهذا مناقض للسكون الذي به العمران، ومناف له، فالحجر.. إنما حاجتهم إليه لوضع قدر الطهي فوقه، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ويعدونه لذلك، والخشب أيضا إنما حاجتهم إليه ليعمروا خيامهم ويتخذون الأوتاد منه لخيامهم فيخربون السقف عليه?
لشدت غضب ابن خلدون من هول الفساد والدمار الذي أحدثه أعراب بني هلال وأخواتها جعله يخصص ويقدم دراسة اجتماعية ونفسية للعقل العربي لمحاولة فهم البسيكولوجية الهمجية للأعراب وينتهي بالقول إذا عربت خربت.
سادسا : لأن تمثال عقبة وعقبة بن نافع شخصيا أموي القبيلة و يزيدي المدرسة يمثل الوجه الأموي للإسلام الذي طبع التاريخ الإسلامي العربي والامازيغي بالدماء.
يجب أن نعلم أن الأمويون كان بيدهم الحكم قبل الإسلام أي في الجاهلية و هم اشد أعداء الإسلام عندما بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهم من قاموا بتهجير محمد وأتباعه من مكة إلى المدينة مشيا على الأقدام 300 كلم تقريبا, لاجئين في مدينة يترب التي تعد ثلاثة أرباع سكانها من اليهود.
سيفلت الحكم من قبضة الأمويين لبضع سنوات أيام محمد عليه الصلاة والسلام ثم أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب لتسترجع الأسرة حكم أجدادها الكفار الذي ظل دائما في قلوبهم وعقولهم ويترقبونه بأعينهم الأموية وشاء القدر أن كان الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه من قبيلة الأموي والذي قال له معاوية بن أبي سفيان الأموي عادت إليك بعد أن لعب فيها تيم وعدي (ويقصد عمر وأبي بكر اسم قبيلتهما).
ثم عادت إلى بني أمية ملكا عضودا بعد أن أقدموا على قتل ألاف المسلمين في ما يعرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى.
وكان الرسول الكريم يعلم بما سيؤول إليه الوضع من بعده وواضح من خلال الحديث الشريف : : لا ترجعوا بعدى كفارًا يَضربُ بعضكُم رقاب بَعضٍ ” ، فعُلم من ذلك أنَّ القتلَ من الكفرِ العملي وأكبر الكبائرِ بعد الشرك بالله .
وعلى اثر هده الكارثة الإنسانية بتولي بني أمية الحكم الإسلامي ظهر الشيعة من الفرس والخوارج من الامازيغ. هربوا من الإسلام السني الأموي العربي ليتحرروا من العبودية الاعرابية!
وهدا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإسلام المذكور في القران لم يدخل قلوب الأمويين بإقدامهم على هده الجريمة النكراء قتل احفاد الرسول وأحفاد أبي بكر الصديق وقذف الكعبة المكرمة وقتل الصحابة البدريين المبشرين بالجنة في المدينة المنورة في موقعة الحرة.
هذه الأفعال التي لم يستطع لحد الآن أحفادهم في العقيدة والقومية الوصول إليها مثل بشار الأسد ومعمر القدافي وحسني مبارك وغيرهم الذين تسببوا في قتل 250 ألف قتيل مسلم من اجل الحكم.
لما قبض الأمويون على الحكم من جديد حولوا العاصمة من مكة إلى دمشق في الشام غير بالين بحراسة البيت الحرام من هجوم آخر من أصحاب الفيل. وهدا يبين عدم إدراج "حماية الحرمين الشريفين" في مبادئهم الإسلامية !
سابعا : من حق الشباب الجزائري ازالت التمثال لأن السلطات الجزائرية التي أقدمت على إنشاء هدا الصنم العقبي لا نافعي في منطقة امازيغية الحس والوجدان (البويرة) والتي اقترف فيها عقبة وأخواتها الجرائم المذكورة سابقا ويعد استفزازا للمواطنين لكونها لم تشاورهم في الأمر كما جاء في القرءان (وشاورهم في الأمر) وكان بالأصح أن تقوم السلطات التونسية بإنشاء هذا الصنم لكون عقبة أسس مسجد ومدينة القيروان بتونس وليس له أعمال تذكر في الجزائر سوى القتل والسبي وذكرى إقدامه على تكبيل القائد الامازيغي كسيلة بعد إسلامه والطواف به من الجزائر إلى المغرب لفزع وإرهاب القادة الامازيغ الآخرين.
وإذا كان تشييد تمثال عقبة يراد به تعظيمه وليس استفزاز الامازيغ فلماذا لم تشيد تماثل للخلفاء الراشدون أنفسهم ؟ الم يكونوا اكبر درجات وفضلا على الإسلام من عقبة ؟ لماذا لا نضع تمثال للخليفة عمر بن الخطاب الذي قتل بالسيف غدرا وهو ساجدا في المسجد من طرف شخص اتهمه بالتظلم في حقه, و تمثال لأبي بكر الصديق الذي قتل مسموما, وتمثال للخليفة عثمان بن عفان الذي قتل بعد محاصرته من عرب مسلمين ومنعوه وهو خليفة من الصلاة بالمسجد ومنعوه من الماء والأكل و اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وقتلوه وهو يقـرأ القـرآن وقطعوا انفه. لمذا لا نضع تمثال للخليفة علي ابن ابي طالب المبشر بالجنة الذي لم يسبق أن سجد لصنم من قبل بخلاف الصحابة الآخرين وقتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في شهر رمضان.
أربعة خلفاء مبشرين بالجنة آهل موقعة بدر وبيعة الرضوان ويعدون أهم شخصيات في التاريخ الإسلامي كلهم قتلوا ولم يموتوا موتة عادية ولا احد منهم نال منصب التمثال سوى عقبة بن نافع الفهري الذي حرف تعاليم الإسلام بتصحيح الحديث الشريف من "لا فــرق بــيــن عــربـــي أو أعــجــمــي إلاّ بــالــتـــقــوى" إلى "لا فــرق بــيــن عــربـــي أو أعــجــمــي إلاّ بــالــتـــقــوى والضريبة" وهده ضربة قوية شوهت الإسلام.
تساءل :
فكيف لا يثور المسلمون ضد حكومة ودولة كدولة الأمويين التي شوهت الإسلام وقد ثاروا فقط ضد رسام أجنبي قام برسوم كاريكاتورية ضد النبي صلى الله عليه وسلم. فمن الأهون من شوه كلام النبي آم من تهكم به؟ وفي كلاهما شر.
ميزان جرائم عقبة وأمراء بني أمية في حق الامازيغ من خلال النص الديني:
قام امراء من بني امية باغتصاب الحكم في المشرق وبعدها مباشرة ارسلو اشد الناس طوعا وخدما لدولة الامويين وكافئوا من كان معهم في حربهم ضد على رضي الله عنه ومن ساهم في قتل الصحابة المبشرين بالجنة واحفد الرسول كافئوهم باستباحة خيرات بلاد الامازيغ وسبي نسائها وخطف اطفلاهم هؤلاء هم :
عبد الله بن أبي سرح 27 للهجرة ،/ معاوية بن حديج 45 للهجرة ، /عقبة بن نافع على فترتين 50 هجرية و62 هجرية ،/ زهير بن قيس البلوي 69 للهجرة /حسان بن النعمان 74 للهجرة ،
/موسى بن نصير 85 للهجرة .
ويستثنى من الاجرام ابي مهاجر دينار الذي نشر الاسلام بين الامازيغ بالحكمة والموعضة الحسنة وحكم بين الناس عربا وامازيغ بالعدل وشاركه في ذلك قائد جيوشه 'كسيلة الامازيغي)
ان كان ولا بد من صنع تمثال لشخصية اسلامية في الجزائر فلا يستحق ذلك الا ابي مهاجر دينار وكسيلة الذي كان لهم الفضل في انتشار الاسلام بين الامازيغ
حرمة النفس البشرية مسلمة وغير مسلمة:
القاعدة المتينة في الإسلام انه يَنهى عن قتلِ النفس ( أيّ نفس كانت )قال تعالى أنهُ من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) سورة المائدة /32) لأن النفس لها مكانة تعادل كل النفوس في حرمة الاعتداء ، وضرورة الحفاظ عليها حتى ولو لم تكن مسلمة ، فمن استحلَّ قتلها بلا سببٍ أو جنايةٍ فكأنما قتل الناس جميعا لأنَّه لا فرق عنده بين هذا المقتول وغيره ، أى لا فرق بين نفسٍ ونفسٍ ، مسلمة او غير مسلمة.
لذا فالحكم على المفسدين والقتلة حتى لو كانو مسلمين يتناسب وجرمهم ، فكما أن الفساد في الارض والظلم ضرره شديد وآثاره خطيرة كان الحكم على صاحبه شديدًا ردعًا لمن تسوِّل له نفسه بترويعِ الآمنين والاعتداء على النفس البشرية ، قال تعالى : ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ( المائدة / 33 ) .وهذه الاية تخص المفسد المسلم والكافر على حد سواء.
وحذَّر قرآننا الخالد من تلبيس المجرمين المفسدين على الناس أفعالهم بما يقولونه لهم من أنهم يريدون الخير وخدمة الأمة ، قال تعالى : ” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ” ( البقرة 204-206)
لذلك فعندما يثبت القتل العشوائي والفساد من مسلم يجب علينا فضحه ولا يجوز التستر على الحقيقة .
قال ابن جريج : ” سعى في الأرض ليفسد فيها ” أى قطع الرحم ، وسفك الدماء دماء المسلمين ، فإذا قيل لم تفعل كذا وكذا ؟ قال : أتقرَّب به إلى الله عز وجل.
إنَّ الإسلامَ مبناهُ على الرفقِ واللينِ ، وعدم العنف ؛ لذا فليس فيه ما يدعو إلى قتل الأبرياء والاعتداء على الأنفس المعصومة ،وغزو القبائل والقرى مباشرة وعلى غفلة كما فعل الامراء الامويين في بلاد الامازيغ فقد قال النبى- صلى الله عليه وسلم – لعائشة رضوان الله عنها وعن أبيها الصديق : ” يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطى على الرفق مالا يعطى على العنف وما لا يعطى على ما سواه ” وقال – صلى الله عليه وسلم – : ” إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه ” . ( رواهما مسلم في صحيحه )
هؤلاء الامراء الامويين ومنهم عقبة بادروا بالغزو المسلح والقتال ولم يقدموا قبله رسالة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر به الله تعالى كانت بداية غزو بلاد الامازيغ من الأمويين عنيفة ودموية دون سابق انذار عبارة عن عشر سنوات من الغزو على طريقة الكر والفر ولم يرسل ابدا علماء وائمة لتوضيح الدين للامازيغ.
كانت غزوات أمراء بني أمية تهدف الى النهب والسلب والسبي للمستضعفين الاحرار من النساء والولدان الامازيغ وإرسالهم إلى دمشق عاصمة الخلافة ليتمتع بهم ملوكهم ويبيعوهم في أسواق الرقيق وهو ظلم للنفس البشرية ما بعده ظلم قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي يتوعد بالعذاب الشديد لمن ينكث العهد، ويبيع الحر، ويأكل أموال الناس بالباطل: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: ثلاثة أنا خَصْمهُم يوم القيامة ومن كنتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلُ باعَ حُرّاً فأكل ثَمَنَهُ، ورَجلُ استأجر أجيراً فاستوفى منه ولَم يُعْطِهِ أَجْرَهُ)، رواه البخاري: 2227 و2270
إذن: ما قام به (امراء بني امية عقبة وموسى بن نصير وحاليا الداوعش) من الغدر بحق غير المستضعفين من نساء واولاد، سواء الامازيغ او الزنوج او الاكراد واسترقاق الأحرار والتعامل معهم كـ(سبايا) والإتِّجار بهم باسم الشريعة، ذنب عظيم، يترتب عليه عذابٌ شديد.
هؤلاء الغزاة اخرجوا من قلوبهم الرحمة الربانية التي جاء بها كتاب الله، تجسيداً لقول الله "عز وجل" في شأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) (وَمَا أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) آلأنبياء -107-،
بحيث ان تسلط امراء بني امية على بلاد الامازيغ من خلال عقلية السبي والنهب جعلهم لا يشعرون في ظل عقبة واخواتها بالأمن والأمان، فلم يدعون له بالخير والدوام، وشعروا دوما مع امراء بني امية بالخوف والقلق، فتمنوا على عقبة واصحابه بالشر والزوال،
قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر وجريمة من أعظم الجرائم، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ {الإسراء:33}.
وقال تعالى: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة:32}.
والكافر المسالم محقون الدم والمال والعرض في الإسلام، فلا يجوز الاعتداء عليه بأي حال إذا كان صاحب عهد أو أمان أو ذمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً. رواه البخاري.
وقد حرم الإسلام الاعتداء على الحيوان البهيم عمداً بدون سبب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها.. الحديث رواه النسائي والحاكم وصححه.
فما بالك ببني آدم الذين كرمهم الله بقوله: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء:70}
اين كانت الرحمة في عهد عقبة بن نافع عندما غزى الامازيغ وخطف الاطفال وسبى النساء ما ذنب هؤلاء المستضعفين في القتال اين الرحمة بالانسان في قلب عقبة بن نافع التي اوصى بها الله تعالى لبني ادم مسلمهم وكافرهم
الظلم والتعدي حرام، سواء كان من المسلم على المسلم، أو من المسلم على غير المسلم، بل من جميع العباد والمخلوقات بعضهم على بعض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)
والإسلام النقي يؤمن للكافر الحق في الحياة وسلامة عرضه وماله ما دام لم يبادر بالاعتداء على المسلمين، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليه، فالإسلام يكفل له الأمن على دمه وماله وعرضه، ومن اعتدى عليه فقد خان الإسلام واستحق العقوبة الرادعة، قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ )
وقال صلى الله عليه وسلم(لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)
والعدل واجب مع المسلمين ومع الكفار، حتى لو لم يكونوا معاهدين أو مستأمنين أو أهل ذمة، قال تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا
( وقال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )
فكيف يقبل ان يستبيح امراء بني امية سبي الاطفال والنساء الامازيغيات حتى بعد دخولهم الاسلام وكما هو واضح في رسالة الامير الاموي (هشام بن عبد الملك) الذي طلب بكل دقة جنسية السبي لنساء الامازيغ في عهد دخل فيه كل الامازيغ في الإسلام.
إن القتل والتعدي على الغير بأي نوع من أنواع التعدي والظلم حرام وإرهاب وإجرام، والإسلام من هذا العمل بريء، وهو عمل شيطاني إجرامي إرهابي.
القتل باسم الإسلام وتحت اسم الفتوحات للآمنين الذين لم يبادروا يوم بغزو العرب هو ظلم ما بعده ظلم.. ومثل عقبة بن نافع وامراء بن امية في ذلك الوقت كمثل داعش والجيا وبوكو حرام اليوم نعرف جميعا كيف استغل "داعش" وجماعات الإرهاب كتب البخارى ومسلم وابن تيمية بالتأويل الخاطئ لتبرير قتل الأبرياء؟
مفهوم القتال الدفاعي والقتال الهجومي في الاسلام:
قتال النبي ضد الكفار في زمانه هو قتال دفاعي ولم يكن يوما قتال هجومي النبى لم يبدأ القتال فى جميع غزواته..
لم يبدأ النبى بقتال فى جميع غزواته، مثلا إن سبب غزوة «خيبر» هو ورود خبر للنبى صلى الله عليه وسلم أن اليهود يخططون لقتاله، كان غزو الرسول في هذه الواقعة دفاع على اهله واصحابه من الاعتداء المرتقب
وهناك احاديث في كتب الصحاح تحث على العنف ضد الانسان والحقيقة انه ليس كل ماورد في كتب الحديث التي تسمى الصحاح بالضرورة صحيح فقد تم اسقاط صحة الالاف من الاحاديث التي تتعارض مع رسالة السلم والسلام والرحمة التي جاء بها كتاب الله ونبيه الكريم
بعض ما ورد فى الصحاح يحض على العنف صراحة، ففى صحيح البخارى، كتاب «الجهاد والسير»، باب «ما قيل فى الرمح»: «بعثت بين يدى الساعة مع السيف، وجعل رزقى تحت ظل رمحى، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمرى، ومن تشبه بقوم فهو منهم»، ص 2757: 116.
والكثير من الفقهاء والعلماء يرفضون مثل هذه الأحاديث ويضعفونها والتي تصور ديننا ونبينا الكريم على انه متعطش للدماء والنهب والاتكال على الحرابة ورزق الغير بينما قال تعالى في نبينا الكريم وما ارسلناك الا رحمة للعالمين .
ويعلق الامام محمد الدويك قائلًا: معظم الدارسين يعرفون أن الأحاديث تنقسم إلى آحاد ومتواتر، والمتواتر هو من رواة جماعة عن جماعة فى طبقتيه الأولى والثانية، أى فى عهد الصحابة والتابعين، وهى أحاديث قطعية الثبوت، تحوز حجية كاملة، وهناك أحاديث أخرى تسمى أحاديث آحاد، أي رواها واحد أو اثنان فقط في طبقة الصحابة، ثم في طبقة التابعين، وهى أحاديث ظنية الدلالة مهما بلغت درجات صحتها ولا يمكن الاخذ بها في التشريع الاسلامي اذا ما تعارضت مع المعنى الصريح للقرءان واذا ما تعارضت مع المنطق والعقل .
والثابت أيضًا أن %99 من أحاديث الرسول هى آحاديث آحاد، ظنية الثبوت، وذلك لأنه ليس من المعقول أن يُحدّث الرسول بحديث وسط مئات وآلاف الصحابة ثم ينفرد بروايته رجل واحد أو رجلان، وقال المتخصصون إنه كان من الأولى أن يرويه جمع عن جمع، وإلا فهناك عدم يقين يطال هذا الحديث، حتى لو ورد فى كل كتب الصحاح ولأن جميع الأحاديث التى بين أيدينا هى أحاديث آحاد فنحن نضع ضوابط صارمة قبل أن نحولها تشريعًا قطعيًا عن رب العباد، خاصة في الأمور الخطيرة مثل القتال وأحكامه لأن الله يقول «لَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذَا حَلَالٌ وَهذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ.
فلا يقبل من احد سابقا آو حاليا أو لاحقا أن يفتي بجواز السبي والخطف والقتل للآمنين من غير المسلمين تحت شعار الفتوحات .
ولذلك فلو وجدنا حديثًا يقول: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله»، فغلبة الظن أن الرسول لم يقل ذلك او لم يشرح الأمر كذلك،هل هو خاص بحادثة ما في زمانه ام هو ماضي الى يوم القيامة ، ولن يصير هذا الحديث المنفرد كافيًا لتشكيل حكم شرعى باستقلال عن بقية السنة، وعن آيات القرآن الرحيمة والتي تقدس النفس البشرية مسلمة وغير مسلمة .
فقد ثبت عن الرسول الكريم احاديث تخالف تماما هذه الاحاديث العنيفة :
فالرسول قال للإمام على ومن قبله لمعاذ: لا تقاتل أعداءك إلا لو قاتلوك، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم رجلًا، فإن قتلوا منكم رجلًا فلا تقاتلهم حتى تريهم القتيل، وتقول هل إلى خير من ذلك؟ فلأن يهدى الله بك رجلًا واحدًا خير مما طلعت عليه الشمس.
فالقصد أن الرسول كان يقصد الدعوة وليس الحرب،والقتال الهجومي ولو تركوه يدعو لما انجر إلى الحرب، وكان يقول خلّوا بينى وبين الناس، أي افسحوا الطريق بينى وبين الناس، ولكن المشكلة أن المتجبرين فى الأرض والمتسلطين على رقاب العباد من ملوك بني أمية وامرائهم لم يفهموا فحوى الجهاد الحقيقي وهو نشر العقيدة السمحة وليس نشر العربان وتهجير الأصليين أو التسلط على أموال الآمنين وهي العقلية الفاسدة التي كانت تهيمن على حركة الغزو الأموي الأعرابي لبلاد الامازيغ .
لأنه لا يجوز رفع السيف والغزو (القتال الهجومي) قبل القيام بدعوة الناس وإفهامهم الدين بالموعظة الحسنة وبالحكمة والرأفة
إذا تمكن المسلم من الدعوة والشرح والبيان والحوار المتسامح الهادئ سقط القتال، فالقتال وسيلة دفاعية عندما يعتدى على المسلمين وليس هدفًا،
ولا يمكن استعمال القتال الهجومي كوسيلة لإسقاط الارواح الغير مسلمة وممارسة سبي الاطفال والنساء تلك الممارسات التى تكره الناس على دينها وحياتها، ولا تترك لها فرصة لاستنشاق هواء جديد وتفهم عقيدة الإسلام وهو المنكر الذي فعله عقبة وأمراء بني أمية عندما غزو بلاد الامازيغ من بين أساليبهم اخذوا شباب رهائن من عائلات الامازيغ بين اصوار قصورهم وحبسوهم لضمان ولاء تلك القبائل الامازيغية المحيطة بهم.
حول أمراء بني أمية مفهوم القتال الدفاعي المشروع في الإسلام إلى قتال هجومي و إلى إهدار للدماء والتخريب، واستعباد الناس وإرهاقهم، واسترقاقهم وفرض رؤية أحادية بحد السلاح فوق رقابهم.
كانت غزوات أمراء بني أمية في بلاد الامازيغ وبلاد الزنوج غيلة وغادرة ومفاجئة لبعض القبائل
و النبى الكريم لم يقاتل قومًا غيلة أو خلسة، بل قاتل عن راية مرفوعة ومعلنة، وقال القرآن «فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» أى هناك مواجهة ولقاء واستعداد مسبق، وليست حروب الفئران الخسيسة القائمة على المباغتة والتخفي والاغتيال وترويع الآمنين.(سلب ونهب وسبي للمستضعفين ثم العودة إلى بلاد العرب)
كما هاجم غيلة وغدرا عقبة مدينة ( خاور) ليلا ودخلها واستباحها لجنده ، قتلا وترويعا وسبيا دون ان يدعوهم للإسلام ثم انصرف الى مواقعه الخلفية.
كان امراء بني امية يباشرون الغزوات ليلا نهارا غدرا ويضربون الناس من غير المسلمين
عن أبي عبدالله (ع) عن رسول الله (ص) قال: (إن أعق الناس على الله تعالى من قتل غير قاتله ومن ضرب من لم يضربه)
نفس الشيء الذي تفعله داعش في العراق كمائن للمستضعفين تنهبهم وتسبيهم ثم تعود الى مواقعها.
النبى لم يقاتل المدنيين يومًا، وعندما رأى امرأة قتيلة فى صفوف الأعداء غضب لذلك ونبه الصحابة، وقال: «ما كانت هذه لتقاتل» وزجر خالد بن الوليد كى لا يفعلها ثانية، كما أمر النبى بتجنب كل عسيف، وهم العمال المدنيين، فهم لا شأن لهم بالحرب، حتى لو كانوا على غير ديننا.
هؤلاء من يطلقون على الحكم الأموي لبلاد الامازيغ الخلافة و الولاية الإسلامية،هم مخطئون ليسوا كما يظنون، فالولاية الإسلامية تعنى أن الإسلام يحميها، وحين يحكم الإسلام فلابد أن يحمى الأنفس ولا يخرب ولا يهجر ولا يقتل،ولا يسبي ولا يبطش في الغرامات كل ما أيام عقبة وأمراء بني أمية هو إرهاب،بالمعنى الحقيقي وبالمعنى المذموم في ديننا السمح
لو كان بالإمكان الرجوع إلى ذلك العهد الأموي لوجب تنفيذ حد الحرابة عليهم، قال تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ.
وأفعال غزاة بني أمية هو خروج عن كل ما جاءت به الديانات السماوية، فكرهم خارج عن الإسلام، وعن الإنسانية اتخذوا من الإسلام وسيلة للاستيلاء على الحكم، وحينما استولوا عليه فشلوا، وحينما عزلهم الناس الامازيغ سعوا فى الأرض فسادًا، وبعد أن كره منهم الامازيغ وتهربوا منهم في الجبال والغابات أصبحوا يساومونهم «يا إما يحكموهم بالسبي والاسترقاق يا إما يقتلوهم باسم الجهاد والفتوحات!
كان عقبة بن نافع وأمراء بني أمية يمثلون بالقتلى وبالأحياء ويقتلون في الناس كانهم يقتلون البهائم تذكرُ تلك الكتب العربية هذا القائد( الجنرال) الأموي إلا مشفوعا بالكبرياء والتعالي والتسييد ، ومقرونا بآيات القتل والتر ويع ضد الأهالي الآمنين ، مثل ....وقتلهم تقتيلا ..... وبدد شملهم ، وكسر شوكتهم ، وغمس أنوفهم في التراب .... واسترق نساءهم وبناتهم ، وعاد من غزوه بغنائم بلا عد ولا حصر من الأموال والأنعام والسبي ... إرضاء لطموحات خليفته يزيد .
فعقبة قطع أذان وأصابع ملوك من قبائل السودان ومن قبائل الامازيغ وكان ذلك بعد أن تعاهدوا معه على السلم والهدنة
فقد جذع أذن ملك قبيلة ودان الامازيغية بعد معاهدته ، وقال له عقبة حتى لا تحارب العرب مرة أخرى كلما تحسست أذنك ،
ورغم إجابة ملك وأهالي (جرمة الليبية) للإسلام ، إلا أنه عقبة أمشاه راجلا حتى بصق الدم ، فقال لماذا فعلت بي هذا وانا أتيتك طائعا ، فرد عقبة حتى إذا ذكرته لم تحارب العرب ؟ ،
وقطع إصبع ملك( كوار السوداني) قائلا له إذا نظرت لأصبعك لم تحارب العرب ،
مثل عقبة بالناس حيهم وميتهم وفي ذلك حرام ونهي:
في تفسير ابن كثير :
لقوله : تعالى ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) أي : قاتلوا في سبيل الله ولا تعتدوا في ذلك ويدخل في ذلك ارتكاب المناهي كما قاله الحسن البصري من المثلة ، والغلول ، وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم ، والرهبان وأصحاب الصوامع ، وتحريق الأشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة ، كما قال ذلك ابن عباس ، وعمر بن عبد العزيز ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم . ولهذا جاء في صحيح مسلم ، عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا أصحاب الصوامع " . رواه الإمام أحمد .
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: مثل بهم يا رسول الله ( يعني قتلى الكفار)، فقال عليه الصلاة والسلام: لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغْزُوا بِسْمِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا"، لافتا إلى أن قطع بعض الجوارح للتنكيل حَرَامٌ فِيمَنْ وَجَبَ قَتْلُهُ، وَهُوَ الْحَرْبِيُّ فَمَا ظَنُّك بِمَا لَا تَحِلُّ عُقُوبَتُهُ.
اختطف عقبة وأمراء بني أمية الأطفال والنساء وقتلوا من لم يحمل السلاح من الفلاحين وفي ذلك حرام ونهي :
قال عمر بن الخطاب : اتقوا الله في الذرية والفلاحين الذي لا ينصبون لكم الحرب ، وكان عمر بن عبد العزيز الاموي رضي الله عنه واسكنه فسيح جنانه لا يقتل حراثا ،( ذكره ابن المنذر) وصدق القول في عمر بن عبد العزيز وهو اموي وهو الذي رفع الظلم عن المسلمين وغير المسلمين (يخرج الله الحي من الميت) .
لب القول ان الإنسان أحد رجلين إما مسلم أو عنصري، العنصري يعتز ببيئته، بقبيلته، بعشيرته، بطائفته، بمكانته، بماله، بمنصبه، هذا الذي يعتز بشيء وينظر إلى الناس من عل ويحتقر الناس من دونه فهذا إنسان عنصري وهذه أكبر تهمة نوجهها الأمراء بني امية، وهو أن يكون الإنسان عنصرياً، مستعلياً على الآخرين.
إجبار عقبة بن نافع وامراء بن امية الامازيغ وغيرهم على الإكراه في المعتقد او السبي والقتل ، قال تعالى:
﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256﴾(سورة البقرة)
﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272﴾( سورة البقرة )
﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56﴾( سورة القصص)
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)
تحريم العنف مع النساء
أمر الإسلام بإكرام النساء، وشدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإحسان إليهن فقال:" فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"، ونهى عن الاعتداء عليهنَّ ، رحمة وشفقة، وأمر المسلمين إن حاربوا أعداءهم أن يكفوا عن قتل النساء غير المحاربات.
بينما عقبة بن نافع وامراء بني امية جمعوا الالاف من النساء الامازيغيات وفصلوهم عن اطفالهم وازواجهم واهاليهم واخذوهم الاف الكيلومترات من المغرب الى المشرق ليباعوا ويستمتع بهم الامراء جنسيا .
تحريم الاسلام الاعتداء على المنافع العامة وتخريب الممتلكات والمباني
الدين الإسلامى، يدعو إلى البناء ويحثُّ على التعمير ، ومن ثَمَّ حرَّم الإسلام بحسب الأصل كل أشكال الاعتداء على المنافع والممتلكات، جاء فى وصية أبى بكر رضى الله عنه: لَا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا، وَلَا تُخُرِبَنَّ عَامِرًا، وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً، وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ، وَلَا تَحْرِقَنَّ نَخْلًا، وَلَا تُغَرِّقَنَّهُ، وَلَا تَغْلُلْ، وَلَا تَجْبُنْ " فعلى هذه المُثُل الأخلاقية ، وبهذه المبادئ العادلة قامت دولة الإسلام حضارة وبناء واحتراما للإنسانية، ليس كما فعل غلمان بني امية لا بالقتل والتدمير والتخريب والعنف ونعلم جميعا ان عقبة بعد ان اعاده يزيد بن معاوية الى حكم بلاد الامازيغ مباشرة قام بتكبيل بالحديد ابي مهاجر دينار وتكبيل كسيلة وقام بهدم مدينتهمت (تيكروان) القريبة من القيروان.
الاعتداء على المدنيين
كما نهى الإسلام عن أخذ الإنسان بذنب غيره، وقرر أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأرشدنا إذا صارت الحرب بين المسلمين وبين غيرهم أمرا واقعا أن نُجنِّب المدنين وجميع من يبتغي طلب الرزق شرور الحروب وويلاتها ما دام هؤلاء ليسوا محاربين ولا عونا للمحاربين فقد جاء في أوامر النبي صلى الله عليه وسلم لقائده على جيشه خالد بن الوليد «قُلْ لِخَالِدٍ لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا
بل ثبت تحريم الاعتداء على الحيوان، حيث دلت السنة النبوية على أن التعدى على الحيوان بإزهاق روحه ظلمًا وعدوانًا، جريمة يستحق فاعلها دخول النار، ففى الصحيحين عن عبد الله بن عمر - رضى الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت امرأة النار في هرّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض» .
وفي رواية لهما: «عذّبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» . فإذا كانت هذه عقوبة قتل الحيوان بغير حق، فكيف بقتل الآدمي المعصوم، وكيف سيكون عقاب اولئك الذين استحلو السبي وخطف الاطفال
عندما خطف عقبة الأطفال من أمهاتهم وأرسلهم إلى ملوكه في الشام ليستعملوا رقيق لم تكن في قلبه ذرة رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ولا يصنع له تمثال في الجزائر.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفريق بين الطيور والحيوانات وأبنائها! فكيف بالتفريق بين بني آدم بين الام وولدها بين الاب وابنه هؤلاء الامازيغ كانوا وما زالوا من بني ادم الذين هم من أكرم مخلوقات الله تعالى؟! روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كُنّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتْ الْحُمّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ فَجَاءَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ فَجّعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا، رُدّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا.... وصححه الألباني، والحمرة نوع من الحمام.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من فرق بين والدة وولدها فرق بينه وبين أحبته يوم القيامة. رواه أحمد والترمذي والدارمي، وإسناده حسن أو صحيح.
ان الرسول في هذا الحديث يحكم بصراحة على افعال عقبة بن نافع وامراء السوء الامويين ونحن نترك حسابهم لله عز وجل يوم القيامة.
كان عقبة بن نافع يقاتل تحت راية العصبية العربية ولم يقاتل تحت راية الاسلام وواضح ذلك التعصب الاعرابي عندما كان يقطع الاذان والاصابع لمن هادنوه ويقول حتى اذا مسست اذنك تذكرني ولم تحارب العرب مرة اخرى
تظاهرت أدلة الكتاب والسنَّة ونصوص الأئمة في تحريم القتال تحت حمية العنصرية العربية إلا أن العصبيةَ جَعَلَتِ الغُلاةَ الامويين ومنهم عقبة يَتَعَامُونَ عن هذه النصوصِ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْه)
واضح من قول الرسول تبرئه من افعال عقبة بن نافع وأمراء السوء الأمويين
فإنَّ استباحةَ دماءِ المشركينَ معاقبةً لهم على نحوِ ما أوضحَ الغُلاةُ يدخل تحت قولِ النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ.
عقبة بن نافع وامراء السوء الامويين لم يرحموا في غزواتهم لا الاطفال ولا النساء والا الفلاحين العزل فكيف يطلب من احفادهم الامازيغ تمجيد هذا السفاح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء...) سنن الترمذي (4/323) رقم (1924)
وقال: "هذا حديث حسن صحيح" وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض) شاملة للإنسان مسلما أو كافرا، وللحيوان كذلك، وعلى هذا حمله العلماء.
قال الحافظ بن حجر رحمه الله: "قال بن بطال: فيه الحض على استعمال الرحمة لجميع الخلق، فيدخل المؤمن والكافر، والبهائم في ذلك.
وجاء في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قَال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) صحيح البخاري (6/2686) رقم (6941) و صحيح مسلم (4/1809) رقم (2319)،
وهو نفي عام يدخل فيه كل الناس، والنفي هنا للوعيد والتحذير والتنفير من العدوان على الناس،
عباد الله : إن الواجب والأصل الذي كان مطلوبا من المسلمين في عهد بني امية هو ان يقوم المسلمون بدعوة غيرهم إلى هذا الدين، ليتمتعوا برحمة الله في منهج حياتهم الدنيا، ولينالوا رضاه ورحمته في الآخرة، تحقيقا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} وكان من المفروض ان يكون أساس دعوتهم اللين والحكمة والموعظة الحسنة، كما أمر الله تعالى بذلك نبيهم، وأمره أمر لأمته ، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل(125)
ولا تجتمع رسالة الهداية مع منطق العدوان العامِّ الشامل والقتال الهجومي.
قواعد ديننا تآمرنا ألا نظلم:
ربنا قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (سورة النحل، الآية: 90) ،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما جالسا فمرت جنازة من أمامه فقام لها فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال:"أليست نفساً" أخرجه الإمام البخاري، وهذا يدل على عظمة حرمة النفس التي خلقها الله ،
لقد بغى عقبة بن نافع على أجدادنا قتلا وسبيا للنساء وخطفا للأولاد وتنكيلا بالأسرى وتمثيلا بالحي والميت ومن ثمة فهو لا يستحق التقدير والإشادة ولا يستحق أن يكون له رمز ولا تمثال في بلدنا الجزائر فعلى الامازيغ واجب إزالته كما أزيلت أصنام الكعبة فهو صنم من أصنام الظلم وحسابه عند الله .