فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-04-17, 21:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي فتوحات اسلامية ام غزوات اعرابية همجية لبلاد الامازيغ

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

فتوحات اسلامية ام غزو اعرابي لبلاد الامازيغ:
توطئة
أثارني في العديد من المرات قول بعض الأعراب العنصريين أن العرب لهم فضل على الامازيغ أنهم أدخلوهم للإسلام وان العرب فتحوا بلاد الامازيغ بالحلم والعلم والدين بينما الحقيقة التي امتلأت بها كتب العرب أنفسهم تقول غير ذلك لهذا ارتأيت أن أوصل حقيقة ما يسمى الفتوحات الاموية لبلاد الامازيغ للامازيغ وللعرب ردا على تزوير تاريخ بلادنا الامازيغية.
لكل عربي مؤمن مسالم سيقرأ مقالاتي ،نقول نحن لا نحملكم أوزار طاغوت الحكم الأموي الذي غزى بلاد الامازيغ " حيث لا تزر وازرة وزر أخرى " ولكن لنقل بأنها شهادة للتاريخ ، شهادة سيأتي يوم القيامة فيها طواغيت بني أمية وأجدادنا الامازيغ بصفائح كتبهم وأعمالهم أمام البارئ وهو العلي القدير أعلم بمن اتقى وستجادل يومها كل نفس عن نفسها ومظلوميتها.
إن الحقائق التي سنطرحها في الموضوع قد تصل ببعض المتعصبين للقومية العربية إلى دلائل مستفزة ، قد لا يقبلها بعضنا لانغراس قناعات وقدسية شخصيلت عربية في وجدانه يصعب انمحاؤها أو التنكر لها، ولو هي من سقيم الفكر ، ونحن لسنا هنا للانتقاص من عظمة الإسلام ولا من تعاليمه المتسامحة الرحيمة ، فنحن مسلمون ونشهد ان لا الاه الا الله وان محمد رسول الله ولسنا ضد بني امية لاننا شيعة او روافض فهؤلاء ابعد ما يكون عن الدين الاسلامي القيم وعلي رضي الله عنه بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إنما الغرض من الموضوع تبيان الخطأ البشري الاموي في حق اجدادنا الامازيغ تبيان خطا العنصرية الأموية الأعرابية وسعيها الدؤووب لجعل الدين خاضعا لها ، خادما طيعا طائعا لمساعيه الدنيوية ولو هي دنيئة ،
وقراءتُنا للفعل لن تقبل من الكثيرين من المتعصبين لبني أمية ولمن يسمي غزواتهم فتوحات اسلامية لأنها شذت عن قراءات سابقة مطبلة ومؤيدة ، اغلبها قراءات اعرابية جعلت من المدنس مقدسا ، ومن المقدس مدنسا ، فكل من خالف منهج هؤلاء الاعراب المزورين ولو بالدليل والبرهان يعد شاذا وناقص دين ، كما أن أقوالنا لا يجب أن تحسب بأنها ضد الأجناس ،وإنما هي موجهة للأفعال التي قام بها البشر الذي لا عصمة له ، وكثيرا ما أحاط الناس أنفسهم بسياج قدسي كاذب لحماية أنفسهم من زلات الزمان ، وهو ما سنستخلصه في هذا الموضوع.
من حق أبنائنا وأحفادنا الامازيغ وكل من سيأتون بعدنا أن يعرفوا بأننا الامازيغ لم نسلم ولم نفرط في هويتنا وتاريخنا! ولا نقبل بان يشوه التاريخ الامازيغي بالقول بان بني امية فتحوا بلاد الامازيغ بالحكمة والموعظة الحسنة وان لهم فضل على الامازيغ
قرأنا كل اللغات والكتب العربية والعجمية وهي تأكد جرائم بني أمية في الامازيغ قرانا ولم ننسى ! قُتّـلنا وهُجِّرنا ولم ننسى ، ولن ننسى ! هويتنا تجري مع الدم في عروقنا ، نحن الامازيغ مسلمون لله ، وأمازيغ للوطن الوطن الواحد ، هو شمال إفريقية من واحة سيوى إلى المحيط ومن الشمال حتى مالي ، لا تفرقنا الحدود بل تجمعنا الإنسانية ومظلومية عانى منها أجدادنا الأمرين ، من طرف بني أمية وبني العباس حينا ، والأتراك والمستعمر الأوروبي أحيانا ! هو هولوكوست على مر التاريخ والأزمان ودونه العرب بأنفسهم في كتبهم! دونته جداتنا في خضاب الحناء ، في أغاني الأطفال ومواويل ومراثي الكبار .

نحن الامازيغ نعلم ما وقع في تاريخنا وبالتفصيل ولسنا بحاجة لمن يثرثر علينا من القوميين العروبيين بالأكاذيب والطمس او يلون لنا التاريخ الأسود للمحتلين الذين مروا على أرضنا العزيزة ولا نقبل أن يقال عن سفاح أجرم في حق أجدادنا بطلا سواء كان عربي او أوروبي وخاصة السفاح الأعرابي الأموي الذي جاء باسم الدين و فعل في الامازيغ ما لم يفعله الرومان والبيزنطيين والفرنسيين والايطاليين والاسبان كان ابشع احتلال في تاريخ بلاد الامازيغ.
ذلك السفاح الأموي الذي حكم بلاد الامازيغ بالحديد والسبي والنار ذلك الأجير عند أسياده الذين يعيشون على الأخماس من النهب والسلب ! أخماس استحلوها باسم الدين والدين منهم براء ! مرتزقة استحلوا أموال وأعراض الغير وعاثوا في الأرض فسادا ! اغتصبوا النساء وأحلو لأنفسهم الزنى باسم ملكات الأيمان ، واستعبدوا الولدان لتتحقق لهم جنة الخلد بغلمان يطوفون عليهم بأكواب وأباريق في قصور في الشام لن تنقذهم ولم تنقذهم من الاندثار ! فالجنة الأرضية تفنى وماعند الله أبقى وأجل والحساب عند الله يوم القيامة عسير . !
نحن في هذا البحث لسنا نهدف للحكم على الاشخاص بالكفر او الفسق فهذا امر نتركه لله تعالى ونقول كما قال تعالى:
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ غ– لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ غ– وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون)
هي اذن تحليل لقصة الأعراب الأمويين الذين غزو بلاد الامازيغ، وسموا غزوهم الاجرامي فتوحات إسلامية.
مقدمة :

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنَ الشِّيعَتَيْنِ : شِيعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَشِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَرَايَةِ الضَّلالَةِ "
الاعتقاد الذي رسخه العربان ، ومن سايرهم من ذوي العرفان ، أن ما يسمى عندهم الفتح الإسلامي لبلاد المغرب تم سلما وبضربة واحدة قاصمة حاسمة،وبكل حنان ومارسوا الطمس والإخفاء قدر الإمكان عن الحقيقة أن ذلك لم يكن سوى غزو أعرابي طمسوا الحقيقة قصد التمكين لأنفسهم وذويهم، شرفا وفضلا على الامازيغ وكثيرا ما قالوا بأن الإسلام نشروه سلما بين الأمازيغ ، وما جاءوا إلا محررين وناشرين لديانة رحيمة تدعوا للإخاء والتسامح والمحبة ، وأثبت التاريخ ومجريات الأحداث عكس ذلك كله .
لم تحدث فتوحات إسلامية في المغرب الكبير وإنما هي غزوات إجرامية واحتلال أعرابي أموي
استمرت عملية غزو إفريقية مدة طويلة قدرها المؤرخون بأزيد من سبعين سنة ( 70 سنة ) أي من 25 هجرية إلى غاية نهاية ولاية موسى بن نصير عام 95 للهجرة ،اين تمكن الحكم الاموي من السيطرة على بلاد الامازيغ
في حين أن الفتوحات الأخرى لم يزد مثلا غزو مصر عن عامين ، والشام عن سبع سنين ، فالغزو العربي للشام ومصر كان فاصلا في سنواته الأولى في حين تأخر عندنا لأسباب مختلفة سنتعرض لبعضها خلال معالجة الغزوات الثمانية المرصدة .
مفهوم الفتح والغزو:
الفتح الإسلامي هو ما حصل في شرق ايران و تركيا و ماليزيا و اندنوسيا و باكيستان و افغانستان... حيث انتشر الاسلام من خلال العلماء المخلصين في الدعوة الى دين الله ومن خلال التجار والمسافرين إلى تلك الأقطار البعيدة نسمي ذلك الانتشار للإسلام بالفتوحات الإسلامية لأنها فتحت قلوب الناس على التوحيد ولم تفتح أعراض الناس وتقتل آبائهم وتسبي نسائهم وتسترق أطفالهم في تلك الأقطار تلك هي الفتوحات التي جاء بها علماء دين وتجار الى تلك الشعوب في سبيل نشر الدين وليس في سبيل احتلال الأراضي هناك انتشر الإسلام و لم ينتشر العرب كجنس.
أما ما حصل في شمال إفريقيا فهو غزو أموي أعرابي من اجل الغنائم والسبي واحتلال الأراضي واستعباد الامازيغ غزو واحتلال تعدى الاحتلال الروماني والبيزنطي والفرنسي من حيث الظلم والشئم.
قبل الغزو الاموي بدا الدين الاسلامي يدخل عن طريق بعض الافراد الذين كانوا يسافرون الى بلاد العرب من اجل التجارة و حدث انتشار الاسلام خلال خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما خاصة بعد ان وصل الاسلام الى قبائل امازيغية في شرق مصر وفي ليبيا كقبيلة لواتة الامازيغية خلال تلك سنوات الاولى, حيث انتشر الاسلام و حده في البداية دون ان ينتشر معه العرب...
ودخل الالاف من الامازيغ في نواحي ليبيا وتأثر بالاسلام بعض امازيغ جنوب تونس دخل الاسلام بسهولة واعتنقوا فكرة التوحيد ورسالة محمدعليه الصلاة والسلام بسهولة ويرجع سبب ذلك كون اغلب القبائل الامازيغية وأقباط مصر كانت تعتنق عند بداية انتشار الإسلام المذهب المسيحي الاريوسي آو الدوناتي وهو مذهب توحيدي وهو يسمى كذلك بالعقيدة الاريسسية وهذه العقيدة المسيحية التي أسسها وناضل عنها ونشرها في العالم القس الامازيغي اريوس حيث يعتبر هذا المذهب أن لا اله الا الله (وحدانية الرب) وكانت تعتبر ان عيسى عليه السلام هو بشر ورسول الله .
منهجية البحث في وقائع التاريخ:
كثيرا ماتناغمنا بعقولنا الصغيرة مع (النقل) دون (العقل) وأنتجنا عقلا خرافيا ساذجا ، على شاكلة عقل من كتب على قبر الصحابي (حجر بن عدي ) المقتول هدرا: هذا قبر سيدنا حجر بن عدي رضي الله عنه ، الذي قتلهُ سيدنا معاوية رضي الله عنه ، لأنه رفض البراءة من سيدنا علي رضي الله عنه ، هذا الكاتب يناصر من ؟ ، أهو مع القاتل أم المقتول ؟
على هذا النسق نسير ، نستقبل المعرفة دون وزنها وتقدير ثمنها ، ونرددها تباعا ونؤمن بمضمونها دون أدنى استفسار أوشك فيها ، والشك غالبا ما يكون ممدوحا و بداية لليقين ، فتغيب عن فكرنا تساؤلات ضرورية لتخليص المعرفة من شوائبها ، فباختفاء ( كيف؟، ولماذا؟ ومتى ؟ ،وما الفائدة ؟ ) نترك العقل ميدانا خصبا لزرع كل مفسدة شاردة وواردة .


القوميون العرب يمارسون طمس الحقائق المتعلق بتاريخ الغزواة الاموية الاعرابية:
قرأنا التاريخ او قرؤونا التاريخ، (تاريخ الامة العربية والفتوحات الأعرابية) مقلوبا انتصارات انتصارات فضائل فضائل دون كوارث ورزايا انه التاريخ الذي كتبه بني امية ومن والاهم .
تاريخ إطراء النفس وتحقير الآخر:
في عهود من الزمن ايام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية الفتنة بين جماعة علي رضي الله عنه والأمويين بدأت حركة كتابة الإطراء بالنفس وسب الآخر بأقسى النعوت وتكفيره يقابلها الآخر بإطراء النفس وسب الآخر بأقذر النعوت، بدأت في تلك المرحلة عملية كتابة التاريخ المزور وتقديس الشخصيات وبدات عمليات وضع الأحاديث المكذوبة التي امتلأت بها كتب المسلمين لتبرير الحرام وتحليل الحرام
هذه الكتب ما تزال قائمة يقرأها الأعراب القومييون أكثر من الكتب الحديثة التي أصبحت تثور على تلك القدسية للأشخاص و لما يسمى التاريخ العربي.
تاريخ العروبيين المزور الذي شربونا إياه في الثانويات مرصعا بالفضة مكتوبا بحبر من أرجوان وموشى بالذهب، كله فخار بالانتصارات والانجازات والأمجاد الماسية ما بعدها انتصارات وانجازات وأمجاد وفتوحات في القرن السابع أروع من ما يكون وغزوات قبائل أعرابية لبلاد المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر في منتهى الإنسانية والحنان.
هذا التاريخ الوردي الذي افهمونا انه لا تملكه تواريخ شعوب الأرض كلها وليس فيه ما يطعن به.
درسونا (تاريخ الامة العربية والفتوحات الأموية الأعرابية) مليئا بالقداسة والنقاء، كان تاريخا ما بعده من تاريخ لا يمكننا المس او تحليل أخطائه تاريخ مقدس .
القداسة هي إحدى معوقات فهم التاريخ على الجميع أن ينزعوا قناع الخوف والحرج ويسعوا إلى تطبيق نداء د. طه حسين بالفصل بين الدين والتاريخ. وبكل صراحة فإن الأمة الإسلامية ومثقفيها مطالبون بإعادة قراءة التاريخ بنظرة موضوعية.
الادلة على الفتنة والهمجية الاموية في الحديث النبوي:
نص مسلم في صحيحه في كتاب الفتن «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يهلك أمتي هذا الحي من قريش قال: فما تآمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم» .
قد كان أبو هريرة يدعو اللهم اني اعوذ بك من رأس الستين وامارة الصبيان

وفي راس الستين تولى يزيد بن معاوية الحكم الاموي ووقع الغزو الاعرابي لبلاد الامازيغ وقتل الحسين والصحابة في مكة والمدينة التي رجمت من قبل جيوش الامويين.

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذا الحديث يدل على أن أبا هريرة كان عنده من علم الفتن؟ العلم الكثير، والتعيين على من يحدث عنه الشر الغزير.
يقول في الحديث: لو شئت قلت لكم هم بنو فلان وبنو فلان، لكنه سكت عن تعيينهم مخافة ما يطرأ من ذلك من المفاسد،
قال الامام البخاري في صحيحه :حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَعَنَا مَرْوَانُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ» فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ، لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا [ص:48]: عَسَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ؟ قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ
وكأنهم والله أعلم بيزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد ومن تنزل منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية، فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها، وغير خاف ما صدر عن الحجاج الثقفي، وسليمان بن عبد الملك، وولده من سفك الدماء، وإتلاف الأموال، وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك، من مفاسد في بلاد الامازيغ


الإشارة النبوية إلى إمارة الصبيان ، وسنة ستين :
عن أبي هريرة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ .
وفي رواية عند ابن أبي شيبة : أن أبا هريرة كان يمشي في الأسواق ويقول : » اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان .
عن أبي هريرة يرويه قال : » ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة ، والصدقة غرامة ، والشهادة بالمعرفة ، والحكم بالهوى . «
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله يقول : يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ
أقول :
هذه الآثار يعضد بعضهما البعض ، بعضها موقوف ، ولكنه يأخذ حكم المرفوع ، وفيها إشارة إلى أحداث ما بعد الستين ، وهي مما كان يتعوذ منها أبو هريرة ، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يقبضه قبل شهودها ، ويظهر من السياق أن أبا هريرة قد علم من رسول الله أنه يحدث عظائم بعد سنة ستين هجري وهذا ما وقع بالفعل ؛ حيث تولى الأمارة يزيد بن معاوية ، وكان في عهده مقتل الحسين في كربلاء ، وكثير من أهل البيت الكرام ، وأيضاً كان في عهده استباحة المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم ؛ وانتهاك حرمتها ، واستباحة دماء أهلها الأطهار على يد مسلم بن عقبة ثلاثة أيام ، الذي نعته المسلمون بعد ذلك باسم مسرف بن عقبة لشدة ما أسرف عند استباحته للحرم المدني ؛ وتروي الأخبار أنه ارتكب فظائع كثيرة في الحرم المدني .
كذلك كان استباحة الحرم المكي ، ونصب المنجنيق على أطرافه ، لولا أن عاجلت المنية يزيد ، وانتهى حصار مكة .
و أي عظائم أشد من انتهاك حرمة الحرمين على يد أهله .
في الأثر إشارة إلى إمارة الصبيان ، وهذا ما وقع في عهد يزيد الذي كان يعزل الكبار ، ويجعل مكانهم صغار السن من بني أمية ، واستمر هذا الحال في بني أمية ، وهذا الأثر يشهد له الأثر التالي الذي يشير إلى أن هلاك أمة محمد على يد غلمة من قريش .
يلحظ في الأثر عن أبي هريرة أنه كان يدعو الله سبحانه وتعالى ألا يدرك سنة ستين ، وقد استجاب الله دعائه فمات قبل الستين باتفاق العلماء .
أما الأثر الأخير ففيه توصيف لتغير الحال إلى النقيض بعد سنة ستين ، وقد بين الحديث أخص الأمور كالأمانة التي تتحول إلى غنيمة يغتنمها المؤتمنون عليها ، والصدقة التي هي طهرة وتقرب لله سبحانه وتعالى ، والأصل أن تخرج بطيب نفس تتحول إلى عبء وغرامة يتغرمها أهلها مما يشير إلى فساد حال الناس وتغير توجهاتهم الإيمانية ، وطريقة نظرتهم للتكاليف ، وطمعهم في الدنيا ، وتشوفهم للاستزادة منها على حساب الآخرة ، أما قوله الشهادة بالمعرفة ففيه إشارة إلى فساد حال أكثر الناس بحيث لا يؤتمن على صدق شهادته إلا من يعرف بذلك ، وأما الحكم بالهوى فهو الطامة الكبرى التي يغيب معها معالم الحق في رسالة الإسلام .
عن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ بِالْمَدِينَةِ وَمَعَنَا مَرْوَانُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ : هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ قُلْنَا أَنْتَ أَعْلَمُ


أقول :
هذا الحديث المرفوع واضح الدلالة في سبب تمني أبي هريرة الموت قبل سنة ستين ، حيث كان يعلم من رسول الله ، سواء هذا الحديث أو غيره ما سيقع بيد الأمويين من أمور مخالفة لدين الله سبحانه وتعالى بسبب الملك ، وهذا الحديث يشير إلى أن هلاك الأمة على يد غلمة ، أي على يد الصبيان الذين يتولون أمر الأمة ويتصرفون بطيش الشباب واندفاعه بما لا يليق بملك أمة صاحبة رسالة ، ولعل أولهم هو يزيد الذي كان يولي الصغار من أهل بيته وينزع الكبار ، ويعزز ذلك أن راوي الحديث عن أبي هريرة قد رأى تولي الغلمان مما يشـير إلى أن ذلك كان منذ عهد يزيد .
الملاحظ من هذا الحديث وغيره من مجموع أحاديث واردة عن أبي هريرة أن أبا هريرة كان يعلم بتفاصيل فتنة إمارة الصبيان كاملة ، ويعرف أسماء أصحابها كما بين في الحديث ، لكنه لم يصرح بها واكتفى بالكناية دون التصريح خوف الفتنة ، واختياراً لأهون الشرين في المسالة ، ولعل هذه الأسماء ومعالم الفتنة القريبة من عهده هي مما أشار إليه أبو هريرة بأنه الجراب الذي حفظه عن رسول الله ولم يبثه بين الناس ، واكتفى فقط بالتلميح والكناية دون التصريح يعزز ذلك هذا الأثر الضعيف عنه « في كيسي هذا حديث لو حدثتكموه لرجمتموني ثم قال اللهم لا أبلغن رأس الستين قالوا : وما رأس الستين ؟ قال : إمارة الصبيان.
ففي الأثر جمع بين إمارة الصبيان وبين ما يحمله في كيسه وجرابه من آثار مما يدل على أن ما في جرابه تعيين للفتن بعد الستين وأسماء أصحابها .
هلاك الأمة هنا يخص بطائفة من أهل قريش وهم الأحداث الذين يتولون زمام أمر الأمة ، ووجه الهلاك المقصود يكون بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس وتتوالى الفتن عليهم ، وهذا واضح جلي بعد هجوم مسلم بن عقبة على المدينة ، وقتل خيارها ، وكذلك تقتيل وتشريد وإذلال أهل بيت رسول الله الكرام .
عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةٌ مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَفَاجِرٌ قَالَ بَشِيرٌ فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ مَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَقَالَ الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ
أقول :
هذا الحديث يشير إلى بداية تغير المسلمين بعد ستين سنة ، ولو افترضنا أن النبي ïپ² قال ذلك سنة عشر أو ما دونها في العهد المدني ؛ فيكون المراد بهذا الحديث ما بين سنة ستين إلى سنة سبعين ؛ وهو يعضد الآثار السابقة ، وفيه إضافة هامة ، وهي طروء الخلل على الجانب التعبدي عند البعض ، وهذا واضح في تضييع الصلاة واستخدام القرآن لنيل المآرب الدنيوية ، والانتباه إلى شهوات الدنيا واتباعها ، ولعل المراد هنا من تضييع الصلاة تضييع روحها وهو الخشوع ، فهو أول ما تفقده الأمة من عرى الإسلام كما سيتضح بعد ؛ وهذا الحديث يشير إلى فئة جديدة من قراء القرآن غير المنافق والمؤمن ، وهي فئة الفجار الذين يتخذون القرآن سلعة يتحصلون بها على مآربهم ومصالحهم .

فبنو أمية الذين غزو بلاد الامازيغ ضلموا قبل ذلك العرب المسالمين وقابلوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق، فسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا فضلهم وشرفهم واستباحوا لعنهم وشتمهم، فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنَ الشِّيعَتَيْنِ : شِيعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَشِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ ، وَرَايَةِ الضَّلالَةِ "
حالة السياسية في شبه الجزيرة العربية قبل غزو الامويين للمغرب الكبير:
هناك ضجة عالمية وعربية حول أعمال جماعة بوكو حرام النيجيرية و داعش أو ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام تلك الدولة الهمجية التي خرجت أعمالها عن كل مفاهيم الإسلام ومفاهيم الإنسانية والإسلام منهم براء .
تلك الأفعال التي أثارت غضبا عالميا على تلك التصرفات الهمجية من أفعال السبي للمسلمات ولغير المسلمات واسترقاق الأطفال والنساء وتحليل الزنى تحت اسم ما ملكت ايمانهم وتفجير الكنائس والمساجد والأسواق بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ وتفجير الطائرات بمن فيها مسلمهم وكافرهم تلك الأفعال التي تعدت وصف القبح والشنائة لم تأتي من الفراغ إنها موروث آخذه هؤلاء الدواعش من مدرسة بني أمية في قتالهم للعرب الآمنين ولأحفاد الرسول الكريم و بطشهم للاما زيغ وللزنوج وغيرهم.
انتهت الصراعات بين الأمويين وأتباع أهل البيت وبني هاشم لا حقا بقتل أحفاد الرسول وبني هاشم وعائلاتهم وسبي نسائهم وأطفالهم.
استغل أعراب بني أمية الدين وكيفوه حتى يخدم مصالحهم الدنيوية ولاستعادة الزعامة على العرب حتى اذا نظرنا إلى التاريخ من جانبه الذهبي لبني أمية الذين سبوا وغزوا المغرب الامازيغي الكبير فإنهم قبل ذلك أبادوا أبناء أعمامهم من بني هاشم ولم يبقوا واحدا منهم تحت شعار ديني ابتدعه لهم أصحاب العمائم بادعائهم أنهم من (المرجئة) ويعني ذلك أن ما فعلوه من إثم يترك ليوم الحساب أمام الله.
قتل بنوا أمية ومن والاهم من العرب بني هاشم وأحفاد علي و الحسين وراحوا يلطمون عليه وأغلبهم شارك في الجريمة من اجل دينار او قطعة خبز
حفيدة الرسول الكريم سُكينة بنت الحسين قتلوا أبيها الحسين وزوجها مُصْعَب بن الزبير قالت (يا أهل الكوفة! أيتمتموني صغيرة، ورملتموني كبيرة).
دموية الحكم الأموي في احفاد الرسول والعرب الامنين :

من لا يؤمن بهذه الحقائق الدامغة التي سنطرحها وتأخذه العزة بالإثم في خضم انحيازه الأعمى لملوك الدولة الأموية لن يكون بحاجة إلى الوقوف على مصداقية هذه المجازر والفواجع الموثقة، التي ارتكبها الأمويون مع سبق الإصرار والترصد، وقتلوا فيها مئات الصحابة من دون ذنب، ثم سفكوا دماء مئات التابعين، حتى قيل أنهم لم يبقوا مرشحا من قريش ينافسهم على الزعامة ويقف في وجههم إلا وكان مصيره الموت بيد عمالهم وولاتهم، وهكذا انفرد الأمويون وحدهم بالحكم من دون منافس قرشي.
. وفيما يلي استعراض مختصر وموثق بالأدلة التاريخية التي لا تُدحض عن الانتهاكات المتكررة التي استهدفت الإطاحة برموز الإسلام، والتي راح ضحيتها الأنصار والمهاجرين والصحابة والتابعين.

•1: اغتيال الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله مظلوماً: ففي تاريخ دمشق:12/226: عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل حجر وأصحابه ؟ فقال: يا أم المؤمنين أني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة، وأن بقاءهم فساد للأمة، فقالت سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم أهل السماء.
• 2: اغتيال سبط رسول الله (الحسن بن علي) بالسم الذي دسته له زوجته (جعدة بنت الأشعث).

• 3: مجزرة واقعة الطف التي استشهد فيها سيد الشهداء )الحسين بن علي( وأنصاره من الصحابة والتابعين يوم عاشوراء، في معركة غير متكافئة انتهت بمذبحة عظيمة استشهد فيها سادة قريش، وسُبيت فيها عيال رسول الله وبناته. ثم طافوا برأس الحسين في المدن والأمصار.
4:اما كبارالصحابة الذين قتلهم الأمويون في ذلك اليوم، فهم: عقبة بن الصلت الجهني وعمّار بن أبي سلامة الدالاني ،
وقُرة بن أبي قرّة الغفاري ، وكنانة بن عتيق، ومجمع بن زياد الجهني ، ومسلم بن عوسجة الأسدي ،
ومسلم بن كثير الأزدي، وهاني بن عروة المرادي ، ونعيم بن عجلان الأنصاري، ويزيد بن مغفل الجعف.

•5: مجزرة حصار مكة وتهديم الكعبة:
كان عبد الله بن الزبير يظن أن حرمة مكة ستمنع الأمويين من اقتحامها وتخريبها مثلما فعلت بالمدينة المنورة، لكنه كان واهماً فيما ذهب إليه، فقد صوب الأمويون المجانيق نحو الكعبة، وضربوا بيت الله الحرام بعنف، حتى تهدمت واحترقت في الثالث من ربيع الأول عام 64 للهجرة.
انتهى القتال بمصرع عبد الله بن الزبير وهو حفيد الخليفة الثاني.
من المفيد أن نذكر هنا أن يزيد بن معاوية حكم ثلاثة سنوات فقط، ففي السنة الأُولى قتل الحسين وأصحابه، وفي السنة الثانية هجم على المدينة المنورة وسبى أهلها، وفي السنة الثالثة وجّه جيشاً بقيادة الحصين بن النمير لقتال عبد الله بن الزبير الذي تحصّن في الكعبة المشرّفة، فرماها الأمويون بالنار فاحترقت ، وحاصروها عدّة شهور حتّى وصلهم خبر هلاك يزيد.
فانفكوا عنها راجعين إلى الشام مغلوبين. وفي عام 73هـ توجّه الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى الحجاز في زمن عبد الملك بن مروان، فكرروا ضرب مكّة، ثم علقوا (عبد الله بن الزبير) على أعواد المشانق .
وهو القائل:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
• مصرع مصعب بن الزبير وإبراهيم الأشتر على يد الأمويين، فقال شاعرهم متباهياً بمصرعهما:
نحن قتلنا ابن الحواري مصعباً أخا أسد والمذحجي اليمانـيا

•6: مجزرة المدينة المنورة (يوم الحرة):
قال المدائني، عن شيخ من أهل المدينة ، قال: سألت الزهري كم قتل الأمويون يوم الحرة. قال: سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف.

• اغتيال الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري على يد الأمويين في حمص بالشام سنة خمسة وستين للهجرة.

• مصرع الشيخ الجليل سعيد بن جبير، الذي جد الأمويون في البحث عنه، حتى وجدوه ساجداً يناجي ربه بأعلى صوته، فاقتادوه مكبلاً إلى واسط.
قال لهم الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه، فلما خرج من الباب ضحك فأخبروا الحجاج بذلك فأمر برده. فقال: ما أضحكك ؟. قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلمه عنك، فأمر بالنطع فبسط، فقال: اقتلوه. فقال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. قال: شدوا به لغير القبلة. قال: فأينما تولوا فثم وجه الله. منها خلقناكم وفيها نعيدكم. قال الحجاج: اذبحوه. قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا الله سعيد، وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي، فذبحوه على النطع سنة أربع وتسعين من الهجرة.

• مقتل محمد بن أبي بكر الصديق. قتله الأموي معاوية بن حديج. قال له : والله لإقتلنك يا بن أبى بكر وأنت ظمآن، ويسقيك الله من الحميم والغسلين، فقال له محمد: يا بن اليهودية النساجة، ليس ذلك اليوم إليك، إنما ذلك إلى الله يسقى أولياءه ويظمئ أعداءه، وهم أنت وقرناؤك ومن تولاك وتوليته، والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم منى ما بلغتم. فقال له معاوية بن حديج: أتدرى ما أصنع بك ؟. أدخلك جوف هذا الحمار الميت ثم أحرقه عليك بالنار. قال : إن فعلتم ذاك بي فطالما فعلتم ذاك بأولياء الله، وأيم الله إني لأرجو أن يجعل الله هذه النار التي تخوفني بها برداً وسلاماً، كما جعلها الله على إبراهيم خليله، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك، كما جعلها على نمرود وأوليائه، وإني لأرجو أن يحرقك الله وهذا، وأشار إلى عمرو بن العاص، بنار تلظى، كلما خبت زادها الله عليكم سعيراً، فغضب معاوية بن حديج ، فقدمه فضرب عنقه، ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار،
فلما بلغ عائشة ام المؤمنين خبر مقتل اخوها محمد بن ابي بكر الصديق جزعت عليه جزعاً شديداً، وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها.

• مقتل الصحابي عبد الله بن عفيف الأزدي: وقف عبيد الله بن زياد الاموي خطيباً متفاخراً بمقتل سيد الشهداء، الحسين فقال :الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته ، فنهض عبد الله بن عفيف من بين الناس وصاح: يا ابن زياد، إن الكذاب ابن الكذاب. أنت وأبوك ومن ولاك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين ؟.
فغضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه، وانتفض من كان بالمسجد يقاتلون الشرطة ويمنعون اعتقال عبد الله بن عفيف، لكنهم اعتقلوه وقتلوا ابنته وزوجها، وجيء به إلى أمير الكوفة عبيد الله بن زياد، الذي أمر بقطع رأسه وصلبه.

•7: مجزرة (دير الجماجم):
كانت ضاحية (دير الجماجم) قرب الكوفة مسرحاً لمجزرة مرعبة ارتكبتها الجيوش الأموية ضد أنصار التابعي الفقيه عبد الرحمن بن الأشعث بتوجيه مباشر من عبد الملك بن مروان. وكان ابن الأشعث قد خرج ومعه عدد كبير من الفقهاء والتابعين، منهم عامر الشعبي، وأبو البختري الطائي، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وعبد الله بن رزام الحارثي، وكانوا ناقمين على ولاة الدولة الأموية لظلمهم وتجبرهم.

•8: مجازر الحجاج بسيوف الدولة الأموية:
قال هشام بن حسان: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة وعشرين ألف قتيل.
قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم، وقال عنه الإمام العلم: طاووس بن كيسان: عجبت لمن يسميه مؤمنا.
وهو أبشع حاكم عرفته العرب في العصر الأموي بارتكابه أبشع الجرائم بحق المعارضين للأمويين.
عرفت فترة حكمة بأنها الفترة الإرهابية والدموية الأقسى في تاريخ العراق، وكان هذا المجرم هو من قام بضرب مكة المكرمة وقذفها بالمنجنيق، وقتل داخل الحرم عبد الله ابن الزبير، وصلبة داخل المسجد الحرام منتهكا بذلك حرمة البيت والمكان المقدس الآمن، وقد ختم هذا المجرم سلسلة جرائمه بقتل الولي الصالح والتابعي الجليل سعيد ابن جبير، العابد الزاهد والعالم المتصوف المعروف.
الحكم الاموي يعود بالعرب الى عصر الجاهلية:
• لقد أسرفت الدولة الأموية في القتل منذ ارتكابها فاجعة الطف التي اهتز لها الكون كله، وعاد فيها الأمويون إلى العصور الجاهلية، بقصيدة انقلب فيها (يزيد) على دين الإسلام، بقوله:
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلـوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا يا يزيـد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلنـا ميل بدر فاعتدل
قال ابن أعثم : ثم زاد فيها هذا البيت من نفسه :
لست من عتبة إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل

وفي تذكرة خواص الأمة :
المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنه لما حضر الرأس (رأس الحسين) بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعري :
ليت أشياخي ببدر شهدوا وقعة الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم وعـدلنا ميل بدر فاعتدل
وقال : قال الشعبي : وزاد عليها يزيد فقال :
لعبت هاشـم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
قال الامام الطبري:
هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله، ولا إلى دينه، ولا إلى كتابه، ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله، ولا بما جاء من عند الله.
، وفي بطون كتب التاريخ العربية صفحات أموية ملطخة بدماء الأبرياء من الصحابة والتابعين والأنصار والمهاجرين، قُتلوا جميعهم ظلما وعدوانا، بينما يظهر علينا اليوم من يحاول تجميل صورة الدولة الدموية ويقحم نفسه في مغالطات عقيمة تقبح وجه التاريخ، متجاهلاً هذه الأعداد الغفيرة من الصحابة وأبناء الخلفاء ومن المهاجرين والأنصار الذين كان مصيرهم الموت بسيوف الأمويين لأسباب سياسية وقبلية وعدوانية.
زيادة على تفننهم في انواع العقاب لمن خالفهم فكل مؤرخ او امام ينطق بكلمة واحدة تخالف الحكم الاموي الا وقطع لسانه كان الحكم الاموي هو اول من اخترع عقوبة قطع اللسان ولم تلغى حتى جاء عهد عمر بن عبد العزيز.
اما حرق الكتب فأمر معروف في التاريخ، كافة القادة الأعراب الأمويين سألوا فقهائهم ماذا نصنع بكتب المكتبات في الأقطار المفتوحة كان جوابهم احرقوها (لا كتاب غير كتاب الله)،
مثلا ا مكتبة الاسكندرية فيقول التاريخ بناء على ما جاء في بعض المصادر التاريخية العربية انه بعد غزوها والتهافت على محتوياتها فان جلودها صنع منها النعل والأحذية وورقها كان شعيلا في الحمامات في مصر لفترة أربع سنوات.
بعد ابادة احفاد الرسول واتباع الحسين وعائلاتهم هدد بني امية ما بقي من المسلمين المقاومين للظلم القبلي الاموي الذي اراد ان يستاثر بالحكم وبالاموال وكلنا نذكر قول السفاح الاموي الحجاج ابن يوسف الثقفي (اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان وقت قطافها...واني لأرى الدماء بين العمائم واللحى) ونعلم قصة غزوهت للمدينة المنورة وللكعبة المشرفة وقتله اغلب الصحابة البدريين وفيهم الكثير من المبشرين بالجنة
كان ذلك باسم فتاوى علماء السلطان الاموي وباسم النزعة القبلية وحب زعامة العرب التي بقيت في أولئك العرب الأمويين والتي تمتد جدورها إلى ما قبل الإسلام حيث كان العربي يغزو العربي من اجل سرقة ماله وسبي نسائه ويبدو واضحا أن العقلية الهمجية والجاهلية رجعت من جديد بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وزادت بعد وفاة الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان
ثم توسعت العقلية الأعرابية العنصرية والهمجية بين العرب نفسهم كانوا يتقاتلون من اجل السلطة والجاه وكلا الطرفين بقول الله اكبر على الطرف الأخر (قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار) كان ذلك في أيام الفتنة بين العرب وهو نفس ما كان يحدث بين العرب في الجاهلية قبل الإسلام لكن هذه المرة تحت فتاوي علماء السلطان والأحاديث الموضوعة.
لقد احل الأعراب الأمويين القتل والسبي والسرقة في بني جلدتهم العرب من أتباع بني هاشم ثم جرى تدوين التراث في عهدهم علي أساس تشريع ذلك القتل والسبي وتسويغه بأدلة مصنوعة.
أراد العرب الأمويين العودة إلى الجاهلية باسم الدين واستحلال أموال ونساء الغير عربا وعجما لم يكن لهم ذلك أيام أبي بكر الصديق ووزيره عمر بن الخطاب.
تبرم العرب بحزم عمر إذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا وكنوزها،التي ذاقوا حلاوتها بعد غزوهم بلاد فارس والروم وأحس عمر بذلك اللهف على الدنيا من العرب فكان في أواخر أيامه يدعو الله (كبرت سني واتسعت رعيتي فقبضني إليك) كان عمر بن الخطاب لا يقبل النقد وكان حاسما وقيل عنه (جعل عمر ينفخ ويفتل شاربه) كان يفعل ذلك اذا حمي غضبه لقد كان عمر حصنا حصينا ضد عودة الجاهلية ..
وجاء عثمان رضي الله عنه بعده لينا هينا مع أقاربه قليل الشدة والحسم، فاتسعت عليه المشاكل وجرفته الأحداث فقتله العرب واقتتلوا فيما بينهم، وكانت الأموال المكتنزة وكيفية تقسيمها هي أساس الخلاف.
بعد أن انتهى الأعراب الأمويين من الاستيلاء على الحكم وجعله وراثة لأبنائهم وبعد أن قتلوا وابادوا خيرة صحابة رسول الله والمبشرين بالجنة اتجهت أنظارهم إلى بلاد المغرب الكبير بلاد الامازيغ طمعا في خيراتهم وتفعيلا لعقلية النهب والسلب ولطباع الجاهلية واخذ أموال الآخرين تلك الطباع التي جبلوا عليها من وقت الجاهلية.

المصادر :

(1) فيض القدير:4/166، والغارات:2/812 .
(2) ابن كثير: البداية والنهاية (8/38)، وينظر مقاتل الطالبيين ص 50، والمسعودي: مروج الذهب (3/6).
(3) مسند أحمد 1 / 242 و 282 ، وفضائل أحمد الحديث 20 و 22 و 26 ، والمعجم للطبراني ح - 56 ، ومستدرك الحاكم 4 / 398 ، وقال : صحيح على شرط مسلم وسير النبلاء 3 / 323 ، والرياض النضرة 148 ، ومجمع الزوائد 9 / 193 و 194 ، وتذكرة سبط ابن الجوزي ص 152 ، وتاريخ ابن الأثير 3 / 38 ، وابن كثير 6 / 231 و 8 / 200 ، وقال إسناده قوى ، وتاريخ الخميس 2 / 300 ، والإصابة 1 / 334 ، وتاريخ السيوطي ص 208 ، وأمالي الشجرى ص 160 .
(4) تنقيح المقال: 2/254.
(5) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/111.
(6) راجع الإصابة في تمييز الصحابة: 3/334.
(7) تنقيح المقال: 2/53.
(8) إبصار العين: 170.
(9) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/616.
(10) تنقيح المقال : 2/72 .
(11) الإصابة في تمييز الصحابة: 3/677.
(12) سيد أمير علي , مختصر تاريخ العرب , ص 81 .
(13) ابن الأثير , الكامل في التاريخ , المجلد الرابع , ص 309 .
(14) ابن كثير، البداية والنهاية. 11 / 623.
(15) تاريخ الطبري 3/351.
(16) الشعراني في الطبقات الكبرى 1|36.
(17) ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – (6/86).
(18) معالي السبطين 2/108.
(19) اللهوف/ابن طاووس / 71 - 73. الإرشاد / للشيخ المفيد/الجزء الثاني/116-117.
(20) انظر الطبري، والكامل، والبداية والنهاية - حوادث سنة (82) للهجرة.
(21) السنن للترمذي 4: 433.
(22) تهذيب التهذيب 1/ 364.
(23) ابن عبد ربه. العقد الفريد.
(24) السيد العسكري ج 2. روى ابن أعثم والخوارزمي وابن كثير وغيرهم.
(25) سيرة ابن هشام : 3/ 97 . وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2/ 382. اللهوف – 96. مثير الأحزان – 80. وفي تاريخ ابن كثير: 8/ 204
(26) تاريخ الطبري : 8/187 ـ 188 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، الخوارزمي : 2/58 ، الفتوح ابن الأعثم :
همجية ودموية الغزو الاعرابي الأموي لبلاد الامازيغ :
لمن لا يعلم بعد، كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين و أحد العشر المبشرين بالجنة، ضد أي تدخل عسكري للمسلمين في شمال أفريقية بل و حذر من ذلك لأنه كان متأكد من حدوث فتنة كبرى ستفرق المسلمين و لا خير في ذلك سواء للعرب أو الأمازيغ لأن أغلب شمال أفريقية في يد الأمازيغ و ليس الروم أعداء المسلمين و الأمازيغ في نفس الوقت، و أن أي حملة عسكرية للعرب على شمال أفريقية ستفتن أولا العرب و هذا ما حدث فعلا للعرب في شمال أفريقية ، فهؤلاء العرب عوض أن يكونوا حملة رسالة يوصلونها للأمازيغ كما امرهم الله و رسوله تحولوا لمستدمر مستنزف دموي إرهابي همه الوحيد هو السبي و الغنائم و ظلم الناس ، و من جهة أخرى و بسبب التاريخ الحربي العريق للأمازيغ ضد الرومان والبزنطيين أدرك سيدنا عمر ابن الخطاب أن العرب سيهزمون أمام قوة الأمازيغ بسبب تشتت رقعة المواجهة مع الامم الاخرى في الشرق والشمال والغرب و هذا ما شهد عليه التاريخ و حدث فعلا من خلال ثورات الامازيغ ضد الحكم الاموي العنصري و الذي انتهى بابادة الحكم الاموي واتباعه بلاد الامازيغ وهو الموضوع التي سنتطرق اليها لاحقا بالتفصيل.
مفهوم السبي والنهب والغزو :
يتذكر تاريخنا بحسرة جرائم الاحتلال المغولى لبغداد وكيف سبيت نساء وأطفال بغداد وقتل أزواجهن وآبائهن وصور المؤرخ القومي العروبي تلك الأحداث على أنها همجية ليس بعدها همجية لكن القارئ للتاريخ بموضوعية يجد أن تلك الجرائم التي قام بها المغول عند غزوهم بغداد وما يقوم به الدواعش في العراق وفي سوريا وفي ليبيا في الوقت الحالي هي نفسها ما قامت به الجيوش الأعرابية الأموية عند غزوها بلاد المغرب الامازيغي تهافت على اختطاف الأموال والنساء والأطفال .
نعم هذا حال ما يسمى الفاتحين العرب ( الغزاة) لبلاد الامازيغ في عهد الأمويين و بكل موضوعية إجرامهم في حق شعوب المغرب الامازيغي تعدى كل الحدود ويحق القول انه لم تكن هناك فتوحات إسلامية وإنما هي غزوات أعرابية عبارة عن نهب وسلب وسبي من اجل الدنيا لا غير وحق تسميتها بالفسوخات العربية لأنها فسخت عن امر الله كانت غزوات من اجل الدرهم والدينار.
قال الامام البكري رحمه الله:كنا-نحن معشر العرب-إذا اندلعت المعركة نقاتل من أجل الدرهم والدينار.أما البربر فكانوا يقاتلون ﻹعلاء كلمة الله في اï»·رض.
يتضح جليا من قول البكري ان النزعة المادية والدنيوية هي الغالبة على غزوات أعراب بني أمية الذين لم يتعاملوا بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى دين الله بالتي هي أحسن كما أوجب ذلك الله تعالى:
قال تعالى وادع والى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
إن بعض القوميين العروبيين يجعلون من المغول برابرة لا يعرفون الشرف، بسبب سبيهم للنساء والأطفال العرب خلال غزوهم ويصفونهم بالهمج بسبب احراق الكتب والمساجد في وقت نجد تاريخ العرب الأمويين المعطر بمياه الورد والزبرجد مليئا بالإجرام من هذا النوع وأكثر في حق الإنسان والإنسانية وخاصة في حق الأمة الامازيغية.
حنط القوميون العروبيون عقول الناس في المدارس بالكتب المزيفة والروايات الملونة بالوردي وعلموهم السكوت على تلك الجوانب المظلمة من تاريخ الإجرام الاعرابي الذي كان يتغطى وراء ستار الإسلام والإسلام منهم براء فلا يستطيع مؤرخ التحدث عنه ولا يجوز لأحد النقد فهو تاريخ مقدس وإلا أصابه قطع الرأس والتكفير والتحقير.
الاجرام الأموي تعدى على شعوب إفريقيا :
الغزوات الأعرابية الأموية لبلاد الامازيغ سبقها غزوات لبلدان وشعوب مجاورة (افريقية) مثل شعب النوبة والشعب السودان والاقباط وغيرهم كلهم تعرضوا للظلم الأموي الأعرابي.
ساق أعراب بني أمية الزنوج وأهل النوبة في جنوب مصر وواهل السودان بالآلاف بالسلاسل إلى العراق والشام كعبيد واستخدموهم في الفلاحة كالحيوان مقابل الطعام وفقط لم يتذكر أعراب بني أمية في غزواتهم وجمعم للعبيد وصايا الرسول الكريم (عتق الرقاب ) ولا قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) كانوا يدعون الاسلام ويعملون بما يخالفه.
الإيمان بقدسيات السبي والنهب والقتل الواردة أصبحت عقيدة لجيوش بني أمية اعتبروها على أنها هبة من الله، وتشريع رباني أخذوها من أحاديث مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ذلك الكذب على الرسول الكريم سبب بلاء الأمة الإسلامية تلك الأحاديث المنسوبة كذبا للرسول صلى الله عليه وسلم والتي شرع من خلالها الأعراب العودة إلى ممارسة عقلية الغزو والسبي ونهب أموال الغير تلك العقلية التي كانت قبل الجاهلية والتي عادت مرة أخرى في القرن 21 تمارسها الدواعش و مارستها الجماعات التكفيرية في الجزائر وفي نيجيريا .
لهذا يبدو التاريخ تعبا منهارا قلقا فاقدا أعصابه لان الذي أدرج في الكتب وما يدرج في الكتب حتى هذه اللحظة قائم على الفبركة والتزييف والكذب على رسول الله الذي بعثه الله رحمة للعالمين ذلك الكذب هدفه تحليل الحرام وتحريم الحلال.
ما الذي فعلة أولئك الأعراب الأمويين الذين خرجوا من الجزيرة العربية حفاة شبه عراة، ما الذي فعلوه في الأقطار التي سبوها ثم أعطوا خمسها لأميرهم الأموي
مثلا شعب الأكراد لم تكن له دولة أو مملكة خاصة وكانوا تابعين لإمبراطورية الفرس، ولم تكن لهم علاقة بالعرب من أي نوع. وكل ما هنالك إنهم فوجئوا بجيش لا يعرفون لغته يقتحم عليهم ديارهم، فدافعوا عن وطنهم واموالهم واعراضهم، فانهزموا، وبعد ان قتل العرب مقاتليهم اخذوا النساء والأولاد والبنات سبيا، واخذوا الأموال،وهدموا البيوت .
وتخيل نفسك تعيش في قرية ثم فوجئتم بجيش يهزم المدافعين عن القرية، ثم يستبيح بيوت القرية ويستحل الدماء والأعراض والأموال ويصل إلي بيتك، يأخذ أموالك، ويأخذ أمك وزوجتك وأختك وبناتك وأولادك لسبيهم وبيعهم في اسواق النخاسة)
والله لن يقبل بذلك إي إنسان كافر أو مسلم بل الحيوان لا يقبل بذلك يدافع عن أولاده ويموت من اجل حمايتهم من القتل والاختطاف فما بالك الانسان.
أرسل الأعراب الأمويين إلي شعوب إفريقيا السوداء والى الامازيغ جيوشا همجية لا تفكر إلا في السبي والنهب ،والقتل حيث كان منظر الأطفال من السبي وهم يملئون طرقات ومدن الشام والعراق في العهد الاموي يفوق البشاعة والخيال حسب ما ورد في كتب العرب، وتصوروا معي ملامح الأطفال المسبيين ونفسيتهم ،ونعتبرهم اولادنا من دمنا ولنطوف بخيالنا بينهم ذلك الزمان ونستمع إلي بكائهم وصراخهم ونتخيل معاناتهم حين كانوا يساقون ويحشرون علي طول الطريق من بلادهم البعيدة إلي الشام والعراق والى صحراء الجزيرة العربية انه مشهد والله تطير منه العقول.
هذه المعاناة والبشاعة ضمن المسكوت عنه في تاريخ الأعراب. والمسكوت عنهم هم هؤلاء الألوف من الصبية والأطفال أو الذراري الذين سباهم الاعراب الاميون من أهاليهم من الامازيغ وأهل السودان وشعب النوبة،والاقباط والاكراد وغيرهم.
تخيلوا حجم الإجرام الأعرابي الأموي الذين فرقوا بين الأطفال وبين أهاليهم وجعلوهم رقيقا بدون ذنب جنوه هم وأهاليهم ..
تخيلوا حجم الإجرام الأعرابي الأموي الذين فرقوا بين النساء وأطفالهم تخيلوا معانات تلك المرأة التي اخذ منها أولادها وقتل زوجها وبيعت في النهاية لسوق النخاسة في بغداد وفي أماكن أخري
وهل يصح هذا في عدالة الإسلام هل هذا هو الإسلام هل هذه هي الرحمة التي أمر بها الله ورسوله الكريم.
إذا تحدثت في هذا الموضوع الحساس والمخفي من تاريخ الأعراب وتطلب المزيد من المعلومات، ولم تجد شيئا عنهم وعن آلامهم قيل لك .. اسكت .. هس !!
لم يذكر لنا المؤرخ القومي الأعرابي الذي يفتخر على العجم انه بفضله دخلوا الإسلام ذلك المؤرخ الأعرابي الذي يهوى تلوين التاريخ لم يذكر أحوال الأسرى والسبايا، ولم يورد لنا ولو إشارة صغيرة عن الأسرى الأطفال والأمهات المسببات اللواتي تبادلهن الرجال الاعراب واللواتي بعن في أسواق النخاسة، لم يذكر ذلك لان ذلك يضع البقع السوداء في كتاب تاريخ الاعراب الملون بالوردي لكن إليكم ما جاء في بعض مكتوبات ذاك الزمان المخفي من فتاوى:
فتوى جمهور العلماء في العهد الأموي :
(الأسري هم الرجال الذين يظفر بهم المسلمون في ساحة القتال أحياء، ولولي الأمر أن يفعل في الأسري ما يراه الأصلح لمصلحة المسلمين، ويري الجمهور أن الإمام مخير بين أمور خمسة: القتل، والاسترقاق، والمن،( أو أن يتركهم أحرارًا ذمة للمسلمين) والفداء، وضرب الجزية عليهم حتى يدخلوا الاسلام
إلا أن الطمع في الدنيا وحب النساء والأموال غلب على الغزاة الأعراب الأمويين والذين أباحوا لأنفسهم السبي والاسترقاق دون الوسائل الأخرى ونسوا سنه الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي تنص على تحرير الرق ومحو العبودية ونسوا قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ).
القاموس الضريبي لبني أمية:
مثال للتجبرفمجرد مراجعة القاموس الضريبي لبني أمية على الشعوب المحتلة يتضح لك جليا عدلهم. المزعوم.

أما الضرائب الباهظة: فحدث ولا حرج! وهي متعددة، أخذ فيها بنو أمية أساليب شتىى وفرضوها على عدة أمور كثيرة غريبة قد لا تخطر على بال مثل:

1. الضريبة على الأرض (الخراج)
2. ضرائب الزواج
3. أجور الضرابين
4. أجور البيوت
5. رسوم العرائض
6. هدايا النيروز والمهرجان للخليفة ، بلغت عشرة ملايين درهم أيام معاوية
7. الصوافي (الأراضي المصادرة) للخليفة
8. استخلاص الصفراء والبيضاء للخليفة
9. الضرائب على التجار
10. ضرائب على المهن والصناعات
11. أجور أرزاق العمال
12. أجور الصحف والقراطيس
13. أجور طعام السلاطين والولاة
14. أجور الكيالي/ 25- أجور الأتبان
15. أخذ الجزية عمن أسلم ومن لم يسلم
16. الزيادة في مقادير الجزية
17. ضرب الكسور في الفروق بين العملة الجيدة والرديئة والأموال المتخلفة وأداء الأعلى
18. منع أهل الزكاة الحقيقيين من حقهم وإعطائها الموالين والشعراء
19. ولم يكن للموالي -المجندين قهراً- عطاء ولا رزق وهو سبب ثورة البربر
20. مصادرة الأملاك كما حصل لأهل اليمن في عهد محمد بن يوسف وفرض عليهم ضريبة جديدة سماها : وظيفة!
21. وفرض جزية على البربر سموها: جزية الأبناء.. ومن قصر في الجزية عليه تسليم أبنائه ونسائه للبيع! أسقطها عمر بن عبد العزيز
22. نقل خراج الأراضي البعيدة إلى غير أهلها كخراج عمان إلى البصرة
23. تعذيب أهل الضرائب والخراج شتى أنواع التعذيب حتى يؤدوا فوق الطاقة
24. بالإضافة لابتزازات العمال فخالد القسري مثلاً -حبيب الغلاة- كانت غلته عشرين مليون درهم وقد ولاه الخليفة وليس معه شيء
25. وعبد الرحمن بن أبي بكرة أرسله معاوبة إلى سجستان فوصلها من أصبهان وقد كسب 40 مليون درهم! من إمارته على أصبهان فقط وكانت لسنة أو سنتين!

أما البيعة و شروطها

ذكرسمط النجوم العوالي (ج 2 / ص 93) : "ثم دعا مسلم الناس إلى بيعة يزيد على أنهم خَوَل (عبيد) له، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم بما شاء، ومن امتنع قتله، وجيء بعد يوم بيزيد بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود، ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة، فقالا: لا نبايع إلا على الكتاب والسنة، فقتلهما) !!!! هذه هي الخلافة التي يأمل بعض الغلاة بإعادتها...
تعساً لهذه الخلافة وهذا سبب دعوتي على المسلمين ألا ينصرهم الله وهم في هذه الحالة حتى يستيقظوا

وتسبب تحريفهم في الإسلام إلى هجر المعرفة وشك كثير من المسلمين أنفسهم في هذا الإسلام (الأموي ثم العباسي) بسبب حصرهم الدين في الظلم والجهل...و تجد البعض يستطيع أن يجمع بين الدفاع عن الصحابة والدفاع عن قتلة الصحابة والدفاع عن لاعني الصحابة والدفاع عن مذلي الصحابة مسرحية...
فالشيطان يحب أن يضحك أيضاً. الشيطان يعرف أنه ليس له إلا الحياة الدنيا وهو حريص على استغلالها ليس بإضلال بني آدم فقط وإنما يريد إضلالهم بطريقة مضحكة أيضاً. هذه الفئة المثالية لتسلية الشيطان.. هو يفعل فيهم الأعاجيب يجعلهم مهرجين ظرفاء يجمعون (الدين وجهنم)! فهو يحب التسلي بهذا المخلوق.


لمادا كان أمراء المؤمنين رضي الله عنهم يفضلون الأمازيغيات كجواري ؟

لمحاولة الإجابة على هدا السؤال نود إلقاء نظرة على رسالة تاريخية أرسلها أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الاموي ) م 741-691 م) من دمشق إلى عامله على بلاد الأمازيغ. وللتذكير فهشام من ملوك أو خلفاء الأمويين ?كل حسب قراءته الدينية- الذي اشتهر باعتبار أول ملك عربي قام بتعريب الدواوين وأنهاء العمل باللغة البيزنطية كلغة دولة والعمل باللغة العربية. نص الرسالة ....

"كتب هشام إلى عامله على إفريقيا أما بعد, فان أمير المزمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى, أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب, ما هو معوز لنا بالشام و ما ولاه. فتلطف في الانتقاء, و توخ أنيق الجمال, و عظم الاكفال, وسعة الصدور? و لين الأجساد? و رقة الأنامل? وسبوطة العصب? و جدالة الاسوق? وجثول الفروع? و نجالة الأعين, و سهولة الخدود, وصغر الأفواه, و حسن الثغور, و شطاط الأجسام, و اعتدال القوام? و رخام الكلام? و مع دلك, فاقصد رشدة و طهارة المنشأ. فأنهن يتخذن أمهات أولاد و السلام. "
المصدر : من كتاب الدولة الأغلبية 909-800 التاريخ السياسي لصاحبه الاستاد الدكتور محمد الطالبين تعريب الدكتور المنجي الصيادي? نشر دار الغرب الإسلامي? ص 39.

لنا الملاحظات الآتية حول هده الرسالة:

1- أمير المؤمنين هنا يتحدث عن الامازيغيات? لكن كجواري.
2- أمير المؤمنين لم يطلب لعامله على شمال إفريقيا في هده الرسالة الغلمان. الم يكون سلفه يأخذ الأطفال الأمازيغ كغلمان؟
3- ادا علمنا أن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك كان حكمه من سنة 691م الى 741م? فقد طلب هدا الطلب بعد 120 سنة في عمر الإسلام. هدا يعني ان السبي والجواري حلال. خصوصا ادا علمنا أن علماء الإسلام لم يكفروا خلفاء الأمويين? بل منهم من هو مبشر بالجنة.
4- من أين ستأتي هده الجواري الأمازيغيات؟ ادا علمنا ان الأمازيغ دخلوا في الإسلام مع غزو عقبة بن نافع -الدي هو بالمناسبة من بين أمية- سنة 677م أي 64 سنة قبل رسالة هشام? فهدا يعني أن أمير المؤمنين يطلب الجواري الأمازيغيات المسلمات. وهدا يضع اكتر من علامة استفهام.

كان من الممكن ان يتجنب المسلمون كل هده الماسي لو حرمت الجواري في الديانة الاسلامية كما حرم الخمر والميسر.

التاريخ يكتبه المنتصرون و هم هنا الغزاة العرب. فقد سموا غزواتهم فتوحات استلهاما من فتح مكة. و هو كما نري اسباغ نوع من القدسية الدينية علي عمليات النهب. هذه القصة تعد من الاستثناءات التي لم تخضع للتلوين العربي لسبب نجهله ليلقي ضوءا علي جانب يخشي العرب تعريته و كشفه. لانه تعرية و كشف لتاريخهم الدموي اللاانساني في التخوم غير العربية

بداية الغزوات الاعرابية الاموية لبلاد الامازيغ:
بدأت عمليَّات فتح المغرب الامازيغي الكبير الذي تمتد رقعته من واحة سوى بمصر إلى المحيط الأطلسي وذلك في عهد الخليفة الراشد عُمر بن الخطَّاب، عندما فُتحت برقة وكانت تتبع ولاية مصر الروميَّة، وفي عهد عمر بن الخطاب فتحت طرابُلس على يد عمرو بن العاص.
ولم يأذن عُمر للمُسلمين بالتوغُّل أكثر بعد هذه النُقطة، مُعتبرًا أنَّ تلك البلاد مُفرِّقة ومُشتتة للمُسلمين، كونها مجهولة وليس لهم عهدٌ بها بعد، ودُخولها سيكون مُغامرة قد لا تكون محمودة العواقب نظرا لأخبار تصارع البربر (الامازيغ) والروم على السيطرة على تلك الأرض.
وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان سار المُسلمون أبعد من برقة وفتحوا ولاية إفريقية الروميَّة نواحي ليبية وتونس.
توقفت حركة الفُتوح على الجبهة الأفريقيَّة الشماليَّة بعد مقتل عُثمان لانشغال المُسلمين في إخماد وتهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك وطيلة عهد الإمام عليّ بن أبي طالب، ولم تستمر الحركة العسكرية ضدَّ ما تبقَّى من مناطق في شمال أفريقيا إلَّا بعد قيام الدولة الأُمويَّة، فكانت في بدايتها حركة خجولة، عبارة عن غارات كر وفر .
ثُمَّ لمَّا ابتدأ العهد الأموي المرواني وهدأت أوضاع الخلافة الأُمويَّة نسبيًّا، بعد أن قضى الأمويون على اتباع بني هاشم واتباع الحسين بن علي وبطشوا بمن والاهم .
وجد الخليفة الأُموي عبدُ الملك بن مروان مُتسعًا من الوقت لِيقوم بأعمالٍ حربيَّة في المغرب الكبير، فتابع الأمويون الزحف غربًا طيلة عهده وعهد خلَفِه الوليد بن عبد الملك، حتَّى سقطت كامل بلاد المغرب بِيد الأعراب الأمويين ، وانطوت بعض القبائل الامازيغية تحت جناح الرَّاية الأُمويَّة.
ويعتبر غزو بلاد المغرب الكبير أطول حملة في تاريخ الغزوات العربية مقارنة بالحملات الأخرى التي استغرقت مدتها حوالي ثلاث سنوات لكل من مصر وأربع سنوات للعراق وسبع سنوات لكل من فلسطين وسوريا. وقد توحي هذه المدة بأن صمود الأمازيغ أمام الغزو الأموي الأعرابي له دلائل وأسباب سنحللها بالتفصيل خلال الموضوع.
كانت مقاومة الامازيغ للاحتلال الأموي رفضا مطلقا للتخلي عن أراضيهم والتهجير،مقابل سياسة الاستيطان الأعرابية وعقلية السبي والنهب ولسياسة الإذلال والتحقير الذي مارسه الأمويون على الامازيغ من اليوم الأول للاحتلال الأموي.
هذه الحقيقة لا يصدقها ولا يعرفها الملايين من مقدسي القومية العربية ومن حنطت عقولهم وأعينهم بغشاء وردي يرى تاريخ الأعراب والغزوات على بلاد الامازيغ كله وردي لكنها حقيقة مظلمة مطوية في بطون كتب التاريخ العربية والأعجمية .
تهافتت الأعراب في العهد الأموي برهم وفجارهم على الانضمام إلى الجيوش الغازية بعقلية اغلبها طمعا في الثراء والسبي وقليل منهم من كان يؤمن بالدعوة إلى دين الله وبعد أن هزموا الجيوش في مواقع متعددة داخل بلادها، سلبوا كنوز في كل مدينة، وقرية واسترقوا الذرية من النساء والأطفال وتقاسموهم فيما بينهم، ثم بعدها فرضوا علي المساكين أهل البلاد المفتوحة جزية علي الرءوس، ثم ضريبة علي الأرض.
واستمرت تلك الجزية والضريبة حتى بعد دخول تلك الشعوب في الإسلام لم يكن الأعرابي الأموي يقبل من الناس أن يعلنوا إسلامهم مقابل الإعفاء من الجزية لان في ذلك ضياع لمداخليهم المالية وفي تاريخ الطبري مئات الصفحات عن القتل والسلب والسبي للاما زيغ بعد أن أعلنوا إسلامهم ورفضوا دفع الجزية .
سياسة العرب الامويين تشكلت من قناعتهم بـ: "سمو العنصر العربي" المنطلقة من المفهوم العنصري "فضل العرب على العجم" وجعل النسب القريشي الشريفي أساس التمايز الطبقي والشرف، وشرطا من شروط الدين للإمارة والحكم والذي يوازي شعارها القومي "جعل كلمة العرب هي العليا". وكل هذه العناصر العنصرية تدخل ضمن الأساطير المؤسسة لدولة بني أمية
خلاصة على ما سبق، يتضح أن السياسة التي انتهجتها الدولة الأموية اتجاه الأمازيغ، تحمل الكثير من العنصرية والابتزازات والإهانات المتكررة،ومن اليوم الأول للغزو حيث أصبحت معاملة الأمويين للامازيغ قاسية وهمجية تصل في كثير من الأحيان إلى العنف والتعذيب والقتل، واغتصاب النساء الامازيغيات وهن مسلمات ، كما قام هؤلاء الأعراب المتعصبون لعروبتهم ونعرتهم القريشية بإقصاء الأمازيغ من دوائر المسؤوليات وميادين النفوذ السياسي ومجالات الانتفاع الاقتصادي، دون إعارة أي انتباه لتعاليم الإسلام المساواتية
وشكلت ولاية يزيد بن أبي مسلم، قمة الاستبداد بالمغاربة( على جميع المستويات فقد كان هذا الرجل "ظلوما غشوما"( 3
على حد تعبير بن عذارى، كما " كانت فيه كفاية و نهضة قدمه

الحجاج بسببهما"( 1)، وما يبينويؤكد الأوصافالتي ألصقها ابنعذارى بالرجل، أن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة، بلغه أن يزيدبن مسلم بن أبي مسلم خرج في جيشمن جيوشالمسلمين،
فكتبإلى عامل الجيشبرده وقال: إني أكره أن أستنصر بجيشهو فيهم"( 2). " وكان يزيد بن أبي مسلم قد عمل مدة طويلةفي العراق تحتنظر الحجاج بن يوسفالثقفي، فتشبع بمنهاجهفي الحكم( 3)" خصوصا وأنه كان صاحب شرطته "وأمين سره،
( فحذا حذوه فيسوء معاملة الرعية والقسوة عليها"( 4
"واستبد مع البربر، وفرضعليهم الجزية واستخفبهم، واشتدعليهم في جمع أموالهم وسبي نسائهم، وأسرف في ذلكحتى
.( أوغر عليه صدورهم"( 5
ومن مظاهر استبداد و تعسفيزيد بن أبي مسلم " أنهأخذ موالي موسى بن نصير من البربر فوشم أيديهم، وجعلهمأخماسا، وأحصى أموالهم وأولادهم ثم جعلهم حرسهوبطانته"( 6)، "وقام خطيبا على المنبر فقال: أيها الناسإنيقد رأيت أن أرسم اسم حرسي في أيديهم، كما تفعل ملوكالروم بحرسها، فأرسم في يمين الرجل اسمه وفي يساره حرسي،
ليعرفوا في الناسبذلكمن غيرهم ... فلماسمع ذلكحرسه،
اتفقوا عليه وغضبوا وقالوا: جعلنا بمنزلة النصارى، ودب بعضهملبعض وتعاقدوا على قتله، فلما خرج من داره إلى المسجد لصلاةالمغرب قتلوه في مصلاه"( 1). "فقد رفضوا هذا الإجراء واعتبروهاستخفافا بهم وضربا من المذلة والخنوع ورأوه بعيدا عن تعاليمالإسلام وتقاليده ومبادئه"( 2)، "كما فرضيزيد بن أبي مسلمالجزية على من أسلم من أهل المغرب، وقام برد من أسلموا إلىقراهم"( 3) ويبرزسعيه الكبير لجمع الغنائم أنه " غزاصقيلية
.( سنة 101 ه في وقت كان الموقفبالمغرب عصيبا"( 4
"والظلم الذي حاق بالبربر على يد يزيد بن أبي مسلم، إنماتم تحتسمع الخلافة وبصرها، فالخليفة يزيد بن عبد الملك، عرفبالطمع والجشع وحبالمال الذي جمع له عماله منه ما لم يجمعلأحد من قبل، وإذا كان الحجاج بظلمه في المشرق قد أشبعنهمه، فإن يزيدا في المغرب قدم له المزيد ولا غرو، فقد قال فيهاعبارته الشهيرة: ما مثلي ومثل الحجاج وابن أبي مسلم بعده إلا
.( كرجل ضاع منه درهما فوجد دينارا"( 5
وكما رأيناسابقا، انتهى يزيد بن أبي مسلم مقتولا علىعتبة المسجد، فأرسلت الخلافة واليا جديدا، "بيد أن تغيير الحاكم

مما نتج عنه ثورات امازيغية ضد الكم الاموي انتعت بابادة وطرد الاعراب الامويين من بلاد الامازيغ وهو ما سنفصله لاحقا.
وقد واصل نفسالسياسة مع البربر، وهي السياسة التي تهدفإلى إرضاء الخلافة، كيفما كانتالطرق في ذلك، خصوصا وأنهؤلاء الخلفاء " كانوا يستحبون طرائفالمغرب، ويبعثون فيهاإلى عامل إفريقية فيبعثون لهم البربريات السنيات فلما أفضىالأمر إلى ابن الحبحاب مناهم بالكثير، وتكلفلهم أو كلفوه أكثرمما كان فاضطر إلى التعسف وسوء السيرة"( 3) "فبعثحبيببن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع غازيا إلى المغرب فبلغ السوسالأقصى وأرضالسودان ولم يقابله أحد إلا ظهر عليه وأصاب

من الذهبوالفضة والسبي أمرا عظيما ولم يدع في المغربقبيلة إلا دخلها فملئوا منه رعبا وخوفا، وسبي من قبيل منقبائل البربر يقال لهم مسوفة في طريق بلاد السودان نساءلهن جمال وكان لهن أثمان جليلة لم ير مثلها ورجع سالما حتىقدم على ابن الحبحاب"( 1)، وثقلت وطأة عماله جملة، بما كانوايطالبون به من الوصائفالبربرية مثل الأدم العسلية الألوانوأنواع طرف المغرب فكانوا يتغالون في جمع ذلك حتى كانتالصرمة من الغنم تهلكذبحا لاتخاذ الجلود العسلية من سالخهاولا يوجد فيها مع ذلكإلا الواحد وما قرب منه، فكثير عيثهم فيذلكبأموال البربر "( 2)، " ويذكر الطبري أن عمال الحبحاب كانوايعمدون إلى الماشية فجعلوا يبقرونها عن السخال يطلبونالفراء الأبيضلأمير المؤمنينفيقتلون ألف شاة في جلد، و معنىذلك أن ولاة بني أمية هددوا البربر الرعاة في مصدر رزقهم من
.( الأغنام والماشية"( 3
" فقد رأى عبيد الله بن الحبحاب شدة الإقبال في العاصمةعلى صوف الخراف العسلية الذي تصنع منه الملابسالناصعةالبياض فقد اغتصبمن البربر أغنامهم و ذبحها جميعا علىالرغم من انه كان قل أن يتوفر مطلبه من غير واحد من المائةمنها، أما البقية الأخرى فهي إما جرداء أو قصيرة الصوفوالتاليغير مفيدة للوالي، ولم يكتفبتجريد البربر من قطعانهم وهي

المصدر الرئيسي لثروتهم أو بمعنى أصح وسيلة معيشتهمالوحيدة، بل اغتصبأيضا نساءهم وبناتهم وأرسلهن إلىالشام ليخدمن في القصور، وذلك لشدة ولع العرب بنساء البربر
.( اللائي عرفن على الدوام بأن جمالهن يبز جمال العربيات"( 1
أما عمر بن عبد اللهالمرادي، عامل ابن الحبحاب على طنجة"( وما والاها، " فقد كان أشد هؤلاء العمال ظلما واستبدادا( 2
فقد أساء السيرة وتعدى في الصدقات والعشر وأراد تخميسالبربر وزعم أنهم فيء المسلمين... فكان فعله الذميم هذاسببالنقضالبلاد ووقوع الفتن العظيمة المؤدية إلى كثير القتل فيالعباد"( 3) بحيث "خرج ميسرة المدغري وقام على عمر بن عبداللهالمرادي فقتله"( 4) ثم تطورت الأحداث لتصبح تدريجيا ثورةحقيقية، انطلقت في أواخر الدولة الأموية، واستمرت طوالحكم ولاة الدولة العباسية، وهي ثورة كانت مبررا ارتكبت بهالخلافة جرائم حقيقية وهذه المرة على المستوى العسكري،
فالخليفة " هشام بن عبد الملكعزل بن الحبحاب عن إفريقيةوما وراءوهما من المغرب وولى عليهما كلثوم بن عياضالقيسيوأمره بقتل البربر"( 5) "وقال: اقتل أولئكالرجال الذين كانوا يفدونعلينا من المغرب، أصحاب الغنائم قيل: نعم يا أمير المؤمنين قال:
والله لأغضبنلهم غضبة عربية، ولأبعثن إليهم جيشا أوله

عندهم وآخره عندي، ثم لا تركت حصن بربري إلا جعلت إلىجانبه خيمة قيسي أو تميمي"( 1) ويبدو من خطاب هشام بنعبد الملك، إلى وإليه كلثوم بن عياض، عنصرية جامحة تجاهالبربر، الذين سيواجهون مرة أخرى مؤسسة عسكرية قوية أثناءولاية عبد الرحمان بن حبيبالذي "أمعن في قتل البربر وأمتحنالناسبهم، وابتلاهم بقتل الرجالصبرا، يؤتي بالأسير من البربر
.( فيأمر من يتهمه بتحريم دمه بقتله، فيقتله"( 2
كل هذه التجاوزات التيشملتالجانبالعنصري والاقتصاديوالأخلاقي والعسكري والإنساني، تواصلتبلا هوادة أثناء الحكمالعباسي بالمغرب، فهذا أبو جعفر المنصور يطلب من واليه عبدالرحمان بن حبيب المزيد من السبي، فيجيبه هذا الأخير قائلا: "إنإفريقية اليوم إسلامية كلها وقد انقطع السبي منها"( 3) لكنالحقيقة أن عبد الرحمان بن حبيب واصلسياسة البحثعنالغنائم والسبايا بحيث " غزا تلمسان ... فظفر بما لم يظفر بهأحد قبله، ثم بعثإلى إفريقية فأتى إليه منسبيها بما لم يؤتبمثله من بلد ودوخ المغرب كله، وأذل من به من القبائل... وتداخلجميع أهل المغرب خوفه والحذر من سطوته"( 4)، وواصل الولاةبعده نفسالسياسة، على أن أهم ميزة تميز بها عصر الولاةالعباسيين، هو أنه كان عصر الثورات المتواصلة التي انطلقت

منذ أواخر الدولة الأموية ولم تنتهي إلا بتحقيق الاستقلالعن المشرق، لذلك فسنكتفي بهذه اللمحات عن حقيقة حكمالولاة وتجاوزاتهم، ونعتقد "أن الأحداث المعروضة على الرغم منظآلتها كمادة تاريخية فإنها تسوغ الرأي السلبي في تقويمالحكم الأموي، وتؤكد م أشرنا إليه في وقتسابق، و هي أنالمسألة لم تعد دعوة دينية، بل تحولتإلى دعايةشبه مبرمجةلا تتوخىسوى النهب"( 1)، وهي الدعاية التي تواصلت بنفس
الطريقة، أثناء التواجد العباسي في المغرب.

الفسوخات الاعرابية الاموية:
الغزوات الاعرابية الثمانية لبلاد تمازغ حدثت في عهد حكم ستة من الخلفاء ، راشدي واحد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وخمسة من خلفاء بني أمية ( معاوية بن أبي سفيان ، يزيد بن معاوية ، عبد الملك بن مروان ، الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ) ،
وتتابع ثمانية من أمراء الجند سميت عادة الغزوات بأسمائهم ،هم:
1:عبد الله بن أبي سرح 27 للهجرة ،
2:معاوية بن حديج 45 للهجرة ،
3:عقبة بن نافع على فترتين 50 هجرية و62 هجرية ،
4: أبا المهاجر دينار ، 55 هجرية ،
5:زهير بن قيس البلوي 69 للهجرة ،
6:حسان بن النعمان 74 للهجرة ،
7:موسى بن نصير 85 للهجرة .
وظف الغزاة الأمويين عددا هائلا من الجند النظامي والمتطوعة ، ومن الفرسان الخيالة والمشاة ، قد تصل ترسانتهم الإجمالية إلى ما لا يكفيها العد ، والمؤرخ العربي يتلاعب غالبا بالأرقام ، فيجعل العدو دائما متفوق على العرب من حيث العدد بعشر مرات غالبا ، ألف ضد عشرة الآف ، عشرة الآف ضد مائة ألف
فالأرقام غير مضبوطة والتواريخ لا تطابق فيما بينها غالبا ،كلها كذب في كذب لاظهار البطولة المزعومة وأكثر الغزوات تعدادا في جندها حسب المصادر ، غزوة حسان بن النعمان لغرض محو هزيمة زهير بن قيس البلوي وهزيمته في غزوته الاولى على يد امراة امازيغية، كان الهدف هوالقضاء على مقاومة ديهيا
كانت هزيمة الأعراب الأمويين على يد الملكة الامازيغية ديهيا بمثابة الصاعقة والعار الذي سكن قلوب الأعراب فلم يسبق أن هزمتهم امرأة في المعارك التي خاضوها.
لمحو ذلك العار الذي لا يمحى بلغ تعدادها الجيش الأعرابي بقيادة حسان بن النعمان أزيد من أربعين ألفا من جند الشام ومن معه من مرتزقة، وبمجرد نهاية الغزووتغلبه على الملكة ديهيا يتبخر الجند عائدا إلى المشرق أو أنطابلس .
حتى القيروان التي اسسها عقبة بن نافع لم تكن معسكرا حقيقيا إلا ما بعد حسان بن النعمان وهزمه لديهيا البترية ، فاستقرار جند العرب المسلمين بالقيروان خلال الحملتين الأخيرتين بدأ فعليا زمن حسان، وتطور في عهد ولاية موسى بن نصير خاصة بعد خلق قاعدة متقدمة بطنجة في المغرب الأقصى تولى القيادة فيها طارق بن زياد. الامازيغي المسلم.
غادر الغزاة الأمويين السابقين إفريقية (تونس) وانسحبوا منها كلية ، خلال الغزوتان الأولى والثانية ، لأن قادة الغزوتين جاءوا للارتزاق من مغانم إفريقيا بلاد الامازيغ ، وأنساهم ذلك الجشع للدنيا بُعد نشر الإسلام ، فمجرد ما ينتهي الإنتهاب ويتضخم المُجمّعُ من السبيي والمغانم العينية ، يزداد خوف العربان من هجمات مرتدة قد تضيعُ عليهم ما جمعوه ، فلهذا يسرعون الخطى للعودة بما أفاء الله عليهم من خيرات إفريقيا وأنعامها وأسلابها ، وتراجع الأعراب ثلاث مرات كرها ، بعد مقتل عقبة بن نافع على يد الشهيد المسلم اكسل (كسيلة)، حيث فروا من القيروان باتجاه أنطابلس بليبيا ، ونفسه تكرر بعد مقتل زهير بن قيس البلوي على يد البيزنطيين ، وكذا انهزام حسان بن النعمان الذي لا حقته ديهيا حتى حدود إفريقية الشرقية.
ومن هنا يتضح بأن العرب الأمويين ارتدوا نحو الشرق خمس مرات ، فكانت القيروان بلا معنى إلى غاية زمن حسان في حملته الثانية ، وموسى بن نصير الذي استقر العرب المسلمون فيها بقوة ، أما قبلها فكانت المدينة مربضا للأهالي المسلمين بمختلف ألوانهم ونحلهم دون الجند .
ملاحظة:
تبعية إفريقيا (بلاد الامازيغ ) تأرجحت بين التبعية لوالي مصر ثلاث مرات ،
عبد الله بن سعد ،
ابن مخلد الأنصاري ،
عمر بن عبد العزيز
وإلى الخلافة الأموية المباشرة حيث يتكفل الخليفة نفسه بتعيين وعزل أمراء الغزوات على إفريقية ، تعيين الخليفة معاوية بن أبي سفيان لمعاوية بن حديج ، و عقبة بن نافع في عهدته الأولى ، و تعيين الخليفة يزيد بن معاوية لعقبة ثانية بعد عزل وسجن أبي المهاجر دينار ، وعبد الملك بن مروان الذي عين زهير بن قيس البلوي ، ثم حسان بن النعمان .
الشجع الاموي ليس له مثيل :
كثيرا ما ساءت العلاقات بين والي مصرالاموي عبد العزيز بن مروان ، شقيق الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ،وقادة الغزو في إفريقية ، فالوالي كان ينشد الهيمنة على هذه الولاية الجديدة لما تدره من منافع ، وهو ما أحدث تصادمات مع أمراء الغزو ، واتضح ذلك جليا في عهد زهير بن قيس البلوي ، وعهد حسان بن النعمان .
بحيث أن الكثير من أنعام إفريقيا ومغانمها وسبيها يُسلب جزء مهم منه في مصر قبل وصوله إلى دار الخلافة في دمشق بجمركة مسبقة (حقوق المرور) ،ويذكر التاريخ أن حسان بن النعمان مرر القطع الفضية مخفية في قرب الماء ، لضمان وصولها وإيصالها لخليفته عبد الملك بن مروان .
الغزوات الأعرابية الموجهة لغزو شمال إفريقيا تباينت في أهدافها وإن تشابهت في أساليبها ، التي طبعها القهر والتقتيل والسبي والنهب لخيرات البلاد ، فالأولى منها كانت تبحث على المغانم على طريقة ( أسلب واهرب ) ، وأخرى انتقامية خالصة كالتي قادها زهير بن قيس البلوي للقضاء على آكسل قاتل عقبة بن نافع في تهودة ، أو حملتا حسان للقضاء على الملكة الامازيغية ديهيا البترية المقاومة الشهمة التي دافعت على أرضها وعرضها ضد الأعراب الغزاة و للوافدين باسم الإسلام والإسلام من أفعالهم بريء.









 


قديم 2017-04-17, 21:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تكملة الموضوع

بداية الغزو الاستيطاني الاعرابي:
أما الغزوتين الأخيرتين ففيهما نفحات مما يعرف في التاريخ بالغزو الاستيطاني ، أي التمكين للوافدين الأعراب على حساب الأهالي المحليين .الامازيغ .
أطول الغزوات زمنا ، وأكثرها تأثيرا هي الغزوة الأخيرة ( غزوة موسى بن نصير ) التي استمرت زهاء العشر سنوات ، (95/85) ، فهي فعلا غزوة التحكم في زمام الأمر ، وغزوة الإستقرار النهائي ، وإخضاع الأمازيغ للآمر الواقع ، وتجنيدهم فيما بعد كمرتزقة لخدمة أجندة الدولة الأموية العسكرية التوسعية من اجل الحصول على مغانم دنيوية أخرى في بلاد الأندلس كما سنوضحه لاحقا.
تمكن موسى بن نصير من القضاء على جيوب المقاومة الأمازيغية بعد أن انضم إليه الآلاف من الامازيغ المسلمين وأيضا بالإخضاع القسري والترهيب والقتال ، وخاصة استعماله أسلوب الرهن (ياخذ رهائن من الامازيغ كضمان من القبائل الامازيغية بالولاء) كان اسلوب الرهن في حالات الخضوع وطلب الصفح ، لضمان الهدوء وعدم التفكير في التمرد على الأوضاع . وعلى الحكم الاموي.
الغزوات الأعرابية الأموية لشمال إفريقيا كانت تصادم عسكري حقيقي، فلا أثر فيه للحضارة والدين والدعوة للإسلام، فكل ما كان هو غزو وسلب ونهب وقتل ثم تراجع عن المكان دون أثر يذكر ، فلا تأثير ولا تأثر ، فالعلامات الدالة على نشر الإسلام غائبة تماما إلا ما ندر ( مثل غزوة أبا المهاجر دينار ) ولا ذكرلها في المصادر والمراجع المعتمدة ، فالجهد كله موجه للقتل والقتال والمغانم والسبي ، فلا فقهاء ، ولا دعوة صريحة ، ولا لقاءات سلمية حميمية بين المسلمين والكفار لإفهامهم فحوى هذا الدين الجديد .
تحليل المفاهيم الخاطئة لبني امية فيما يتعلق بالجهاد ونشر الاسلام:
اعتمد الغزو الأعرابي الأموي على بلاد الامازيغ وسيلته وهي الجهاد الهجومي بأسلوبه القتالي الدموي شعاره مستخلص من القرآن بفهم نقوصي وتأويل فاسد لقوله تعالى في الآية 29 من سورة التوبة : [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدي وهم صاغرون )
وآيات أخريات شبيهة كالخامسة من سورة التوبة القائلة (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
ولا غرو أن هاتين الآيتين الكريمتين وأمثالهما نزلتا لعلاج أوضاع آنية في زمنها ومكانها ، وهي مرصدة للجهاد الدفاعي ضد كفار قريش الذين اعتدوا على المسلمين وقهروا الإسلام في بدايات ظهوره وانتشاره ولا يمكن التذرع بهما لقهر الأمم الأخرى البعيدة عن محيط إرهاصات ظهور الإسلام وتفاعلاته المتشنجة داخل شبه جزيرة العرب ،
فالأمم البعيدة كما هو الشأن بالنسبة للأمازيغ ، إيصال الإسلام إليها يحتاج إلى جهاد حضاري ، وثقافي ، وعاطفي ، تتغلب فيه القدوة والمثل الأعلى ، فهو جهاد شاق صعب المنال لكنه مضمون الفوائد ، غير أن الغزاة أساءوا التقدير، وأولوا آيات الرحمن حسب طبائعم وبدويتهم ، وانتهجوا أساليب إسالة الدم والنهب والسبي بما يشيب له الولدان ، و هو ما أورث المجتمع المغاربي ردات وتشنجات لا زلنا نعيش آثارها إلى يومنا هذا ، وهو الذي كان تواقا للحرية ، ميالا لقبول الدين الجديد منذ صولات الامازيغي بن وزمار المغراوي الزناتي الذي كلفه الخليفة عثمان بن عفان بتولى نشر الإسلام بين قومه، لو عرف العرب المسلمون الغزاة كيفية إيصاله لهم ؟؟ .
مفاهيم خاطئة .... بدلالات عكسية .
مفاهيم الفتح والغزو عند بعض العربان تستخدم بالمقلوب ،[ فالفتح] بالتعبير البسيط هي عملية ايصال الإسلام لغيرنا بالطرق السلمية فلا إكراه ولا ترهيب ، ولا قتل ، ولا حجز ، ولا دماء تراق ، كل الأمر يتم عن طريق الإقناع والحجة ، والجدال بالتي هي أحسن ، أو عن طريق الإقتداء والتقدير والإعجاب بصفات تظهر في تعاملات الداعية ، وهو ما كان في انتشار الإسلام في أقاصي آسيا من الملايو إلى جاوة وسومطرة وأجزاء أخرى من الفليبين .
أما[ الغزو] فهو ايصال الإسلام الى ذوينا أو غيرنا بأساليب الإكراه والقتال ، وقد يصل حد القتل ، وما يرافق ذلك من تعد مقرف على النفس البشرية إذلالا وتصغيرا واحتقارا واستعباد ا تحت قناع العبودية والسبي وحتى الجزية فهم يقدمونها صاغرون .
الإسلام وصل إلى أجدادنا في شمال إفريقيا على مدار سبعين سنة من الزمن ، استعملت فيه القوة ، وخضع من خضع ، وقاوم من قاوم، وسالت أودية من الدماء عبر أزيد من ثمان غزوات ، سقط من الجانبين العربي والامازيغي الكثير من الأنفس البشرية لا نعلم هل هي في الجنة أم النار ؟
فهل ما وقع فعلا ينطبق عليه تسمية [الفتح ] ؟ أم أن المقصد من القول بذلك هو التخفيف من صدمة [الغزو] وترقيقها ، أوتحسين لصورته للأجيال الحالية؟
القارئ الحصيف والمؤرخ النزيه يسمى الأسماء بمسمياتها مهما كانت قاسية ومستهجنة ، فحروب الرسول صلى الله عليه وسلم لأعدائه العرب سميت غزوات بينما فتح مكة السلمي سمي فتح ، وتجد المزيفين للمصطلحات يذكرون حروب الأمويين وغزواتهم في شمال إفريقيا أطلقوا عليها مصطلح الفتح الإسلامي ؟
فالمؤرخ الجزائري مبارك الميلي رحمه الله صاحب كتاب تاريخ الجزائر القديم والحديث يذكر الفعل بالغزو العربي لشمال إفريقيا ، تلك حقيقة شئنا أم أبينا .
غزو الأعراب لشمال إفريقيا فعل سياسي وليس ديني .
المتتبع لسلسلة تموجات الغزو الأموي لبلاد الامازيغ يكتشف بأن وراء الفعل سياسة دنيوية ، فالغزاة كانوا معينين في الغالب من خلفاء أو ولاة سياسيين لا يحملون من الإسلام إلا الشعار، فدولة بني أمية كلها بخلفائها وأمرائها وقادتها ( باستثناء عهد عمر بن عبد العزيز )كانت دولة دنيوية همها التوسع وكسب المنافع الدنيوية والجاه ، ولم تجعل نشر الإسلام في أجندتها إلا عرضا ، وكان أمراء الجند في غزواتهم حريصون على تلبية أطماع دار الخلافة من نفائس البلاد المتوسع عليها ، لتقوية نظام الحكم الاموي في دمشق فقوة المال تعني قوة الحكم
ولأنها (الغنائم) بقاء الأمراء في مناصبهم وأمرهم مرهون بما يرسلونه بعد أن ينهبوه من أهاليه ، ولهذا لا يمكن تجريم الإسلام باسم هؤلاء الذين أساءوا للإسلام أكثر مما نفعوه ، فعندما تسلب الحقوق من أصحابها ، ويجبر الأمازيغي على بيع أبنائه ، لتسديد الجزية لينعم المشرقي الاعرابي برغد العيش ، وتوزع الدنانير الذهبية بينهم بالقفاف والصاع ، فذاك يدعوا إلى التأمل والتفكير للبحث عن مكمن الخطأ ، هل في الإسلام نفسه أم في الاعرابي الذي لم يسعفه مخه فهم تأويل آيات الرحمن بما يليق ، خاصة وأنها نزلت بلغتهم وبلسان عربي مبين .
التاريخ سجل الزمن ... الحقائق فيه هي المقدسة .
التاريخ لا يعير كبير اهتمام للمقدس الديني ، فالإمام الطبري رغم ورعه وتقواه ، ذكر في كتابه ( تاريخ الرسل والملوك ) حقائق تاريخية عن المسلمين يندى لها الجبين ، ولا يمكننا القول أنه ناقص دين ، فالأحداث دونت وروجت في الكتب ، فالعارف والمطلع مدرك لذلك ، أما المستنكر والمستهجن عن جهالة وجهل ، والذي يلتجأ أحيانا إلى السب ورمي الناس بتهم باطلة فذاك مرده أنه ناقص علم بما قيل ، فالحادثة الواحدة قد تنتابها تفسيرات متنوعة بتنوع المفسرين لها ، لكن الحادثة تبقى كما هي دون تغيير .
تمزق المجتمع الأمازيغي بين مؤمن وكافر .
بدخول العرب المسلمين عدوة المغرب المعروف آنذاك باسم (إفريقية) ، تشتت المجتمع المغاربي ، بين مسلم كافر ، فالمسلم اتصف بصفات العرب ولبس لباسهم ، وتجند في صفوفهم لضرب إخوانه في الوطن ، وفي العرق ومهما كانوا فهم من الموالي العجم ، فهذا مولى عقبة ، وذاك مولى زهير ، وآخر مولى حسان ، والمولى في العرف العربي دونية و تبعية معنوية ، فكل ما يفعلونه من خير ينسب لسيدهم ، فطارق بن زياد مولى موسى بن نصير ، فبالمفهوم العروبي غزو الأندلس ينسب لموسى بن نصير العربي ، وليس لطارق بن زياد الأمازيغي ، فطارق ذراع لوليه ، وفي حالة الإساءة أو الفشل أو الخسران ، فإن تلك الإساءة واللوم تحسب على المولى وليس على سيده ،
لا يقبل العرب الامويين الندية أبدا حتى في ابسط الاموروإنما يقبلون من الغير الدونية والركع السجود،
بسبب تلك الغزوات والتحقير الأموي للامازيغ استبعدت القيم الوطنية والقومية الامازيغية من قلوب بعض الامازيغ البسطاء تاركة مكانها للقيم الدينية وفقط، فأصبح مقياس الإيمان والكفر هو ديدن المجتمع ،الامازيغي وتسارعت أقوامنا للبحث في متنفس لها في أرومة العرب ، فعُبدت أسماؤهم وحُمدت تشبها بالمنتصرين ، وكثير منهم ادعى النسب الشريف على شاكلة أبو مسلم الخرساني وابن تومرت ماضيا ، والقذافي حاليا .
جوهر الغزو .. نشر الإسلام أم الغنيمة و نشر العربان .
كل ما أفقهه أن المسلمين مطالبون بنشر الإسلام بالطرق المنصوص عليها شرعا داخل بلاد العرب وخارجها ، وبالطرق السلمية ، ويبدوا أن هذا السلم عمل شاق ومتعب للإعراب الأمويين لا فائدة مادية ترتجى منه ، فعمدوا إلى امتشاق السيوف حنينا لماضيهم البدوي الجاهلي وغزواتهم فيما بينهم ، فزحفوا على الجوار المصري والسوداني فانتصروا ، والانتصار مشجع على الاستمرار ، وبالانتصار تدفقت جراء الغنيمة سيول من الأموال ، قيل أن الثراء المغنوم أدى ببعضهم شراء الجارية بوزنها ذهبا ؟ فيذكر المؤرخ العربي أن عبد الله بن سعد في غزوته لأفريقيا عام 27 للهجرة صالحه الأمازيغ على مغادرة بلادهم دون رجعة ، بذهب وزنه قدر بثلاث مائة قنطار ، فكان سهم الفارس العربي منها 15 كلغ ذهبا خالصا والجندي الماشي أخذ مايقارب 5 كلغ ( راجع معلومات الغزوة الأولى 27 للهجرة المجودة في الموضوع)،
فيبدوا أن العرب المسلمين عندما وصلت جيوشهم مشارف إفريقية بلاد الامازيغ الجنان الخضراء بهتوا حائرين ، وقد يكونوا وضعهم شبيها بما أورده الشاعر العراقي إليا أبو ماضي قائلا : جئت لا أعلم من أ ين ؟ ولكني أتيت ، ولقد أبصرت طريقا قدامي فمشيت، وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت ، كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري ؟؟؟.
فكانت أفعالهم تخالف معتقدهم ، ففي الأول غزو ونهب وسلب ، ثم رجوع بلا فعل ينبئ بأنهم جاءوا لتغيير معتقدات فاسدة حسب زعمهم، ونشر بديل لها بين جموع البشر ، لأن إستراتيجية الفعل الأول تختلف حتما عن إستراتيجية الفعل الثاني ، فلوا قصدوا نشر الإسلام لكانت مقدمتهم جموع الدعاة والفقهاء وأهل الخير ، ولكانت أياديهم تحمل المصاحف العثمانية لتوزيعها على الناس بعد إيمانهم وتعليمهم ، لركبوا الناقة بدل الحصان ،و لأرسلوا دعاتهم على عجل لكل بقاع بلاد الامازيغ يعرفون بدينهم .....
غير أن السيف سبق العدل، أو سبق السيف العدل كما يقول المثل العربي . فقد أغوتهم الدنيا بطرائفها فاستحوذوا على البلاد وجلبوا إليها في حملات متتابعة اليمنية والقيسية ، فاستبدلوا نهج نشر الإسلام بمنهج جديد هو نشر العربان في شمال إفريقيا
الحقائق المغيبة ....سلاح لإصلاح المعوج .
كثيرا ما يقال بأن النبش في التاريخ مدعاة للفتنة ، وأنه عفا الله عم سلف ، وأن من الحقائق ما يجب إخفاؤه عمد ا، حتى لا يصاب المجتمع بصدمة ونكسة ، تقديري أن الأخطاء وسوء النية يجب كشفهما ، لأن التاريخ بحدين ، وهو لا يرحم ، فما أخفي قد بان واتضح ، والهدف من تبيانها وكشف المستور منها أو عرضها بطرق مغايرة هو إثبات بأن النظر بعين واحدة عمل قاصر ، وأن كشف الأخطاء وإدراك نتائجها يبعث على تجنب الوقوع في نفس الخطأ ، فتغييب الرأي الأمازيغي في كتابة تاريخه مجلبة للضرر ، وتقصير للنظر ،
لولا ابن خلدون لما كان لنا تاريخ كامازيغ من يدافع على قوميتنا، وإن كان فهو بتصور غيرنا لا تصورنا ، فالأسبان لهم مؤرخون أفذاذ صاغوا التاريخ الأندلسي بعقليتهم لا بعقلية العربان ، وكان مسلمهم ( ابن القوطية ) نسبة إلى القوط مقارع ومصدر مهم لرؤية رأي الأسبان فيما وقع في بلادهم ،
وما نذكره ليس رأيا شخصيا مستقلا ، وإنما هو نابع من قرءات عدة ومن مصادر موثوقة مشرقية إسلامية عربية اللسان والهوى لا تغريب فيها ، لكنها بمنظور مغاربي ، نازع لإبراز الذات المغيبة ، وكشف الطموسات المقترفة التي استعملت فيها كل أساليب الدس والخداع والنفاق ، في تغليب قوم على أقوام بوجه لا حق فيه .
مفصل القول أن حركية الغزو الأعرابي الأموي لشمال أفريقيا بتعدد غزواتها الثمانية ، وطول مدتها ( 70 سنة) ، لا يمكن أن تكون فتحا بقدر ما كانت غزو مبينا ، وكل الشواهد دالة على سوء التقدير في فتحها على لسان مؤرخين كبار ، واتضحت مدى ارتجالية الفعل ومدى فداحة الأخطاء المرتكبة المتكررة على الدوام ، فالأخطاء التي ارتكبها الغزاة في الحملة الأولى تكررت تباعا في الغزوات الموالية ، ولم تشذ عنها سوى حملة أبا المهاجر دينار نسبيا، التي كانت متميزة في عملها على نشر الإسلام على أوسع نطاق بين قبائل البرانس ، وهو ما يدعونا إلى طرح سؤال صريح هو : هل الأخطاء المرتكبة أيام الغزو العربي لشمال إفريقيا هي من تعاليم القرآن ؟؟ ، أم أنها من نسج الفقهاء بتأويل فاسد لآيات الجهاد بمرجعية عربية جاهلية ؟؟ أم أن قادة الغزو لم يكونوا في مستوى إيصال الإسلام إلى لأمم الأخرى دون تشويه لأهدافه ومراميه ؟؟ فالخطأ موجود لا محالة ، لكن تحديد المخطئ يحتاج إلى معرفة وإدراك وشجاعة أكبر ، فالأمم الغريبة تزن الإسلام بأفعالنا وليس بأقوالنا ونوايانا ، فهم حاليا يحكمون على الإسلام من خلال أفعال المسلمين في الصومال وأفغانستان والسودان وجنايات الطالبان وداعش وشباب الإسلام وبوكو حرام .
جرائم سرايا عقبة بن نافع الفهري :
كتب التراث تذكرُ عقبة مادحة ً ، وتصفه ُ برجل افريقية ، وناشر الإسلام في ربوعها ، ومؤسس القيروان باذرٌ للعروبة والإسلام فيها، ولا تذكرُ تلك الكتب هذا القائد( الجنرال) الأموي إلا مشفوعا بالكبرياء والتعالي والتسييد ، ومقرونا بآيات القتل والتر ويع ضد الأهالي الآمنين ، مثل ....وقتلهم تقتيلا ..... وبدد شملهم ، وكسر شوكتهم ، وغمس أنوفهم في التراب .... واسترق نساءهم وبناتهم ، وعاد من غزوه بغنائم بلا عد ولا حصر من الأموال والأنعام والسبي ... إرضاء لطموحات خليفته يزيد .
...قل من تعاشر أقول لك من أنت ...؟ .
أنا أعلم أن عقبة بن نافع هو ابن بيئته وزمانه ، وهو صورة للذين ولوه ، فهو ابن خالة الداهية ( عمرو بن العاص) الذي استبد بحكم مصر ، وهو صورة نمطية منه ومن القتلة الفاجرة من جنرالات بني أمية ، وقمقومهم الكبير يزيد بن معاوية صاحب فاجعة كربلا ء وقتل الحسين بن علي الشهيد ، والذي أذل الصحابة في مدينة الرسول ، وضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق (لأنهم تخلفوا عن مبايعته )، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد الجنرالات الدمويين الذين أساءوا للإسلام والمسلمين ، وأبشع ما قام به قتله للتابعي ( سعيد بن جبير ) الناسك المتعبد، وهو من صنف عقبة بن نافع ، الذي أذل الأمازيغ في ديارهم وأباد الكثير من قبائلهم بحجة نشر الإسلام ؟. قد يكون الوزر لا يتحمله وحده ، لأنه مطالب بتنفيذ أجندة الذين عينوه ، ولا أعتقد بأن الخليفة ( يزيد بن معاوية) الذي ولاه كان ذا بعد ديني وإنما كان من طغاة زمانه وفساقه ، ولا شك في أن مقتل عقبة في الزاب من بلاد افريقية قرب بسكرة على يد من أذلهم كان جزاء ربانيا ردعيا لمن تسول نفسه ظلم الأقوام باسمه بمصوغ ديني .
كان عقبة بن نافع الفهري يومها قائدا لسرية كلف بتمشيط المناطق الداخلية الصحراوية في ليبيا ، ويروي ابن عبد الحكم في فتوحه ، دمويته وعنفه ضد أهالي فزان وزويلة وواحات الصحراء بشساعتها ، فقد جذع أذن ملك قبيلة ودان الامازيغية بعد معاهدته ، وقال له عقبة حتى لا تحارب العرب مرة أخرى كلما تحسست أذنك ،
ورغم إجابة ملك وأهالي (جرمة الليبية) للإسلام ، إلا أنه عقبة أمشاه راجلا حتى بصق الدم ، فقال لماذا فعلت بي هذا وانا أتيتك طائعا ، فرد عقبة حتى إذا ذكرته لم تحارب العرب ؟ ،
وقطع إصبع ملك( كوار السوداني) قائلا له إذا نظرت لأصبعك لم تحارب العرب ،
كما هاجم عقبة مدينة ( خاور) ليلا ودخلها واستباحها لجنده ، قتلا وترويعا وسبيا دون ان يدعوهم للاسلام
وسار عقبة في عهد ولاية عبد الله بن سعد لغزو النوبة ، فتصدى لهم النوبيون رميا بالنشاب، وهم بارعون في ذلك ، فأصابوا جند الامويين بأضرار بالغة بفقإ العيون وإصابة الأجساد،وممن أصيبوا وفقد إحدى عينيه معاوية بن حديج، وهم معرفون ( برماة الحدق) ، ومن غرائب غزو عقبة للنوبة قول أحد الصحابة فيما أورده البلاذري ( إن هؤلاء لا يصلح معهم غير الصلح ، إن سلبهم لقليل ، وإن نكاثيهم لسديدة) وبمقاومتهم فرضوا على العرب صلحا يتم بموجبه أن لا يغزو أحد الآخر ، ويؤدي أهل النوبة سبيا منهم كعبيد ، مقابل تقديم العرب لهم قمحا وأرزا وعدسا في كل حول ، وبفضل هذه الهدنة تحسنت العلائق وانفتحت البلاد على الدعاة المسلمين سلما ، وانتشر الإسلام بلا سيف ، بطيئا زمـنيا ، لكنه متجذرا في النفوس والقلوب، وأنتج ذلك فطاحل علماء نوبيين منهم الإمام( الليث بن سعد) الذي قال عنه الشافعي بأنه أفقه من مالك ، وهو الذي رفض منصب القضاء في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور ، تلك مزية ٌ نسجلها للأسلوب السلمي في إيصال الإسلام للآخرين .
في بلاد فزان وواحاتها وصحرائها ، وما ذكره ابن الحكم من تجاوزات اقترفها، تظهر الوجه الحقيقي العنصري الأموي الاعرابي ، الذي حرص منذ البداية على إرساء قدسية عربية ، أكثر من قدسية الإسلام ، ويتضح ذلك في إسرارعقبة بن نافع على ركوع الموالي للعرب وباسم الإسلام، أي جعل العربي هو الجار ، والإسلام هو المجرور ، العربي فرس ، والإسلام عربة ، لهذا تكرر تعبيره ( حتى لا تحارب العرب ؟) .

بعض الاعراب خلق قدسية لعقبة لا يستحقها:
بعضهم ركب موجة التفاضل الإثني وجعلوا من الرجل صحابيا لا يجوز المساس بتاريخه مهما كان الحال ، على شاكلة السكوت عن أخبار وأسباب مقتل الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه من قبل الصحابة أنفسهم ، وفي حقيقة الأمر فإن عقبة لم يكن صحابيا سوى بالمولد ، والصحابة مهما كان قربهم من الرسول ليسوا معصومين من الخطأ ، ففيهم التقي النقي ، وفيهم المنافق ، وفيهم المرتد ، وفيهم المواري ، فميزان ايمانهم عند الله وليس عندنا نحن معشر البشر ، غير أننا نزن الأمور بناء على أفعال ميدانية وحقائق تاريخية سجلها المؤرخون كانت منطلقا لقراءات متجانسة أحيانا ومتنافرة أخرى ، ومهما يكن فإن الصحبة من دونها لا تشفع للإنسان أردانه عند المولى القدير، ويمكن القول حسب الحقائق المتوفرة أن عقبة كان متهورا في جهاده الهجومي ، صاحب حامية ونجدة اكتسباها من طول معاشرته للفعل الحربي في مصر والنوبة وليبيا قبل وصوله افريقية ، مقدام ٌ لا تثنيه الصعاب ، خادم مطيع للذين ولوه ، مجسد فعلي للأرستقراطية العربية في أقواله ، مذل للموالي حسب ما قرأناه في تعامله مع أبي المهاجر دينار وإكسل المسلمين ، نسج الوضاع حول تاريخه أساطير لا يصدقها عاقل هذا الزمان ، وإن صدقها أجدادنا عن طيب خاطر وسذاجة منقطعة النظير ، ولا أشك في أن مريديه شبهاء بفرقة( الغالية ) الذين نزهوا أئمتهم ووصفوهم بما ليس فيهم

غزو إفريقية... ومعركة سُبيطلة :
تقدم الجيش العربي ، وما انضم إليه من جند العرب في الفسطاط ومصر كلها ، والذي بلغ تعداده عشرون ألف جندي بين الفرسان والمشاة ، تحت أمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ،الذي يسعى إلى كسب المجد الذي يزيد من هيبته ويعزز من مكانته لدى الخليفة.
خرج في مقدمة الجيش صوب إفريقية (تونس)، وانظم إليه عقبة بن نافع الفهري فيمن كان معه عند أنطابلس ( برقة ) ، ثم مروا بطرابلس وقتلوا أسرى مركب كان راسيا بها ، وفشلوا في اقتحام المدينة لحصانتها ، وتركوها ، وواصلو السير أماما نحو قابس ، فلم يحاولوا إخضاعها لحصانتها ، وكانت الخطة تشير إلى عدم استنفاذ القوة قبل التصادم مع قوة جرجير( جريجوريوس ، جرجيس ) الذي كان متحصنا بسُبيطلة، واضطر أخيرا للخروج منها لملاقاة الغزاة ، وقد كان في عدته مائة وعشرين ألف مقاتل حسب كذب المؤرخين الامويين ،الذين ينفخون في الاعداد لتعضيم الانتصارات
خاف عبد الله بن سعد أن يلقي العرب في مهلكة بسبب عدد المقاومين،أرسل رسله إلى جرجير يدعوه إلى خصال ثلاثة : ( الإسلام ، الجزية ، القتال) ورفض جريجوريوس تلك الخصال ، وتمنع عن ملاقاة العرب في معركة فاصلة فتدور عليه الدائرة كما وقع في الشام ومصر والعراق وبرقة ، لذا كانت تجري مناوشات بين الخصمين دون حسم، وتخمرت في فكر الصحابي عبد الله بن الزبير فكرة أفصح بها لأميره ، تتلخص في مباغتة الروم بعد نهاية المناوشات ، ويكون التعب قد أخذ منهم مأخذا عظيم واخترق عبد الله بن الزبير - ومن معه من الجند الممتازين والذين أختيروا وأعدوا مسبقا للمهمة - صفوف الروم في هجمة كاسحة مفاجئة لموقع البطريق جرجير ، وتمكنوا من قتله ، ( وكان الذي ولي قتله فيما يزعمون عبد الله بن الزبير ) وفُصل رأسه ووضعه على رمح ثم طيف به لبعث الخنوع والفشل في نفوس المقاومين ، وبمقتل الملك جرجير انهزم الروم ومن معهم ، وحاولوا الهروب نحو سبيطلة وسبقتهم خيالة العرب الأمويين إلى باب الحصن ، وأذرعوا فيهم قتلا ، وتقدم جيش العرب فحاصروا المدينة حصارا محكما ، وتمكنوا من دخولها عنوة ، وغنموا ما فيها وسبوا النساء والأطفال.
ولم ينته الأمر هاهُنا ، بل أراد الأمير عبد الله بن سعد استثمار هذا الانتصار ( فبث جيوشه في البلاد فبلغت قفصة ، فسبوا وغنموا كذلك،
وسيرالعرب عسكرا إلى حصن الأجم وقد احتمى به أهل البلاد ، فحاصره وفتحه على الأمان لاهله
وتناهى إلى سمعه أنباء تشير إلى قيام حشودات في الجهات الشمالية تقصده ، فخاف من الهزيمة معها ، خاصة وأنه فقد الكثير من مقدرته الحربية في سبيطلة ، زيادة عن رغبته الجامحة في العودة إلى مركز ولايته في الفسطاط التي طال غيابه عنها لخمس عشرة شهرا ، ومحاولة إسكات التذمرات الناشئة فيها نتيجة السياسة المنحازة لذوي القربى التي اتهم بها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه،وكذلك من اجل نقل ما جمع من المغانم الكثيرة المجمعة ، كل تلك العوامل ساعدت فيما يبدوا رجوع الغزاة إلى مصر دون استقرار واحتلال للأراضي ، فهي في ظاهرها تبدوا وكأنها غزوة تأديبية بُعدها مادي أكثر مما هو روحي

وللغنائم وقع في نفوس الغزاة العرب الامويين .
يذكر البلاذري في فتوحه بأن عبيد الله بن سعد بن أبي سرح ( بث سراياه ففرقها على البلاد ، فأصابوا غنائم كثيرة واستاقوا من المواشي ما قدروا عليه ، فلما رأى ذلك عظماء إفريقية من البربر ، اجتمعوا فطلبوا إلى عبد الله بن سعد أن يأخذ منهم ( ثلاث مائة قنطار من الذهب) ، على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم ، كما صالح البطريق المحلي على [ ألفي ألف دينار وخمس مائة ألف دينار]، ورجع إلى مصر ولم يول على إفريقيا أحدا ،ونظرا لكثرة الأحمال وتعدد الأسلاب وتنوعها بما أفاء الله عليه ، فقد اضطر إلى مراسلة نائبه على مصر عقبة بن عامر الجهني ( يأمره بأن يرسل إليه بطرابلس مراكب في البحر لتحمل غنائم المسلمين ، وسار هو وجيشه إلى طرابس حيث وافته بها ،
ويذكر ابن الأثير أن سهم الفارس من الغنيمة بلغ ثلاثة آلاف دينار( مثقال) ، وسهم الراجل ألف دينار ( مثقال) وهو ما يساوي (14 كلغ من الذهب للفارس ، وما يقارب 5 كلغ للراجل) ، وذاك ما حفز هرقل القسطنطينية الذي ( أرسل بطريقا إلى إفريقية ، وأمره أن يأخُذ من الأمازيغ مثلما أخذ العرب المسلمون فأبوا عليه)
قراءات ..و مفارقات تحتاج إلى وزن وتقدير :
ونحن نسجل هذه الحقائق المستقاة من منابعها ومصادرها ، نصاب بخيبة أمل من الفاعلين ، وارتأيت أن تكون من قول المؤرخين العرب المسلمين أنفسهم، حتى تُقام الحجة على الذين يرون قدسية الغزاة وعدلهم، وتحريرهم للأمم التي بلغوها بحد السيف ، ولا غرو أن الأخطاء إنسانية بالأمس واليوم ، غير أن التمادي في الخطأ بتبريره وإيجاد المخارج له عن طريق تأ ويل مالا يؤول ، هو إصرار على الخطأ مصداقا لقوله تعالى( َلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ، إِن تُرِيدُ إِلا أَن تَكُونَ َجبَّاراً فِي الْأَرْضِ ، وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) [القصص :الآية 9.]

آيات الجهاد في عمومها ترسخ قيم جهاد الدفاع ، والإسلام في روحه نابذ ٌ للاعتداء والتهجم على الآخرين، فآياته المكية تصدح بحب الآخر والتسامح معه ، حتى آياته المدنية أولت تأويلا فاسدا ، لأنها نزلت لعلاج قضايا آنية وقعت بعد صلح الحديبية ،
إن القارئ لتاريخ الغزوات الأموية يحتار و يتساءل عن سبب أن يتولى السلطة في العهد الاموي رجل عاش عصر الصحابة مثل عبد الله بن سعد الذي أهدر الرسول دمه ثم عفى عنه وأمثاله بعد ان توسط له عثمان بن عفان، هؤلاء الامراء الذين لهم سوابق خطيرة ضد الإسلام، في التدليس ، وصياغة أحاديث الآحاد ، و تفضيل الدنيا ، والمحسوبية التي خلقت نقمة عارمة أدت لثورة أودت بحياة الخليفة الثالث عثمان، على يد بعض الصحابة أنفسهم وبجوار ضريح رسولنا الأكرم في المدينة ،ان وضع هؤلاء الاشخاص في الحكم والامارة يعد ضربا من ضروب هدم الذات ، وهي تعبير صادق عن مقولة ( على نفسها جنت براقش ).
لماذا لم يقم الاعراب الامويون بالدعوة للاسلام بالطرق السلمية:
يقول تعلى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة
بعد إسقاط ُالامويون السلطة الزمنية للروم في سبيطلة بقتل جرجير ، و إنهاء الحرب لصالح العرب ، كانت هناك فرصة للجلوس مع أهالي البلد لمحاورتهم ، وتوضيح منشدهم من الغزو ، وتعليمهم أهداف هذا الدين عن طريق بث الدعاة والأئمة بين جموعهم وبطرق سلمية ، تزيل غشاوة الحدث وجبروته ، غير أن ما وقع هو ملاحقة الأهالي وترويعهم وسبي نسائهم والإستيلاء على ممتلكاتهم ، دون وجود مبرر وجيه لذلك ، وهو ما أجبر الخلقُ على جمع ما ذكر من الذهب أعلاه ، وتسليمه لقائد الحملة لاستبعاد خطرهم عن البلاد ، وهنا يتساءل المرْء عن حسن سجية ، لماذا لم يرفض الاموي عبد الله بن سعد هذه الغنيمة ؟ ،ولماذا لم يتدخل الصحابة الذين رافقوه للنهي عن منكر ظاهر بقولهم ما جئنا لجمع الذهب ؟ وإنما جئنا لنبلغكم رسالة الرحمن؟ ، وهو ما فعله يوسف ابن تاشفين الأمازيغي ، عند هزمه القوط في الزلاقة (الاندلس)، قيل له خذ نصيبك من الغنيمة ، فتمنع قائلا ، جئنا لنصرة الإسلام ،ولم نأتي لمغنم دنيوي نصيبه، وذاك ما فعله طارق بن زياد ، وكان سببا في اختلافه مع قائده موسى بن نصير الذي اراد أخذ الغنيمة لنفسه والتباهي بها عند الخلفاء .
**الفُرس الساسان، هم أكثر الأمم تفهما لطبائع العرب البدوية لقربهم منهم، ومخالطتهم قبل الإسلام ، فقد قبل الفرس الإسلام ، وما قبلوا الإذعان لمثل هذا الطغيان العربي ، وقد قبلوا تعاليم الإسلام الروحية والإنسانية ، لكنهم رفضوا ما زعمه العرب من تفوق عرقي ، ورفضوا أن يكونوا مصدر رخاء لغيرهم ، فأسموهم الشعوبية ؟

وقائع الغزوة الاولى لبلاد الامازيغ:
1:غزوةعبد الله بن أبي سرح 27 للهجرة ،
حملة الاموي عبد الله بن سعد ابن أبي سرح نحو إفريقية ، هي بداية تراجيدية لأول لقاء بين أمتين الامازيغ والعرب ، فلم يوفق الاعراب الامويون في الإبانة عن وجهم الحليم الرحيم المزعوم، بقدر ما أبانوا وجههم الدموي الرجيم ، وأظهرت بأن الغنيمة ، والسبي ، والإستيلاء على الزروع ، هي دوافع قوية لخروج العرب من ربعهم الخالي، نحو أراضي الخصب والنماء في مصر، وفزان، وطرابلس، و إفريقية ، وأظهرت للعالمين أن الغزاة لا يهمهم الإسلام ، قدر ما يهمهم المغنم المحصل الذي نقلوه بحرا لضخامته إلى مركز الولاية بمصر؟؟ .


الغزو العربي للشمال الإفريقي الغزوة الثانية 45 للهجرة :
2:غزوة معاوية بن حديج ( الغزوة الثانية 45 للهجرة).
بمغادرة العرب لشمال إفريقيا محملين بما أفاء الله عليهم من نعيم الدنيا ومغنمها ، التي نقلت بأسطول خاص من طرابلس نحو مصر( حسب ما ذكر في الغزوة الأولى ) ، استفاق الأمازيغ على جراحات مثخنة ، فأموالهم نُهبت ، وأرزاقهم بعثرت ، وبناتهم سبيت ، ونقلت شرقا لتباع في أسواق النخاسة ليُضم مالها إلى بيت مال المسلمين ، و اتخاذهن للخدمة والتسري لاستكثار العبيد ، وكان لغزوة عبد الله بن سعد ، وقع خاص لدى عرب الجزيرة حيث انفتحت أعينهم على بلاد الخير والكنوز والمتاع ، فأسالت لعابهم بالمعاودة ، وتنافست عقولهم على غزوها ثانية ، لولا الفتنة الكبرى التي عصفت بديارهم ، وأتت على مقتل الخليفة عثمان بن عفان رحمه الله ، وانقسام المسلمين إلى فريقين متقاتلين على السلطة بزعامة خصمين من آل قريش، هما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومعاوية بن أبي سفيان، وبعد ان اخذ معاوية الحكم أدرك ة قيمة البلاد الامازيغية وثرائها، وألحقها به مباشرة يولي عليها من يشاء ، بعد انتزاع تبعيتها لوالي مصر خوف استئثار عمر بن العاص بها . وبخيراتها.

استعاد البيزنطيون مقدراتهم القتالية ، وعادوا إحكامهم السيطرة على أجزاء من إفريقية التي اجتازت مرحلة الفوضى والاضطراب ، فقد غضب الأمبراطور البزنطي ( كنسطانز الثاني)عندما بلغته أنباء الصلح بين العرب والأمازيغ ، فأرسل إليهم بطريقا جديدا يقال له (أوليمة )، ليطالبهم بدفع ( 300 قنطار من الذهب) على نحو ما فعلوه مع العرب ، وعزل البطريق (حباحبة)الذي نصبه الأمازيغ على البلاد للقيام بشؤونهم، فأصبحت بلاد الامازيغ مستهدفة و مستباحة ، وحلبة صراع بين خصمين هما العرب والبيزنطيين .
بداية غزوة معاوية بن حديج ( الغزوة الثانية 45 للهجرة).
يذكر المؤرخ حسين مؤنس واصفا حالة إفريقية قبل وصول ابن حديج إليها ( بأن نزاعا شديدا بين البيزنطيين وأهل أفريقية الامازيغ كان يثير البلاد، ويقسم أهلها شيعا وأحزابا ، وقد أدى النزاع إلى طرد الأفارقة لعامل الأمبراطور البيزنطي فعاد إلى بلاده، في هذا الوقت بالذات خرج الغزاة الاعراب الامويون بأمرة الاموي معاوية بن حديج قاصدا إفريقية (بلاد الامازيغ) بأمر من الخليفة معاوية نفسه ( بعد استتباب الأمرله ، إثر صلح عام الجماعة مع الحسين بن علي رضي الله عنه عام 41 للهجرة) ، وعدته عشرة آلاف مقاتل ، بينهم عبد الملك بن مروان ، وعبد الله بن الزبير وآخرون...ووصلها وهي نار تضطرم كما يؤكد ابن كثير .
**من هو معاوية بن حُديج ..؟؟.
إنه معاوية بن حُديج بن جفنة بن قنبر الكندي السكوني ، شهد معركة صفين إلى جانب معاوية ، كان أعور العين ، بسبب نبل أصابه إثر معركة ( دهقلة ) ببلاد النوبة ، ، صالح بين عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان، بشأن ولاية مصر، بكتاب عليه شهود ، كان عثماني الهوى ، ، قتلَ (محمد بن أبي بكرالصديق) ( فضرب عُنقه ، ثم ألقاه في جوف حمار ، وأحرقه بالنار ) ، كافأه معاوية على خدماته للعرش الأموي ، وعينه وال على مصر . ثم أمره( بتشديد الميم وفتحها) على حملة غزو إفريقية الثانية ، والتي أختلف المؤرخون في عددها وتواريخ وقوعها
*خرج معاوية بن حديج السكوني على رأس جيش ضخم عام 45 للهجرة ، لغزو إفريقيا مجددا ، سار حذو الساحل البحري حتى بلغ جنوب قرطاجة ، وحط بموقع يعرف ب( قمونية ، أو قونية )[5] وهو ليس ببعيد عن المكان الذي أنشئت عليه (تيكروان( القيروان .
* أرسل الأمبراطور البيزنطي البطريق ( نجفور ) في ثلاثين ألف مقاتل بعد ان علم بطرد الأمازيغ الأفارقة لعامله ( أوليمة ) ، التقى الجيشان العربي الاموي ، والبيزنطي في بسيط ( قمونية ) ، انهزم البيزنطيون عند أول اختبار لهم ، وانسحبوا متحصنين بأسوار بمدينة سوسة البحرية ، تقدمت جيوش الامويين شمالا فعسكرت قرب ( القرن) وفي المكان قسم معاوية بن حديج جنده إلى قسمين ، قسم بقيادة عبد الله بن الزبير كلف بملاحقة البيزنطيين وإجلائهم عن سوسة ، وقسم بقيادة عبد الملك بن مروان لحصار مدينة ( جلولاء) في حين بقي هو بالقرن ، وأقام بها بناء سماه قيروان ، وحفر آبارا عرفت فيما بعد بآبار ( جُريح).
* نجح عبد الله بن الزبير في تحقيق انتصار مشهود على البزنطيين الذين اضطروا لمغادرة سوسة بحرا ، وحاصر عبد الملك بن مروان ( جلولاء) ردحا من الزمن و لم يوفق في فتحها ، وأثناء تراجعه سقط سور للمدينة سُمع دويهُ، ورُؤي غباره من بعيد ، فاستطلع الأمر، وعاد جيش العرب الاموي أدراجه للمدينة ( فكان بينهم قتال شديد ،حتى دخلت الجيش الاموي المدينة عُنوة ، وغشوا أهل المدينة فانكشفوا، واستولى الاعراب الامويين على ما فيهامن خيرات وقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية والنساء.
* يروي ابن عذارى المراكشي خبر غزو صقلية سنة 46 للهجرة قائلا أن معاوية بن حديج غزى بجيش في البحر إلى صقلية ، في مائتي مركب ، فسبوا وغنموا ، وأقاموا شهرا ،ثم انصرفوا إلى إفريقية بغنائم كثيرة ، ورقيق ، وأصنام منظومة بالجواهر، فاقتسموا فيئهم.كما أُرسل رويفع بن ثابت الأنصاري سنة47 للهجرة لغزو جزيرة جربة فأثخن فيها سبيا وقتلا ، ومن آثار كثرة السبايا ، وطأ الجند لهن دون قيد شرعي ،وسلب الغنيمة دون جمعها و دفع خمسها ، وهو ما أدى برويفع التذكير بأحكام وطأ السبايا بقوله :أما أني لا أقول لكم إلا ما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين : لا يحل لامريء يؤمنُ بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره ولا يحل لامريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنم] حتى يقسم .
* لم يستكمل معاوية بن حديج غزوه لإفريقية ( تونس الحالية)، حيث عزله معاوية سنة 48 أو 50 للهجرة ، تاركا مهمة استكمال الغزو لضابط جديد ، من ضباط جيش المشاة الجهادي القتالي الهجومي ، وهو ما نتعرف عنه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .
ملاحظة :
*** تشاء الصدف أن يلتقي على تراب شمال إفريقيا شخصان ، سيكون لهما شأن في التاريخ الإسلامي ، وهما عبد الملك بن مروان، الذي سيصبح خليفة للدولة الأموية ، وعبد الله بن الزبير، الذي استقل بالحجاز مناوئا قويا لدولة بني أمية ، وتحولت صداقتهما إلى التطاحن والمنافسة ، انتهت ، بضرب الحجاج الثقفي لمكة بالمنجنيق ، وقطع رأسه ، وإرسالهُ إلى الخليفة عبد الملك ، وجثته صلبت عند مدخل الحرم لترعيب الناس.
الغزو العربي للشمال الإفريقي . الغزوة الثالثة 50 هجري

3:الغزوة عقبة بن نافع 50 هجري:
بانصراف الغزاة عن الديار الإفريقية بعزل معاوية بن حديج الأعور ، صدر أمر من الخليفة معاوية بن سفيان بتعيين عقبة بن نافع الفهري أميرا على غزو جديد ، وعُهد إليه مهمة السير غربا عل رأس جيش جديد قوامه عشرة آلاف تمرس على القتال والقتل منذ تواجده في برقة وطرابلس من صحراء ليبيا ، ولعل في الغزو المتجدد استراتيجية جديدة في قتال الكفار ، خاصة وأن الخليفة معاوية بن أبي سفيان نبه قادة جنده أن الخير ليس فيما تركوه وراءهم ، وإنما الخير كله فيما سيجدونه أمامهم من بسيط الأرض في بلاد الأمازيغ .
من هو عقبة بن نافع : الفهري:
تذكر المراجع أنه عقبة بن نافع الفهري بن عبد القيس الفهري الأموي ، من قبيلة عنزة من بني ربيعة بن عدنان ، ولد قبل الهجرة ،وله قرابة مع عمرو بن العاص من جهة الأم ( ابن خالته ) ، وقد عرف في التاريخ الإسلامي بفاتح إفريقية ، وتولى أمر غزوها مرتين ، مرة أولى في عهد الخليفة معاوية بن سفيان بين 50و55 للهجرة ، وثانية في عهد يزيد بن معاوية بين سنتي 62 و 64 للهجرة ، وسنتناول في هذا المبحث إمارته الأولى التي دامت خمس سنوات .


سوابق طافحة لعقبة بالتعدي والبطش... وباسم الإسلام ؟؟
ظهرت مواهب الرجل القتاليه في غزو النوبة ، التي رجع منها ميؤوسا ، لشدة المقاومة لتي أبداها (رماة الحدق) الذين عوروا بنبالهم المُحكمة التسديد الكثير من الجند الغازي وأصابوهم بالعور ، ومنهم معاوية بن حديج ، ولاه ابن خالته عمرو بن العاص مهمة غزو بلاد أنطابلس ( برقة ) ثم طرابلس بغرض حماية الحدود الغربية للدولة الإسلامية ، وكان له فيها صولات وجولات أشار إليها ابن عبد الحكم في فتوحه :
قدم ( عقبة بن نافع) ودان فافتتحها ، وأخذ ملكهم فجدع أذنه فقال : لماذا فعلت هذا بي ، وقد عاهدتني ؟ ،فقال عقبة : فعلت هذا بك أدبا لك ، فإذا مسست أذنك ذكرته ،( فلم تحارب العرب . (
هكذاومن ودان سار إلى (جرمة بليبيا) وهي مدينة فزان العظمى ، فدعاهم إلى الإسلام فأجابوا ، .... وخرج ملكهم يريد عقبة ، وأرسل عقبة خيلا حالت بين ملكهم وبين موكبه ، فأمشوه راجلا حتى أتى عقبة وقد اخذ منه ( التعب والإعياء) ، وكان ناعما ، فجعل يبصق الدم ، فقال له : لم فعلت هذا وقد أتيتك طائعا ؟ فقال عقبة : إذا ذكرته لم تحارب العرب .وفرض عليهم ثلاثمائة وستين عبدا يدفعون رقيقا،
فمضى عقبة غازيا فوصل قصور ( كوار) فافتتحها حتى وصل أقصاها وفيه ملكُها ، فأخذه وقطع إصبَعه ، فقال لمَا فعلتَ هذا بي ، قال أدبا لك ، إذا أنت نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب . وفرض عليهم ثلاثمائة وستين عبدا .
ثم رجع إلى خاور( فشل في حصارها سابقا)، من غير طريقه التي كان أقبل منها، فلم يشعروا به حتى طرقهم ليلا ، فوجدهم مطمئنين قد تمهدوا في أسرابهم ، فاستباح ما في المدينة من ذرياتهم وأموالهم ، وقتل مقاتله]
وبخضوع تلك الجهات بتقديمها فروض الولا ء للغزاة ، بعد مصالحتهم على جزية يؤدونها ( وهي دينار على كل حالم) ، كانوا يؤدونها إذا جاء وقتها بانتظام دون الحاجة إلى جابي خراج،وإذا عجزوا عن دفعهاشرط عليهم عقبة بن نافع ان يبيعوا ما أحبوا من أبنائهم ونسائهم لتسديدها ،
وما قيل على لسان هؤلاء المؤرخين يشير إلى نزوع عقبة بن نافع لأسلوب جهاد الطلب ، وهو ما ساهم في ترويضه على القتل ، وأكسبه مراسا في حيل إخضاع الأمازيغ عن طريق الإكراه والترهيب .:
ساح عقبة بن نافع بجيشه المشكل من فرقته المرابطة ببرقة وسرت ، مضافا إليها المدد الذي أرسله معاوية إليه المقدر (بعشرة آلاف فارس) ، مع جماعة من أمازيغ قبيلة لواتة الليبية الذين حسن إسلامهم ، مرفوقا بأربعة من القادة المشهورين وهم بسر بن أبي أرطأة الفهري ، شريك بن سمي المرادي، عمر بن علي القرشي ، وزهير بن قيس البلوبي، فسار غربا وجانب الطريق الأعظم وأخذ الاتجاه إلى أرض مزانة ، فافتتح قصرا بها ،ثم مضى إلى ( صفر ) فافتتح قلاعها وقصورها ، ثم بَعث خيلا إلى غدامس ، فلما انصرفت ورجعت إليه خيله سار إلى قفصة فافتتحها ، وافتتح قصطيلية ، ولم يكن أهل افريقية (امازيغ تونس وليبيا ) يتوقعون مجيء العرب الأمويين إذ ذاك ، فلم يتخذوا الحذر ، ولم يلجئوا إلى حصونهم كما عهدناهم في الغزوات السابقة ، فدَهَمهُم عُقبة مفاجئة وأصاب منهم كثيرا ، فافتتحها ووضع السيف حتى أفنى بها من النصارى وتلك إشارات كافية توضح أن التوسع سياسي أكثر منه ديني ، لأن الدين لا يُؤتى أكله بالسبل العنيفة الجارحة ، وإنما بأسلوب المسايسة والملاينة ، والقدوة والعدل والرحمة ، والمؤرخون لم يشيروا إلى مبلغ مجاهدة الكلمة والقدوة والمثل ،في تاريخ عقبة بن نافع بقدر ما أشاروا إلى أساليب الترويع ، وقطع الرؤوس، وتمزيق الأسر وتفقيرها وسبيها ووضع فيهم السيف حتى أفنى الخلق ؟)
ويتبين جليا انه لا أثر للتمهيدات الطويلة التي ينغرس فيها الإسلام بين الأهالي عن طواعية وفهم وتبصر وبصيرة ، حتى أن الإختيارات الثلاث ( إسلام ، جزية ، حرب ) التي يشاع أنها عادلة ،يبدوا أنها مجحفة وبلا معنى ، في حق من لا يعرفون شيئا عن هذا الدين ، فكيف يقبلون بعقيدة يجهلونها ، والمثل يقول من جهل شيئا عاداه ، وحتى الجزية هي نوع من أنواع الإكراه والإذلال ، وكثيرا ما يتخلصُ منها الذمي بإشهاره الإسلام تقية ، تهربا من القتل والتصغير والتغريم.

صحابي أقواله من ذهب ..
أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه له المكانة العالية والمنزلة المرموقة بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي الأكرم فيه يوم أحد: "نعم الفارس عويمر" وقال عنه أيضًا: "هو حكيم أمتي ، وكان أحد الأربعة الذين جمعو القرآن ، عالم ، زاهد ، تولى القضاء في دمشق ، يخاف الله كثيرا ، له مواقف وفضائل حميدة مع صحابته ، شجاع لا ينثني أمام الحق ، ففي غزو قبرص تأثر مما رآه من عظيم التفريق بين الأسرى والسبايا ، فبقي مشدوها ، منفردا باكيا ، مستنكرا ما شاهده قائلا ، ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا أمره .
وورد أن أبا الدرداء- رضي الله عنه - لما فتحت قبرص مر بالسبي فجعل يبكي فقال له جبير بن نفير :ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل الكفر وأهله؟؟، قال : فضرب منكبي بيده، وقال : ثكلتك أمك ياجبير، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك، إذا تركوا أمرالله فصاروا إلى ماترى، فسلط الله عليهم السباء، وإذا سلط الله السباء على قوم فليس لهُ فيهم حاجة المصدر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، (ص486).
عقبة بن نافع يؤسس القيروان ويؤسس فكرة الاستيطان .
كانت فكرة الإستقرار والاستيطان في بلاد الامازيغ تراود الغزاة الأعراب منذ غزوة معاوية بن حديج الذي اتخذ من موقع[القرن] مقرا له إلى حين ، وبتأليب من الخليفة نفسه الذي يرى المكان بمنظور سياسي نفعي أكثر مما هو ديني ، وقد أدرك عقبة بن نافع أن ثبات العرب فيبلاد الامازيغ يتطلب إنشاء قاعدة عربية ( يكون بها عسكر الامويين العرب، وأهلهم وأموالهم ، ليأمنوا من ثورة تكون من أهل البلاد الاصليين، ويُفهم من هذا رغبة ٌ في تحقيق نواة الإستيطان العربي بتبريرات إسلامية ، وهو ما يُظهر مدى التداخل بين نية العقيدة ، ونية السياسة ، فنية العقيدة هدفها زيادة عدد المسلمين ، ونية السياسة هي إبادة أمة أو الاستحواذ عليها وعلى مقدراتها بجعلها تابعة ، برسم سياسة نشر العربان أكثر مما هي نشر الإسلام ،كما اراد ان يفعله المحتل الفرنسي في الجزائر
ويُمكن أن نتوقع وجود تجمعات عربية في تلك الفترة خاصة بالقيروان قامت ببناء دورها ومنازلها، تماما كما فعلوا سابقا في الفسطاط ، فاختطت كل عشيرة حيها الخاص حول الجامع ، واتخذت الكثير من الساحات والطرق أسماء هذه العشائر، مثل رحبة القرشيين ، ورحبة الأنصار ، ورحبة بني دراج ، ودرب الهذلي ، وحارة يحصب ،
عكس الامويين العرب سبق للفنيقيين عندما جائوا وهم قلة مسالمين الى بلد الامازيغ وقاموا مع الامازيغ بتأسيس قرطاجة (تونس)وتنافحوا مع الأمازيغ وأنتجوا دولة قوية كانت مناوئة عتيدة لأقوى دولة في العصر القديم ، لكن بالسبل السلمية لا الدموية .
وقد برر عقبة بناء مدينة القيروان قائلا: ( إن إفريقية إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام ، فإذا خرج منها رجع من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يا معشر العرب المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عز الإسلام إلى آخر الدهر
وهذا اعتراف ضمني في قول عقبة بن نافع أن الإيمان الصحيح لن يتأتى بالسبل القسرية ، وإنما بجهاد آخر قد لا يكون للعرب فيه نفع مادي ، كالجهاد التعليمي والدعوي ، وإعطاء القدوة بالفعل والتطبيق وليس بالقول ، فبلاد الامازيغ لم يدخلها إمام وإنما دخلها قادة جند قساة غلاظ شداد، لا يصلحون لنشر الإسلام بقدر ما يصلحون لتنفيذ أجندة سياسية عرقية اجندة نهب وسبي متفق عليها في دمشق.
( وكانت القيروان في بداية نشأتها قاعدة حربية ، ومركزا توجه منه الغزوات على جبال أوراس المواجهة) ، ويذكر ابن الأثير عرضا أن عقبة أثناء عمارته للمدينة كان يبعث السرايا فتغير وتنهب ، على من تبقى من قبائل الامازيغ بنواحي الجزائر والاوراس.
سبب عزل الخليفة الاموي لعقبة بن نافع:
ويبدوا أن انشغال عقبة في بناء مدينة القيروان وجعلها مركزا له وتعميرها والتي أخذت من الوقت مدة خمس سنوات أفرز شُحا في الموارد والغنائم والسبي، التي كان يبعث بها لأسياده الأمويين في الشام وهو ما تنبه إليه الخليفة معاوية بن سفيان بتوجيه وتنبيه من مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر ،والذي بدوره كان يطمح ضم المغرب ومصر في ولاية واحدة ، وقد يكون لإشاعة الخوف من استقلال عقبة بإفريقية دورٌ في عزله عام 55 للهجرة ، وإسناد شؤونها لوالى مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري لحين من الدهر.
الغزو العربي للشمال الإفريقي . الغزوة الرابعة 55 هجري

ولاية ابو مهاجر بن دينار55 هجري :
أننا كامازيغ عندما نذكر أبو مهاجر بن دينار نتذكر حلمه وجهاده في سبيل نشر الدعوة للدين بالطرق السلمية كانت سياسته هي غزو القلوب الامازيغية وجلبها إلى الإسلام خلافا لمن سبقه ونعلم ان كثير من العظماء طَمس ذكرُهم الزمن وتناسهم ، لأنهم لا يملكون سندا عنصريا ، يروج لفعلهم ولو أنهم قاموا بجلائل الأعمال ، ومن هؤلاء الذين يكاد الزمن ينساهم ، وإذا ذكروا فيذكرون من باب أنهم خلفية للحدث والحديث ، أو يذكرون كتبع لغيرهم جُحدا لجهدهم ، فالمؤرخ العربي يمارس غالبا سياسة الكيل بمكيالين ، وسياسة الانتقاء بأبشع المظاهر ، فهو يمد الخبر ويقصره ، يفيض في الحوادث أو يبترها ، مسايرة لرغبات أولياء الأمر وإن زاغوا وتجبروا ،ولا يقبل الأعرابي الأموي أن يكون شان حتى لمن ولاه من غير الامويين وهوما يفسر الإخفاء الذي طال شخصية أبو المهاجر دينار ، الذي لا يردُ إلا مقرونا بعقبة بن نافع الفهري ؟
من هو أبو المهاجر دينار ..؟؟؟.
لم نعثر على كبير أثر حول أرومة الرجل (أصله)، ولا شخصيته ، فقد أغفلته كتب التراجم والتاريخ الأعرابي لأنه ليس بصاحب ولا تابع ولا عربي قح، كل ما في الأمر أنه مولى ( أعجمي ) ،عاش في فترة الفتنة الكبرى ، وما لحقها من انقسام مريع في صفوف المسلمين بين تابع للخليفة علي بن أبي طالب وناقم عليه ، ويبدوا أنه كان من جملة الدائرين في فلك الناقمين ، وفلك أوليائهم المخلصين ، أتباع معاوية وكل الدائرين حوله .
فأبو المهاجر دينار هو مولى ( مسلمة بن مخلد الأنصاري ) الذي جمع ولاية المغرب ومصر في ولا ية واحدة ، وهو الذي أقنع الخليفة معاوية بن سفيان بتنحية عقبة بن نافع الفهري لأسباب مسكوت عنها، وجعل المهاجر دينار محلهُ أميرا على بلاد الامازيغ كله لذكائه وفطنته كما قال ( وأنه صبر علينا في غير ولاية ، ولا كبير ميل فنحن نحب أن نكافيه ) ،وامتدت إمارته لها لسبع سنين كاملة (من 55إلى 62 هجرية)، وهو أقل فاتحي إفريقية ذكرا وأيسرهم لفتا لانتباه المؤرخين ، رغم ضخامة الجهد وخطورته، حسب رأي المؤرخ حسين مؤنس .
ويذكر ابن الأثير( استعمل مسلمة والي مصر على إفريقية (بلاد الامازيغ ) مولى له يقال له أبو المهاجر، فقدم إفريقية ، وأساء عزل عقبة وقيده واستخف به ) وقد بالغ المؤرخون في استنكار العزل ، والاستخفاف بعقبة بن نافع، ولعل لوالي مصر دور في توجيه أميره ابا المهاجر للفعل ، لسابقة بينهما لا نعلمُها ، كل ما في الأمر أن أبا المهاجر طبق أوامر ولي نعمته دون الخوض في أسبابها .
أبا المهاجر دينار.. وتأسيس ( تيكروان).
وصل أبو المهاجر دينار قادما من مصر ، على رأس جيش لانعرف عن عدده وعدته شيئا ، وقد يكون سكوت المؤرخين عن ذلك مرده وجود نسبة كبيرة من جيشه من غير العرب ، وبوصوله أساء عزل عقبة وسجنه ، لعل في ذلك شيء من تعليمات مسلمة مخلد الأنصاري الذي أنكر الأمر ، المهم أن سراح عقبة أُطلق بعد تدخل الخليفة معاوية في الأمر ، وغادر القيروان باتجاه دمشق مرورا بمصر ، ويذكر المؤرخون أن أبا المهاجر كره النزول بقيروان عقبة ، فبنى لجنده مدينة جديدة بالقرب منه ، باسم امازيغي قح سماها ( تيكيروان ) قد يكون الغرض منها اكتساب الشهرة والمجد لدى الامازيغ ،أو تأويلات من قبيل خوفه من تمرد عرب القيروان ضده بعد ما فعله مع أميرهم عقبة، ولا يعقل تصديق أمر إخلاء القيروان ، وإخلائها وتدميرها كما يدعي البعض خاصة وأن المؤرخ المالكي يؤكد بقوله ( قد عاد وسكن القيروان بعد رجوعه من حملته على تلمسان.
فكل ما كان يريده هو احترام الإنسان والمكان ، بتسميته القيروان ب ( تيكيروان)، وبإدراكه أن الغاية هي كسب الإنسان الأمازيغي الذي هو المبتغى في نشر الإسلام .
أبو المهاجر دينار ...أول الداخلين للمغرب الأوسط ( الجزائر).
كثير من القبائل الأمازيغية نواحي تونس وليبيا هجرت قراها نتيجة المد والبطش العربي الأموي ، وتأسيس القيروان زمن عقبة ، واتخذوا منطقة أوراس ملاذا آمنا لهم ولأسرهم ، وتجمع ثان للبرانس بين تيهرت ووهران ،الذين تكتلوا تحت أمرة ملكهم وزعيمهم آكسل( كسيلة) القائد الذي كان الدين المسيحي ذلك القائد القوي لقبائل ( أوربة ) ، ولا يستبعد أن تكون العلاقة بينهم (اوربة)وبين البيزنطيين قائمة على المصاهرة ،و المصالحة وتبادل المنافع خاصة وأن البيزنطيين هم أكثر المشترين للبضائع الأمازيغية ، وكان ابو المهاجر دينار على علم بالأمر ، وسرعان ما قاد غزوا مركزا باتجاه تلمسان ، وكان في ذلك ( أول أمير مسلم ، وطئت خيله المغرب الأوسط )في خطة استبعدت التصادم مع المدن الواقعة في خط سيره ، لعله يريد في ذلك اقتصاد الجهد والوقت ، والاحتفاظ على مقدرات الجيش ، وببلوغه تلمسان ، اصطدم بقوة اكسل (كسيلة) الأوربي ، دون إفصاح المصادر عن طبيعة المعركة وسيرها وصيرورتها ، كل ما ذُكر هو استسلام آكسل ، وقبزله اعتناقه للإسلام بعد أن عومل معاملة حسنة من قبل المهاجر دينار ، وقد رافقه في طريق العودة إلى القيروان ،و شاركه في غزواته اللاحقة ، ولم تفصح المصادر عن أساليب المهاجر في جلب أنصار امازيغ جدد للإسلام سلما ، وقد يكون للصلح العادل ، و المعاملة القدوة ،دورهما في استمالة كسيلة وقبائل البرانس للإسلام ، وبأعداد لم يكن المؤرخ العربي يتوقعها ، وهو مدرك حقا لأهمية التعاون الأمازيغي العربي في إرساء سفينة عقيدة الإسلام في الشمال الإفريقي ، وهي الغاية التي سعى إلى ترجمتها عن طريق إنشاء جيش أمازيغي مسلم على نطاق واسع ، وهي السياسة التي تنبه إليها قادة الغزوات المتأخرة، مثل موسى بن نصير الذي جند جيشا أمازيغيا بقيادة امازيغية زاد تعدادها عن الأثني عشرة ألفا ،بقيادة طارق بن زياد الامازيغي كُلف فيما بعد بغزو الأندلس وذلك في بداية العشرية الأخيرة من القرن الأول الهجري ، وهو ما يتوافق مع ما ذكره المالكي بقوله ..( ثم أن أبا المهاجر صالح بربر إفريقية ، وفيهم كسيلة ، (الأوربي)، وأحسن إليه ، وصالح عجم إفريقية ،وخرج بجيوشه نحو الغرب ، ففتح كل ما مر عليه ، حتى انتهى إلى العيون المعروفة بأبي المهاجر نحو تلمسان ، ولم يستخلف على القيروان أحدا ، ولم يبق بها إلا شيوخ ونساء، ثم رجع إليها وقام بها
** ثم فتح أبو المهاجر المذكور مدينة ( ميلة الجزائرية)وكانت إقامته فيها وبضواحيها من بلاد كتامة نحوا من سنتين وأسس بها ثاني مساجد الإسلام بها بعد جامع عقبة بالقيروان ، والذي لا زال قائما لحد الآن يطلق عليه محليا اسم مسجد ( سيدي غانم) ، ويبدو أنه بني على أنقاض كنيسة وهو ما عرضه لحفريات نتيجتها عبث الإستعمار الفرنسي بأجزائه ومكوناته ،ولا شك أن دور المهاجر دينار كبير في استمالة قبائل كتامة الصنهاجية للإسلام دون خدوش ولا إراقة دماء ، كما هاجم و حاصر قرطاجة عام 59 للهجرة ، وأرسل قائده حنش الصنعاني لغزو جزيرة شريك ، الواقعة بين مدينتي تونس وسوسة ومعه الامازيغ، واستمر في الحصار والقتال حتى عقدوا معه صلحا أخلوا بموجبه جزيرة ( شريك) للمسلمين ، مقابل رفع الحصار على قرطاجة
أسباب عزل ابو مهاجر دينار:
ويتضح أن هذه السياسة الجديدة التي انتهجها أبو المهاجر دينار في بلاد الامازيغ لم يستسغها الخليفة الجديد ( يزيد بن معاوية ) لطول حصار قرطاج دون احتلالها ،وبحثه عن الطرق السلمية في الفتح واستهجن الخليفة الاموي يزيد أساليب اللين التي استعملها في جلب إسلام الأمازيغ عن طرق المؤلفة قلوبهم ، ولتي سببت اختفاء المنافع والسبايا التي تعودت عليها دار الخلافة من تحف المغرب الامازيغي (سبيها ومغنمها وفيئها )، وهي أمور سهلت التخلي عن أبي المهاجر دينار الذي فقد سندا قويا بعزل مسلمة بن مخلد الأنصاري عن ولاية مصر والمغرب ، وبذلك عادت أجندة وعقلية القوة والجبروت في التعامل مع الأمازيغ من جديد ، وعادت ريمة لعادتها القديمة عزل ابا مهاجر شر عزل وخلفه ممرة اخرى عقبة بن نافع.
في إمارة أبا المهاجر دينار ....عبرة.
المتتبع لما أورده المؤرخون رغم شحه ، يكتشف أن أبا المهاجر دينار عرف كيف يتعامل مع أجدادنا الأمازيغ ، وأدرك أن العنف والإرهاب ليسا سبيلا للدعوة للاسلام .
كلمات يجب أن تقال : في حق ابا مهاجر دينار:
وأنا أبحث عن أفعال الرجل وخصوصياته وأخطائه ، تبين لي أن أبا المهاجر دينار يُعد صفوة لمن سبقوه من الغزاة الأمويين ، فهو لم يلتجيء للقوة إلا عند الحاجة ، وأدرك بحدسه و قوة شكيمته ، وإيمانه العميق أن ما يكتسب بالسياسة والليونة واحترام الآخر، أفضل بكثير مما يؤتى عن طريق القتل والترويع والسبي والإحتقار الذي طال الموالي العجم ، ولا غرو أن أعجميته وملا حظاته وتجربته الحياتية ، هي التي وفرت له هذا الفهم المتسامح، والعجيب أن ذكرهُ قل ، وأن اسمه أفلَ ، ولا يذكره المؤرخون العربانُ إلا عرضًا ومن منطلق تقديس غاز سبقه ولحقه ،هو عقبة بن نافع الفهري ،فلا ندري للأمر تفسيرا ، وقد يكون لعجمة الأول وعروبة الثاني دور في ذلك ، أو أن السياسة التي انتهجها أفرزت عيوب خصمه ، وأبانت مبلغ الخطأ الذي وقع فيه عقبة تعاملا مع المسلمين الجدد، الذي يحتاج إلى دراية ومقدرة على الضم والجلب ، وليس التنفير والطرد ،مصداقا لقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ،وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ،فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ،وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ، إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
فلو كان الميزان هو نشر الإسلام،لدى الامويين وأن الغاية هي إيصال الإيمان لقلوب الأمازيغ ، لما كانت الحاجة لجيش عرمرم ، ولا لغزوات متتالية تأتي على الأخضر واليابس ، تبيد العرق ، وتقطع النسل ، وتستبدل أرومة أمازيغية ، بأخرى عربية وافدة ، كان الأجدى هو انتهاج سياسة كالتي انتهجها المهاجر دينار في نشر الإسلام عن طريق الإقناع والحوار ، غير أن سياسته لم تكن لتعجب الخلافة في دمشق ، فهم يرون قيمة بلاد الامازيغ ، من قيمة ما تدره عليهم من نعيم الخيرات ، وكثير من الجواري الحسان ، والعسل المصفى ، وسخال الضان العسلية الألوان ، فلا يهمهم دخول أو خروج الأمازيغ من الإسلام ، بل قل أن بقاءهم على الكفر هو أنفع لأن حربهم ، والسبي منهم ،ونهبهم يكون مستباحا ومشروعا .
لو كنت قادرا على قلب الميزان ، لنصبت تمثالين واحد لأبي المهاجر دينار ، وآخر للآكسل الشهيد ، وأحللتهما محل تمثال عقبة بن نافع الموجود ببطحاء بسكرة
الغزوالاعرابي الاموي للشمال الإفريقي الغزوة الخامسة 62 للهجرة

عودة عقبة بن نافع للانتقام من ابا مهاجر والبطش بالامازيغ (62 للهجرة):
الغزوة الخامسة هي ردة فعل أموية عنيفة ضد الامازيغ إذ ( ولي يزيد بن معاوية على بلاد الامازيغ كله ، عقبة بن نافع الفهري ، وهي ولا يته الثانية) وحاول عقبة الانتقام اولا ومن اليوم الاول لتوليته من خصمه أبا المهاجر دينار ،ثم من اعوانه الامازيغ وإن كانت فترة حكمه قصيرة في مدتها(64/62) هجرية ، إلا أنها مليئة بالأحداث الجسام ، وأبانت عن خطأ استراتيجي واضح المعالم ، فما أن حط عقبة رحاله بالقيروان حتى عمد إلى تكبيل أبا المهاجر بالحديد واهانته،وصادر ما معه من أموال ، وحتى صديقه وقائد جيوش الامازيغ المسلمين آكسل الأمازيغي المسلم لم يشفع له إسلامه ، وهو الأجدر بالمعاملة الأحسن ، لأنه من المؤلفة قلوبهم ،وملكٌ لقومه وكبل هو كذلك واهين من قبل عقبة.
خرب عقبة بن نافع بعد ان أعيد إلى حكم بلاد الامازيغ تيكيروان ، وأعاد لقيروانه الساكنة والحياة ، ومن هنا يتضح أن عقبة بن نافع كان شاكيا وحريصا على رغبة الرجوع لقيادة الغزو في شمال إفريقيا ، وقدم وهو يحمل في ذهنه دهماء الانتقام ، والتعويض عما فأته من التوسع حتى يكون صاحب شارة الامتياز أكثر من خصمه المهاجر دينار .
قدم عقبة إلى إفريقية(تونس) والقيروان ومعه جيش عدته خمسة عشر ألفا ، من بينهم 25 رجلا من صحابة الرسول ،،زيادة عن الجيش الذي ورثه عن المهاجر دينار ، ويمكن تتبع نشاط عقبة في غزوته الثانية، بداية من خروجه من القيروان ، ومقتله في تهودة ،على يد اكسل الامازيغي ويمكن قراءة النتائج المتوخاة عن حملته الطويلة المستوحاة من أقوال المؤرخين الذين درسوا الظاهرة العُقبية فيما سيأتي .
غزو وإساءة .... و بلا منتهى ....
اتضح أن عقبة أحس بنقيصة ارتكبها في غزوته الأولى ، وهي ركونُه لبناء القيروان ، دون توسع يذكر ،مما جلب له العزل والهوان لدى معاوية بن سفيان وتعويضا عن ذلك جاء هذه المرة مشحونا برغبة جامحة لغزو كامل بلاد المغرب ومسحه ، لعل ذلك سيشفع له لدى الخليفة الأموي الدموي يزيد بن معاموية ، لهذا انطلق في غزوه من القيروان ومعه جيش كبير ، شارك فيه الأمازيغ من أوربة البرانس ، وسار باتجاه (باغايا) بعد أن ترك حامية من المسلمين تعدادها ستة آلاف مقاتل ، بقيادة زهير بن قيس البلوي بالقيروان ، مرورا ( بمسيلة ) وصولا إلى تيهرت التي خاض بها معركة قوية ضد الأمازيغ ومن ناصرهم من البيزنطيين ،
وفي مدينة ( بغايا) أساء عقبة لآكسل وأهانه بأن أمره بسلخ الغنم ، فقال له آكسل ، ( أصلح الله الأمير ، هؤلاء فتياني وغلماني يكفونني )، فنهره عقبة قائلا : قم ؟؟ ، فقام كسيلة مغضبا .وذبح الخرفان واخذ من دمها ووضع على لحيته.كاشارة غضب وتوعد بالانتقام ..)
قام كسيلة مغضبا، فكان كلما مس دم الخرفان، مسح بلحيته، فجعل العرب الامويين يمرون به فيقولون: يا بربري ما تصنع؟ فيقول: هذا جيد للشعر، حتى مر به شيخ من العرب فقال لهم: كلا إن البربري
. يتوعدكم.
قال انذاك أبو المهاجر لعقبة ( أصلح الله ألأمير ، ما هذا الذي صنعت ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب ،كالأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن ، وأنت تجيء إلى رجل هو خيار قومه في دار عزه ، قريب عهد بالكفر ، فتفسد قلبه )

ويبدو أن آكسل(كسيلة) أدرك نوايا عقبة ولاحظ الفرق بين معاملة المهاجر ومعاملة عقبة للأمازيغ ، فأدرك أن الحل هو الإفلات من القيد ، ففر من المعسكر واعتصم بجبال أوراس ، وبدأ في تكوين نواة مقاومة ضد خصمه عقبة .
استمر عقبة زاحفا غربا ، غازيا للقرى والمدن ، يقتل بلا رحمة ،ولم تسلم من سيفه حتى القبائل التي سبق وأن أشهرت إسلامها ، مثل قبائل أوربة التي ينتمي اليها اكسل، فعند بلوغه طنجة ، نصحه ابو المهاجر دينار بعدم التعرض لقبائل أوربة البرنسية المسلمة ،لأنها أسلمت بإسلام كسيلة ، وليس هناك ما يدعوا إلى غزوها ، (فأبى عقبة أن ينتصح) ، وكان هذا سببا كافيا لكسيلة للخروج عليه وترصده في الطريق، للانتقام من تعديه على قبيلة اكسل المسلمة
،أوغل عقبة بن نافع في الغرب يقتل ويأسر قبيلة بعد قبيلة ، وطائفة بعد طائفة ،ودلهُ يوليان على مواطن الأمازيغ فيما وراء جبال الأطلس ، فطاردهم حتى درعة ، فقاتلهم قتالا عنيفا ونهبهم وسبى منهم كان اسلوبه الكر والفر ولم يكن هناك مجال للعمل الدعوي و لم يشهد الأمازيغ مثل عنفه وشدته قط.
، وأثناء رجوعه عن طريق الصحراء ترصد له آكسل في تهودة ، واقتتلا مبارزة بين بعضهما، وفيها قتل عقبة ومن معه ، ولم يسلم إلا القلة القليلة فداهم اكسل الامير الاموي صاحب قفصة ، وبعث بجيشه إلى القيروان . ( فأنقلبت إفريقية(تونس) نارا على الاعراب، وعظم البلاء على الأمويين ،
ويذهب بعض الباحثين إلى القول بان كسيلة، حاول من خلال تمرده وثورته تخليص صديقه أبا المهاجر دينار الذي كان أسيرا في معسكر المسلمين وفي هذا يقول المالكي: " وقيل إن كسيلة إنما أتى ناصرا لأبي المهاجر لأنه كان صديقه، فقتل أبو المهاجر في التحام القتال و لم يعلم به
فعقبة لما قدم القيروان في ولايته الثانية، بدأ عمله بالاقتصاص من أبي المهاجر " فبادر بالقبض عليه وتقييده، وصادر ما معه من الأموال وجملتها مائة ألفدينار، ... ثم أشفى غليله بتخريب مدينته التي بناها"( 1(تيكروان).وغزا به السوس وهو في حديد و أخد معه كسيلة أيضا في حديد وتعمد إذلاله وإهانته بالرغم من أن أبا المهاجر عرفه بمكانته و أنه من ملوك البربر
وبمقتل عقبة في تهودة أنقلبت انتصارات الأمويين إلى هزيمة نكراء، وأصبح القيروان مهددا ، ويذكر المؤرخون أن زهير بن قيس البلوي خليفة عقبة على القيروان أصابه هلع وخوف ، وطلب أحدهم الانسحاب إلى مصر قائلا ( يا معشر المسلمين ، من أراد منكم القفول إلى مشرقه فليتبعني ، ) فاتبعه الناس ، فنزلوا ببرقة ليبيا مرابطون في انتظار ما ستسفر عنه مشاورات الخليفة عبد الملك بن مروان،
تقدم آكسل بجيشه نحو القيروان فسأله أهلهُا العرب المسلمين الآمان ، فأجابهم إلى ذلك ، (ودخل القيروان في 64 للهجرة ، وجلس في قصر الإمارة أميرا على المسلمين الأمازيغ ، ومن بقي في القيروان من العرب)ومارس الناس في عهده الاسلام بكل حرية ، وبذلك خرجت إفريقية من يد العرب الأمويين بعد جهد غزو دام أربعين عاما ،وعكس ما يدعي الاعراب الامويين فان الإسلام باق في صفوف الأمازيغ ومنهم آكسل ، فحروبه ضد عقبة هي معارك قومية أكثر منها معارك دينية.
هكذا إذن كانت ثورة كسيلة ثورة كل المغاربة، ردا علىأخطاء وتجاوزات قادة الفتح ثورة جاءت مباشرة بعد وقوفالبربر على التناقضالصارخ بيننبالة النصالإسلامي ودناءةممارسة الفاتحين من خلال تعاملهم معسياسة نبيلة دشنهاأبو مهاجر دينار وأخرى دنيئة وقع فيها القادة الآخرين وشهدتأوجها وتوهجها أثناء ولاية عقبة، فنهضالمغاربة للثورة، وعبرواعن سخطهم بوجه حضاري مستمد من أخلاق وقيم الإسلام،
وتجلى في ذلكفي تعاملهم مع الأسرى المسلمين، وهذا يدل علىأن الثورة لم تكن ثورةضد الإسلام وإنما كانت ثورة على تجاوزاتتصرفات بعيدة كل البعد عن الإسلام


قرائة في الغزوة الثانية لعقبة بن نافع الفهري:
المتتبع لسلسلة المقالات حول الغزو العربي لشمال إفريقيا لا شك وأن أمورا ارتسمت في ذهنه ، وأن أفكارا ترسخت في وجدانه ، ولا بأس من قراءة متأنية لوقائع غزوة عقبة بن نافع الفهري الثانية( 64/62 هجرية) ،وتبيان الفروق الجوهرية بين مفهومي الفتح والغزو .
1:الغزو يعني استعمال القوة والسيف في اخضاع الناس والمجتمعات ، ويذكره المعجم الوسيط ب( السير إلى قتال العدو ومحاربته في عقر داره )، هدفه عند بعض المسلمين ، نشر الإسلام وتطهير الأرض من الكفر والكافرين ؟؟ وقد عُرفت الأفعال الجهادية في عهد الرسل بالغزو أو الغزوات ، فكانت غزوة أحد ، وغزوة حنين ، وتبوك....وكلها غزوات أريقت فيها دماء ، باستثناء فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة الذي كان عملا سلميا فهو فتح أكثر منه غزو بحيث كان الشعار ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )، فكلما قال البعض بأنه فتح إسلامي مبين ، قلنا( لا) بل إنه غزو عربي مشين .
2:الفتح هو مصطلح مهذب وعاطفي للإحتلال ،وهو تخفيف من وقع وهول الغزو ، غير أنه غير صادق ، فهو حاضر حيث يتم تبليغ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويختفي ويتنحى، تاركا مكانه لمصطلح (الغزو) عند الإحتكام للسيف وإراقة الدماء ، والأصل في الفتوح هو تبليغ الدين بالسبل السلمية ، ومن هنا فكل الفعل العربي الاموي في شمال افريقيا، منذ الغزوة الأولى هو فعل هجومي ( جهاد الطلب )، أستعملت فيه القوة والقتل والسبي ، فهو غزو أكثر منه فتح ، والقتال ليس وسيلة مثلى لنشر الإسلام ، أو لإخضاع الناس والمجتمعات لسلطان المسلمين ، و يفترض في المسلم مهما كان الحال أن لا يبدأ بالقتال .
3 :من هنا يتبين أن غزوة عقبة الثانية أجهضت فعل العرب الامويين على مدار الأربعين سنة الفائتة ،وأعادته إلى نقطت الصفر، لأنه تبنى جهاد الطلب دون ضوابطه ، فهو غاز أعمته العنصرية، وهو طالبُ حق لكنه أخطأه ، فقد أهدر جهد أبا المهاجر دينار السلمي كلية ، وأظهر وجها سلبيا للإسلام، في التعامل مع المؤلفة قلوبهم ، من قبائل البرانس ، وذاك ما سبب انقلابا في موقف الأمازيغ من مرحبين إلى مقاومين .
4 :موت عقبة في تهودة ،وتراجع العرب الامويين نحو الشرق ( برقة ) خوفا من تنامي خطر الأمازيغ بقيادة آكسل ، لا يعني انهيار الإسلام في تمازغا ، قدر ما يعني انهيار جبروت عروبي باسم الإسلام ،فالإسلام بقي محصنا في قبائل بترية من نفوسة ومصمودة وزناتة ، وقد سبق ( لصولات بن وزمار) المغراوي الأمازيغي منذ عهد الخليفة عثمان أن بحث عن الإسلام في منبعه ،وهي رسالة مفادها أننا في حاجة إلى الإسلام الحقيقي ، ولسنا بحاجة إلى حُراسه .
5:غزوات عقبة بن نافع الفهري في المغرب الأوسط ، وإقليم السوس ، هي غزوات فيها استعراض للقوة دون غاية تذكر، يحاصر مدينة أو قرية منقضا، يقتل ويسبي ويغنم ،ويغادر دون ان يترك دعاة للاسلام ويترك في نفوس الناس ذكرا سيئا عن الإسلام الذي يجهلونه ، وإنما عرفوه من أفعال عقبة ومن معه ، دون ترسيخ قيم ثابتة معلومة في المكان ، ويغادر باتجاه أماكن أخرى لإعادة الإنقضاض عليها ، فلم يكن نشر الإسلام غاية واضحة في ذهنه ، فإن كان يطلب ذلك فقد أخطأ السبيل ، لأن نشر الإسلام يستلزم خطة وأسلوب ، كالتعرف على أهل البلد ، وعرض الإسلام ، والتخيير ، كما فعل أبا المهاجر دينار ، فهو لم يكن من أصحاب السياسات المرسومة المدبرة ، ولا الغايات البعيدة ، قدر ما وهو ولي صالح ، لا تدبير له ، وإنما يمضي في سبيل الله متوكلا عليه ، يدك قلاع المشركين ، ويلتمس الشهادة في سبيل ذلك ، ذاك ما يتضح من خلال خطبه الوعظية البعيدة عن رسم خطط القتال وأبعاده ومراميه ، فهو واعظ ديني أكثر منه قائد حملة للفتح الإسلامي .
6 :فلو استكمل عقبة بن نافع خطة أبا المهاجر دينار السلمية مع آكسل( كسيلة)، لكان مقتصدا في الجهد والوقت ، فجسارته في الغزو ، هي التي كانت سببا في خسارة حلف الأمازيغ ، وانقلابهم من حلفاء إلى أعداء ، فأصبح العرب الامويون في نظر الأمازيغ بفعلته هم طلاب مغنم ودماء ، أي أنهم يحبون الحرب والسبي والتجارة بالبشر .
خلاصة القول أن غزوة عقبة بن نافع الثانية والأخيرة،في حياته كانت انتكاسة كبرى لجهود المسلمين السابقة ، وإجهاض لجهاد أبي المهاجر دينار السلمي في نشر الإسلام ، و إهدارٌ للأربعين سنة من التواصل ، فأعاد عقبة الجُهد إلى نقطة الصفر، بخروج العرب الامويين من بلاد الامازيغ (برقة)، لفترة زادت عن خمس سنوات ، كان فيها آكسل ( كسيلة ) سيد للموقف في بلاد الامازيغ دون اضطراب يذكر ، في وقت كانت الخلافة الأموية بدمشق تحشد حشودها استعدادا لاسترجاع ما فقدته ، عبر حملات وغزوات أخرى جديدة متجددة على بلاد الامازيغ.
ما حكمنا على عقبة بن نافع:
عقبة بن نافع الذي بطش بالامازيغ لا نكفره ولا نلعنه ولا نحكم عليه لا بالجنة ولا بالنار لأننا لا نضع أنفسنا مرتبة الله تعالى وإنما حكمه عند الله ويوم الحساب مثله كمثل زعيم الدواعش في العصر الحالي (البغدادي) نترك أمرهم لله هو الحسيب الخبير.
عقبة الذي كان جبارا غليضا على الامازيغ دون حق وكان يسعى إلى ترجمة جبروت الدولة الأموية العضوض في دنيا الواقع وعلى أرض سكانها مسلمون قبل غزوه .
ملاحظة:
البعض أصابه العمي البصري ، واتلاف كلي لبصيرته ، فأصبح يرى الدنيء مقدسا ، والمقدس دنيئا ، فسارع الخُطى في تقديساته ، وأنشأ مزارا لعقبة في سيدي عقبة ، بعد مرور أزيد من خمسة قرون عن وفاته ، على شاكلة ما فعلوه في المغرب ، بتكوين ضريحين لأدريس الأكبر ، والأصغر ،بعد مرور قرون عن وفاتهما ، وهو ما يظهر الطابع الاستحواذي وبعث الفتنة ، والغريب أن ما يحاربونه في الحجاز من تهديم القبور وطمس معالمها ، واعتبار زيارة قبر الرسول من المنكرات ، والتفكير حتى في إزاله معلمه من المدينه ،حسب تلك الفتاوي العربية فهو مباح عندنا ،ومستساغ،
أقاموا تمثالا لعقبة في بسكرة ، ليذكرونا بالدماء الامازيغية التي أسالها غدقا ،والتجاوزات التي اقترفها ، في تحقيق المطامح السياسة لا الدينية لدولة الأمويين ، لأن الدين داسه الاموييون ومن والاهم ، بقتالهم لآل البيت وهجوماتهم المتكررة على الحرمين المكي والمدني ، والذين لم يرتدعوا بقول الرحمن عند بداية غزوهم للامازيغ المسحيين الموحدين:
(لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ،إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ ،وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون)
الخلاصة : فيما يتعلق بعقبة بن نافع:
قد يصف البعض ما قلناه تحاملا على شخصيات مقدسة ،لدى بعض المحنطين بالتاريخ المزيف وما هو كذلك ، لأن تقديرنا هو أن الأفعال المقترفة لا قدسية فيها ، فهي توزن بميزان الخير والشر ، وبرآى عقلية لا نقلية ، و بمنظور تاريخي لا ديني ، فالمهم هو الوصول إلى الحقائق وتفسيرها وفك رموزها وطلاسمها ورؤيتها بالطريقة التي وقعت ، وبنظرات محلية ، وبعيوننا لا بعيون غيرنا ، وليس بالطريقة التي يريد البعض أن تقع بعد أن صبغوها بألوان زائفة ، وأحاطوها بقدسية منافقة، ولا عيب في تشريح الأخطاء ، وإنما العيب أن نبقى نفكر بطريقة الأولين رغم ما نلاحظه من عوز في الطرح والسرد والطمس المقصود ، لكل فعل يساعد على محاربة التوهمات الزائفة المغروسة في عقولنا الباطنة ، ويظفي إلى غاية ، ندرك من خلالها الفروق الجوهرية بين المجد الحقيقي والمجد المزيف ،أي ما يعرف بالفرق بين المجد والممجد










قديم 2017-04-17, 21:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
امير حريش
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تكملة الموضوع 3

الغزوة الاعرابية الاموية السادسة .
5: غزوة زهير بن قيس البلوي 69 للهجرة:
اضطرب الحال في المشرق ، وانشغل بنو أمية في إخماد ثورة عبد الله بن الزبير في الحجاز، والتجأ عبد الملك بن مروان تكليف سيفه البتار( الحجاج بن يوسف الثقفي) لإخماد ثورته ، فحاصر مكة وضربها بالمنجنيق ، وحز رأس عبد الله بن الزبير قرب أستار الكعبة ، وأرسله سريعا للخليفة بدمشق، يبشره بالإنتصار ، ليضاف رأسه إلى رؤوس المناوئين للدولة داخل خزانة خاصة برؤوس الاعداء داخل القصر تعرف(بخزانة الرؤوس) ، وبهذا النجاح تفرغ الخليفة للجبهة الغربية ، التي مني فيها جيش العرب بضربة قاصمة أعادته إلى الصفر ،وأخرجته من إفريقيا مدحورا ، بتراجع جند العرب الامويين مفزعين أمام تقدم آكسل بجيشه نحو القيروان، فغادروها مكرهين باتجاه (برقة ) ، في انتظار المدد الذي لم يصلهم إلا بعد خمس سنين ، وبعد استتباب الأمر للخليفة عبد الملك المرواني .
من هو زهير بن قيس البلوي :
ينسب إلى ( بلى) وهي قبيلة قضاعة أبو شداد ، فيقال زهير بن قيس البلوي ، ، شارك في فتح مصر أيام عمرو بن العاص ، وكان ملازما لعقبة بن نافع ، الذي استخلفه على القيروان في حملته الثانية على إفريقية ، انسحب من القيروان بعد مقتل عقبة في تاهودة ، وأقام ببرقة ليبيا في انتظار أوامر الخلافة الأموية مدة خمس سنوات ،عينه الخليفة على إمارة إفريقية لغزوها والإنتقام من آكسل قائلا ( لا يصلح للطلب بثأر عقبة بن نافع من المشركين إلا من هو مثله ، وأعرف الناس بسيرته ، وأولاهم بطلب ثأره)
خاض معركة ناجحة ضد ( آكسل ) ، وتراجع إلى الشرق لأسباب مجهولة ، واصطدم أثناء تراجعه قاصدا مصر مع البيزنطيين قرب برقة ، فقتل هناك مع كثير من أصحابه .
الغزوة السادسة ... أو غزوة الإنتقام.
لم أكن أتوقع بأن العرب الأمويين يبلغ بهم التهور إلى معالجة الخطأ بالخطأ ، أي أن يكون الانتقام من ( آكسل ) الأمازيغي المسلم بتجهيز جيش ضخم من العرب الامويين ومن الأمازيغ اللبيين المسلمين من قبلة لواتة وغيرها ويقدر بألفي مقاتل ومعهم العرب الوافدين والمقيمين في برقة ، وأمده الخليفةُ ُ زهيرًا بالخيل والرجال والأموال ، وحشد إليه وجوه العرب ، فوفدت القوات عليه تباعا ، وكان الإستعداد عظيما ، وانطلقت الحملة لغزو جديد متجدد مرورا بنفس المسلك الذي سبق وأن مرت عليه الغزوات السابقة ، قرب السواحل ، وتخلف وراء زهير في برقة ، عدد من العرب ( أصحاب الذراري والأثقال ) ، تخلفوا هناك ليروا ما يكون من أمر زهير مع آكسل (كسيلة) ، فإن انتصر مضوا إلى بلاد القيروان ، وإلا فهم على مقرب من مصر ، سهل عليهم إدراكها في حالة الهزيمة ، أفضى زهير إلى القيروان وعسكر بجواره دون أن يدخُله ، وقد يكون ذلك خوفا من كمين مرتقب ، ويبدوا أن البيزنطيين المرابطين في بعض الثغور البحرية الشمالية كانوا ينتظرون ما ستسفر عليه المواجهة بين آكسل وزهير الاموي، كانو ينتضرون اعياء العرب الامويين للانقضاض عليهم فمهما كانت نتيجت المعركة بين الامويين والامازيغ ا فهي تخدمهم ، لأنها سبيل للتخلص من الإثنين .
لما علم آكسل بتقدم الجيش العربي الأموي نحوه لقتاله ،وكان بالقيروان وفيها العرب والامازيغ شاور قيادته قائلا قد رأيت أن أرحل إلى ( ممش) فأنزلها ، فإن بالقيروان خلقا كثيرا من المسلمين ، ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم ،ونخاف إن قاتلنا زهيرا أن سيثبت هؤلاء من ورائنا ،فإذا نزلنا ( ممش)أمناهم وقاتلنا زهيرا ، فإن ظفرنا بهم تبعناهم إلى طرابلس وقطعنا أثرهم من إفريقية ، وإن ظفروا بنا تعلقنا بالجبال والغابات ونجونا ، فأجابوه لذلك ، ورحل إلى ممش)
ويتضح من قول آكسل أنه في حالة دفاع شرعي وهو مسلم ، مصداقا لقوله تعالى (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) ، والتحم الجيشان في ممش المذكورة ( قرب قصر عبيدة ) ، واشتد القتال ، وكثر القتل في الجانبين ، وانجلت الحرب عن قتل (كسيلة ( (آكسل ) وجماعة من أصحابه ، وانهزم من بقي منهم ، فتبعهم الجبش العربي الاموي ، فقتلوا من أدركوه ، وعاد زهير إلى القيروان ،
وهذه المعركة خاضها الأمازيغ دون الروم ، ويذكر المالكي بأن ( العرب تمادت في طلبهم حتى سقوا خيلهم من ملويه) ، أي أن هناك مطاردة لفلول الأمازيغ الفارين حتى حدود نهر ملوية ،
الحقائق المستقاة من أقوال المؤرخين تشير أن غزوة زهير بن قيس البلوي سنة 69 للهجرة ، هي غزوة من أجل رد الاعتبار للعرب الأمويين، وهي موجهة بقصد الإنتقام من قتلة عقبة بن نافع ، فغاياتها دنيوية ، وصراع سلطوي سياسي ، بعيد كل البعد عن الدين ، وقد يكون من ورائها أهداف تأتي عرضا كاسترجاع النفوذ على القيروان ، واسترجاع مواقع كانت تحت قبضة العرب الامويين، وأفضل تسمية لها هي غزوة الإنتقام .
الحملة بقيادة زهير ، لم تكن هادفة لإدخال المزيد من الأمازيغ في الديانة الإسلامية ، وإنما لترهيبهم وتمزيق وحدتهم ، وإخضاعهم لقوة السيف بملاحقتهم حتى حدود نهر ملوية للانتقام من قتلة عقبة وأصحابه ، وقد وصموا الإسلام ولوثوه بإهانات وعقلية جديدة بأن جعلوه ديانة انتقام لا ديانة تسامح .
السؤال المحير في هذه الحملة هو :
لماذا تراجع زهير بن قيس البلوي بجيشه نحو مصر بمجرد الانتهاء من الانتقام من آكسل ( كسيلة) وتشتيت جمعه في موقعة ( ممش) هل قتل كسيلة هو الهدف والغاية ؟ أم نشر الإسلام على نطاق أوسع في بلاد تامازغا ؟ أم أن التراجع يخفي وراءه تفسيرات أخرى ،منها الخوف من رفاهية وبذخ القيروان التي ستدفع زهيرا إلى حياة الدعة والرفاهية أو قد تخلق له طموحا لتولي الولاية انتزاعا ، وهو القائل ( إنما قدمت للجهاد ، وأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك ، وكان عابد زاهدا ) فالرجل التقي الورع الذي جاء للجهاد في سبيل الله ، لم يبق أمامه بعد انجاز المهمة التي أوكلت إليه سوى الرجوع إلى مصر ؟ ، أو قد يكون خلافه مع والي مصر عبد العزيز بن مروان أخ الخليفة عبد الملك ضلعٌ في تراجعه بهذه السرعة ؟ ، أوقد يكون الخوف من ردة فعل أمازيغية جديدة ، قد تنتهي به إلى هلاك ،شبيه بهلاك صحبه عقبة ؟ ، إن هذه التساؤلات والتصورات قد تكون صحيحة في جوانب منها ، وقد تكون مجرد قراءات بدون معنى ، المهم أن المؤرخين لم يظهروا العلة ، وأن الفعل لا يتطابق مع حلم الدولة الأموية في الإنغراس السريع في القيروان ، لا تخاذها مركزا لانطلاق حملات الإغارة على بلاد الأمازيغ ، ولا يتجاوب مع الغاية الأساس في نشر الإسلام بالسبل السلمية ، كما فعل المهاجر دينار ، خاصة وأنه مؤهل بتقواه وورعه الذي ذكر عنه وتابعيته بأن يكون داع للديانة المسالمة في ربوع إفريقية ، فلو كان يبتغي الجهاد الحقيقيى، لبقي رابضا في القيروان مرسلا للفقهاء لمناطق الجوار ، ليعلم الناس مكنونات الإسلام بأبعاده ومراميه ، ودعواته للإخاء والتجانس والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات ، فجهاد السيف متروك للدفاع لا الهجوم ، ذاك هو الجهاد الأكبر في تقدير الكثير من دعاة الحق والحقيقة(لان يهدي الله بك عبدا خير لك من حمر النعم).
خلاصة القول أن غزوة زهير بن قيس البلوي لعام 69 هجرية لأفريقية ، كانت قصيرة في مدتها ، كبيرة في قتالها وقتلها ،لا تختلف عن سابقتها ، أحدثت نكبة في صفوف المواطنين الأمازيغ المسلمين الذين انصاعوا لفكر قتال ذويهم ، فتحول الدين عندهم من مصدر محبة ، إلى مصدر تنافر وتناكر وتقاتل ، فأصبح المواطنون الأمازيغ بين نيران العداوة الخارجية مستلهمون ، وما حققه زهير من انتصار لا يحسبُ نصرا للإسلام ،بقدر ما يحسب انتصارا للعربان ، الذين جعلوا للحملة غاية هي الانتقام .
الاسلام لم ينتشر في الامازيغ بالسلم:
ما وقع ويقع وهو تفنيد لغرس غُرس فينا من باب التعاطف يقول : أن الإسلام انتشر بيننا سلما لا كرها ، والتاريخ بشواهده يقول (ما من بلد دخلها الغزاة العرب إلا وانتفضت عليهم مرة أو مرات ) ؟ ويورد الطبري كثير من الشواهد الدالة عن ذلك في تاريخه ، ولعل في الارتدادات والانتفاضات المتكررة، ما يسفهُ خرافة انتشار الإسلام سلما في شمال إفريقيا .(بلاد الامازيغ).
هزيمة حسان بن النعمان على يد الملكة الامازيغية ديهيا:
ثورة ديهيا

" بعد مقتل كسيلة بن لمزم، زعيم قبيلة أوربة البرانسية،
لم يتوقفتيار التمرد البربري على الوجود العربي الإسلامي،( في بلاد المغرب، إذ اندلعت ثورة بربر الأوراسالبترية الملامح"( 1
وعلى هذا فثورة الكاهنة امتداد طبيعي ومنطقي لثورة كسيلةانطلاقا من نفسالأسباب ونفسالعوامل فإذا كان البربر بزعامةكسيلة ثاروا على عقبة لأنهم رأوا أن " عقبة أراد بحبسكسيلةوإهانته أن يؤكد لأهل البلاد استخفافه بهم وتحقيره لشأنهمفغضبت أوربة ومن والاها من القبائل"( 2) بعد أن اشتد الضغط
على البربر فتولد الانفجار.
فإن ثورة الكاهنة انطلقت هي الأخرى من نفسالضغطالذي مارسه الفاتحون، لكن في شقه الاقتصادي، "حيث لاحظتالكاهنة أن العرب ما يكادون ينزلون البلاد حتى تتوجه همتهمإلى المدائن والنواحي العامرة، يبذلون وسعهم في الاستيلاءعليها، فإذا تم لم ذلك انقضوا على الخيرات والنفائسوالأموالفانتهبوها ولم يخلفوا وراءهم منها شيئا ... فوقع في ظنهاأن العرب لا يريدون من فتح هذه البلاد إلا أمرا واحدا الأموالوالغنائم والأسلاب والسبي فأحبت أن تقطع رجاء العرب فيالبلاد بأن تقضي على كل معالم العمران فيها"( 3) " فقالت

للبربر : إن العرب إنما يطلبون من إفريقية المدائن والذهبوالفضة... فلا نرى لكم إلا خراب بلاد إفريقية كلها، حتى ييأسمنهاالعرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر"( 1) والحقيقة أنالعرب الفاتحين هم الذين أعطوا لنفسهم هذه الصورة السيئةالتي ترسخت لدى البربر فكان عملهم هذا على حد تعبير "وليممرسييه" : "تضحية وطنية، وقد أقدم عليها الوطنيون أكثرمن مرة إذ يفضلون خراب بلادهم على الاستعباد"( 2)، "ولقدكانت سياسة التخريب التي اتبعتها الكاهنة موضع جدا بين( Gateau) " الكتاب الأوربيين" فبروفنسال " يؤيد مقالة " جاتو
ويقول أنه من الواضح أن نسبة هذا العمل، الذي يخالف طباعالبربر إلى الكاهنة لابد أن تكون محلشك، ولا ريبأن العربوهم المسئولون الحقيقيون عما أصاب إفريقية من خراب البلاد:
الاقتصادي الزراعي، بعد ذلك بسنوات هم الذين نسبوا إلىبطلة الأوراسهذه الجريمة التي لابد أن نضيفها إلى حسابهم
.( دون أدنى ظل من الشك أو التردد "( 3
فيما يخصالجانب العسكري في ثورة الكاهنة، فقد تمثلفي مواجهتها لجيوش حسان بن النعمان، " إذ يذكر ابن دينار أنالكاهنة لما علمتبأمر حسان بن النعمان الغساني قدمتإليهفي عسكر عظيم ... والتقت به على واد مسكيانة بشرق القطرالجزائري"( 4) " ولم يستطع حسان الذي سارع إلى اعتراضها

الوقوف في وجه الحشود الضخمة التي تكتلت وراءها"( 1
" فتراجعت فلول جيشه في منطقة الجريد"( 2) "وتبع رجالالكاهنة حسان حتى خرج حدود قابسمنسحبا إلى ما وراءمدينة طرابلس، حيث أقام في موضع مازال إلى الآن يحتفظباسم قصور حسان ... وهكذا اضطر العرب إلى التخلي عنفتوحهم في إفريقية والمغرب للمرة الثالثة خلال عشرسنوات(من 65 ه إلى 74 ه)، وتطلب الأمر خمسسنوات طوال لكيتسترجع البلاد التي سادتها الكاهنة كخليفة لكسيلة، ورغمما يصفبه الكتاب تلكالمرأة من الشعوذة واعتناق اليهوديةأو الوثنية وسوء السيرة"( 3) " فإن الكاهنة لم تتعرضللقيروان
.( بسوء ولم تدخلها وإنما عادت إلى جبل أوراس"( 4
"وكانت قد أسرت بعد انتصارها على المسلمين في واديمسكيانة نحو ثمانينرجلا من أشرافالعرب أفرجتعنهم بعدانسحاب حسان من إفريقية وفي هذا يقول ابن عذارى: "وكانتالكاهنة لما أسرت ثمانينرجلا من أصحاب حسان، أحسنتإليهم وأرسلت بهم إلى حسان وحبست عندها خالد ابن يزيدفقالتله يوما: ما رأيتفي الرجال أجمل منك ولا أشجع وأناأريد آن أرضعكفتكون أخا لولدي"( 5)، "فكما فعل كسيلة عقب

وفاة عقبة، أطلقتالكاهنةسراح الأسرى العرب وأعادتهم إلى
.( حسان"( 1
وفي هذا يقول مرسييه يعلق على انتصار الكاهنة علىحسان و معاملتها لأسرى المسلمين: " وهكذا ضرب البربر_ للمرة الثانية _ مثلا في الإنسانية لهؤلاء الذين لم يكونوايتخذون أساليبأخرى غير العنف والقتل"( 2) واستمر انتصارالكاهنة لمدة خسسنوات فرضت فيها على حسان بن النعمانإقامة جبرية في برقة، ليتلقى بعد ذلك الدعم والإمداد مندمشق ولا نشك أدنىشك في أن حسان بن النعمان استفادكثيرا من الأخبار التي كان يزوده بها خالد ابن يزيد في معرفةأحوال الكاهنة وجيوشها وتنظيماتها وخططها الحربية، علىاعتبار إن خالد ابن يزيد كان يقوم بشبه جوسسة عند الكاهنة.
" وأمرت الكاهنة قبل المعركة الحاسمة بيوم أولادها بأن يسلمواأنفسهم إلى العدو، ولقد بين" كوتييه " في مقارنة موحيةكيفآن هذا الصنيع طبيعي بالنسبة لقائد بربري يضعسلطان عائلته على القبيلة فوق كل اعتبار. وخاضت الملكة وقدتقدمتبها السن معركة ميؤوسا منها في مكان ربما يكون قرب" طبرقة " ثم طوردت وخلصاؤها حتى الأوراس، وقتلت قرب بئرتسمى من ذلك الوقت بئر الكاهنة. وحمل رأسها مشهرا إلى
الخليفة، وبموتها انتهت فترة الدفاع البطولي"( 3) إلى حين.
القارئ للوقائع يتبين له جليا أن ديهيا لم تكن حاقدة على الاٍ سلام كما تتصور العقلية القومية العروبية ، بل كانت تجهله ، وما مناقشتها لأسراها المسلمين الثمانين ومنهم خالد العبسي ، اٍلا أصدق القول ، فهي تجهل كل شيء عن هذا الدين ، ومن هذا المنطلق فهي دافعت عن وطنها وأرضها وشرف أبنائها ، كما كان أجدادها يفعلون دائما ،وإذا كان الأعراب عاجزين عن التعريف بالإسلام فذاك شأنهم ، واٍن كان التواجد العربي والأعرابي في شمال اٍفريقيا مقترن بالاٍسلام و نشره ، أي ايصالعقيدة دينية بالسبل المتعارف عليها ، سلما أوحربا ،( واٍن كان حدسي ومطلعاتيالمتواضعة في الموضوع لم تبرز جهد العرب في نشر الاٍسلام سلما ، قدر عنايتهاباٍبراز التصادمات الدموية ، بين المسلم والكافر، والتي لم يسبقها تمهيد واستكشاف) ،وطبيعي أن تكون المقاومة للوافدين طويلة زمنيا، مهما كان نبل المسعى ، لأن الأمازيغليس بأمكانهم قبول معتقد جديد ، لم يطلعوا على كنهه ومحتواه ، فمنطق المواطنة هنايتغلب على منطق العقيدة ،التي تعد مجهولة عند الأجداد ، والمثل يقول من جهل شيئاعاداه ، وتقصير العرب الغزاة في ذلك بائن وجلي ، ولا غرو بأن العمل على نشرالاٍسلام بالسبل السلمية أفضل للجميع ، لأنه لا يترك ندوبا وأوشاما ، وجروحا يصعب برأها والتئامها ،ومن هنا نرى قدسية الدفاع على الأوطان بمنطق ذلك الزمان .ومن حق أبناء اليوم الٍاعتزاز بمقاومة اٍكسل وديهيا بالقدر نفسه الذي يعتز( بضم الياء)بحسان وعقبة وموسى ….. لأن البعض حارب لعقيدة ، والآخر دافع عن الوطن عن جهل لماجاء به الغازي والمعتدي .ثم أن الشروخات التي أحدثها الغزو في بداياته ، والتجاوزاتالتي حدثت باسم الاٍسلام ، بينت للأمازيغ بأن الوافد لم يأتي من أجل التمكين لعقيدة، بقدر ما جاء من أجل مغانم دنيوية ، فهو لا يختلف في كثيره عن غزاة آخرين سبقوه ،وبالتالي فهو غير مؤهل تماما للعمل باسم الاٍسلام وتعاليمة التي تسمو بكثير عن الأعمال المقترفة . ولا شك بأن ما أقدمت عليه الملكة (ديهيا ) المقاومة الأمازيغيةالشهمة، من تخريب لمقدرات مملكتها ، وحرق لزروعها وقطعا للأشجارها المثمرة ، اٍلاسبيلا وأسلوبا لاستبعاد الغزاة . كما أن النجاحات التي تحققت في عهد ولاية أبي المهاجر دينار المتاسمحة مع الأهالي ، اٍلا دليل على صدق المنحى، ورفض واضح للأساليب القسرية في الدعوة.

الغزو العربي للشمال الإفريقي . الغزوة السابعة 74 هجرية
غزوة حسان بن النعمان:
أكثر الغزوات تعدادا في جندها حسب المصادر ، غزوة حسان بن النعمان لغرض محو هزيمة زهير بن قيس البلوي ، الذي هزمته الملكة الامازيغية ديهيا والتي سماها العرب الامويين (الكاهنة)
جند جيش ضحم للقضاء على مقاومة ديهيا ، بلغ تعدادها أزيد من أربعين ألفا من جند الشام ، وبمجرد نهاية الغزو يتبخر الجند عائدا إلى المشرق أو أنطابلس ، حتى القيروان لم تكن معسكرا حقيقيا إلا ما بعد حسان بن النعمان وهزمه لديهيا البترية ، فاستقرار جند العرب المسلمين بالقيروان خلال الحملتين الأخيرتين بدأ فعليا زمن حسان، وتطور في عهد ولاية موسى بن نصير خاصة بعد خلق قاعدة متقدمة بطانجة تولى القيادة فيها طارق بن زياد.

الغزو العربي للشمال الإفريقي . الغزوة السابعة والثامنة الثامنة 85 هجرية
أيام حسان بن النعمان وموسى بن نصير ....سلطان السبي 85 للهجرة
وأنا أراجع معلوماتي على وقائع حصلت في بلادنا ،أيام الغزو العربي الاموي ، وجدت أن غزوة موسى بن نصير متفردة في زمنها لكونها تتويج لما سبقها ، ومتفردة لكونها فيصل بين بقايا الكفر وشيوع الإسلام ، فهي انتقال البلاد من حالة دار الحرب إلى دار الإسلام ، ومتفردة لأنها أقترفت من الجرم ما لم يكن في الحسبان، وهو ما يجعلني حائرا في أسلوب المواجهة أأجعله نمطيا كسوابقه أساير فيه المدد المعرفي ، أم أحيد عنه لأن ما أريد الإفصاح عنه لا يتطلب ذلك الزخم المعرفي ، وفي كلتا الحالتين لن يكون القول مرضيا ولن تكون الأحكام مستساغة ،لأن رضاية الناس غاية لا تدرك ، ولأن ألباب عبادنا سبق وأن ملئت وأُتخمت بنفائس التزوير والنفاق والكذب ، التي تحولت بمرور الزمن وبالتكرار إلى حقائق ثابتة يصعب محوُها أو استبدالها بما هو أصح وأصدق.
غزوة موسى بن نصير التي دامت أزيد من عشر سنين (95/85)،هي مكملة لما سبقها في استجلاب الأمازيغ للإسلام سلما أوكرها ، وسار موسى بن نصير من مصر تجاه افريقية دون إمدادات من الشام ،مرفوقا ومصحوبا ببعض المتطوعين من رجال القبائل العربية هناك. وحضي بتأييد بسر بن أرطأة ، وأولاد عقبة بن نافع ( أبو عبيدة ، عياض ، عثمان ) وطارق بن زياد الامازيغي ، ومحاط بأبنائه الخمسة ( عبد العزيز ، مروان ، عبد الله ، عبد الأعلى ، عبد الملك ،
وأهم أسلوب ابتدع في عهد حسان واستكمل في عهد موسى هو( أسلوب الرهن) ، فعند غزو قبيلة أو مدينة وينهزم أهاليها أمام الجبروت العسكري الاموي الذي يقتل ويسبي بما لا يرحم ، يلتجأ أكابر القوم إلى طلب الأمان والصلح ، فيشترط الغزاة رهائن منهم ومن شبابهم وأكابرهم(... فرغبوا في الصلح منه ، فوجه رؤساءهم إلى موسى بن نصير ، فقبض رهونهم ، يحتفظ بهم كضمان للخضوع ، ويقتلون في حالة مقاومة أهاليهم للعرب االامويين ، وبهذا الأسلوب أجبر الخلق على الخضوع ، لأن تمردهم يعني موت أبنائهم المرهونين عند العربالامويين ؟ وبهذا تمكن موسى بن نصير من إخضاع الأمازيغ لإرادته ، وكون من هؤلاء الرهائن جيشا أمازيغيا مسلما بنفس صفات مكونيهم ، ولعب هؤلاء دور الأساس في إسلام ذويهم ، كما كانوا اليد الطولى في غزو بلاد فاندالوسيا بجيش عرمرم، تشكلت نواته منذ أيام حسان بن النعمان واستكملت في عهد ولاية موسى بن نصير الذي أمَّر طارق بن زياد الأمازيغي على الجيش المرابط في طانجة بتعداد 12 ألفا وهو الذي سيكون رأس حربة في غزو الأندلس لا حقا .
فموسى بن نصير حسب المؤرخ المراكشي في بيانه أنه من لخم ، وأنه ابن لعبد الرحمن بن زيد ، كان مرافقا مخلصا لعبد العزيز بن مروان في استخلاص مصر من يد علي بن ابي طالب وضمها لبني أمية ، ونظرا لولائه كُلف بغزو قبرص ورودس ،
له سوابق خطيرة في احتجاز الأموال لنفسه ،عندما كان واليا على البصرة ، فلولا صديقه عبد العزيز لقتل ، فهو الذي أصلح حاله ،وأشفع له عند أخيه عبد الملك بن مروان ، وجعله وزيرا على مصر ، ثم عينه واليا على المغرب بعد عزله لحسان بن النعمان.، واستمرت مدة ولايته عليها أزيد من عشر سنوات قضاها في الغزو والسبي ، ونُسجت حوله هالة من التقديس والعظمة في نظر من يماثلونه في التوجه ، والذين سجلوا له مناقب كذبا وزورا لا يحصيها العد ، فهو الذي رد الخطر البيزنطي من البحر، ومنع التواصل بين بيزنطي الداخل والخارج بنقلهم نحو الداخل لمراقبة فعالياتهم ، كان ينقل العجم من الأقاصي إلى الأداني
نشًّط البحرية وأرسل (عياش بن أخيل) لغزو صقلية وعاد بغنائم وفيرة وبعث بنفيس المغنم إلى صديقه ورفيق دربه عبد العزيز بن مروان ، وإلى خليفته عبد الملك لرد الجميل على تعيينه ، وإثبات مقدرته على السلب والكسب ، ليظهرَ بمظهر أفضل مما ظهر به الحجاج بن يوسف الثقفي عندهم ، ناهيك عن غزو الأندلس التي ، التي أضافت إليه طموح التفكير في فتح القسطنطينية من الغرب ، لولا منع الخليفة الوليد لمغامرته ، وبذلك أراد تكرار تجربة حنبعل القرطاجي في غزوه لروما عبورا للألب ,وأكتفي بهذه الإشارات لأن بطون الكتب متخمة بتبيان الجانب المنير دون المظلم ، هذا الأخير الذي يحتاج إلى وقفات ووزن وتقدير .
الغوص في أفعال الرجل ، ورؤيته بمنظور محلي ، وبعيون أمازيغية لا عيون مشرقية عربية ، يظهر حقيقة الجناية في حقنا وحق ذوينا وهويتنا التي سلخوها بوجه لاحق فيه وباسم الإسلام ، والإسلام يقول( َيا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
فقد أفرد المؤرخون صفحات طوال عراض لأفعاله المشينة ، وساختصرُ بعض المقتنيات منها على ( سبيل المثال لا الحصر ) في الاتي :
1:وقال الليث بن سعد: إن موسى بن نصير بعث ابنه مروان على جيشٍ، فأصاب من السبي مائة ألفٍ، وبعث ابن أخيه في جيشٍ فأصاب من السبي مائة ألفٍ أخرى، فقيل لليث: من هم? قال: البربر، فلما جاء كتابه بذلك، قال الناس: إن ابن نصير والله أحمق، من أين له أربعون ألفاً يبعث بهم إلى أمير المؤمنين في الخمس? فبلغه ذلك فقال: ليبعثوا من يقبض لهم أربعين ألفاً، فبلغ الخمس يومئذ ستين ألف رأس
2:وكتب ( طارق بن زياد) إلى موسى بن نصير بالفتح، فحسده موسى على الإنفراد بهذا الفتح العظيم، وكتب (موسى بن نصير )إلى الوليد يبشره بالفتح وينسبه إلى نفسه، وكتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره، ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحقه، وسار مسرعاً بجيوشه، ودخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري، فتلقاه طارق وقال: إنما أنا مولاك، وهذا الفتح لك،وأقام موسى بن نصير غازياً وجامعاً للأموال نحو سنتين، وقبض على طارق.)
3:قال ابن قتيبة : فتح موسى بن نصير سَجُومة وقتل ملوكها ، وأمر أولاد عقبة (عثمان ،وعياض ، وأبا عبدة) أن يأخذوا حقهم من قاتل أبيهم ، فقتلوا من أهل سجُومة ستمائة (600) رجل من كبارهم .[9]وهو أسلوب استخدمته فرنسا بقتل أبرياء من عائلات المجاهدين ، انتقاما لقتلاها في المعارك.

4:و ذكروا أن موسى أرسل عياش بن أخيل الى هوارة و زناتة في ألف فارس فأغار عليهم و قتلهم و سباهم ، فبلغ سبيهم خمسة آلاف رأس ، و كان عليهم رجل منهم يقال له كمامون ، فبعث به إلى عبد العزيز في وجوه الأسرى، فقتله عند البركة التي عند قرية عقبة فسميت بركة كمامون.
5:و ذكروا أن موسى بن نصير كتب إلى عبد العزيز بن مروان بمصر يخبره بالذي فتح الله عليه ،وأمكن له ، و يعلمه أن الخمس بلغ ثلاثين ألفا ، و كان ذلك وهما من الكاتب ،فلما قرأ عبد العزيز الكتاب ،دعا الكاتب و قال له :ويحك ! اقرا هذاالكتاب ، فلما قرأه قال هذا وهم من الكاتب فراجعه ،فكتب إليه عبد العزيز :انه بلغني كتابك و تذكُر فيه أنه قد بلغ خمس ما أفاه الله عليك ثلاثين ألف رأس ،فاستكثرت ذلك ، وظننت أن ذلك وهم من الكاتب ،فاكتب إلي بعد ذلك على حقيقة ، واحذر الوهم ,فلما قدم الكتاب على موسى كتب إليه ، بلغني أن الأمير أبقاه الله يذكر أنه استكثر ما جاءه من العدة التي أفاه الله علي ،وأنه ظن أن ذلك وهمٌ من الكاتب، فقد كان ذلك وهما على ما ظنه الأمير ، الخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم .قال : فلما أتى الكتاب إلى عبد العزيز و قرأه ملأه سرورا.
6:و ذكروا أن الجواسيس أتوا موسى بن نصير فقالوا له : إن صنهاجة بغرة منهم و غفلة ،وأن إبلهم تنتج و لا يستطيعون براحا ،فأغار عليهم بأربعة آلاف من أهل الديوان و ألفين من المتطوعة و من قبائل البربر (التي دخلت في الاسلام و انضمت للجيش ) ،و خلف عياشا على أثقال المسلمين و عيالهم بظبية في ألفي فارس , و على مقدمة موسى عياض بن عقبة ,و على ميمنته المغيرة بن أبي بردة ،و على ميسرته زعة بن ابي مدرك ،فسار موسى حتى غشى صنهاجة و من كان معها من قبائل البربر و هم لا يشعرون ،فقتلهم قتل الفناء ، فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس ، ومن الإبل و البقر والغنم والخيل و الحرث والثياب مالا يحصى ، ثم انصرف قافلا إلى القيروان.
7:ثم ان عبد الله بن مرة قام بطالعة أهل مصر على موسى في سنة تسع و ثمانين ،فعقد له موسى على بحر افريقية ،فأصاب سردانية ، و افتتح مدائنها ، وبلغ سبيها ثلاثة آلاف رأس ,سوى الذهب و الفضة.
8:وغنم ( موسى بن نصير ) أموالا كثيرةً جزيلةً، ومن الذهب والجواهر النفيسة شيئا لا يحصى ولا يعد، وأما الآلات والمتاع والدواب فشيء لا يدرى ما هو وسبى من الغلمان الحسان والنساء الحسان شيئا كثيرا، حتى قيل أنه لم يسلب أحد مثله من الأعداء، ....، وكان إذا سار إلى مكان تحمل الأموال معه على العجل لكثرتها وعجز الدواب عنها
السؤال المحير:
هو لماذا تغافل الامويون على تطبيق آيات الجهاد دون حصافة وتأويل يناسب المواقف التي اعترضتهم ؟؟، فمن باب العدل أن يعاملَ العربُ الامويون أهالي البلاد المفتوحة بمثل ما عوملوا به أثناء كفرهم ، فكفارهم ايام النبي عليه الصلاة والسلام هم الذين اعتدوا على المسلمين قتلا وتعذيبا وتغريما وتهجيرا ،وليس العكس ، وآيات الجهاد في سورتي ( التوبة )و(محمد) و(البقرة ) نزلت في حقهم معاملة بالمثل أو رد فعل إلاهي ضد جبروتهم ،َ(قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ
وشتان بين الجهادين الدفاعي والهجومي ، فالأمازيغ لم يحتكوا بالإسلام ولم يعرفوه ، ولم يحاربوه ، بالطريقة التي فعلها عرب قريش ، فكان الأجدى الدعوة للإسلام بينهم سلما وبالتي هي أحسن ،وإعطاء وقت مناسب للنظر والفهم ، عن طريق إرسال الدعاة إليهم ، والإتصاف بالمثل العليا لجلبهم، وإثبات نواهي الرحمن وعطفه ورحماته في دنيا الواقع تطبيقا وممارسة من قبل الغزاة ، تماما كان يفعل الرسول الأكرم مع الكفار الذين أحاطوا به ، أو كما فعل صحابته الكبار ، وفي قصة الخليفة عمر رضي الله عنه مع المرأة اليهودية أسطع دليل عن ذلك ، لأن العرب هم كانوا في الأصل كفرة فجرة أو أشد ، مصداقا لقوله تعالى(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ، تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ، كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ ، فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا) ،
والأمازيغ لم يهاجموا الإسلام في أرضه و دياره ، كل ما فعلوه هو الدفاع المشروع عن بلادهم وأراضيهم وأرزاقهم وعيالهم ضد جبروت سياسي أموي أشد ظلما من جبروت الوندال والبيزنطيين والرومان، لأنه اتخذ من الإسلام غطاء لتحقيق طموحه ومآربه في التوسع والكسب الحرام .
أحدثت غزوات موسى بن نصير هلعا ورعبا في نفوس الأمازيغ ، فأخذوا يستأمنون العرب على أنفسهم ويستسلمون تدريجيا لهم ، وبذلك نجح في اخضاع المغرب كله باستثناء سبتة المنيعة ، وهو في ذلك كله مهتمٌ بما كان يجنيه من مغانم وسبايا ، ولم يكن يحفل بما تتركه هذه الغزوات العنيفة القاتلة في نفوس المواطنين الأصليين ، وبذلك تأصل الحقد ، ونمت الكراهية للعرب في نفوس الأمازيغ ،خاصة بعد أن سكنها كل فظ غليظ من الأعراب
وقد أخطأ موسى بن نصير التقدير وعجز عن فهم بعض من الخصائص فيهم ، فهم في حقيقتهم أقبلوا على الإسلام حبا في المساواة لا طلبا للإستعباد ، وهم جنس غضوب ومحارب ، لا يختلف كثيرا عن العرب في طبائعه، فلهذا وجد فيهم العربُ عداوة أشد مما لقوه في مواطن أخرى عند الفرس أوالروم ، لهذا انقلبوا بعد إسلامهم إلى صفوف المعارضة بتبني الفكر الخارجي ( الصفري والإباضي ) لعله يكون مخرجا منصفا في حقهم .
فغزوة موسى بن نصير ، هي غزوة الأسلاب والسبايا ، فيذكر المؤرخون العرب أن سباياه زادت عن ثلاثمائة ألف رأس ( 300 ألف ) ، فكانت بلادنا آنذاك مصدرا أساسيا لجلب العبيد الذين زودوا أسواق النخاسة المشرقية بأصناف شتى من بناتنا اللواتي سقن قهرا نحو المشرق ، وتنافس الأمراء والخلفاء على شرائها لاستخدمها في العمل الإجتماعي والتسري لترقيتهن إلى ( أم ولد ) في حالة الإنجاب من سيدهن ،
تروي المرويات أن 34 من أصل 37 من خلفاء العباسيين أمهاتم سبايا و من أصول غير عربية ، ولكم أن تتصوروا المعاناة التي يتعرض لهن هؤلاء النسوة ، وباسم الإسلام الذي يدعوا إلى تجفيف منابع الرق
وفر الامازيغ للعرب الامويين في عهد موسى بن نصير قوة إضافية جعلوها رأس حربة غامروا بها في غزو الأندلس، ثم التحقوا بهم لجني المكاسب المادية والمعنوية لصالحهم حسب ما يشير إليه المؤرخ ( دوزي)،بقوله : "( أما موسى وأصحابه العرب، فلم يعملوا أي شيء غير جني ثمار انتصار طارق والاثنا عشر ألف بربري على جيش القوط
عاد موسى بن نصير نحو الشرق ومعه مولاه طارق بن زياد بعد أن نصب ولديه على ولايتي الأندلس والمغرب ، وبعد أن أتم له غزو( أكثر الأندلس ، و رجع إلى إفريقية وله نيفٌ وستون سنةً، وهو راكب على بغلٍ اسمه كوكب ،وهو يجر الدنيا بين يديه جراً، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والجواهر والتيجان والثياب الفاخرة ومائدة سليمان، ، وأخذ معه مائةً من رؤوس البربر، ومائة وعشرين من الملوك وأولادهم، وقدم مصر في أبهةٍ عظيمة مهما ذكرنا وقلنا ، فإن ما نقوله لا يمثل سوى قطرة من بحر
سياسة قادة الغزو الاعرابي الاموي المبهمة ،التي لم تفصح عن حقيقتها : أهي نشر للدين ؟؟ أم حب السيطرة ،وشهوة الغزو والمغنم ، وكثرة السبي ، ؟؟ ، فكانت البلاد بذلك مصرعا للتجاذب شابه الإستعطاف والإكراه والتعسف ، قابله التحدي والعناد بين أقوام وافدة تظهر سيفا ودما ، وتنشد إسلاما ؟ ، وأخرى أصلية أصيلة تنشد الأمن والحرية ، وهم الذين فهموا بعضا من تعاليم الإسلام بعد كبير عناء ، وأدركوا بعد لأي ، بأن ما يطبقه الغزاة من جور وتعد هو سياسة أموية مقرفة ، لا علاقة لها بالدين الحنيف ، فاقتنعوا بالإسلام واستعدوا لمقارعة الجبروت الأموي تحت خيمته لا خارجها ، بفكر خارجي ( صفري وإباضي) معارض وافد وجد ضالته بين الأجداد لتشابه في الهوى والمطمح
الغزوات .. نفحة جاهلية:
*اعتاد العرب على تسميته الغارات التي يقومون بها بالغزو بمعناه القبلي أو البدوي ،الذي يعني قيام أحد القبائل بالإغارة على قبيلة أخرى ، أو على قافلة في عرض الصحراء ،بدون أي سابق عداوة ، وبدون سابق إنذار، بغرض وحيد وهو السلب ،واستمر الحال أثناء التوسع الإسلامي الذي نسميه بالفتح ، وقد ابتعدوا في ذلك عن جوهر الدين، وحافظ العرب الامويون على طبائعهم الجاهلية ومارسوها حتى باسم الإسلام ، فهم يعتقدون أن كثرة الأسلاب وما يرافقها من السبي هو عنوان للقوة والمنعة ، ، دون الإكتراث إلى ما يتركه ذاك العدوان في نفوس الذين وقع عليهم الإعتداء ، وأنه لا يتطابق ورسالة الإسلام الداعية إلى توصيل العقيدة للأمم الأخرى بالسبل السلمية لا الزجرية العنيفة ، (ولو كنت فضا غليضا لانفضوا من حولك) .
** العبودية إذلال للإنسانية .
*وكثيرا ا استنكرت في قرارة نفسي ،وأنا أطالع كتب التراث التي تمجد غزو الآخرين و السيطرة عليهم ، وتظهر مدى الإعتزاز بوفرة المغنم وكثرة السبي من الفتيات والغلمان الذين يتم استعبادهم عند هزيمة العدو ، والذين يعدون بالألاف ، يقسمون بين جندالإسلام في حصص ، بعد أن يخصم الخمس لبيت مال المسلمين ، يُساق هؤلاء العبيد قطعانا وسط عويل وبكاء ، ويفصل بين البنين و البنات ، وتوزع الأسهم على الجند ، وأثناء التوزيع قد تشتت الأسرة ، فيذهب الأخ ناحية ، والأخت ناحية أخرى ، ويكثر البكاء والعويل بين الأسرى ، سهم الجند من السبي يضطر إلى بيعه غالبا في سوق النخاسة ليحوله إلى دنانير ذهبية يعود بها للشام أو الحجاز ، هذا تشريع إسلامي معمول به في كل الغزوات التي قام بها المسلمون ، فلا استنكار لها في كتب التراث ولا في كتب الفقهاء ، واستغربت كيف أن أبا الدرداء استنكر ونقم على ما شاهده في قبرص ، واعتبره ترك لأوامر الله بصيانة النفس البشرية من الظلم ، ومن هنا يتضح أن الصحابة أنواع وأصناف ففيهم المساير للسياسة الأموية الجبرية ، ومنهم من استنكرها وأبان عيوبها على شاكلة أبي الدرداء فيما صرح به لمحاوره جبير بن نفير ، وأُصاب بنكسة عندما يقول المشايخ بأن الإسلام جفف منابع الرق ، وأنصف العبيد ، ويظهر من خلال دراسة التاريخ خلاف ذلك كله ، فالرق تكاثر بفعل الغزوات التي تذكر تجاوزا بالفتوحات ، فيذكر المؤرخون أن أسواق النخاسة نشطت أيام انتشارالإسلام ، فبلاد المغارب مثلا كانت تعرف بمخزن العبيد ، فقد حول موسى بن نصير وحده 300 ألف منهم لدار الخلافة بدمشق ، فقصور الخلفاء والأمراء والقادة والوزراء تعج بسبايا افريقية ، التي غدت في نظر العرب أرض المغانم والأسلاب والسبي،أرض أكوام الورق ،وقناطير الذهب و السبايا الجميلات ، فالزنج عندما ثاروا ضد العبودية كانوا على حق ، فقد خاضوا ثورة لإفهام عرب آل العباس بأن السبي والعبودية ليست مقصورة على الملونين من بني البشر ، فقد تتعداه إلى العرب بالذات الذين أصبحوا أسرى وعبيد عند الزنج ، ليذوقوا ما كانو يقترفونه ضد العبيد .
" ومن مظاهر التمايز العنصري، تجنيد البربر كمشاة فيالحملات والجيوشالتي كان الولاة يبعثونها لغزو الجزر البحريةفي البحر المتوسطأوفي المغرب الأقصى وبلاد السودان، وحرمعليهم العمل كفرسان، إذ حظي العرب وحدهم بتلك الميزة،
أكثر من ذلك كان البربر يتقدمون الصفوف، فيفنى منهم منيفنى لتلقيهم الضربات الأولى وبعد المعارك كان العرب وحدهميستأثرون بالمغانم والفيء من دون البربر " فقد استعملهم العربكوسيلة لتحقيق أغراضهم الاقتصادية وإشباع نهمهم منالأموال، في غزواتهم في صقلية وسردينية وبلاد السوس"والتي
.( لم يكن لها من هدف سوى السلب و النهب"( 2
وكل هذه العوامل والمظاهر العنصرية أحدثتتمايزا بينالعرب والبربر، تمايز عنصري كان أحد السمات البارزة للدولةالأموية التي أنبتت هياكلها الاقتصادية على نظام الفتوح ومايوفره من مداخيل مالية ناتجة عن ضرائب الجزية والخراج والغنائموالأسلاب والسبي...حتى ارتبط لدى هذه الدولة وخلفائهاوولاتها، ما هو عنصري بما هو اقتصادي، فكان ضروريا عليها أنتكون دولة عنصرية لتضمن تدفق مصادر اقتصادها، الذي قديتعطل بتعطل مداخيل البلاد المفتوحة، " فقد كان المعروف أنأوامر الدين تسقط الجزية في الحال عمن يسلم من الذميينفي

دار الإسلام ولا تجبر هذه الجزية إلا ممن بقي على دين أسلافه، فكانأن أخذت الملة الإسلامية تتلقى كل يوم في أحضانها جماعاتمن المسلمين ... فقل دخل الخزينة قلة عظمى من ذلك مثلاخراج مصر بلغ في خلافة عثمان 12 مليون قطعة، ثم ما لبث أنتدهور في خلافة معاوية حتى بلغ 5 ملايينقطعة وذلك من جراءإسلام معظم الأقباط، ثم تدهور إلى أكثر من هذا زمن الخليفةالورع عمر بن عبد العزيز الذي لم يبال بالأمر حتى لقد بعث إليهأحد جباته رسالة يقول له فيها : لو استمر الأمر على هذا المنوالطويلا في مصر لجب الذميون ديانتهم ولأسلموا وقل الخراج فيبيت المال. فأجابه: وددت لو أسلموا فما بعث اللهنبيه جابيا ولكنهاديا"( 1)، لكنسياسة عمر هذه لم تستمر، فبوفاته، عاد الخلفاءبعده إلىسيرتهم الأولى المبنية على العنصرية الاقتصادية إنصح التعبير، فازدادت الفوارق بينالعرب وغيرهم من الشعوب،
فأصبحت البنية الاجتماعية للمجتمع الإسلامي تتشكل في
العصر الأموي من طبقتين أساسيتين:
الطبقة الأولى: وهي الطبقة الأرستقراطية العربية
الحاكمة التي تتربع على قمة هرم اتمع الإسلامي وتتصدره.
الطبقة الثانية: وهي الشريحة المستضعفة من اتمع،
التي تتشكل من الموالي وهم أهل الأمصار المفتوحة وعلىالرغم من إسلامهم إلا أنهمظلوا مندرجينفي الطبقة المحرومة
.( سياسيا واجتماعيا واقتصاديا"( 2
مظاهر:
" الغنائم والهدايا: التي كان الولاة يبعثون بها إلى
الخلفاء.
السبي: وقد نشط خاصة أيام الفتح، وبعد إسلام البربرلجأ الولاة إلى تسيير حملات عسكرية إلى الأطراف النائية
كمنطقة سوسالأقصى.
التخميس: ويمثل ذروة تعسفالإدارة الأموية في المغرب فيالميدان المالي بحيثتم اعتبار البربر أنفسا وأموالا خمسالغنائم
يحق للولاة حق التصرف فيه.
الضرائب: وكانتنتيجة لتوقفالفتوحات وبالتالي توقفتدفق الغنائم فتمسن نظام جبائي يعتمد أساسا على الخراج
.( والجزية"( 2
وهذا التعسفالاقتصادي أمر مفهوم ومعروف، "فمسؤوليةالخلافة الأموية ترجع إلى أطماعها في خيرات بلاد المغرب منذ

السنوات الأولى للفتح، حيث بلغ جشع بعضقوادها مداه،
فكانوا يسترقون أبناء البربر حينيعجزون عن دفع ما عليهممن أموال... وبعد إتمام الفتح عول الولاة في القيروان على إتباعسياسة مالية جائرة فأرهقوا البربر بالمغارم والجبايات واعتبروابلادهم دار حرب حتى بعد اعتناقهم الإسلام، فقد طبقتالسياسة التي استنها الحجاج في كافة الولايات الإسلاميةلأنهاضمنت للخلافة مزيدا من الأموال، وتقضي هذه السياسةبعدم إسقاطالجزية عن الموالي أسلموا أم لم يسلموا، فضلاعن إرهاق الفلاحين بمزيد من الضرائب غير ضريبة الخراج" ، "فكانالولاة يتنافسون في جمع الأموال إرضاء للخلافة من ناحية،
وكسبا للأنصار وإشباعا لنهمهم من ناحية أخرى، فعكفوا علىإرسال الحملات والجيوشتضرب في أطراف المغرب أو تهاجم الجزرالبحرية في البحر المتوسطبغية السلبوالنهب"( 1)، "يدل علىذلكماشاع على الألسن في ذلكالعصر من إطلاق تعبير: أكل
.( الولاية وحلبها كما تحلب الناقة"( 2
"وكانت طريقة الجباية التي فرضها المنتصرون مكروهةحسب رأي الفقهاء، ففي الموعد أو الموسم المحدد لها يتوجهالمكلفون الذين تقع عليهم الضريبة إلى ديوان الخراج حيث يتخذصاحبه العربي أريكة عالية، فكان الرجل يتقدم بخضوع باسطايده اليمنى و فيها قيمة الضريبة فإذا امتدت إليها يدصاحبالخراج يتلقى حاملها صفعة على رقبته من أحد مساعدي هذا

الأخير تدفع به حتى الباب وكان مسموحا للجمهور حضور هذاالمشهد ... أما الذين يعجزون عن دفع الجزية المفروضة عليهمفكانوا يخضعون للتعذيب بحرارة الشمسالحارقة أو بصبالزيتعلى الضحايا ... وفوق ذلككانوا يجبرون على تعليق حجارةأو جرار ممتلئة بالماء في أعناقهم ويكرهون على الوقوف موثقينلساعات طويلة على قدم واحدة مما يحول دون استطاعتهم بعدذلك السجود للصلاة"( 1) "فكان العرب يعاملون بدون شفقةولا رحمة المسلمين الذين لم يمضوقت طويل على إسلامهم
.( وخاصة منهم البربر"( 2
"ونتيجة حتمية لهذه التجاوزات فقد فشل خلفاء بنيأمية في تحقيق الحد الأدنى من الهدوء والطمأنينة في نفوسالرعية التي تشبعت بروح الإسلام وعرفت تعاليمه ومبادئه ورأتبأن الأمويين لم يتمكنوا من وضع أساسلاستقرار العلاقةالمتكافئة مع سكان بلاد المغرب"( 3)، فلم يكن من السهل علىبني أمية التحرر من عقليتهم التجارية القديمة والتخلصمنهاومن نزعهم الشديدة للربح والاكتساب، فقد انعكستعلىسياستهم المالية مع الرعية ... فتورطوا بذلك في جمله منالأخطاء والممارسات السلبية، ولم يكن لهم أي اهتمام، فيمايبدو، بقضايا شعوب المغرب الإسلامي لأن أكثر اهتمامهمكان منحصرا في مزيد من المال، لتطويع المعارضين وضرب

ما فعله الاعراب الامويون من اجرام لا نقبله كامازيغ:
هل ما فعله الاعراب الامويين في غزوهم لبلاد الامازيغ من تعد على غيرهم من الأقوام تحت شعار النشر لدين الله أمرا مقبولا عقلا ودينا ؟ بينما هو نشر للعربان ونهب وسبي وقتل الامنين كل ما نعلمه أن القرآن أشار في آيات كثيرة (على سبيل المثال لا الحصر) للأمر في أمر تبليغ رسالته قائلا : 1)(وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِى عَمَلِى وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِىءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (يونس: 41.) 2)(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ» (النحل: 82) 3)فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (الغاشية: 21،22). 4)...قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (الكهف 29) 5) ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.( النحل : 125) 6)...إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء) القصص56) الى هذا الحد المنتقى من آي القرآن ، يتضح أن عقيدة الإسلام سلسة متسامحة ، أمرُ الإيمان فيه تقديره رباني وليس بشري ، وأنه لا يتأتى عنوة ولا قسرا ، فهو يأتي عن اقتناع وفهم وايمان، وأن الرسول لم يُؤمر بالقتال والقتل لايصال رسالته ، وإنما ِأمر بالدفاع عنها في حيزها المكاني والزماني ، والتبليغ السلمي عنها ، لا مكان فيه للتعنيف وجهاد الطلب ، فهو المبشر النذير الداعي الى الله بإذنه ، وهو السراج المنير الذي يضيء الدروب المظلمة وينير العقول المتحجرة ، وهو ليس من الجبارين ولا المسيطرين حسب وصف الله له
فالواقع والمنطق التاريخي يثبت إثباتا لا يقبل الاعتراض، أنالخلافة المركزية من خلال ولاتها في بلاد المغرب، سقطت فيممارسات سلبية بل ودنيئة تجاه المغاربة أدت بهم في النهايةإلى إعلان الثورة، التي ستؤدي إلى الانفصال عن هذه الخلافةالتي لم تعد في نظرهم مؤهلة لأن تحكمهم باسم الإسلام،
ليدخل الغرب الإسلامي مرحلة جديدة وهي بداية تكوين دول بلوإمبراطوريات مغربيةستعرفمجدا كبيرا، وستطبق نظرياتهافي الحكم والعدل والمساواة، والإحسان ...، بعد أن غابتهذهالمبادئ أو بالأحرى تم تغييبها زمن حكم الولاة، " الذين لم يكتفواباضطهاد خصومهم من الحي العربي، فحسب، بل لم يتورعواعن الإساءة إلى أهل المغرب وخصوصا بعد انتهاء عهد الخليفةالأموي الورع، عمر بن عبد العزيز، الذي سلك سياسة إصلاحيةفي كافة االات مستأرجاء الخلافة، وهي إعادة الدين الإسلاميإلى أصوله الأولى، وتطبيق أحكام الشريعة على جميعالمسلمينفي مختلفأقاليم الدولة دونما تمييز، فقد أعاد الهدوءوالطمأنينة إلى قلوب المسلمينبهذه السياسة الحكيمة،
سياسة الغزو الاعرابي فشلت كذلك في الاندلس :
فكان الأجدى على الخلافة توجيه الدعاة الى الأماكن المراد نشر الإسلام فيها قبل غزوها ، تماما كما فعل دعاة المذاهب من عبيدية وشيعية و اباضية ... دون الحاجة الى نقل الجيوش الجرارة لتمكينها من البلاد والعباد ، فالحاجة أكيدة لنشر الدين بين الناس وزيادة عدد المسلمين وليس استبدال ساكنة بأخرى تذرعا بنشر الإسلام ،وهو ما وقع فعلا في غزو الأندلس التي انتقل إليها الأمازيغ والعرب بعد تفريغها من ساكنتها الأصليين ، وعندما سقط الحكم الإسلامي بها عام 1492 ، رُدت إلينا بضاعتنا البشرية دون تأثير يُذكر ، فعاد سكانها الأصليين لديانتهم المسيحية القديمة ، وكان المفروض هو ارسال قلة مؤمنة مؤثرة تنشر الإسلام بين المجتمعات الجديدة ، وليس إغراقها بأجناس جديدة غريبة على المجتمع تتسيد على الجميع وتجعلهم من سقط المتاع ، موالي من الدرجة الدنيا ، فيصبح الدين في حماية وذمة معتنقيه بقوة الحجة والإقناع وليس الذين نشروه وبلغوه
التاريخ لم ينقل لنا كما وقع فعلا
فجل القادة والجيوش التي وصلت مواطن الأمازيغ على مدار أزيد من( السبعين عاما ) هي في حقيقتها خادمة لأجندة سياسية توسعية أموية أكثر منها نزوعا إلى تبليغ رسالة الرحمن ، فكانت الغلبة للدنيا أكثر منها للدين ، غير أن أصباغ السياسة وإلباس الحق للباطل هو السمة المميزة لأقوال المؤرخين الذين كانوا غالبا أفاكين أبواقا للسلاطين ( مؤرخوا البلاطات ) الذين نقلوا لنا طرائف الحكام وساديتهم وصراعاتهم على الحكم ، وأخبار حريم سلاطينهم وأخبار جواريهم وغلمانهم ،وحاولوا تلميع الصور وتبريقها
لينتشر الإسلام في بقاع الأرض الواسعة، تحتاج رسالته إلى من يعكس قيم الإسلام الخالدة ويمثل أخلاقه النبيلة أحسن تمثيل. يحتاج الإسلام إلى رجال ونساء أقوياء يرفعون راية الإسلام عاليا، فقط بالكلمة اللينة والسلوك المستقيم في القول والفعل. فأمثال هؤلاء هم من حمل الإسلام على أكتافه إلى أعماق الهند والسند وإلى مشارف أوروبا وأدغال إفريقيا، وساهم في استمراره وديمومته إلى الآن.
كان من الطبيعي أنينظر الأمازيغيون إلى الفاتحين، نظرة المغزو للغازي، لاسيما أنالعرب كانوا يطرقون الأبواب، مصحوبين بقضهم وقضيضهمعلى حد تعبير ابن عبد الحكم، مسلحينمستعدين للقتال،
ظاهري الرغبة في السبي والغنم، _ كما رأيناسابقا _ فلا غرابةوالحالة تلك أن ينهضالأهالي لرد ما يرونه هجوما استعماريا منالنوع الذي كان لهم به سابق عهد ... ومن هذا المنظور ينبغيأن يفهم دور كل من " كسيلة " في مقاومته عقبة بن نافع،
و " داهيا " (التي لقبها العرب بالكاهنة) في تصديها لجيوشحسان بن النعمان، و" ميسرة "، ثم " عبد الحميد الزناتي " فيمواجهتمها للجيشالأموي العرمرم "( 4)، " ومن هنا كذلكنفهم رواية ابن خلدون عن أبي زيد القيرواني قوله: ارتدت البربر
اثنتي عشرة مرة من طرابلسإلى طنجة، وأجاز معه (أي طارق)
كثيرا من رجالات البربر برسم الجهاد فاستقروا هناك فحينئذاستقر الإسلام بالمغرب وأذعن البربر لحكمه"( 1) فالمغاربةشنوا مجموعة من الثورات، سواء على عهد الفاتحين، أو عهدالولاة، لم تنتهي إلا بثورة المغاربة الكبرى التي أعلنوا من خلالهاالاستقلال النهائي والتام عن المشرق ، وعن السلطة المركزيةهناك ليؤسسوا دولا مغربيةستتحول إلى إمبراطوريات كبرى
تزعمت الغرب الإسلامي لفترة طويلة.
استمرار الثورات الامازيغية على الحكم الاموي:
أما أثناء حكم الولاة فقد كانت بوادر الثورة تلوح في الأفق
منذ البداية، بحيث قتل يزيد بن أبي مسلم على يد حرسه من البربر بعد ما أظهر تجاههم من عنصرية واضحة فيما اضطرعبيدة بن عبد الرحمان السلمي إلى مغادرة البلاد خوفا على
مصيره.
على أن الاندلاع الحقيقي للثورة كان في ولاية عبيد الله بن الحبحاب، نتيجة الضغط الكبير الذي مارسه هذا الوالي في سياسته تجاه المغاربة، الذين ضاقوا من السياسة الأموية

ولم يبق أمامه سوى الحل الثوري للحصول على حقوقهما لسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
" فكان تحرك البربر في عهد هشام، جزءا من التحرك الثوري العام الذي اجتاح ولايات الدولة الأموية، من المغرب حتى أواسط آسيا في المشرق، مرورا بالانتفاضة العلوية الأخيرة في العراق،
وإذا كانت قوات الخلافة قد نجحت في تجميد الانفجار وتطويق تمرد الترك ... وإذا كانت هذه القوات نفسها قد سحقت في وقت لاحق حركة زيد بن على، وهي مجرد مشروع للثورة، لم يكتمل بعد، فإن التحدي الكبير الذي جابه النظام المركزي الاموي في أقاصي المغرب كان من العنف بحيث أن محاولاته التأديبية، باءت في معظمها بالفشل، فسكوت دوي الثورة كان مؤقتا فقط،لأنها تواصلت أثناء التواجد العباسي في المغرب وأسفرت عن تكوين دول مستقلة متعددة.
وقبل البدء العسكري للثورة الامازيغية على الاعراب الامويين، عبر المغاربة عن نضجهم"واتزانهم في معالجة الأمور الساخنة بحكمة، وعدم تسرعهم في الاندفاع نحو استعمال العنف، فآثروا الاتصال بالخليفة نفسه لاستطلاع رأيه في تصرفات الولاة، وإطلاعه على ما نال الرعية منهم ومعرفة وجهة نظره في الانتهاكات التي يرتكبها عماله وولاته، فشكلوا وفدا من بعض شيوخ القبائل المغربية ووجهائها، بلغ عددهم أكثر من عشرين شيخا برئاسة ميسرة المطغري ويتضح من عدد الوفد أهميته وخطورة المهمة
التي تكفل بها وتوجه الوفد إلى دمشق راغبا في مقابلة الخليفة هشام لمطالبته بإصلاح الوضع في المغرب، ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول إليه، إذ منعهم كاتبه وحاجبه(الأبرش)
عند ذلك دار حوار بينه وبينهم، وتركوا له شكوى من عدة نقاط يقدمها للخليفة، وسجلوا أسماءهم وألقابهم في عارضة. ليطلع عليها الخليفة هشام ذاته
والأكيد أن الوفد كان بليغا في التعبير عن الأوضاع التي آل إليها المغرب وعبر بطريقة واضحة عن مطالب أهله، وخاطب أعضاؤه الحاجب الأبرش خطابا يحمل الكثير من الأسى والألم من جراء ما اعتاد الولاة على اقترافه في حق المغاربة، ومما جاء في الشكوى التي قدمها الوفد ما يلي: " أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده، فإذا أصاب نفلهم دوننا وقال: هم أحق به، فقلنا:
هو أخلص لجهادنا لأنا لا نأخذ منه شيئا، إن كان لنا فهم منه في حل، وإن لم يكن لنا لم نرده. وقالوا: إذا حاصرنا مدينة قال:
تقدموا وأخر جنده، فقلنا: تقدموا فإنه ازدياد في الجهاد، ومثلكم كفى إخوانه، فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم. ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتنا، فجعلوا يبقرونها على السخال يطلبون الفراء البيض لأمير المؤمنين فيقتلون ألف شاة في جلد، فقلنا: ما أيسر هذا لأمير المؤمنين فاحتملنا ذلك، وخليناهم وذلك، ثم إنهم ساومونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا فقلنا: لم نجد هذا فى كتاب ولا سنة، ونحن مسلمون، فأحببنا أن نعلم، أعن رأي أمير المؤمنين ذل أم لا؟
و عندما طال مقام الوفد المغربي، بقيادة ميسرة في دمشق،
ونفذت نفقاتهم وخاب رجاؤهم في مقابلة الخليفة هشام بن عبد الملك، عادوا إلى بلادهم، " وأدرك ميسرة وجماعته أن الخلافة متواطئة مع عمالها فيما حدث بالمغرب من ظلم وجور وعقدوا العزم على الثورة بعد أن كانوا من اسمع أهل البلدان وأطوعهم
بويع ميسرة بالإمامة على إثر عودته، وسرعان ما انضمت إلى قبيلته جميع قبائل المنطقة من غمارة ومكناسة وبرغواطة فكانت ثورة البربر بالمغرب سنة 122 ، وكانت وقائع كثيرة، يطول ذكرهاعلى حد تعبير ابن عذارى.
"فخرج ميسرة المطغري، ووثب على عمر بن عبد الله المرادي بطنجة فقتله ... وصار إلى السوس وهاجم قوات إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب، فهزمه وقتله وأضطرم المغرب على إثر ذلك نارا وحربا.
هكذا نجح الثوارالامازيغ في هذه المعركة الخاطفة التي تعتبر ردا عنيفا وقويا تجاه أخطاء الإدارة المركزية الاموية ولاسيما في المناطق البعيدة عن السلطة الأموية، حيث تقطن الفئات الاجتماعية الريفية التي تعيش على هامش الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية رغم ما تتميز به من هياكل قبلية كبيرة فكانت انتفاضتهم سريعة وخاطفة، استطاعوا من خلالها أن يحكموا قبضتهم على المنطقة في فترة زمنية محدودة وأزالوا مظاهر الحكم الأموي منها، وبرز بذلك أسم ميسرة وأصحابه في الأفق،
وعلا نجمهم في سماء المعارضة المسلحة ضد السلطة المركزية الاموية المتهمة بالظلم والجور ولقد روعت هذه التطورات ابن الحبحاب، لاسيما بعد مقتل ابنه حاكم السوس فاستبد به الغضب وعول على الانتقام الفوري، غير أنه كان في وضع لا يشجعه على اتخاذ قرار من هذا النوع، حيث الجزء الأكبر من جيشه في مهمة خارجية، فحاول ما استطاع حشد ما تبقى من طاقاته بقيادة خالد بن أبي حبيب وإرسالها إلى السوس الأدنى،في الوقت الذي استدعى قائده حبيب بن أبي عبيدة للالتحاق بدوره في منطقة التمرد ... وعلى مقربة من طنجة مركز الثورة تعرض الجيش الأموي لهزيمة نكراء ساحقة في معركة وادي الشلف،
حيث قضي الامازيغ على الحملة بمن فيها القائد خالد بن أبي حبيب،وهي معروفة في مصادر المؤرخين التقليديين ب (غزوة الأشراف)وذلك لما أسفرت عنه من تضحية جماعية ونكبة جسيمة حلت باشراف قؤيش الامويين وبالعرب المقاتلين.
وبموازاة مع ذلك أقدم امازيغ الأندلس على الثورة حينما بلغتهم أنباء ثورة أبناء عمومتهم على العرب في افريقية،تضامنا معهم، وشجعهم على إعلان ثورتهم ما أحرزه امازيغ المغرب من انتصارات على جيوش الخلافة الأموية ... لاسيما أن امازيغ الأندلس كانوا ساخطين على العرب لما استأثروا به دونهم من خيرات البلاد والتسود والحكم وهكذا اجتمعامازيغ الاندلس. ووثبوا على أميرهم الاموي عقبة بن الحجاج السلولي فقتلوه وأسفرت هزائم العرب في المغرب والأندلس عن تمرد العرب بالقيروان على واليها عبيد الله بن الحباب وتنحيته عن الولاية،فاستدعاه الخليفة هشام بن عبد الملك بعد أن غضب غضبا شديدا لما حل بالعرب، وعزم على الانتقام من االامازيغ فبادر إلى إعداد حملة من الجيش الشامى الأداة العسكرية الرئيسية في دولة الأمويين واختار لقيادته، ولولاية إفريقية شيخا من أعيان القيسية الخلص، هو كلثوم بن عياض القشيري وجعل له نائبين يتوليان الإمارة بالتوالي إذا ما حدث له حدث هما : ابن اخيه
بلج بن بشر القشيري، وثعلبة بن سليمة العاملي
وخاطب الخليفة هشام، قائد جيشه قائلا: أقتل أولئك الرجال الذين كانوا يفدون علينا من المغرب، أصحاب الغنائم،قيل: نعم يا أمير المؤمنين، قال: والله لأغضبن لهم غضبة عربية،و لأبعثن لهم جيشا أوله عندهم وآخره عندي، ثم لا تركت حصن بربري إلا جعلت إلى جانبه خيمة قيسي أو تميمي
ويبدو من خطاب الخليفة، العنصرية الواضحة التي كان يضمرها للامازيغ المغاربة، والتي سيسلكها وسيعبر عنها أيضا قائد جنده كلثوم بن عياض، تعبيرا عسكريا عنيفا، خصوصا وأن الخليفة أذن له باستباحة ذمار جميع النواحي التي يستولي . عليها، وقتل كل من يقع في يديه من العصاة
وهكذا استعدت الجيوش الخلافة الاعرابيةالاموية من الجند النظاميون والمتطوعة للمسير من الشام إلى إفريقية... وخرج كلثوم بأهل الشام ومعه بلج على مقدمته من الخيالة وعندما دخل مصر انضم إليه من جندها ثلاث آلاف... وأخذت قوات كلثوم تزداد عددا على طول الطريق نحو المغرب بمن انضم إليه من جند برقة وطرابلس، فتضخم تضخما عظيما حتى بلغ عدده سبعين ألف ورغم كثافة الجيش الذي أرسل إلى المغرب لإخماد ثورة الامازيغ،

فإن الانسجام بين عناصره كاد يكون مفقودا وهذا ما أوقع الجبهة في صراع مكبوت تجاوز الخلفية القبلية إلى النزعة الإقليمية بين مقاتلي الشام تحت قيادة كلثوم بن عياض و بين مقاتلي المغرب بقيادة حبيب بن أبى عبيدة ... فقاتل هذا الجيش رغم كثافته ببطء وتثاقل مما أدى إلى تكرار التجربة والهزيمة الكارثية معا
امام جيش الامازيغ بقيادة الزناتي الذي خلف ميسرة المدغري.
و لكن هذه الهزيمة النكراء الجديدة كانت بنتائج أكثر خطورة بحيث أسفرت معركة بقدورة سنة 123 ه، عن انهزام جيش كلثوم "الذي آل مصير إلى ثلث مقتول، و ثلث منهزم وثلث مأسور، على حد قول صاحب الأخبار حيث يذكر انه قتل ما لا يقل عن ثلاثين الف عربي ولم تعرف العرب هزيمة وقتلا كتلك المعارك في التاريخ
وبعد معركة سبو، انتزع الامازيغ زمام الموقف من العرب الامويين الذين تراجعوا عن المغربيين الأقصى والأوسط وانكفأوا داخل القيروان ... و في ذلك الوقت كانت الثورة قد بلغت أقصى مراحل انتشارها وقطعت شوطا كبيرا في محاولتها الاستقلالية
فلم يؤثر عليها الانهزام في معركة الأصنام والقرن،" ذلك أن معركة الانتقام لم تكن على مستوى هزيمتي شليف) و(سبو ... والدولة الأموية لم تعد قادرة على استرجاع مواقعها السابقة في المغرب، فقد انتقل الصراع الدموي إلى العاصمة دمشق وفشل خلفاء هشام خلال السنوات القليلة المتبقية من عمر هذه الدولة في إنقاذ الوضع العربي الذي تدهور بصورة مذهلة، ليس فقط في المغرب ولكن في بقية الولايات، غير أن هذا الإقليم استرد الجزء الأكبر من شخصيته التاريخية حين ربح معركة الحكم الذاتي، رغم التجديد الذي طرا على مركزية النظام وانتقال السيادة إلى الأسرة العباسية فقد تواصلت الثورات على امتداد مكاني وزماني اكبر، وتمكن الثوارالامازيغ ولفترات متعددة من دخول القيروان والسيطرة عليها، وإلحاق هزائم فادحة بقوات الخلافة،الاموية بل وإرغامها في نهاية المطاف على الرحيل النهائي،من بلاد الامازيغ وطرد معهم اغلب الساكنة من العرب هذا على المستوى العسكري.
على المستوى السياسي، عجلت هذه الثورات بانفصال المغرب الكبير عن المشرق وكانت بوادر الانفصال قد ظهرت منذ التواجد الأموي، ببروز مجموعة من الدويلات المستقلة، على أن الولادة الفعلية و الحقيقية للدولة المغاربية الامازيغية ستبدأ مع المرابطين وما جاء بعدهم من الدول الموحدون، المرينيون، الوطاسيون، السعديون،العلويون.
وثورة الامازيغ بهذا الحجم، وبهذه الأهمية التاريخية الكبرى، وبهذه النتائج، أدت إلى بروز قوة في الغرب الإسلامي تظاهي وتنافس الدولةالعربية الإسلامية في المشرق.
ثورة بهذه القوة لابد أن تثير الكثير من الجدل والنقاش والاختلاف، والتساؤل على الكثير من المستويات، على أن السؤال الأساسي والجوهري والضروري أيضا هو:
ما هوية هذه الثورة ؟
يعتبر الكثير من الباحثين أن الثورات التي قامت في المغرب ضد الدولتين الأموية والعباسية كانت ثورات خارجية انطلقت وجسدت فكرة وإيديولوجية الخوارج، الداعية إلى الثورة على أئمة الجور وعدم الخضوع للسلطة الظالمة، فيتحدثون انطلاقا من ذلك عن انتصارات للخوارج الإباضية أو الصفرية على جيوش الخلافة.الاموية فيحولون بذلك الثورة إلى صراع إيديولوجي ديني بين الإسلام الرسمي للخلافة وبين الإسلام الثوري الذي يجسده مذهب الخوارج، ويغيبون الأسباب والمظاهر الحقيقية والتاريخية لهذه الثورة ويلغون الحس الامازيغي للمغاربة كعنصر فاعل وأساسي فيها،فيلبسونها، انطلاقا من كل هذا لباسا غير لباسها وهوية غير هويتها. لأن الحقيقة التاريخية تثبت أن هذه الثورة كانت ثورة امازيغيةمغاربية صرفة أشعل فتيلها االعنصر الامازيغي وكانوا بمثابة الحطب الذياحترق فيها وسنبين ذلك انطلاقا مما يلي:
اندلعت الثورةالامازيغية ضد الامويين ردا على تجاوزات واضحة من طرف الولاة سبق ذكرها وكانت
بذلك ردا منطقيا.
قبل الاندلاع العسكري للثورة أرسل المغاربة وفدا إلى المشرق لإطلاع الخليفة على تجاوزات ولاته، وكان الوفد يتكون من زعماء و شيوخ القبائل الامازيغية وكان بقيادة شخصيةامازيغية مغربية هي: ميسرة المطغري.
تحدث الوفد باسم الامازيغ المغاربة وأبلغ شكاويهم إلى الخلافة ولم تكن هناك أية إشارة إلى الخوارج.
الوفد الذي توجه إلى المشرق هو الذي أعلن الثورة مباشرة بعد عودته.
نتائج الثورة أدت إلى استقلال الامازيغ المغاربة،وطرد كلي للعرب من بلادهم وتكوين دول مغاربية امازيغية،ورغم بروز بعض الدويلات ذات الإيديولوجية الخارجية، فلم يكتب لها الاستمرار بحيث أن كل هذه الدول الصغيرة إن صح التعبير ستختفي لتفسح المجال أمام بروز الدولة الامازيغية المغاربية
الحقيقية والتي ستجمع شتات كل المغاربة وكل ارض المغرب الامازيغي

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله واله وصحبه الطاهرين










قديم 2017-04-18, 22:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

عمى حريش سلام عليكم

سؤالى بسيط

لماذا رضى سيدنا عمر بن الخطاب على تولى سيدنا عقبة بن نافع قيادة برقه


هل سيدنا عمر بن خطاب لم يكن عادلا لما رضيى بقيادة سيدنا عقبه بن نافع


ثم ما هو موقف سيدنا عقبة بن نافع من الفتنة الكبرى هل كان سيدنا عقبة بن نافع مع سيدنا على بن ابى طالب او مع سيدنا معاويه بن ابى سفيان


وشكرااا










قديم 2017-04-19, 04:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
elkoutami
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










Mh04

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
عمى حريش سلام عليكم

سؤالى بسيط

لماذا رضى سيدنا عمر بن الخطاب على تولى سيدنا عقبة بن نافع قيادة برقه


هل سيدنا عمر بن خطاب لم يكن عادلا لما رضيى بقيادة سيدنا عقبه بن نافع


ثم ما هو موقف سيدنا عقبة بن نافع من الفتنة الكبرى هل كان سيدنا عقبة بن نافع مع سيدنا على بن ابى طالب او مع سيدنا معاويه بن ابى سفيان


وشكرااا
جواب بسيط جدا.

الرسول صلى الله عليه و سلم.

عبد الله بن خطل فكان مسلمًا، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا[4]، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى له مسلمٌ يخدمه، فغضب عليه غضبةً فقتله، ثم ارتد مشركًا، وكان له قينتان، فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ فلهذا أهدر دمه ودم قينتيه، فقُتِلَ، وقُتِلت إحدى قينتيه واستُؤْمِن للأخرى.

صحيح البخارى : المناقب : علامات النبوة فى الإسلام :

" ‏كان رجل نصرانياً فأسلم ، وقرأ ‏البقرة ‏وآل ‏عمران ، فكان يكتب للنبي ‏صلى الله عليه وسلم ، ‏فعاد نصرانياً ، فكان يقول : ما يدري ‏‏محمد ‏إلا ما كتبت له ، ‏فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته ‏‏الأرض ! فقالوا : هذا فعل ‏محمد ‏وأصحابه ، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه ، فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ! فقالوا : هذا فعل ‏ ‏محمد ‏وأصحابه ، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له ، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض3; فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه "

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " للِشُهَدَاءِ بأُحُدٍ هَؤُلَاءِ أَشْهَدُ عَلَيْهِمْ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ " أَلَسْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِإِخْوَانِهِمْ ؟ أَسْلَمْنَا ، كَمَا أَسْلَمُوا ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا ؟ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلَى " ، وَلَكِنْ لا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي " . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : " أَئِنَّا لَكَائِنُونَ بَعْدَكَ ؟ " .









قديم 2017-04-19, 04:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
elkoutami
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










Mh01

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
عمى حريش سلام عليكم

سؤالى بسيط

لماذا رضى سيدنا عمر بن الخطاب على تولى سيدنا عقبة بن نافع قيادة برقه


هل سيدنا عمر بن خطاب لم يكن عادلا لما رضيى بقيادة سيدنا عقبه بن نافع


ثم ما هو موقف سيدنا عقبة بن نافع من الفتنة الكبرى هل كان سيدنا عقبة بن نافع مع سيدنا على بن ابى طالب او مع سيدنا معاويه بن ابى سفيان


وشكرااا

في مواضع تدعي أنك لست عالم دين.

و الأن تسأل في مواضيع الفتنة الكبرى و عدالة الصحابة.

أنت إما منافق أو جاهل لا تعلم فيما تخوض.


روى البخاري:1/122قول النبي صلى الله عليه وآله : ( وَيْحُ عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) . وفي:115، و:3/207، عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي(ص)ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار). وقال العجلوني في كشف الخفاء:2/346: (متفق عليه عن أبي سعيد ، ولفظ البخاري: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).









قديم 2017-04-19, 10:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elkoutami مشاهدة المشاركة
في مواضع تدعي أنك لست عالم دين.

و الأن تسأل في مواضيع الفتنة الكبرى و عدالة الصحابة.

أنت إما منافق أو جاهل لا تعلم فيما تخوض.


روى البخاري:1/122قول النبي صلى الله عليه وآله : ( وَيْحُ عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) . وفي:115، و:3/207، عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي(ص)ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار). وقال العجلوني في كشف الخفاء:2/346: (متفق عليه عن أبي سعيد ، ولفظ البخاري: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).

هذا ليس جواب


ههههههههههههههههه وشنهى مصطلح رجل دين ؟؟؟؟؟؟؟؟ منين جبت هذا المصطلح تحسبنا مشركين نصارى


حنا المسلمين ماعدناش مصطلح رجل دين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حنا عدنا علماء و عدنا الفقهاء و المحدثين


مصطلح رجال الدين يوجد عند اهل الكنيسه


نحن تجد الفقيه عالم ريضيات و طبيب و تجده فيلسوف و المؤرخ


روح اضبط مصطلحاتك صديقى ؟


زيد انا لست فقيه و لا محدث


لكن سؤالى لك بحكم انك تستدل بالاحاديث و فى نفس الوقت تدعى معرفتك لتاريخ



يعنى بكل بساطه

من ناحيه التاريخيه العلميه


ما هو موقف سيدنا عقبه من الفتنه الكبرى


سؤال بسيط و واضح واجب من فضلك بدون مراوغات









قديم 2017-04-19, 12:36   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

عمى حريش الطيب

انا اتحفظ على اغلب ما جمعته من مقالات حول تاريخ الفتح العربى الأسلامى لشمال افريقيا و الجزائر


الكثير من المقالات هى عاطفيه و فيها روح البربريست


سؤال بسيط جداا


ما الذى دفع العرب ان يقطعوا مسافة 4 ألاف كلم حتى يفتحوا الجزائر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل هو البحث على النساء الجميلات او البحث على الذهب و الفضه ام دوافع اخرى


كذالك

ما الذى دفع جزائريين قطع مسافه 5 ألاف كلم و المشاركه فى حرب افغانستان ضد روسيا فى الحرب الافغانيه سوفياتيه فى ثمانينات هل هى دوافع البحث على الروسيات الجميلات او على الذهب و الفضه ام دوافع اخرى ؟؟؟؟؟

















قديم 2017-04-19, 12:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

عمى حريش الطيب


انتقادك لسياسة الدوله الأمويه وهى الامبراطوريه العربيه التى لم تغب عنها الشمس


لبد ان يكون بمنطلق المحاكه لا بمنطق العنصريه المباشره

يعنى لبد ان تقوم لها ماحكمه

فيها

قاضى و مدعى عام و متهمين و محامين

القاضى هو الأسلام و النيابه العامه القوانيين البشريه الانسانيه

المتهمين العرب و البربر و الروم

المحامين كتب التاريخ العرب و البربر ان وجدت و الرومان ان وجدت


والناس شهود


ليس ان ترمى التهم مباشره من روايات اغلب رواتها مجرحين و فيهم الكثير من الدس و الكذب


هذا ااذا اردت العدل











قديم 2017-04-19, 13:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

عقبة بن نافع فارس قريش الذى لا يشق له غبار

شهيد الغدر وا لخديعه

فخر العرب البساكره الأحرار

فى مدينة سيدى عقبه البسكريه فى كل بيت تجد طفل اسمه عقبه


لاادرى منذ بضع سنوات البربريست يتهجمون على هذا المجاهد الكبير

هل احد يشك فى اخلاص سيدنا عقبه فى الجهاد

هل احد يشك فى رضى سيدنا عمر بن الخطاب الخليفه العادل على سيدنا عقبه بن نافع

سيدنا عقبه تربي فى طفولته امام العظماء عمر و ابو بكر و عثمان رضى الله عنهم

سيدنا عقبه انخرط فى الجيش الأسلامى فى ريعان شبابه وعمره 18 سنة ومنذ هذا السن وهو فى الجهاد الى غاية استشهاده بسيوف الغدر و الخديعه

نلخص مسيرة هذا المجاهد البطل فى نشر الأسلام

حيث شارك فى


شارك فى فتح مصر حيث القبطيات الجميلات و الروميات الحسنوات و الذهب و الفضه و المولخيه و الباميا

ثم

شارك فى فتح السودان والنوبه حيث هناك شقراوات الجميلات البلوندات ذوات العين الزرقا و الشعر الاصفر وهذا الذى زاد نفح سيدنا عقبه فى فتح النوبه

ثم

فتح برقه شرق ليبيا اليوم و عينه الخليفه العادل عمر بن الخطاب واليا على برقه و كلفه بحماية الثغور الغربيه لدوله الأسلاميه

ثم

قاد فتح جنوب ليبيا و شمال تشاد فى فزان وودان و شمال النيجر حيث يكثر الشقراوات و النساء البلوندات الجميلات

ثم

شارك الفارس البطل سيدنا عقبه فى فتح طرابلس و تونس و بلاد الروم الأفريقيه وشارك فى معركة سبيطله المشهوره فى التاريخ

ثم

حلت الفتنه الكبرى و سنواتها الستة حيث انا سيدنا عقبة رجل حرب و جهاد لم يكن سياسي لم يتدخل سيدنا عقبه بل الكان الأسد الهمام الذى دافع على البوابه الغربيه للدوله الأسلاميه و حارب كل محاولة الروم استرجاع ما فتحه المسلمون خلال ستة سنوات كان هذا البطل يدافع على هاته البلاد الأسلاميه و لسان حال يقول يا على يا معاويه انا رجل عسكرى ولست سياسي اتركونى اجاهد فى سبيل الله و انا حامى البوابه الغربيه

واصل سيدنا عقبه جهاده العسكرى فى طل الأمبراطوريه الأمويه و كان حامى الثغور و واصل فتحه للجزائر و المغرب

حتى وصل عمره 63 سنة تم تدبير مكيدة الغدر التى اتفق فيها الروم و بربر كسيله المرتدين على اغتيال هذا الأسد بعد ان هرم

لكن هذا الأسد لا يهرب او يولى الدبر قال مقولته الشهيره انى اشم رائحة الجنه و كسر غمد سيفه و احاط به 30 ألف مقاتل وهو فى وسط هاته الضباع و الذئاب سقط هذا الأسد البطل شهيداا

ليبقى رمز للجهاد و الأخلاص فى نشر الأسلام بالجهاد العسكرى



كل من يشك ىفى اخلاص و جهاد سيدنا عقبة بن نافع منذ كان عمره 18 سنة الى غاية استشهاده فى عمر 63 سنة اى خلال 45 سنة من الجهاد الأسلامى العسكرى فهو لا يساوى قطرة عرق سقطت من سيدنا عقبة فى سبيل نشر الأسلام لعامه البشر


لم يكن سيدنا عقبة يبحث على الشقراوات البلوندات فى اعماق السودان و لا بلاد ودان و التشاد و النيجر و لا تونس ولا الجزائر و لا بلاد السوس االمغربيه كان هدفه كما قال لم دخل بفرسه فى بحر الظمات المحيط الأطلسي انه يريد ان يوصل الأسلام لكل العالم











قديم 2017-04-19, 18:30   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ighil ighil
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
عقبة بن نافع فارس قريش الذى لا يشق له غبار

شهيد الغدر وا لخديعه

فخر العرب البساكره الأحرار

فى مدينة سيدى عقبه البسكريه فى كل بيت تجد طفل اسمه عقبه


لاادرى منذ بضع سنوات البربريست يتهجمون على هذا المجاهد الكبير

هل احد يشك فى اخلاص سيدنا عقبه فى الجهاد

هل احد يشك فى رضى سيدنا عمر بن الخطاب الخليفه العادل على سيدنا عقبه بن نافع

سيدنا عقبه تربي فى طفولته امام العظماء عمر و ابو بكر و عثمان رضى الله عنهم

سيدنا عقبه انخرط فى الجيش الأسلامى فى ريعان شبابه وعمره 18 سنة ومنذ هذا السن وهو فى الجهاد الى غاية استشهاده بسيوف الغدر و الخديعه

نلخص مسيرة هذا المجاهد البطل فى نشر الأسلام

حيث شارك فى


شارك فى فتح مصر حيث القبطيات الجميلات و الروميات الحسنوات و الذهب و الفضه و المولخيه و الباميا

ثم

شارك فى فتح السودان والنوبه حيث هناك شقراوات الجميلات البلوندات ذوات العين الزرقا و الشعر الاصفر وهذا الذى زاد نفح سيدنا عقبه فى فتح النوبه

ثم

فتح برقه شرق ليبيا اليوم و عينه الخليفه العادل عمر بن الخطاب واليا على برقه و كلفه بحماية الثغور الغربيه لدوله الأسلاميه

ثم

قاد فتح جنوب ليبيا و شمال تشاد فى فزان وودان و شمال النيجر حيث يكثر الشقراوات و النساء البلوندات الجميلات

ثم

شارك الفارس البطل سيدنا عقبه فى فتح طرابلس و تونس و بلاد الروم الأفريقيه وشارك فى معركة سبيطله المشهوره فى التاريخ

ثم

حلت الفتنه الكبرى و سنواتها الستة حيث انا سيدنا عقبة رجل حرب و جهاد لم يكن سياسي لم يتدخل سيدنا عقبه بل الكان الأسد الهمام الذى دافع على البوابه الغربيه للدوله الأسلاميه و حارب كل محاولة الروم استرجاع ما فتحه المسلمون خلال ستة سنوات كان هذا البطل يدافع على هاته البلاد الأسلاميه و لسان حال يقول يا على يا معاويه انا رجل عسكرى ولست سياسي اتركونى اجاهد فى سبيل الله و انا حامى البوابه الغربيه

واصل سيدنا عقبه جهاده العسكرى فى طل الأمبراطوريه الأمويه و كان حامى الثغور و واصل فتحه للجزائر و المغرب

حتى وصل عمره 63 سنة تم تدبير مكيدة الغدر التى اتفق فيها الروم و بربر كسيله المرتدين على اغتيال هذا الأسد بعد ان هرم

لكن هذا الأسد لا يهرب او يولى الدبر قال مقولته الشهيره انى اشم رائحة الجنه و كسر غمد سيفه و احاط به 30 ألف مقاتل وهو فى وسط هاته الضباع و الذئاب سقط هذا الأسد البطل شهيداا

ليبقى رمز للجهاد و الأخلاص فى نشر الأسلام بالجهاد العسكرى



كل من يشك ىفى اخلاص و جهاد سيدنا عقبة بن نافع منذ كان عمره 18 سنة الى غاية استشهاده فى عمر 63 سنة اى خلال 45 سنة من الجهاد الأسلامى العسكرى فهو لا يساوى قطرة عرق سقطت من سيدنا عقبة فى سبيل نشر الأسلام لعامه البشر


لم يكن سيدنا عقبة يبحث على الشقراوات البلوندات فى اعماق السودان و لا بلاد ودان و التشاد و النيجر و لا تونس ولا الجزائر و لا بلاد السوس االمغربيه كان هدفه كما قال لم دخل بفرسه فى بحر الظمات المحيط الأطلسي انه يريد ان يوصل الأسلام لكل العالم


ما دخل عقبتك في انتشار الاسلام في النيجر و تشاد يا مدلس الامازيغ هم من نشروا الاسلام في افريقيا اما العرب فكان هدفهم اوروبا حيث الشقراوات
هذا السفاح عقبة بن نافع كان يريد ان ينشر الاسلام بالقوة و القتل و السبي في بلاد الامازيغ بينما الرسول صلى الله عليه و سلم استغرق سنوات لنشر الاسلام في مكة التي يعرفه سكانها و يعرفون لغة القران و مع ذلك تعنتوا و حاولوا قتله و عذبوا اصحابه
الفرق شاسع بين من يريد نشر الاسلام و من يريد خدمة مجرمي بني امية
ملاحظة يا السوفي انت اخر من يتكلم عن الاسلام و انت تعرف ذلك جيدا









قديم 2017-04-19, 21:07   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil مشاهدة المشاركة
ما دخل عقبتك في انتشار الاسلام في النيجر و تشاد يا مدلس الامازيغ هم من نشروا الاسلام في افريقيا اما العرب فكان هدفهم اوروبا حيث الشقراوات
هذا السفاح عقبة بن نافع كان يريد ان ينشر الاسلام بالقوة و القتل و السبي في بلاد الامازيغ بينما الرسول صلى الله عليه و سلم استغرق سنوات لنشر الاسلام في مكة التي يعرفه سكانها و يعرفون لغة القران و مع ذلك تعنتوا و حاولوا قتله و عذبوا اصحابه
الفرق شاسع بين من يريد نشر الاسلام و من يريد خدمة مجرمي بني امية
ملاحظة يا السوفي انت اخر من يتكلم عن الاسلام و انت تعرف ذلك جيدا
مريم الجيجليه العجوز بالله عليك مازلتى حيه

روح اهتمى بامور حياتك احسن لكى


اما سيدك عقبة بن نافع رضى الله عنه صدقينى لن تصلى الى قطرة عرق منه سالت فى سبيل الله وهو يجاهد لنشر رسالة التوحيد


ربى يهديك واحترمى الصحابه و المجاهدين و التابعين الكبار فسيكونون خصومك يوما لا ينفع مال و لا بنون











قديم 2017-04-19, 22:11   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إتقوا الله و كفاكم جهل، جاء الإسلام ليطهركم من النعرات وها أنتم تعودون لجاهليتكم.









قديم 2017-04-20, 12:22   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عودة يغموراسن
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عودة يغموراسن
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ".
"" رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل كرها. قلت: يا رسول الله من هم؟ قال : "قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام مكرهين " .
قال ابن الج










قديم 2017-04-20, 13:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عودة يغموراسن مشاهدة المشاركة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ".
"" رأيت ناسا من أمتي يساقون إلى الجنة في السلاسل كرها. قلت: يا رسول الله من هم؟ قال : "قوم من العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الإسلام مكرهين " .
قال ابن الج

الأسلام انتشر بالجهاد و بالمعامله و بالتجاره

وهذا امر يعرفه كل الناس









موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc