الطريق نحو قصر الإليزيه...رهانات اليمين و تشتت اليسار

[Su2013]

...جرت الانتخابات الرئاسية الفرنسية في دورها الأول,ليعلن في نهاية العملية عن أسماء مترشحين تمكنوا من المرور الى الدور الثاني من الانتخابات المترقب اجراءها في وقت لاحق من شهر ماي,وهما ايمانويل ماكرون الوزير السابق للمالية و الاقتصاد ممثلا عن التيار الليبرالي الوسطي و ماري لوبان ممثلة عن الجبهة الوطنية المحسوبة على اليمين و المعروفة بتوجهات قومية متصلبة...

من حيث النتيجةالتي أفضت اليها تصفيات الاليزي في مرحلتها الأولى لم يكن الكل متفاجئا لكن الدهشة قد غلبت على الكثيرين خصوصا بعد فشل المترشح فرانسوا فيون الوزير الأسبق للبيئة في اقتطاع تأشيرة المرور للدورالثاني خاصة و أنه كان يمثل شريحة واسعة من اليمين الوسطي الأكثر اعتدالا...لكن يكفي مراجعة بسطية للأحداث السابقة حتى نتعرف على أسباب صعود اليمين المتطرف.وأهمها ما حدث في العاصمة باريس مؤخرا و طريقة تعامل المترشحين مع الأمر,كانت ردة فعل ماري لوبان متوقعة صلبة بالرغم من كونها غير موضوعية لكنها لاقت تجاوبا واسعا لدى اليمينيين وعكست مدى الشحن العاطفي الذي تمارسه الجبهة الوطنية ضد الجميع
و لنقل أنها أحسنت استثمار الأزمة الأمنية و ربطت كل الأحداث بأمر واحد و أرجعت كل المآسي الى أصل واحد وهو المهاجرين,أما على ذات الصعيد ضعف تعامل فرانسوا فيون مع الوضع و قوله بأنه هناك أحداث آخرى هزت العاصمة باريس في ذات الليلة عكست مدى سطحية اليميني الوسطي في التعامل مع الأزمة,واكتفى بالتعليق الرسمي لا السياسي وخسر هنا الرهان في جذب و حشد اليمين الفرنسي الى جانبه و مالت الكفة الى صالح لوبان دون الخوض في الفضائح المالية ارتبطت بفرانسوا فيون و أدخلته وسط دوامة كلامية استغلت ضده اعلاميا من قبل كل المترشحين وأنهكته اعلاميا و استنزفت جميع طاقات مسييري حملته الانتخابية.
أما على الجانب الأخر في اليسار,فشل جان لوك ميلانشون بالرغم من كل ما قدم له سواد عظيم من اليسار الفرنسي له من دعم قد فشل في اجتياز عقبة ماكرون و كسب تعاطف نسبة من مناصري ماكرون,والسر يكمن أساسا في الضبابية التي ميزت برنامج ميلانشون في مايخص الخطوط العريضة التي تحدد السياسات الخارجية للاليزي تحت امرته,وكما فشل أيضا ميلانشون في توحيد اليسار كل اليسار بشقيه من أجل الاجماع عليه كمترشح واحد أيضا تخوف الكثيرين في الداخل والخارج لاسيما واشنطن من رغبة الرجل في سحب التمثيل العسكري الفرنسي من حلف الناتو و المهمات الأممية و اعادة القوات الى الديار على حد قوله كلها أمور خلطت على اليسار أوراقه ومازاد الأمور سوءا هو توجه القسم المتبقي من اليسار نحو دعم مترشح الحزب الاشتراكي بينوا هامون الذي مني بهزيمة نكراء وسط تشتت اليسار ضاعت جميع فرصه في الوصول الى الايليزيه أو على الأقل التأهل للدور الثاني كالعادة..

[abou abd]

لست مهتما كثيرا بالانتخابات الفرنسية والغربية كلها لأن هؤلاء يتسابقون لخدمة بلدانهم وأسوأهم أحسن من ملوكنا ورؤسائنا ولكن اتمنى فوز اليمين المتطرف

[Su2013]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abou abd

لست مهتما كثيرا بالانتخابات الفرنسية والغربية كلها لأن هؤلاء يتسابقون لخدمة بلدانهم وأسوأهم أحسن من ملوكنا ورؤسائنا ولكن اتمنى فوز اليمين المتطرف

حسنا,اليمين المتطرف الفرنسي مختلف قليلا,هو يميل الى الانعزال,وفي حالة فوزه يعني هذا الغاء الأورو و خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي و فرض ضرائب اضافية 10 بالمئة على كل المستثمرين الأجانب و الغاء التأشيرات الدراسية لأكثر من 21 بلدا و تشديد الاجراءات الادارية على الزواج المختلط (من الأجانب) و تحييد المجلس الاسلامي و اخراجه من الاطار الرسمي ليصبح جمعية عادية.الفرنسيين قد يقبلون بهذا لكن ماذا سيكون الثمن خاصة من جانب الاتحاد الأوروبي و هل فرنسا باقتصادها المحدود قادرة على انشاء عملة و بنك وطني قوي ??