موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 409 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-20, 11:30   رقم المشاركة : 6121
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 هل تجب الصلاة على الأطفال الذين يموتون بعد الولادة ودون سن البلوغ، وما حكم من مات منهم ولم يصل عليه؟


الجواب :
الحمد لله ...نعم ، تجب الصلاة على الطفل الذي يموت دون سن البلوغ ، ولو كان موته عقب ولادته مباشرة .
قال النووي رحمه لله : "أما الصبي، فمذهبنا ومذهب جمهور السلف والخلف وجوب الصلاة عليه ونقل ابن المنذر رحمه الله الإجماع فيه. وحكى أصحابنا عن سعيد بن جبير أنه قال : " لا يصلى عليه ما لم يبلغ " وخالف العلماء كافة. وحكى العبدري عن بعض العلماء أنه قال : إن كان قد صَلَّى صُلِّي عليه, وإلا فلا, وهذا أيضاً شاذ مردود...؛ لعموم النصوص الواردة بالأمر بالصلاة على المسلمين, وهذا داخل في عموم المسلمين, وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الراكب خلف الجنازة ، والماشي حيث شاء منها ، والطفل يصلى عليه) رواه أحمد والنسائي والترمذي، وقال حديث حسن صحيح " انتهى من "شرح المهذب" (5/217) .

وعن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط .

قال ابن عبد البر رحمه الله : " وفي هذا الحديث من الفقه : الصلاة على الأطفال ، وعلى هذا جماعة الفقهاء وجمهور أهل العلم والاختلاف فيه شذوذ " انتهى من "الاستذكار"(3/38) .

فإن مات الطفل ودفن قبل أن يُصلَّى عليه ، فإنه يصلى عليه في قبره ، فإن تعذر ذلك ، صُلِّي عليه صلاة الغائب.

قال ابن قدامة رحمه الله: " وإن دفن قبل الصلاة , فعن أحمد أنه ينبش , ويصلى عليه . وعنه : أنه إن صلي على القبر جاز. واختار القاضي أنه يصلى على القبر ولا ينبش. وهو مذهب أبي حنيفة , والشافعي..." انتهى من "المغني"(2/217) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : سيدة أسقطت طفلاً ميتاً في الشهر السابع متكونا وكانت السيدة في حالة مرضٍ شديد لدرجة أنها لم تستطع حمل الطفل ولم يكن بالقرب منها أحد تطلب إليه حمل الطفل ودفنه فرجعت إلى خدرها وتركته وفي الصباح حاولت السير إلى مكان إسقاط الطفل فوجدته قد أكلته السباع والكلاب وحيث إن تلك السيدة تعيش الآن في قلقٍ وحيرة من أمرها خوفاً من العقوبة أو عقوبة ما حدث وتأمل إرشادها إلى ما يجب أن تفعله وهل عليها إثمٌ في ذلك وما كفارته؟
فأجاب : " لا شك أن حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً ، وأنه لا يجوز لها أن تعمل مثل هذا العمل ، وأن الذي ينبغي بل يجب عليها أنها أبقته عندها في البيت حتى تتصل بأحدٍ في الصباح ويقوم باللازم من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، ولكن إذا كان الأمر كما حكى فإن عليها أن تتوب إلى الله وتستغفر ولا تعود لمثله ، وعليها كذلك أيضاً هي أو غيرها أن تصلي على هذا الطفل ، لأنه لم يصلَّ عليه ، والصحيح كما قال أهل العلم أن الصلاة على الميت لا تتقيد بشهرٍ ولا بسنة بل أي ميتٍ لم يُصلَّ عليه فإنه يصلى عليه متى أمكن ذلك ، وعلى هذا فهذا الطفل تصلي عليه هي أو من علم بحاله من المسلمين ، ولعل الله ييسر أن نصلي عليه نحن إن شاء الله ، ويكون ذلك الخير خيراً على خير " انتهى من فتاوى " نور على الدرب " .والله أعلم
عن منتدى الاسلام سؤال وجواب








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 07:46   رقم المشاركة : 6122
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:26   رقم المشاركة : 6123
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:28   رقم المشاركة : 6124
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:30   رقم المشاركة : 6125
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:40   رقم المشاركة : 6126
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:41   رقم المشاركة : 6127
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:42   رقم المشاركة : 6128
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:44   رقم المشاركة : 6129
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:44   رقم المشاركة : 6130
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:45   رقم المشاركة : 6131
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-21, 15:53   رقم المشاركة : 6132
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-22, 06:43   رقم المشاركة : 6133
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 جدّد حياتك :عِشْ في حدود يومك -- الشيخ محمد الغزالي

إن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل، أوترك الإعداد له، فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حصافة وعقل. وهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به، بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين التيقظ في استغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يفد به الغد. إن الدين في حظره للإسراف وحبه للاقتصاد إنما يؤمن الإنسان على مستقبله بالأخذ من صحته لمرضه، ومن شبابه لهرمه، ومن سِلمه لحربه. كان سفيان الثوري من كبار التابعين، وكانت له ثروة حسنة، وكان يشير إليها ويقول لولده: لولا هذه لتمندل بنا هؤلاء – يقصد بني أمية. يعني أن غناه حماه من حكام زمنه، فلم يحتجْ إلى مداهنتهم أو تملقهم. والواقع أن ذلك مسلك يُعين على بلوغه إحسان العيش في حدود اليوم، فإن الحاضر المكين أساس جيد لمستقبل ناجح، ومن ثَم يجب نبذ القلق. قال الشاعر:
سهرتْ أعينٌ ونامت عيـــونٌ في شؤون تكون أو لا تكــون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكــــــون
أتدري كيف يُسْرَق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولايزال كذلك حتى ينقضي أجله، ويده صفر من أي خير.
كتب ستيفن ليكوك يقول: (ما أعجب الحياة!!، يقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلامًا، ويقول الغلام: عندما أترعرع فأصبح شابًا، ويقول الشاب: عندما أتزوج، فإذا تزوج قال: عندما أصبح رجلاً متفرغًا. فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التي قطعها من عمره، فإذا هي تلوح وكأن ريحًا باردة اكتسحتها اكتساحًا.. إننا نتعلم بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة في أن نحياها، نحيا كل يوم منها وكل ساعة). في هؤلاء الذين ضيعوا أعمارهم سُدًى، وتركوا الأيام تفلت من أيديهم لُقًى، يقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} الروم:55، ويقول: {كَأَنهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيةً أَوْ ضُحَاهَا} النازعات:46.









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-22, 06:45   رقم المشاركة : 6134
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 احْذَر أن تكون من الأخسرين أعمالاً---الدكتور يوسف نواسة -إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

إن كثيرًا من نكبات المجتمعات إنما هي من أولئك الذين يفعلون أشياء يرونها في ظاهرها صلاحًا، وهي عَيْن الفساد؛ ولقد قال الله عز شأنه عن أناس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، ذلك أنهم لا يعرفون الصراط المستقيم، ولا يُفرقون بين الفساد والصلاح.

في القرآن أمثلة للناس الذين يُفسِدون في الأرض ويحسبون أنهم يُحسِنون صُنْعًا، وعن هؤلاء قال الحق عز قوله: {قُلْ هَلْ نُنَبئُكُم بالأخسرين أَعْمَالاً الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، وهذه الآية الكريمة وإن كانت في الكافرين بدلالة ما جاء بعدها حيث عرفنا الله بهم بقوله: {الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْنًا}، إلا أن حكمها عام لم يسلم منه كثير من المسلمين المؤمنين، وما أسوأ أن يشبه المسلمُ الكافرَ في حاله أو أفعاله أو مآله!
ومعنى قوله تعالى: {الذِينَ ضَل سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} كما ذكر المفسرون: الذين أتعبوا أنفسهم في عمل يبتغون به رِبحًا وفضلا؛ فنالوا به عَطَبًا وهلاكًا ولم يدركوا طلبًا، كالمشتري سلعة يرجو بها فضلا وربحًا؛ فخاب رجاؤه، وخسر بيعه، ووكس في الذي رجَا فضله. وفي تحديد المقصود بهم أقوال، أشهرها قولان: أحدهما: أنهم القسيسون والرهبان، والثاني: أنهم اليهود والنصارى، وهما متقاربان، ولكن قال شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله بعد ذكره الأقوال فيها: “والصواب من القول في ذلك عندنا، أن يُقال: إن الله عز وجل عنى بقوله: {هَلْ نُنَبئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً} كل عامل عملاً يحسبه فيه مصيبًا، وأنه لله بفعله ذلك مطيع مُرْضٍ، وهو بفعله ذلك لله مُسخط، وعن طريق أهل الإيمان به جائر كالرهابنة والشمامسة وأمثالهم من أهل الاجتهاد في ضلالتهم، وهم مع ذلك من فعلهم واجتهادهم بالله كفرة، من أهل أي دين كانوا”. فالمعنى عام إذًا، وكما يشمل جميع من ضل سعيُهم في العقائد والأديان وهم يحسبون أنهم على الحق، يشمل كل من كانت هذه صفته في أي مجال وفي أي مستوى وفي أي عمل كان.
إن القرآن العظيم يحكم على الذي يعمل العمل الباطل بأنه ليس خاسرًا فقط، بل من الأخسرين أعمالاً، ذلك أن مَن يفعل الشر وهو يراه شرا، ويفعل الباطل وهو يراه باطلا، ويقترف الجُرم وهو يراه جُرمًا، من هذه حاله قد يفيق من غفلته، ويرجع عن ضلاله، ويتوب إلى ربه، لكن الذي يقوم بالظلم، ويركب الضلال، ويغشى المعاصي، ويقترف المنكر، وهو يرى نفسه من المحسنين؛ فهذا لا يُرجى منه خير، ولا تنتظر منه توبة إلا نادرًا! ولا يستمع لنصح ناصح ولا لوعظ واعظ إلا أن يشاء الله! قال الحق جلت صفاته: {أَفَمَنْ زُينَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}، وقال: {كَذلِكَ زُينَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}.
وهنا لا بد للمرء أن يقف مع نفسه وقفة للمراجعة اتعاظًا بهذه الآية واعتبارًا بهؤلاء القوم، فقد يكون في الطريق الخطأ، وقد يكون سعيه في ضلال، وقد يكون عمله في باطل، وهو لا يدري، أو يحسب أنه على خير، في طريق البر والحق! فكم من أناس أدركوا خطأهم في اختيار الطريق وتنكبهم سواء السبيل بعد فوات الأوان وانقضاء المهلة! -









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-22, 21:16   رقم المشاركة : 6135
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أحوال المؤمن بين الخوف والرجاء--- الشيخ عبد المالك واضح إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي ـ براقي

ورد في مسند الإمام أحمد من حديث أنس رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه”، ومعنى استقامة القلب: تعظيم الله تعالى، وخوفه ورجاؤه، وطاعته والبعد عن معصيته.

إنّ من أعمال القلوب الّتي تبعث على الأعمال الصّالحة وترغّب في الدّار الآخرة، وتزجر عن الأعمال السيّئة وتزهِّد في الدّنيا، وتكبَحُ جماح النّفس العاتية: الخوف والرّجاء، الخوف من الله، والرّجاء فيما عنده، فالخوف من الله تعالى يسوق القلب إلى فعل كلّ خير، ويزجره عن كلّ شرّ، والرّجاء قائد للعبد إلى مرضاة الله وثوابه، وباعث للهمم إلى جليل صالح الأعمال، وصارف له عن قبيح الفعال، والخوف من الله مانع للنّفس عن شهواتها، وزاجر لها عن غيّها، ودافع لها إلى ما فيه صلاحها وفلاحها.

وقد أمر الله تعالى بالخوف منه ونهى عن الخوف من غيره فقال: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وعن أنس رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله فقال: “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا”، فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خَنين (صوت البكاء). والخوف يراد به: انزعاج القلب واضطرابه وتوقّعه عقوبة الله على فعل محرّم أو ترك واجب أو التّقصير في مُستحبّ، والإشفاق ألاّ يقبَل الله العمل الصّالح فتنزجر النّفس عن المحرّمات، وتسارع إلى فعل الخيرات. والخشية والوجل والرّهبة، ألفاظ متقاربة المعاني، وليست مرادفة للخوف من كلّ وجه، بل الخشية أخصّ من الخوف، فالخشية خوف من الله مع علم بصفاته: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. يقول ابن القيم رحمه الله: (فالخوف لعامة المؤمنين، والخشية للعلماء العارفين، والهيبة للمُحبّين، والإجلال للمقرّبين، وعلى قدر العلم والمعرفة بالله يكون الخوف والخشية من الله). وقد وعد الله مَن خاف منه فحجزه خوفه عن الشّهوات وساقه إلى الطّاعات: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

لقد كان السلف يغلب عليهم الخوف من الله فيحسنون العمل، ويرجون رحمة الله، ولذلك صلحَت حالهم، وطاب مآلهم، وزكت أعمالهم. فهذا ابن عمر رضي الله عنها كان يعُسُّ ليلاً فسمع رجلاً يقرأ سورة الطور، فنزل عن حماره واستند إلى حائط، ومرض شهرًا يعودونه لا يدرون ما مرضه، ويقول عليّ رضي الله عنه: (لقد رأيتُ أصحاب محمّد فلم أر اليوم شيئًا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شُعْثًا صُفرًا غُبْرًا، بين أعينهم أمثال ركب المِعزى، قد باتوا لله سجَّدًا وقيامًا، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا ذَكَرُوا الله فمادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح، وهملت أعينهم بالدّموع حتّى تَبُلَّ ثيابهم).

والخوف المحمود هو الّذي يحثّ على العمل الصّالح ويمنع من المحرّمات، فإذا زاد الخوف عن القدر المحمود صار يأسًا وقنوطًا، وذلك من الكبائر. يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: (والقدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم، فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثًا للنّفوس على التّشمير في نوافل الطّاعات، والانكفاف عن دقائق المكروهات، والتّبسط في فضول المباحات، كان ذلك فضلاً محمودًا، فإن تزايد على ذلك بأن أورث مرضًا أو موتًا أو همًّا لازمًا بحيث يقطع عن السّعي لم يكن محمودًا.

وأمّا الرّجاء فهو الطّمع في ثواب الله تعالى على العمل الصّالح، فشرط الرّجاء تقديم العمل الحسن والكفّ عن المحرمات أو التّوبة منها، وأمّا ترك الواجبات واتّباع الشّهوات والتمنّي على الله ورجاؤه، فذلك يكون أمنًا من مكر الله لا رجاء: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}. وقد بيَّن المولى سبحانه أنّ الرّجاء لا يكون إلاّ بعد تقديم العمل الصّالح ولا يكون من دونه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ }.

وباختصار، فإنّ الواجب يقتضي الجمع بين الخوف والرّجاء، وأكمل أحوال العبد محبّة الله تعالى مع اعتدال الخوف والرّجاء، وهذه حال الأنبياء وصالحي المؤمنين: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}. فإذا علم المسلم شمول رحمة الله، وعظيم كرمه، وتجاوزه عن الذّنوب العظام، وسعة جنّته، وجزيل ثوابه، انبسطت نفسه واسترسلت في الرّجاء والطّمع فيما عند الله من الخير العظيم، وإذا علم عظيم عقاب الله، وشدّة بطشه وأخذه، وعسير حسابه، وأهوال القيامة، وفظاعة النّار، كفت نفسه وانقمعت، وحذِرت وخافت.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc