في رحاب شيخنا محمد الغزالي . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في رحاب شيخنا محمد الغزالي .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-12-03, 07:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي في رحاب شيخنا محمد الغزالي .

فتاوى متعسفة
للعلامة :محمد الغزالي رحمة الله عليه


من الآفات التي اعترضتني في طريق الدعوة، أناس عندهم رغبة مجنونة في الحكم بالتحريم على أي شيء ! فلو استطاعوا تحريم الهواء لأصدروا بذلك الفتوى، ولو ماتوا مع الناس مختنقين !
وهم يتصورون الإسلام رسالة تسكن من العالم الرحب حارة ضيقة لها تقاليدها ولها مراسمها، فما يصلها بالعالم ممنوع مهما كانت طبيعته، والمهم بقاء الحارة منطوية على أصحابها وحسب ..
وأصحاب هذا الفكر قد يصلحون بوَّابين على خرابة، أما أن يكونوا دعاة لدين عالمي، يفتح صدره للأعصار والأمصار، ويتجاوب مع فطرة الله في الأنفس، ويتفاهم مع الرجال والنساء في الشرق والغرب، فهذا مستحيل ..
رأيت أحدهم ينظر إلى الشارع مكفهر الوجه، فقلت له مازحاً: ما أغضبك ؟ فقال: رؤوس الرجال عارية وكذلك وجوه النساء وأيديهن، والواجب تغطية هذا كله، قفاز في يد المرأة ونقاب على وجهها، وقلنسوة أو عمامة على رأس الرجل، وبذلك يصير المجتمع إسلامياً، واسترسل يقول: إنه في الإحرام بالحج والعمرة، لا غطاء على الرأس، ولا نقاب على الوجه، ولا قفاز في اليد، فإذا انتهت المناسك تغيَّرت الأوضاع ..
ولم أرَ أن أجادل هذا المسكين، وحسبته يعبِّر عن فكر عامي؛ يلتزمه بعض المتطرفين، يحسبونه ديناً وما هو بدين، حتى قرأت لعالم كبير فتوى بأن ستر اليد داخل قفاز من تمام الحجاب ! وبذلك زاد قيد آخر على حراك المرأة وعلى دائرة المباح الذي كفله الشارع لها ..
وراجعت معلوماتي من كتاب الله وسنة رسوله؛ فوجدت الكلام رأياً خاصاً لصاحبه، ولا يجوز أن يسمَّى ديناً ولا شبه دين !!
كانت المرأة تلقى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أصابعها خاتمها؛ فما ينكر ذلك عليها، وإنما يتساءل فقط: هل أخرجت ما عليه من زكاة ؟
فما معنى زيادة القيود المفتعلة على المرأة وإيهام المؤمنات بأن اليد عورة يجب سترها ؟
هل المقصود زيادة العقبات أمام انتشار الإسلام ؟
أم المقصود جعل المؤمنات يكرهن الإسلام ويضقن به ؟
روى أبو داود وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ (أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعها ابنتها، وفي يد ابنتها أسورتان غليظتان من الذهب، فقال لها: "أتعطين زكاة هذا" ؟
قالت: لا ! قال: "أيسرُّكِ أن يسوِّرك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار" ؟
فخلعتهما فألقتهما إلى النبي وقالت: هما لله ورسوله).
وفي رواية ثوبان، في قصة هند بنت هبيرة أنه كانت في يدها خواتيم ضخام، فجعل رسول الله يضرب يدها .. وتمام القصة يشير إلى رفض رسول الله هذا المظهر الدال على الخيلاء والاستعلاء، ولم يشر من قريب أو بعيد إلى أن اليد عورة.
والعلماء على أن غضب الرسول صلى الله عليه وسلم كان لعدم إخراج الزكوات على هذه الحلي، ولو أخرجنها ما غضب منهن، يدل على ذلك ما رواه جابر بن عبد الله قال: (شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئاً على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكَّرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكَّرهن، فقال: "تصدَّقن فإن أكثركن حطب جهنم" !
فقامت امرأة من وسط النساء سفعاء الخدين - وجهها أحمر فيه سمرة - فقالت: لِمَ يا رسول الله ؟
قال: "لأنكنَّ تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير".
قال جابر: فجعلن يتصدقن من حليهن، يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتيمهن).
والحديث كما ترى ظاهر في أن وجه المرأة ليس بعورة فقد وصفه الراوي دون حرج، وفي رواية البخاري: (كنت أرى أيدي النساء تهوي بحليهن في حجر بلال)، فاليد ليست عورة ..
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم بعث بالحنفية السمحة، وقد أنذر بالويل من يأتون من عند أنفسهم بالمشكلات والمتاعب فقال: هلك المتنطعون ..
ولو كلفنا النساء المسلمات بلبس القفازين لعجز أكثر من نصفهن عن ذلك ووجدن في لبسهما العنت ..
وأصارح بأني كنت ألتمس العذر لبعض الغلاة، وأقول: مخلصون ينقصهم الفقه في دينهم، وعلّ إخلاصهم يغفر جهلهم، بيد أني بدأت أشعر بالقلق من أن يكون وراءهم من يتعمد تعسير الإسلام خدمة لمآرب أجنبية !!
إن الإسلام يلقى محناً خطيرة في هذا العصر، وقد استيقنا من أن أصابع غريبة تحيك له الدسائس، وتتعمد نشر فتاوى متعسِّفة للمتقعرين والمنحرفين، حتى تصرف أتباعه عنه وتصد الداخلين فيه، وهنا الخطر !!








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc