كنت في جلسة سمر مع بعض الأصدقاء نتحدث في شتى المواضيع حتى طلبت منهم أن يسرد كل منا قصة وقعت له و غيرت مجرى حياته و تفكيره فاستوقفتنا جميعا قصة رجل في الخمسين حكى لنا قصة مؤثرة جدا سأسردها لكم للعبرة.
يقول الرجل أنه لديه ولد و بنتين و كان الابن الوحيد عاق و عاص لوالديه يقول متحصرا لقد أتعبني كثيرا أنا و أمه فلقد ترك ولدي الدراسة باكرا و عمره في العشرين وكان منحرفا و متسكعا و يتشاجر مع كل أفراد العائلة و لا عمل له سوى النوم و التسكع و طلب النقود.
يقول الرجل لنا بنبرة الأسى و الغضب ماذا انتم فاعلون مع هذا الولد فيردون عليه بأنهم سيطردونه و يرمون به خارجا و أنا أقول للرجل بأنني سأصبر على الابن فقال الرجل إلى متى فأجبته إلى أن يهديه الله فالهداية بيد الله.
المهم يكمل الرجل حكايته الحزينة يقول بأن ولده العاق طلب من والده مرة أن يعطيه 5 ملايين يحتاجها أو سيقلب الدار فرضخ الأب خوفا من المشاكل ولأن الرجل سيغيب عن الدار شهر لأنه يعمل في شركة للبترول المهم بعد عودته إلى المنزل وجد أن المشاكل تفاقمت و أمه تشتكي من ولده و بناته لم تسلم من غضب و ضرب أخوهما العاق يقول الرجل بأنه بدأ يكره البيت و العائلة بسبب ولده فكان يعيش في الجحيم ويقول بماذا ابتليتني يا ربي
ويطرح الرجل السؤال مجددا علينا هل يا أصدقائي ستصبرون على هذا الولد فيجيبون جميعا أبدا والله و أما أنا فارد عليه بأنني سأصبر عليه كما يصبر الله على عبده و هو غارق في المعاصي.
ويعود الرجل إلى الحديث فيقول عندما أتحدث و أنصح ولدي لا يحترمني و لا يعطيني قيمة فأفوض أمري إلى الله المهم عندما هممت أن أسافر إلى العمل و أغيب شهر طلب مني ولدي طلبا قاسيا و جريئا وهو أن لا أركن سيارتي في جراج و مستودع الدار لأنه سيحتاجه و طلب مني بكل وقاحة 20 مليون كاش حالا و إلا سيعكر حياة العائلة فتلاسنت معه المهم استسلمت إلى بكائي زوجتي و قررت أن ألبي طلباته مكرها.
فدمعت عين الرجل أمامنا و تأثرنا لحاله فقال لنا هل ستصبرون عليه فيردون عليه بأنهم سيضربونه و يطردونه و يسألني وأنت ما ردك قلت والله سأصبر عليه فردا علي بابتسامه غريبة.
يقول الرجل بعد عودتي إلى الدار وجدت جمعا من الناس أمام مستودع الدار فقلت يا رب لطفك وبعد أن اقتربت من الدار وجدت أن ابني فتح مطعما للأكلات السريعة فاستغربت وذهبت فورا إلى البيت لأرى زوجتي فوجدت العائلة سعيدة و بأبهى حلة فقلت لها ماذا حصل فأخبرتني أن ابنها تغير كثيرا وصار يعمل ليلا ونهارا وأصبح المحل يدر عليه الكثير من المال يقول الرجل أني ذهب الى غرفتي لأني لم اصدق ما حصل فدخل عليه ابني فحضنني و تأسف مني و قال لي بأنك أبي قد فتحت علي كنزا و ثراء و سنكون في سعادة ما حييت فحضنته و نسيت ماكان في الماضي.
فقال لنا الرجل أنه بعد سنتين تزوجت أخت الولد الكبرى بنفقة الولد كاملة و اشترى سيارة و أثث بيتنا و أمرني أن أتقاعد في أقرب فرصة ممكنه يقول هذه هي قصتي مع ولدي فالتفت إلي الرجل فقال أن يا بني قلبك أنت واسع و أتركه دوما مفتوح و واسع.
سردت عليكم أصدقائي هذه لأزرع فيكم الأمل و الحب و التفاؤل فالحكم على الناس مسبقا يعني أننا نعلم الغيب حاش أن يكون هذا منا و دمتم أصدقائي في سعادة و حب ووئام وأسعدني التواصل معكم مجددا
منقـــولة