تحرير الأسرى...لأي مصلحة نتائج معركة عرسال

[Su2013]

هنا تركن النصرة...

مع بدايات تسليح المعارضة السورية,وتأزم الوضع الأمني في سوريا بدأت الكثير من الميليشيات والتنظيمات المناوئة للنظام بالظهور,وأصبحت سوريا في غضون أشهر مرأب كبير لكل التنظيمات والفصائل من شتى بقاع الأرض...وقد أثر هذا الوضع الأمني المتسيب سلبا على كل دول المنطقة ومن بين الدول المتضررة كانت الجار الأخ الأصغر لبنان..حيث نشطت من والى لبنان حركة كثيفة للسلاح و انتعشت تجارة الموت السوداء.وكانت جرود ومرتفعات عرسال بطبيعتها الجغرافية الصعبة مركن لمختلف ومنطلق لمختلف النشاطات إلا أن قدمت جبهة النصرة وأحكمت قبضتها على المنطقة وطردت الجميع بمن فيهم اللاجئين السوريين من المنطقة..وأصبحت الأمر الناهي المسيطر الفعلي على منطقة عرسال...

مسلسل التفجيرات الدامية...

هزت في سنة 2014 وحدها أكثر من سبع تفجيرات انتحارية لبنان,والمتبني كانت جبهة النصرة و قاعدة الانطلاق لقوافل الموت كانت من عرسال..وأخطر تلك التفجيرات تفجير استهدف موقع السراي الحكومي وسط بيروت,وأخر وسط حاجز أمني للجيش اللبناني..اضافة الى قصف جبهة النصرة بالمدفعية الميدانية لمحيط القرى القريبة من منطقة عرسال..الأمر الذي دفع الجيش اللبناني للتدخل من أجل تطهير المنطقة مستندا على حلفاءه من وحدات محلية غير نظامية.انتهت بأسر العديد من العسكريين اللبنانيين إضافة إلى عناصر من حزب الله.

المفاوضات...كيف أخرجت النصرة وحرر الأسرى

لجأ الجيش اللبناني إلى أسلوب غير كلاسيكي في التعامل مع الواقع الأمني في جرود عرسال,حيث ارتكز على تنفيذ ضربات محدودة و موجهة ضد أهداف إستراتيجية لجبهة النصرة وحلفاءها بالمنطقة من جهة و من جهة أخرى شن حملات أمنية ضد ممن يحسب على النصرة من أجل تحييدهم,تزامنا مع ضغط الجيش السوري (رفقة حلفاءه) على الجبهة من الجهة الأخرى..الأمر الذي أدى إلى محاصرتها في جرود عرسال..والتقارب العربي الذي بات أوضح بخصوص الملف السوري ساهم بشكل كبير في الذهاب لخيار المفاوضات,إضافة إلى أن الكثير من الفصائل السورية تكفلت بالتنسيق بين أحزاب لبنانية (ممثلة التيار الوطني) من أجل خلق قنوات اتصال غير مباشرة مع من له سلطة على جبهة النصرة,انتهت باتفاق تأمين خروج المسلحين من عرسال (خروج أمنه الجيش اللبناني و حزب الله) ويحق للمسلحين اصطحاب أهاليهم بينما سلم كل الأسرى اللبنانيين إلى الجيش اللبناني..

اتفاق نموذجي...أم جزء من خطة أكبر

يبقى الهاجس المطروح هو من المنتصر و من يستفيد من الاتفاق الأخير في عرسال,هل النصرة التي خرجت بأمان (بعتادها و عناصرها) من معركة كانت ستخسر بها كل شيء أم هو الجيش اللبناني الذي طرد فصيل واحد من أصل العشرات...يكفي أن نتجه للجارة سوريا,حيث الاتفاقات المماثلة تتم بشكل شهري..اذ يخرج المسلحون منذ نهاية سنة 2015 في حافلات للنظام من مناطق عدة ليسيطر بعدها النظام على تلك المدن المدمرة من شدة القتال..ان هذه الاتفاقات جزء بسيط من واقع أكبر,ألا وهو المفاوضات الدولية..لأن النظام السوري يريد الذهاب بكل بساطة لجنيف أو أستانا حاملا ما أمكنه من خرائط توضح سيطرته وسيادته على جغرافية البلد,بينما المعارضة السورية تريد الذهاب لجنيف أو أستانا وهي تحظى بأكبر عتاد عسكري ممكن...كل ونقاط قوته في المفاوضات كل و حساباته..ولهذا يحمي المعارضون و النظام ككل في دمشق هذه الاتفاقات مهما كانت هشة أو مهما غلبها النفاق.لأن المصلحة المستقبلية أكبر من كل شيء لكل من الطرفين.

لبنان من فاز بالرهان...

يبدو أن حزب الله قد أثبت مجددا أنه أكثر من مجرد حزب...وأن له حلفاء جدد (ممن حارب ضده في الحرب اللبنانية الأهلية) من بعض القوى الوطنية و حتى الأحزاب و الحركات المسيحية (أعجوبة سياسية في لبنان),إلى جانب حلفاءه التاريخيين من داخل المؤسسة الأمنية و الأحزاب القومية و اليسارية و حركة أمل.الى جانب كل هذا...تأكد الجميع من أن الجيش اللبناني كذلك فاز بأول التحديات الأمنية بعد أن تمكن من ضبط إقليم البقاع بعد خروج القوات السورية.وتمكن اليوم من كسر تنظيم إرهابي خطير هدد الأمن القومي في لبنان...كذلك أثبت اللبنانيون وسياسييهم مرونة غير مسبوقة في التوحد والتكتل وراء هدف واحد مع إلغاء جميع الفوارق السياسية و الأيديولوجية التي كانت تحرم لبنان من نعمة التناغم.

[abou abd]

الصراع السعودي القطري نعمة من الله بفضله ستحل مشاكل كثيرة

[Su2013]

نعم,لاسيما مشكلة سوريا,أظن بأنه يوجد بشكل لم أتوقعه شخصيا...يوجد أفق لحل الأزمة خاصة مع التقارب الغير مسبوق بين الرؤية التركية و الروسية الى جانب توسط قطر مع النظام السوري في عديد من الاتفاقيات لخروج مقاتلين محسوبين على المعارضة السورية و خلق مناطق ''فض الاشتباك'' أو مناطق أمنة جنوب البلاد و بالقرب من حلب.