نظرية السوبرمان في ميزان الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نظرية السوبرمان في ميزان الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-04-24, 07:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










B9 نظرية السوبرمان في ميزان الإسلام

نظرية السوبرمان.. في ميزان الإسلام


بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح


ضمن أفلام الخيال العلمي شاهدنا الرجل السوبرمان الذي يصرع الآخرين ولا ينتصر عليه أحد ممن يقاتلهم، وكنا نتشوق إلى مثل هذه الأفلام ونحرص على مشاهدتها لأنها تحقق لنا في الخيال ما نطمح إلى تحقيقه في الواقع.
كلنا يريد أن يمتلك مثل هذه القوة الخارقة التي يهابه من أجلها الآخرون.
نظرية السوبرمان، أو الإنسان الخارق تدور حول القوة المفرطة، ويقول فريدريك نيتشه (صاحب النظرية): إن الإنسان العادي هو الجسر الموصل إلى الإنسان الأعلى.
ولكن من هو نيتشه هذا، وما حقيقة نظريته؟
فريدريك فيلهيلم نيتشه (صاحب النظرية) هو فيلسوف ألماني من مواليد 15 اكتوبر عام1844م، وتوفي في25 اغسطس 1900م، وهو من أشهر فلاسفة الألمان، واهتم في فلسفته بالأديان والأخلاق والثقافة.
كان نيتشه حاداً في نقد الدين، وكان منكراً لوجود الله تعالى، بل هو من نادى بموت الإله، ومن مؤلفاته: هكذا تكلم زرادشت، هذا هو الإنسان، ما وراء الخير والشر، أفول الأصنام، العلم المرح، عدو المسيح، أصل الأخلاق، الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي.. وغيرها:
(ويكيبيديا- الموسوعة الحرة).
ونظرية السوبرمان، أو الإنسان الأعلى، أو موت الإله، نظرية شغلت الناس، وأحدثت انقلاباً في المفاهيم، ونال صاحبها شهرة عالمية طبقت الآفاق، ورغم أن نيتشه استمد أصول نظريته من نظرية دارون (اصل الأنواع) وهي نظرية التطور إلا انه تطرف ولم يكتف بما قال به دارون إن البقاء للأصلح من المخلوقات، وأن الصراع قائم بينها، وأن الأقوى يقضي على الأضعف، فيتحقق من خلال الانتخاب الطبيعي البقاء للأصلح الذي يستحق الحياة.
نيتشه ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال بموت الإله، وأن الإنسان في غير حاجة إلى إله ليدير شؤون حياته، وهو هنا يصادم حقائق العلم الثابتة التي تقطع بأن لابد لهذا الوجود من خالق عليم حكيم قادر بيده مقاليد الأمور كلها، وتأسيساً على فلسفته في الإله قال قولته المشهورة: «إن الإنسان جسر تخطو عليه الطبيعة من الحيوان للسوبرمان». (مقدمة السوبرمان/ سلامة موسى).
ولأن العلم صادق لا يجامل ولا ينافق، ولا يحابي أحداً على حساب الحقائق العلمية الثابته، فإن هذه النظرية وما قامت عليه من نظريات ظلت في نظر العلم مجرد نظريات لم تبلغ سن الرشد العلمي، وأنها قابلة للأخذ والرد، ولم ترتق لتصبح حقائق علمية انتهى الجدل حولها.
فالماركسية نظرية، والنسبية نظرية، والسوبرمان نظرية، والتطور نظرية، والفردية نظرية.. وهكذا.
بذلك تظل نظرية السوبرمان موضوعاً للأخذ والرد، والتعديل بالإضافة والحذف.
ولأن هذه القضايا لم يحسم أمرها، ولم يقل العلم الكلمة الأخيرة فيها، فقد ظلت ومنذ أن ظهرت نظريات لم تغادر ميادين البحث العلمي، ولم ينفض العلماء أيديهم من الحديث أو البحث العلمي حولها، والعمل على تأكيدها لتصبح حقائق علمية ثابتة، أو نفيها أو تغييرها.
ولم يسلم بعض العلماء من الغرور والاستكبار كما لم يسلم غيرهم من الناس العاديين، بل ربما كان العلماء أكثر غروراً واستكباراً لأن لديهم موجات الغرور والاستكبار، وكان نيتشه واحداً من هؤلاء العلماء، فقد تطاول على مقام الإله وزعم بموته، ويشاء الله تعالى أن يدخل هذا العالم مصحة عقلية، ونحن لا نقول هذا الكلام تشفياً منه لأن كل إنسان معرض لما تعرض له نيتشه، ولكن نريد أن نقول: أن الإنسان الذي لا يملك الإرادة للاحتفاظ بعقله سليماً فضلاً عن أن يحتفظ به قوياً وذا نبوغ وتميز لا يحق له أن يتطاول على واجب الوجوب وهو الله تعالى، فيقول بموته، وأن الإنسان ليس في حاجة اليه ليترقى ويبلغ المنزلة التي يطمح فيها.
كان من المتوقع أن يكون صاحب نظرية السوبرمان هو سوبرمان في ذاته، أما أن ينحدر إلى مستوى أدنى من الحيوان ذاته، فيفقد عقله، ويكون حبيساً في مصح عقلي، ولولا عطف أمه عليه، وخشيتها عليه من أن يدركه الموت وهو في المصحة وإخراجها له من المصحة ليعيش باقي حياته معها حتى أدركه الموت،هذا الذي حدث لنتشه في أواخر أيام حياته لم يخطر على بال أحد أبداً.
هذا هو وزن نظرية السوبرمان عند صاحبها وعند الناس، فهي فشلت حتى مع مؤسسها، ولم تنعكس آثارها على حياته إيجاباً.
والآن ما هو وزن النظرية في ميزان الإسلام، ونحن نعلم أن الإسلام لا يحابي، وأن أحكامه صادقة وصريحة، لا تتبدل ولا تتغير.
الإسلام لا يعترف بالنظريات حتى تصبح حقائق علمية ثابتة انتهى الجدل حولها، وقال فيها البحث العلمي النزيه كلمته الأخيرة، ونحن نعلم أن النظريات تواجه صراعاً محتدما حتى ترقى إلى مستوى الحقائق العلمية الثابتة.
فالنظرية في ميزان الإسلام تظل نظرية، ووزنها لا يتجاوز هذا القدر، وبالتالي، فالإسلام لا يحتفي بها احتفاءه بالحقائق العلمية التي انتهى الجدل العلمي حولها، وخاصة أن هذه النظرية تنادي بقضية انتهى العلم الصادق من حسمها، وهذه القضية هي وجود الله تعالى، الذي صار العلم الصادق، والحقائق العلمية الثابتة دليلاً على وجوده، ودالة على قدرته، وحكمته، وكمال صفاته.
لقد كان العالم والمفكر الأمريكي موريس كريسون موفقاً غاية التوفيق حين أصدر كتابه (العلم يدعو إلى الإيمان) واستدل فيه بالحقائق العلمية الثابتة، والبراهين العقلية الدامغة على أنه لابد لهذا الوجود من خالق حكيم قدير يوجده من العدم، ويدبر شؤونه، ويضبط توازنه، ورد باستخفاف على من ينكر وجود الله تعالى، ويحسب نفسه بعد ذلك في زمرة العلماء، ونسي أن الأصل في العالم الحق أنه أكثر الناس خشية لله تعالى، لأنه يملك من الحقائق العلمية ما يجعله من أكثر الناس إدراكاً لحقائق الوجود، والمقاصد السامية للدين، يقول تعالى: «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود»(27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه. إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء إن الله عزيز غفور(28)» سوة فاطر.
فالعلماء الذين يعترف الإسلام بهم، ويقيم لهم وزناً، هم الذين بلغ بهم علمهم، وإدراكهم لحقائق الوجود، ولأصل هذا الوجود، إلى الخشية من الله تعالى، والاعتراف له بالإلوهية والربوبية، وأنه الإله الوحيد الذي يستحق العبادة دون سواه من بشر أو شجر أو حجر.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-04-24, 15:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
siba biba
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-04-24, 22:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد الوليد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد الوليد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و فيك يبارك الله الأخت siba biba










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ميزان, السوبرمان, الإسلام, نظرية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc