ساعدوني للغد نص الخطبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > منتدى السنة الرابعة متوسط > المواد العلمية > قسم تحضير و شرح الدروس

قسم تحضير و شرح الدروس هنا تشرح الدروس

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ساعدوني للغد نص الخطبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-28, 17:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وردة المستقبل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي ساعدوني للغد نص الخطبة

بليييييييييز ساعدوني للغد

خطبة تلقينها على زميلاتك تحثينهم على الاجتهاد والعمل.................









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-01-28, 20:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*فريال*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *فريال*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته =)
نص الخطبة


خطبة: حث الطلاب على الجد الاجتهاد في طلب العلم

الحمد لله الذي أكرمنا بالنعم الكثيرة لا تعد ولا تحصى، وبالآلاء العظيمة لا تحد ولا تستقصى. ومن أعظم ما امتنّ به علينا العقل الذي هو قوام الرشد وسبيل النجاة من المهلكات، وميزة الإنسان عن غيره من المخلوقات.
قد أحسنَ العمل مَنْ أكرم عقله وأعطاه حقه وقدّره قدره، واستعمله لنجاحه في الدنيا وفلاحه في العقبى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أثنى على العقل في آيات كثيرة، وامتدح أهل العلم كثيراً، فهم أناسٌ ذوي همم عالية، لم يعرف الملل لهم طريقا، كان الكتاب لهم صديقا، قدّروا الوقت قدره واستغلّوه، وأخلصوا علمهم وعملهم لله وحده، تميزوا بالإبداع والتجديد، والسعي لمعرفة كل جديد، ومما أعانهم على ذلك ذكاءٌ وفطنةٌ واهتمام، ودافعية لاكتساب العلوم والمعارف والأحكام، بعد نيةٍ صادقة وتوكل على الملك العلاّم؛ فطبّقوا ما تعلّموه في حياتهم، وأفادوا البشرية من خبراتهم.
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمداً صلى الله عليه وسلم، البشير النذير، والسراج المنير، والهادي إلى كل خير. علّم أمةً كانت على جهل، فاهتدى على يديه أهل الجبل والسهل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله:
لا يزال الحديث متواصلاً عن فضل طلب العلم وأهميته في حياة الأفراد والشعوب. وما تميزت أمم الأرض إلا بنصيبها من العلم، واستفادتها من ثماره.. وليس غريبا القول أن بلدان العالم تصنف من حيث قوتها ورقيّها إلى فئات ثلاث: فئةٌ أخذت بالعلم حتى وصلت إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم، وهي ما تسمى بالدول المتقدمة؛ قد انتشرت مخترعاتها في كل مكان، وأصبح العالم لا يستغني عنها أبداً، ولا تقوم أمةٌ من الأمم إلا معتمدة على نتاج هذه الدول المتقدمة؛ حتى ليظن الإنسان البسيط أنهم أصحاب النصيب الأوفى من نعمة العقل البشري دون سواهم لقيادة العالم بأسره! ولعمر الله إنها لنظرة سطحية قاصرة. فإنه مما لا ريب فيه أن الله تعالى كرّم كل البشر بهذه النعمة؛ فهي منحةٌ ربانيةٌ لكل إنسان على هذه البسيطة.
وفئةٌ ثالثةٌ من البلدان قد أدركت قيمة العلم، وأخذت بالتوجه نحوه بكل ما أوتيت لتكتب لها تاريخاً مشرقاً تفخر به أجيالها من بعد؛ فتراها تتقدم في فضاءات العلم يوماً بعد آخر، ويظهر اسمها في عالم الاختراعات حيناً تلو الآخر، وهي ما تسمى بالدول النامية.
وفئةٌ ثالثةٌ تعيش على عقول الآخرين رغم ما لديها من موارد بشريةٍ وماديةٍ وإمكاناتٍ متنوعةٍ؛ إلا أنها لم تعطِ العقل البشري حقه، ولم تقّدره قدره،، فلا تزال في آخر الركب بعيدةً عن التقدم، وهي ما تسمى بدول العالم الثالثّ. وتأملوا رحمكم الله ما وراء هذه التسمية "العالم الثالث"!! أي كأنّ هنالك دولاً متقدمةً شامخةً بعلومها، راسخةً بقوتها ومتانة اقتصادها. ودولاً أخرى تنبض بالحياة تحاول استدراك ما فاتها، باذلةً قصارى جهدها في اللحاق بالركب رغم أنها ناشئةٌ وقريبةُ عهدٍ بالحضارة الإنسانية! وأما ما سواهما ، أما ما سوى هاتين الفئتين فكأنما هم من عالم آخر ليس موطئ قدم في هذا العالم الذي سلاحه العلم. وبميزان العلم فهم على صواب؛ فمن لا علم له لا وجود له. وكذلك؛ فإنه لا يتساوى العلم والجهل (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
عباد الله: قد يتساءل الواحد منا: أين موقع بلداننا من ركب الحضارة ومسيرة التقدم البشري؟ وأين نحن مما يجري في العالم من حولنا من سباق العلم والحضارة؟ ولكننا إذا تفحصنا ما حولنا نجد الجواب الشافي؛ فلا ريب أننا سنجد أن كل شيء حولنا مستورد، وأننا لم نقدّم لأنفسنا شيئاً يذكر ؛ فضلاً عن إفادة غيرنا من الأمم بشيء من مخترعاتنا رغم ما لدينا من ثروات وخيرات؟ فأين يكمن المشكل؟ وما سبب هذا التأخر والتخلف الحضاري؟؟
إننا جميعاً متفقون على تقصيرنا في طلب العلم، وأننا قد ركنّا إلى الراحة والدعة؛ في حين أن العالم يتسابق نحو التقدم! وأننا لم نعد نقود الأمم كما كان الأسلاف؛ فتأخرنا... عطّلنا العقل وأوقفنا المواهب واشتغلنا باللهو والتوافه! ثم تأتي الأنظمة التعليمية لتجهز على ما تبقى من قدراتٍ عقليةٍ يملؤها الطموح والإرادة؛ حتى وقعت الكارثة، وخسر الوطن جيلاً بأكمله أو يكاد.
عباد الله: لقد شاع وأصبح حديث الساعة التحدث بأن خطأً تربوياً فادحاً أُرتكب قبل بضع سنوات نتيجة تطبيق نظام الترفيع، وهو نظام يقضي بنجاح جميع الطلاب، وترفيع من يرسب إلى الصف الأعلى غالباً. وقد أدّى هذا النظام إلى حالة من الاستخفاف والتمادي في التقصير لدى طلاب المدارس؛ أوصلهم إلى وضعٍ غير مُرضٍ تمثل في تراجع المستوى التعليمي وقلة التنافس الشريف وقتل للطموح، وكانت نتيجة ذلك الفشل الذريع في نظام التقويم التربوي، وإيجاد أجيالٍ ليست بالمستوى المطلوب. فمن المسؤول عن ذلك؟
لقد حدث في إحدى الكليات أثناء اختبار تحديد المستوى الذي يجرى عادةً للطلبة الجدد أن طالباً لم يستطع كتابة بياناته (اسمه وعنوانه) إلا بعد النظر إليها مكتوبة على بطاقته الشخصية. (تحدث بذلك أحد القائمين على الاختبار). فمن يتحمل نتيجة ذلك؟
وإن كان ذلك النظام قد أُلغي إلى غير رجعة؛ فإن العودة إلى الوضع الصحيح يحتاج وقتاً وجهداً. فمن المعروف أن المرض يأتي متسارعاً ومفاجئاً؛ إلا أن الصحة لا تأتي إلا بعد زمن. ولعلكم لاحظتم – عباد الله – كيف كانت نتائج أبنائنا الطلبة في نهاية الفصل الدراسي الماضي سيئة ومخيبة للآمال. وأنها لم تكن متوقعة البتة؟
لكم أن تتصوروا – عباد الله – أن نسبة النجاح في بعض المدارس وفي بعض المواد لم تتجاوز العشرة بالمئة. وأن نسبة رسوب الطلاب في بعض الفصول تجاوزت النصف؛ أي الخمسين بالمئة؟ وأن أعداداً كبيرة من الطلاب لديهم إخفاق في أكثر من مادة دراسية واحدة. وجميع هذه المعطيات غير مريحة بالطبع؛ إلا أنها ضريبة أخطاء متراكمة. وفي الوقت نفسه يعتبر من الطبيعي جداً أن يتم تصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان. والأمل بالله كبير، وكذلك؛ فإن القائمين على التعليم مجتهدون في تقديم الأفضل دوماً. ولا ريب أن عودة الأمور إلى مسارها الصحيح أمرٌ يبعث على الانشراح. وإن كان قد سبّب كثيراً من الإزعاج والتذمر في أوساط المجتمع؛ إلا أن المرء لابد وأن يتفاءل وينظر إلى المستقبل بعينٍ ملؤها الأمل، وليحمد الله على نعمة الأمن والأمان، ونعمة الاستدراك والتصحيح.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم إنه هو البر الكريم.
********* ***********
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خير خلق الله أجمعين، وسيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله:
إن موضوع التعليم لذو شجون، والحديث عن أهمية طلب العلم يطرب النفس، وهنا يتسع المقام للكثير من القول في مسألة التحصيل الدراسي؛ إلا أن ما هو أهم الاقتصار على نقطتين رئيسيتين:
الأولى: توجه إلى أبنائنا الطلبة: فيا أبناء المدارس اعلموا أنكم أمل هذا الوطن، وأركانه القوية. فعليكم بالعلم ثم عليكم بالعلم ثم عليكم بالعلم، ولا يكون طلب العلم بحضور الدروس وحسب؛ بل والاجتهاد في طلبه اجتهاداً صادقاً نابعاً من القلب، وأنتم مدفوعون من تلقاء أنفسكم، ومتوجهون من ذواتكم ودواخلكم؛ دون أن يطلب ذلك منكم أحدٌ المذاكرة، أو يتوسل إليكم الآباء والأمهات المثابرة.
انطلقوا من أنفسكم؛ فقد أودع الله تبارك وتعالى لدى كل إنسان مارداً عظيماً من القدرات، وعالَماً مدهشاً من الملَكات؛ ما عليكم إلا أن تستغلوا هذه القدرات في طلب العلم. وعليكم بالتنافس الشريف، ووطّنوا أنفسكم على مبدأ [من جد وجد ومن زرع حصد]؛ فإن هناك نجاحاً وفشلاً، والأمور تكون بعواقبها، فإما استغلالٌ للفرص يعقبه فوزٌ وفلاح، وإما تفويتٌ لها يعقبه فشلٌ وخسران.
أما النقطة الثانية: فتوجه إلى كل أسرة لديها أبناء في المدارس. فعليكم يا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات تقديم أقصى ما تستطيعون لأبنائكم. أغرسوا فيهم الجد والمثابرة. ربّوهم على حب العلم والسعي لأجله.
اجعلوا منهم مبدعين حقيقيين؛ فقدراتهم كبيرةٌ، ومواهبهم متميزة. ادفعوهم إلى الإبداع دفعاً. كونوا معهم في كل شؤون حياتهم.
تواصلوا مع مدارسهم حتى تكونوا على بيّنة من مستواهم الدراسي، ومسيرتهم الأخلاقية؛ فإنه لم تتدنّ مستويات كثير من أبنائنا الطلبة إلا بعد أن أهملنا متابعتهم دراسياً، ولم تنحرف أخلافهم إلا بعد أن تركنا الحبل على الغارب، حتى ابتعدوا عن الرقابة الأسرية. وليكن نصب أعيينا جميعاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)
وكلمة أخيرة للمجتمع بأسره، كونوا يداً واحدةً في خدمة هذا الوطن الغالي، ولا تتنازعكم الأهواء، وقفوا على قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. قوله عز وجل{واتقوا الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين؛ فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه العزبز؛ حيث قال عز قائلاً عليماً: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
الدعاء.......









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-29, 18:37   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وردة المستقبل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لكي










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 13:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
هاجر سوسو
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هاجر سوسو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fifi a مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته =)
نص الخطبة


خطبة: حث الطلاب على الجد الاجتهاد في طلب العلم

الحمد لله الذي أكرمنا بالنعم الكثيرة لا تعد ولا تحصى، وبالآلاء العظيمة لا تحد ولا تستقصى. ومن أعظم ما امتنّ به علينا العقل الذي هو قوام الرشد وسبيل النجاة من المهلكات، وميزة الإنسان عن غيره من المخلوقات.
قد أحسنَ العمل مَنْ أكرم عقله وأعطاه حقه وقدّره قدره، واستعمله لنجاحه في الدنيا وفلاحه في العقبى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أثنى على العقل في آيات كثيرة، وامتدح أهل العلم كثيراً، فهم أناسٌ ذوي همم عالية، لم يعرف الملل لهم طريقا، كان الكتاب لهم صديقا، قدّروا الوقت قدره واستغلّوه، وأخلصوا علمهم وعملهم لله وحده، تميزوا بالإبداع والتجديد، والسعي لمعرفة كل جديد، ومما أعانهم على ذلك ذكاءٌ وفطنةٌ واهتمام، ودافعية لاكتساب العلوم والمعارف والأحكام، بعد نيةٍ صادقة وتوكل على الملك العلاّم؛ فطبّقوا ما تعلّموه في حياتهم، وأفادوا البشرية من خبراتهم.
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمداً صلى الله عليه وسلم، البشير النذير، والسراج المنير، والهادي إلى كل خير. علّم أمةً كانت على جهل، فاهتدى على يديه أهل الجبل والسهل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله:
لا يزال الحديث متواصلاً عن فضل طلب العلم وأهميته في حياة الأفراد والشعوب. وما تميزت أمم الأرض إلا بنصيبها من العلم، واستفادتها من ثماره.. وليس غريبا القول أن بلدان العالم تصنف من حيث قوتها ورقيّها إلى فئات ثلاث: فئةٌ أخذت بالعلم حتى وصلت إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم، وهي ما تسمى بالدول المتقدمة؛ قد انتشرت مخترعاتها في كل مكان، وأصبح العالم لا يستغني عنها أبداً، ولا تقوم أمةٌ من الأمم إلا معتمدة على نتاج هذه الدول المتقدمة؛ حتى ليظن الإنسان البسيط أنهم أصحاب النصيب الأوفى من نعمة العقل البشري دون سواهم لقيادة العالم بأسره! ولعمر الله إنها لنظرة سطحية قاصرة. فإنه مما لا ريب فيه أن الله تعالى كرّم كل البشر بهذه النعمة؛ فهي منحةٌ ربانيةٌ لكل إنسان على هذه البسيطة.
وفئةٌ ثالثةٌ من البلدان قد أدركت قيمة العلم، وأخذت بالتوجه نحوه بكل ما أوتيت لتكتب لها تاريخاً مشرقاً تفخر به أجيالها من بعد؛ فتراها تتقدم في فضاءات العلم يوماً بعد آخر، ويظهر اسمها في عالم الاختراعات حيناً تلو الآخر، وهي ما تسمى بالدول النامية.
وفئةٌ ثالثةٌ تعيش على عقول الآخرين رغم ما لديها من موارد بشريةٍ وماديةٍ وإمكاناتٍ متنوعةٍ؛ إلا أنها لم تعطِ العقل البشري حقه، ولم تقّدره قدره،، فلا تزال في آخر الركب بعيدةً عن التقدم، وهي ما تسمى بدول العالم الثالثّ. وتأملوا رحمكم الله ما وراء هذه التسمية "العالم الثالث"!! أي كأنّ هنالك دولاً متقدمةً شامخةً بعلومها، راسخةً بقوتها ومتانة اقتصادها. ودولاً أخرى تنبض بالحياة تحاول استدراك ما فاتها، باذلةً قصارى جهدها في اللحاق بالركب رغم أنها ناشئةٌ وقريبةُ عهدٍ بالحضارة الإنسانية! وأما ما سواهما ، أما ما سوى هاتين الفئتين فكأنما هم من عالم آخر ليس موطئ قدم في هذا العالم الذي سلاحه العلم. وبميزان العلم فهم على صواب؛ فمن لا علم له لا وجود له. وكذلك؛ فإنه لا يتساوى العلم والجهل (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
عباد الله: قد يتساءل الواحد منا: أين موقع بلداننا من ركب الحضارة ومسيرة التقدم البشري؟ وأين نحن مما يجري في العالم من حولنا من سباق العلم والحضارة؟ ولكننا إذا تفحصنا ما حولنا نجد الجواب الشافي؛ فلا ريب أننا سنجد أن كل شيء حولنا مستورد، وأننا لم نقدّم لأنفسنا شيئاً يذكر ؛ فضلاً عن إفادة غيرنا من الأمم بشيء من مخترعاتنا رغم ما لدينا من ثروات وخيرات؟ فأين يكمن المشكل؟ وما سبب هذا التأخر والتخلف الحضاري؟؟
إننا جميعاً متفقون على تقصيرنا في طلب العلم، وأننا قد ركنّا إلى الراحة والدعة؛ في حين أن العالم يتسابق نحو التقدم! وأننا لم نعد نقود الأمم كما كان الأسلاف؛ فتأخرنا... عطّلنا العقل وأوقفنا المواهب واشتغلنا باللهو والتوافه! ثم تأتي الأنظمة التعليمية لتجهز على ما تبقى من قدراتٍ عقليةٍ يملؤها الطموح والإرادة؛ حتى وقعت الكارثة، وخسر الوطن جيلاً بأكمله أو يكاد.
عباد الله: لقد شاع وأصبح حديث الساعة التحدث بأن خطأً تربوياً فادحاً أُرتكب قبل بضع سنوات نتيجة تطبيق نظام الترفيع، وهو نظام يقضي بنجاح جميع الطلاب، وترفيع من يرسب إلى الصف الأعلى غالباً. وقد أدّى هذا النظام إلى حالة من الاستخفاف والتمادي في التقصير لدى طلاب المدارس؛ أوصلهم إلى وضعٍ غير مُرضٍ تمثل في تراجع المستوى التعليمي وقلة التنافس الشريف وقتل للطموح، وكانت نتيجة ذلك الفشل الذريع في نظام التقويم التربوي، وإيجاد أجيالٍ ليست بالمستوى المطلوب. فمن المسؤول عن ذلك؟
لقد حدث في إحدى الكليات أثناء اختبار تحديد المستوى الذي يجرى عادةً للطلبة الجدد أن طالباً لم يستطع كتابة بياناته (اسمه وعنوانه) إلا بعد النظر إليها مكتوبة على بطاقته الشخصية. (تحدث بذلك أحد القائمين على الاختبار). فمن يتحمل نتيجة ذلك؟
وإن كان ذلك النظام قد أُلغي إلى غير رجعة؛ فإن العودة إلى الوضع الصحيح يحتاج وقتاً وجهداً. فمن المعروف أن المرض يأتي متسارعاً ومفاجئاً؛ إلا أن الصحة لا تأتي إلا بعد زمن. ولعلكم لاحظتم – عباد الله – كيف كانت نتائج أبنائنا الطلبة في نهاية الفصل الدراسي الماضي سيئة ومخيبة للآمال. وأنها لم تكن متوقعة البتة؟
لكم أن تتصوروا – عباد الله – أن نسبة النجاح في بعض المدارس وفي بعض المواد لم تتجاوز العشرة بالمئة. وأن نسبة رسوب الطلاب في بعض الفصول تجاوزت النصف؛ أي الخمسين بالمئة؟ وأن أعداداً كبيرة من الطلاب لديهم إخفاق في أكثر من مادة دراسية واحدة. وجميع هذه المعطيات غير مريحة بالطبع؛ إلا أنها ضريبة أخطاء متراكمة. وفي الوقت نفسه يعتبر من الطبيعي جداً أن يتم تصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان. والأمل بالله كبير، وكذلك؛ فإن القائمين على التعليم مجتهدون في تقديم الأفضل دوماً. ولا ريب أن عودة الأمور إلى مسارها الصحيح أمرٌ يبعث على الانشراح. وإن كان قد سبّب كثيراً من الإزعاج والتذمر في أوساط المجتمع؛ إلا أن المرء لابد وأن يتفاءل وينظر إلى المستقبل بعينٍ ملؤها الأمل، وليحمد الله على نعمة الأمن والأمان، ونعمة الاستدراك والتصحيح.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم إنه هو البر الكريم.
********* ***********
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خير خلق الله أجمعين، وسيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله:
إن موضوع التعليم لذو شجون، والحديث عن أهمية طلب العلم يطرب النفس، وهنا يتسع المقام للكثير من القول في مسألة التحصيل الدراسي؛ إلا أن ما هو أهم الاقتصار على نقطتين رئيسيتين:
الأولى: توجه إلى أبنائنا الطلبة: فيا أبناء المدارس اعلموا أنكم أمل هذا الوطن، وأركانه القوية. فعليكم بالعلم ثم عليكم بالعلم ثم عليكم بالعلم، ولا يكون طلب العلم بحضور الدروس وحسب؛ بل والاجتهاد في طلبه اجتهاداً صادقاً نابعاً من القلب، وأنتم مدفوعون من تلقاء أنفسكم، ومتوجهون من ذواتكم ودواخلكم؛ دون أن يطلب ذلك منكم أحدٌ المذاكرة، أو يتوسل إليكم الآباء والأمهات المثابرة.
انطلقوا من أنفسكم؛ فقد أودع الله تبارك وتعالى لدى كل إنسان مارداً عظيماً من القدرات، وعالَماً مدهشاً من الملَكات؛ ما عليكم إلا أن تستغلوا هذه القدرات في طلب العلم. وعليكم بالتنافس الشريف، ووطّنوا أنفسكم على مبدأ [من جد وجد ومن زرع حصد]؛ فإن هناك نجاحاً وفشلاً، والأمور تكون بعواقبها، فإما استغلالٌ للفرص يعقبه فوزٌ وفلاح، وإما تفويتٌ لها يعقبه فشلٌ وخسران.
أما النقطة الثانية: فتوجه إلى كل أسرة لديها أبناء في المدارس. فعليكم يا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات تقديم أقصى ما تستطيعون لأبنائكم. أغرسوا فيهم الجد والمثابرة. ربّوهم على حب العلم والسعي لأجله.
اجعلوا منهم مبدعين حقيقيين؛ فقدراتهم كبيرةٌ، ومواهبهم متميزة. ادفعوهم إلى الإبداع دفعاً. كونوا معهم في كل شؤون حياتهم.
تواصلوا مع مدارسهم حتى تكونوا على بيّنة من مستواهم الدراسي، ومسيرتهم الأخلاقية؛ فإنه لم تتدنّ مستويات كثير من أبنائنا الطلبة إلا بعد أن أهملنا متابعتهم دراسياً، ولم تنحرف أخلافهم إلا بعد أن تركنا الحبل على الغارب، حتى ابتعدوا عن الرقابة الأسرية. وليكن نصب أعيينا جميعاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)
وكلمة أخيرة للمجتمع بأسره، كونوا يداً واحدةً في خدمة هذا الوطن الغالي، ولا تتنازعكم الأهواء، وقفوا على قوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. قوله عز وجل{واتقوا الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين؛ فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه العزبز؛ حيث قال عز قائلاً عليماً: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
الدعاء.......
شكرا جزيلا لك هي طويلة ولكن الشكر الجزيييييييييل لا يكفيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للغد, ساعدوني


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc