فقدت طالبة جامعية ضريرة حياتها بعدما تسببت لها الوضعية الكارثية للجامعة
مرضا قاتلا
وهذا جزء من حياتها
اقتباس:
صحيح أنني خلقت كفيفة لكن ذلك لم يجعلني عاجزة ، لقد قدر لي أن أحرم من نعمة البصر ،وهو ابتلاء لا يحس به إلا من يعايشه في حياته اليومية بكل تفاصيلها ، رغم ذلك رفعت راية التحدي وكافحت بتفانِ أمام كل الصعاب معتمدة في ذلك على بصيرتي وعلى أولئك الذين سخرهم الله لنيل أجر وشرف الأخذ بيدي ،أولئك الذين أعانوني لخوض غمار الحياة ... وبتوفيق من الله ها انا قد اجتزت عقبة البكالوريا و صنعت فرحة تتمناها كل عائلة فهاهي عائلتي البسيطة تبتهج بنجاحي ، ويا لسعادتي ،فقدماي تطآن الحرم الجامعي وتحديدا بجامعة الجزائر 2 عاصمة البلد العظيم ،لحظة كانت في يوم من الايام حلم فتاة كفيفة ،حلم بدى للوهلة الأولى بعيد المنال لكن صار حقيقة بفضل الله و عزيمتي التي لا تتزعزع... .
وأخيرا أنهيت تسجيلاتي البيداغوجية والاجتماعية وقد حُظيت بغرفة في أحد أكبر الأحياء الجامعية ،فلطالما سمعت عن لومبيونص تع الإقامة ، هكذا لن أكون وحيدة ً ،سيصبح لي العديد من الصديقات ... آه نسيت أن أخبركم عن معاناتي بمرض مزمن فأنا مصابة بمرض الربو –عفاكم الله- إذ تتطلب حالتي متابعة طبية حتى لا أصاب بنوبات الربو القاتلة ضِف إلى ذلك الشروط التي يجب أن تتوفر في المكان الذي سأعيش فيه كانعدام الرطوبة والغبار وتوفر منافذ التهوية ،ولن يدرك ذلك إلا من يشاركني ألم هذا الداء.
لكن هيهات هيهات ،لقد صدمت بالغرفة التي منحت لي فهي أقرب إلى القبو منها إلى الغرفة التي لا تليق لطالب علم و لانسان بظروفي ، حيث أن غرفتي موالية لدورة المياه -حشاكم- فكانت شديدة الرطوبة ومنعدمة التهوية تقريبا دون أن ننسى الروائح الكريهة التي تحرمني استنشاق هواء نقي ، لقد عانيت كثيرا في هذا القبو عفوا -الشمبرة- ولا أحد شعر بمعاناتي سوى من كانت ترعاني و تشاطرني ألمي فأنا فتاةٌ جِـد كتومة أخجل أن أشغل غيري بي ...
وبالرغم من هذه الظروف التي يعجز أمامها الأصحاء فما بالك بفتاة كفيفة ومصابة بمرض الربو -اللازم- ، كافحت وصبرت من أجلي حلمي إلا أنني لم أسلم حتى من غدر البشر فقد تعرضت غرفتي للسطو من قبل مجهولين سرقوا أغطيتي وبعض أغراضي الشخصية لتزيد معاناتي وألمي فتدهورت وضعيتي الصحية تحت وطأت الصدمة و النوم دون أغطية ،إنه الربو يا سادة لقد كنت أختنق ببطء ... ما استدعى نقلي على جناح السرعة إلى المستشفى بسيارة الإقامة للأسف إذ لم تكن بإقامتي سيارة إسعاف –ربما هرب بها عمي الهواري-# .
لم أكن أدرك أن حياتي على المحك و أنني سألفظ أنفاسي الأخيرة في مستشفى الدويرة لكن حدث ما حدث ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتي لقد فارقت الحياة ...
ها قد رحلت ، رحلت في صمت ، غادرتكم دون عزاء فإعلامكم مازال مهتما بتسريحة أنوش مافيا الجديدة ، ولون الجارب الذي يرتديه أحد السياسيين ، رحلت ولم يرحل الخوف عن الطلبة الصامتين ..... رحلت ومازالت بقايا أشباه التنظيمات الطلابية أو بالأحرى التنظيمات المصلحية منشغلة بالخلاف عن الزعامة و بعضها بمهزلة الانتخابات والبعض الآخر بالتحضير للحفلات الصاخبة !
أعلم أن الخوف يعتريكن يا زميلاتي فتهديداتهم لكن دفع بكن للسكوت و الكتمان لكن تيقنوا ستعشن و سيعيش كل طالب حياة واحدة ...فالحق أحق من أن يقال و يبتع...
إنها قطرة من محيط ، عينة من المعاناة التي يتكبدها الطالب الجزائري الذي يسعى إلى تحقيق أحلامه بكل شغف لكن سرعان ما يصطدم بمحيط متعفن هو إدارة الجامعة الجزائرية التي التهمت الملايير من أموال الشعب دون إعطاء نتيجة .
إنه لواقع مرير ذلك الذي تغرق فيه الجامعة الجزائرية، خدمات جامعية تنتهك كرامة الإنسان وتضربه في صميم إنسانيته ولكم في إقامتي خير مثال على ذلك فاليوم الطالبة أسماء رحلت في صمت ضحية اللامبالاة المستشرية في الإقامة التي غرقت في الآفات الاجتماعية و أخطرها على الإطلاق -المخدرات- والمخزي أن الضحية هن طالبات .
اليوم أسماء و غدا أسماء أخرى...
#الهواري:سائق سيارة اسعاف اهتم بنقل الطالبات المميزات...
ملاحظة : الطالبة توفيت عشية الانتخابات ،لم أنشر الموضوع إلا بعد أن تقصيت عن الحادثة و جمعت معلومات أكثر و أدق ،وما خفي أعظم ...
#يوميات_طالب
#الصمت_أكبر_خيانة
#مأساة_في_وطني
#كن_أنت_الإعلام_البديل
مصعب سعدوني.
|
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2017-05-21, 17:36
الجامعة الجزائرية تتسبب في وفاة طالبة علم كفيفة
العرض العادي
